البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : مذاهب    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )
 د يحيى 
28 - يونيو - 2009
المذهب الشيعي "الجعفري"
المذهب الشيعي والمذهب الجعفري والامامية هي أسماء لمسمى واحد : إنه المذهب الشيعي . وهناك اعتقاد بين اهل التاريخ الاسلامي ان مصطلح " الشيعة " يرجع الى عهد الرسول الذي أطلق هذا المصطلح لأول مرة على اتباع علي بن ابي طالب . وقد حمل بعض كبار رجال الشيعة مثل سليمان الفارسي وابي ذر الغفاري وعمار بن ياسر لقب شيعة علي بن ابي طالب في أيام الرسول . وجاء في حديث رواه ابن حجر نقلاً عن الرسول قوله لعلي ان القسم الاخير من الآية الكريمة " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " هم انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .

إزدهر المذهب الشيعي منذ مطلع العصر العباسي واصبح يعرف بالمذهب الجعفري نسبة الى الامام جعفر الصادق . وكان اول ظهور الشيعة في الحجاز ثم وصل المدينة المنورة في القرن الرابع للهجرة . اما بلاد الشام فان انتشار الشيعة في ربوعها يرجع الى القرن الاول للهجرة . وكان ابو ذر الغفاري اكثر الدعاة له تحمساً وتأثيراً ، ولا يزال له حتى اليوم مقامه في قرية الصرفند اللبنانية بين صيدا وصور. وقد شمل هذا الانتشار مناطق واسعة من بلاد الشام بينها الجنوب اللبناني ودمشق وحوران وحلب وحمص . وفي بلاد الرافدين كان الانتشار اوسع منه من بلاد الشام ومن هناك انتشر في ايران حتى اصبحت هذه البلاد شيعية المذهب بشكل شبه كامل . وكان انتشار الشيعة في افريقيا ، وخصوصاً في شمالها ، كبيراً حتى جاء المعز بن باديس في مطلع القرن الخامس للهجرة وفتك بهم وشتتهم . واليوم ينتشر المذهب الشيعي على نطاق واسع في العالم الاسلامي حتى اصبح يشكل ، رغم غياب الاحصائيات الدقيقة ، ربع او ثلث المسلمين في العالم .

أهم عقائدهم ومعتقداتهم

1 – التوحيد وهذا يوجب الطاعة والعبادة لله . فمن عبد شيئاً معه او شيئاً دونه او ليقرّبه زلفى الى الله فهو كافر. فلا تجوز العبادة الا لله وحده ولا شريك له . ولا تجوز عبادة الانبياء والأئمة بدعوى انها عبادة الله انما يجب طاعتهم فيما يبلغون عن طاعة الله .
2 – النبوة . تعتقد الشيعة الامامية ان جميع الانبياء الذين نص عليهم القرآن الكريم رسل من الله وعباد مكرمون بعثوا لدعوة الخلق الى الحق وأن محمداً خاتم الانبياء وسيد الرسل وانه معصوم عن الخطأ والخطيئة وانه ما ارتكب المعصية طيلة حياته .
3 – العدل ، أي ان الله لا يظلم احداً ولا يفعل ما يستقبحه العقل السليم .
4 – المُعاد . تعتقد الشيعة ، كما سائر المسلمين ، ان الله يعيد الخلائق ويحييهم بعد موتهم يوم القيامة والحساب والجزاء . والمعاد هو الشخص بعينه وبجسده وبروحه .
5 – الصلاة . هي عند الامامية كما عند عامة المسلمين عمود الدين والصلة بين العبد والله ومعراج الوصول اليه . فاذا ترك العبد الصلاة انقطعت الصلة بينه وبين ربه . وفي اجماع الامامية على ان تارك الصلاة فاسق لا حرمة له .
6 – الصوم وهو واجب بأصل الشرع وهو صوم شهر رمضان ومستحب كصوم رجب وشعبان .
7 – الذكاة وهي عند الشيعة تالية الصلاة .
8 – الحج وهومن أعظم دعائم الاسلام عند الشيعة وأهم اركانه.
9 – الجهاد وهو حجر الزاوية في بناء هيكل الاسلام . فلولا الجهاد لما كان الاسلام رحمة للعالمين وبركة على الخلق أجمعين . وهذا الجهاد هو مكافحة العدو ومقاومة الظلم والفساد . وهوعلى قسمين : الجهاد الاكبر بمقاومة العدو الداخلي مثل الرذيلة والجور والظلم الخ .. والجهاد الأصغر وهو مقاومة العدو الخارجي .
10 – الامامة وتكون بالنص اذ يجب ان ينص الامام السابق على الامام اللاحق بالعين لا بالوصف . وتستدل الشيعة على ذلك بأن النبي قد نص على امامة علي من بعده نصاً ظاهراً يوم غدير . وتشير الى ان علياً قد نص على ولديه الحسن والحسين . وهكذا فكل امام يعيّن الامام الذي يليه بوصية .
11 – العصمة . كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان وعن اقتراف الكبائر والصغائر .
12 – العلم اللّدني أي ان كل امام من الأئمة قد اودع العلم من لدن الرسول بما يكمل الشريعة. فقد استودعهم الرسول اسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم .
13 – خوارق العادات . اجازت الشيعة ان تجري هذه الخوارق على يد الامام . واذا لم يكن هناك نص على امام من الامام السابق ، وجب ان يكون غياث الامامة في هذه الحالة بالخارقة.
14 – الغيبة والرجعة . ترى الشيعة ان الزمان لا يخلو من حجة الله عقلاً وشرعاً . ويترتب على ذلك ان الامام الثاني عشر قد غاب في سردابه وان له غيبة صغرى وغيبة كبرى . وتعتقد الشيعة ان الامام المغيب سيعود في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج . عندها سيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . وقد قالت الامامية قاطبة بالرجعة .
15 – التقية وتعدها الشيعة اصلاً من اصول الدين . ومن تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة. وهي واجبة لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم . فمن تركها قبل ذلك فقد خرج عن دين الله وعن دين الامامية ، كما يستدلون على ذلك بقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة ". وينسبون الى محمد الباقر الامام الخامس قوله : " التقية ديني ودين آبائي ولا ايمان لمن لا تقية له ".
16 – المغالاة . فقد غالى بعضهم في شخصية علي . والمغالون من الشيعة المشتقة رفعوه الى مرتبة الالوهية كالسبئية .
17 – عيد الغدير وهو عيد يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويسمونه بالعيد الكبير. وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مذهب مالك    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
المذهب المالكي

هو مِن أوسع المذاهب الإسلامية انتشارًا في القديم، يتبنّى الآراء الفقهيّة والعقائديّة والسّياسية للإمام
مالك بن أنس. تبلور مذهبًا واضحًا ومستقلاً في القرن الثاني الهجري. أهمّ أفكاره إغلاق باب الاجتهاد، وعدم جواز الخروج على الحاكم الظالم الجائر.

