البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : قصص من الأدب الشعبي 2     كن أول من يقيّم
 ابو هشام 
7 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الأدب الشعبي فنُّ من فنون القول ينتج عن حكيم أو مجرب من عامة الشعب. بذكر حادثة أو قصة  يتناقلها الناس لأنها تشبع ميولهم ورغباتهم في مواقف معينة ،ومن ثم يصبح تركيز الناس على الحادثة لا على القائل ، وتخضع للموروث الشعبي يتناقلها جيل بعد جيل مشافهة بوصفها ذخيرة مشتركة مشاعة بينهم. وتصبح من المأثورات الشعبية.
- الاعتماد على النفس:
       إن الاعتماد على النفس فى معظم أمور الحياة، وعدم الالتجاء إلى الغير لطلب قضاء الحاجة من السمات الهامة والضرورية لكى يصبح الفرد متوافق نفسياً واجتماعياً وبالتالى متمتعا بالصحة النفسية والاعتماد على النفس يعنى قوة وصلابة الإرادة.
       وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم أصحابه الاعتماد على النفس، وتولى شئونهم بأنفسهم، وعدم الاتكال على الغير فى قضاء حاجاتهم. وعن ثوبان أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
"من يكفل لى أن لا يسأل الناس شيئاً واتكفل له بالجنة؟" فقال ثوبان: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا"([1])
       وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحث أصحابه على الاعتماد على النفس فى الكسب والحصول على الرزق، وينهاهم عن سؤال الناس. وعن أبى هريرة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: والذى نفس بيده لان يأخذ أحدكم حبلة فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتى رجلا ليسأله أعطاه أو منعه"([2]).
كثير ما ذكرت حكايات ومن المشاهدات أحيانا عن رجال تركوا ثروة كبيرة لأبنائهم الذين سرعان ما بدّدوها واسرفوها على ملذاتهم وسهراتهم لأنهم لم يتعبوا في جمعها أوتحصيلها .. كم من حادثة حصلت لأبناء يتشاجرون على إرث أبيهم وهو ممدد جانب لحده قبل أن يدفن !!.
ومقابل ذلك حكايات  عن رجل ذي ما ل يدرب أولاده على الكفاف وشظف العيش فترة من حياتهم  ليحافظوا على ثروتة أبيهم من بعده .. يرسلهم للعمل الشاق ليعرفوا قيمة ما حصّلوا من مال من كدهم وتعبهم ..
 
 حكاية الليرة الذهبية

يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر ، وأصبح شابَّاً ، لايتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده              !
الأب كبر وخاف أن يبدد ابنه الثروة التي جمعها بكده وتعبه بعد موته
ذات صباح ، نادى الأب ابنه ، وقال له :كبرت يابني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ، وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك .
أجابه الابن ً :أنا لا أتقنُ أيَّ عملٍ ولا أعرف كيف الناس تعمل ياأبي !!.
قال الأب : يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل .. وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ .....
خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به الأم التي تدلل وتغدق عليه، أعطته ليرة ذهبية ، وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده ..
فعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً : لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل ياأبي  .....
تناول الأب الليرة ، وتأمل ابنه فلم يلاحظ عليه أثر التعب ، ملابسه مرتبه وهندامه جميل مثل ما خرج ، ثم تأمل الليرة الذهبية جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال : إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك . عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها !!.
والأم تنظر لما يحدث باستغراب! !
سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده ...
وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه العطوف، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له :
- لا تعد سريعاً . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك .
تابع الابن سيره ، حتى وصل المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ، وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً : عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل ياأبي ..قدمها متظاهرا بالتعب ..
تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً : هذه ليست الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها يابني !
سكتَ الولد ، لم يتكلم ... الأم ازدادت استغرابا من الذي يحدث !! لكنها لا تتجرأ أن تسأل لأن الزوج منعها من السؤال عن هذا الموقف بالذات ..
وفي صباح اليوم الثالث ، قبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد بملابس مثقلة بالعمل والتعب يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد . قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً : أقسم لكَ ياأبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني .. وقد عانيت الكثير في تحصيلها !
أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ، وعانق ولده ، وقال : الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يابني ! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ، لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين ثمّ... نظر إلى زوجته وقال : مَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال ، من لا يتعب في المال يسهل عليه إنفاقه .. والابن يسمع ..
 
