البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : تاريخ أدب عصر الدول المتتابعة    كن أول من يقيّم
 صبري أبوحسين 
3 - فبراير - 2010
توطئة:
أدب الدول المتتابعة مصطلح علمي شاع في التعليم الجامعي اسمًا لمساق أدبي يركز على دراسة الفترة التي تقع بين مرحلة ضعف الخلافة العباسية وانهيار الخلافة العثمانية... وله مرادفات كثيرة في كتابات الدارسين، والتزم الباحثون في بحثه مناهج مختلفة المنابع والمشارب...
وقد نال ظلمًا كبيرًا من قبل معظم المستشرقين وأذيالهم، فبنوا بيننا وبينه جدارًا عاذلاً، وأحدثوا عند معظمنا قطيعة معرفية مع تراثه الثر الزاخر المغمور المطمور جلُّه إن لم يكن كله!
وسأحاول في هذا الملف أن أعرض لأبرز معالمه وقضاياه من خلال جملة إشكاليات، لعلها تتمثل في الآتي:
*إشكالية المصطلح.
*إشكالية التحديد التاريخي للعصر.
*إشكالية المنهج الموضوعي في عرض النتاج الأدبي لهذا العصر..
*بيان الحيوات:الساسية والاجتماعية والثاقية لهذا العصر من منظور أدبي.
*تعديد الملامح العامة لشعر العصر ونثره، وبيان ما فيه من ومضات تجديدية...إلخ
أسأل الله أن يعيننا على تفصيل ذلك وتحليله في قادم التعاليق.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تبقى أستاذي الكبير...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ماذا قصدتَ بسلبيات كتاب د/ بكري؟
 
كل ثناء مهما تعددت نواحيه أو طالت روابيه أو برقت نواصيه يبقى عاجزًا أمام غرض بسيط الشكل عميق المضمون وهو الإحاطة بفضلك الكبير على إبداعي وتميزي؛ لذا فإني يا أستاذي مهما أنجزتُ ومهما تقدمتُ ومهما اشرأبّت الأعناق إلى أدائي وإلقائي ، ومهما ذاع صيتُ شاعريتي بين ألسنة الأساتذة والطلاب
أبقى طالبك الغِر المحتاج دائمًا إلى نقدك وتشجيعك.
أبقى طالبك الصغير الذي ارتدى ثوب الوفاء لشخصك وجهدك وأبى أن يخلعه حتى الردى.
أبقى طالبك الصغير الذي تمنعه هالة الإخلاص المحيطة به أن يجعل لك بديلا.
أبقى طالبك الصغير الذي أخذ على نفسه عهدًا أن لا يجعلك إلا راضيًا عن أدواره على الساحة الإبداعية.
أبقى طالبك الصغير الذي يهدف دائمًا إلى أن يكون الأفضل بين طلابك. 
أبقى طالبك الصغير الذي يتطلع إلى اليوم الذي يراك فيه حاملا النسخة الأولى من ديوانه الأول.
أبقى طالبك الصغير الذي يعتريه حزن شديد على هذا العام الأخير الذي سيوقف الإبداع والنقد.
 
 
أبقى ... وأبقى ... وأبقى ... ماذا أقول بعد؟ لقد جف يراعي وفاضت النفس بالوجدان، وخالج الحاضر الذكريات الجميلة، فاعذر يراعي العاجز.
وأنشِد مفجوعًا في لجّتي السوداء : "أبقى في أعماق المشاعر أخدودًا تهابه الأفراح". 
فأين ذهب طماح الذؤابة؟؟؟ 
يدي هتفت لكم قلمي ينادي:           حروفي فضَّلت بوحًا أمينا
ودمتم أجمل الذكرى تروي            محاسنكم لسان المخلصينا
 
