البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أهدى سبيل في صناعة الشعر الحر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
15 - نوفمبر - 2009
 
أهدى سبيل إلى صناعة الشعر الحر
كثير من شُداة الشعر وعشاقه يمتلكون عناصر مختلفة من وسائل إبداعه، من عاطفة، ولفظ، وتعبير، وتصوير، لكن يجدون صعوبة كبرى في صبِّ تجاربهم في القالب الشعر التراثي العتيق المنبني على الوزن المتسق، والتفعيلة الموحدة، وتكرارهما في كل أبيات النص... وتلك عقبات أمامهم تحول بينهم وبين الإبداع، ومن ثم يخسر الشعر عددًا لا بأس به من المبدعين والمبدعات، ويفقد كمًّا من النَّتاج الشعري، ويكون ذلك في صالح الأجناس الأدبية الأخرى، لا سيما القصة القصيرة، والخاطرة. ولذا تتراجع مكانة فن الشعر، وينتقل العرب المعاصرون إلى ديوان جديد غير الشعر!
والحل الناجع في تلك المعضلة أن يلجأ هؤلاء الشداة إلى نسق الشعر الحر، يتعلمون عروضه، ويعيشون مع روائعه عند نازك الملائكة، والبياتي، والسياب، وصلاح عبدالصبور، ومحمود درويش، وأحمد مطر، ونزار قباني، والحسن الأمراني وصابر عبدالدايم...إلخ
ذلك لأن الحرية الموجودة في ذلك النسق تُيَسِّر عملية الإبداع، وتُوسِّع مساحة فن الشعر في دنيا الثقافة العربية المعاصرة والمستقبلية، وتُمَهِّد لأن يخوض هؤلاء فيما بعد الإبداع على النسق الشعري التراثي العتيق...
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن:
كيف أصنع الشعر الحر؟ كيف أصبُّ تجربتي في ذلك القالب؟
أجاب عن ذلك كثير من الباحثين على رأسهم نازك الملائكة التي تعد بكتابها(قضايا الشعر المعاصر) الخليل الثاني، والدكتور محمود علي السمان في كتابه(العروض الجديد)، والدكتور عزالدين إسماعيل في كتابه(الشعر العربي المعاصر..)...وآخرين.
    وإني في هذا الملف أحاول أن آخذ بيد هؤلاء الشداة إلى تلك الصناعة، لعله يخرج منهم شعراء يضيفون جديدًا، ويتمتعون ويُمتعون، دونما نظرٍ إلى تلك الهجمة الشرسة على ذلك النسق الشعري الحر، من قبل من يتعصبون، ويجادلون في قضايا نسبية، ليس فيها ضرر أو ضرار، وينطلقون في رؤاهم من نظرية المؤامرة التي يعيش أصحابها ليلَ نهارَ في الهدم والتربص والاتهام والتحريم... وما إلى ذلك من وسائل سادية استعلائية عنصرية!!!
د/صبري أبوحسين
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الأساليب العروضية في النص    كن أول من يقيّم
 
الأساليب العروضية
        ظاهر أن أسلوب التكرار يشيع في النص، وهو أسلوب له أثره في الإيقاع والمبنى والمعنى، كما يتضح وجود أسلوب التضمين في قوله:
 
أحفَيتُ عُمري.. وأنا
أبحثُ عن (شَريفْ)

        فالسطر الثاني جاء جملة فعلية في محل رفع خبر ضمير المتكلم(أنا) الموجود في السطر الأول...وهذا سهل إدراكه في سائر النص.
وكذلك نجد أسلوب التدوير في قوله:
 
طفقت طول الوقتِ

أستفسرُ عن أخبارهِ

 
        فالتفعيلة الثانية في السطر الأول لا تكتمل إلا بقراءة السطر الثاني... وقد أشار الشاعر إلى الأسطر المدورة بتحريكه آخرها، أما ساكنة الآخر فهي تامة التفعيلة، لا تحتاج إلى ما بعدها. وأسلوبا التضمين والتدوير ساعدا الشاعر في تحقيق وحدة وترابط بين سطور نصه.
*صبري أبوحسين
13 - ديسمبر - 2009
قافية النص    كن أول من يقيّم
 