أبو هشام


([1]) أخرجه أبو داود، جـ2، صـ121.
([2]) أخرجه الشيخان والترمذى والنسائى (ناصف، جـ2، صـ35)
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
القصة الثانية للذي يحب الركون إلى الراحة     كن أول من يقيّم
 
القصة الثانية للذي يحب الركون إلى الراحة دون محاولة بذل الجهد والاستسلام إلى واقعه الذي أصبح أسيرا له.. كما قال الشاعر التونسي ( أبو القاسم الشابي ) :
ومن لا يحب صعود الجبال     يعش أبد الدهر بين الحفر
حكاية النسر
يُحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس. وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعاليً، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
*ابو هشام
7 - مارس - 2009
بعض الأمثال التي تحض على الاعتمال على النفس والمحافظة على الثروة :    كن أول من يقيّم
 
بعض الأمثال التي تحض على الاعتمال على النفس والمحافظة على الثروة :
المصدر مجمع الأمثال للميداني /طباعة الوراق الاكترونية.

*أي فتى قتله الدخان أصله، أن امرأة كانت تبكي رجلاُ قتله الدخان وتقول: أي فتى قتله الدخان! فأجابها مجيب فقال: لو كان ذا حيلة لتحول. يضرب للقليل الحيلة.

مجمع الامثال ص 13

*أن أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه
يضرب في الحث على التقدم في الأمور
مجمع الأمثال ص28
*إياك والسآمة في طلب الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابها قال أبو عبيد: يروي عن أبجر بن جابر العجلي أنه قال فيما أوصى به ابنه حجازاً يا بني إياك والسآمة. يضرب في الحث على الجد في الأمور، وترك التفريط فيها.
مجمع الأمثال ص32
*ما حك ظهري مثل يدي يضرب في ترك الاتكال على الناس.
مجمع الأمثال ص314
*ما سد فقرك مثل ذات يدك أي لا تتكل على غيرك فيما ينوبك.
مجمع الأمثال ص324
*من يطع عريباً يمس غريباً يعني، عريب بن عمليق. ويقال عملوق بن لاوذ بن سام بن نوح، وكان مبذراً للمال. ومثله قولهم:  *من يطع عكباً يمس منكباً
ومثله:  *من يطع نمرة يفقد ثمره
مجمع الأمثال ص327
*من العجز والتواني نتجت الفاقة أي هما سبب الفقر. وهذا من كلام أكثم بن صيفي حيث يقول: المعيشة أن لا تني في استصلاح المال والتقدير. وأحوج الناس إلى الغنى من لم يصلحه إلا الغنى، وكذلك الملوك. وإن التغرير مفتاح البؤس، ومن التواني والعجز نتجت الفاقة. ويروى، االهلكة. قوله: التغرير مفتاح البؤس، يريد أن من كان في شدة وفقر إذا غرر بنفسه بأن يوقعها في الأخطار ويحمل عليها أعباء الأسفار يوشك أن يفتح عنه أقفال البؤس، ويرفل في حسن الحال في أضفى اللبوس. ومثل ما حكي من كلام أكثم بن صيفي ما حكاه المؤرج بن عمرو السدوسي، قال: سأل الحجاج رجلاً من العرب عن عشيرته قال: أي عشيرتك أفضل? قال: أتقاهم لله بالرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا. قال: فأيهم