البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : قصص من الأدب الشعبي 2     كن أول من يقيّم
 ابو هشام 
7 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الأدب الشعبي فنُّ من فنون القول ينتج عن حكيم أو مجرب من عامة الشعب. بذكر حادثة أو قصة  يتناقلها الناس لأنها تشبع ميولهم ورغباتهم في مواقف معينة ،ومن ثم يصبح تركيز الناس على الحادثة لا على القائل ، وتخضع للموروث الشعبي يتناقلها جيل بعد جيل مشافهة بوصفها ذخيرة مشتركة مشاعة بينهم. وتصبح من المأثورات الشعبية.
- الاعتماد على النفس:
       إن الاعتماد على النفس فى معظم أمور الحياة، وعدم الالتجاء إلى الغير لطلب قضاء الحاجة من السمات الهامة والضرورية لكى يصبح الفرد متوافق نفسياً واجتماعياً وبالتالى متمتعا بالصحة النفسية والاعتماد على النفس يعنى قوة وصلابة الإرادة.
       وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم أصحابه الاعتماد على النفس، وتولى شئونهم بأنفسهم، وعدم الاتكال على الغير فى قضاء حاجاتهم. وعن ثوبان أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
"من يكفل لى أن لا يسأل الناس شيئاً واتكفل له بالجنة؟" فقال ثوبان: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا"([1])
       وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحث أصحابه على الاعتماد على النفس فى الكسب والحصول على الرزق، وينهاهم عن سؤال الناس. وعن أبى هريرة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: والذى نفس بيده لان يأخذ أحدكم حبلة فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتى رجلا ليسأله أعطاه أو منعه"([2]).
كثير ما ذكرت حكايات ومن المشاهدات أحيانا عن رجال تركوا ثروة كبيرة لأبنائهم الذين سرعان ما بدّدوها واسرفوها على ملذاتهم وسهراتهم لأنهم لم يتعبوا في جمعها أوتحصيلها .. كم من حادثة حصلت لأبناء يتشاجرون على إرث أبيهم وهو ممدد جانب لحده قبل أن يدفن !!.
ومقابل ذلك حكايات  عن رجل ذي ما ل يدرب أولاده على الكفاف وشظف العيش فترة من حياتهم  ليحافظوا على ثروتة أبيهم من بعده .. يرسلهم للعمل الشاق ليعرفوا قيمة ما حصّلوا من مال من كدهم وتعبهم ..
 
 حكاية الليرة الذهبية

يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر ، وأصبح شابَّاً ، لايتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده              !
الأب كبر وخاف أن يبدد ابنه الثروة التي جمعها بكده وتعبه بعد موته
ذات صباح ، نادى الأب ابنه ، وقال له :كبرت يابني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ، وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك .
أجابه الابن ً :أنا لا أتقنُ أيَّ عملٍ ولا أعرف كيف الناس تعمل ياأبي !!.
قال الأب : يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل .. وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ .....
خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به الأم التي تدلل وتغدق عليه، أعطته ليرة ذهبية ، وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده ..
فعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً : لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل ياأبي  .....
تناول الأب الليرة ، وتأمل ابنه فلم يلاحظ عليه أثر التعب ، ملابسه مرتبه وهندامه جميل مثل ما خرج ، ثم تأمل الليرة الذهبية جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال : إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك . عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها !!.
والأم تنظر لما يحدث باستغراب! !
سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده ...
وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه العطوف، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له :
- لا تعد سريعاً . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك .
تابع الابن سيره ، حتى وصل المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ، وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً : عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل ياأبي ..قدمها متظاهرا بالتعب ..
تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً : هذه ليست الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها يابني !
سكتَ الولد ، لم يتكلم ... الأم ازدادت استغرابا من الذي يحدث !! لكنها لا تتجرأ أن تسأل لأن الزوج منعها من السؤال عن هذا الموقف بالذات ..
وفي صباح اليوم الثالث ، قبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد بملابس مثقلة بالعمل والتعب يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد . قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً : أقسم لكَ ياأبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني .. وقد عانيت الكثير في تحصيلها !
أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ، وعانق ولده ، وقال : الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يابني ! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ، لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين ثمّ... نظر إلى زوجته وقال : مَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال ، من لا يتعب في المال يسهل عليه إنفاقه .. والابن يسمع ..
 
