البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : حول كلمة عمر بن الخطاب (ر) في الشعر    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
3 - مارس - 2009
(كان الشعر علم القوم، ولم يكن لهم علم أصح منه، فجاء الإسلام فتشاغلت عنه العرب بالجهاد وغزو فارس والروم، ولهيت عن الشعر وروايته، فلما كثر الإسلام وجاءت الفتوح واطمأنت العرب في الأمصار، راجعوا رواية الشعر، فلم يئولوا إلى ديوان مدون، ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك، وذهب عنهم كثيره) كتاب الخصائص لابن جني، باب (ما يرد عن العربي مخالفا للجمهور)
 كذا وردت العبارة في كتاب (الخصائص): (علم القوم ولم يكن) والأرجح أنها (علم قوم لم يكن) وأنبه قبل الخوض في تحقيق هذا النص إلى أن مصدر الخطأ هو كتاب (الخصائص) لابن جني، وقد روى ابن جني هذه الكلمة بسنده عن عمر بن الخطاب (ر) ونقلها السيوطي في (المزهر) في موضعين: الاول في النوع الخامس عشر في (معرفة المفاريد) نقلا عن الخصائص ، والثاني في النوع (49) تحت عنوان (ذهاب الشعر وسقوطه) نقلا عن طبقات ابن سلام.
والصواب أن كلام عمر (ر) هو قوله: (كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه) وما تبقى فهو من كلام ابن سلام في (طبقات فحول الشعراء) نقلها عنه ابن جني، من غير أن يصرح بالنقل، قال ابن سلام:
قال ابن عون، عن ابن سيرين، قال: قال عمر بن الخطاب:
"كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه".
فجاء الإسلام، فتشاغلت عنه العرب، وتشاغلو بالجهاد وغزو فارس والروم، ولهت عن الشعر وروايته. فلما كثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأنت العرب بالأمصار، راجعوا رواية الشعر، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك، وذهب عليهم منه كثير. وقد كان عند النعمان بن المنذر منه ديوان فيه أشعار الفحول، وما مدح هو وأهل بيته به، صار ذلك إلى بنى مروان أو صار منه).
وقد نقل الكلمة البغدادي ايضا في (خزانة الأدب) عن ابن جني في شرح الشاهد (319) ولم ينبه إلى أن الكلام كلام ابن سلام.
ولا يمنع ان تكون الكلمة "كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه". من كلام ابن سيرين، وليس من كلام عمر (ر) فإن ابن أبي الدنيا  قد نسبها إلى ابن سيرين في كتابه (الإشراف في منازل الأشراف) حيث روى بسنده إليه أنه قال:
الشعر علم قوم لم يكن لهم علم غيره، وإنما هو كلام فما كان منه حسنا فهو حسن، وما كان منه قبيحا فهو قبيح.
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تحليل هذه العبارة العمرية    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تحليل هذه العبارة العمرية
أثمِّن في شيخنا زهير أنه أحيا هذه المقولة النقدية في ملفه هذا، و أرى  أن هذه العبارة العُمرية الشريفة تدل على الآتي:
-أن الشعر-حقًّا- ديوان العرب، وفنهم الأول الذي إليه يصيرون، وبه يسيرون، وفيه يعيشون ويُوجَدون.
- أن الشعر علمٌ، وهذا موافق للدلالة الكلية التي يدور حولها الجذر اللغوي(ش/ع/ر).
- أن الشعر وُجد عند العرب تامَّ المعالم والقسَمات، وأن العلوم التي دارت حوله من عروض وقافية ونحو وصرف وبيان وبديع ومعانٍ- علوم وصفية، تحلل واقع الشعر، وتتابع تطوراته عبر العصور.
- هذه العبارة أقرب إلى شخصية سيدنا عمر –رضي الله عنه-؛ إذ تُروَى عنه رؤى نقدية أخرى ثاقبة حول الشعر الجاهلي وشعرائه. أما ابن سيرين فلا أعلم أنه يعد من نقَدة الأدب.