عوامل الظّهور:


- العامل السّياسي المُتمثّل في تبنّي الحكم العبّاسي لكلّ الأفكار والاتّجاهات التّي تصبّ في خدمتهم، وتبعد النّاس عن المذهب المُتمثّل في أهل البيت.
- الدّعم والمكانة اللّتان حَظِيَ بهما مالك لدى النّظام الحاكم، ممّا ساعده على كسب عددٍ كبيرٍ من الطّلاب والمؤيّدين.
- انقسام مدرسة الصّحابة إلى مدرسة الرّأي ومدرسة الحديث؛ وكان من نتائج هذا الانقسام أن ظهرت شخصيّة مالك في الحجاز.
- محاولة العباسييّن إثارة النّزاعات العقائدية. فقد فكّروا في تحجيم آراء أبي حنيفة في حياته عن طريق التّرويج لعقائد مالك، الأمر الذي أثار النّزاع بين المَدرستَين.
- الظّرف القاهر الذي يعيشه أئمّة أهل البيت في ظلّ الظّلم والجور العبّاسي.
- محاولة العباسييّن خلق قواعد شعبّية تساندهم، وذلك عن طريق اهتمامهم بأمثال هذه المذاهب.
تأسّس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس بعد اتّصاله بالخليفة العباسي المنصور، وذلك في أوائل القرن الثّاني الهجري، وتطوّرت معالمه على يد تلاميذه من بعده. وارتفع شأن الإمام مالك وصار له صيت شائع نتيجةً للدّعم اللاّمحدود الذي أولاه إيّاه العبّاسيّون، حتّى إنّ المنصور قال له يومًا: " أنتَ والله أعلم النّاس وأعقلهم. لَئِن بقيتَ لأكتبنّ قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثنّ به إلى الآفاق، فاحملهم عليه ".
توسّعت قاعدة المذهب المالكي في الحجاز والمدينة المنوّرة بسبب دعم العبّاسييّن لهُ. وبناءً على طلب المنصور والمهدي، صنّف مالك كتابه "الموطأ". وما إن فرغ منه، حتّى فرضه العبّاسيّون على النّاس بحدّ السّيف، ومَنَحَ مالك، إضافةً لسلطة القضاء، صلاحياتٍ أخرى؛ فكان يسجن ويجلد. وقد ذكرت كتبٌ مناقب مالك كثيرًا من ذلك.
وفي عام 237 هـ، أخرج قاضي مصر أصحاب أبي حنيفة والشّافعي من المسجد، فلم يبق سوى أصحاب مالك. وكان للقاضي الحارث بن سكين الأثر الفاعل في نشر المذهب هناك.
أصدر المنصور أوامره إلى ولاته بأن يكونوا طوع إرادة مالك، فأصبح مُهابًا عند الولاة والنّاس على السّواء.
وفي المغرب العربي، كان لـ "يحيى بن يحيى"، وهو من تلاميذ مالك، الأثر الفعّال في نشر المذهب وكسب المؤيّدين له. فكانت له مكانته الكبيرة عند السّلطان. وقد استغلّ هذه المكانة، فكان لا يُولّي القضاء إلاّ مَن كان على مذهبه.
تبنّت دولة المرابطين، ومن بعدها دولة الموحّدين في المغرب الأقصى، مذهب مالك؛ ونشروا الكتب التّي تحوي آراءه، فتوسّع المذهب ورسخت قواعده بسبب دعم السّلطة له. قال ابن حزم: " مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرّياسة والسّلطان؛ الحنفي في المشرق، والمالكي بالأندلس". وفي عهد الرّشيد حُصِرَ الإفتاء بيد مالك بن أنس.
الأفكار والمُعتقدات:
- يعتقد أتباع المذهب المالكي بصحّة إيمان مَن وحّد الله واعترف بالرّسول (ص) وإن لم يُصَلّ ولم يصم.
يقولون بجواز الرّؤية البصرية على الله تعالى في يوم القيامة، مُستدلّين بقوله تعالى: " وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربّها ناظرة".
- يقولون إنّ الخلافة لا تصحّ في غير قريش.
- يعتقدون بعدالة الصّحابة وحجّية أقوالهم جميعًا.
- لايجوز، في نظرهم، الخروج على الحاكم الجائر.
- يجيزون دخول المُشرك إلى المساجد، عدا المسجد الحرام.
- يعتقدون بصحّة الصّلاة إلى جنب المرأة وإن كانت أجنبيّة.
- يعتقدون بأن الخليفة يصبح شرعيًا إذا بايعه أهل الحرمين (مكة والمدينة). ولا تصحّ حتّى لو بايعته كلّ الأقاليم إذا لم يبايعه أهل الحرمين.
- أصول التّشريع عندهم هي الكتاب والسنة وقول الصّحابي والقياس والا ستحسان والعُرف والعادة والإجماع والمصالح المُرسَلة... وقيل أكثر من ذلك.
انتشر المذهب المالكي في الحجاز انتشارًا واسعًا لأنها موطن مالك بن أنس. كما انتشر في بغداد بسبب دعم السّلطة العبّاسية له؛ وظهر في البصرة بعد خمسة قرونٍ من تاريخ انتشاره في الحجاز. ثم ظهر في بلاد فارس، وضعف فيها في عهد الدّولة الصّفويّة.
يُعتَبَر المذهب المالكي الغالب في البحرين وقطر والكويت والسّودان وبلاد المغرب العربي. كما انتشر في الأندلس، حتّى كان أهلها يغالون في مالك وفقهه؛ وقد التزموا فَتوَاه نظرًا لإلزام السّلطة لهم.
*د يحيى
28 - يونيو - 2009
الشافعي    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
المذهب الشّافعـي

