البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : ملف العدوان على غزة    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )
 زهير 
27 - ديسمبر - 2008
بعميق الحزن والآسى يتقدم موقع الوراق إلى أسر الضحايا في قطاع غزة  بأحر التعازي على مصابهم الجلل، والذي نفذته وزارة الإجرام والإرهاب في دولة الكيان الصهيوني المحتل بدعم وتوجيه من حكومة بوش الرعناء في أيامها الأخيرة لتكون خاتمة أعمالها الوحشية في ديار العرب،
كان مشهد الشهداء وهم يلفظون أرواحهم في الرمق الأخير متلفظين بكلمة الشهادة مشهدا أشبه بالمنام، صرت أشك في نفسي وأنظر من حولي، هل ما أراه حقيقة أم أضغاث أحلام، وكان مشهد الفتاة التي تفارق الحياة على أكف مسعفيها وهي في أكفهم أشلاء مشهدا قاسيا كلما أعادت قناة الجزيرة عرضه أحسست بأن حياتي لم يعد لها معنى ، وما أقساها من مشاهد... الفتيات المنتحبات ... والأم التي تنعى ابنتيها وولدها، وسيارة الإسعاف التي قصفها العدو المجرم متجاوزا كل المعاهدات والقوانين الدولية
أرجو من الأساتذة الخبراء بنقل الصور والأفلام الوثائقية ولاسيما الأستاذة ندى الأكوح أن يساهموا في توثيق هذه الجريمة البشعة والتي جرت وتجري على مرأى ومسمع العالم، أكرر أسفي وحزني وعزائي لأهالي الضحايا والشهداء الأبرار (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
امتحان    كن أول من يقيّم
 
(اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت)..
لكل ولادة مخاض، فعسى أن تكون هذه الأحداث الأليمة مخاضاً لولادة جديدة تزيل الغمة عن المسلمين جميعاً بإذن الله الواحد الأحد القاهر الصمد.. الذي يقول للشيء كُن فيكون.. فهي إرادته.. ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.. ولكنه الامتحان الذي يُكرم فيه المرء أو يُهان..
*أحمد عزو
29 - ديسمبر - 2008
النصر قادم    كن أول من يقيّم
 
رغم النار
 
والتفقير
 
والتجويع
 
والتأييس
 
والإعصار...!!!
 
الباطلُ في نزوةْ
 
والحق بغزةْ
....
في غزةْ
 
ينتصر الدمُّ على السيف
 
ينكسر اللفظ السِّلْمي الهاوي
 
ويموت الصمت مع الخذلانْ
 
ويعيش الحق مع الشجعان
 
......
عاشت غزةْ
 
مات الصمتُ
 
زُهِق الباطلْ
 
عاشت غزةْ
 
مات الصمتُ
 
زُهِق الباطلْ
 
عاشت غزةْ
 
مات الصمتُ
 
زُهِق الباطلْ
*صبري أبوحسين
29 - ديسمبر - 2008
على الطريق : عن غزة باعتبارها فلسطين والعرب    كن أول من يقيّم
 


