البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 زهير 
20 - نوفمبر - 2008
تحية طيبة أساتذتي الأكارم : هل فيكم من يعرف أبا زمعة جد أمية بن أبي الصلت ؟؟
فبين يدي كتاب (أمية بن أبي الصلت حياته وشعره) للدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي، والكتاب يدل على سنوات مضنية من البحث الدؤوب بين خزائن المخطوطات، ودور الكتب والمكتبات، قضاها الحديثي في جمع وتنسيق مادة الكتاب، وهو رسالة تخرجه، بإشراف د. جميل سعيد، ومراجعة د. نوري القيسي، وملاحظات د. جلال خياط، (ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه)، وهي ناحية غير موضحة في الكتاب، والكتاب (منشورات وزارة الثقافة والإعلام، بغداد 1991، طبعة ثانية)
 ولكنه وللأسف يعج بالأغلاط المطبعية، حتى إني أحصيت زهاء (80) خطا مطبعيا حتى ص 130: واستوقفني  في هذه الصفحة خطأ طال عجبي منه، ولم أجد له تفسيرا غير أنه من عجائب الالتباس.
فقد نقل الحديثي عن مروج الذهب قول المسعودي، كما في نشرة المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد (2 / 83) وأبو زمعة جد أمية بن أبي الصلت. وتمام النص:
 (وأتت معد يكرب الوفود من العرب تهنيه بعَوْدِ الملك إليه وأشراف العرب وزعماؤها، وفيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وخويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأبو زَمْعَة جَدُّ أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي، وقيل: أبو الصلت أبوه، فدخلوا إليه وهو في أعلى قصره بمدينة صنعاء المعروف بغُمْدَان وهو مُضَمَّخ بالعنبر، وسواد المسك يلوح على مَفْرِقه، بين يديه، وعلى يمينه وشماله ......ثم قام أبو زَمْعَة جد أمية بن أبي الصلت الثقفي، فأنشأ يقول: ليطلب الوتر امثال بن ذي يزن ...إلخ)

قال الحديثي (ص 130): (وأمية من الشعراء المشهورين، فهو أشعر ثقيف كما يرى أبو عبيدة، وثقيف معروفة بفصاحتها. كما عرف عنه أنه من أسرة شعرية، فجده أبو زمعة شاعر، وأبوه أبو الصلت شاعر، ومن ولده القاسم وربيعة شاعران. وبشير يموت يضيف إخوته الثلاثة، قال: (وإخوته الثلاثة شعراء) وآراه واهما في هذا، وربما قصد أولاده، فالمصادر لا تذكر لنا ذلك ، ولم يذكر لنا بشير يموت أسماءهم، ولم يشر إلى المصادر التي تذكرهم، او تستشهد لهم بشعر/ كما أراه واهما في قوله: (وقد كان جده زمعة شاعرا) والصواب أنه أبو زمعة، فما تذكره لنا المصادر أيضا من شعر أسرته قليل جدا، وأكثره قد اختلط بشعر أمية نفسه)

وكان الأستاذ بشير يموت ناشر ديوان أمية بن أبي الصلت قد ذكر ذلك في مقدمة نشرته فقال: (وكان جده زمعة شاعرا) وعلق الحديثي على ذلك،  بقوله: والصواب (أبو زمعة).
قلت أنا زهير: ولم أقف في كتب الأنساب على من سمى جد أمية لا زمعة ولا أبا زمعة، ولكني بحثت مطولا فرأيت المحبي أيضا، ذكر ذلك في نفحة الريحانة، في ترجمة عمار بن بركات، وكرر ذلك في (خلاصة الأثر)، وسبقه إلى ذلك البونسي الشريشي (ت651هـ)  في كتابه (كنز الكتاب) ولعل عمدتهم في ذلك ما ورد في (مروج الذهب)
والعجب كل العجب من الحديثي أن يسكت عن هذا الالتباس ؟
ثم الصواب في القصيدة أنها ليست من شعر أبي ربيعة وإنما من شعر ابنه أبي الصلت، وفي كثير من المصادر تنسب إلى أمية نفسه. وشاركهم في أبياتها شعراء كثر يطول ذكرهم.  وانظر تخريج القصيدة في كتاب الحديثي، وفي كتاب (شعر بني ثقيف من العصر الجاهلي حتى العصر الاموي) رسالة ماجستير (قيد الطبع) للأستاذ إسلام ماهر فرج عمارة، ص 10 من الديوان، وقد ذكر كلام المسعودي ولم ينبه لما فيه من الشذوذ، وهو أيضا في كل رسالته جعل الدكتور بهجة الحديثي امرأة، فيقول قالت الدكتورة بهجة الحديثي، والصحيح أن الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي باحث قدير، وأستاذ كبير، يشغل اليوم منصب رئيس مؤسسة (بيت الشعر) في إمارة الشارقة.
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أمثلة من الأغلاط المطبعية في الكتاب    كن أول من يقيّم
 