أسود? قال: أرزنهم حلماً حين يستجهل، وأسخاهم حين يسأل. قال: أيهم أدهى? قال: من كتم سره ممن أحب مخافة أن يشار إليه يوماً. قال فأيهم أكيس? قال: من يصلح ماله ويقتصد في معيشته. قال فأيهم أرفق? قال: من يعطي بشر وجهه أصدقاءه، ويتلطف في مسألته، ويتعاهد حقوق إخوانه في إجابة دعواتهم وعيادة مرضاهم والتسليم عليهم والمشي مع جنائزهم، والنصح لهم بالغيب. قال: أيهم أفطن? قال: من عرف ما يوافق الرجال من الحديث حين يجالسهم. قال: فأيهم أصلب? قال: من اشتدت عارضته في اليقين وحزم في التوكل ومنع جاره من الظلم.
مجمع الأمثال ص334
*من يعالج مالك غيرك يسأم هذا مثل قولهم: ما حك ظهري مثل ظفري.
مجمع الأمثال ص336
*من طلب شيئاً وجده أول من قال ذلك عامر بن الظرب؛ وكان سيد قومه، فلما كبر وخشي عليه قومه أن يموت اجتمعوا إليه وقالوا: إنك سيدنا وقائلنا وشريفنا فاجعل لنا شريفاً وسيداً وقائلاً بعدك. فقال: يا معشر عدوان، كلفتموني بغياً، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسين إني لكم مثلي? افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطل أولى به؛ وأن الحق لم يزل ينفر من الباطل، ولم يزل الباطل ينفر من الحق. يا معشر عدوان، لا تشمتوا بالذلة، ولا تفرحوا بالعزة، فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن ير يوماً ير به؛ وأعدوا لكل امرئ جوابه. إن مع السفاهة الندامة، والعقوبة نكال وفيها ذمامة؛ ولليد العليا العاقبة؛ والقود راحة لا لك ولا عليك؛ وإذا شئت وجدت مثلك، إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريباً منه.
مجمع الأمثال ص336- 337
*من لا يداري عيشه يضلل أي من لم يحسن تدبير عيشه ضلل وحمق.
مجمع الأمثال ص337
*من اعتمد على حير جاره أصبح عيره في الندى يعني المطر. والحير، الاصطبل. وأصله حظيرة الإبل.
مجمع الأمثال ص337
*اليد العليا خير من اليد السفلى هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة.
معجم الأمثال ص376
*ابو هشام
7 - مارس - 2009
الرجل التائه    كن أول من يقيّم
 
القصة الثالثة للرجل التائه
قصة التائه الذي لايعرف ما الذي يفعله مرة مع الصديق وأخرى مع العدو ،مره مع الخير وتارة مع الشر حتى تائه مع أهل بيته مع هذا وذاك وأيضا مع جيرانه حيران ..
 
بين حانا ومانا ضيعنا الحانا

كان لرجل زوجتين أحدهما شابه واسمها حانا واخرى عجوز وأسمها مانا وكان الرجل ملتحي خالطها الشيب فعندما كان يأتي زوجته الشابه تطلب منه نتف الشيب من لحيته لكي يبدو شابا امامها فيفعل ارضاء لها وعندما يأتي زوجته العجوز تطلب منه نتف الشعر الأسودلكي يعطيه الشيب وقارا فيفعل ذلك ارضاء لها وبعد ان تكرر هذا بين زوجتيه حانا ومانا لم يبق له شعر في لحيته فقال: بين حانا ومانا ضيعنا لحانا .
*ابو هشام
9 - مارس - 2009
قصة الناسك والصبية الفأرة    كن أول من يقيّم
 
