فقرة الوصية التي تخص الساعة كن أول من يقيّم
كل الشكر لأستاذنا الغالي زهير.وآسف كثيرا لأنني لم اطلع على كتاب (وصية المؤيد بالله) حين نشر أستاذنا مقتطفات منه. وأظن أني كنت يومها غائبا عن الوراق مدة . على أية حال، فإن نافذة المواضيع الساخنة في الوراق ذات فائدة كبيرة. ولقد قمت بتحميل الكتاب من على الشبكة لأطالع النص بكامله ، وأكملت ما نشره أستاذنا بخصوص الساعة حتى يتضح لي الأمر أكثر: ص 45: (لا حول قوة إلا بالله العلي العظيم: الشيخ أحمد شمسان أهدى لي ساعة صغيرة حتى أنه (1)، ونظر إلي قيمتها، وبقيت عندي مدة، وما أعلم أني قد صيرت إليه شيئا مقابلها. وتناقص فيها العيرانات، وبقيت منذوقة =مهملة= مدة، ثم إنه وصل السيد عثمان الحلبي من الهند وأخبر أن له قريبا توفي في صنعاء وخلف مخلفا بنظر أحمد شمسان، وأخبر أنه سأل أحمد شمسان عن مخلفه فأقر به وأخبر أن الساعة هذه من جملة المخلّف، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فليتحقق، فإن كان أحمد الشمسان يعترف بذلك فقد أخطأ بتسليم ذلك إلي، وأنا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه وغرم *للسيد هذا المتوفى ما فات وهو اليسير ما أظن يقاوم سبعة أو ثمانية حروف ولترجع هذه الساعة إلى وارث الميت إن شاء الله تعالى وتسلم قدر ثمانية حروف فيما فات من النفالات (4) وغيرها وحسبي الله ونعم الوكيل إن يكن احمد شمسان غير معترف أرجعت إليه إنشاء الله مع الثمانية حروف إن شاء الله وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.) (1) علق المحقق على (حتى أنه) أنها يمكن أن تقرأ (صرانة) أو (حزانة) أو (صران) وكذلك كلمة العيرانات فهي كما يقول: تقرأ الصرايات، والخزانات وكأنها جمع عيار وهو لولب الساعة، أو نحوه. قلت أنا زهير : وربما تكون الكلمة الفصل عند أستاذنا ياسين الشيخ سليمان مع شكري الجزيل أستاذنا، أقول: ذكر المحقق في حاشية الصفحة ال 46، قدام الرقم(4) : في الأصل انتقالات. والنفالات الأدوات الملحقة بالساعة وغيرها غير المهمة. أ.هـ وأغلب الظن أن الكلمة ليست انتقالات ولا النفالات وإنما هي الثقالات ، وهي الكلمة التي أضاءت لنا ما عتم من كلمات النص. والثقالات ( في العادة يكون للساعة ثقلين ؛ واحد لتشغيل الساعة وآخر لتشغيل الدقات ) وهي أوزان من المعدن تعلق بسلاسل معدنية متصلة بمسننات الساعة من الداخل ، وتقوم بتشغيل الساعة بدلا من الطاقة الكامنة في اللولب (الزمبرك) الذي يملأ باليد بوساطة مفتاح . ولما وصف الإمام المؤيد رحمه الله، الساعة بأنها صغيرة فذلك بمقارنتها بمثيلاتها من ذوات الأحجام الكبيرة ممن توضع داخل خزانة خشبية كبيرة الحجم، أو تكون من الساعات التي توضع على الأبراج. أما هذه فيمكن وضعها على رف مثبت على حائط غرفة، وذلك لإيجاد الارتفاع المناسب للسلاسل المعلق بها الثقالات، وتسمى هذه النوعية من الساعات يالإنجليزية Braket clock ، وقد صنعت في القرن السابع عشر وظلت تصنع في القرن الثامن عشر، وكل الساعات التي صنعت بعد هذه النوعية وتعمل على الزمبرك الذي يملأ باليد بواسطة مفتاح ظلت تشبه الساعة المذكورة في الشكل، وصارت تسمى بساعات الطاولة إذ لا حاجة لوضعها على رف، فهي بلا أثقال . ولو ظننا أن الساعة المذكورة في الوصية كانت من النوع المسمى بساعة الجيب، فظننا يكون بعيدا جدا، فلا أثقال تعلق بها بطبيعة الحال . ويمكن أن يطلق اسم العيارات على الثقالات . فهي معيرة على وزن معين لا يجوز أن يزيد أو ينقص بشكل ملحوظ. وقوله : وتناقص فيها العيرانات، يدل على ان الثقالات ضاعت وفقدت ، وبقيت الساعة مهملة لأنها لا تعمل من دون الثقالات. وهي الثقالات المفقودة نفسها التي أراد الإمام المؤيد رحمه الله دفع ثمنها ثمانية حروف. والله تعالى أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *لعلها أغرم أو أغرّم |