قال ص 12 ثم خرج هاربا حتى نزل بوج فحالف مسعود بن متعب:
والصواب: مسعود بن معتب.
ص 17: وقد خرج أعظم شعرائها وأكثر شيوخها هبة من الأحلاف:
الصواب: هيبة.
ص 27: والجاحظ نفسه يتلمس لتلك القلة سببا آخر غير الذي كره ابن سلام:
الصواب: غير الذي ذكره ابن سلام.
ص 28 ما قسم الله لم من الحظوظ:
الصواب: ما قسم الله لهم من الحظوظ.
ص 29 فاستدعى عمر زوجها فنفاه.
الصواب: فاستعدى زوجُها عمرَ فنفاه
ص 30 البيت (فإن نلتني حجاج فاشتفَّ جاهدا)
الصواب فاشتفِ
ص30: البيت نفسه (فإن الذي لا يحفظِ اللهُ ضائعُ)
الصواب يحفظُ.
ص 30: من الأسد العرباض لم يثنه ذعُرُ:
الصواب: ذعْرُ، بسكون العين.
ص 31: (رووا أن يوسف بن الحكم الثقفي أخا الحجاج اعتل علة فطالت علته فنذرت زينب أخته إن عوفي أن تمشي إلى البيت ... إلخ)
(لم اعثر في الأغاني على ما عزاه إليه مؤلف الكتاب ج6 ص 190 وإنما هو في كتاب (القرط على الكامل) في الباب (40) وقد ورد في النص خطأ تاريخي وهو قوله (رووا أن يوسف بن الحكم الثقفي أخا الحجاج اعتل علة فطالت علته فنذرت زينب أخته إن عوفي أن تمشي إلى البيت ... إلخ) والصواب أن الذي مرض أبوها يوسف وليس أخاها، قال ابن الجوزي:
وكان سبب قول النّميري فيها: أنّ أباها يوسف بن الحكم مرض، وكان يزيد معاوية قد ولاّه صدقات الطّائف وأرض الشّراة، فنذرت إن الله عافاه أن تمشي إلى الكعبة معتمرةً من الطّائف، وبين الطّائف ومكّة يومان وليلتان، فمشت ذلك في اثنين وأربعين يوماً، وكانت جميلةً وسيمةً فلقيها النّميري، وهو محمّد بن عبد الله بن نميرٍ الثّقفي، ببطن نعمان فقال:
تضوّع مسكاً بطن نعمان إذ مشت بـه زيـنـبٌ في نسوةٍ عطرات
تهادين ما بين المحصب من iiمنى وأقـبـلـن لا شعثاً ولا iiغبرات
إلى آخر الخبر.
ص 31: مررن بفخ ثم رحنَّ عشية:
الصواب: رحنَ.
ص 32: فخ: نادي بمكة:
الصواب: واد بمكة.
ص 34 البيت (ببذل وما كل العطاء بزينُ)
الصواب: يزينُ.
ص 37: البيت (عرفنا سهماً في الكف يهوي)
الصواب: سهمنا.
ص 38: البيت: (علينا دلاص من تراثُ محرّق)
الصواب: تراثِ، وفي البداية والنهاية (تراب) تصحيف.
ص 38 البيت: (تنفي المسابير بالأزباد والفهق).
 قال: والأزباد أعلى الشيء.
والصواب: أنها الإزباد وهو الرمي بالزبد
ص 40: البيت:
لو استطعت جعلت مني عامرا بـين الضلوع وكل شيء iiفان
الصواب: لو أستطيع. ويصح أن يقال (فلو استطعتُ)
ص 40 البيت:
يا نافعاً من للفوارس iiأجمعت عن فارس يعلو ذرى الأقران
الصواب: أحجمت.
ص 40 قال المؤلف في التعليق على القاسم بن أمية: (لم أهتد لترجمة له)، مع أنه ابن أمية بن أبي الصلت، وقد تحدث عنه المؤلف في أماكن مختلفة من كتابه، منها ص 27 وله ترجمة في الإصابة لابن حجر.
ص 42 ويشربا حتى في القبر:
الصواب: ويشربها.
تروي عضامي بعد موتي عروقها.
الصواب: عظامي.
ص 51 تكون بعد عيسى عليه السلام ست رجعات ، وقد مضت منها خمس وبقيت واحدة....
الصواب (رجفات) وما ورد في الأغاني تصحيف.
58: ولا خُبِّرَ بأي ذلك المراد.
الصواب: ولا خبَرَ.
ص 59 ونزع النبوة يكون على وجهين: أحدهما باحترام النبي:
الصواب (باخترام النبي)
ص 62: زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح.
الصواب: رياح، بالياء
ص 63: وعبيد بن جحش بن رئاب الآمدي:
الصواب: وعبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي
ص 66 وقد أيد هذا صاحب الخزانة .... ولم يؤيده:
الصواب: وقد أورد هذا صاحب الخزانة ... ولم يؤيده
ص 67: البيت:
لـيـتـني  كنت ما قد بدا iiلي في قلال الجبال أرعى الوعولا
الصواب: (ليتني كنت قبل ما قد بدا لي)
ص 79: البيت:
الـمطعمين  الشحم iiفو ق الخبز شحما كالأنافع
الصواب: كالأنافح.
ص 80: البيت: (قطع كالوذيل في نفي فوم)
الصواب: نقي، بالقاف.
ص 88: البيت
فـاسـتوت كلها فهاج iiعليهم ثم هاجت على صبير صبيرا
الصواب: فاشتوت.
ص 88: البيت: (فيها تلامذة على قذفانها)
الصواب: قذفاتها، بالتاء
ص 89: (خدٌّ مناكبهم على اكتافهم)
الصواب: حُذٌّ : بالحاء والذال جمع أحذ.
وفي هذا القدر كفاية، ولكن والحق يقال فإن الكتاب بالرغم من كل هذه الأغلاط المزعجة، والتي لا بد أن يكون الكتاب يحتوى على الكثير منها، لا تقلل من قيمة عمل المؤلف الرصين في توثيقه  وتخريجه لشعر أمية، وهذه وحدها كفيلة بان تغفر له كل هذه الهفوات، على أمل أن تخلو منها الطبعات القادمة
 
