حرب إنكلترا وألمانيا     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الأحد 22/ 6/ 1941 نشبت الحرب اليوم بين ألمانيا وروسيا، ثم أعلنت إيطاليا أنها في حالة حرب مع روسيا، لعل اليابان تعلن مثل ذلك، ومن يدري لعل العالم كله ينغمس في هذه الحرب. لست من رجال السياسة ولكنني أعتقد أن الحرب في الأصل بين ألمانيا وإنكلترا، وأما الأمم الأخرى التي دخلت فيها في هذا الجانب أو في ذاك هي على الهامش. إذا أردنا أن نوازن بين ألمانيا وإنكلترا لنرى كفة أيهما هي الراجحة فلابد أن تكون الموازنة في أمرين: السياسة والدبوماسية "كما يقولون" والعسكرية. إذا وازنا بين ألمانيا وإنكلترا دبلوماسيا فماذا نجد ؟ طلبت ألمانيا من بولونيا قسما من بلادها قالت إنكلترا لبولونيا: لا تخضعي لها. فإلى أي جانب مالت بولونيا ؟ لو سلمت بولونيا لألمانيا بما تريد لقلنا إن سياسة ألمانيا تغلبت على سياسة إنكلترا. وهكذا وقع في كل البلاد التي تحرشت بها ألمانيا مما اضطر ألمانيا ان تحارب الأمم كلها. ومعنى ذلك أن سياستها أخفقت مع الجميع. قد يظهر لأول وهلة أن سياسة ألمانيا تغلبت على سياسة إنكلترا في روسيا إذ تزاحمت الدولتان ألمانيا وإنكلترا على استدراج روسيا إلى جانبها فنجحت ألمانيا وأخفقت إنكلترا، ولعل الواقع أن إنكلترا رأت أن روسيا اشتطت في مطالبها فآثرت أن تتورط ألمانيا في إجابة هذه المطالب على حساب غيرها، على اعتقاد منها أن ألمانيا لا تستطيع أن تحقق مطالب روسيا، من جهة تنقلب روسيا عليها، وأن هذا الإسراف في الوعود يضر يمصالح تركيا من جهة تنضمم إلى إنكلترا وكانت النتيجة أن إنكلترا كسبت ود تركيا وان هذا الاتفاق بين ألمانيا وروسيا الذي افتخرت به ألمانيا انهار وفقت فيه لم يلبث أن انهار: أي السياستين تغلبت؟ ثم نأخذ إيطاليا: إن انضمام إيطاليا إلى المحور لم يكن لأن إيطاليا توافق ألمانيا على مذهبها الجديد، ولكن لأن إيطاليا طلبت من فرنسا وإنكلترا مطالب لم تجيباها إليه فهددتهما انها تنضم إلى ألمانيا، كأنها الطفل يهدد غيره بأنه يقول لأبيه او لأمه، فانضمام إيطاليا إلى ألمانيا لم يكن لاتفاقهما في المبدأ، ولكن لتستعين إيطاليا بألمانيا، وكذلك قل في اليابان، فأنت ترى من ذلك كله أن ألمانيا لو فتشت البلاد كلها لم تجد حليفا، لأن مصلحتها تخالف مصالح الناس أجمعين. ثم لو وازنا بين ألمانيا وإنكلترا عسكريا لا تستطيع ألمانيا ان تفتخر أنها تغلبت على دول كثيرة، لأن هذه الدول صغيرة وضعيفة أولا، ولأن إنكلترا لا تستطيع أن تنجدها لبعدها عنها ثانيا، فضلا عن أن إنكلترا لم تكن مستعدة للحرب فاغتنمت ألمانيا الفرصة وفعلت ما فعلت ولكن إنكلترا تقول من جهتها: هذه إيطاليا فقد بلغ أسراها مئتين وخمسين ألفا وقد انتزعت منها كل مستعمراتها، فهذا الانتصار لا يقل فخرا عن انتصار ألمانيا إذا جاز لألمانيا ان تفتخر. ثم هذه العراق التي حاولت أن تثيرها عليّ قد أخمدت الفتنة فيها في أيام معدودة، وهذه سوريا التي حاولت أن تتخذها طريقا إلى العراق وفلسطين فقد استوليت عليها في أيام معدودات. الاثنين 30/6/ 1941 قلت في بعض يومياتي السابقة إن هذه الحرب هي في أصلها بين الألمان واليهود ولماذا؟ لا شك أن أشد ما يكون النزاع بين الواحد ومثيله لأن حياتهما من جنس واحد، هما يتنازعان الشيء الواحد، لا نزاع بين الجمل والإنسان، لأن الجمل لا ينازع الإنسان في طعام، فإن طعام هذا غير طعام ذاك، لا ينازعه في علائقه الجنسية لا الجمل يطلب المرأة ولا الإنسان يطلب الناقة، لا ينازعه في مأواه، فمأوى هذا لا يناسب ذاك، ولكن النزاع أشد ما يكون بين جمل وجمل وبين إنسان وإنسان لأن الواحد يحتاج ما يحتاجه الآخر، ويشتهي ما يشتهيه، فهل الألمان واليهود متشابهان ؟ اليهود يقولون نحن شعب الله المختارن والألمان يقولون: "نحن أرقى أنواع البشر" اليهود يسودون العالم بنفوذهم المالي وتوراتهم، والألمان يحاولون أن يسودوا العالم، اليهود يحاولون أن يصبغوا العالم بالصبغة اليهودية والألمان يحاولون أن يصبغوا العالم بالصبغة الألمانية اليهود يحاولون أن يسخروا العالم لخدمتهم والألمان يحاولون أن يسخروا العالم لخدمتهم، اليهود يكرهون الناس أجمعين، والألمان يكرهون الناس أجمعين، وهكذا إذا لا عجب أن يصطدم الشعبان، أن ينازع الواحد الآخر البقاء والسيادة، والنصر بيد الله يؤتيه من يشاء. |