البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : قصة: البعد الخامس    قيّم
التقييم :
( من قبل 5 أعضاء )
 khawla 
16 - فبراير - 2009
أسعد الله أوقاتكم أيها الأخوة الأعزاء في الوراق
احببت ان اشارككم قراءة هذه القصة بقلم طفلي الرائع ايهاب (13 سنة) ويسعدني الاطلاع على ملاحظاتكم القيمة.

البعد الخامس
وقف د. خالد الأستاذ الجامعي في الرياضيات والفيزياء محاضرا عن مفهوم الأبعاد، منذ القديم وحتى اليوم، وأشار إلى أن الإنسان القديم لم يعرف إلا بعدين، ثم تعرف إلى البعد الثالث، واستطاع أن يظهر البعد الثالث في السينما والحاسوب والتلفاز، ثم جاء العالم اينشتاين بنظريته النسبية ومفهوم البعد الرابع.
وفي غمره محاضرته عن الأبعاد، سأله احد الطلاب: هل يمكن أن نجد البعد الخامس؟
ابتسم د. خالد وقال: هذه مشكلة العصر، وقد يجد العلماء ذلك مستحيلا من الناحية النظرية أو العملية الآن، ويؤكد بعض العلماء أن هناك بعداً خامساً وربما سادساً، ويؤكد بعضهم أن هناك وحوش تعيش في هذا البعد لا ترانا ولا نراها، لأننا مثلهم نعجز عن إدراك البعد الخامس، وأعظم هذه الوحوش هي الخوار، وهو حيوان أسطوري كبير، ذيله ضعف حجمه، ويقول هؤلاء العلماء انه يفيده بالتنفس، ويستعمله كسلاح لمهاجمة الآخرين.
وشعر الطلاب بالخوف والقلق، وخرجوا من القاعة وهم بين مصدق ومكذب. أما د. خالد الذي قصد سيارته ليغادر الجامعة، فقد استوقفه طالب طويل القامة، محب للمغامرة والأفكار الخارقة، اسمه أحمد، وقال: هل هذا صحيح يا دكتور؟ اقصد هل هذا ممكن وواقعي؟
ابتسم د. خالد كعادته ورد عليه: هذا خرافة حتى يثبت العكس وأنا اعمل على هذا العكس وتحويلها إلى حقيقة، ومضى في طريقه، وعندما وصل د. خالد إلى بيته مساء فتح التلفاز، وإذا بمذيع الأخبار يقرأ خبرا عاجلا عن ظهور حيوان غريب يبتلع الناس واحدا تلو الآخر، يظهر ويختفي فجأة، ولا يعرف احد حقيقة أمره.
دهش د. خالد وتمعن وتأمل الخبر والصور التي ظهرت على الشاشة، وأدرك أن ما سمعه وشاهده دليل على وجود حيوانات البعد الخامس، نعم؛ انه الخوار، وانتشرت الشائعات ودب الرعب في المدينة، والناس بين مصدق ومكذب، وعندما التقى د. خالد عميد الكلية الذي سخر منه ومن أفكاره الخيالية قائلا: أين أنت يا د. خالد؟ لقد تأخرت، هل ما زلت تلاحق الحيوانات الخرافية؟
د. خالد:أنا مشغول حضرة العميد بالبعد الخامس
العميد: هل جننت ماذا تقول؟
د. خالد: نعم جننت.
العميد: هذا لا يليق بأستاذ جامعي. إنها مجرد إشاعات.
د. خالد: إنها أقرب إلى الحقيقة.
العميد: وهل يعني ذلك أن حيوانات البعد الخامس سوف تلتهمني؟
د. خالد: إن شاء الله.
وتركه وعاد إلى منزله بسرعة فقد خاف الناس والتزموا البيوت، فقد تفقد حاجاته التموينية فوجدها كافية لعدة أيام فاعتكف في البيت يفكر ويضع المعادلات الفيزيائية والرياضية ويصمم الآلات، ولم يعد يهتم بنظافة جسمه أو ملبسه أو مظهره، وبقي أياما وهو يرسم ويكتب ويصيغ المعادلات، ووزع وقته بين البيت ومختبره في الجامعة، وفي احد الأيام رآه العميد، وتأسف لحاله وللألغاز التي تشغل باله
أما د. خالد؛ فقد صمم على حل اللغز قبل فوات الأوان، وإخراج الوحوش من الأرض، وأما العميد فقد ضحك عاليا وقال له: اذهب واسترح، إنها مجرد أقاويل وأخبار لا تصدق، فشعر د. خالد بالضيق من العميد وقال: أما زلت تعتقد أن الموضوع مجرد خيال؟
