البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : علي وبنوه    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
18 - نوفمبر - 2008
قضيت هذا المساء في البحث عن تراجم (علي السجاد) وبنيه.
وعلي السجاد لقب أطلق أول مرة على (علي بن عبد الله بن العباس) كما قال المبرد، وهو جد خلفاء بني العباس، ووالد ملوك العرب الثمانية، (محمد وسليمان وداود وعبد الله وصالح وعيسى وعبد الصمد وإسماعيل) وسوف أخصص هذا الملف لترجمة علي ومشاهير بنيه، متمنيا من الأخوة الأكارم مشاركتي في إماطة اللثام عن تاريخ هذه الأسرة المجيدة، وأنبه هنا إلى أن ابن حزم قد خص استوعب أخبار علي وبنيه في فصل مستقل من كتابه (جمهرة النسب) وأنقل هنا مقدمة كلامه، قال:
ولد عبد الله بن العباس: العباس؛ ومحمد؛ والفضل؛ وعبد الرحمن، لا عقب لواحد منهم؛
وعلي، وهو أصغرهم، وفيه الجمهرة والعدد والبيت والخلافة؛ ولا عقب لعبد الله من غير
علي؛ مات علي سنة 117، ومولده سنة 40 من الهجرة؛ وأمه زهرة بنت مشرح الكندية،
وسليط، لأم ولد، نفاه عبد الله بن العباس، ثم استلحقه، واتهم أخوه علي بقتله، فجلده
الوليد بن عبد الملك لذلك مائة سوط. وادعى أبو مسلم أنه عبد الرحمن بن سليط هذا
ابن عبد الله بن العباس، ولا عقب لسليط.
فولد علي بن عبد الله بن العباس:
 محمد، وفيه البيت والعدد والخلافة، أمه العالية بنت عبيد الله بن العباس؛ مات محمد سنة 122،وكان بينه وبين أبيه علي أربع عشرة سنة؛
وسليمان، صاحب البصرة، وفي ولده أيضاً ثروة ورياسة؛
 وداود، صاحب الحجاز،
وعبد الله، صاحب الشام، أمه لبنى، أم ولد؛
وصالح، صاحب مصر "وكانت في ولده أيضاً ثروة ورياسة، ولي الشام ومصر ولده بها، بحلب ومنبج وسلمية"، شقيق سليمان؛
وعيسى، صاحب فارس، شقيق داود؛
وعبد الصمد، صاحب الجزيرة،
وإسماعيل شقيق عبد الصمد، صاحب الكوفة.
لكل هؤلاء عقب وأولاد، غير هؤلاء ليس لهم عقب>
وأختم هذه المقدمة بترجمة علي في (وفيات الأعيان) قال:
(( أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس به عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، وهو جد السفاح والمنصور الخليفتين؛ كان سيداً شريفاً بليغاً، وهو أصغر ولد أبيه، وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثره صلاة، وكان يدعى السجاد لذلك. وكان له خمسمائة أصل زيتون يصلي في كل يوم إلى كل أصل ركعتين، وكان يدعى " ذا الثفنات" هكذا قاله المبرد في " الكامل "، وقال أبو الفرج ابن الجوزي الحافظ: ذو الثفنات هو علي بن الحسين، يعني زين العابدين، وإنما قيل له ذلك لأنه كان يصلي في كل يوم ألف ركعة فصار في ركبتيه مثل ثفن البعير، ذكر ذلك في كتاب " الألقاب".
وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، افتقد عبد الله بن العباس، رضي الله عنه في وقت صلاة الظهر، فقال لأصحابه: ما بال أبي العباس لم يحضر الظهر? فقالوا: ولد له مولود، فلما صلى علي، رضي الله عنه قال أمضوا بنا إليه فأتاه فهناه فقال: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب ما سميته? فقال: أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه? فأمر به فأخرج إليه فأخذه فحنكه ودعا له ثم رده إليه وقال: خذ إليك أبا الأملاك، وقد سميته علياً وكنيته أبا الحسن، فلما قام معاوية خليفة قال لابن عباس: ليس لكم اسمه وكنيته وقد كنيته أبا محمد، فجرت عليه هكذا قاله المبرد في " الكامل ".
وقال الحافظ أبو نعيم في كتاب "حلية الأولياء": إنه لما قدم على عبد الملك بن مروان قال له: غير اسمك وكنيتك، فلا صبر لي على اسمك وكنيتك قال: أما الاسم فلا، وأما الكنية فأكتني بأبي محمد، فغير كنيته؛ انتهى كلام أبي نعيم.
قلت أنا: وإنما قال له عبد الملك هذه المقالة لبغضه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكره أن يسمع اسمه وكنيته.
وذكر الطبري في تاريخه إنه دخل على عبد الملك بن مروان فأكرمه وأجلسه على سريره وسأله عن كنيته فأخبره، فقال: لا يجتمع في عسكري هذا الاسم وهذه الكنية لأحد، وسأله: هل له من ولد? وكان قد ولد له يومئذ محمد بن علي، فأخبره بذلك فكناه أبا محمد.
وقال الواقدي: ولد أبو محمد المذكور في الليلة التي ولد فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه والله أعلم بالصواب.