-الفارق بين روايتي:(القوم) و(قوم) هو فارق دلالي لا تاريخي، فالمقصود العرب سواء العظماء كما يوحي التعريف، أو غير العظماء كما يوحي التنكير.
د/صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
3 - مارس - 2009
ابن سيرين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة دكتور صبري: وشكرا لمداخلتك الثمينة، وأما ابن سيرين فلم يكن من نقدة الشعر كما تفضلتم، وقد خطأه أبو الفرج في نسبة البيتين (ألا إن هندا أصبحت منك محرما) إلى عبد الله بن العجلان ، ولكن أثرت عنه كلمات سائرة في الشعر ومنزلته وأحكامه، ومن ذلك ما رواه أبو الفرج في اخبار السيد الحميري، قال:
وروى الحسن بن علي بن المعتز الكوفي عن أبيه عن السيد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وكأنه في حديقةٍ سبخةٍ فيها نخل طوالٌ وإلى جانبها أرض كأنها الكافور ليس فيها شيء، فقال: أتدري لمن هذا النخل؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: لامرىء القيس بن حجر، فاقلعها واغرسها في هذه الأرض ففعلت. وأتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي عليه، فقال: أتقول الشعر؟ قلت: لا، قال: أما إنك ستقول شعراً مثل شعر امرىء القيس إلا أنك تقوله في قوم بررة أطهار. قال: فما انصرفت إلا وأنا أقول الشعر.
وما رواه في أخبار عمرو بن شأس بسنده إلى سويد بن أبي رهم قال: قلت
لابن سيرين: ما تقول في الشعر؟ قال: هو كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح،. قلت: فما
تقول في النسيب؟ قال: لعلك تريد مثل قول الشاعر:
إذا  نـحـن أدلجنا وأنت iiأمامنا كـفـى لـمطايانا بوجهك iiهاديا
ألـيـس يزيد العيس خفة iiأذرعٍ وإن كن حسرى أن تكوني أماميا
قال: وأراد بإنشاده إياهما أنك قد رأيتني أحفظ هذا الجنس وأرويه وأنشدتك إياه، فلو
كان به بأس ما أنشدته .
وقال في أخبار الفرزدق:
وقال رجل لابن سيرين وهو قائم يستقبل القبلة يريد أن يكبر: أيتوضأ من الشعر؟
فانصرف بوجهه إليه فقال:
ألا أصبحت عرس الفرزدق ناشزاً ولو  رضيت رمح استه iiلاستقرت
ثم كبر.
والخبر في (العمدة) لابن رشيق:
وقال ابن سيرين:
الشعر كلام عقد بالقوافي، فما حسن في الكلام حسن في الشعر، وكذلك ما قبح منه.
وسئل في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان  وقد قال قوم:
إنها تنقض الوضوء  فقال:
نـبـئـت أن فـتـاة كنت iiأخطبها عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
ثم قام فأم الناس، وقيل: بل أنشد:
لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزاً ولو  رضيت رمح أسته iiلاستقرت
واما عمر بن الخطاب (ر) فلم يكن يكتب الشعر، ولكن أعلى الصحابة كعبا في نقد الشعر وتذوقه، قال الجاحظ في البيان والتبيين:
قال محمّد بن سلام، عن بعض أشياخه: كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه لا يكاد يعرِض له أَمرٌ إلاّ أَنشَدَ فيه بيتَ شِعر.
*زهير
3 - مارس - 2009
مثل عربي وراقي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مثل عربي وَرَّاقي
بعد معايشتي جهود شيخنا زهير، أطرح هذا المثل الورَّاقي:
 
وعند زهير الخبر اليقين
*صبري أبوحسين
4 - مارس - 2009
ومنكم نستفيد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أحمد الله أني انتبهت لهذه التحية الطيبة قبل فوات الأوان، شكرا لك أستاذنا وحبيبنا الدكتور صبري أبو حسين، ومنكم نستفيد، أكتب هذه الكلمات على عجل، وأصدقائي حولي يستعجلونني في النهوض، فقد انتهى الدوام منذ ربع ساعة، تحياتي لك مجددا وإلى اللقاء
*زهير
4 - مارس - 2009