قصة من قصص التراث الشعبي ، مصدرها معروف من كتاب كليلة ودمنة ، تداول العامة هذه القصة وتناقلتها الأجيال ، وخضعت تحت مسمى الأدب الشعبي .. والعبرة منها إنّ الإنسان مهما تغير وتبدل في النهاية يرجع إلى جذوره  إلى أصله ..
قصة الناسك والصبية الفأرة
قال: زعموا[1] أنه كان ناسكاً مستجاب الدعوة فبينما هو ذات يوم جالساً على شاطئ نهر إذ مرت به حدأة في رجلها درص فأرة فوقعت منها عند الناسك، فأدركه لها رحمة، فأخذها ولفها في ردنه، وأراد أن يذهب بها إلى منزله. ثم خاف أن تشقّ على امرأته تربيتها، فدعا ربّه أن يحوّلها جارية . فتحولت جارية وأعطيت  حسنا وجمالا. فانطلق بها الناسك إلى منزله ، وقال لامرأته: هذه ابنتي فاصنعي بها صنيعك بولدك.ورباها أحسن التربية، ولم يعلمها قصتها وما كان منها . فلما بلغت اثنتي عشرة سنة قال لها: يا بنيّةُ ! إنك قد أدركت ، ولا بدّ لك من زوج يقوم بأمرك ويكفلك، ولنفرغ من الشغل بك ، فاختاري من أحببت من الناس كلّهم أزوجك منه . قالت الجارية : أريد زوجا قويا شديدا منيعا . فقال الناسك :ما أعرف أحدا كذلك إلا الشمس. فانطلق الناسك إلى الشمس فقال لها : إنّ عندي جارية جميلة، وهي بمنزلة الولد لي ، وأنا أسألك أن تتزوجها . فقالت الشمس : أنا أدلك على من هو أقوى مني وأشد . قال الناسك : ومن هو ؟ قالت : السحاب الذي يسترني ويذهب بضوئي. فأتى الناسك السحاب فسأله تزوُّج الجارية ، فقال: أنا أدلك على من هو أقوى مني وأشدّ : الريح التي تقبل بي وتدبرفانصرف الناسك إلى الريح فسألها تزوُّج الفتاة ، فقالت له : أنا أدلك على من هو أقوى منّي : الجبل الذي لا أستطيع أن أحرّكه . فانطلق الناسك  إلى الجبل فقال له مثل مقالته للريح. فقال له الجبل: أنا أدلك على من هو أقوى منّي : الجرذ الذي ينقبني فلا أستطيع له حيلة  ولا أمتنع منه. فقال  الناسك للجرذ : هل أنت متزوج هذه الجارية؟ فقال الجرذ كيف أتزوجها وجحري ضيق؟ فقال الناسك للجارية : هل لك أن أدعو ربي أن يصيّرك فأرة وأزوجك بالجرذ؟ فرضيت بذلك . فدعا ربه أن يحولها فأرة ، فتحولت فأرة وتزوجها الجرذ .


[1] كتاب كليلة ودمنة ص167/168.
*ابو هشام
10 - مارس - 2009
تعليق حول الناسك والصبية الفأرة    كن أول من يقيّم
 