*طماح
23 - فبراير - 2010
إشكالية المصطلح    كن أول من يقيّم
 
إشكالية المصطلح:
مصطلح أدب الدول المتتابعة مكون من ثلاثة مفردات، بيانها كالتالي:
أدب: ويقصد به الكلام الفني الجميل المؤثر، المعبر عن الأفكار، والمصور للعواطف، سواء كان شعرًا أو نثرًا.
الدول: جمع دولة، وهي في الاصطلاح التراثي:نظام سياسي يقوم فيه حاكم بتسيير شؤون منطقة ما، مستقلاًّ بها، متمتعًا بخيراتها وحده أو مع بطانته أحيانًا! أو مع شعبه حينًا!
المتتابعة: وصف يوحي بالتمزق والانقسام، كما يعبر عن سرعة الحدث(أي حدث الدولة إنشاءً أو انهيارًا)...
 أما المفهوم العلمي لهذا المصطلح فيقصد به في نظري:
ذلك النَّتاج الأدبي الصادر عن مبدعي فترة ما بعد ضعف الخلافة العباسية وتمزقها إلى دويلات مستقلة متتابعة تتابعًا سريعًا وعجيبًا، منذ القرن الخامس تقريبًا وحتى بداية العصر الحديث. ومدة هذا العصر ثمانية قرون تقريبًا.
وهذه الفترة من تاريخ أمتنا أطلق عليها عدة إطلاقات من قبل الباحثين، كما أن تحديد بداية هذا العصر ونهايته كان محل خلاف بين الباحثين...
*صبري أبوحسين
3 - فبراير - 2010
مترادفات المصطلح:    كن أول من يقيّم
 
مترادفات المصطلح:
من الإشكاليات المتصلة بمصطلح (عصر الدول المتتابعة) أنه أطلق عليه عدة مترادفات لدى الباحثين، منها:
*عصر الدول والإمارات:
أطلقه الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله تعالى- قاصدًا به الفترة من سنة 334هـ وما بعدها؛ فقد قرر في موسوعته(عصر الدول والإمارات) أن الاستمرار بالعصر العباسي حتى منتصف القرن السابع الهجري من الأخطاء المنهجية، قال: "هو خطأ محض؛ لأن سلطان الخلافة العباسية كان قد تداعى أركانه منذ دخول البويهيين بغداد سنة‏  (334هـ)".‏
وبناء على هذه الرؤية يطلق د.شوقي ضيف تسمية "عصر الدول والإمارات" على حقبة طويلة من تاريخ الأدب العربي، فيجعل هذا العصر يبدأ مع دخول البويهيين بغداد ويمتد حتى العصر الحديث قائلاً: "عصر الدول والإمارات الممتد من سنة 334 للهجرة إلى العصر الحديث".‏
وهو مصطلح فضفاض، جامع غير مانع، وأحيانًا يكون ملبسًا!
*عصر الانحدار:
أطلقه الدكتور جودة الركابي في كتابه(الأدب العربي من الانحدار إلى الازدهار). وهو مصطلح فيه تجنٍّ، وحكم معمم مسبق على هذه الفترة ، وقد تأثر فيه الدكتور بالمستشرقين دون أن ينظر أولاً في إبداع العصر نقديًّا وموضوعيًّا!
*العصر المملوكي والعثماني:
مصطلح أطلقه الدكتور بكري شيخ أمين في كتابه(مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني)، وكذلك الدكتور عمر موسى باشا في كتابيه: (تاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي)، و(تاريخ الأدب العربي في العصر العثماني) وهو مصطلح محدد لكن لا يمكن إطلاقه على كل الفترة، بل يطلق على فترة حكم المماليك والعثمانيين فقط.
*العصر التركي:
مصطلح أطلقه الأستاذ أحمد حسن الزيات في كتابه(تاريخ الأدب العربي)، وقَصد به نسبة العصر إلى الفئة الغالبة والحاكمة والمسيطرة في كثير من بقاع العالم الإسلامي حينئذٍ، ولكنه أيضًا غير محدد لأن هذه الفترة شهدت فئات حاكمة كثيرة من غير الجنس التركي مثل العرب والفرس وغيرهما!
*العصر الوسيط:
مصطلح أظنه استشراقيًّا قصد به الإيحاء بأن أمتنا مرت بالعصور التي مرت بها أوربا من عصر قديم، وعصر وسيط، وعصر نهضة، وأن العصر الوسيط عندنا وعندهم هو عصر مظلم، بسبب سيطرة رجال الدين والحكام على مقاليد الحياة، وأنه لا خلاص لنا ولا نهضة إلا بالتحرر من ربقة هذا الثنائي البغيض في نظرهم، أو كما يعبرون: اشنقوا آخر الحكام بأمعاء آخر رجل من رجال الدين، الذين حرموا علينا جنة الدنيا، وتمتعوا هم بها، ومعهم حكامهم، والذين حولوا دنيانا إلي نار الجحيم! ...
 ومن ثم فهو مصطلح أوربي وافد غير مقبول...
ومن ثم يبقى مصطلح أدب الدول المتتابعة مقبولاً سائغًا لدى الباحثين، لما فيه شيوع، ولما أضافته لفظة(المتتابعة) من تحديد وإيحاء...
*صبري أبوحسين
3 - فبراير - 2010
عن مصطلح أدب الدول المتتابعة     كن أول من يقيّم
 