أبو هشام


([1]) أخرجه أبو داود، جـ2، صـ121.
([2]) أخرجه الشيخان والترمذى والنسائى (ناصف، جـ2، صـ35)
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
كم من بطيخٍ كسّر الجمل    كن أول من يقيّم
 
كم من بطيخٍ كسّر الجمل
والله معك الحق كل الحق يا أخي الاستاذ أحمد ..
يقال أنّ امرأة تتباها بزوجها وتسمّيه على سبيل التشبيه أو مجازا بأنه جملها ، وجمل العائلة لأنه يتحمل نفقات وهموم زوجته والعائلة كلّها ،  وكان لرجلها جمل ، يحمّله كل يوم بطيخا ـ في أيام الصيف ـ وينزل به إلى المدينة كي يبيع حمله ، فذات يوم رجع الجمل إلى البيت دون صاحبه ، فأخذت المرأة تسأل وتستقصي  فعلمت بخبر وفاة زوجها ، فأخذت تبكي وتندب زوجها وتصيح بأعلى صوتها ، وتقول : مات جملي  ، مات جملي .. سمعها أحد المارة من سكان القرية ، يعرفها ويعرف عمل زوجها ، فقال لها : علام تبكين يا امرأة ؟!!.كم من بطيخٍ كسّر الجمل ، وفي اللهجة الدارجة ( ياما كسّر الجمل بطيخا) وذهبت مثلا..يضرب للشخص الذي يصاب بخسارة مادية ..أو تكررت عنده سقطات نحوية..
*ابو هشام
12 - مارس - 2009
الصحفي والأعمى    كن أول من يقيّم
 
الصحفي والأعمى

      يُحكى إنّ رجلا أعمى  يجلس على إحدى عتبات عمارة على الشارع العام  واضعا قطعة قماش بين قدميه ، وبجانبه لوحة مكتوب عليها:
" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".
    مرّ رجل صحفي بالأعمى ووقف ليرى أن قطعة القماش لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد عليها. ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه. لاحظ الأعمى إنّ قطعة القماش  قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية ، ليس كالعادة ، فعرف أن شيئا قد تغيّر وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو السبب في زيادة الصدقات ، فسأل أحد المارة عمّا هو مكتوب على اللوحة .. فقال له:
" نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله " .
"ما عندكم ينفد وما عند الله باق
"..
*ابو هشام
12 - مارس - 2009
سكاكين أحمد عزو    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم أهل الوراق الكرام
حضرت متأخرة بعض الشيء، ولكنني لا أملك الا ان أحضر، لأشهد هذا الحوار اللغوي بين زميلينا العزيزين، أبو هشام وأحمد عزو، (والله يسترني من سكاكينك أستاذ أحمد، يا رب ما أكون عكيت)، بصراحة موضوع جميل أستاذي العزيز أبو هشام، وأمتعتنا فعلا بهذه القصص الشعبية، لي عودة قريبة ان شاء الله لمتابعة هذا الملف الممتع.
*khawla
12 - مارس - 2009
مشارط الجراحين    كن أول من يقيّم
 
    تحياتي كلها إلى أخي الفاضل الاستاذ أحمد وإلى الأخت الفاضلة الاستاذة خولة ..
عن أبي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسانَ على كلِّ شَيءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرحْ ذَبيحَتَهُ" .رواه مسلم.
 
