تقويم اللسان والقلم     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم لامُ التقوية · من المعلوم أن المفعول به قد يتقدم على فاعله، أو على فاعله وفِعْله أيضاً؛ تقول: قرأ خالد كتابين؛ قرأ كتابين خالد؛ كتابين قرأ خالد. · وقد تدخل اللام على المفعول به إذا تقدَّمَ فِعلَه، نحو قوله تعالى: )الذين هم لِربِّهم يَرْهبون(، و)إنْ كنتم لِلرؤيا تَعْبُرون( · وقد تدخل عليه إذا تأخر عما يعمل عمل الفعل، كالمصدر والصفات (أي: اسم الفاعل وصيغ المبالغة)، نحو قوله تعالى: )مُصدِّقاً لِما معهم(، و)فعّالٌ لِما يريد(. ونحو قول علىّ كرّم الله وجهه (النحو الوافي 2/475): «لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به.» وأصل الكلام: «... التاركينه...» · قال الزَّجّاجيّ (كتاب اللامات /23): «لِطول معاناتهم له وكدِّهم فيه وتَأْميلهم إياه.» فالمعاناة مصدر فعل (عانى) المتعدي بنفسه. يقال عانى الشيءَ. وكان في وسع الزجاجي أن يقول (لطول معاناتهم إياه) كما فَعَل مع المصدر الثاني (تأميلهم). [جاء في (مغني اللبيب /287): ضَرْبي لزيدٍ حسن]. · وعلى هذا: 1- تقول: أستحسِن مساعدتَك الضعيفَ / لِلضعيفِ. 2- وتقول: أنا فاعلٌ الشيءَ / لِلشيءِ. كلُّه عربي جيد. ومجيء لام التقوية مع الصفات أكثر ما يكون. ففي التنْزيل العزيز: )فمنهم ظالم لنفسه(، و )حافظات للغيب(، و )نَزَّاعةً للشَّوَى(، و )لَوَّاحةٌ للبَشَر(، و)سمّاعون للكذب، أكّالون للسُّحْت(. 3- وتقول: أفعلُ ما تشاء؛ وما تشاء أفعل؛ ولما تشاء أفعل. [قال الأب أنستاس ماري الكرملي (النحو الوافي، 2/476، الحاشية): «زعموا أنه لا يقال: (يمكن لأحدكم...)، وعندي أنه يجوز. والنحاة تسمي هذه اللام (اللام المعترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله)، وهي كثيرة الورود في كلامهم.» وهذه اللام للتوكيد (مغني اللبيب /284).] · وفي التنْزيل العزيز: )وأُمِرْتُ لأنْ أكون أولَ المسلمين(. قال كُثيِّرُ عَزَّة: أريد لأنسى ذكْرها، فكأنما تَمَثَّلُ لي ليلى بكل سبيل. · قلت: جاء في (المصباح المنير): «أمكنني الأمرُ: سَهُلَ وتيسَّر»، فالفعل (أمكن) مُتعدٍّ كما نرى. وقولك: (لا يمكن أحداً أن يفعل هذا)، صحيحٌ فصيح. وقال ابن القوطيَّة: «تقول أمكن الشيءُ إذا تيسَّر» فالفعل لازم. وقولك: (لا يمكن لأحدٍ أن يفعل هذا)، صحيح فصيح كذلك. ومثله: حَقَّ الأمرُ؛ (الفعل لازم). يقال: لا يحِقُّ لأحدٍ أن... ومثله: صَحَّ قولُه؛ (الفعل لازم). يقال: صحَّ لي على فلان كذا = ثبت لي عليه كذا. قال التوحيدي في مقابساته: «لا يمكن للإنسان أن يثقّف ما يقول ويقوِّم ما يعمل»! · تقول: يمكن الإنسان أنْ... / يمكن للإنسان أنْ... ( جزى الله خيراً كاتبه وقارئه وموصله). |