خصائص المتدارك ومفتاحه الجديد كن أول من يقيّم
وكما رأينا، يختلف (الخبب) كلَّ الاختلاف عن بحور الشعر الأخرى، حيث يتأبّى على جميع قواعد العروض المعروفة، ولا يخضع لأيٍّ منها. فهو بحرٌ: 1 - يخلو من الأوتاد تماماً. 2 - يمكن أن تتجاور فيه الفواصل الثلاثية ( ///ه ///ه ..) بلا حدود. 3 - يمكن أن تتجاور فيه الأسباب ( /ه /ه /ه /ه ..) بلا حدود. 4 - يمكن أن تنتثر فيه الفواصل والأسباب بلا انتظامٍ ولا قاعدة. 5 - يمكن أن تجتمعَ فيه أكثر من أربعة متحرّكات متتالية، فتظهرَ فيه الفواصل الخماسية (/////ه) أو السباعية ( ///////ه ) ... في حين يتساوق (المتدارك) مع خصائص البحور الخليلية الأخرى، فهو بحرٌ وتديٌّ، تضمّ تفعيلته (فاعلن /ه //ه) وتداً ثابتاً، لا يجوز عليه أي زحافٍ أو تبديل، يسبقه سببٌ وحيد يقبل الزحاف بسقوط ساكنه، لتتحول (فاعلن) بذلك إلى (فعِلن ///ه) لا غير، دون أن يستغرقَ البديلُ كلَّ أجزاء البيت. وهو كغيره من البحور؛ يمتلك صوَراً تامّةً عديدةً، وأخرى مجزوءةً أو منهوكةً أو مشطورة أو حتى موحّدة التفعيلة. وكغيره من المهملات الخليلية الأخرى؛ يتمثل في المتدارك الكثير من ملامح النثرية، وخاصةً في شكله التام. ولكنّ تركيبَه البسيط، بتفعيلته الخماسية القصيرة المتكررة، ميَّزَهُ قليلاً عن المهملات الأخرى، فاستُخْدِمت بعضُ صوره -المجزوءَةِ خاصّةً- في العصرين العباسيّ والأندلسيّ، واستخدمه المحدثون في القليل من قصائدهم العمودية، والكثير جدّاً من شعر التفعيلة. وضبطاً لوزنه، وتيسيراً لحفظه، فقد وضعنا له مفتاحه الجديد التالي: دُورِكَتْ في البحورِ لَنا فاعِلُ= فاعِلنْ فاعلن فاعلن فاعِلُ |