القافية في النص:
        برزت القافية في النص بروزًا واضحًا، وقد تنوعت بين:
 
-القوافي المتوالية كما في قول الشاعر:
 
لَم يَكُن في أيِّها شَريفْ .
بَحثتُ في دَوائرِ البناءِ والتّنظيفْ
لَم يَبدُ لي شَريفْ .
فَتّشتُ في مَصارفِ الإنماءِ والتّسليفْ
 ما لاحَ لي شَريفْ
.

        ويلاحظ من تكرار الشاعر لفظة(شريف) في نهاية بعض أسطر قصيدته أنه لا يتحرج من تكرار كلمة القافية بلفظها ومعناها، وذلك من مظاهر تحرره في بناء قوافيه.
وفي قوله:
أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ :
يا واسِعَ الإحسانِ
يا حَنّانُ يا مَنّانْ
                       
        ويلاحظ أنه جاء بالقافية مرة مقيدة كما في (الأحزانْ) وأخرى مطلقة، كما في (الإحسانِ)، وهذا أيضًا من دلائل تحرره في بناء قوافي نصه.
-القوافي المتقاطعة، بأن تأتي القافية في سطر، ثم يعود إليها الشاعر بعد سطر أو أكثر، كما في قوله:
وآذَنَتْ أقدارُنا أن يَسقُطَ الطُّغيانْ
فَعادتِ الآمـالُ لي
في أن أراهُ عائداً
بعَودةِ الأوطان.
 ها هُو ذا زَمانُهُ المأمولُ مِن زَمانْ

                       
        فقد عاد الشاعر إلى قافية السطر الأول(ان) بعد مرور سطرين.
*صبري أبوحسين
13 - ديسمبر - 2009
تابع القافية    كن أول من يقيّم
 
-القوافي المرسلة، بأن يكون لكل سطر نهاية مخالفة لنهاية السطر التالي، كما في قول الشاعر:
سَمِعتُ يوماً أنّهُ
فَـرَّ إلى ...([1])
 وَدُونَ كُلِّ رَهْطِهِ
قد عاشَ فيها عاطِلاً
إلاّ عَنِ الإيمانْ!
وَقيلَ، يوماً، إنّهُ
مُختبىءٌ في الرِّيفْ.
وَقيلَ، يَوماً، إنّهُ
                       
        ولعله بهذا التحليل العروضي لرائعة الشاعر الساخر أحمد مطر (خَـرج ولم يعد)، نكون قد أعطينا صورة واضحة عن أبرز معالم الشعر الحر وقواعده وأساليبه.


([1]) مكان النقط علم على مكان.
*صبري أبوحسين
13 - ديسمبر - 2009
الشعر الحر ميدان للشاعر الناضج    كن أول من يقيّم
 
 
 
ذلك لأن الحرية الموجودة في ذلك النسق تُيَسِّر عملية الإبداع، وتُوسِّع مساحة فن الشعر في دنيا الثقافة العربية المعاصرة والمستقبلية، وتُمَهِّد لأن يخوض هؤلاء فيما بعد الإبداع على النسق الشعري التراثي العتيق...
 
