وجدتها على شبكة الفصيح للغالي ياسين الشيخ سليمان.     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
إخوتي سراة الوراق عامة ، وسلاطين العروض خاصة : سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات . وإذ إنكم عازمون على الإدلاء بدلوكم في بحر المتدارَك الذي [أهمله الخليل ، وأحياه الأخفش ]، هذا البحر الذي يتناسب اليوم وعصرنا الذي نعيشه.....أغنيات ( طقطوقات) بموسيقا الناقة والخيل ، فإنني زعيم بأنكم ستسعدون مع الأخ الأريب الأديب أبي أحمد ياسين الشيخ سليمان الذي عكس أصالته في ( لوحته) الآتية : "...ومن الشعراء المعاصرين الذين مارسوا القول على وزن المتدارك الشاعر الشهير نزار القباني ، ومما قال : إني خيرتـُكِ فاختاري ما بين الموتِ على صدري أو فوق دفاتر أشعاري اختاري الحبَّ أو اللاحبَّ فجبنٌ أن لا تختاري لا توجد منطـقة وسطى ما بين الجنة والنار..... أما أنا فلم أتفق مع أفكار الشاعر في قصيدته ، حيث اتضح لي أنه يحث الفتاة على الخروج على الأعراف والتقاليد الحسنة، بل ربما على الأوامر الشرعية حين يقول : الحُبُّ مواجهة كبرى إبحارٌ ضد التيار ثم يقول : إني لا أومنُ في حبّ ٍ لا يحمل نزقَ الثوار لا يكسر كل الأسوار.... عند هذه المرحلة من القصيدة تذكرتُ ما روته كتب السيرة من أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ عندما أوعزت إلى إحدى معارفها من النساء ، لا أتذكر اسمها الآن ، أن تعرض رغبتها في الزواج من سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكان ذلك قبل بعثـتِه طبعاً ، والقصة معروفة ، ولكن ماأقصد قوله إن أقصى حد مسموح به هو التلميح عن طريق وسيط وليس أكثر ، وما على الفتاة إلا أن تظل جوهرة مكنونة في بيتها حتى يأتيها نصيبها . بسبب ما قلته آنفاً خطر لي أن أعارض القصيدة النزارية بنفس وزنها وقافيتها ولكن بمضمون مُغاير ، فأقول : اختاري لا لا تحتاري فالحيرة تحرقُ كالنّار ِ إن أحسستِ بخفـْق ِ القلبِ يُحاكي نـَغـَماً لِهَـزار ِ وهمى الدمعُ على الخدّين ِ غزيراً مثل الأمطار ِ وغدوتِ من النوم ِ على جفوةِ سَهّادٍ سَهّار ِ فهناك غرقتِ بعطر الحبِّ ّ وغـُصْـتِ ببحر الأقدار ِ *** كوني في الحُبِّ على حذر ٍ من غدر ِ خبيثٍ مكّار ِ لا يقصدُ إلا تسليةً ً أو وعدَ كذوب ٍغدّار ِ إيّاكِ وهذا المتواري من خلفِ قِناع الأخيار ِ *** ما مـثـلـُكِ إلا جوهرة يأتيها الخاطبُ للدار ِ يسعى للعـفـّةِ والإحصان ِ ويسلكُ دربَ الأطهار ِ ولـْيَسْكـُنْ حُبٌّ في قلبين ِ ولا يخشى خِزيَ العار ِ *** دارت أحلاميَ في أمسي سَبَحتْ كالفلكِ الدّوار ِ هـبَّـتْ نَسَماتُ الشعر ِعلى جرح ٍ في عُـمق ِ الأغوار ِ تجتاحُ فؤادي حُـرقـتهُ ويؤرّقُ ليلي ونهاري من عهدِ شبابٍ قد ولـّى فـَهَمَمْتُ البَوْحَ بأسراري *** ما حيلة ُ قـلـبٍ يتوارى حُزناً من خلفِ الأسوار؟ إلا أن يطرقَ بابَ الشعر ِ يُغذي سَـيْـلَ الأفكار ِ في الشعر أرى حُسْنَ عزائي ودخيلة َنفسي وقراري وإذإن هذا الشكل من المتدارك ذو إيقاع يمكن أن يكون سهل التناول لأهل الموسيقا عند تلحين القصائد والأغاني ، فأظن أن القباني هدف إلى ذلك ؛ لأنه كان على علاقة مع أهل التلحين مثلما هو معروف . ومما جاء على المتدارك من الأزجال والأشعارالشعبية : يا حماماً بـِروسَ العلالي يـِصيحْ * ما بَظنّ الـْحِـبَـيّبْ يفارق صحيحْ بارك الله فيك يا أبا أحمد |