رؤيتي للشعر الحر: كن أول من يقيّم
رؤيتي للشعر الحر: إخوتي قراء هذا الملف: لا أزعم في هذا الملف أن الشعر الحر أفضل وأحسن من الشعر البيتي، ولا أن الشعر الحر بديل للشعر البيتي، فلست متعصبًا للشعر الحر، ولست متعصبًا للشعر البيتي... ولكني أدعو-رغم أنني أزهري ومتخصص في الأدب القديم- إلى أن يكون للشعر الحر وجود عند المبدعين جميعًا:ناشئة وفحولاً، إسلاميين وليبراليين، مطبوعين ومتكلفين، وجود بجوار الشعر البيتي، وهذا حق له ولأصحابه لا يمكن لأحد أن يصادره أو يعارضه... لقد وجدت أن المناوئين للشكل الحر صاروا جدارًا صُلبًا - بتشددهم وتزمتهم- بين الطلبة وبين الاطلاع على روائع هذا القالب الإيقاعي، وبالتالي حرموا من خير إبداعي وفكري كثير.... إن النسق العروضي الحر آلة للشاعر يصل بها إلى المتلقي، إن أجاد الشاعر في استخدامها فهي آلة حسنة، وإن أساء فهي آلة رديئة، وينطبق ذلك أيضًا على النسق العروضي البيتي... وغالبًا ما أقول لطلبتي عندما أراهم يصبون جام غضبهم على الشعر الحر، متعصبين للبيتي: إن من يتمكن من الإبداع على النسق البيتي والحُرِّي معًا أفضل ممن يقتصر على أحدهما، وأمثِّل لذلك بثلاثة يريدون السفر إلى مكان ما: *الأول: أمامه الناقة فقط! *والثاني: أمامه الناقة والحمارة! *والثالث: أمامه الناقة والحمارة والسيارة أو الطيارة. فالناقة رمز إلى الشكل البيتي التقليدي... والحمارة رمز إلى الشكل الحر حين يكون بدائيًّا، وفيه قلق إيقاعي، وبعد كثير عن الانتظام والتناغم الإيقاعي. والسيارة أو الطيارة رمز إلى الشكل الحر حين يكون محلقًا جميلاً، فيه ثبات إيقاعي، واتنظام وتناغم موسيقي لذيذ، يقبل عليه المتلقي بكل جوارحه. فالشعر الحر إما أن يكون حمارة أي وسيلة وصول متعبة رديئة إلى المتلقي... وإما أن يكون سيارة أو طيارة أي يكون وسيلة وصول مريحة وحسنة إلى المتلقي... |