السلام والتقدير كن أول من يقيّم
الاصدقاء الاحباء
اكتب لكم لاول مرة بعد الحادث الذي اصابني وادى الى انقلاب السيارة التي كنت أقودها ونجوت بفضل الله ولم اصب بأي اذى...لقد كتبت رسالتين سابقا لكن حين قرائتي الملف تبين ان الرسالتين لم يصلا وذلك ربما لخلل ما...
على أي حال انا بخير واشكر كل من سأل عني ووقف بجانبي فقد احسست بسؤالكم اني بين اهلي واصدقائي رغم اني لم ار الكثير منكم، لكن روح الوراق هي التي جمعتنا...
احبتي بسبب جنون البعض واستهتارهم وبسبب ان الكثيرين ممن يقودون السيارات على الطرقات لايراعون قوانين السير ولا يرون سوى انفسهم على الطريق مما يجعل من استهتارهم وعدم مبالاتهم سببا للكثير من الحوادث وهذا ما ادى لوقوع الحادث بسسب استهتار شخص يقود سياراته بلا وعي.
المهم رحمة الله فاقت كل شي ووقفت الى جانبي ولم اصب باي اذى رغم ان كل من شاهد السيارة لم يصدق ان يكون من يقودها سليما، لكن لا شي فوق ارادة الله وعطفه على عباده والشكر والفضل الاول والاخير في نجاتي هو لله.
اصدقائي للحظات يرى الانسان ان حياته انتهت وللحظات يشعر الانسان ان الموت قريب منه في حين يكون هو مشغول بمشاغل الحياة غير مدرك انه في أي لحظة قد تكون نهايته . وفي مثل هكذا لحظات يعرف الانسان الكثير من الامور يعود الى رشده ويعيد حساباته يرى نفسه اين يقف وماذا فعل في حياته ويرى كم الدنيا غريبة فقبل يومين من الحادث كنت قد اخرجت مسرحية ونجحت نجاحا باهرا لدرجة اني رفعت على الاكتاف وماهي الى ساعات حتى كنت بين الحياة والموت.
في مثل هكذا لحظات يشعر الانسان بمن يسأل عليه ومن يقف الى جانبه وقد رأيت سؤال الناس ولهفتهم وبمثل هكذا مواقف تبان معادن الناس.
بداية اود الاشارة انه بسبب رحمة الله لم اتاثر بالحادث كثيرا سوا من خسائر مادية بالمقدور تحملها وهذا من فضل الله واكتب هكذا لان كثيرا من الوجوه انكشفت امامي وكثيرا من الاقنعة وقعت...اصدقاء كنت اعتقد انهم اعز الاصحاب ويكلموني يوميا ويدعون اني من اعز اصدقائهم تبين انهم مجرد وهم، فيبدو انهم ظنوا اني ساكون بحاجتهم فتغير حالهم ناسين اني والحمدلله قادر على تدبر اموري..وبالمقابل كثير من الناس كنت اظنهم بعيدين عني ولكنهم فاجئوني بنخوتهم وسؤالهم وعرضهم للمساعدة التي لم اسمعها من اهم الاصدقاء فيا لحال الدنيا كيف تعمى عيوننا احيانا على اناس يحبوننا ونرى من اناس انهم الاقرب لنا وهم بالمقابل يدعون ذلك...
لن اطيل عليكم ، أردت أن أشكركم جميعا واعتقد اني اخذت درسا من هذا الحادث ربما سأستفيد منه كثيرا
جميل لحام
|