تعليق حول الناسك والصبية الفأرة
الصبية والفأر والناسك القصة يجتمع خلالها الإنسان والحيوان ، فيها بلاغة الحكمة تتجلى ، فالأشياء تعود الى طبيعتها و أصولها ، وتمثل ذلك في الفأرة التي حولها الناسك إلى حسناء إلى بنت جميلة ، أوكل رعايتها إلى زوجته العاقر ، ففرحت بها ، واعتنت بها على خير ما يرام ، وعندما شبت البنت كانت أجمل فتاة في العالم ، فأراد الناسك تزويجها ، فاستدعى الشمس كي يكون عريساً لها فرفضته فنصحته الشمس بالغيم لأنه أعظم منه ، فرفضته لأنه " متلبد ومعتم " فنصحه الغيم بالريح ، فلما استحضر الناسك الريح "رفضته أيضاً لأنه " دائم التجوال ولا يستقر لحظة " فدله الريح على الجبل لأنه أقوى و أعظم منه ، ولما استحضر الناسك الجبل رفضته أيضاً لأنه " شديد الإرتفاع والوعورة والصلابة " ، فدله الجبل على الفأر لأنه يحفر جحوراً في أعماق الجبل ، " عندئذ استدعى الناسك الفأر إليه ، وحين رأته الفأرة قفزت فرحاً وابتهاجاً ، وهتفت قائلة : هذا هو الشخص الذي أريد ، سوف أتزوجه وأكون وفية له، فكر الناسك للحظة وبحركة سحرية ، حوّل الفتاة إلى فأرة ، ثم زوجها للفأر " هكذا عادت الفأرة إلى أصلها . إلى وضعها الطبيعي فأرة صغيرة.....
 فكان مثلها كمثل القط والغني قال : كيف كان ذلك ؟. قال : زعموا أنّ رجلا غنيا كان عنده قط ، فعلمه كيف يقدم القهوة والعشاء لأصدقائه ، وفي إحدى الليالي زاره صديق، وسأله عن القط، فأجابه ودعا القط لإحضار القهوة . فاستغرب الزائر ذلك !!!، وسأله : كيف ذلك ؟ . إنّك أضعت وقتك وجهدك سدى ، فاستغرب الغني !!!. وسأل: كيف ؟ فأخرج الصديق من جيبه فأرا صغيرا وألقاه أمام القط ، فرمى القط القهوة على الأرض، وركض مسرعا خلف الفأر وقال: إن الطبع غلب التطبع .
*ابو هشام
10 - مارس - 2009
تعليق حول قصة الناسك والفأرة : إن العرق دساس    كن أول من يقيّم
 
تعليق حول قصة الناسك والفأرة : إن العرق دساس
كان رجل من أهل البادية كثير الترحال ، بنوقه ومعه ابنته  ،هذه اسرته ، وأثناء تنقله في البحث عن الكلأ والماء مرّ بنهر فخافت النوق أن تجتاز الماء ، حاول معها ولكنه لم يستطع .. فجلس بجانب النهر يائسا مفكرا في طريقة لاجتياز هذا النهر ، عندما رأت الفتاة أباها في حيرة من أمره قالت له :  يا أبتي ادفع الناقة الصغيرة داخل الماء وجميع النوق تتبعها .. قام الرجل ودفع الناقة الصغيرة فاجتازت النهر وتبتعها النوق جميعها ، ثم اجتاز هو وابنته النهر ،وعندما استقام به الحال هو وابنته على الضفة الثانية من النهر ، قال لابنته : ما الذي جعلك تعرفين أن هذه الناقة تجتاز النهر ولا تخاف الماء  ؟!! .
أجابت الفتاة : إن أمها كانت كانت لا تخاف الماء وتجتاز النهر .
فنظر الرجل ــ بسذاجته وفطرة البدوي الصعب المراس ، وجهله المطبق على فكره فكر الجاهلية الأولى ــ إلى ابنته واستلّ خنجره الذي كان يحمله على جنبه وطعن ابنته طعنة فارقتها الحياة ... وقال : إن العرق دساس إن أُمَّكِ قد أصابتني بخيانة ... وأنا لا أحتمل العار ..
*ابو هشام
11 - مارس - 2009
رواية أخرى عن ( إنّ العِرقَ دساسٌ ).    كن أول من يقيّم
 
رواية أخرى عن ( إنّ العِرقَ دساسٌ ).