عن مصطلح أدب الدول المتتابعة
تذهب الدكتورة زينب بيرة جكلي إلى أن هذا المصطلح خاص بالدكتور نعيم الحمصي، قالت في بداية محاضرة لها:" وفي مقدمة محاضرتها قالت الدكتورة زينب : "  كان أول ما سمعت عن هذا المصطلح عنوان كتاب ( نحو فهم جديد ومنصف لأدب الدول المتتابعة )  للدكتور المرحوم  نعيم الحمصي ، وقد تحدث فيه وأفاض عن أدب الحروب الصليبية ، ثم ضاع المفهوم مع وفاة صاحبه أو كاد ، ورسخ في الأذهان ما تعارف عليه الدارسون من مصطلحي العصر المملوكي والعثماني". ولكني أرى أن هذا المصطلح خاص بالدكتور عمر موسى باشا؛ إذ يلاحظ قارئ مؤلفات الدكتور أنه استخدمه في رسالة الدكتوراه المعنونة بـ: "الأدب في بلاد الشام، في عصور الدول المتتابعة" -التي نالها "بمرتبة الشرف الثانية من كلية الآداب بجامعة القاهرة في الثالث من شهر حزيران سنة (1964م)-التي طبعت بعنوان:"الأدب في بلاد الشام، عصور الزنكيين والأيوبيين والمماليك"، ثم جعل هذه التسمية عنوانًا لكتاب خاص أصدره عام 1967 بعنوان: "أدب الدول المتتابعة". فكتاب الدكتور نعيم الحمصي: "نحو فهم جديد منصف لأدب الدول المتتابعة وتاريخه" طُبِع في مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية سنة1978م/1979م.
*صبري أبوحسين
4 - فبراير - 2010
تابع المصطلح    كن أول من يقيّم
 
تابع المصطلح:
من الإطلاقات الأخرى التي أطلقت على هذه الفترة العصر المغولي، وعصر الانحطاط، وعصر التماسك...  
*صبري أبوحسين
4 - فبراير - 2010
تحديد عصر الدول المتتابعة    كن أول من يقيّم
 
‏تحديد عصر الدول المتتابعة:
 من الصعب تحديد بداية عصر الدول المتتابعة ونهايته؛ وذلك للخلاف بين الباحثين في ذلك:
فيذهب الدكتور شوقي ضيف إلى أنه يبدأ سنة 334هـ وينتهي سنة 1213هـ...
ويذهب الدكتور عمر موسى باشا إلى تحديد العصر بين عامي (648-1213هـ)..
وتذهب الدكتورة بيره جكلي إلى أن عصر الدول المتتابعة يعني العصر الذي حكم فيه غيرُ العرب العربَ والمسلمين ، وهو يبدأ من مطلع القرن السابع الهجري، وينتهي بالثورة العربية الكبرى في1335هـ/1916م، وهي السنة التي انتهى فيها حكم غير العرب في الأراضي العربية...
ويذهب الدكتور أحمد حسن الزيات إلى أن هذا العصر يبتدئ بسقوط بغداد عام 656هـ وينتهي عند النهضة الحديثة سنة 1220هـ عشرين ومئتين وألف للهجرة...
ويأتي موقف حنا الفاخوري في كتابه "تاريخ الأدب العربي" معززًا هذا الاتجاه، إذ يجعل العصر العثماني جزءًا من عصر أشمل،فيقول:"العهد التركي 1258-1798م/ 656-1213هـ"
ومن هذا يتضح لنا مدى صعوبة تحديد بداية العصر أو نهايته تحديدًا صارمًا حازمًا؛ إذ إن العصور تتداخل والآداب تتشابك والنماذج تختلط، وإنه ليس من سور حديدي بين أدب وأدب أو بين عصر وعصر...
 