عن غزة باعتبارها فلسطين والعرب

طلال سلمان

 وفي العيد الخامس والأربعين لانطلاق الثورة الثانية أو الثالثة أو الرابعة بهدف تحرير الأرض، لم تجد فلسطين ما تحتفل به أو تحتفي به إلا مواكب الشهداء في غزة المحاصرة بدمها.
الدم، الدم، الدم.
نغرق في بحيرة هائلة من دمائنا. نفتح عيوننا على الدم المراق ونغلقها على صور الشهداء ومواكبهم التي يتصدرها من سوف يستشهدون غداً داخل شرنقة الحصار الذي يشارك فيه الأخوة ـ الأعداء، جنباً إلى جنب مع العدو الأصيل والثابت والدائم، الوافد، الغريب، العنصري والمستقوي بخلافاتنا التي تعزز فيه ادعاءه بأنه لا يهزم.
نكتب بالدم. نفتح عيوننا على الدم يغطي أرضنا. يطاردنا الدم فلسطينياً (وعراقياً، ولبنانياً من قبل) إلى أسرّة النوم. نسبح في دمائنا بينما تلاحقنا اتهامات الاحتلال السفاح بالإرهاب.
ترتفع اسوار من الدم بين »دولنا«، سرعان ما تصير جدرانا عازلة بين »شعوبنا« المهددة بالإفقار والإذلال والضياع وإضاعة غدها وحقها في الحياة.
مشكلة غزة، اليوم، وقد خبرناها في لبنان بالأمس، مع »أهلها« قبل ان تكون مع أعدائها... »أهلها« داخل فلسطين ذاتها، ثم في الجوار العربي... حتى لقد انحدرت روابط الأخوة إلى »الانفاق« لكي تستمر وتدوم، في تعبير كاريكاتوري عن وحدة المصير، حتى لو اختلفت المواقف. لا تفتح المعابر، إذا فتحت، إلا للخارجين من فلسطين. ممنوع الدخول، مرحب بالرحيل إلى أي مكان. وفي هذه الساعة لا تفتح المعابر إلا للخارجين من الموت الإسرائيلي إلى الموت العربي.
الموت هو الطائر الوحيد الذي يجوب الأفق المفتوح لطائرات القتل الإسرائيلي.
في فلسطين الثانية يشهقون بكاء على أخوتهم. يبكون عجزهم عن نجدة أخوتهم المهددين بالإبادة الجماعية. من لم تقتله الأباتشي قتلته الأف ،١٦ ومن نجا قتله ذلُ العجز عن إطعام أطفاله وعن تأمين أي مستقبل لهم خارج دائرة الموت... الإسرائيلي.
أما في فلسطين الشتات فيبكون حسرة: ليتنا كنا معكم!
وأما العرب فيتفرجون. تبكي النساء. يشهق الأطفال بالدمع. يدير الرجال وجوههم حتى لا يرى أطفالهم دموعهم. لا يملكون ان يبدلوا هذا الوضع المذل، طالما استمر حكامهم هم حكامهم، وحكام حكامهم هم هم اصحاب الأمر والنهي.
نلتفت إلى عدونا فنراه موحداً. ونراه خلال حربه علينا يحظى بتأييد العالم، بدوله الكبرى ومجلس الأمن، وصولاً إلى العديد من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية، التي لم تعد تجمع، بل يراد لها ان تصبح أداة للتفريق الشرعي بين دولها التي تتجرع المهانة كل يوم.
بهتت الأسماء. باخت الألقاب. تهاوت المناصب الكرتونية في طوفان الدم الفلسطيني الذي غطى عيون العالم، والذي وجد بين الدول البعيدة من يستهول إراقته، أكثر مما وجد بين المسؤولين العرب، الذين تصدى من بينهم من يبرر العدوان... بل ويتهم الضحايا بأنهم المتسببون، به والمسؤولون عنه، لأنهم لم يسكتوا عن إذلالهم بحصار الجوع والعطش والحاجة إلى الدواء والمشفى والطبيب... ناهيك بكرامة الانسان!
فوق إسرائيل مظلة دولية تحميها. فوق إسرائيل مظلة عربية تحميها... أما غزة فمكشوفة، منبسطة كراحة الكف، يستطيع الطيار ان يختار أهدافه وفق مزاجه، من يفضل المجازر الجماعية أمامه المدارس ومقار الشرطة والمساجد والدكاكين التي يحتشد أمامها جمهور لا يجد فيها ما يقيه غائلة الجوع... ومن يحب التفرد يختار من شاء ممن تعتبرهم إسرائيل »قادة خطرين« فيصطاده، إذ انه حر الحركة يملك الجو والأرض والبحر وما بينهما.
في إسرائيل يتوحد »الشعب« المجمع من أربع رياح الأرض، بلا رابطة غير الإطار الديني المسيس حتى يصير عقيدة، ويصير دولة يحرسها العالم كله بشرقه وغربه. ثم يعلنها الرئيس الأميركي وفي حضور الرسميين العرب جميعاً دولة لليهود.
أما في فلسطين، فقد حاسبنا »فتح« طويلاً لأنها نبتت من صلب »الاخوان المسلمين«. وليس إلا بعد دهر حتى قبلنا إسلامها بوصفه منطلقاً إيمانياً لحركة تحرير. وها نحن نحاسب »حماس« على إسلامها، ونصدع لأوامر الدولة الدينية في إسرائيل ونبرر لها مرتكزها العقائدي الديني بوصفه شرط حياة، بينما نرفض القاعدة ذاتها لمن يواجهها.
ها هم العرب جميعاً، بدولهم التي ليست دولاً، وتنظيماتهم الرسمية التي ليست أحزاباً، تشارك في إدانة »حماس« بعد تقريعها: لقد نبهناك، لن تستطيعي توريطنا بإسقاط مبادرة السلام وحوار الأديان ومهرجان أنابوليس وتمزيق خريطة الطريق والاستغناء عن خدمات الرباعية،
انقلب العجز الحقيقي الذي كان ستارة تغطي التواطؤ إلى »تحالف استراتيجي« علني مع إسرائيل: وها هي غزة جبهة كونية تلاقى على قتال أهلها معظم دول العالم، تتصدرها بعض الدول العربية، فتبرر الحرب الإسرائيلية وتدين
كل من يتصدى ولو بصدره العاري لنيرانها الحارقة.
لقد تعذر على إسرائيل أن تغرق غزة في البحر، فأغرقتها بدماء أهلها.
وتعذر على السلطات في مصر أن تتبرأ من علاقتها التاريخية بغزة، حدوداً وصلات نسب وارتباطات حياة ومسؤولية مباشرة عن سلامة أهلها فأدانتها بإسقاط »تهدئة الجوع والذل« وتركت لإسرائيل ان تؤدبها.
نزع العرب عن غزة كونها بعض فلسطين. صارت السلطة هوية. نُزعت عنها عروبتها. صارت نبتاً شيطانياً يستحق اللعنة والتأديب.
واختار المثقفون العرب لخطة الإبادة الجماعية التي تتولاها إسرائيل، براً وبحراً وجواً، لمساءلة »حماس« عن أيديولوجيتها، وإدانة مقاتليها قبل استشهادهم وبعد الاستشهاد،
نسي الجميع إن الانقسام الفلسطيني هو بعض الثمار المرة للتخلي العربي،
نسي الجميع أن الإسرائيليين قد توحدوا، من فوق انقاسمهم السياسي، وهم يشنون حربهم على غزة، بتغطية عربية كاملة تسهل لهم انتصاراً مدوياً قد يغطي بعض الجراح الثخينة لهزيمتهم في الحرب على لبنان في تموز ،٢٠٠٦ نتيجة صمود مقاومته المجيدة وسط الاحتضان الشعبي العام.
وليس تجنياً القول إن حجم الدعم العربي المقدم الآن لإسرائيل في غزة يفوق ما قُدم لها خلال حرب تموز على لبنان.
إن شعب فلسطين في غزة يقتل أمام عيوننا جميعاً. لقد قصف الطيران الإسرائيلي حتى »السجن«... ومن آسف ان العصبية الحزبية قد تركت في السجن رفاق سلاح لمحازبي »حماس«.
القتلى في الطرقات. وليس من زقاق في غزة إلا فيه جنازة أو أكثر، لكن الكل يعرفون (وإسرائيل تعرف) ان ليس من خيار آخر أمام الفلسطيني، حيثما وجد، إلا المقاومة. ويعرف الفلسطينيون (ومعهم سائر العرب) ان الصراع مع العدو الإسرائيلي مركب ومعقد، ومكلف في الدماء وفي الاقتصاد وفي الاستقرار وفي الحلم بمستقبل أفضل، لكنه صراع حتمي، لا مفر من خوضه ومن الانتصار فيه.
وأول الطريق استعادة الوحدة الفلسطينية، بأي ثمن.
والوحدة ضمانة ضد الانحراف والتخاذل والمفاوضات المفتوحة على الفراغ.
والوحدة هي التي تنهي »التواطؤ« الذي تتهم به العديد من الدول العربية.
وقدر الفلسطينيين ان يستعيدوا وحدتهم، ومن بعدُ وطنهم، بدمــائهم... وقد برهـــنوا أنهم أسخياء بها.

