دخول إلا و لولا على الضمير.     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
(إلاّ) و(لولا): دخولهما على الضمير سواء أكانت (إلاّ) أداة استثناء أم حَصْر، يمكن أن يَليَها اسمٌ ظاهِرٌ منصوبٌ أو مرفوعٌ أو مجرور؛ وأن يليها ضمير منفصل (أو متصل أحياناً) للرفع أو النصب تَبَعاً للمقام. فمثال الاسم الظاهر قوله تعالى: ] فاعْلَمْ أنه لا إلهَ إلا اللهُ[. ومثال ضمير الرفع المنفصل قوله تعالى:] اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القَيُّوم[. وقوله تعالى:] لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانك[. وقول عمرو بن معدي كرب: قد علِمتْ سلمى وجاراتُها ما قَنْطَرَ الفارسَ إلاَّ أنا ومثال ضمير النصب المنفصل: جاءني أمسِ الضيوفُ إلاّ إياكَ. " وإذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ في البحر ضلَّ مَنْ تَدْعونَ إلا إيّاه ."الآية ومثال ضمير النصب المتصل: جاءني أمسِ الضيوفُ إلاّكَ، وقولُ المتنبي لسيف الدولة: ليس إلاّكَ يا عليُّ هُمامٌ سيفُه دونَ عِرْضِهِ مَسلُولُ وقول الآخر: أعوذُ بربِّ العرشِ من فِتْيةٍ بَغَتْ عليَّ فمالي عَوْضُ إلاّهُ ناصرُ أي: فمالي أبداً ناصرٌ إلاَّ إياه. ملاحظة: جاء في كتاب الدكتور إبراهيم السامرائي: (الفعل زمانُه وأبنيتُه /12)، نقلاً عن الأستاذ إبراهيم مصطفى في كتابه (إحياء النحو) : " ونَعْلم من أسلوب العرب أن الأداة إذا دخلت على الضمير، مالَ حِسُّهم اللغوي إلى أن يصلوا بينهما، فيستبدلون بضمير الرفع ضمير النصب، لأن ضمير الرفع لا يوصَل إلا بالفعل، ولأن الضمير المتصل أكثر في لسانهم، وهم أحب استعمالاً له من المنفصل. قال ابن مالك (صاحب الألفية): وفي اختيارٍ لا يجيء المنفصل إذا تَأتَّى أن يجيء المتصل". ومن ذلك الأداة (لولا): إذ لا يكون الاسم الظاهر بعدها إلا مرفوعاً؛ ففي التنزيل العزيز: "ولولا فَضْلُ اللهِ عليكم ورحمتُه ما زَكَا منكم من أحدٍ أبداً."وعلى هذا إذا لم يأتِ بعدها اسم ظاهر مرفوع، وَلِيَها ضمير رفع منفصل. ولكن العرب يقولون: لولاهُ، ولولا هُوَ، ولولاكم ،ولولا أنتم: يستعملون ضمير النصب المتصل، وضمير الرفع المنفصل. وقد صرّح ابن الأنباري بجواز وقوع الضمير المتصل محل المنفصل. [انظر مقالة الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي في مجلة التراث العربي (العدد 53، الصفحة 45)]. جزى الله خيراً كاتبها |