العميد: انه... انه... ولكنه... لا أعتقد انه صحيح تماماً، هذا عمل عصابات وقتله.
د. خالد: لا اعتقد ذلك، فقد ثبت لي أن المشكلة في البعد الخامس.
العميد: كما قلت لك اذهب واسترح، واترك الموضع للشرطة.
د. خالد: لن ارجع قبل حل اللغز
وعاد إلى بيته ليكمل عمله وإذا بخبر عاجل آخر يتحدث عن ارتفاع حصيلة المختفين الذين التهمهم هذا الحيوان الغريب، وطالب التلفزيون الناس الالتزام بالبيوت، وبعد أيام استطاع د. خالد حل اللغز، وفرح كثيرا، واخذ يقفز في الهواء مثل ارخميدس ويقول: لقد فعلتها لقد فعلتها، أنا قادم أيها الخوار.
وخرج إلى الجامعة ليلتقي مع طلبته وقال لهم: ما يحصل ليس بالشيء الطبيعي وما يحدث للناس من التهام أو اختطاف ليس من فعل عصابات أو لصوص، انه البعد الخامس، وضحك البعض، وشعر الآخرون بالقلق، وأعلن د. خالد حاجته لمساعد ليذهب معه للبعد الخامس، على أن يكون شجاعا لا يهاب الموت، وساد الصمت وفجأة صرخ احمد معلنا استعداده للذهاب مع د. خالد، وتشجع العميد وقال: أنا أيضا سأذهب معكم فقط لأثبت لك انه لا وجود لمثل هذه الخرافات، واتفقوا على إمهال د. خالد ثلاثة أيام لتصميم الآلة وبرمجتها طبقا لمعادلاته الرياضية، وفي اليوم الثالث، احضر الآلة وركبها الجميع، وقام د. خالد بتشغيلها الا أنها توقفت فجأة، وحاول إعادة تشغليها عدة مرات وفشل، حتى مر بهم د. رامي، وهو عالم فكر قبله في البعد الخامس، واتهم بالجنون، وقضى شهورا عديدة في مستشفى الأمراض النفسية، وقال له: أنت مخطئ، وعندما استفسر منه د. خالد عن شخصيته اخبره بالتفاصيل فقال له د. خالد: هذا شرف عظيم أن التقي بك، لقد سمعت عنك الكثير ولكني اعتقدت انك ميت.
لا بأس قال د. رامي، واخرج من جيبه قطعة معدنية براقة غريبة الشكل، ووضعها في جهاز التحكم الذي صممه د. خالد وقال: إن معادلاتك يا دكتور صحيحة ولكنها تقليدية
د. خالد: كيف؟
د. رامي: إن التصميم والمعادلة لا يطابقان الأبعاد المحتملة.
د. خالد: لكن الآلة اشتغلت.
د. رامي: اشتغلت ولكنها لن تستمر
د. خالد: ماذا افعل؟
د. رامي: أضف صفرين على الشمال وأربع خانات عشرية على ثابت التغير
وقام د. خالد بتعديل المعادلات بسرعة، وعادت الآلة لتعمل بقوة، فتحرك الزمن، وتغير المكان، وهياكل الأشياء، ودخلوا في البعد الخامس، وإذا بالخوار ينقض عليهم، وتبدأ معركة بينهم، ويحاول العميد واحمد الانسحاب بسبب نفاذ أسلحتهم من العتاد، أما الدكتور خالد، فقد صمم على إنهاء المهمة، وقال: إما أن أموت بشرف، أو انتصر، أما احمد والعميد، فقد التهمهم الخوار،ثم قذفهم، وتحولوا إلى وحوش أخرى تصارع نفسها، عندها أدرك د. خالد أن عليه أن يقتل الخوار، أو أن يقتل نفسه حتى لا يصبح وحشا مثلهم، فيهرب إلى الآلة التي صممها، إلا أنهم يلاحقونه ويخرجونه منها، ويدخلون فيها فيتنازعون ويتصارعون ويشغلون الآلة، ولكن بشكل عكسي، فيختفي الخوار، وتنفجر الآلة، والبعد الخامس، ويعود د. خالد ورفاقه إلى الأرض، وفي غمرة سروره، تهزه زوجته ليعدّل وضع نومه، فقد علا صوت شخيره كثيرا.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أبعاد    كن أول من يقيّم
 