وقال المبرد أيضاً: وضرب علي بالسياط مرتين كلتاهما ضربه الوليد بن عبد الملك: إحداهما في تزوجه لبابة ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكانت عند عبد الملك فعض تفاحة ثم رمى بها إليها، وكان أبخر فدعت بسكين فقال: ما تصنعين بها? فقالت: أميط عنها الأذى فطلقها فتزوجها علي بن عبد الله المذكور فضربه الوليد وقال: إنما تتزوج بأمهات الخلفاء لتضع منهم، لأن مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه، فقال علي بن عبد الله إنما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها محرماً. وأما ضربه إياه في المرة الثانية فقد حدث أبو عبد الله محمد بن شجاع في إسناد متصل يقول في أخره رأيت: علي بن عبد الله يوماً مضروباً بالسوط يدار به على بعير ووجهه مما يلي ذنب البعير، وصائح يصيح عليه: هذا علي بن عبد الله الكذاب فأتيته وقلت ما هذا الذي نسبوك فيه إلى الكذب? قال: بلغهم عني أني أقول: إن هذا الأمر سيكون في ولدي، ووالله ليكونن فيهم حتى تملكهم عبيدهم الصغار العيون، العراض الوجوه الذي كأن وجوههم المجان المطرقة.
قلت: ذكر ابن الكلبي في كتاب " النسب " أن الذي تولى ضرب علي بن عبد الله بن العباس، رضي الله عنهم، هو كلثوم بن عياض بن وحوح بن قشير بن الأعور بن قشير، كان والي الشرطة للوليد بن مروان، ثم أنه تولى إفريقية لهشام بن عبد الملك وقتل بها وقال غير بن الكلبي: كان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وروى أن علي بن عبد الله دخل على سليمان بن عبد الملك، وهو غلط، بل الصحيح أنه هشام بن عبد الملك معه ابنا الخليفتان وهما السفاح والمنصور ابنا محمد بن علي المذكور، فأوسع له على سريره وبره وسأله عن حاجته فقال: ثلاثون ألف درهم علي دين فأمر بقضائها ثم قال له: وتستوصي بابني هذين خيراً ففعل، فشكره وقال: وصلتك رحم. فلما ولى علي قال هشام لأصحابه: إن هذا الشيخ قد اختل وأسن وخلط فصار يقول: إن هذا الأمر سينتقل إلى ولده، فسمعه علي فقال: والله ليكونن ذلك وليملكن هذان.
وكان علي المذكور عظيم المحل عند أهل الحجاز، حتى قال هشام بن سليمان المخزومي: إن علي بن عبد الله كان إذا قدم مكة حاجاً أو معتمراً عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام وهجرت مواضع حلقها ولزمت مجلسه إعظاماً وإجلالاً وتبجيلاً له، فإن قعد قعدوا وإن نهض نهضوا وإن مشى مشوا جميعاً حوله، ولا يزالون كذلك حتى يخرج من الحرم.
وكان آدم جسيماً له لحية طويلة، وكان عظيم القدم جداً لا يوجد له نعل ولا خف حتى يستعمله وكان مفرطاً في الطول، إذا طاف كأنما الناس حوله مشاة وهو راكب من طوله، وكان مع هذا الطول يكون إلى منكب أبيه عبد الله وكان عبد الله إلى منكب أبيه العباس وكان العباس إلى منكب أبيه عبد المطلب. ونظرت عجوز إلى علي وهو يطوف وقد فرع الناس - فرع بالعين المهملة: أي علا عليهم - فقالت: من هذا الذي فرع الناس? فقيل: علي بن عبد الله بن العباس، فقالت: لا إله إلا الله، إن الناس ليرذلون، عهدي بالعباس يطوف بهذا البيت كأنه فسطاط أبيض. ذكر هذا كله المبرد في "الكامل "، وذكر أيضاً أن العباس كان عظيم الصوت وجاءتهم مرة غارة وقت الصباح فصاح بأعلى صوته: واصباحاه، فلم تسمعه حامل في الحي إلا وضعت.
وذكر أبو بكر الحازمي في كتاب " ما اتفق لفظه وافترق مسماه " في أول حرف الغين في باب عانة وغابة، وقال: كان العباس بن عبد المطلب يقف على سلع، وهو جبل عند المدينة، فينادي غلمانه وهم في الغابة فيسمعهم، وذلك من آخر الليل، وبين الغابة وسلع ثمانية أميال.
وكانت وفاة علي بن عبد الله سنة سبع عشرة ومائة بالشراة بالحميمة وهو ابن ثمانين سنة. وقال الواقدي: ولد في الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان قتل علي، رضي الله عنه، في ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان من سنة أربعين للهجرة، وقيل غير ذلك، وتوفي علي بن عبد الله سنة ثماني عشرة ومائة، وقال غير الواقدي: إن وفاته كانت في ذي القعدة، وقال خليفة بن خياط: مات في سنة أربع عشرة، وقال في موضع آخر: سنة ثماني عشرة، وقال غيره: سنة تسع عشرة، والله أعلم.
وكان يخضب بالسواد، وابنه محمد والد السفاح والمنصور يخضب بالحمرة، فيظن من لا يعرفهما أن محمداً علي وأن علياً محمد، رضي الله عنهما.
والشراة: بفتح الشين المعجمة والراء وبعد الألف هاء مثناة، صقع بالشام في طريق المدينة من دمشق بالقرب من الشوبك وهو من إقليم البلقاء وفي بعض نواحيه القرية المعروفة بالحميمة - بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الميم الثانية وبعدها هاء ساكنة - وهذه القرية كانت لعلي المذكور وأولاده في أيام بني أمية، وفيها ولد السفاح والمنصور وبها تربيا ومنها انتقلا إلى الكوفة، وبويع السفاح بالخلافة فيها كما هو مشهور - وسيأتي ذكر ولده محمد إن شاء الله تعالى))
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عبد الملك بن صالح    كن أول من يقيّم
 