تحية طيبة لدكتور صبري أبو حسين على هذا الملف الشائق، الذي يدعو إلى التفكر والتأمل في حال الحداثة الشعرية المعاصرة، فوق أنه غزير الفائدة في مجال التعرف على طبيعة الشعر الحر( شعر التفعيلة ) الشكلية . وتحية طيبة إلى الأستاذ محمد هشام وإلى كل من يطالع هذا الملف المفيد ، وبعد:
إن القول بأن يبتدئ الشاعر الناشئ بممارسة الشعر الحر ثم ينتقل إلى ممارسة الشعر العمودي، لهو قول فيه نظر، بعد الاستئذان من أخي وأستاذي د.صبري  . فالمرحومة نازك الملائكة نفسها رأت خلاف ذلك . ففي رسالتها الإرشادية إلى شاعر ناشئ أكدت على أن ممارسة نظم الشعر العمودي يجب أن تسبق ممارسة الشعر الحر حين قالت :
" الشعر الحر ميدان الشاعر الناضج ، فحذار أن تبدأ به رسالتك الشعرية. إن المزالق تنتظرك في دروبه، فاحرص على أن تمتلك ناصية أسلوب الشطرين امتلاكا تاما قبل أن تجازف بنظم قصيدة حرة واحدة." *
ما قالته نازك الملائكة أومن به تماما. وإن من الأدلة الدالة على صحته هي أن كل شعراء التفعيلة الجيدون مارسوا نظم الشعر العمودي سنين طوالا وبرعوا فيه من قبل كتاباتهم الشعرية الحرة، ومنهم من ظل يمارس النوعين . فنازك الملائكة نفسها نظمت على وزن بحر الخفيف مئات الأبيات ، وعلى غيره من أوزان البحور ، وكذلك غيرها من رواد الشعر الحر كما يسمون .
ولكن ما معنى قول نازك الملائكة: "إن الشعر الحر ميدان الشاعر الناضج؟" .
وفقا لظني المتواضع يمكنني القول بأن الشعر الحر الجيد عليه أن يستعيض عن تخليه الجزئي عن الإيقاع الشعري العربي لأسباب منها حرية الانطلاق والاسترسال، بما يغفر له تخليه عن ذلك الإيقاع التي تستلذه الأذن العربية، بل والشرقية عموما وتتفاعل معه . وقبل أن أتطرق إلى نوع الاستعاضة وماهيتها ، والتي تتطلب النضوج، علي أن أفرق أولا بين الوزن والإيقاع . فلو وضعنا أثقالا مختلفة المقادير الوزنية في كفة ميزان من كفتين، ثم وضعنا في الكفة الأخرى ثقلا واحدا معادلا في وزنه لما في الكفة الأولى ، لاتزنت الكفتان تماما من جهة مقادير الأوزان ، ولصار ما في الكفة الأولى مساويا في المقدار لما في الكفة الأخرى ؛ ولكن التوافق بين الكفتين من جهة الصورة الجمالية لا يتحقق إلا إذا كانت الأثقال في كل كفة من كفتي الميزان مماثلة للأخرى في العدد والشكل . وهكذا الإيقاع في بيت الشعر العمودي كما هو معلوم . تفاعيل الشطر الأول تساوي في الوزن تفاعيل الشطر الثاني وتماثلها في الشكل وفي اللفظ والنبر ، ولا تساويها في الوزن فقط . هذا الإيقاع هو ما تستسيغه الأذن والذائقة العربيتين منذ أيام طفولتهما وحتى هذه الساعة على مستوى المثقفين وغير المثقفين . وهذا الإيقاع الشعري الموسيقي هو ما جعل بعض التفاعيل الشعرية المزاحفة أكثر جمالا من غير المزاحفة ، وهو نفسه ما يمج بعض أشكال الزحاف ، أو بعض علل الزيادة أو النقص ، أو يحرمها إذا كانت تخل بالإيقاع الموسيقي للبيت الشعري ذي الشطرين . وعلى هذا ، فإن الشعر الحر قد تلاعب بالإيقاع الشعري العربي بحجة التمكن من الاسترسال كما قلنا ؛ ولكن هذا التلاعب جاء متباينا في مقداره ، فكلما كان قريبا من الإيقاع العمودي، استساغته الذائقة العربية أكثر ، وتمكن الموسيقيون الملحنون من تلحين هذا الشعر الحر من أجل أن يُغنى ، مع العلم أن القليل جدا من الشعر الحر تمكن الملحنون من تلحينه . فالشاعر الناضج كيف يكون ناضجا وهو لم يمارس الإيقاعات الشعرية العربية ممارسة تامة، ثم ينوي أن ينظم شعرا تفعيليا حرا !  هل يكفيه مجرد الاطلاع على قوانين العروض وأشكال بحور الخليل دون أن يعانيها ويمارسها!كما ان للنضوج مراحل متعددة لا يمكن ان يكتسبها ويعيها ناظم الشعر الحر دون ان تكون ترسخت فيه مفاهيم تلك المراحل نتيجة التزامه عمود الشعر رسوخا تاما. فالشاعر الحرشاعر يفترض فيه ان يكون مجددا ، ولا يمكن لأي مجدد ان يجدد وهو لا يعرف ما الذي يقوم بتجديده .
يتبع إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينظر في العدد 535 لشهر حزيران عام 2003من مجلة العربي، في باب : جمال العربية  
*ياسين الشيخ سليمان
14 - ديسمبر - 2009
رضي الله عن شيخي ياسين    كن أول من يقيّم
 