يؤكد العلماء أن حساباتهم النظرية لعدد الأبعاد في كوننا تبلع أحد عشر بعداً، والتي نعرف منها أربعة أبعاد فقط حتى الآن وهي: البعد الأفقي، والبعد العمودي، والعمق، والزمكان، وهو البعد الزماني المكاني، ولا نعلم هل سيمتد بنا العمر للتعرف الى بقية الأبعاد أم لا.
أشكر للزملاء الأعزاء مداخلاتهم الرائعة، والتي وصلت الى ايهاب، الذي بدأ بخطواته الوئيدة
الأولى في عالم الكتابة، ولا شك أن ملاحظاتكم موضع تقديري وايهاب، وكان لها أثرا كبيرا في تعزيز ثقته بنفسه، خاصة وأنها تأتي من متخصصين ومتميزين في عالم الثقافة والأدب.
تحياتي لكم جميعا.
*khawla
25 - فبراير - 2009
فكرة قوية ومبتكرة    كن أول من يقيّم
 
صباح الخير وتحياتي للأستاذة خولة والأخوة المشاركين في هذا الملف الجميل :
 
أهلاً بإيهاب باشا وحكايته اللذيذة . أعدتنا يا إيهاب إلى أيام السوبرمان والوطواط وغولدوراك وغريندايزر ... حكايتك مزيج من قصص كثيرة وهذا يعني بأنك تقرأ جيداً وأن خيالك واسع أنما يلزمك لتصوير الشخصيات الرئيسية تحديدات تساعدنا على تخيلها لكي نشعر بأنها موجودة ، لا يكفي مثلاً أن نقول د. خالد أو د. رامي لكي يكون عالماً ، وما الفرق بين الأول والثاني ؟ عليك رسم شخصية كل واحد  منهما وتحديد اختصاصه ووصف سلوكه وحتى شكله ( دون الاسترسال بالوصف ، تكفي الإشارة إلى ما هو مختلف ومتميز أحياناً )، وكذلك العميد الذي ألبسته ثوب الشرير ، ورسم شكل الحيوان الغريب بصورة أوضح ( نحن تخيلناه كالدينوصور فهل تقصدت ذلك ؟) وتحديد طبيعة قدراته الخارقة وما يميزه عن غيره من الحيوانات فإذا قلت بأن ذيله يبلغ ضعف حجمه ويستخدمه بالتنفس وكسلاح ضد الآخرين فعليك أن تبين كيف يفعل ذلك لأنك عدت وقلت بأنه يبتلع الناس . وبما أنك استخدمت فكرة " البعد الخامس " وهذا جيد ، عليك أن تضيف من خيالك لهذا المفهوم الغامض ، الذي اعتبرته أنت مكاناً خارجاً عن كوكبنا ، مواصفات تميزه عن كوكبنا .
 
أما فكرة أحمد والعميد اللذين التهمهما الخوار ثم قذفهما فتحولا إلى وحوش تصارع نفسها فهي فكرة قوية ومبتكرة تستطيع أن تجعل منها محور قصتك القادمة سواء فيما يتعلق بطبيعة الوحش الذي تحدثت عنه أم لجهة ما سيترتب على ذلك من تغيرات لدى شخصيات القصة سوف يتولد عنها أحداثاً جديدة .
 
تمنياتي لك بالتوفيق وإلى الأمام .
 