قال رجل خرجت مع جماعة من أهل البصرة ، نريد بادية من بوادينا بأمر ، وكان مسيرنا ثلاثاً ، فنزلنا في الليلة الأولى على حي من بني مازن ، فقصدنا بيتاً رحباً فإذا ببابه رجلٌ وامرأةٌ ، وهما صاحبا البيت فسلمنا فردت المرأة السلام ، وحيت وأظهرت بشراً وبشاشة ، وأعرض الرجل وأظهر تبرماً وتضجراً .
فقالت لنا المرأة : انزلوا بالرحب والسعة ، فقال الرجل : ماعندنا موضع لنزولكم ، فقالت المرأة : سبحان الله ! تقول هذا لضيفان قد حلوا بنا ، ووجب حقهم علينا ! انزلوا بارك الله فيكم ؛ فظهر منا نفور لما سمعنا من بعلها ، فقالت : لا يحشمنَّكم ماسمعتم منه ، فإن له فيما أبداه من ذلك عذراً .
وأمرت أتباعها فرحبوا بنا وأنزلونا ، وانطلق بعلها كالحاً وجهه غضبانا ؛ فتعجبنا منه كثيرا ، إذ لا نعرف ذلك من أخلاق العرب ! ..
وبتنا ليلتنا خير مبيت ، ماتركت المرأة كرما إلا أكرمتنا به .
وأصبحنا فأخذنا الطريق حتى أمسينا في حيّ آخر ، فقصدنا بيتا ضخماً ، فإذا ببابه رجل وامرأة ؛ وهما صاحبا البيت ، فسلمنا .. فردّ الرجل السلام ، ورحب بنا وأظهر بشاشة وبشراً . وأعرضت المرأة ، وأظهرت تبرماً بنا وكراهة لوجودنا بينهم  .
فقال لنا الرجل : انزلوا بالرحب والسعة . فقالت المرأة : وكيف تنزلهم وماعندنا مايصلحهم ؟ فقال الرجل : سبحان الله ! تقولين هذا لضيفان قد حلوا بنا ؛ ووجب حقهم علينا ! انزلوا بارك الله فيكم ؛ فإنّ عندنا ما يصلحكم ! ..
فظهر منا انقباض شديد لما سمعنا من زوجته ، فقال : لا يحشمنَّكم ماسمعتم من هذه المرأة ، فإن لها فيما أبدته من ذلك عذراً . وأمر أتباعه فاستقبلونا ورحبوا بنا وأنزلونا ، ودخلت المرأة البيت مغضبة ، فأطلنا المناجاة فيما بيننا ، نعجب من الأول وزوجته ، ومن هذا وزوجته ونقول : سبحان الله كيف كان حالنا مع ذاك البيت بالأمس وحالنا مع هذا البيت اليوم !!!!....
صاحب البيت يتأملنا ويُصغي إلينا . ثم أقبل علينا ، فقال : من أين خرجتم ؟ قلنا من البصرة . قال : ومتى فارقتموها ؟ قلنا : غداة أول أمس . قال : أين بتم البارحة ؟ قلنا : ببني فلان . فقال : وفي منزل من ؟ فقلنا : في منزل رجل يقال له فلان . قال : فإني رأيتكم تتحدثون بينكم حديثاً تكثرون منه التعجب ، فماذاك ؟ .
فقلنا : إذن والله نخبرك ، إنه من الأمر كذا وكان كذا ، فقال : قد ظننت هذا ، أفلا أخبركم بما هو أعجب مما تعجبون منه ؟ قلنا : بلى ! قال : اعلموا - حياكم الله - أن تلك المرأة التي بتم ببيتها أختي لأبي وأمي ، وأن ذلك الرجل أخو زوجتي هذه لأبيها وأمها ، والذي رأيتم منا خُلُقٌ جُبلنا عليه ، لا تكلف فيه ! ..
فقلنا : الحمد لله الذي جبلك على أخلاق الكرماء من الرجال ...
*ابو هشام
11 - مارس - 2009
آسف..    كن أول من يقيّم
 
أبوهشام العزيز.. كل الشكر على ما تتحفنا به.. لكن.. يبدو أنك تكتب بسرعة فتقع تحت مشارط الجراحين.. تريَّث أيها الصديق الرائع فالدنيا لن تطير:
 
 القصة الثالثة للرجل التائه
قصة التائه الذي لايعرف ما الذي يفعله مرة مع الصديق وأخرى مع العدو ،مره مع الخير وتارة مع الشر حتى تائه مع أهل بيته مع هذا وذاك وأيضا مع جيرانه حيران ..
 