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
هذيان الجوهري صاحب الصحاح    كن أول من يقيّم
 
ويشفع للمؤلف أيضا أن شعر أمية بن أبي الصلت مظنة المزالق، تعثرت فيه كبار الأئمة، وأضرب على ذلك بهذا المثل، وهو ما حكاه ابن منظور في مادة برقع قال:
وبِرْقِع، بالكسر: السماء؛ وقال أَبو علي الفارسي: هي السماء السابعة لا ينصرف؛ قال أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْت:
فكأَنَّ  بِرْقِعَ والمَلائِكَ iiحَوْلَها سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائمُ أَجْرَبُ
قال ابن بري: صواب إِنشاده أَجْرَدُ، بالدال، لأَنَّ قبله:
فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطْباقُها وأَتَى  بسابِعةٍ فأَنَّى تُوردُ
قال الجوهري: قوله سَدِر أَي بَحر. وأَجرب صفة البحر المشبَّهِ به السماء، فكأَنه شبَّه البحر بالجَرَب لما يحصل فيه من المَوْج أَو لأَنه تُرَى فيه الكواكب كما تُرى في السماء فهنَّ كالجَرَب له؛ وقال ابن بري: شبَّه السماء بالبحر لمَلاستِها لا لِجَرَبِها، أَلا ترى قوله تواكله القوائم أَي تواكلته الرِّياح فلم يتمَوَّج، فلذلك وصفه بالجَرَدِ وهو المَلاسةُ؛ قال ابن بري: وما وصفه الجوهري في تفسير هذا البيت هَذَيان منه) ا .هـ
 
وقريب من ذلك ما ورد في (الأغاني) لأبي الفرج في أخبار أمية بن أبي الصلت قال:
أخبرني إبراهيم بن أيّوب قال حدّثنا عبد الله بن مسلم قال: كان أميّة بن أبي الصّلت قد
قرأ كتاب الله عز وجل الأوّل، فكان يأتي في شعره بأشياء لا تعرفها العرب؛ فمنها قوله:
قمرٌ وساهورٌ يسلّ ويغمد
وكان يسمّي الله عزّ وجلّ في شعره السّلطيط، فقال:
والسّلطيط فوق الأرض مقتدر
وسمّاه في موضع آخر التغرور فقال: "وأيّده التغرور". وقال ابن قتيبة: وعلماؤنا لا يحتجّون بشيء من شعره لهذه العلّة.
قلت أنا زهير: كذا قال أبو الفرج، التغرور بالتاء، ونقلها عنه ابن سعيد في (نشوة الطرب) وهي في الخصائص لابن جني الثغرور، بالثاء، قال: (وجاء في شعر أمية الثغرور، ولم يأت به غيره)
وأما السلطيط، فصوابه السلطليط.
وفي (الشعر والشعراء) لابن قتيبة أثناء حديثه عن أمية:
ويقول في الله عز وجل:
هو السَّلَطْلِيطُ فَوْقَ الأَرْضِ مُقْتَدرُ
ويقول: وأبدت الثغرورا يريد الثغر. وهذه أشياء منكرةٌ، وعلماؤنا لا يرون شعره حجةً في اللغة
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
كلام البونسي والمحبي وابن معصوم    كن أول من يقيّم
 