سيدتي :سكاكين أخي الأستاذ أحمد حادة ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وهو قاصد بذلك ليريح ذبيحته وهذا من باب الإحسان، إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسانَ على كلِّ شَيءٍ ، وأنا أتقدم إليه بكل الامتنان ، فهو يسير على هدى السنة النبوية في ذلك .
 
و من الآداب أيضا أن توارى السكين ، ولا يُظهرْ السكين إلا عند الذبح .. فنراه يأتي على حين غرّة  ، ومعه الحق في ذلك إنّه يضيق ذرعا فلا يحتمل ، وهذه خصال محمودة لغيرته على لغة القرآن الكريم .... أيتها الفاضلة الأستاذة خولة إن ّ أخانا أحمد لا يتوانى في تطبيق آداب السنة النبوية ؛ يستحب أن لا يذبح ذبيحة بحضرة أخرى..  لقوله : (همساً بيني وبينك ، كي لا يسمعني أحد)..
وألف شكر وتحية لكل سراة الوراق الكرام ..
*ابو هشام
12 - مارس - 2009
البطيخ.. ما أجمله..    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا صاحب الأخلاق العالية أبوهشام.. قضية الأخطاء أنت أدرى من غيرك بإحساسي عندما أرى خطأ.. وكلنا يخطئ.. أما قضية البطيخ فلي وقفة عندها؛ فقد وضعت يدك على الجرح لأنني أحب البطيخ كثيراً وسأتكلَّم عنه قليلاً..
ورد في نهاية الأرب للنويري خبراً طريفاً عجيباً بديعاًً عن هذه الفاكهة المحببة.. وعلى فكرة يقولون في الجزيرة السورية –شمال غرب- عن البطيخ (دبشي، واحدته دبشيَّة) وكذلك في العراق، وفي حماة وحمص وحلب (جَبَسْ)، وفي دمشق وغيرها الاسم المعروف (بطيخ) وأحياناً يقولون (بطيخ أحمر- للبطيخ، وبطيخ أصفر- للشمام)، وفي السعودية (جْحْ) و(حَبْحَبْ)، وفي الإمارات والكويت (يْحْ)، وفي بعض مناطق السودان (بِتِّيخ) بكسر الباء، وفي المغرب العربي (دلاَّع) وكلمة بطيخ يطلقونها على الشمام.. وسأعود إلى نهاية الأرب الذي أطلق اسم (نارنج) على البطيخ وذلك في بلاد خوارزم..
قال النويري: (وأما خوارزم وما اختصت به فإنها تقارب بلاد الترك، بل تنافسها في الخصائص والمتاجر، ومن خصائصها البطيخ الذي يقال له النارنج، ويقال إنه أحلى البطاطيخ وأطيبها، وكان يُحمل منها إلى المأمون وإلى الواثق في قوالب الرصاص، معبأة في الثلج، فكانت تقوم الواحدة منه –إذا سلمت ووصلت- بسبعمائة درهم. والله أعلم).
والذي أعرفه أن الدمشقيين يحبون شجرة النارنج كثيراً، وقلما يخلو بيت عربي منه، هذا أيام زمان وقبل التوجُّه للسكن في علب الكبريت، وهو –أي النارنج- غير البطيخ عند العرب، فهو ثمرة شجرها كبير، والثمر يشبه البرتقال في حجمه ولونه، بل أكبر من البرتقال بقليل، وطعمه حامض، ويوجد شجرة جميلة منه عند جيراننا بدمشق (بيت أبي محمد الأشمر)، وهم أحفاد المجاهد الكبير الذي جاهد ضد الاحتلال الفرنسي محمد الأشمر (الميداني) رحمه الله، ولي ذكريات جميلة في ذلك البيت لا أنساها.. أما ما سمعته من بعض الشوام قولهم: (نانرج) بدلاً من (نارنج)، وهي الطريقة نفسها التي يطلقون بها على العقل -أحياناً- اسم (أعل) فهي أسهل باللفظ كون البدء كان بحرف الألف وليس العين، و(أعل) أي: (قعل) أي: (عقل)، وطريقة قلب الأحرف تسمى في اللغة (القلب المكاني)، أي تبديل حرف مكان حرف آخر.. ومنها مثلاً كلمة (ميدان) أصلها (مديان)، من (ماد، يميد)، فحصل قلب مكاني بين الياء والدال فأصبحت (ميدان)، لكن ليس بالضرورة أن تكون كل الكلمات التي حصل فيها قلب مكاني صحيحة.. أما آخر صرعة للبطيخ فقد ظهرت في اليابان، حيث طوَّر علماء يابانيون سلالة جديدة للبطيخ، فظهرت البطيخة بشكل مكعب!!.
وختام هذه المشاركة (بطيخ)!!.. قال صاحب محاضرات الأدباء: (قال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجنبهما السفرجلتان ودونهما الرمانتان؟.. فقال: بضربتان وصفعتان ولكمتان..).
وسلامتكم.
*أحمد عزو
12 - مارس - 2009
سأغمض عيني..    كن أول من يقيّم
 