بين حانا ومانا ضيعنا الحانا

كان لرجل زوجتين أحدهما شابه واسمها حانا واخرى عجوز وأسمها مانا وكان الرجل ملتحي خالطها الشيب فعندما كان يأتي زوجته الشابه تطلب منه نتف الشيب من لحيته لكي يبدو شابا امامها فيفعل ارضاء لها وعندما يأتي زوجته العجوز تطلب منه نتف الشعر الأسودلكي يعطيه الشيب وقارا فيفعل ذلك ارضاء لها وبعد ان تكرر هذا بين زوجتيه حانا ومانا لم يبق له شعر في لحيته فقال: بين حانا ومانا ضيعنا لحانا .
*أحمد عزو
11 - مارس - 2009
تعديل لغوي    كن أول من يقيّم
 
الأخ العزيز الأستاذ أحمد عزو أدامك الله لنا ذخرا ولكل المحبين ، حقيقة مع السهو والسرعة ضيعنا لحانا ، لأن كلمة الحانا من اللحن وبابها لحن وليست من اللحى ، والعدد واحد يوافق المعدود في التذكير والتأنيث  .. كان لرجل زوجتان إحداهما شابة ..  زوجتان اسم كان مؤخر لتقديم الجار والمجرور عليها ...كما ضيعنا لحانا مع همزة الوصل وهمزة القطع  أخرى  ، اسمها.. أما كلمة ملتحٍ نكرة قطعت عن الإضافة ، والتاء المربوطة بدل الهاء في الشابة ، الأفضل كي يبدو خير من لكي لأن اللام للتعليل وكي تعليل ونصب .......
الحمد لله العلي القدير  إنني استحضرت أخا عزيزا  على قلبي إنه صمام الأمان لهذه اللغة الجميلة . ولك مني كل التقدير ..
وما أبرئ نفسي إنني بشر     أسهو وأخطئ ما لم يحمني قدر
وما ترى عذرا أولى بذي زلل     من أن يقول مقرّا إنني بشر  
 
القصة الثالثة : ( لرجل تائه).
رجل لا يعرف ما يفعله مع صديق أو عدو ، مرة مع أهل الخير وأخرى مع زمرة الشرّ.. تائه مع أهل بيته مع هذا تارة وأخرى مع ذاك وحتى حيرته مع جيرانه..
 
بين حانا ومانا ضيعنا لحانا

كان لرجل زوجتان إحداهما شابة واسمها حانا وأخرى عجوز اسمها مانا ، كان الرجل ملتحٍ ، خالط لحيته الشيب ..عندما كان يأتي زوجته الشابة تطلب منه نتف الشيب من لحيته كي يبدو شابا أمامها فيفعل ذلك إرضاء لها ، وعندما يأتي زوجته العجوز تطلب منه أن ينتف الشعر الأسود كي يعطيه الشيب وقارا فيفعل ذلك إرضاء لها ، وبعد أن تكرر هذا بين زوجتيه حانا ومانا .. لم يبق له شعر في لحيته فقال: بين حانا ومانا ضيعنا لحانا .
 
*ابو هشام
11 - مارس - 2009
ملتح!..    كن أول من يقيّم
 
أبو هشام.. الصديق العزيز.. والأخ الحبيب, والله إن خلقك واسع لأنك تحملت فظاظتي، وسأطمع بك مرة أخرى، وهمساً بيني وبينك، كي لا يسمعني أحد:
(كان الرجل ملتحٍ) لم تعجبني، ولو أنني مكانك لجعلتها (كان الرجل ملتحياً) ففي حالة النصب أحب أن أثبت الياء وأن أضع بعدها ألفاً ثم أضع التنوين عالياً، هكذا شكلها أجمل!!.. وبعدها ستنبت لي ولك لحيتان جديدتان غير التي نتفوهما النسوان..
*أحمد عزو
11 - مارس - 2009
 1  2