ترجم الذهبي لعبد الملك في (تاريخ الإسلام) في وفيات سنة 196 قال:
عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. الأمير أبو عبد الرحمن الهاشمي العباسي. ولي المدينة والصوائف للرشيد. ثم ولي الشام والجزيرة للأمين. وحدث عن: أبيه، ومالك بن أنس. روى عنه: ابنه علي، والأصمعي، وفليح بن إسماعيل، وغيرهم حكايات. وقد كان الرشيد بلغه أن عبد الملك على نية الخروج عليه، فخاف منه وطلبه ثم حبسه. ثم لاح له بطلان ذلك، فأطلقه وأنعم عليه.وعن عبد الرحمن مؤدب أولاد عبد الملك بن صالح قال: قال عبد الملك: لا تطريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما يقبح، ودع: كيف أصبح الأمير ? وكيف أمسى ?. واجعل مكان التعريض لي صواب الاستماع مني .  .....  مات بالرقة سنة ستٍ وتسعين ومائة. قاله خليفة بن خياط
 وقال الذهبي في حوادث سنة (176)
وفيها فتحت مدينة دبسة، ولها قصة يطول شرحها. افتتحها الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح بن علي العباسي، ومعه مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري.
 وقال في حوادث سنة (181):
(وسار عبد الملك بن صالح بن علي حتى بلغ أنقرة من أرض الروم. وافتتح حصناً)
ومن نوادر اخبار عبد الملك بن صالح ما حكاه ابن خلكان في ترجمة يموت بن المزرع قال: فمن أخباره أنه قال، أخبرني أبو الفضل الرياشي قال، سمعت الأصمعي يقول: كان سخط  ارون الرشيد على عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، في سنة ثمان وثمانين ومائة، ولقد كنت عند الرشيد وقد أتي بعبد الملك يرفل في قيوده، فلما نظر الرشيد إليه قال له: هيه يا عبد الملك، كأني والله أنظر إلى شؤبوبها قد همع، وإلى عارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد أقلع عن براجم بلا معاصم، ورؤوس بلا غلاصم، مهلا مهلا بني هاشم، فبي والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء أزمتها، فخذوا حذاركم مني قبل حلول داهية خبوطٍ باليد والرجل، فقال له عبد الملك: أفذاً أتكلم أم توأما، فقال: بل توأما، فقال: اتق الله يا أمير المؤمنين فيما ولاك، وراقبه في رعاياك التي استرعاك، فقد سهلت والله لك الوعور، وجمعت على خوفك ورجائك الصدور، وكنت كما قال أخو بني جعفر بن كلاب:
ومقامٍ ضـيقٍ فـرجـتـه
 