نسيت أن أرحب بالأستاذة خولة وأقول لها: سأغمض عيني عندما تكتبين كي لا أرى الأخطاء!..
*أحمد عزو
12 - مارس - 2009
الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا من الرزق    كن أول من يقيّم
 
اقترب الصيف مع إنّ البطيخ لا ينقطع هذه الأيام طوال العام مع إنه فاكهه موسمية .. فيا أخي الأستاذ أحمد يكفينا بطيخة واحدة من حلب ..
الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا  من الرزق
في يوم من الأيام  .. خرج شاب من بيته وهو مثقل بالهموم متضجرا من الحياة وقسوتها ، فوجد شجرة في  مكان غير بعيد عن المدينة ، جلس تحتها وأسند ظهره على ساقها ..اقترب منه رجل كبير مسنٌّ  وجلس بجواره .. أخذا يتبادلان الحديث ..الشاب يذكر وقع ظلم الدنيا عليه ويقول : "أنا تعبان وغيري مرتاح أنا فقير وغيري غني "..  وأجلس هنا لأنسى همومي .. أو بالأحرى لأنسى أنني موجود "

نظر إليه الرجل الأشيب قائلا " لم كل هذا التشاؤم ؟ .. لا تزال شابا وتنظر إلى الحياة بهذا المنظار الأسود "!!! .

أجابه الشاب " أرى الناس ينعمون وأنا شقي  .. هذه حسرة تملأ قلبي ".
قال له الأشيب : تعال معي وصاحبني  لنروّح عن نفسينا في المدينة .... وجدا معرضا للسيارات الحديثة ..
قال الأشيب للشاب : لندخل المعرض ونمتع العيون بجمال السيارات ..
قال الشاب  : من يدخل هنا لا بدّ له أن يشتري وأنت تعرف الحال .. أجابه الأشيب: ما عليك .. دخلا المعرض وتوجه الأشيب ومعه الشاب إلى صاحب المعرض وقال له : أريد أن ترينا تلك السيارة .. أجابهم صاحب المعرض : الموظفون متواجدون في المعرض ..  أخبروهم عن طلبكم هذا وهم يعملون اللازم ..
 قال له المسن : أريد منك أنت أن تأتي معنا ..
أجابه : لا استطيع .. يداي ورجلاي مشلولتانكما تريا ولا أستطيع المشي ولا حتى الحركة  ..فنظرا إليه عن قرب فوجداه بالفعل مشلولا .. فقال له المسن : الذي يشفيك من مرضك هذا، ماذا تعطيه ؟.. قال له : معرضي هذا وهذا كل ما أملك ..خرج الأشيب والشاب من المعرض وتوجها إلى متجر كبير مجاور .. تردد الشاب من الدخول لأن الحالة لا تسعف ، فألح عليه الأشيب ، فدخلا وصارا يجولان داخله ، وإلآّ بغرفة زجاجية في زاوية من زواياه ، بداخلها رجل يحاول أن يواري نفسه عن أعين الناس !!!. سألا عنه ، إنه صاحب المتجر ، مصاب بالجرب لايبرح مكانه ، لأن الناس تنفر منه وتبتعد ..
نظر الرجل الأشيب إلى الشاب وقال له هل تحب أن تمتلك معرض السيارات وهذا المتجرمعا مع العلل؟!! أجابه الشاب : أحب أن آكل رأس بصل مع قليل من الملح أفضل من هذا .. ترك الأشيب الشاب بعدما سمع مقولته ، ورجع الشاب إلى أهله وقد ذهب عنه الهم والغم ، راضيا كل الرضا بما قسّم الله له من الرزق ..   
*ابو هشام
12 - مارس - 2009
المرأة التي تتكلم بالقران و عبد الله بن المبارك    كن أول من يقيّم
 