أنقل هنا كلام البونسي والمحبي وابن معصوم.
فأما البونسي فهو إبراهيم بن علي البونسي الشريشي (ت 651) وقد ذكر ذلك في كتابه (كنز الكتاب ومنتخب الآداب) معلقا على بيتين لطبيب إقبال الدولة وهما
اشْـرَبْ  هنيئاً عَليكَ التَّاجُ iiمرتَفقاً في قَصْر حِمْصَ وَدَعْ غُمْدانَ لِلْيَمَنِ
فَـأنـتَ أَوْلـى بتَاج الملْكِ iiتَلبَسُهُ مِـنْ هَوْذَةَ بنِ عليٍّ وابنِ ذي iiيَزَنِ
قال:
قول الطبيب:
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
شطر بيت لأبي زمعة جد أمية بن أبي الصلت، من شعر قاله في معدي كرب بن ذي يزن،
أوله:
ليطلب الوترَ أمثالُ ابن ذي يزِن رَيَّـمَ  في البحر للأعداء أَحْوَالا
يـمَّـمَ قـيصر لما حان iiرحلَتُهُ فَـلَمْ يجد عندهُ بعض الذي iiسأَلاَ
إلى آخر ما ذكره من أبيات.
وأما كلام المحبي فإنه قال في (نفحة الريحانة): في ترجمة عمار بن بركات:
سمعت له أشعاراً هي غايةٌ في الحسن، يجلو رونق ديباجها القلب من الحزن. فعرفت أنه أحق حقيقٍ بأن يذكر، وأخلق في كل خليقٍ بأن تتلى آياته وتشكر. وكان دخل البلاد الهندية، وتفيأ ظلال أندية ملوكها الندية الندية. فما لبث أن تعلقت فيه خطاطيف الظنون، وطارت به عنقاء المنون.
وقد أثبت له ما تستهل البراعة من براعة استهلاله، ويؤذن بالسحر الذي لا حرج في القول باستحلاله.
فمنه قوله، مذيلاً بيت أبي زمعة جد أمية بن أبي الصلت ومادحاً النظام ابن معصوم:
اشـربْ هنيئاً عليك التَّاجُ iiمُرْتفِقاً في رأسِ غُمْدانَ داراً منك مِحلالاَ
تـسْـعَـى إليك بها هَيْفاءُ iiغانيةٌ مَيَّاسةُ  القَدِّ كَحْلاَ الطّرْفِ iiمِكْسالاَ
إلى آخر الأبيات، وقد ذكرها أيضا في (خلاصة الأثر) كما ذكرها (ابن معصوم) في سلافة العصر، وقال:

عاد شعر السيد وله مذيلاً بيت أبي زمعه جد أمية بن أبي الصلت ومادحاً الوالد

أشرب هنيئاً عليك التاج مرتفعاً         برأس غمدان دارامنك محلالا

 
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
وفي الروض المعطار    كن أول من يقيّم
 
وقد نسب الحميري القصيدة إلى جد أمية ولكنه لم يسمه فقال في مادة غمدان:
وقد ذكره جد أمية بن أبي الصلت إذ قال في مدحه لسيف بن ذي يزن في القصيدة المشهورة:
فاشرب هنيت عليك التاج مرتفعـاً
 
في رأس غمدان داراً منك محلالا
لأنه كان حلفَ ألا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره من الحبشة.
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
أم أمية بن أبي الصلت    كن أول من يقيّم
 
أما (أم أمية) فهي رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف، انظر أسماء إخوتها في (الجمهرة لابن حزم، نشرة الوراق، ص 31) ومنهم أمية جد الأمويين، وربيعة والد عتبة الذي عناه أبو العلاء بقوله:
إذا أنت عاتبت المقادير لم تزل كـعتبة أو كالأخنس بن iiشريق
قال صاحب الخزانة:
وكان (أي أمية) يحرض قريشاً بعد وقعة بدر ويرثي من قتل فيها، فمن ذلك قصيدته الحائية التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن روايتها التي يقول فيها: "مجزوء الكامل"
ماذا ببـدر والـعـقـن
 
قل من مرازبة جحاجح
لأن رؤوس من قتل بها عتبة وشيبة: ابنا ربيعة بن عبد شمس، وهما ابنا خاله لأن أمه رقية بنت عبد شمس.
قلت انا زهير: ومن اخواتها: فاطمة، أم عتبة وعوف ابني جعفر بن كلاب، وسبيعة جدة المغيرة بن شعبة وزوجة مسعود بن المغيث وكانت شاعرة، لها قصيدة  في رثاء عمها المطلب بن عبد مناف، ومن اخواتها أيضا: (أميمة) أم (أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي) وكانت شاعرة، ولها قصيدة وصلنا منها (18) بيتا،  اختار إسحاق الموصلي قطعة منها فلحنها وغناها، وهي:
أبـى  ليلي أن iiيذهب ونيط الطرف بالكوكب
ونـجـم  دونه النسرا ن  بين الدلو iiوالعقرب
وهـذا الصبح لا iiيأتي ولا  يـدنو ولا iiيقرب
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
أمية وأولاده    كن أول من يقيّم
 
وقال أبو الفرج في أخبار أمية بن أبي الصلت:
واسم أبي الصّلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن عنزة بن قسيّ، وهو ثقيف بن منبّه بن بكر بن هوزان. هكذا يقول من نسبهم إلى قيس، وقد شرح ذلك في خبر طريح. وأمّ أميّة بن أبي الصلت رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف. وكان أبو الصلت شاعراً، وهو الذي يقول في مدح سيف بن ذي يزن:
ليطلب الثأر أمثال ابـن ذي يزنٍ إذ صار في البحر للأعداء أحوالاً
وقد كتب خبر ذلك في موضعه.

