البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : لو كان قلبي معي    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
22 - أكتوبر - 2008
سألتني أستاذة لها اشتغال بالأدب والتاريخ عن قائل البيتين المنسوبين إلى عنترة العبسي في كتاب (المرقصات والمطربات) المنشور على الوراق، وقد غنتهما فيروز:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا  رضيت سواكم في الهوى iiبدلا
لـكـنـه راغـب فـيـمن iiيعذبه ولـيـس يـسمع لا لوما ولا iiعذلا
ولم أجد للبيتين ذكرا في كل كتب الأدب المنشورة في الموسوعة والوراق، غير (المرقصات والمطربات) لابن سعيد.
والبيتان أشبه ما يكون بشعر ابن زريق البغدادي المتوفى  حوالي (420هـ) فإن لم يكونا من شعره، فمن شعر طبقته.
والظاهر أن البيتين سارا واشتهرا في ذلك العصر على ألسنة الناس، ولم يعرف لهما قائل، ونهل الشعراء من معينهما العذب صورا لا حصر لها، 
فمن ذلك قول الشريف الرضي (ت 406هـ)
لَو كانَ لي بدل ما اخترتُ غيركُم فـكيفَ  ذاكَ وما لي غيركُم iiبدل
وكـم تـعرض لي الأَقوام iiقبلكم يـستأذنونٌ على قَلبي فَما وصَلوا
وقول ابن نباتة السعدي (ت 405)
لو كان قلبي معي سلوتُ به لـكـنه  عند أَجورِ iiالملكَهْ
وقول ابن سنان الخفاجي (ت 466هـ)
لَو أَنَّ قَلبي مَعي سَلَوتُ بِهِ أَو  كُنتُ أَنفِيهِ عَن iiتَرائِبِهِ
لَـكِـنَّهُ بانَ عَن يَدَيَّ iiفَما أَحكُمُ  فيهِ مِن بَعدِ iiصاحِبِهِ
وقول ابن سهل الإسرائيلي (ت 646هـ)
حَسِبتُ يَومَ الوَداعِ أَنَّ مَعي قَـلـبي وَلَم أَدرِ أَنَّهُ iiسُرِقا
إِنَّ  فُـؤادي فَراشُ iiشَوقِكُمُ صادَفَ نارَ الغَرامِ iiفَاِحتَرَقا
 وقول ابن عنين (ت 630هـ)
كَيفَ السَبيلُ إِلى السُلُوِّ وَلَم تُعد عَقلي  عَلَيَّ وَلَم تَدَع قَلبي مَعي
وفتيان الشاغوري (ت615هـ)
لا  تَحسَبَن قَلبِيَ iiمُذ فارَقتُ أَحبابي مَعي
وغير ذلك كثير سيما في شعر المتأخرين. وتسأل الأستاذة أيضا، من المخاطب بالبيتين؟ وهل يصح أن يقول المحب لمحبوبه: (لو كان قلبي معي ما اخترت غيركمُ) عرضت هذا السؤال على أصدقائي الأدباء فأجابوا بأجوبة مختلفة، منها  أن المخاطب بالبيتين ممدوح الشاعر وليس محبوبه، ومنها أن الشاعر يخاطب محبوبه فيقول له: لو كان قلبي الذي استلبته مني معي ما اخترت غيركم.. إلخ...أتمنى أن نسمع من سراة الوراق رأيهم في هذا، ودمتم طيبين
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لو كان عقلي معي    كن أول من يقيّم
 
