دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة التعـليـم العـالي والبحـث العــلمي كلية الدراسات الإسلامية والعربية /دبي قـســــم الـلـغــة الـعـــربيــة وآدابـــهـا بحث بعنوان: " أوزان الشعر المستحدثة في العصر العباسي" الباحث : طمّاح الذؤابة السنة الثالثة مقدم للدكتور: عبد الباقي حسين السنة الجامعية:1430ـ 1431هـ 2009ـ 2010م (المقدمة) اللهم لك الحمد ملء السماوات و الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئتَ من شيء بعد. اللهم صل على سيدنا محمد بعدد قطر الأمطار ورمل القفار، وكلما تعاقب الليل والنهار، وكلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون، وبعد: وهكذا انطوت ثنايا بحثي هذا على أوزان شعرية مستحدثة برزت في العصر العباسي. وقد اخترتُ هذا البحث تماشيًا مع ميول وفضول كلَّ عُشاق الشعر في معرفة كل جديد فيما يخص الإبداع الشعري، وهو موضوع مهم ؛ فهو يعالج سبب نشأة تلك الأوزان، أي يفتح لنا بابًا للمقارنة بين ظروف الأدب الجاهلي والأدب العباسي، والاطلاع على أثر اختلاط الثقافات وتعدد الأجناس في مجتمع واحد، كذلك فمعرفة تلك الأوزان تفسح المجال للنظم أمام الكثيرين ممن عجزوا عن النظم على الفصيح العمودي بما عُرض بشكل ميسَّر ومُبسَّط في هذا البحث. وقد قمتُ بإيداع السطور ثمانية أوزان مستحدثة كل واحد منها ضمن مبحث خاص به، لكل وزن اسمه، ومفهومه، وطريقة النظم عليه، وشرح مبسط لما أتِيَ به للتمثيل، وسامح الله أستاذي الذي طلب ذلك؛ فهناك أمثلة تعاف النفس شرحها، وقد حاولتُ محاولة بسيطة للنظم على أحد الفنون بعد أن مهّدتُ لهذا الموضوع بتمهيد به: معنى الشعر عبر العصور، والموسيقى العربية ونشأتها وأثر الغناء، والتجديد في البناء الفني للقصيدة، و الخروج على الوزن، والتعريف ببعض المصطلحات العروضية التي وردت في البحث. ويكاد لا يخلو بحث من صعوبات تواجه الباحث أثناء البحث، لعل أبرزها تكلف الهم في طريقة تنسيقه في خِضَمّ المشاغل الجامعية والحياتية، والبحث عن الكتب المناسبة. والله من وراء القصد يهدي السبيل. الاثنين: 27/ذي الحجة/1430هـ. 14/ 12/2009م. 8:30مساءً. (إهـــــــداء) أهدي بحثي هذا إلى كل من شجعني يومًا، وكان سببًا في الارتقاء بمستواي العلمي والثقافي، وأذكى فيّ جذوة الطموح والسعي وراء النجاح ، و ذلـّلَ لي قمم التميز والتفنن في الإبداع الشعري. ..جزاهم الله عني خيرًا ، ورزقهم سعادة الدارين.. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ ( تـــمـهــيــد ) فقد ظل الشعر فن العرب الأثير إلى نفوسهم على امتداد تاريخهم، ومن حين إلى آخر نلاحظ ميول النفس البشرية إلى التلوين في بــِـنى فنـِّه الشعري ؛ حتى يتمكن الشعر من تلبية حاجات النفس الغلابة في كل مرحلة . ويظفر الدارس بأشكالٍ كثيرةٍ اتخذها النظم العربي على مدى القرون التي أعقـَبَتْ القرنَ الثالث الهجري إلى زمان الناس هذا. وليست هذه الأشكال كلها من الشعر الفصيح الذي عرفه العرب في جاهليتهم وما تلا ذلك من عصور، بل هي أشكال نظمية مستحدثة أمْلتـْها عوامل كثيرة ربما يكون أبرزها حاجة الناس إلى كلام يسْهُل تلحينه وغناؤه للتعبير عن أطراب النفس الجائشة. هذا بالإضافة إلى عواملَ أخرى كدخول المولدين نطاق الدولة العربية، كل هذا أدى إلى التساهل في نطق الألفاظ العربية الفصيحة ومجاراة النطق العامي .() ولقد كان من الضروري الإشارة إلى بعض الأمور قبل البدء بعرض مادة البحث ، ألا وهي: |