*صبري أبوحسين
4 - فبراير - 2010
قيمة دراسة أدب الدول المتتابعة:    كن أول من يقيّم
 
قيمة دراسة أدب الدول المتتابعة:
أدب عصر الدول المتتابعة محتاج إلى من يجمِّل صورته ويبيِّن فوائده وآثاره الطيبة؛ نظرًا للهجوم الكبير الذي ناله من قبل المستشرقين وأذيالهم؛ حيث وصموه بالانحطاط والجمود والانحدار والانهيار والتخلف... وما إلى ذلك من إطلاقات معممة جائرة، تقف حجر عثرة وجدارًا عاذلاً بين الطالب وهذا الأدب، ومن ثم لا يجد الطالب أمامه دافعًا على دراسة هذا الأدب وتعلمه... وعلاجًا لذلك لابد من تعديد فوائد دراسة هذا الأدب وتعلمه في بداية دخوله من قِبَل المتخصصين فيه:
*متابعة دراسة الأدب العربي في رحلته الطويلة منذ بدايته الجاهلية إلى حالته الحداثية الآنية.
*التعرف على الحيوات السياسية والاجتماعية والثقافية للأمة في هذه الفترة الطويلة(ثمانية قرون تقريبًا) وكيفية تصوير الأدب لها.
*التعرف على كيفية مواجهة الأمة للغارتين الصليبية والتترية ووسائل الخلاص منهما.
*التعرف على شخصيات فكرية وأدبية بارزة ومحلقة في تراثها، تعد قدوات حسنة أمام الناشئة، أمثال ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي وابن منظور وابن خلدون والسيوطي... وغيرهم.
*التعرف على كيفية دراسة المستشرقين لتراث الأمة وإبداعها في هذه الفترة، وقدرتهم على نشر الأكاذيب النقدية حولها...
*التعرف على المنهج الموضوعي الأمثل في نقد النتاج الأدبي لهذه الفترة.
*فتح باب كبير أمام الباحثين والباحثات للتعمق في نتاج أدبي بِكرٍ ثَرٍّ مغمور مطمور...
*صبري أبوحسين
4 - فبراير - 2010
المنهج الموضوعي في دراسة أدب العصر:    كن أول من يقيّم
 
المنهج الموضوعي في دراسة أدب العصر:
صب المستشرقون وأذيالهم جام غضبهم على هذا العصر واستطاعوا أن يغرسوا - للأسف – في العقلية العربية الحديثة-إلا من عصم الله وهم قلة- أن أدب عصر الدول المتتابعة لا فائدة منه ولا طائل من ورائه، وأن على الأمة العربية أن تنساه أو تتناساه وتتجاوزه حتى تعيش العصر الحديث وأن تتأسَّى في ذلك بأوربا التي ثارت على عصرها الوسيط المظلم وهدمته فصارت في عصر النهضة والحداثة التي نراها الآن رأي العين في كل مجالات الحياة. وقد استخدموا في سبيل تحقيق هذه الخطة أدوات منهجية عدة منها:
-   الاستقراء الناقص!
-   التعميم المفتعل الجائر!
-   تجاهل الإيجابيات!
-   تضخيم السلبيات!
-   نشر معايب العصر ومظالمه على نطاق واسع في معاهد التعليم ووسائل الإعلام!
والمنهج الموضوعي الأمثل لدراسة أدب هذا العصر يتمثل في تغيير هذه الأدوات المنهجية، على النحو الآتي:
-الاستقراء التام، والتفصيل الواضح في الأحكام.
-التركيز على الإيجابيات ونشرها على نطاق واسع تعليميًّا وإعلاميًّا.
-الإقرار بالسلبيات وإعطائها حجمها الواقعي دون مبالغة أو تجاهل!
-العمل على تشجيع البحث الأكاديمي المتخصص في أدب هذا العصر في كل الجامعات...
-العمل على جعل مساق أدب الدول المتتابعة مساقًا كبيرًا مميزًا من حيث وعاؤه الزمني، وتقسيمه إلى مساقين أو أكثر، كي تصل مفرداته  إلى الطالب وصولاً مفصلاً دقيقًا عميقًا...
*صبري أبوحسين
4 - فبراير - 2010
مجمل رأي الباحثين في أدب العصر:    كن أول من يقيّم
 