   تحيات طيبات  كالورود عاطرات إلى جميع الأساتذة المشاركين ، وأشكر أستاذتي الجليلة ضياء خانم على كلماتها الطيبات ،
وإن مشاركة أخينا الأستاذ محمد هشام صاحب الذوق الرفيع زادت جمال المشاركات السابقة جمالا ، وأضفت عليها من البهاء ظلالا ؛ فشكرا له . وما دام يذكر الصراع بين العقل والعاطفة ، ويضرب على ذلك  مثلا من شعر الشاعر كامل الشناوي ، فإني أتفق وإياه على وجود الصراع بطبيعة الحال ، ولكن هذا الصراع غير مطرد الحدوث دائما . ففي بعض الحالات العاطفية لا يرد ذكر العقل المجرد ، وكأنه لا وجود له . وأتذكر هنا ، معنى ما جاء في الأثر من أن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف . فالعبارة جاءت هنا بلفظ الأرواح ، ولا أظن أن العقل الذي نعنيه ذو علاقة . ولذا ، فإن الفاظا مثل : سحرني ، أذهب لبي ، خلبني ، حرمني النوم...كلها تبعد عن العقل بعد المشرقين .
   وحال مطالعتي تعليق الأستاذ هشام تذكرت شعرا غنائيا عرفته أول ما عرفته في الستينيات ، وربما كان الشاعر هو الشناوي المذكور، والذي نظم على لسان فتاة قصة حبها العائر تحت عنوان : ( ساكن قصادي) . فالقصة لم يكن فيها ذكر للعقل أبدا ، وكأن الفتاة كانت مجبورة مسيرة لا خيار لها ولا اختيار . وأتذكر أن الفتاة لما تبين لها ان فتى أحلامها ( لم يكن ذاك الفتى يعلم أنها تحبه ) قد صار ملكا لأخرى ، إذ أنها حضرت حفل عرسه ، لم تفطن لعقلها ليشير عليها بماذا تفعل ، بل إنها خرجت في نهاية الحفل تائهة لا تدري ماذا تفعل ولا اين تذهب ، وقالت (أنقل كلامها من بحثي في الشبكة لأنني لم أعد اذكره جيدا) : ِ
"وتهت وسط الزحام مَ حد حاسس بي ،عايزه اجري أجري وارجع أتوه والناس يقولوا: حاسبي! ناس في طريق النور ما بين فرح وشموع ، وانا في طريق مهجور ومنوراه الدموع ، ولقيتني فايته من جنب بابه لا هو داري بقلبي ولا باللي نابه ،يَ ويلي يَ ويلي من طول غيابه! ويَ ويل أيامي من جرح عذابه! ،عذاب الجرح اللي فتوه لي وسابه ساكن في قلبي..." . ونقول نحن العقلاء : لو كانت تلك الفتاة عاقلة ، لما قالت ما قالت. ولا نقصد بقولنا ان الفتاة كانت مجنونة معتوهة ، إنما إنها لم تفطن لعقلها أصلا بسبب تأثير قلبها عليها .
 
   وعلى هذا ، وفيما يخص البيتين موضوع البحث ، فلو قال الشاعر : ( لو كان عقلي معي) بدلا من ( لو كان قلبي معي ) ، لأراحنا من همه : هم قلبه أو هم عقله ، ولانتهى الأمر .
 