أولاد أمية:

وكان له أربع بنين: عمروٌ وربيعة ووهبٌ والقاسم. وكان القاسم شاعراً، وهو الذي يقول - أنشدنيه الأخفش وغيره عن ثعلبٍ، وذكر الزّبير أنّها لأميّة:

صوت

قومٌ إذا نزل الغريب بدارهـم ردّوه ربّ صواهلٍ وقـيان
لا ينكتون الأرض عند سؤالهم لتلمّس العلاّت بـالـعـيدان
يمدح عبد الله بن جدعان بها، وأوّلها:
قومي ثقيفٌ إن سألت وأسرتي وبهم أدافع ركن من عاداني
غنّاه الغريض، ولحنه ثقيلٌ أوّل بالبنصر. ولابن محرزٍ فيه خفيف ثقيلٍ أوّل بالوسطى، عن الهشاميّ جميعاً. وكان ربيعة ابنه شاعراً، وهو الذي يقول:
وإن يك حيُّا من إيادٍ فـإنّـنـا وقيساً سواءٌ ما بقينا وما بقوا
ونحن خيار النّاس طرًّا بطانةً لقيسٍ وهم خيرٌ لنا إن هم بقوا
....إلخ
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
أبو زمعة وبهجة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :
 
صباح الخير أستاذنا الكبير زهير ظاظا ، حفظك الله ورعاك ،
    مهما حمدتك فلن أوفيك بعض حقك عليّ بما أجنيه من فوائد علمك ، ومن صائب فكرك ، وفوق ذلك من دماثة خلقك وسعة صدرك ؛ فلله درك ما أعم خيرك! ، وما أجمل مسعاك ! هداني الله بما هداك ، وأنعم علي ببعض مما أنعم عليك .
    وكنت نويت البارحة مساء أن اتقدم بمشاركتي ، ثم آثرت التمهل لعلك تضيف شيئا آخر حول أمية بن ابي الصلت وجده ، وهذا ما تم بالفعل ؛ ولذا ، فقد قمت باختصار مشاركتي هذه في السطور التالية :
     وجدت في " ربيع الأبرار " للزمخشري بيتين من الشعر لابن أمية ابن أبي الصلت ، والذي اسمه ربيعة ، مما جعلني أرجح أن اسم والد أبي الصلت هو "ربيعة" أكثر مما يمكن أن يكون " أبو ربيعة " ، وذلك استئناسا بأن أمية سمى ابنه مثل اسم جده . وعلاوة على ذلك ، فلو كان اسم الجد " أبو ربيعة " لاقتضى ذلك وجود أخ لعبد الله والد أمية اسمه ربيعة ، ولظل اسم الجد ، وليست كنيته ، مجهولا ، وهذا ما لم أتمكن من اكتشافه والتأكد منه خلال البحث عنه في نصوص الكتب التراثية . أقول هذا ؛ اعتمادا على أن " أبو ربيعة " كنية وليس لقبا .
    ولدي رأي أبديه لحضرتك أستاذي ، يدور حول الكنية واللقب ، ومفاده القول بأن " أبو زمَعَة ، أو أبو زمْعَة " لقب محتمل ، فيصير اسم جد أمية ابن أبي الصلت : أبو زمعة ربيعة بن عوف... وإن كان الجد يكنى بأبي ربيعة ؛ فيكون الاسم : أبو ربيعة الملقب بأبي زمعة بن عوف... وبهذا أجد مخرجا للمسعودي والبونسي و الحميري والمحبي وابن معصوم ، ثم من بعد أولئك لمحمد محيي الدين عبد الحميد وبهجة الحديثي ( كتبت : "بهجة الأثري" ، ثم انتبهت ؛ فكتبت : " بهجة الحديثي" ) . ولقد ارتايت ما ارتأيت ؛ تهربا من القول بتصحيف " أبو ربيعة " وجعله " أبو زمعة " عند المسعودي ، فالتصحيف هنا أراه مستبعدا ؛ لكنني لا أنفي صحة وقوعه أبدا .
ولقد ذكرني الاسم ، أو اللقب " أبو زمعة " بعائلة في بلدتنا يلقبون بـ " دار أبو ازْمَعْ " ، وهم من أنسبائنا ، أما " الازمع " ، فهو مفرد " الأزامع " ، وهي ، عندنا ، سيقان الأغنام فيما دون الركبة ، بيضها وسمرها ، ولعلها " الكوارع " عند أهل الشام .
ولعل الذي جعل بهجة الحديثي امرأة ، وفقا لظني ، هو الخلط الناشيء عن طريقة كتابة الاسمين :  "بهجة" الذي يطلق في العادة على الأنثى ، و " بهجت " ، الذي يطلق على الذكر ، ولا أدري الصواب في كتابة ذلك . وإذا كان الأتراك العثمانيون يلفظون الهاء المتصلة بآخر الكلمة تاءً ساكنة ، فيكون " حكمتْ" هو "حكمة" ، و "عزتْ" هو "عزة " ، و " بهجتْ " هو " بهجة ". وتظل مشكلة معرفة الاسم " بهجة " هل هو اسم انثى ام اسم ذكر قائمة ؛ لأن الناس كثيرا ما سموا بناتهم باسم " بهجة " .
    بقي أن أرجو استاذي أن يغفر لي إن رأى في ما ارتأيته باطلا أو بعيدا عما يراه صوابا ، وأن يضرب به عرض الحائط  كما يقال ، غير مبال بصاحبه .
 
