بسم الله الرحمن الرحيم لا شك أن المعلم هو حجر الزاوية في عمليتي التربية والتعليم ، ولكي يتمكن من أداء رسالته على الوجه الصحيح وفق المعايير التي تحددها المؤسسة التربوية ، ينبغي أن يمتلك مجموعة من القدرات والكفاءات ، وينبغي كذلك أن يُخضع نفسه للتنمية المهنية المستمرة ؛ ليكون متجددا مسايرا للعصر ومستجداته . ويأتي في مقدمة القدرات والكفاءات الإدارة الصفية ، ؛ لأن امتلاك هذه الكفاءة يمكنه من أداء واجبات مهنته ، ويعين المتعلمين على التفاعل الإيجابي مع الخبرات التعليمية ، ويتمكنون أيضا من تنمية مهاراتهم الاجتماعية وإذا فقد المعلم الكفاءة في إدارة صفه تحول الصف إلى فوضى ، وانشغل المتعلمون في إثارة الشغب ، واعتدوا على حقوق زملائهم في التعلم ، ويلجأ فريق آخر إلى السلوك الهروبي فيطلب الخروج من الحصة لأسباب واهية وغير حقيقية ، أو ينشغل عن الدرس بالعبث في أدواته والاستغراق في أحلام اليقظة ، ويجد المعلم نفسه في حيص بيص ، لا يستطيع أن يضبط سلوك المتعلمين ، ولا يستطيع أيضا أن يمارس دوره في التربية والتعليم ، بل يسقط المعلم في نظر المتعلمين ، وإذا سقط المعلم سقط معه كل شيء . والمعلم الذي يعاني من الضعف في الإدارة الصفية عليه أولا أن يدرك أنه في مشكلة تحتاج إلى حل ، فإذا لم يدرك فلن تجدي وسيلة من وسائل العلاج ؛ لأننا نرى بعض المعلمين يكابرون ولا يريدون الاعتراف بما هم في من مشكلة ، ولعلني أكتب ما أكتب وأمام ناظري حالة من حالات ضعف الإدارة الصفية ، فالمعلم يدرس لطلاب في مرحلة التعليم الأساسي ، وما يكاد يدخل الصف حتى تجد من يطلب الإذن بالخروج لإحضار قلم أو دخول حمام أو ما شابه ذلك ، وكل يتحدث بدون إذن وفي أي موضوع ، وهو لا يستطيع أن يضبط الصف وما إن يحاول التوجه إلى السبورة ليكتب الدرس فتخرج أصوات من أفواه الطلبة الصغار تحول الصف من حالة إلى حالة أخرى ، وهكذا يمضي الدرس . حاول الجهازان الفني والإداري تغيير سلوك المعلم ، فلم يفلح ، فالمعلم يعيد سبب المشكلة إلى الطلاب أنفسهم أو إلى نقله إلى مدرسة بعيدة عن سكنه أو إلى أي شيء آخر ، ولم يتوجه بأصابع الاتهام إلى نفسه ! كيف تعالج مثل هذه الحالة ؟ وكيف نستطيع أن نربي معلما قادرا على إدارة صفه بحكمة وحب ومودة واحترام ؟ |