*ياسين الشيخ سليمان
28 - أكتوبر - 2008
قاعدة أم استثناء    كن أول من يقيّم
 
الأستاذ الكريم ياسين مساء الخير , ومساء الحب النابع من القلب والعقل ,,,
... نفس الأغنية التي كتبتَ عنها كانت في بالي وأنا أكتب تعليقي الأخير , وهذا من توارد الخواطر بيننا , هذه الأغنية التي أحبها كثيراً , فهي نابعة من قلب كاتبها الشاعر عبد الوهاب محمد , وقد كانت الكلمات تعبر عن تجربة حقيقية للشاعر , فهي قصته مع حبيبته الأولى : إبنة الجيران , وحين أراد تلحينها الموسيقار محمد عبد الوهاب غيّر الشاعر الكلمات لتتناسب مع غناء المطربة ( السورية ) نجاة الصغيرة , وقد أبدع الموسيقار محمد عبد الوهاب في اللحن الذي وضعه لهذه الكلمات , فأضاف للأغنية لحن الأغنية الشعبية المشهورة ( اتمختري ياحلوة يا زينه .. ) , وأضاف داخل هذا اللحن الذي دخل لحن الأغنية جملة موسيقية تُعد أشهر جملة لحنية في العالم وهي ضربة القدر من سيمفونية الموسيقار بيتهوفن , وهنا انظر أستاذي للتداخل بالمشاعر , لحن اتمختري ياحلوة يُعبر عن فرح الفتاة وهي ذاهبة للفرح , أما ضربة القدر فتُعبر عن الواقع الذي ستصطدم فيه الفتاة فالواقع أن العريس هو الحبيب نفسه ,,,
  ...   وأروع مافي كلمات الأغنية هي تصوير لحظة رفع ( الطرحة ) عن وجه العروس : (( رحت الفرح بالليل ورسمت بعنيه الفرحة  ساعة ما كان بيشيل بإيديه وبعينيه (!) الطرحة )) ....
 ...   وأما الصراع بين القلب والعقل , فربما نختلف فيه , فهو برأيي القاعدة , والإستثناء هو اتفاقهما .   
*محمد هشام
28 - أكتوبر - 2008
خواطر(قصاد) بعضها    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية وشكرا أستاذي الكريم محمد هشام ، فقد بدأت تعيدنا إلى ملف جميل كان لك فضل إنشائه ، تحاورْنا فيه حول الأغاني ومعانيها والألحان ومبانيها ، وأرجو أن تعذر نسياني اسم الملف الآن ، كما انني اذكر أننا كنا شريكين في الرأي في ملف الأستاذ النويهي حول كتاب طه حسين، هذا غير توارد الخواطر المشتركة التي ذكرتها ، والتي يبدو انها تسكن (قصاد ) بعضها بعضا .
 فيما يخص عبد الوهاب فكان كما تفضلت . فقد عرف عنه قدرته على مناسبة اللحن للعبارة ، فيصعب أن نجد لديه جملة موسيقية تاتي على سبيل الحشو إلا القليل الذي يمكن ان كان متعمدا ، وان الموسيقى عنده تعبير  أكثر مما هي تطريب وترقيص . والأغنية المذكورة زدتنا بها علما ، وأعدت لنا ما كنا فقدناه بشأنها بسبب النسيان على مر السنين . فعلا هي مغناة مؤثرة همنا بها شبابا ، وما زال في بالنا منها ذكر لم يمحه تقدمنا في الكهولة أو حتى تجاوزها إلى سن الشيخوخة ، وما ذكرني بها إلا البحث في العاطفة والعقل والعلاقة بينهما .
إنني شخصيا ، لما عرفت الأغنية ، لا أذكر اني فطنت للوم ألقيه على الفتاة ، ولا ذممت منها بعدها عن العقلانية ، وإن كان تصرفها استثناء عن القاعدة التي تفضلت بذكرها ؛ وإنما الصدى الذي فعلته تلك الماساة العاطفية في نفسي هو الحزن والإشفاق .  إن هذه القاعدة التي ذكرتها عن الصراع بين العقل والعاطفة ،ربما  تبدو عند غيرك وغيري هي الاستثناء ، هذا إذا اتفق الجميع على أن الاستثناء يبقي القاعدة قاعدة . وأرى كذلك أن الأعراف والقوانين الاجتماعية لدى المجتمعات لها دخل كبير في نظرة الناس إلى القواعد والاستثناءات ؛ فكم اقترف الإنسان من سيئات في حق أخيه الإنسان ، ذلك ان ما يراه قاعدة لا يتطرق إلى صحتها الشك يعارضها الطرف الآخر ويرى فيها الشذوذ كل الشذوذ ، ومعذرة لأنني أبعدت في الكلام عن الموضوع ، فالفكر كالحديث ذو شجون ، على الرغم أني كتبت هذه المشاركة على عجل . 
شكرا مرة اخرى ، ودمت بخير والمودة تغمرك .
 
*ياسين الشيخ سليمان
29 - أكتوبر - 2008
 1  2