هو أحد المذاهب الأربعة، أسّسه الإمام
محمّد بن إدريس الشّافعي الذّي اعتمد على الجمع بين مدرستي الرّأي والحديث. ويُعدّ الشّافعي من الأوائل الذّين وضعوا علم الأصول. وكانت مصر هي المكان الذّي صدر عنه هذا المذهب وتبلور مذهبًا فقهيًا مُستقلاً في أوائل القرن الثّالث الهجري.
تلقّى محمد بن إدريس الشّافعي الفقه والحديث على يد مالك، والرّأيَ على يد محمد بن الحسن الحَنفي. ونظرًا لتمتّعه بالثّقافة الواسعة والقدرة الفائقة على الجدل، فقد استطاع أن يرسم لنفسه منهجًا وسطاً جمع فيه بين مدرستيّ الرّأي والحديث، تمخّض عنهما المذهب الشّافعي.
ولعلّ أهمّ العوامل التّي هيّأت للشّافعي أسباب النّجاح في مصر هي:
أ - كان معروفًا بأنّه تلميذ لمالك وخريج لمدرسته. وكان لمالك هناك ذكر ولمذهبه انتشار، فقُوبل الشّافعي بالعناية.
ب - نشاط الشّافعي وعلّو همّته وتفوّقه بالأدب ومعرفته باللّغة وإحاطته بأقوال مالك وأقوال أهل الرّأي وانتصاره لمذهب أهل الحديث.
ج - اشتهار قرشيّته، والاعتقاد بالانتساب للنّبي (ص). وهذا له أثره في قلوب المُسلمين.
د- صلته بحاكم مصر الجديد عبد الله بن العباس بن موسى.
هـ- اهتمام الخليفة العبّاسي هارون الرّشيد بالشّافعي.
و- الدّعم الإعلامي المُتمثّل بكثرة الرّوايات المنسوبة للنّبي (ص) بحقّ الشّافعي أو سرد الرّؤيا (الأحلام) من قِبَل أنصاره.
الشّافعي هو الذي نشر مذهبه بنفسه. وسبب انتشار مذهبه ما قام به من الرّحلات المُتعدّدة بين بغداد والمدينة، حيث ينتشر مذهب أهل الرّأي وأهل الحديث. فأخذ الشّافعي منهجًا وسطاً بين الفريقين. فأوجب العمل بالحديث إذا كان صحيحًا، وإن لم يكن مشهورًا، وكذلك أخذ بالقياس في المسائل التّي لم يكن فيها نصّ. فبذلك أقبل عليه أهل الحديث ورضيَ عنه أهل الرّأي.
*د يحيى
28 - يونيو - 2009
النعمان    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
المذهب الحَنَفي

مذهب فقهي إسلامي من مذاهب أهل السّنة الأربعة، يُنسَب إلى الإمام
أبي حنيفة النّعمان بن ثابت المُتوفَّى سنة 150هـ في بغداد. وقد اعتمد غاية الاعتماد على الرّأي والقياس. وعمل بآراء هذا المذهب في أغلب البلاد الإسلاميّة.
عوامل الظّهور
اشتدّ الخلاف في زمن الدّولة الأمويّة بين أهل الرّأي وأهل الحديث؛ وكانت الدّولة الأمويّة تدعم في ذلك أهل الحديث. واستمرّ هذا الخلاف حتّى سقوط الأموييّن وقيام الدّولة العبّاسية التّي أخذت تعتمدُ الموالي وتقرّبهم حتّى تبلور تيار الحنفيّة، والتفّ حوله الموالي وأصبح المذهب الرّسمي للدّولة العبّاسيّة.
وأخذت الدّولة العبّاسية تغدق بالعطاء والهدايا على أهل الرّأي، فحاول بعض علماء هذا الاتّجاه تأييد وجهة نظر الدّولة ودعمها في بروز هذا التّيار ونشوئه.
مؤسّس هذا المذهب هو أبو حنيفة، حيث خرج على النّاس بمذهبٍ جديدٍ، فيه حرّية العقل واستعمال الرّأي والقياس.
النّشأة والتّطور
حاول العباسيون إضفاء طابع الانتماء الدّيني على دولتهم والإيحاء للرّأي العام بأنّهم أحقّ بالأمر من خصومهم الأموييّن، فأظهروا الأتّصال الوثيق بين الدّين والدولة، وكوّنوا من أحكام الشّريعة دستورًا ونظامًا تسير عليه الدولة سيرًا صُوَريًا، فقرّبوا العُلماء وجعلوا القضاء بِيَدِ أهل الرأي من أهل
العراق حتّى وُلّيَ أبو يوسف القضاء وهو تلميذ أبي حنيفة. فكانت للمذهب الحنفي حظوةٌ واسعةٌ في الشّهرة والانتشار.
إنّ وجود رجالات حملوا على عاتقهم نشر المذهب، أمثال أبي يوسف قاضي القضاة في زمن الرّشيد، ساعد على انتشار هذا المذهب انتشارًا واسعًا، حيث تولّى القضاء لثلاثةٍ من الخلفاء العبّاسيـين منذ أيّام المهدي، ثمّ الهادي ثم الرّشيد.
حَظيَ الفقه الحَنَفي بمحمد بن الحسن الشّيباني الذي دوّن فقه هذا المذهب وسجّله، وكذلك محمد بن شجاع الثّلجي الذي كان يحتج بفقه الحنفية، وأظهر علله وقواه بالحديث، فساعد هذان الأمران على انتشار هذا المذهب على صعيد العالم الإسلامي.
اعتمد هذا المذهب أفكارًا ومعتقداتٍ، من أهمّها:
ـ الأصول عند الحنفية هي: "الكتاب والسُّنة وإجماع الصّحابة والقياس والاستحسان والعرف".
ـ أهمّ مصادر التّشريع عندهم هو الأخذ بالقياس حتّى عرفوا به وتميّزوا عن بقية المذاهب.
ـ قالوا إنّ الإيمان هو المعرفة بالله ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله في الجملة من دون التّفسير.
ـ قالوا بجواز قبول الجِزية من عبدة الأصنام، مُستثنين العرب منهم.
- أفـتى أبو حنيفة بوجوب نصرة زيد بن علي بن الحسين.
ـ أغلقوا باب الاجتهاد مُكتفين بإجتهاد الأئمّة السّابقين، وصار عصرهم عصر تقليدٍ واختيارٍ من كُتُب السّابقين.
ـ قالوا بعدم جواز الحجر على السّفيه ولا على ذي الغفلة لأنهم يرون أنّ الشّخص ببلوغه عاقلاً سواء كان سفيهًا أم غير سفيهٍ، فإنّه قد بلغ حدّ الإنسانيّة المُستقلّة.
ـ ذهب فقهاؤهم إلى أنّه لايجوز للجنب مسّ التّوراة وهو محدث.
ـ قالوا بجواز الصّلاة خلف الفاسق وغيره.
ـ قالوا إن الكُفر والشّرك هما اسمان واقعان على معنيين، وإنّ كلّ شرك كفر، وليس كلّ كفر شركًا.
- قالوا: لا مُشرك إلاّ مَن جَعَل لله شريكًا، وأمّا اليهود والنّصارى فكُفّار لامُشركون؛ وسائر المِلل كُفّار مُشركون.
ـ كان من مبدئهم إعمال عقولهم فيما إذا رُويَ في المسألة قولان أو أكثر في الصّحابة، فيختارون منها أعدلها أو أقربها إلى الأصول العامّة، وعدم الاعتداد بأقوال التّابعين إلاّ أن يوافقوا اجتهادهم.
ـ قالوا إنّ للمرأة الولاية الكاملة في الزّواج؛ فكما أنّ الولاية المالية تُثبًّت لها كاملةً، كذلك ولاية الزّواج.
ـ قالوا إنّه لايكفر ولا يفسق مسلمٌ بقولٍ قاله في اعتقادٍ أو فَتيا، وإنّ كلّ من اجتهد في شيءٍ من ذلك فدان بما رأى إنّه الحق، فهو مأجور على كلّ حال. وإن أصاب الحقّ فله أجران، وإن أخطأ فأجرٌ واحدٌ.
ـ كان لهم في الحديث مسلك خاص وهو التّشديد في قبول الحديث والتّحري عنه وعن رجاله حتّى يصحّ. وكانوا لايقبلون الخبر عن رسول الله إلاّ إذا رواه جماعة عن جماعةٍ.
ـ من الأمور الظّاهرة في فقه مذهب الحنفية "الحِيَل الشّرعية"؛ وقد أصبحت بابًا واسعًا من أبواب هذا الفقه في مذهبهم حتّى وضعوا فيما بعد حيلاً للهروب من كلّ الالتزامات.
انتشر المذهب الحنفي في العراق وفي أغلب الأقطار الإسلامية بشكلٍ متفاوتٍ. فتركية وألبانيا وسكّان بلاد البلقان وتركستان (بخارى) هُم على المذهب الحنفي بصورةٍ غالبةٍ. وفي أفغانستان يؤلّفون نصف أهل السّنة، بل هذا المذهب هو أوسع المذاهب الإسلامية انتشارًا على الإطلاق.
كان للحنفية موقف عداء معروف من الأموييّن حتّى إنّ يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، أمير العراقَيْن، قد استقدم أبا حنيفة لكي يلي القضاء بالكوفة أيّام مروان بن محمد، آخر ملوك بني أميّة، فأبى عليه فضربه مئة سوطٍ وعشرة، كلّ يومٍ عشرة سياطٍ، وهو على الامتناع. فلمّا رأى ذلك، خلى سبيله.
وفي العصر العبّاسي، استدعى المنصور أبا حُنيفة من الكوفة لأنّه اتُّهِم بالتّشيّع لإبراهيم أخي محمّد ذي النّفس الزّكية، فحبسه خمسة عشر يومًا ثمّ سمّهُ، فمات.
*د يحيى
28 - يونيو - 2009
أحمد     ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
المذهب الحَنبَلي