* عن السفير اللبنانية بتاريخ 29 كانون الأول 2008
*ضياء
29 - ديسمبر - 2008
كيف نتضامن مع إخواننا في غزة ؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخوتي أخواتي في موقع الوراق :
وقفنا هذه الأيام مشدوهين ليس أمام الآلة الهمجية العسكرية الصهيونية، ولكن أمام الصمت العربي، المخزي ؟ لا أدي بما أصفه، أحسست وأنا أتابع الأخبار أن رجولتنا تكاد تزول أمام صمتنا ، نعم أقول أمام صمتنا، ماذا قدمنا للفلسطنيين ؟ الدعاء ؟ أنا ، يا إخوتي لا أستهين بقيمة الدعاء الروحية في نصرة المظلوم أينما كان، ولكننا، أصبحنا نهرب، أو نتهرب من مسؤولياتنا اتجاه إخواننا، بأضعف الإيمان، الدعاء، لماذا لا نطبّق الحديث الشريف من أعلاه، من رأى منكم منكرا فليغيره، بيده..
رأيت أحد الفلسطنيين في غزة، يدعو على المسلمين، جميعا، وقال بالحرف الواحد : حسبنا الله ونعم الوكيل، على كل مسلم لم يكن معنا، لامنا على التقصير، فماذا سنقول لرب العزة يوم يسألنا عن أطفال غزة، عن الأم التي فقدت أربعة من بناتها وهي معهم، ماذا نقول لمن كانوا معنا في ثورتنا الجزائرية، فقدموا الغالي والنفيس، قدموا لنا كل الدعم.. أين هي عقيدة الولاء والبراء ؟ من نوالي وممن نتبرأ ؟
إخوتي، أخواتي
أقترح أن نقاطع كل منتج أمريكي، وخاصة الإعلامي منه : أفلام، جرائد، حصص تلفزيونية، ...
وأن نصوم ما دام الغزو والعدوان قائم على إخواننا، حتى يرفع...
وأن نطفئ أضواءنا ليلا تضامنا مع إخواننا في غزة...
وأن نتضرع لله عز وجل -حق تضرع - أن يرفع عنهم هذا الظلم.
وأن نقاطع كل القنوات - العربية منها وغير العربية - التي تشارك بصمتها، أو بتحيزها مع الجانب الصهيوني، وبغنائها ، وأفلامها...في هذا العدوان.
الأمة الآن تحتاجنا جميعا أن نقف وقفة رجل واحد ضد هذا العدوان، بكل ما أوتينا من قوة، إعلاميا، سياسيا...
 
