البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : من كنوز المعجمات    قيّم
التقييم :
( من قبل 6 أعضاء )
 د يحيى 
22 - أكتوبر - 2008
 
البحث عن جذر قرا في لسان العرب
 
.......وقَرَا إِليه قَرْواً: قَصَد. الليث: القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً، وهو القَصْدُ نحو الشيء؛ وأَنشد:
أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا
وقَراه: طعَنه فرمى به؛ عن الهجري؛ قال ابن سيده: وأُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بين أَصحابه؛ قال:
والخَيْل تَقْرُوهم على اللحيات
وقَرَا الأَمر واقْتَراه: تَتَبَّعَه. الليث: يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه؛ وأَنشد:
يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ
وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إذا تتبعتَها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها. وقال اللحياني: قَرَوْت الأَرض سرت فيها، وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر. وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الإِتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولهم بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً، ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى.
وقال بعضهم:
ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية. الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً.


 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قدّره وحزره    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
أمَت الشيءَ يَأْمِتُه أَمْتاً، وأَمَّتَه: قَدَّرَهُ وحَزَرَه.
ويُقال: كم أَمْتُ ما بَيْنَكَ وبين الكُوفة؟ أَي قَدْرُ. وأَمَتُّ القومَ آمِتُهم أَمْتاً إذا حَزَرْتَهم. وأَمَتُّ الماءَ أَمْتاً إذا قَدَّرْتَ ما بينك وبينه؛ قال رؤبة:
في بَلْدةٍ يَعْيا بها الخِرِّيتُ،
رَأْيُ الأَدِلاَّءِ بها شَتِيتُ،
أَيْهاتَ منها ماؤُها المَأْمُوتُ
المَأْمُوتُ: المَحْزُورُ. والخِرِّيتُ: الدَّليلُ الحاذِقُ.
والشَّتِيتُ: المُتَفَرِّق، وعَنَى به ههنا المُخْتَلِفَ.
الصحاح: وأَمَتُّ الشيءَ أَمْتاً قَصَدْته وقَدَّرْته؛ يُقال: هو إِلى أَجَلٍ مَأْمُوتٍ أَي مَوْقوتٍ.
ويقال: امْتِ يا فلان، هذا لي، كم هو؟ أَي احْزِرْه كم
هو؟ وقد أَمَتُّه آمِتُه أَمْتاً.
والأَمْتُ: المكانُ المرتفع.
وشيءٌ مأْمُوتٌ: معروف.
والأَمْتُ: الانْخفاضُ، والارْتفاعُ، والاختلافُ في الشيءِ.
وأُمِّتَ بالشَّرِّ: أُبِنَ به؛ قال كثير عزة:
يَؤُوب أُولُو الحاجاتِ منه، إذا بَدا
 
إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ، غيرِ مُؤَمَّتِ
والأَمْتُ: الطريقةُ الحَسَنة. والأَمْتُ: العِوَجُ. قال سيبويه: وقالوا أَمْتٌ في الحَجر لا فيكَ أَي لِيَكُن الأَمْتُ في الحجارة لا فيك؛ ومعناه: أَبقاكَ اللَّهُ بعد فَناءِ الحجارة، وهي مما يوصف بالخلود والبقاء، أَلا تراه كيف قال:
ما أَنْعَمَ العَيْش، لو أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ،
 