المرأة التي تتكلم بالقران و عبد الله بن المبارك
ذكر بن عباس في كتابه طرائف النساء ....ذكر:
أن الأمام عبد الله بن المبارك خرج ذات مرة للحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه - صلى الله عليه وسلم-
يقول عبد الله بن المبارك : وبينما أنا أسير في بعض الطريق إذا بي أرى سواد فتميزته فإذا بها امرأة عجوز عليها درع من صوف أسود وخمار من صوف فاقتربت منها فلما اقتربت منها قلت لها  :
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
فقالت: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ).
 
فقلت : يرحمك الله يا أمة الله ماذا تصنعين في هذا المكان ؟.
 
فقالت: (وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) .
قال : فعلمت من كلامها أنها ضلت الطريق.
 
فقلت لها : فإلى أين تريدين ؟ ، إلى أين الذهاب ؟ ،إلى أين المسير ؟.
 
فقالت: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى،).
قال : فعلمت من كلامها أنها قد قضت الحج وتريد أن تزور بيت المقدس.
 
فقلت لها : منذ كم وأنتِ في هذا المكان؟.
 
فقالت : (ثلاث ليال سويا. (
 
فقلت لها : أنا لا أرى معكِ طعام ولا شراب فمن أين تأكلين ؟ .
 
فقالت: ( هو الذي يطعمني ويسقين ( .
 
فقلت لها : فبماذا تتوضئين إذا جاءك وقت الصلاة ؟.
 
قالت : (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
 
فقلت لها : أن معي بعض الطعام والشراب فهل أعطيكِ منه ؟.
 
فقالت: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
فعلمت أنها صائمة.
 
فقلت : لماذا لا تكلميني مثلما أكلمكِ؟ ، لماذا لا تتحدثين معي كما أحدثكِ ؟.
 
فقالت : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.(
 
فقلت لها : هل لي أن أحملكِ على ناقتي هذه ؟.
 
فقالت : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
قال فأنخت الناقة أنخت ناقتي لتركب عليها فلما أنخت الناقة....
 
قالت : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ( .
قال فغضضت بصري فلما ركبت.
 
قالت : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ).
قال فسرت بها قليلاً.
 
فقلت لها : يا أمة الله هل أنتِ متزوجة ؟.
 
فقالت: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
قال فسكت ولم أتحدث معها حتى أدركنا القافلة.
 
فقلت لها : هذه هي القافلة فمن لكِ فيها ؟ هل لكِ فيها أحد فأناديه ؟.
 
فقالت: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .
قال فعلمت من كلامها أن لها أولاد في القافلة.
 
فقلت لها: وما شأنهم ؟ ماذا عملهم ؟ ماذا يفعلون في القافلة ؟ أهم مسافرون ؟ .
 
فقالت : (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ).
قال فعلمت أنهم أدلاء الركب قال فتحركت بها إلى العمارات والقباب التي يجلس بها المسافرون.
 
فقلت لها : نحن أمام هذه العمارات فمن لكِ فيها ؟ فمن أنادي ؟.
 
فقالت : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا) ، (وكلم موسى تكليما) ، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
قال فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى  ، يا يحيى ، قال : فأقبل ثلاثة من الشباب كأنهم الأقمار قال : فلما جلسوا بين يدي أمهم.
 