 
hichem
29 - ديسمبر - 2008
عزمي بشارة يكتب بيان غزة    كن أول من يقيّم
 
  • العدوان على قطاع غزة استمرار للحصار بوسائل أخرى، فالحصار عدوان والقصف عدوان. وعندما فشل الحصار التجويعي على القطاع في كسر إرادة أهلها، لم يعد ممكنا الاستمرار في إحكامه فترة طويلة، وأصبح محتما لمن يريد الاستمرار في نفس النهج لتحقيق نفس الهدف أن يقوم بعملية عسكرية.
  • كان واضحا أن هذا "الاستحقاق" سيحل مع نهاية مرحلة ما سميت زورا وبهتانا بالتهدئة. كانت التهدئة عدوانا مسكوتا عنه، كانت عدوانا يرد عليه بتهدئة، كانت حصارا تجويعيا دون رد. وكان واضحا أن العدوان سيحل مع المزاودة بين القوى السياسية الإسرائيلية في التنافس الدموي على كسب قلب الشارع الإسرائيلي المجروح الكرامة من لبنان.
  •  كان واضحا أن من لم يأت إلى حوار القاهرة للاعتراف بانتصار الحصار وبنتائجه السياسية المستحقة سيدفع الثمن. كانت هذه هي الفرصة الأخيرة التي يلام عليها من لم يستغلها
  • تماما كما أعذر من أنذر ياسر عرفات عندما لم يقبل بكامب ديفد، وكما أعذر من أنذر سوريا بعد الحرب على العراق، ومن أنذر حزب الله على طاولة الحوار التي سبقت يوليو/تموز 2006.
  • جرى التحضير للعدوان بعد تنسيق أمني سياسي مع قوى عربية وفلسطينية، أو إعلامها على الأقل، حسب نوع ومستوى العلاقة.
  • يتراوح موقف بعض القوى العربية من إسرائيل بين اعتبارها حليفا موضوعيا ضمنيا حاليا أو حليفا مستقبليا سافرا، وبين اعتبار النقاش معها مجرد سوء تفاهم، في حين تعتبر نفس هذه القوى الصراع مع قوى الممانعة والمقاومة صراعَ وجود.
  • لا تناقض بين تنسيق العدوان مع بعض العرب وبين إدانة العدوان الصادرة عنهم، بل قد تكون الإدانة نفسها منسقة. ويجري هذا فعلا بالصيغة التالية "نحن نتفهم العدوان ونحمل حركة حماس المسؤولية، وعليكم أيضا أن تتفهموا اضطرارنا للإدانة.. قد نطالبكم بوقف إطلاق النار، ولكن لا تأخذوا مطلبنا بجدية، ولكن حاولوا ان تنهوا الموضوع بسرعة وإلا فسنضطر إلى مطالبتكم بجدية".
  • من يعرقل عقد القمة يريد أن يأتيها بعدما تنهي إسرائيل المهمة، ومن يذهب إليها في ظل القصف الإسرائيلي الآن يعرف بعقل وغريزة السلطان أنه رغم التردي العربي فإنه ما زال الذي يقف مع إسرائيل يخسر عربيا
  • عندما قرر جزء من النظام العربي الرسمي أن إسرائيل ليست عدوا، بل ربما هي حليف ممكن أيضا، صارت دوله تتحين الفرص للسلام المنفرد، وتدعم أية شهادة زور فلسطينية على نمط "عملية السلام"، وعلى نمط "لا نريد أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".. أصبحت مقاومة إسرائيل شعبية الطابع، وهي تحظى بدعم من جزء من النظام العربي الرسمي لأسباب بعضها تكتيكي وبعضها إستراتيجي.
  • من اتجه للتسوية منع المقاومة الشعبية من بلاده، ولكنه لم يستطع شن الحرب عليها في البلدان التي بقيت فيها مقاومة. وقد دامت المقاومة فقط في البلدان التي تضعف فيها الدولة المركزية ولا يمكنها منع المقاومة: السلطة الفلسطينية، لبنان، العراق.
  • ومن هنا يستعين هذا المحور العربي بإسرائيل مباشرة لضرب المقاومة. ففي العام 1982 صمت هذا المحور على العدوان على المقاومة وحاول أن يحصد نتائجه فيما بعد، وهذا ما جرى عند حصار المقاطعة. أما في يوليو/تموز 2006 وما يجري في ديسمبر/كانون الأول 2008، فقد كان التنسيق سافرا.. هذا هو الجديد.. فقط اللغة المستخدمة في وصف هؤلاء لم تعد واضحة وحاسمة، ولم تعد تسمي الأشياء بأسمائها.
  • العالم -بمعنى الرأي العام العالمي- مصطلح وهمي، والشرعية الدولية مصطلح عربي.. لو فشلت المقاومة اللبنانية في الدفاع عن ذاتها، لما نفعها مجلس أمن ولا برلمان أوروبي، ولانتقلت شماتة "المعتدلين" إلى التبجح وحصد نتائج انتصار إسرائيل الذي لم يأت.
  • انتهى موضوع الديمقراطية عربيا كأجندة غربية، لفظت مصداقيتها أنفاسها الأخيرة، فهي إما أن تكون عربية أو لا تكون: أميركا تتعامل مع كل عدو لإسرائيل بمن فيهم أعداء الاحتلال الإسرائيلي كأعدائها، حتى لو كانوا منتخبين ديمقراطيا. أما حلفاء إسرائيل فهم حلفاؤها حتى لو كانوا دكتاتوريات.
  • حصار السلطة الفلسطينية المنتخبة وعدم منحها فرصة، وتفضيل شروط وإملاءات إسرائيل على انتخابات ديمقراطية وعلى إرادة الشعوب، فضحت قذارة الحديث الأوروبي عن الأخلاق في السياسة، فأوروبا هي الأقل أخلاقا خارج أراضيها
  • العالم" لا يتضامن مع ضحية لأنها ضحية، هذا ما يقوم به بعض النشطاء الأخلاقيين الصادقين.. ولا "شرعية دولية" تُعِينُ مهزوما، أو تهرع لتأخذ بيده على إحقاق حقوقه، أو على تنفيذ القانون الدولي. "العالم" يتضامن مع ضحية تقاوم لأنها على حق وتريد أن تنتصر.. والشرعية لمن لديه القوة أن يفرضها.
  • الأساس هو الصمود على الأرض، الأساس هو قلب حسابات العدوان بحيث يدفع المعتدي ثمنا. هذا ما سيفرض نفسه على القمة العربية، وهذا ما سيفرض نفسه على الهيئات الدولية.
  • التضامن المسمى إنسانيا مع الضحية لا يدعو للحقوق بل للإغاثة، ولا معنى للتضامن السياسي المطلوب عربيا، إذا لم يدعم صمود المقاومة. والإغاثة عمل مهم ولكنها ليست هي التضامن.
  • خطأ الحديث عن تضامن فلسطيني، أو تضامن الضفة أو الشتات مع غزة.. هذه نفس القضية، ونفس المعركة ويجب أن تخاض. ولا أحد يسدي لأحد معروفا هنا.
  • حتى الأعداء يعالجون الجرحى في الحروب، وحتى الأعداء يسمحون بدخول قوافل الأدوية والغذاء.. هذا ليس عملا تضامنيا، ولا هو أضعف الإيمان.
  • يجب ألا يتحول التضامن العربي الانفعالي إلى تنفيس عربي، فبعده تستفرد إسرائيل بنفَسها الطويل بالشعب على الأرض. ومن أجل ذلك يجب وضعُ أهدافٍ سياسية له، أهمها أن تخسر إسرائيل المعركة سياسيا، وذلك بإضعاف ومحاصرة التيار الذي يؤيد أي تسوية معها.. وهذا نضال تصعيدي حتى تحقيق الهدف، حتى يحصل تراجع بعد آخر لإسرائيل والقوى المتعاونة معها على الساحة العربية.
  • يمكن إفشال العدوان.