شيخي ياسين رضي الله عنك، أتمتع بتعليقاتك العميقة المحككة المنقحة، خصوصًا فيما يخص الشعر وقضاياه.
 اعلم أن الشاعر لا يكون شاعرًا إلا إذا مارس الشعر البيتي قبل السطري، وأن هذا واقع كثير من أعلام الشعر المعاصر، يبدأون بيتيين ثم ينتقلون إلى السطري...
ولكني هنا في مجال تعليم الشعر، والتدريب على صناعته... وللحديث والنقاش بقايا
*صبري أبوحسين
16 - ديسمبر - 2009
شكر عميق    كن أول من يقيّم
 
شكري العميق لأخي د. صبري على هذا الدعاء العظيم ، وأرجو الله سبحانه أن يرضى عنا جميعا ، إنه سميع مجيب . ولقد فهمت من أخي، د.صبري ، بعيد مشاركته الأخيرة، التي جعلتني ادقق في مقالته ، ما يرمي إليه منها . فهو يوجهها إلى أولئك الناشئين، الذين يرون في أوزان الخليل صعوبة بالغة ، ففضل أن يعودهم على أن يروها سهلة ، وذلك بمطالعتهم تفاعيل البحور الصافية ، والتي لا يضع شعر التفعيلة قيودا صعبة الحل على استعمالها . وما دام النقاش في موضوع شعر التفعيلة قد جرى مجراه ، وبدا محبذا لدى أستاذي د.صبري مثلما هو محبذ لدي ، فلا مانع من أن نستمر فيه إن شاء الله تعالى . فإلى لقاء قريب..
*ياسين الشيخ سليمان
16 - ديسمبر - 2009
رؤيتي للشعر الحر:    كن أول من يقيّم
 