بلـسـانٍ وبـيانٍ وجـدل
لو يقوم الفـيل أو فـيّالـه
 
زلّ عن مثل مقامي وزحل
 
قال: فأراد يحيى بن خالد البرمكي أن يضع من مقدار عبد الملك عند الرشيد، فقال له: يا عبد الملك بلغني أنك حقود، فقال له: أصلح الله الوزير، إن يكن الحقد هو بقاء الخير والشر عندي فإنهما لباقيان في قلبي.
قال الأصمعي: فالتفت الرشيد إليّ وقال: يا أصمعي حررها، فوالله ما احتج أحد للحقد بمثل ما احتج به عبد الملك، ثم أمر به فرد إلى محبسه.
قال الأصمعي: ثم التفت الرشيد إلي وقال: يا أصمعي والله لقد نظرت إلى موضع السيف من عنقه مراراً، ويمنعني من ذلك إبقائي على قومي في مثله.
قلت: وعبد الله بن صالح قد ذكرته في ترجمة أبي عبادة الوليد البحتري الشاعر المشهور ونبهت على تاريخ وفاته.
 
وقال ابن خلكان في ترجمة البحتري:
وذكر المسعودي في " مروج الذهب " أن هارون الرشيد اجتاز ببلاد منبج ومعه عبد الملك بن صالح وكان أفصح ولد العباس في عصره، فنظر إلى قصر مشيد وبستان معتمر بالأشجار كثير الثمار، فقال: لمن هذا? فقال: هو لك ولي بك يا أمير المؤمنين، وقال: كيف بناء هذا القصر? قال: دون منازل أهلي، وفوق منازل الناس. قال: فكيف مدينتك? قال: عذبة الماء باردة الهواء، صلبة الموطأ قليلة الأدواء، قال: فكيف ليلها? قال: سحر كله، انتهى كلام المسعودي.
وعبد الملك المذكور هو أبو عبد الرحمن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه. وكانت منبج إقطاعاً له وكان مقيماً بها. وتوفي سنة تسع وتسعين ومائة بالرقة، رحمه الله تعالى. وله بلاغة وفصاحة أضربت عن ذكرها خوف الإطالة.
وذكر ياقوت الحموي في كتابه " المشترك ": باب السقيا خمسة مواضع، ثم قال في آخر هذا الباب: والخامس قرية على باب منبج ذات بساتين، وهي وقف على ولد البحتري الشاعر، وقد ذكرها أبو فراس بن حمدان في شعره) انتهى كلام ابن خلكان
 وقال الطبري في حوادث سنة (196)
ذكر خبر ولاية عبد الملك بن صالح على الشام:
 وفي هذه السنة ولى محمد (الأمين) بن هارون (الرشيد) عبد الملك بن صالح بن علي على الشأم وأمره بالخروج إليها، وفرض له من رجالها جنوداً يقاتل بها طاهراً وهرثمة.
ذكر الخبر عن سبب توليته ذلك: ذكر داود بن سليمان أن طاهراً لما قوي واستعلى أمره، وهزم من هزم من قواد محمد وجيوشه، دخل عبد الملك بن صالح على محمد - وكان عبد الملك محبوساً في حبس الرشيد؛ فلما توفي الرشيد، وأفضى الأمر إلى محمد أمر بتخلية سبيله؛ وذلك في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين ومائة، فكان عبد الملك يشكر ذلك لمحمد، ويوجب به على نفسه طاعته ونصيحته - فقال: يا أمير المؤمنين؛ إني أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك، وقد بذلت سماحتك؛ فإن أتممت على أمرك أفسدتهم وأبطرتهم، وإن كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتهم وأغضبتهم؛ وليس تملك الجنود بالإمساك، ولا يبقى ثبوت الأموال على الإنفاق والسرف؛ ومع هذا فإن جندك قد رعبتهم الهزائم، ونهكتهم وأضعفتم الحرب والوقائع؛ وامتلأت قلوبهم هيبة لعدوهم، ونكولاً عن لقائهم ومناهضتهم؛ فإن سيرنهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم، وهزم بقوة نيته ضعف نصائحهم ونياتهم، وأهل الشأم قوم قد ضرستهم الحروب، وأدبتهم الشدائد، وجلهم منقاد إلي، مسارع إلى طاعتي، فإن وجهني أمير المؤمنين اتخذت له منهم جنداً تعظم نكايتهم في عدوه، ويؤيد الله بهم أولياءه وأهل طاعته. فقال محمد: فإني موليك أمرهم، ومقويك بما سألت من مال وعدة، فعجل الشخوص إلى ما هنالك؛ فاعمل عملاً يظهر أثره، ويحمد بركته برأيك ونظرك فيه إن شاء الله. فولاه الشام والجزيرة، واستحثه بالخروج استحثاثاً شديداً، ووجه معه كنفاً من الجند والأبناء.
وفي هذه السنة سار عبد الملك بن صالح إلى الشأم، فلما بلغ الرقة أقام بها، وأنفذ رسله وكتبه إلى رؤساء أجناد أهل الشأم بجمع الرجال بها، وإمداد محمد بهم لحرب طاهر).
وفي التذكرة الحمدونية (نشرة الوراق: ص 844):
وكانت أم عبد الملك بن صالح جاريةً لمروان بن محمد، فلما قتله صالح بمصر، اتخذ أم عبد الملك لنفسه. فلما سعى قمامة كاتب عبد الملك به إلى الرشيد واعتزم على حبسه كلمه وأغلظ له، فقال الرشيد: ما أنت منا؛ فقال: والله ما أبالي لأي الفحلين كنت، لصالح بن عليٍّ أو لمروان بن محمد.
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
إسماعيل بن صالح     كن أول من يقيّم
 