المصدر :
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A77D789F-931D-443D-8E60-0F1912FB9755.htm
*زين الدين
29 - ديسمبر - 2008
آه يا شهر المحرَّم.    كن أول من يقيّم
 
آه يا شهر المحرّم

للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشـمـاوي

آهـِ منــا آهـِ يـاشــهـر المحــرم ** آهـِ من عمـلاقنــا كيف تـقـدم
آهـِ من أحـلامنـا صـارت سـراباً ** آهـِ من صـرح الـمـروءاتِ تـهـدم
آهـِ من ألـف قـتـيـل وقـتـيـل** من عظام في رُبا الأقصى تُهشـم
آهـِ من دبـابــة تـقتـل طــفـــلاً ** آهـِ من نار على الأحباب تضـرم
آهـِ من أمتـنــا كيف استحـالت ** كفـراش في لظى النـار تقحـم
آهـِ منهـا تمنح الأعداء شـهـداً ** وهي لا تشرب إلا كأس علقـم
تطلب العدل من الباغي عليها ** وتـنـادي مَن إذا جــاوب تـمتــم
أي عـدل يرتجـى ممن تغــابــى ** ولـمــا يصـنـعُ باراك تفَـهّــم
لـم يـزل يعــلـن لـيــلاً ونـهـــارا ** أن إيهود من الأطفـال يظـلم
اهـِ مـن بــاءٍ وواوٍ ثـم شــيـنٍ ** رسـَــمَت صـورة وجــهٍ يـتـجـهــم
يعلن العطف على الباغي ويأبى ** أن يرى المأساة في أجفان يتّم
غـارق في صمتهِ حتى إذا مــا ** هبت الأحــداث بـالـجــور تكـلـم
لست أدري إي وربي لست أدري** ما الذي يجعل ذهن الصخر يفهم
عبثـاً أن نســأل اللـيـل إذا مـــا ** غمـر الدنيــا لمــاذا الليـل أظـلـم
أين قومي لاتسل عن حال قومي سترى مَن خفض الرأس وغمغم
سـترى مَن أغمض العينين لما ** طارت الأشلاء في الدرب الملغم
واقـع يجـري على الأرض يرينــا ** صنم الأوهـام في قـومي تحطم
ويُـريـنــا صــورة الأمـــة لــمــــا ** أصبحت في مـأتم من بعد مـأتم
قـل لـمن يـروي لـنــا آثــار لخم ** وجــذام والـعمــالـيـق وخـثـعــم
إنمــا الـمجــد إبــاءٌ وشـــمـوخ ** وبطـولات أمــام القـدس ترسـم
حـرك المعتصـمُ الجيش انتصاراً ** لفتـاة صـوتُهــا الـبــاكي تـظـلـم
خـاضهــا معركـة كبرى أعـادت ** هيبةُ في نفسِ من خان وأجرم
أنضج السيف جـلـود الروم فيها ** قبـل أن تـنـضَـج أعناب وتـصـرم
وأرى أمـتـنــا الـيــوم خــنـوعـــاً ** ثغـرهــا بـالخـوف والـذل مكـمـم
صرفت عن صرخة الأيتام وجهاً ** وكأن الـنـاطـق الـمـفصــح أبـكـم
ويحـكـم يا ألـف مليـون أنرضى ** أن نرى الأزهــار للجــاني تقـدم
يا ربوع المسجد الأقصى لدينـا ** خـبر عن جـرح لـمـيــاء وهـيثـم
عن ألوف سمعوا الرشاش لما ** أعلن الموت على الطفل ودمدم
ورأوا دمـعـــة أمّ تـتـســــامـى ** حينمــا ودعهــا الـطفـل المـلثـم
لم تودعـه إلـى الـملـعب حتى ** يـحــرز الـفـوز وبـالـكـأس يـكــرَّم
إنمــا ودعـت الطفل ليلقى ربـه ** في ســــاحـة الـمــوت ويـغـنــم
روض الأحداث متنـاً وامتطـاهـا ** حينمـا لم يبصـر شجـاعـاً يتقدم
حينمـا لم يـبـصـر من الأمــة إلا ** من تغــظــى، وتغــافــى ، وتـبـرم
ورأوا بنت ربـيـع العـمـر أقــوى ** من رجال آثروا الـصـمـت وأكـرم
أعلنت أشـلاؤهــا فينـا بيـانـاً واضـحــاً أســمى من القـول وأعظـم
أبـلـغت مـالـم يبلـغــه رجالٌ** سـيفُهـم في نُصـرة الحق ملثم
حزمت بالنار والبارود جسمــاً ** هــزت الـبــاغي بــهِ واللهُ يرحـم
إنه القهـر رمـاهــا فاستحالت **جـذوة تعصـف بـالـقـول الـمـرجّـم
أيهـا الأقصى أيا مسرى نبيًّ ** أرشـد الدنيـا إلى الخـير وأعـلـم
نحن أولى بك آمنـا بموسـى ** ونـبــي الله طــــه وابـن مــريــم
أمتـي أكـبـر ممــاصــار لـكـن ** حـطـمتهــا قـولـة الكفـر المنظـم
لو بعثنـا واحـداً من كـل ألـف ** لمشى جيش إلى القدس عرمرم
أيها الأقصى ايا ساحة حشرٍ ** للـبـرايــا يا أخــا البيت الـمحــرم
عـنـدنـا والله إحســاس كبيـر ** بمـآســيـك ورب الـبـيـت أعــلـم
إن يكن أضمـأك البـاغي فإنـا ** سوف نسقيك غداً من ماء زمزم
 