رؤيتي للشعر الحر:
إخوتي قراء هذا الملف:
لا أزعم في هذا الملف أن الشعر الحر أفضل وأحسن من الشعر البيتي، ولا أن الشعر الحر بديل للشعر البيتي، فلست متعصبًا للشعر الحر، ولست متعصبًا للشعر البيتي...
ولكني أدعو-رغم أنني أزهري ومتخصص في الأدب القديم- إلى أن يكون للشعر الحر وجود عند المبدعين جميعًا:ناشئة وفحولاً، إسلاميين وليبراليين، مطبوعين ومتكلفين، وجود بجوار الشعر البيتي، وهذا حق له ولأصحابه لا يمكن لأحد أن يصادره أو يعارضه...
 لقد وجدت أن المناوئين للشكل الحر صاروا جدارًا صُلبًا - بتشددهم وتزمتهم- بين الطلبة وبين الاطلاع على روائع هذا القالب الإيقاعي، وبالتالي حرموا من خير إبداعي وفكري كثير....
إن النسق العروضي الحر آلة للشاعر يصل بها إلى المتلقي، إن أجاد الشاعر في استخدامها فهي آلة حسنة، وإن أساء فهي آلة رديئة، وينطبق ذلك أيضًا على النسق العروضي البيتي...
 وغالبًا ما أقول لطلبتي عندما أراهم يصبون جام غضبهم على الشعر الحر، متعصبين للبيتي: إن من يتمكن من الإبداع على النسق البيتي والحُرِّي معًا أفضل ممن يقتصر على أحدهما، وأمثِّل لذلك بثلاثة يريدون السفر إلى مكان ما:
*الأول: أمامه الناقة فقط!
*والثاني:  أمامه الناقة والحمارة!
*والثالث: أمامه الناقة والحمارة والسيارة أو الطيارة.
فالناقة رمز إلى الشكل البيتي التقليدي...
والحمارة رمز إلى الشكل الحر حين يكون بدائيًّا، وفيه قلق إيقاعي، وبعد كثير عن الانتظام والتناغم الإيقاعي.
والسيارة أو الطيارة رمز إلى الشكل الحر حين يكون محلقًا جميلاً، فيه ثبات إيقاعي، واتنظام وتناغم موسيقي لذيذ، يقبل عليه المتلقي بكل جوارحه.
فالشعر الحر إما أن يكون حمارة أي وسيلة وصول متعبة رديئة إلى المتلقي... وإما أن يكون سيارة أو طيارة أي يكون وسيلة وصول مريحة وحسنة إلى المتلقي...
*صبري أبوحسين
16 - ديسمبر - 2009
تحديات أمام الشاعر الحر    كن أول من يقيّم
 
تحديات أمام الشاعر الحر:
من خلال متابعتي اليسيرة لعدد من الشعراء الحُرِّيين أجد أن أمامهم عقبات كثيرة، يوافقني عليها كثير من الأصلاء، منها:
-الخلاص من الإطالة والثرثرة:
كثيرًا ما تطول القصيدة الحرة طولاً شديدًا، يصل أحيانًا أن تكون القصيدة ديوانًا، وهذا إذا صادر من شاعر مطبوع محلق عنده أدواته الشعرية الجاذبة يعد أمرً مقبولًا، لكن إذا صدر من ضعيف الموهبة أو عديمها، فهذا شر مستطير، يرهق المتلقي ويصرفه عن النص!
-      العمل على تجويد الإلقاء:
عندما أستمع إلى شاعر يلقي قصيدة حرة أحس بأن المتلقين لا يستطيعون متابعته، وهذا راجع إلى عدم تعود الأذن العربية على النسق العروضي الحر بعد، فما زالت أذنًا بيتية تراثية عتيقة، فعلى الشاعر الحر أن يواجه تلك المعضلة، التي تجعل الكثيرين يتهمون الشعر الحر بأنه أبدع للقراءة فقط!
-      تعميق المضمون لا إغلاقه:
مما يتهم به الشعر الحر أنه شعر مبهم، ومغلق، ويكاد يكون متعاليًا نخبويًّا، وليس له جمهور كبير!
-وحدة النص لا تشتته:
أحيانًا أطالع نصوصًا حرة أراها مشتتة الفكر متقلبة العاطفة، فوضوية التنسيق، لا توجد بها سيما الوحدة الموضوعية والعضوية.
-      اختلاط الإيقاع:
بعض النماذج الحرة تقع في الخلط بين التفاعيل، فينتقلون من تفعيلة إلى أخرى انتقالاً مضرًّا، بل يقعون في هفوات لغوية وإيقاعية تحدث نفورًا لدى المتلقي، بل بعضهم يقصد إلى كسر الوزن قصدًا!
*صبري أبوحسين
16 - ديسمبر - 2009
من أسباب الحد من انتشار الشعر الحر    كن أول من يقيّم
 