مجمل رأي الباحثين في أدب العصر:
تعاقبت على دراسة الأدب العربي ـ بكمِّه وكيفه الكبيرين المجيدين ـ نظريات متنوعة واتجاهات مختلفة ومدارس متباينة؛ كلها تتغيا تسهيل دراسة ذلك الأدب العريق في عمره وبيئته، وفي أعلامه ومعالمه، وفي ثراء نصوصه ونماذجه.
      وتعد النظرية المدرسية ـ التي اعتمدت على المنهج التاريخي وبنت عليه دراساتها ـ  من أشيع النظريات في الدرس الأدبي لدينا الآن حتى غدت تقليدًا جرى عليه معظم المؤلفين ومعظم الجامعات العربية في تدريسها للأدب العربي.
     وقد نال الأدب العربي ـ عن طريق هذه النظرية ـ في عصر الجاهلية، وعصر صدر الإسلام، وعصر بني أمية، وعصر بني العباس، حظوة بالغة من قبل الدراسين قديمًا، وإلى يومنا هذا.
وهوـ فعلاً ـ أدب جيد جذاب يستحق هذه الحظوة؛ إذ بلغ القمة الفنية والفكرية في غالب نصوصه، فلم يسقط أو يضعف منه إلا شذرات من الأعمال الأدبية المتكلفة الصادرة عن أناس لا صلة لهم بالإبداع، ولا موهبة لديهم ولا صدق فيما ينشئون أو ينظمون.
        ولكن ـ وما أمرَّ لكن هذه ـ لم توجد أو تُوجَّه جهود متماثلة إلى الأدب العربي في هذا العصر من قبل الدارسين؛ وذلك راجع إلى اعتقاد ترسَّخ لدى كثير منهم بأن ذلك السقوط كان حدًّا فاصلاً صارمًا مميزًا بين قوة الدولة العربية الإسلامية ممثلة في الدولة العباسية، وبين ضعفها وانحلالها وانهيارها ممثلة في عصر الدول والإمارات حيث الأيوبيون والفاطميون والمماليك والعثمانيون.
ومن ثمَّ كان ـ كذلك ـ الحد الفاصل ـ في زعم الكثيرين ـ بين مرحلتي قوة الأدب العربي وضعفه.
        وتلك رؤية استشراقية، غير موضوعية، تصب جام غضبها على إبداع هذا العصر، بإعطاء حكم عام مسبق عليه بأنه جامد منحط منحدر متكلف، يكررون ذلك وينشرونه على نطاق واسع بكل ما أوتوا من وسائل إعلامية وإعلانية، وقد بدأ هذه الهجمة المغرضة بعض المستشرقين وتبعهم فيها بعض الدارسين العرب أمثال: جورجي زيدان وطه حسين وشوقي ضيف وجودت الركابي... وآخرين.
 وقد واجهها عدد من الباحثين الجادين الموضوعيين، منهم: العلامة محمود شاكر، و الدكتور محمود رزق سليم، والدكتور محمد مصطفى هدارة، والدكتور ناظم رشيد، والدكتور بكري شيخ أمين، والدكتور عمر موسى باشا، والدكتور نعيم الحمصي، والدكتور محمد زغلول سلام، والدكتورة زينب جكلي، والدكتور حسن عبدالرحمن سليم، والدكتور صبري أبو حسين، وآخرون...
*صبري أبوحسين
7 - فبراير - 2010
تفسير تحامل المستشرقين:    كن أول من يقيّم
 
تفسير تحامل المستشرقين:
أرجع تحامل المستشرقين على أدب الدول المتتابعة إلى الأسباب الآتية:
*ما تنطوي عليه الشخصية الاستشراقية -أحيانًا- من روح الحقد والحسد للأمة تاريخًا وحضارة!
*ما يحتويه العصر من دروس سياسية وعبر فكرية مقلقة للغرب حيث روح التحرير، ونزعة الجهاد، وحب الدفاع عن وحدة العالم الإسلامي، والعمل على توسيع رقعته في العالم.
*ما يحتويه أدب العصر من معالم تسهل التحامل عليه، حيث توجد فنون التصنع ونصوص الأدب العامي والشعبي، بجوار أدب الطبع والصنعة...
*تكاسل العقلية العربية الباحثة، وعدم حرصها على التعمق في دراسة الأدب العربي في كل عصوره دراسة منهجية بعيدة عن التأثر بالأحكام المسبقة!
*صبري أبوحسين
9 - فبراير - 2010
 1  2  3