*ياسين الشيخ سليمان
20 - نوفمبر - 2008
رأي ابن داود الظاهري    كن أول من يقيّم
 
وكل الشكر لك أستاذنا وحبيبنا ومعلمنا ياسين الشيخ سليمان، ووالله صورتكم لم تفارق خيالي طوال عملي في إعداد هذا الموضوع، وأنا أول ما يهمني أن أقرأ رأيكم فيما أنشر، أكتب ذلك وأنا أتصور أيضا أستاذتي ضياء خانم وهي تقول: يا لك من بائس، وماذا يعني أن يكون جد أمية زمعة أو ربيعة، إذا كان ديوان أمية نفسه لا يزال يغطّ في سبات عميق ربما في دير الأوسكوريال، أو في خزائن استنبول العائمة. وأما (بهجة) فهكذا كتبها الحديثي على نشرة كتابه، وهو الصواب، قياسا على طلحة، وحمزة. أكرر شكري وامتناني، لك ولأستاذتي ضياء والتي أرغب لو تشارك في هذا الملف بإبداء رأيها في قصيدة (الديك والغراب) التي سأنشرها في التعليق التالي، كما أتمنى منكم أستاذتي أن تجتهدوا معي في إماطة اللثام عن حقيقة أمية بن أبي الصلت، فلو استطعنا أن نثبت أن قصيدة مدح ذي يزن لجده، وهذا ما أرجوه فهذا يعني أن أمية من جيل النبي (ص) وقد يكون توفي بعد وفاة النبي، لا كما يقال أنه توفي قبل النبي (ص) بعامين، ويفهم من كلام ابن داود الظاهري، في كتابه الزهرة، انه (أسلم وحسن إسلامه، ومدح النبي (ص) بقصيدة من روائع شعره، قال:
جلَّ الله عمَّا يقول الملحدون إن في شعر أمية طعناً على الدين من قِبل أنَّه مواطئ لبعض ما في القرآن، وموافق لكثير ممَّا في شريعة الإسلام. قالوا: فهذا يدلّ على أن القرآن منه أجدر. ومن معانيه استخرج الله عز وجل تعالى عن قولهم علواً كبيراً. ولو ساعدهم التوفيق على فهم ما اعتقدوه، بل لو صَدَفهم الحياء عن قبح ما انتحلوه، ولاستحيَوا عن ذكر ما ذكر أمية بن أبي الصلت، وإن كان جاهلياً فقد أدرك الإسلام، ومدح النبي - صلى الله عليه - وذلك موجود في شعره، ومفهوم عند أهل الخبرة به.
وكيف يتوهم لبيب أوْ يستخبر لبيب أن يهجر عليه عقله أو يحمل نفسه بدعوى ما يتهيأ تكذيبه فيه بأهون السعي من مخالفته، أم كيف يظن بالنبي - صلى الله عليه - أنَّه يأخذ المعاني من أمية وأمية يشهدُ بتصديقه، ويقرُّ بكتابه، ويعزل نفسه عن التأخر بالدخول في ملته، وذلك موجود فيما ذكرناه من شعره وما لم نذكره.
وسنذكر بعض ما مدح به أمية النبي - صلى الله عليه - في بابه إن شاء الله ولا قوَّة إلاَّ بالله.
الباب الثاني والخمسون
ما مدح به أمية النبي .... )
 ولا ندري ما تطالعنا به الأيام، وكما تعلمون فشعر أمية لم يسلم من نزغات الملاحدة قديما، وحديثا كما نرى في كتابات (لامانس) وهو الذي تولى تحرير (مادة الطائف) في دائرة المعارف، وكذا (هوار) الذي كنت أشفق عليه أكثر من لامانس وأنا أقرأ ملاحظاته على شعر أميه كما نقلها الحديثي عن (المجلة الآسيوية القسم 4 ص 125 عام (1904م) وقد عرض أيضا لآراء (كامنتسكي)  في كتابه (علاقة شعر أمية بالقرآن) رسالة دكتوراه، ول(شولتس) في بحث له عن قضة الانتحال في شعر أمية، وهو منشور ضمن البحوث المنشورة لتكريم نولدكه. طاب نهاركم ومتعنا الله بنشوراكم،  وإلى (الديك والغراب)
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
الديك والغراب    كن أول من يقيّم
 