*د يحيى
29 - ديسمبر - 2008
ابن فلسطين : الشاعر محمود درويش ، رحمه الله تعالى ،....    كن أول من يقيّم
 
محمود درويش
 
 
 
إلى اين تأخُذُني يا أَبي ؟
إلى جِهَةِ الريحِ يا وَلَدي … 
 
... وَهُما يَخْرجانِ مِنَ السَهْل ، حَيْثُ 
أَقام جنودُ بونابرتَ تلاَّ لِرَصْدِ
الظلال على سور عَكََّا القديم -
 
يقولُ  أَبٌ لابِنِه : لا تَخَفْ . لا
تخف من أَزيز الرصاص ! التصِقْ  
بالتراب لتنجو ! سننجو ونعلو على 
جَبَلٍ في الشمال ، ونرجعُ حين 
يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد .
 
 ومن يسكُنُ البَيْتَ من بعدنا
 يا أَبي ؟
 سيبقى على حاله مثلما كان
 يا ولدي ! 
 
تَحَسَّسَ مفتاحَهُ مثلما يتحسَّسُ
أَعضاءه  ، واطمأنَّ . و قال لَهُ
وهما يعبران سياجاً من الشوكِ :
يا ابني تذكَّرْ! هنا صَلَبَ الانجليزُ
أَباك على شَوْك صُبَّارة ليلتين ،
ولم يعترف أَبداً . سوف تكبر يا
ابني ، وتروي لمن يرثون بنادقهم
سيرة الدم فوق الحديد ....
 
- لماذا تركتَ الحصان و حيداً ؟
- لكي يُؤنسَ البيتَ ، يا ولدي ،
فالبيوتُ تموت إذا غاب سٌكَّانٌها ...
  
تفتحُ الأبديَّةُ  أَبوابها ، من بعيد ،
لسيَّارة الليل . تعوي ذئابُ
البراري على قَمَرٍ خائفٍ . و يقولُ
أَب لابنه : كُنْ قوياً كجدِّك!
وأَصعَدْ معي تلَّة السنديان الأخيرةَ
يا ابني ، تذكَّرْ : هنا وقع الانكشاريُّ
عن بَغْلَةِ الحرب ، فاصمُدْ معي
لنعودْ .
 
- متى با أَبي ؟
- غداً . ربما بعد يومين يا ابني  !
 
وكان غَد طائش يمضغ الريح
خلفهما في ليالي الشتاء الطويلةْ .
وكان جنودُ يُهُوشُعَ بن نونَ يبنون
قَلْعَتَهُمْ من حجارة بيتهما . وهما
يلهثان على درب ( قانا ) : هنا
مرَّ سيَّدُنا ذاتَ يومٍ . هنا
جَعَل الماءَ خمراً. وقال كلاماً
كثيراً عن الحب ، يا ابني تذكّر
غداً . وتذكّرْ قلاعاَ صليبيَّةً
قَضَمَتْها حشائش نيسان بعد
رحيل الجنود ....
 
 
*د يحيى
29 - ديسمبر - 2008
-------------------------    كن أول من يقيّم
 
 
 
 
*abdelhafid
30 - ديسمبر - 2008
" وذكِّرْهم بأيام الله" : أيام الله نِعَمُهُ .    كن أول من يقيّم
 
 
في اليوم الأول من رأس العام الهجري- كما في كلِّ أيام الله- يحلو الكلام عن الأرض المقدسة.. أرض فلسطين.. أرض الإسلام.. أرض القدس الشريف.. والمسجد الأقصى.. مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، وثالث الحرمين.
 
....ونتابع أحداث التاريخ منذ أن دخل المسلمون هذه الأرض المباركة، ومنذ أن تسلَّم سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مفاتيح الأقصى، منذ ذلك التاريخ حتى صدور وعد بلفورسنة 1917، الذي تعهَّد فيه وزير خارجية بريطانيا (اليهودي) بوطن قومي لليهود في أرض فلسطين؛ وحيث أعطى مَن لا يملك مَن لا يستحق، وتصرَّفت بريطانيا بذلك في أرض فلسطين، بغير سند من حق وفي غيبة أهلها، وفي غيبة العرب والمسلمين جميعًا.. وفي الوقت الذي صادف فيه ضعفًا وهزالاً في الخلافة العثمانية في الآستانة، في حين أنه قبل هذا الوعد بسنوات يذهب وفدٌ من اليهود الصهاينة على رأسه "هرتزل" إلى الخليفة العثماني.. السلطان عبد الحميد الثاني.. لنفس الغرض، وهو منحُهُم قطعةً من أرض فلسطين، فتثُور ثائرة السلطان عبد الحميد، ويطردهم من حضرته شرَّ طردة؛ لأنه لا يملك ذلك، وأن أرضَ فلسطين وقفٌ استأمنه الله عليها، ولا بد له أن يحافظ على عهده مع الله ويحفظ الأمانة.
 