هو أقلّ المذاهب الإسلامية سعةً وانتشارًا، ويتبنّى آراء الإمام أحمد بن حَنبل الفُقهيّة والعقائديّة والسّياسيّة. وتبلورَ مذهبًا في أواخر القرن الثّالث الهجري. أهمّ أفكاره إغلاق باب الاجتهاد وعدم تجويز الخروج على الحاكم وإن كان ظالمًا جائرًا.

عوامل النّشوء


ـ العامل السّياسي المُتمثّل بدعم الحاكم العبّاسي لهذا المذهب الجديد الذّي يُخالف، جملةً وتفصيلاً، مواقف أئمّة أهل البيت وشيعتهم من الحُكّام الجائرين. فقد مهّدوا لنشوء مثل هذه المناهج التّي تعطيهم مبرّرًا شرعيًا للحكم كما يخالف تمامًا مذهب المعتزلة.
ـ الفتاوى والآراء التّي أتى بها أحمد بن حنبل، والتي تنسجم مع توجّهات الحكم القائم، -كقوله بأنّ العم يرث دون البنت أو ابن العم-، دعمًا لدعوى العبّاسييّن في أنّ العبّاس بن عبد المطلب هو الذي ورث النبي (ص).
ـ محاولة الحكم العباسي في ايجاد ثقلٍ يقف في مواجهة الوجود الشّيعي، الأمر الذي دفع بالعبّاسييّن إلى ترويج مُصطلح أهل السّنة في مقابل الشّيعة. وجديرٌ بالذّكر أنّ هذا الإسم الجديد لم يظهر إلى حيّز الوجود إلاّ في العصر العبّاسي الأوّل.
ـ طريقة التّرويج الإعلامي التّي اعتمدها العبّاسيون والتي تشيد بمكانة أحمد بن حنبل.
أسّس أحمد بن حنبل مذهبه بعد خروجه من السّجن في أيّام المُعتصم العبّاسي، وذلك على أثر قضية خلق القرآن؛ ثمّ تطوّرت معالم هذا المذهب على أيدي تلاميذه من بعده. وجاء المتوكّل للحكم، فقرّب أحمد بن حنبل كثيرًا، وأعطاه مُطلق الحرّية في إبداء آرائه التّي يصب معظمها في خدمة نظام الحكم العباسي. فأغدق عليه العطاء لينفق على طلاّبه الذّين كَثُر عددهم بسبب ذلك، وساعد على رواج المذهب.
قام أحمد بن حنبل برحلاتٍ بين عددٍ من المدن الإسلامية، مُروّجًا لمذهبه. كما تولّى ابنه صالح القضاء في أصبهان، ممّا ساهم في نشر أفكار المذهب الجديد. ثمّ جاءت حرب المتوكّل العبّاسي للشيعة والمعتزلة{ وأمره قضاته، على المدينة وغيرها، بإخراج أصحاب أبي حنيفة والشّافعي من المسجد. فخلا الجوّ لأحمد ابن حنبل بنشر آرائه.
وفي عام 381 هـ، تبلورت آراؤه مذهبًا له أصول ومعالم واضحة، وذلك عندما أمر القادر بالله العبّاسي أربعة من فقهاء المذاهب الأربعة أن يصنّف كلّ منهم مختصرًا عن مذهبه.
- وفي عام 645 هـ، صدر أمرٌ عن المستعصم لأساتذة المَدرَسَة المُستنصرية بأن لا يتعدّوا كلام السّابقين.
ـ وفي عام 665 هـ، أمر الملك الظّاهر، أحد ملوك المماليك بمصر، بغلق باب الاجتهاد. فتوقّف الاجتهاد عندهم منذ ذلك الحين.
ـ اتّسعت رقعة هذا المذهب بشكلٍ كبيرٍ على يد ابن تيميّة الذّي عمل على نشره في الشّام ومصر. ووُلِدَ المذهب الحَنبلي من جديدٍ على يد محمّد بن عبدالوهاب في نجد والجزيرة العربية.