لأمية بن أبي الصلت مجموعة قصائد لا تزال تفتقر للتنسيق والترتيب، يحكي فيها أخبار نوح (ع) مع الحيوانات، لما كانت تنطق نطق البشر (بأية قام ينطق كل شيء)
ومن هذه القصائد قصيدة لامية، ومنها رائية، ومنها بائية وهي الأشهر، ومنها (يائية) وهي الأحلى، ولاسيما حديثه فيها عن (الغراب والديك) ولا ندري من هو مخاطبه فيها، ولماذا اعتبر نفسه ديكا مخدوعا، مكذوبا عليه مغدورا به.
 ولا ندري أيضا حجم هذه القصائد التي تطرق فيها أمية لهذه القصة، فقد عثرت على بيت من البائية أثناء كتابتي لهذا التعليق، في كتاب (الصاهل والشاحج) وهو البيت الثاني (أقاما يشربان...) ولم أعثر عليه في مجموعة الحديثي، ولا في مستدرك (إسلام ماهر عمارة).
 قال أبو العلاء: (ولعلك سمعت ما يتحدث به الناس عن الزمان القديم من أن الديك والغراب كانا صديقين في الدهر الأول،وكانا يتنادمان. فشربا عند خمار أياماً فلما نفد شراب الخمار وأحس الغراب أنه يريد الثمن، أصبح يوماً والديك نائم، فقال للخمار: إني ماض فآتيك بحقك، وصاحبي هذا رهن عندك على مالك. وذهب فلم يعد. وذكر ذلك "أمية بن أبي الصلت الثقفي" قال:
بـآيةِ قام يَنطِقُ كلُّ iiشيءٍ وخان أَمانةَ الدِّيكِ iiالغُرابُ
أَقاما يشربانِ الخَمْرَ iiدَهْراً فخانَ العهدَ إِذ نَفِدَ الشرابُ
...إلخ)
قال الجاحظ: (وفي كثيرٍ من الروايات من أحاديث العرب، أن الديك كان نديماً
للغراب، وأنهما شربا الخمر عند خمّارٍ ولم يعطياه شيئاً وذهب الغرابُ ليأتيه بالثَّمنِ حين شرب، ورَهن الدّيك، فخاس به، فبقي محبوساً. ....)
وفي ذلك يقول أمية:
ولا غـرو إلا الـديـك مدمن خمرةٍ نـديـم  غـرابٍ لا يـمل iiالحوانيا
ومَـرهَـنُـه  عـند الغراب iiحبيبَه فـأوفـيـت مـرهوناً وخلفاً iiمسابيا
أدلَّ  عـلـيَّ الـديكُ أني كما iiترى فـأقـبـلْ  على شاني وهاك iiردائيا
أمـنـتـك لا تلبَث من الدَّهر ساعةً ولا  نـصـفـهـا حتى تئوب مآبيا
ولا تـدركـنك الشمسُ عند iiطلوعها فـأغـلـقَ  فـيهم أو يطول iiثوائيا
فـردّ  الـغـراب والـرداء iiيحوزه إلـى الـديـك وعـداً كاذباً iiوأمانيا
بـأيـة ذنـبٍ أو بـأيـة iiحُـجـةٍ أدعـك  فـلا تـدعـو عليّ ولا ليا
فـإنـي  نـذرت حَـجَّةً لن أعوقها فـلا  تـدعـونّـي مرة من iiورائيا
تـطـيـرتُ  منها والدعاء iiيعوقني وأزمـعـتُ  حَـجاً أن أطير iiأماميا
فـلا تـيـأسن إني مع الصُّبح باكرٌ أوافـي  غـداً نحو الحجيج iiالغواديا
لـحـبِّ امـرئٍ فاكهتُه قبل iiحَجَّتي وآثـرت عـمـداً شـأنه قبل iiشانيا
هـنـالـك ظن الديك إذ زال iiزولُهُ وطـال عـلـيـه الـليل ألا iiمفاديا
فـلـما أضاء الصُّبح طرَّب iiصرخةً ألا يـا غـرابُ هـل سمعت iiندائيا
عـلـى ودّه لـو كـان ثـم iiمجيبه وكـان  لـه نـدمـان صدقٍ مواتيا
وأمسى الغراب يضرب الأرض كلَّها عـتيقاً وأضحى الديك في القِدِّ iiعانيا
فـذلـك مـمـا أسـهب الخمر iiلبَّه ونـادم نـدمـانـاً من الطير iiعاديا
ويفسر الجاحظ هذه الأسطورة بقوله:
(فالغرابُ عند العرب مع هذا كلِّه، قد خدع الدّيك وتلعَّب به، ورَهَنه عند الخمّار وتخلّص من الغُرم، وأغلقه عند الخمّار، فصار له الغنم وعلى الديك الغرم، ثمّ تركه تركاً ضرب به المثل.
فإن كان معنى الخبر على ظاهر لفظه، فالديك هو المغبون والمخدوع والمسخور به، ثم كان المتلعّب به أنذلَ الطير وألأمَه.
وإن كان هذا القولُ منهم يجري مجرى الأمثال المضروبة، فلولا أن عُليا الدّيك في قلوبهم دون محلِّ الغراب - على لؤم الغراب ونذالته ومُوقه وقلّة معرفته - لما وضعوه في هذا الموضع الموضع.
فإن أردتم معرفة ذلك فانظروا في أشعارهم المعروفة، وأَخبارهم الصحيحة
ثم ابدءوا بقول أميّة بن أبي الصّلت؛ فقد كان داهيةً من دوهي ثَقيف، وثقيفٌ من دُهاةِ العرب، وقد بلغ من اقتداره في نفسه أنَّه كان قد همَّ بادِّعاء النُّبوة، وهو يعلم كيف الخصالُ التي يكون بها الرجل نبيّاً أو متنبيّاً إذا اجتمعت له. نعم وحتّى ترشَّح لذلك بطلب الرِّوايات، ودرس الكُتُب. وقد بان عندَ العرب علاّمةً، ومعروفاً بالجَولان في البلاد، راويةً.
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
غذوتك مولودا (رائعة أمية بن أبي الصلت)    كن أول من يقيّم
 