ويُثار كلام كثير حول حق اليهود في أرض فلسطين، أرض الميعاد كما يزعمون!! وتتم الإشارة إلى الآية الكريمة من سورة المائدة: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ(20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(21)﴾ يقول صاحب الظلال (رحمه الله): "نعمة الله وعده الواقع من أن يجعل فيهم أنبياء، ويجعلهم ملوكًا، وإيتائه لهم بهذا، وذلك ما لم يؤتِ أحدًا من العالمين حتى ذلك التاريخ، والأرض المقدسة التي هم مقدمون عليها مكتوبة لهم بوعد الله، فهي إذن بعيد، والارتداد على الأدبار هو الخسران المبين".
 
وهم بالفعل قد ارتدوا على أدبارهم، وخافوا الدخول على القوم الجبارين؛ لأن في فطرتهم جُبنًا ونكوصًا على الأعقاب ونقضًا للميثاق، وينتهي بهم المطاف إلى أن يقولوا كما يذكر القرآن على لسانهم: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ (المائدة: 24)، وكان الأمر الحاسم من الله عزَّ وجل: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ﴾ (المائدة: من الآية 26)، ويذكر هنا الأستاذ سيد قطب في الظلال فيقول: "وهكذا أسلمهم الله وهم على أبواب الأرض المقدسة للتيه، وحرَّم عليهم الأرض التي كتبها لهم، ويتركهم السياق هنا في التيه.. لا يزيد على ذلك.. وهو موقف تجتمع فيه العبرة النفسية إلى الجمال الفني على طريقة القرآن في التعبير".
 
وبذلك تنهدم دعواهم بنص القرآن ولم يدخلوا هذه الأرض فاتحين، وحتى في الفترات التي كانوا يدخلونها لا يلبثون فيها إلا سنواتٍ معدوداتٍ ليُسلِّط الله عليهم مَن يطردهم منها ويقطع دابرهم، قتلاً وأسرًا وتشريدًا؛ فيتحقَّق فيهم قول الله تعالى في كل وقتٍ وإلى قيام الساعة: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾ (الأعراف: من الآية 167).
 
ويحكي الأستاذ عبد الحميد الكاتب في كتابه عن القدس أن اليهود عاشوا في القدس سبعين سنةً فقط، في حين أن العرب عاشوا فيها أربعة آلاف سنة، وجعل ذلك عنوانًا لفصل مهم في كتابه المشار إليه طباعة دار الشروق من إصدارات القراءة للجميع.
 
ولم يكن في مدينة القدس يوم فتحها المسلمون معابد أو هياكل أو آثار يهودية، وطبيعي لو كان فيها شيء من ذلك لأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالإبقاء عليه، بل لأمَرَ بصيانته ورعايته ولأَمَر بالمحافظة على نقوشه ومحتوياته، مثلما أمر بالمحافظة على كنائس المسيحيين ومزاراتهم، وما فيها من صور وصلبان وتماثيل، فلم يكن هناك سبب ديني أو عقدي يدعو إلى أن يغرق المسلمون بين كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، فهؤلاء وأولئك من أهل الكتاب، وسوَّى بينهم الإسلام في الحقوق والواجبات.
 
وقد بقيت مدينة القدس من قبل الفتح الإسلامي إلى يومنا هذا حافلةً بالكنائس والمزارات والمقدَّسات المسيحية، رعاها المسلمون أكمل وأفضل رعاية عند الفتح الإسلامي وبعده بوقت طويل، بل إن التاريخ- كما يذكر الأستاذ عبد الحميد الكاتب- شاهد صدق على أن المسلمين زادوا عليها فوسَّعوا في أرضها، وأعلَوا مبانيَها، وأنفقوا في سبيل هذا مالاً كثيرًا من خزانة الدولة الإسلامية.
 
والسؤال هنا: إذا كانت الآثار والكنائس المسيحية موجودةً قبل الفتح الإسلامي وبعده فلماذا إذًا لم توجد في القدس معابد ولا هياكل ولا آثار يهودية؟! والإجابة التاريخية عن هذا هي أنّ بني إسرائيل دخلوا القدس فعلاً وأقاموا مملكةً لهم فعلاً، وكان هذا في عهد داود وابنه سليمان ،عليهما السلام، ولم تستمر هذه المملكة غير سبعين سنةً فقط كما يحكي التاريخ، وهي فترة قصيرة من تاريخ القدس، والذي يضاهي في طوله تاريخ مصر (أقدم بلاد العالم)، وكانت قبائل كنعان العربية قد استوطنت في فلسطين، وزَرعت أرضَها، وبَنَت فيها القرى، وهي مرحلة طويلة استمرت زهاء ألفي سنة، ثم تعاقب على غزو فلسطين وحكمها والإقامة فيها أمم متعددة ،هي أمم الأشوريين والبابليين والفرس والمصريين واليونان والرومان.
 