الأفكار والمُعتقدات

يقول الحنبليون بالتّجسيم، ويدّعون أنّ لله تعالى يدًا ورجلاً ووجهًا.
ـ يقولون بعدم الحاجة إلى العقل في الاعتقادات، بل تكفي الآيات والرّوايات في ذلك.
ـ أجازوا للمكلّف أن يقلّد في الأصول.
ـ يعتقدون بأنّ القرآن الكريم غير مخلوق.
ـ يقسّمون الإيمان إلى قولٍ وعملٍ. ومُرتكب الكبيرة في نظرهم خارج من الإيمان. وإذا تاب عاد إلى إيمانه.
ـ لا يكفّرون مرتكب الكبيرة ما دام موحّدًا.
ـ يعتقدون أنّ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرّحمن، يقلبها كيفما يشاء ويودعها ما أراد.
ـ لاتجوز الإمامة في نظرهم إلاّ في القُرشي، وإن كان ظالمًا فاسقًا.
ـ الخلفاء الرّاشدون مُرتَّبون في الفضل حسب ترتيـبهم في الخلافة. ومَن سبّ الخلفاء الرّاشدين فهو كافر، وكذلك من سَبّ السّيدة عائشة.
ـ يقولون بعدم جواز الخروج على الحاكم الجائر.
ـ يؤمنون بعدالة الصّحابة حتّى مَن اشتهر منهم بالفسق والظّلم.
ـ جوّزوا المسح على العمامة والجورب، وقالوا بجواز الجمع بين الصّلاتين في أماكن مشهورةٍ. وقالوا إنْ مَنِيَ الآدميّ ومَنِيَ ما يؤكل لحمه طاهر.
ـ جوّزوا الوضوء بكلّ ما يُسمّى ماء، مطلقًا كان أو مضافًا.
ـ يرجعون في استنباطهم الشّرعي إلى النّص والإجماع وفتوى الصّحابة. وإن اختلفوا اختير ما يوافق الكتاب والسُّنة. وهم يأخذون بالأحاديث الضّعيفة والمُرسلة، ويعتمدون القياس والاستحسان في بعض الحالات.
ـ يعتقدون بأنّ الله تعالى يُخرج قومًا من أهل النّار بيده في يوم القيامة. ويعتقدون بأنّ الموت يذبح يوم القيامة بين الجنة والنار.
ـ يعتقدون بأنّ الحوض حقّ تردّه أمة محمد (ص) ، وله آنية يشربون بها.
ـ حرّموا زيارة القبور والتّوسل بالأولياء.
ـ يجيزون صلاة الجمعة قبل الزّوال.
ـ يجيزون قتل من ترك الصّلاة تهاونًا غير جاحدٍ لها، و يعتقدون بأنّه مشرك ويُدفَن في مقابر المُشركين.
ـ طواف الحائض جائزٌ إذا لم يمكنها الطّواف حال طهرها، ولاشيء عليها.
ـ يجوز جلوس المأمومين فـي الصّلاة مع عدم عجزهم عن القيام، إذا كان الإمام جالسًا بسبب عدم قدرته على القيام.
ينتشر المذهب الحنبلي على نطاقٍ أضيق من سواه من المذاهب، لأنه ظهر بعد أن اجتاحت المذاهب الثلاثة الأخرى معظم الأمصار. وهو ينتشر الآن في الحجاز بفعل الوهّابيين الذين هم في الحقيقة صورة ثانية للمذهب الحنبلي، فهم يؤلّفون نصف السّكان. وفي بلاد الشّام يؤلّف الحنابلة ربع السّكان. وللمذهب اتباعٌ قليلون في إيران والعراق والخليج ومصر.
*د يحيى
28 - يونيو - 2009
المعتزلة    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
المعتزلة

المُعتزلة فرقةٌ إسلاميّة نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي. اعتمدت على العقل المجرّد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرّها ببعض الفلسفات القديمة. وقد أُطلقت عليها أسماء مختلفة منها: المُعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتّوحيد والمقصد والوعيديّة.