ترجم ابن العديم ترجمة مطولة لإسماعيل ، نقتبس منها قوله:
إسماعيل بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي: حدث عن أبيه صالح بن علي، روى عنه طاهر بن إسماعيل، وسليمان بن سعيد والوليد بن مسلم، وكان شاعراً مجيداً بليغاً، متقدماً في ضرب العود والغناء، وغنى الرشيد فولاه مصر سنة اثنتين وثمانين ومائة (1) ثم عزله ووله جند قنسرين والعواصم، وولد ببطاس قصر أبيه خارج مدينة حلب، وكان أكثر مقامه بحلب وبها مات.
وقال ابن عفير: ما رأيت أحداً على هذه الأعواد أخطب من إسماعيل بن صالح ابن علي.
وقرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي الحلبي: كان إسماعيل ابن صالح أصغر ولد أبيه، أفضت إليه وصيته وأوقافه، وذلك أنها كانت في ولد صالح بن عليّ الكبر فالأكبر والباقي بعد الماضي حتى انتهت إليه وهو آخر من بقي منهم،، فكانت في يده وأيدي ولده من بعده على السن والقعدد، وولد ببطياس ومات بحلب، وكان جليلا متقدما جامعا لكل سؤدد، بارعا في العلم والأدب والفلسفة والنجوم، وكان الرشيد يقدمه ويفضله ويستكفيه، ولاه مصر فأقام عاملاً عليها سنين ثم عزلهم عنها وولاه جند قنسرين والعواصم، ثم ولاه دمشق وأعمالها، وأقطعه ما كان له في سوق مدينة حلب، وهي الحوانيت التي بين باب أنطاكية إلى العروفة بالدلبة، وقدرها قدر جليل جسيم..)
وروى ابن العديم بسنده عن محمد بن إسماعيل بن صبيح قال:
قال الرشيد للفضل بن يحيى، وهو بالرقة،: قد قدم إسماعيل بن صالح بن عليّ وهو صديقك، وأريد أن أراه، فقال له: إن أخاه عبد الملك في حبسك وقد نهاه أن يجئك، قال الرشيد: فإني أتعلل حتى يجيئني عائداً فتعلل، فقال الفضل لإسماعيل: ألا تعود أمير المؤمنين? قال: بلى، فجاءه عائداً، فأجلسه ثم دعا بالغذاء فأكل وأكل إسماعيل بين يديه فقال له الرشيد: كأني قد نشطت برؤيتك إلى شرب قدح، فشرب وسقاه، ثم أمر بإخراج جوار يغنين وضربت ستارة، وأمر بسقيه، فلما شرب أخذ الرشيد العود من يد جارية ووضعه في حجر إسماعيل وجعل في عنق العود سبحة فيها عشر درات اشتراها بثلاثين ألف دينار وقال: غنني يا اسماعيل وكفر عن يمينك بثمن هذه السبحة فاندفع فغنى بشعر الوليد بن يزيد في عالية أخت عمر بن عبد العزيز، وكانت تحته وهي التي ينسب إليها سوق عالية بدمشق.
فأقسم ما أدنـيت كـفـي لـريبةٍ ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجـلـي
ولا قادني سمعي ولا بصري لهـا ولا دلني رأي عليها ولا عقـلـي
وأعلم أني لم تصبنـي مـصـيبةٌ من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
 فسمع الرشيد أحسن غناء من احسن صوت، قال: الرمح يا غلام، فجىء بالرمح فعقد له لواء على إمارة مصر.
قال إسماعيل: فوليتها ست سنين أو سعتهم عدلاً، وانصرفت بخمسمائة ألف دينار.
قال: وبلغت عبد الملك أخاه ولايته فقال: غنى والله الخبيث لهم، ليس هو لصالح بابن.