وقد أقام هؤلاء مراحل تاريخية أطول من السنوات السبعين التي عاشها اليهود في القدس، دون أن يدَّعي أحدٌ منهم ما يدَّعيه الكيان الصهيوني في زماننا هذا، من أن لهم الحق التاريخي في القدس وفي فلسطين جميعًا.
 
وفي بحث للدكتور أحمد صدقي الدجاني في كتابه عن (الخطر يتهدد بيت المقدس) يحكي أن الإنسان سكن منطقة القدس منذ فترة ما قبل التاريخ، وأن مدينة القدس قد ظهرت في بدايات العصر البرونزي حين بناها الكنعانيون مع مجموعة مدن على طريق المياه بين الشمال والجنوب حوالي الألف الرابعة قبل الميلاد، واكتسبت القدس مكانةً دينيةً منذ إنشائها، وكان ملكها هو عبد الإله "السلام" وهي مدينة سالم "أورسالم"، وقد عُرفت باسم سالم، وكوَّنت مملكةً ومدينةً، وعُرف من أسماء ملوكها: قدوم سالم، وملكي صادق، وجاء ذكرها في نصوص مصرية قديمة تعود إلى القرنين الـ18، 19 ق.م.
 
ونخرج من ذلك بنتيجة مؤكدة، أن القدس ظهرت قبل قدوم نبي الله داود عليه السلام إليها في القرن العاشر قبل الميلاد بزمان طويل، يمتد عشرين قرنًا، وأن محاولات الصهيونية التوسعية اليوم وربط تأسيسها بالملك داود هو استمرار في القفز فوق الحقائق التاريخية الذي دأبت عليه يهود، كما أنه تحوير وتزييف للقراءة الصحيحة لتاريخ نبي الله.
 
وقضية القدس خاصةً وفلسطين عامةً قضية إسلامية، ولا يجب أن يتسرب إلى الأذهان أية صفة أو توصيف غير ذلك، وهي لن يتم تحريرها وتخليصها إلا من خلال تحرير الهدف والقصد، وأي اختلاط في ألوان الراية التي ترفع لاستنقاذ القدس وفلسطين وانحرافها عن أن تكون إسلامية الغاية والهدف إنما يعطِّل ذلك كله من زمن التحرير والإنقاذ ويصبُّ فقط في مصلحة العدوّ الغاصب وتكريس الاحتلال، وزيادة فترات الصراع.
 
فالبعد الإسلامي للقدس يتمثَّل في ارتباط هذه المدينة المقدَّسة بأنبياء الله سبحانه وتعالى عند المؤمنين، ومنذ سيدنا آدم إلى سيدنا إبراهيم، عليهما السلام ، نجد هذا الرباط بفلسطين؛ حيث نزل سيدنا إبراهيم بيوبس ضيفًا على العرب اليبوسيين وزار مصر، وعاد منها ليستقر في الخليل، وليحمل زوجه هاجر وابنه إسماعيل إلى وادٍ غير ذي زرعٍ عند بيت الله المحرّم في مكة، وقد توالى ارتباط الأنبياء من أبنائه بالقدس في سلسلةٍ مبكرة، فيها إسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان وزكريا وعيسى (عليهم السلام)، وصولاً إلى سيدنا محمد،صلى الله عليه وسلم، الذي أسرى به الله إلى المسجد الأقصى وعرج به منه إلى السماء.
 
هذا البُعد الديني جعل القدس قِبلةً للمؤمنين يحُجُّ إليها كل الطوائف والأديان، وهي كذلك تحمل صفة التسامح طوال فترات حكم الإسلام لهذه المدينة، ويعتز شعب فلسطين العربي المسلم بهذا الأمر، وينهض بمسؤولية استضافة الحجيج ورعايتهم في أثناء حجهم وزيارتهم بيتَ المقدس.
 
أما أن يأتيَ اليهود بدوافع صهيونية عدوانية استيطانية لاحتلال القدس وأرض فلسطين- بحجة أن القدس هي عاصمتهم الأبدية، وأن أراضيَ فلسطين هي أرض ميعادهم وحدودها من الفرات إلى النيل- فهذا محض كذب وافتراء، وهو ما حاولنا كشفَه وتعرِيَتَه في هذا المقال، فأرض فلسطين كلها- بما فيها القدس- أرض إسلامية وستبقى كذلك إلى نهاية التاريخ بإذن الله.
اللهم انصر دينك ، وأعزّ المسلمين في كل مكان وزمان، وانصرنا على الصهاينة والكافرين....آمين.
*د يحيى
30 - ديسمبر - 2008
ماذا تغير فينا    كن أول من يقيّم
 
الألم يعقد اللسان , والكلام يفقد معناه , فالدماء والدموع هي التي تتكلم , ونحن . . العاجزون , المتكلمون يعتصرنا الألم من العجز , , ,
تابعتُ نشرات الأخبار , والتعليقات , وتحليلات المراسلين , ووجدتُ ان هذا الحدث قد حدث مثله من قبل , وهذا العجز قد شعرنا به من قبل , ماذا تغير بين اجتياح لبنان عام 1982 , والآن ؟  إن كان ثمة تغير فهو في ازدياد يأسنا وقلة حيلتنا , والشيء اللافت بالنسبة لي هو ارتفاع أصوات بعض الخونة والعملاء , والتي كانت تهمس في الظلام , , ,
 وفي المقابل هنالك أمل , ودائماً ينبت الأمل من دماء الشهداء
*محمد هشام
30 - ديسمبر - 2008
 1  2  3  4  5