*ضياء
21 - فبراير - 2009
حقًّا رائع    كن أول من يقيّم
 
جميل وبديع جدًّا ما كتبه /  إيهاب ، يجب أن تفرحي به ، هذا نضج مبكر لموهبته القصصية ، طرافة الموضوع في حد ذاتها إرهاصة بأنه سيكون روائيًّا غير تقليدي ، أنا أوصيك برعايته والاهتمام به ، وهو لا يحتاج لأي ملاحظة ، هو فقط حري بكل تشجيع ، حتى نحتفل بغصنه قريبًا في عيد الربيع ، أبلغيه سروري واحتفائي ، ولو حاول وصف مشاهد قصته ببعض الرسومات = سيروق له هذا كثيرًا .
*محمود العسكري
18 - فبراير - 2009
هنيئا لك يا إيهاب    كن أول من يقيّم
 
أهنئك يا إيهاب ، على قصتك الأدبية العلمية الفلسفية الباهرة ، وأهنيء أبويك الكريمين ، وأدعو لكم بكل خير وبركة ، وأقول :
 من العجيب ان يكون ابن الثالثة عشرة على اطلاع  جيد على العلوم الطبيعية ، بل على فلسفتها .. وانت رائع فعلا كما وصفتك السيدة الوالدة . فالأبعاد الخمسة ، أو الستة ، أو السبعة ، أو إلى ما شاء الله من أبعاد ، لا يُتصور البحث فيها وبطريقة أدبية ايضا إلا من قِبَل من عركتهم العلوم بشقيها : العلمي الطبيعي ، والإنساني الأدبي الفلسفي ؛ لذا ، أرجو الله تعالى أن تصل يا إيهاب ، إلى قمة الأستذة العلمية والأدبية في وقت مبكر بعون الله سبحانه وتعالى ، وان يحفظك ويرعاك في ظل والديك المحترمين .
والأبعاد قلت عنها يا أستاذ إيهاب ، أنها عُرفت لدى الإنسان الأول أول ما عرفت على شكل بعدين اثنين ، فمن قال لك هذا؟! ألم يكن الإنسان الأول ينظر نحو السماء او يتسلق الجبال والأشجار ، وينزل هابطا إلى قيعان السهول  والوديان؟! الذي لا يدرك إلا بعدين لا ثالث لهما هو من يتحرك على سطح مستو إلى أمام أو وراء ، وإلى يمين او شمال ، ولا يقدر على الحركة باتجاه آخر . والحيوانات وليس الإنسان وحده تعرف الأبعاد الثلاثة ( طولا وعرضا وارتفاعا أو عمقا ) .
إن إدراكك يا إيهاب ، العلاقة بين الرياضيات والفيزياء ، والذي ظهر واضحا في قصتك الجميلة يدل أيضا على وعيك بشيء من العلاقة والترابط بين العلمين المذكورين .
تحياتي..
 
*ياسين الشيخ سليمان
18 - فبراير - 2009
قصة جميلة جدا    كن أول من يقيّم
 
     القصة رائعة
      حقيقة إنّ القصة رائعة وخاصة عندما دونتها يد شاب في مثل هذا العمر ، فالقصة التي كتبها البطل إيهاب حفظه الله تعالى ورعاه متكاملة من حيث البداية بسرد الأحداث المتمثلة بالأبعاد ، ثمّ وضع عقدتها من خلال التنقل بين الأبعاد فكان البعد الخامس وخاصة حيوان الخوار المتمثل في هذا البعد ... وعندما بدأ في حل العقدة كان الأمر جللا مخيفا ، ويتمتع ( الخوار ) بالظهور والاختفاء ... لذلك لا بدّ لبطل القصة د.خالد  من معين ومساند  فأدخل د. رامي وبالمساعدة والتصميم استطاعا احتواء الموقف ..
     أشيد للكاتب إيهاب قدرته على الحوار المنظم ، كما يوجد في القصة من جماليات اللغة  مثل السجع المتمثل في جملتين متتاليتن ، فكانت الجملة السابقة تنتهي بـ (القامة) والجملة التي تلتها بـ (الخارقة) كما لاحظت التضاد في كلمتي مكذب ومصدق .. علما بأن إيهاب تتبع الأسلوب العلمي المتمثل في سرد الحقائق العلمية كما هي وهو نوع من أساليب الكتابة ...
     أقول: يا إيهاب إذا بدأت بفقرة جديدة مبدوءة بفعل وذكر فاعل الفعل في الجملة لا داعي أن تبدأ الفقرة بحرف عطف ..
      هذا شيء بديع من شاب فكره بديع منظم وأبارك لوالديه وإلى مزيد من الإصرار الحقيقي وليس كإصرار الحلم عند   د. خالد ..
*ابو هشام
18 - فبراير - 2009