وفي غير هذه الرواية قال: وقد كان أخوه عبد الملك وجه إليه "إنما يريدونك لأمر، وإن فعلت فما أنت أخي ولا ترث صالحاً.
أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو منصور العبكري عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بنابي مسلم المقرىء قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي - إجازة - قال: حدثني عليّ بن سراج المصري قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: كان إسماعيل بن صالح يألف قينة بحلب، وكانت في نهاية حسن الوجه والغناء فاشتراها الرشيد فقال إسماعيل:
يا من رماني الدهر من فقده بفرقةٍ قد شتتت شـمـلـي
ذكرت أيام اجتماع الـهـوى وقرةَ الأعـين بـالـوصـل
ونحن في صحبة دهرٍ لـنـا نطالب الأزمان بـالـذحـل
فكدت أقضي من قضاء النوى علي بعد الـعـز بـالـذل
وليس ذكري لك عن خاطـرٍ بل هو موصولٌ بلا فضـل
قال الصولي: ومن شعره فيها :
فديت من يهجرني كـارهـاً بلا اختيار منه لـلـهـجـر
ومن دهاني الدهر في فقـده من ذا الذي يعدى على الدهر
ومن تجرعـت لـه لـوعةً أحر في القلب من الجمـر
لا أستطيع الدهر ذكـراً لـه إلا بجاري الدمع والفـكـر
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو عليّ الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا بن أبي سعيد قال: حدثني عمر بن محمد بن حمزة الكوفي قال: حدثني سليمان بن سعيد قال: حدثني إسماعيل بن صالح بن عليّ بن عبد الله - وكان انقطاعه إلى الرشيد - قال: دخلت على الرشيد- وقد عهد إلى محمد والمأمون - فيمن يهنيه من ولد صالح بن علي، فأنشأت أقول:
يا أيها الـمـلـك الـذي لو كان نجماً كان سعـدا
اعقد لـقـاسـم بـيعـهً واقدح له في الملك زندا
الـلـه فـردٌ واحـــدٌ فاجعل ولاة العهد فردا
قال: فاستضحك هرون، وبعثت إلي أم جعفر "كيف تحبنا وأنت شآم"? وبعثت إلي أم المأمون "كيف تحبنا وأنت أخو عبد الملك بن صالح"?! وبعثت إلى أم القاسم بعشرة آلاف درهم فاشتريت بها ضيعتي بأرتاح.
قلت: أرتاح قرية كبيرة عامرة من عمل حلب بالقرب من حارم، وكان لها حصن مذكور، وحولها ضياع تضاف إليها، وإليها ينسب الأرتاحي)
انظر بقية اخبار إسماعيل في (بغية الطلب: نشرة الوراق: ص 602)
________________________
(1) يبدو أن ابن تغري بردي اخطأ إذ جعل أحمد بن إسماعيل بن صالح، (أحمد بن إسماعيل بن علي)انظر ما نقلناه آنفا في ترجمة (إسماعيل بن علي) من حديث ابن تغري  عن ولاية ابنه أحمد بن إسماعيل على مصر سنة 188 (ص 183) من نشرة الوراق لكتابه النجوم الزاهرة... قال: واستمر أحمد هذا على إمرة مصر إلى أن صرف عنها بعبد الله بن محمد العباسي في يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من شعبان سنة تسع وثمانين ومائة ؛ فكانت ولايته على إمرة مصر سنتين وشهراً ونصف شهر
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
كتاب أنساب بني صالح بن علي    كن أول من يقيّم
 