المبادئ والأفكار:
جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين:
- الأولى: القول إنّ الإنسان مختار بشكلٍ مطلقٍ في كلّ ما يفعل؛ فهو يخلق أفعاله بنفسه ولذلك كان التكليف. ومن أبرز مَن قال ذلك "غيلان الدمشقي" الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز وحتى عهد هشام بن عبد الملك. فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك.
- الثّانية: القول إنّ مُرتكب الكبيرة ليس مؤمنًا ولا كافرًا ولكنّه فاسق فهو بمنزلةٍ بين المنزلتين. هذه حاله في الدّنيا. أمّا في الآخرة فهو لا يدخل الجنّة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد في النّار. ولا مانع عندهم من تسميته مسلمًا باعتباره يُظهر الإسلام وينطق بالشّهادتين ولكنه لا يُسمّى مؤمنًا.
ثمّ حرّر المُعتزلة مذهبهم في خمسة أصولٍ، أهمّها: التّوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.
التّوحيد وخلاصته، برأيهم، هو أنّ الله تعالى مُنزّه عن الشبيه والمماثل
(ليس كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء ممّا يجري على النّاس. وهذا حق. ولكنّهم بنوا عليه أحد نتائج باطلة، منها استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصّفات، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات، وإلاّ تعدَّدَ القدماء في نظرهم. لذلك يُعَدُّون من نفاة الصّفات؛ وبنوا على ذلك أيضًا أنّ القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام.
2- العدل ومعناه برأيهم أنّ الله لا يخلق أفعال العباد ولا يحبّ الفساد، بل إنّ العباد يفعلون ما أمروا به وينهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركّبها فيهم وأنّه لم يأمر إلاّ بما أراد ولم ينه إلاّ عمّا كره.
3- الوعد والوعيد ويعني أن يجازي الله المُحسن إحسانًا ويجازي المُسيء سوءًا ، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة إلاّ أن يتوب.
4- المنزلة بين المنزلتين وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلةٍ بين الإيمان والكفر. فليس بمؤمنٍ ولا كافرٍ. وقد قرّر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة.
5- الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. فقد قرّروا وجوب ذلك على المؤمنين نشرًا لدعوة الإسلام وهدايةً للضّالين وإرشادًا للغاوين كلّ بما يستطيع. فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السّيف بسيفه وهكذا. ومن حقيقة هذا الأصل أنّهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق.
ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل كليًا في الاستدلال لعقائدهم. وكان من آثار اعتمادهم على العقل في معرفة حقائق الأشياء وإدراك العقائد، أنّهم كانوا يحكمون بحُسن الأشياء وقبحها عقلاً.
وبسبب اعتمادهم على العقل أيضًا أوّلوا الصّفات بما يلائم عقولهم الكلية، كصفات الإستواء واليد والعين وكذلك صفات المحبة والرضى والغضب والسخط. ومن المعلوم أنّ المعتزلة تنفي كلّ الصّفات لا أكثرها.
وباعتمادهم على العقل أيضًا، طعن كبراؤهم في أكابر الصّحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب. فقد زعم واصل بن عطاء أن إحدى الطائفتين يوم الجَمَل فاسقة؛ إمّا طائفة علي بن أبي طالب وعمّار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير، أوردوا شهادة هؤلاء الصّحابة، فقالوا: لا تقبل شهادتهم.
وسبب اختلاف المعتزلة فيما بينهم وتعدّد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط، وإعراضهم عن النّصوص الصّحيحة من الكتاب والسنة، ورفضهم الإتباع من دون بحثٍ واستقصاءٍ. وقاعدتهم التي يستندون إليها في ذلك: "كلّ مكلّف مطالب بما يؤدّيه إليه اجتهاده في أصول الدين". فيكفي، وفق مذهبهم، أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألةٍ ليكون هذا التلميذ صاحب فرقةٍ قائمةٍ.
وهكذا نجد أن المعتزلة قد حوّلوا الدّين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية، وذلك لتأثرهم بالفلسفة اليونانية عامّةً وبالمنطق الصّوري (نسبة إلى مدينة صور) الأوسطي خاصّة.
فنّد علماء الإسلام آراء المُعتزلة في عصرهم، مثل أحمد بن حنبل الذي اكتوى بنار فِتنَتِهِم المُتعلّقة بخلق القرآن ووقف في وجه هذه الفتنة بحزمٍ.
مِن ردودٍ قويّة الحجة، بارعة الأسلوب، رد ابن تيمية في كتابه "درء تعارض العقل والنقل"؛ فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة وردّ عليها وبيّن أنّ صريح العقل لا يكمن أن يكون مخالفًا لصحيح النّقل.
وقد ردّ على ذلك عدد كبير من العلماء مؤكّدين:
- أن لا يتعارض العقل مع النصوص الصّحيحة.
- أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يُعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها.
- أن يُقدَّم النّقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حكمتها وهي ما يُعرف بـ"الأمور التّوفيقية".
- ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر واضح.
الجذور الفكرية والعقائدية:
هناك رواية تُرجِع الفكر المعتزلي في الصّفات إلى أصولٍ يهوديّةٍ فلسفيّةٍ. فالجعد بن درهم أخذ فكره عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي.
وقيل: إنّ مناقشات الجهم بن صفوان مع فرقة السّمنية -وهي فرقة هندية تؤمن بالتّناسخ- قد أدّت إلى تشكيكه في دينه وابتداعه لنفي الصفات.
إنّ فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تُعدّ موردًا من موارد الفكر الإعتزالي إذ إنّه كان يقول بالأصلح وحريّة الإرادة الإنسانية.
ونفي القدر عند المعتزلة الذي ظهر على يد الجهني وغيلان الدمشقي، قيل إنّهما أخذاه عن نصراني يدعى أبو يونس سنسويه. وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي القدر عن معبد الجهني.
تأثّر المعتزلة بفلاسفة اليونان في موضوع الذّات والصفات. فمن ذلك قول أنباد بن قليس الفيلسوف اليوناني: "إنّ الباري تعالى لم يزل هويته فقط وهو العلم المحض وهو الإرادة المحضة وهو الجود والعزة والقدرة والعدل والخير والحق، لا أن هناك قِوَى مُسمّاة بهذه الأسماء بل هي هو، وهو هذه كلّها".
وكذلك قول أرسطو طاليس في بعض كتبه: "إنّ الباري علم كلّه، قدر كله، حياة كله، بصر كله".
فأخذ العلاف -وهو من شيوخ المعتزله- هذه الأفكار وقال: "إنّ الله عالم بعلم وعلمه ذاته قادر بقدره وقدرته ذاته، حيّ بحياة وحياة ذاته".
ثمّ إنّ أحمد بن خابط والفضل الحدثي قد طالعا كتب الفلاسفة ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النّصراني مع الفكر الهندي، وقالا ما يلي:
1- إنّ المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة.
2- إنّ المسيح تدرّع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسّدة.
3- القول بالتناسخ.
4- حَملا كلّ ما ورد في الخبر عن رؤية الله تعالى على رؤية العقل الأول، هو أوّل مبتدع وهو العقل الفعّال الذي منه تفيض الصّور على الموجودات.
يؤكّد العلماء تأثير الفلسفة اليونانية على فكر المعتزلة بما قام به الجاحظ، وهو من مُصنّفي المعتزلة ومفكريهم. فقد طالع كثيرًا من كتب الفلاسفة وتمذهب بمذهبهم حتّى إنه خلط وروّج كثيرًا من مقالاتهم بعبارته البليغة.

الفكر الاعتزالي الحديث:
يحاول بعض الكُتّاب والمُفكّرين في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد، فألبسوه ثوبًا جديدًا، وأطلقوا عليه أسماء جديدةٍ مثل العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي.
وقد قوّى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادّي. وحاول مؤيّدو هذه النزعة تفسير النصوص الشّرعية وفق العقل الإنساني. فلجأوا إلى التأويل كما لجأت المعتزلة من قَبل ثم أخذوا يتلمّسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصوّرهم، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات الماديّة.
أهمّ مبدأٍ معتزليٍّ سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجُدد هو ذاك الذي يزعم أنّ العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبيّة شرعية. أي أنّهم أخضعوا كلّ عقيدةٍ وكل فكرٍ للعقل البشري القاصر.
أهمّ وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي الجديد محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النّص اليقيني من الكتاب والسنة، مثل عقوبة المرتد وفرضية الجهاد والحدود وغير ذلك... فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدّد الزوجات والطلاق والإرث، إلخ...
*د يحيى
28 - يونيو - 2009
الجمهوريون !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
هل الجمهوريون من الفِرَق المارقة؟
د. عبد الحي يوسف

السؤال هل يعتبر الجمهوريون (جماعة محمود محمد طه) من الفرق المارقة؟
وهل يجوز الأكل معهم أو الزواج منهم؟

الإجابة الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الفكر الجمهوري الذي كان داعيته والمنظِّر له الهالك المذموم (محمود محمد طه) قد حوى جملة من المصائب والطامات التي تجعل الحكم عليه بيِّناً واضحاً، ومن ذلك:

أولاً: قول زعيمهم بوحدة الوجود حيث دندن حول هذا المعنى في كثير من مؤلفاته، وهو في ذلك سارق لأفكار من قبله من الغلاة من أمثال محيي الدين بن عربي في (فصوص الحكم)، يقول محمود في كتابه (أسئلة وأجوبة) ج2 ص44: (هذا استطراد قصير أردت به إلى تقرير حقيقة علمية دقيقة يقوم عليها التوحيد، وهي أن الخلق ليسوا غير الخالق، ولا هم إياه، وإنما هم وجه الحكمة العملية، عليه دلائل وإليه رموز) ويقول في كتابه (الرسالة الثانية) ص 164ـ165: فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يجاهد ليرقى بإتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة، ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود، وعندئذ يقف على الأعتاب ويخاطب كفاحاً بغير حجاب قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وفي ص90 يقول: (ويومئذ لا يكون العبد مسيَّراً، إنما هو مخيَّر قد أطاع الله حتى أطاعه الله معارضة لفعله، فيكون حياً حياة الله، وقادراً قدرة الله، ومريداً إرادة الله ويكون الله). ويقول في كتابه (أدب السالك في طريق محمد) ص8: فالله تعالى إنما يعرف بخلقه، وخلقه ليسوا غيره، وإنما هم هو في تنزل، هم فعله ليس غيره وقمة الخلق وأكملهم في الولاية هو الله وهو الإنسان الكامل وهو صاحب مقام الاسم الأعظم (الله) فالله اسم علم على الإنسان الكامل.أ.هـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

ثانياً:
تفسيره للواجبات الشرعية بغير المعاني التي أجمع عليها المسلمون وعرفوها منذ أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، فالصلاة عند محمود بالمعنى القريب: هي الصلاة الشرعية ذات الحركات المعروفة، والصلاة بالمعنى البعيد: هي الصلة مع الله بلا واسطة، أو هي صلاة الأصالة كتاب (الصلاة) ص70، وقد ظهر نفاقه على أيام رواج الشيوعية فقال في كتابه (الرسالة الثانية) ص145: وبنفس هذا القدر الزكاة ذات المقادير ليست اشتراكية، وإنما هي رأسمالية.. وآيتها (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ليست أصلاً وإنما هي فرع، والغرض وراءها إعداد الناس نفسياً ومادياً ليكونوا اشتراكيين، وحين يجيء أوان الاشتراكية) إلى أن يقول في ص147:فالشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية، ولقد عاش المعصوم الشيوعية في قمتها).

ثالثاً:
إنكاره لأمور قد عُلمت من دين الإسلام بالضرورة كوجوب الحجاب على المرأة ووجوب الزكاة وإباحة تعدد الزوجات والطلاق، وقد ألف منشوراً جعل عنوانه (الجهاد ليس أصلاً في الإسلام) وآخر (الزكاة ليست أصلاً في الإسلام) وثالث (الطلاق ليس أصلاً في الإسلام) عليه من الله ما يستحق.

رابعاً:
سوء أدبه مع الله وأنبيائه ورسله ودينه وقد طفحت بذلك منشوراته ومؤلفاته، حيث وصف رب العالمين جل جلاله بالحقد حين يخلِّد الكفار في النار فقال في كتابه الرسالة الثانية ص87: (وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخلة الجنة حين تستوفي كتابها من النار وقد يطول هذا الكتاب وقد يقصر حسب حاجة كل نفس إلى التجربة ولكن لكل قدر أجل ولكل أجل نفاد، والخطأ كل الخطأ في ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود، وما هو بذلك، وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة) وأصدر كتاباً بعنوان (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين) وبلغ به عرام الكفر أن يقول في منشوره الأخير (هذا أو الطوفان): إن شريعة طبقها المعصوم في القرن السابع لا تملك حلاً لمشاكل القرن العشرين.

خامساً:
بلغ من زندقته وفساد عقله أنْ ظنَّ أن أحكام الإسلام موقوتة وأن اختلاف الزمان يأتي على أصلها ويغير حقيقتها وفحواها فأصدر منشوراً بعنوان: (تطوير الأحوال الشخصية) ذكر فيه آيات القرآن في شأن الميراث والشهادة ثم قال معللاً تلك الأحكام: فقد كانت المرأة في القرن السابع قاصرة عن شأو الرجال وليس القصور ضربة لازب وإنما هو مرحلة تقطع مع الزمن والصيرورة إلى الرشد حتم.

وأحسن تصوير لفكر الرجل ما قاله الشيخ العلامة محمد نجيب المطيعي رحمه الله تعالى في كتابه (حقيقة محمود محمد طه)ص27: والحقيقة التي استخلصناها من دعوة هذا الرجل هي أنها مزبلة تاريخية إذ تراكمت فيها كل جيف الفكر القديم والدعوات الهدامة على مدى التاريخ، وهي مزبلة عصرية إذ تراكمت فيها كل أفانين الفكر الهابط من دهرية ووجودية وشيوعية وفرويدية ولا معقولية وهيبزية)

هذا وقد أفتت هيئات شرعية ومجامع فقهية ومحاكم إسلامية معتبرة بردة الرجل وفساد فكره، وأن هذا الحكم ينسحب على كل من يؤمن بأفكاره تلك ويتابعه في هرطقته وزندقته، فصدرت فتوى المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في 5/ربيع أول 1395هـ بردته وأنه يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين، وصدرت كذلك فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتاريخ 5/6/1972م بأن كلام محمود كفر صراح لا يصح السكوت عليه، وصدر الحكم بردة محمود من المحكمة الشرعية يوم 27/شعبان/ 1388هـ الموافق 18/11/1968م ثم صدر حكم آخر من المحكمة الجنائية رقم 4 بأم درمان بتاريخ 8/1/1985م ثم قرار محكمة الاستئناف الجنائية بالخرطوم الصادر في 15/1/1985م وقد أراح الله العباد والبلاد من شره بعدما نُفذ فيه حكم الإعدام في يوم الجمعة 27/ربيع الثاني/1405هـ (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
وإذا تبين مروق هذه الفرقة من دين الإسلام فإنه لا يحل لمسلم أن يتزوج من نسائهم؛ لقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) ولو استبان لزوج أن امرأته تعتنق هذا الفكر لوجب عليه فراقها إن لم تتب؛ لقوله تعالى (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) ولا يحل لمسلمة كذلك أن تتزوج رجلاً يعتنق هذا الفكر؛ لقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) والله تعالى أعلم.
*د يحيى
29 - يونيو - 2009
القاديانية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
التعريف :
القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.
المؤسس : ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.
وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.
ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".
ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية.
نماذج من تخليطه :
رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاءها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذي اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !!
أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !!
وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!
ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".
عقائد القاديانية :
1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".  
3.  يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن . 
4.  يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !!
5.  يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".
6.   يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .
7.  يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !!
8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.
9.  ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!
10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!
بعض زعماء القاديانية :
• الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية .
• محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذا أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".
• الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.
موقف علماء الإسلام من القاديانية :
لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.
وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .
وقفة مع القاديانية
 كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعيا يقينيا على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى .
والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعٌ من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة .
وعليه فالعلاج – كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة .
*د يحيى
29 - يونيو - 2009
ﻳﺒﺼﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺬﺍﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ. ,. ﻭ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
جزاك خير على الطرح د.يحيى
لو اني استشعر في كلامك عدم الحيادية و الموضوعية العلمية للمادة ..يعني بتعبير عامي دخول الميول والاهواء من ابراز الجوانب السيئة لمذهب وتجاهل حسناته وابراز الجانب الحسن لمذهب مع اغفال سيئته
ﻳﺒﺼﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺬﺍﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺧﻴﻪ. ,. ﻭ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺠﺬﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ
بدر
2 - يوليو - 2009
المثال أفصح من المقال    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
وضّح يا أستاذ بدر.
*د يحيى
12 - يوليو - 2009
حرية القول    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
مشاركة شيخي ، د.يحيى ، أثابه الله على جهوده في إثراء هذا الموقع الكريم ، والتي عنوانها : " هل الجمهوريون من الفرق المارقة " مشاركة منقولة بطبيعة الحال ؛ لذا رأيت من واجبي أن أتتبع العديد من المواقع التي ذكرت شيئا من سيرة محمود محمد طه ؛ لأطالع الرأي الآخر الذي دار حول قصة ذلك الرجل ، حتى وجدت نصا يدعي كاتبه انه النص الحقيقي للفقرة التي وردت في مشاركة شيخي تحت البند الرابع ، وهاهو النص وقد اجتزأته من هذا الرابط :
 