 
بعيد مطالعتي التحديات التي واجهها ويواجهها الشعر الحر ، والتي تفضل بها د.صبري ، أرغب في إضافة ما يلي :
هناك سبب أراه جوهريا كان له الأثر الجلي في الحد من انتشار الشعر الحر واستقراره في عقول وعواطف قارئيه مهما جرى تسويقه إعلاميا ، وهو أن العديد من رواد هذا الشعر اتهموا بالإلحاد ، واتهموا كذلك بالنقد المتمرد ( وليس النقد البناء ) على التراث الديني والأدبي والانتقاص من قيمتهما . ولن ينفع الشعر الحر أو غير الحر القول بأن الشعر لا علاقة له بالمبادئ الخلقية ، وان الشاعر لا يكون شاعرا إلا إذا كان حر الاعتقاد ويسير على هواه حتى يكون شعره صادقا ويؤدي وظيفته خير أداء . مثل هذا القول يبدو كالنفخ في قربة مثقوبة ، ولن يتفاعل الناس مع شعر شاعر يحاول أن يتفنن في تزيين أفكاره وعواطفه المنحرفة عن الصراط المستقيم الذي يؤمن باستقامته السواد الأعظم من الناس.
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
17 - ديسمبر - 2009
نازك الملائكة وصلة الشعر بالأخلاق    كن أول من يقيّم
 
بعيد مشاركتي السابقة، طالعت حوارا كان قد أجري مع الشاعرة المرحومة نازك الملائكة ، وقد طالعته مكتوبا في كتاب حملته إلكترونيا اسمه : " قضايا الشعر الحديث " في طبعته الأولى ، 1984، لجهاد فاضل ، توضح فيه نازك الملائكة صلة الشعر بالأخلاق حين تجيب عن سؤال : " ما صلة الشعر بالأخلاق؟" ؛ قائلة :
" ــ دأب فلاسفة الفن مثل سبنسر وكروتشه وبرغسون على القول بأن الشعر منفصل عن الأخلاق انفصالا تاما. لا بل إن كروتشه تمادى وذهب إلى أن الأخلاق حين تكون دافعا وراء الشعر تقتله قتلا ؛ لأن الشعر منزه عن الغرض لا غاية له إلا الإمتاع، وهو ما يسميه سبنسر " اللعب " . وأنا أرى هذه الآراء غير مقبولة حتى مع كون برغسون وكروتشه يصوغانها أجمل صياغة؛ لأنهما يكتبان بلغة موهوبة رائعة الجمال. والأخلاق هي الجوهر الجمالي للشعر ، وما من شعر يستحق اسم الشعر من دونها. ذلك أن الشعر في صميمه تعبير عن الجمال، والجمال يقتله ويشوهه سوء الخلق. ولا يشف الشعر عن اللطف إلا عندما يغمس الشاعر قلمه في دواة الصفاء والنقاء ونبل المشاعر. الأخلاق وردة معطرة تنبثق من داخل نفس الشاعر، ويترقرق عطرها في خدود القصيدة.".
ــ  ماذا تقولين إذن في شعر نزار قباني وهو شاعر لا يهتم بالأخلاق مطلقا لا بل إنه يهاجمها ويسخر منها. ألا يعجبك شعره؟ إنك قد أثنيت عليه مرارا في كتبك ومقالاتك.
" ــ أثنيت مرارا ولا زلت أثني على الجانب الفني من شعره ؛ لأنه مليء بالصور المبتكرة والموسيقى الملونة. ونزار شاعر أصيل مبدع ؛ ولكني كنت أنفر دائما من الوشاح الجنسي الذي يلف كثيرا من قصائده. إن القصائد التي أحبها من شعر نزار هي دائما القصائد التي يرصها في الأقسام الأولى من مجموعاته الشعرية ويكون فيها جانب روحاني إلى حد ما. أما الأقسام الأخيرة من كتبه ففيها يلوح الشاعر وكأنه شرير قاس تمتلئ قصائده بالبثور المشوهة، وهذا الشعر لا فن فيه ولا يشف عن شيء. وتولد القصائد مقتولة.".
*ياسين الشيخ سليمان
19 - ديسمبر - 2009
 1  2  3  4  5