نقل ابن العديم مجموعة تراجم عن كتاب سماه (أنساب بني صالح بن علي) للقاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي الحلبي، فمن ذلك ترجمة الحسين بن محمد أبي عبد الله الهاشمي، قال:
(الحسين بن محمد بن صالح بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الله الهاشمي الصالحي.
قرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن الهاشمي في كتاب وقع إليّ في أنساب بني صالح بن علي قال في ذكر الحسين بن محمد بن صالح: وكان أجل أخوته وأعلاهم قدراً، وقد كان المعروف بأحمد المولدّ وهو محاصر لاهل حلب في فتنة المستعين جعله سفيراً بينه وبينهم، وداخلاً بالصلح، فلم يجبه أهل حلب إلى ما أورد فلما بايعوا بعد ذلك للمعتز، وانقضى أمر المستعين، ولاه أحمد جند قنسرين، فأقام مدة يسيرة ثم انصرف الى سلمية. قلت: وكان جده عبد الله بن صالح بن علي قد نزل سلمية، واتخذ فيها الضياع، وأقام فيها، وخط منازله، وبقي أولاده بها بعده إلى حدود الأربعمائة).
 
ومن ذلك ترجمة داود بن صالح قال:
(داوود بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي له ذكرٌ، وأمه أم ولد، يقال لها جوهر، ولا عقب له الآن من بني صالح بن علي. وكان من أكابر ولد صالح بالرصافة، ومات بحلب.
نقلت ذلك من خط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي قاضي حلب في نسب بني صالح بن علي بن عبد الله بن العباس.

ومن ذلك ترجمة أحمد بن عبد الملك، قال:

(أحمد بن عبد الملك بن صالح بن علي: كان بمنبج مع أبيه، وله ذكر في بني صالح.
قرأت في كتاب نسب بني صالح بن علي بخط القاضي أبي طاهر الحلبي الهاشمي قال: وكان أحمد بن عبد الملك عالماً بالطب والفلسفة، قد قرأ الكتب وطلبها، ولقي أهل المعرفة بهذا الفن وأخذ عنهم فكان يعد العلاجات والأدوية والأشربة التي لا توجد عند أحد إلا عنده ويعطيها في السبيل

*زهير
18 - نوفمبر - 2008
إسحق بن إبراهيم بن صالح (والي دمشق)    كن أول من يقيّم
 
قال ابن العديم في (بغية الطلب):
إسحق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: من بني صالح الساكنين بحلب والناشئين بها وبنواحيها، وقد تقدم ذكر أبيه ابراهيم، وولي إسحق هذا دمشق نيابة عن أبيه، وكان من أعيان بني صالح وفصحائهم.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري، وقد ذكرنا أن ولد ابراهيم بعده انتقلوا إلى حلب.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي لفظاً بدمشق قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بالحجاز قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بمكة قال: حدثنا محمد بن هرون قال: حدثنا عباس بن جنزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت إسحق بن ابراهيم بدمشق يقول على منبر دمشق: من آثر الله آثره الله، فرحم الله عبدا استعان بنعمته على طاعته، ولم يستعن بنعمته على معصيته، فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلا وهو يزداد صنفا من النعيم لم يكن يعرفه، ولا يأتي على صاحب النار ساعة إلا وهو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: إسحق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي الصالحي، ولي دمشق نيابة عن أبيه ابراهيم في خلافة الرشيد، وفي ولايته وقعت عصبية أبي الهيذام حتى تفانى فيها جماعة من الناس وتفاقم أمرها، حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.
قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني محمود بن محمد بن الفضل الرافقي قال: حدثنا حبش بن موسى الضبي قال: حدثنا علي بن أحمد المدائني قال: ولما خرج ابراهيم بن صالح من دمشق مع الوفد الذين قدم بهم على أمير المؤمنين الرشيد استخلف ابنه إسحق على دمشق، وضم إليه رجلا من كندة يقال له الهيثم بن عوف فغضب الناس، وحبس رؤساء من قيس وأخذ أربعين رجلا من محارب فضربهم وحلق رؤوسهم ولحاهم، ضرب كل رجل ثلاثمائة فنفر الناس بدمشق وتداعوا إلى العصبية ونشبت الحرب، ورجعوا إلى ما كانوا عليه من القتل والنهب، فلم يزالوا على ذلك أشهراً، ثم خرج إلى حمص.
قلت: وكانت العصبية بالشام بين النزارية واليمانية، ورأس النزارية في ذلك الوقت أبو الهيذام سنة ست وسبعين ومائة، فأقاموا على ذلك مدة طويلة، ثم ضعف أمر أبي الهيذام وتوارى في منزله)
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
الفضل بن صالح وآثاره في دمشق    كن أول من يقيّم
 