" أما النص الحقيقي فهو كالآتي "وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار وداخلة الجنة، حين تستوفي كتابها في النار، وقد يطول هذا الكتاب، وقد يقصر، حسب حاجة كل نفس إلى التجربة، ولكن، لكل قدر أجل، وكل أجل إلى نفاد. والخطأ، كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقاً، فجعل بذلك الشر أصلاً من أصول الوجود، وما هو بذاك. وحين يصبح العقاب سرمدياً يصبح انتقام نفس حاقدة، لا مكان فيها للحكمة، وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً" (الرسالة الثانية صفحة 104-105 )." .
ويتابع الكاتب : " وحذف الشيخ ( يعني عبد الحي يوسف) عبارة (وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً)، وإنهاء النص عند كلمة "حاقدة"، ليصل إلى غرضه المبيت، في اتهام الأستاذ ( يعني محمود طه ) بما ذكر، بالإضافة إلى دلالته على ضعف الأخلاق، والكذب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يكذب المؤمن"، إنما يدل أيضاً على عدم الأمانة العلمية، وضعف التدريب في مجال البحث العلمي، الذي يقتضي الرجوع إلى المراجع، ودقة التوثيق. وهو ما يفترض أن يكون الشيخ قد حصل فيه على درجة الدكتوراة، التي يفضل أن يوصف بها، دون أن يملك أبجديات مقدماتها!! " أ.هـ.
ومن الملاحظ أن ما اتهم به محمود طه يمكن إلصاقه أيضا بالمعتزلة ، وعلى هذا يمكن لدكتور عبد الحي يوسف أن يحكم بردة المعتزلة القدماء منهم والجدد ؛ وفقا لما ورد في المشاركة التي تتحدث عن المعتزلة  :
  أهمّ مبدأٍ معتزليٍّ سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجُدد هو ذاك الذي يزعم أنّ العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبيّة شرعية. أي أنّهم أخضعوا كلّ عقيدةٍ وكل فكرٍ للعقل البشري القاصر.
أهمّ وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي الجديد محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النّص اليقيني من الكتاب والسنة، مثل عقوبة المرتد وفرضية الجهاد والحدود وغير ذلك... فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدّد الزوجات والطلاق والإرث، إلخ...
 أما نفي محمود طه الخلود في النار فهو نفي ليس بجديد ، كما أن لمعنى الخلود أكثر من تأويل .
وأنا شخصيا، وإن كنت غير مقتنع بكل رأي صدر عن فكر محمود طه أو غيره من الآراء الخارجة عن المألوف، فإنني  من الذين يرون في المطالبة بتوفير حرية القول دون عقاب القائل ، مطالبة منطقية ، وانه لا يمكن لأحد أن ينصب نفسه قاضيا على الناس مدعيا أن فهمه نصوص الدين هو الفهم الصحيح ولا صحيح سواه ، فهذا الادعاء جعل من الفرق والمذاهب كثرة كاثرة ، كل فرقة تعادي الأخرى وتتهمها باتهامات شتى تصل إلى الاتهام بالكفر في بعض الأحيان ، كما ولا يمكن لأحد أن يهدي من يراه ضالا دون أن يكون الهدى من الله جل وعلا ، وأن الشتائم لن تؤتي نفعا في هداية المشتوم ، بل إنها ربما تزيده ضلالا .
 وبالمقابل ، فإننا نجد من يشجع على التقليد ونبذ إعمال الفكر ، ويستخدم وسائل عديدة من الترهيب والترغيب الفكري  ، وهو يمكن ان يكون غير مقتنع بما يشجع عليه اقتناعا وجدانيا ، إلا أنه يتعمد التظاهر بالاقتناع وهو يبتغي  الضرر والفساد من وراء ستار ، أو يبتغي ، على اقل تقدير ، السلامة من النقد والاتهام ، وذلك بمسايرته مجتمعه الذي يعيش فيه ؛ متعللا بان المسايرة من الحكمة ، أما الذي يصرح بافكاره على حقيقتها ، وإن كنا لا نوافقه عليها دائما ، فيظل أقل مضرة من سواه إن كان يرمي إلى المضرة .
ويحضرني هنا العديد من المقالات التي كالت لسيد قطب اتهامات شنيعة وصل بعضها إلى درجة تكفيره ، ولم يكن سيد قطب ، وفقا لمعرفتي ، إلا سلفيا في الكثير من نظراته الفكرية .
إن التكفير ليس حقا لأحد إلا لله سبحانه ، فهو جل وتعالى الخبير بخلقه ، ولا خبير سواه . وهو المنعم المتفضل ، ولا يحق لغيره أن يذم او يحمد ، وان يهدد ويتوعد ، وأن يغفر أو لا يغفر . إن كل ما يمكننا قوله لمن نراه على ضلال : " لكم دينكم ولي دين " ، وإن كنا نخشى منه عدوانا على حق من حقوقنا ، فيمكننا العمل على رد العدوان برد من نوعه ، مع كرهنا أن تسفك قطرة دم واحدة من أجل صراع فكري أو صراع على متاع الحياة الفانية وزخرفها.
*ياسين الشيخ سليمان
13 - يوليو - 2009
 1  2  3