قالت : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ).
تريد أن تضيف عبد الله بن المبارك قال: فذهب أحدهم فجاءنا بطعام وشراب فوضعه أمامي.
فقالت لنا العجوز : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ).
 
فقلت : طعامكم وشرابكم حرام علي حتى تخبروني ما شأن أمكم هذه ؟ ما قصتها ؟.
فقالوا : أن أمنا هذه منذ أربعين سنة وهي لا تتكلم ألا بالقرآن مخافة أن تزل لسانها فيسخط عليها الرحمن .
فقلت : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
*ابو هشام
14 - مارس - 2009
تعليق على القصة المرأة التي بالقران.    كن أول من يقيّم
 
تعليق على القصة المرأة التي بالقران.
     هذه القصة رواها ابن حبان في " روضة العقلاء " من طريق الأصمعي عن امرأة أعرابية .
     وفعل هذه المرأة ليس بِحجّة ، كما أنه ليس من عمل السلف .
     ولذلك قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    قال أهل العلم :
     يَحرم جعل القرآن بدلا من الكلام .
     وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب عن امرأة لا تتكلّم إلا بالقرآن ، وتَعجّب الناس الذين يُخاطِبونها ،  وقالوا : لها أربعون سنة لم تتكلّم إلا بالقرآن مخافة أن تزِلّ ، فيغضب عليها الرحمن .
      نقول : هي زلّت الآن ، فالقرآن لا يُجعَل بدلا من الكلام ،
لكن لا بأس أن يستشهد الإنسان بالآية على قضية وَقَعَتْ ، كما يُذكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَخطب ، فَخَرج الحسن والحسين يَعثران بثياب لهما ، فَنَزل فأخذهما ، وقال : صدق الله : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ).
فلاستشهاد بالآيات على الواقع إذا كانت مُطابِقة تماماً لا بأس به . اهـ .
والله تعالى أعلم
الشيخ / عبدالرحمن بن عبدالله السحيم
 
في موضوع 100 سؤال أجاب عليها الشيخ الفاضل مشهور بن حسن آل سلمان:
السؤال 17 : ما صحة قصة تلك المرأة التي لا تتكلم إلا بالقرآن ؟
الجواب : هذه قصة طويلة وجدتها مسندة عند ابن حبان في كتابه "روضة العقلاء" صفحة 49 ، وإسنادها واهٍ جداً ، فيه رجل اسمه محمد بن زكريا الغلابي
، وهذا الرجل قال عنه الدارقطني : متهم بالوضع ، وقال ابن حبان عنه : يروى عن المجاهيل
وهذه القصة رواها عن بعض المجاهيل ، والقصة طويلة ، يرددها بعض الوعاظ والخطباء ،ويرددها بعض الناس في مجالسهم،أما نص القصة فهو
" ثم يروي القصة في ردة "
"   
ثم بعد ما روى القصة كتب "يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وقد أومأ إلى هذه القصة في الشرح الممتنع في آخر السادس منه،
يقول: يحرم جعل القرآن بدلاً من الكلام ،وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب  ، عن امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن، وتعجب الناس الذين يخاطبونها، وقالوا لها: أربعون سنة لا تتكلم إلا بالقرآن
مخافة أن تزل، ويغضب عليها الرحمن، نقول هي زلت، فالقرآن لا يجعل بدلاً من الكلام، لكن لا بأس للإنسان أن يستشهد بالآية على قضية وقعت .أ.هـ ، فحتى لو أنها صحت ، فلا يجوز للإنسان أن يترك الكلام ،  لأن أورع الناس وأتقاهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وما فعلوا هذا ولو كان خيراً لفعلوه ، فالقصة ركبها الغلابي هذا ، فكذب فيها على الأصمعي .
الشيخ / مشهور بن حسن آل سلمان
*ابو هشام
14 - مارس - 2009
 1  2