ترجم الصفدي ترجم موجزة للفضل في الوافي (نشرة الوراق: ص 3176) قال فيها:
الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، نائب دمشق ووالي الديار المصرية للمهدي: مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة ووفاته سنة اثنتين وسبعين ومائة، وهو الذي عمل أبواب جامع دمشق والقبة التي في الصحن، وتعرف بقبة المال، وهو ابن عم المنصور.
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
الفضل بن إسماعيل بن صالح     كن أول من يقيّم
 
قال المرزباني في معجم الشعراء
الفضل بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي من أهل قنسرين يقول:
أشكو إلى الله ما أصبت بـه
 
من ألم في مفاصل القـدم
كأنني لم أطأ بـهـا كـبـداً
 
من حاسد سر قلبه ألـمـي
فالحمد للـه لا شـريك لـه
 
لحميَ للأرض بعدها ودمي
مامن صحيح إلا ستقلبه ال
 
أيام من صحة إلى سـقـم
وله في شاعر مدحه فوصله وكتب إليه:
أجنيتنا زهراً بات الضمـير لـه
 
حتى الصباح سحاباً ماؤه يكـف
أعطيت ما ليس يبلى الدهر جدته
 
وحزت ما حازه عن كفك التلف
وانظر (الخزل والدأل) لياقوت و(الديارات) للأصبهاني مادة (دير بولس) ونص ما في الديارات:
دير بولس بالرملة قال أبو الفرج: هو بناحية الرّملة.
أخبرني الحلبي قال: حدثني أبي قال: نزلت مع الفضل بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، دير بولس، ونحن خارجان إلى جهة الرّملة، فرأى فيه جارية حسنة، بنتاً لقسٍّ هناك، فخدمته ثلاثة أيام، وسقته شراباً عتيقاً، فلما أراد الإنصراف أعطاها عشرة دنانير، وقال في طريقه:
عليك سلام الله يا دير من فتى بمهجته شوقٌ إلـيكَ طـويلُ
ولا زال من تَوءِ السِّماكين وابلٌ عليك يُروَّى من ثَراكَ هطولُ
يَعلُّك منها بُرهةً بعـد بُـرهةٍ سَحابٌ بإحياء الرياض كفيلُ
إذا جاد أرضاً دَمعُه بانَ مَنظرٌ به لعيونن الناظرينن جمـيلُ
ألا ربَّ ليلٍ حالكٍ قد صَدَعتُـه وليس معي غيرَ الحُسام خليلُ
ومشمولةٍ أوقدتُ فيها لصُحبتي مصابيحَ ما يخبو لهنّ فتـيلُ
تُعللِّني بالراح هـيفـاءُ غـادةٌ يخال عليها للقلـوب وَكـيلُ
تجول المنايا بينهـنّ إذا غَـدَتْ لواحظها بين القلوب تجـولُ
أيا بنتَ قَسِّ الديرِ قلبي مُـولّةٌ عليك وجسمي مذ بَعُدتِ عليلُ
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
محمد بن عبد الملك بن صالح    كن أول من يقيّم
 
 ترجم المرزباني في (معجم الشعراء) لمحمد بن عبد الملك بن صالح، فقال:
أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب شاعر مشهور أديب. كان ينزل قنسرين من أرض الشام وله مع المأمون خبر وبقي إلى أيام المتوكل وجرت بينه وبين أبي تمام الطائي والبحتري مخاطبات.....) ثم اورد طائفة من شعره، منها  في وصف قلم:
وأبيض طاوي الكشح أخرس ناطق
 
له دملان في بطون المـهـارى
إذا استمطرته الكف جادَ سحـابـهُ
 
بلا صوت إرعادٍ ولا ضوء بارق
كأن اللآلي والزبرجد نـظـمـه
 
ونور الأقاحي في بطون الحدائق
كأنَ عليه من دجى الـلـيل حـلةً
 
إذا ما استهلتْ مزنة بالصواعـق
إذ ما امتطى غر القوافي رأيتهـا
 
مجللةً تمضي أمام الـسـوابـق
*زهير
18 - نوفمبر - 2008
 1  2