أجمل قصائد أمية على الإطلاق قصيدته (غذوتك مولودا) والمشهور أنه قالها في معاتبة ولد له، وقد نسبها إليه كل من أبي الفرج في (الأغاني) وابن حمدون في (التذكرة الحمدونية) والمرزوقي في (شرح الحماسة) والهجري في (التعليقات والنوادر) والصفدي في (الوافي) وابن عبد البر في (بهجة المجالس) وابن سعيد المغربي في (نشوة الطرب) ثم ارتأى الدكتور بهجة الحديثي أن يحكم على أمية بتجريده من هذه القصيدة. فجعلها في القسم المنسوب إلى أمية (ص 352 من كتابه) قال: والقصيدة عباسية في نفسها وهي لا تشبه شعر أمية، ولا أراها له. واعتمد في تضعيف نسبتها إلى أمية ما رود في كتاب (العققة والبررة) لأبي عبيدة، مع أن أبا عبيدة لم يفعل سوى أن روى قصيدة لأبي عمران يحيى بن سعيد الأعمى، مولى آل طلحة بن عبيد الله، وذكر انه قالها في ولده عيسى. وأورد (34) بيتا من القصيدة
 وكتاب (العققة والبررة) منشور في الوراق، ضمن كتاب (نوادر المخطوطات) نشرة المرحوم عبد السلام هارون.
وبكل الأسف والمرارة أقول: لم ينتبه الحديثي إلى أن أبا عمران صرح في قصيدته أنه يتمثل ويقتبس شعر غيره إذ قال:
فـقلت له يوماً لأسمعَ iiقوله ويعلمَ بالتعليم من كان أجهلُ
غذوتك مولوداً وعلتكَ iiيافعاً تـعلُّ بما أجنى إليك وتنهلُ
ولا يمنع أن يكون ابن قتيبة الدينوري قد وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الحديثي، إذ شذ فنسب الأبيات إلى أبي عمران، ورب ضار نافعة، فرواية أبي عبيدة لقصيدة أبي عمران تضمنت أهم نشرة لقصيدة أمية، فلذلك سوف أجتهد يجب إعادة النظر في قصيدة أمية وعدد ابياتها، بناء على ما ورد في قصيدة أبي عمران بعد قوله:
فـقلت له يوماً لأسمعَ iiقوله ويعلمَ بالتعليم من كان أجهلُ
وهي (17) بيتا، وأما القصيدة في نشرة الموسوعة فهي (14) بيتا، منها أبيات لم ترد في قصيدة أبي عمران.
وقد أورد الحديثي في القطعتين (82) و( 83) بيتين من نفس القصيدة، وهما:
ولكن من لا يلق امراً ينوبه         بعدته ينزل به وهو أعزلُ
وما صولة الحق الضئيل وخطره   إذا خطرت يوما قساور بزّل
نقل الأول عن الكتاب لسيبويه و(خزانة الأدب) للبغدادي والإنصاف، والثاني عن تاج العروس. !!
وبقي أن أنبه إلى أنه ليس في قصيدة أبي عمران، ما يدل أنه يخاطب بها ابنه، وإنما هو يخاطب بها صديقا له هجاه، وذلك ظاهر من مطلع القصيدة:
ومن خبرى أنَّي منيتُ بصاحبٍ         يلومُ وإن لم أجنِ ذنباً ويعذلُ
وقد انفرد أصحاب الحديث بذكر قصة القصيدة من غير تسمية أمية، ومنهم ابن ماجه، والطبراني في الأوسط، والطحاوي وبقي بن مخلد، والبزار، والبيهقي في (دلائل النبوة) وابن القطان.
وأختار هنا رواية البيهقي في (الدلائل) في باب (باب اختياره - صلى الله عليه وسلم - الشعر)، من حديث جابر - رضي الله عنه أنه جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله، يريد أبي أن يأخذ مالي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ائت بأبيك عندي)؛ فلما جاء
أبوه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يقول ابنك أنت تأخذ ماله)، قال: سله يا رسول الله، لا مصرف لماله إلا عماته وقراباته، أما أصرفه على نفسي وعيالي؟ فنزل جبريل - عليه السلام - وقال: (يا رسول الله، قال هذا الشيخ في نفسه شعرا ما وصل إلى أذنه)؛ فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هل قلت في نفسك شعرا؟) فاعترف الشيخ، وقال: لا يزال يزيدنا الله - تعالى - بك بصيرة ويقينا؛ وعرض سبعة أبيات نظمها في نفسه، وهي:
غـذوتك  مولودا وصُنتك iiيافعا تَـعـلُّ  بما أجني عليك وتنهلُ
إذا ليلة ضاقت بك السقم لم أبت لـسـقـمـك  إلا ساهرا iiأتمل
تخاف الردى نفسي عليك iiوإنها لـتـعلم  أن الموت حتم iiمُوكّلُ
كأني  أنا المطروق دونك iiبالذي طـرقت  به دوني فعيني iiتهمل
فـلما  بلغت السن والغاية iiالتي أتـتـك  مراما فيه كنت iiأؤمِّلُ
جـعلت جزائي غلظة iiوفظاظة كـأنـك  أنت المنعم iiالمتفضِّلُ
فـلـيتك إذ لم تَرْعَ حق iiأُبوَّتي فعلت  كما الجار المجاور iiيفعل
قال جابر: فبكى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ثم أخذ تلابيب ابنه وقال
له: (اذهب، فأنت ومالك لأبيك).
*زهير
20 - نوفمبر - 2008
 1  2  3