تَنْبُو الحَوادِثُ عنه، وهو مَلْمُـومُ
ورَفعُوه وإِن كان فيه معنى الدعاءِ، لأَنه ليس بجارٍ على الفِعْل، وصار كقولك التُّرابُ له، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة، لأَنه في قُوّة الدُّعاء. والأَمْتُ: الرَّوابي الصِّغارُ. والأَمْتُ: النَّبَكُ؛ وكذلك عَبَّرَ عنه ثعلب. والأَمْتُ: النِّبَاكُ، وهي التِّلالُ الصِّغار. والأَمْتُ:الوَهْدة بين كل نَشْزَيْن. وفي التنزيل العزيز: لا تَرَى فيها عِوَجاً ولاأَمْتاً؛ أَي لا انخفاض فيها، ولا ارْتفاعَ. قال الفراء: الأَمْتُ النَّبْكُ من الأَرض ما ارتفع، ويقال مَسايِلُ الأَوْدية ما تَسَفَّلَ. والأَمْتُ: تَخَلْخُلُ القِرْبة إذا لم تُحْكَمْ أَفْراطُها. قال الأَزهري:سمعت العرب تقول: قد مَلأَ القِربة مَلأً لا أَمْتَ فيه أَي ليس فيه استرخاءٌ من شدَّة امْتِلائها. ويقال: سِرْنا سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا ضَعْفَ فيه، ولا وَهْنَ. ابن الأَعرابي: الأَمْتُ وَهْدَةٌ بين نُشُوزٍ. والأَمْتُ: العَيْبُ في الفَم والثَّوْب والحجر. والأَمْتُ: أَن تَصُبَّ في القِرْبة حتى تَنْثنِي، ولا تَمْلأَها، فيكون بعضُها أَشرف من بعض،والجمع إِمَاتٌ وأُمُوتٌ. وحكى ثعلب: ليس في الخَمْر أَمْتٌ أَي ليس فيها شَكٌّ أَنها حرام.
عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، إِنَّ اللَّه حَرَّم الخمر، فلا أَمْتَ فيها، معناه غَيْر معنى ما في البيت؛ أَراد أَنه حَرَّمها تحريماً لا هَوادةَ فيه ولا لِين، ولكنَّه شَدَّد في تحريمها، وهو من قولك سِرْتُ سَيْراً لا أَمْتَ فيه أَي لا وَهْنَ فيه ولا ضَعْفَ؛ وجائزٌ أَن يكون المعنى أَنه حَرَّمها تحريماً لا شك فيه؛ وأَصله من الأَمْتِ بمعنى الحَزْر، والتقدير، لأَنَّ الشك يدخلهما؛ قال العجاج:
ما في انْطِلاقِ رَكْبِهِ من أَمْتِ
*د يحيى
20 - مايو - 2009
الخَبت والإخبات : الاطمئنان ، والتواضع ، والخشوع.....    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
البحث عن جذر خبت في لسان العرب

الخَبْتُ: ما اتَّسَعَ من بطُون الأَرْضِ، عربية مَحْضَةٌ، وجمعه: أَخْباتٌ وخُبوتٌ. وقال ابن الأَعرابي: الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض واتَّسَعَ؛ وقيل: الخَبْتُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وغَمُضَ، فإِذا خَرَجْتَ منه، أَفْضَيْتَ إِلى سَعَةٍ؛ وقيل: الخَبْتُ سَهْل في الحَرَّة؛ وقيل: هو الوادي العَميقُ الوَطيءُ، ممدود، يُنْبِتُ ضُروبَ العِضاه.
وقيل: الخَبْتُ الخَفِيُّ المطمئن من الأَرض، فيه رمل. وفي حديث عمرو بن يَثْرَبيّ: إَنْ رأَيتَ نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَة وزِناداً بِخَبْتِ الجَمِيشِ، فلا تَهِجْها. قال القتيبي: سأَلت الحجازيين، فأَخبروني أَن بين المدينة والحِجاز صحراء، تُعْرَف بالخَبْت. والجَميشُ: الذي لا يُنْبِتُ.
وخبَتَ ذكره إذا خَفِيَ؛ قال: ومنه المُخْبِتُ من الناس.
وأَخْبَتَ إِلى ربه أَي اطْمَأَنَّ إِليه. ورُوِي عن مجاهد في قوله:
"وبَشِّرِ المُخْبِتينَ"؛ قال: المُطْمَئِنِّين، وقيل: هم المُتَواضِعون، وكذلك قال في قوله: "وأَخْبَتُوا إِلى ربهم" أَي تواضَعُوا؛ وقال الفراء: أَي تَخَشَّعوا لربهم، قال: والعَرَبُ تَجْعَلُ إِلى في موضع اللام.
وفيه خَبْتَة أَي تواضع.
وأَخْبَتَ للَّه: خَشَعَ؛ وأَخْبَتَ: تواضَعَ، وكلاهما من الخَبْتِ. وفي التنزيل العزيز: فَتُخْبِتَ له قُلوبُهم؛ فسّره ثعلب بأَنه التواضُع. وفي حديث الدعاء: واجْعَلْني لك مُخْبِتاً أَي خاشعاً مطيعاً. والإِخْباتُ: الخُشوع والتَّواضُع. وفي حديث ابن عباس: فيجعلها مُخْبِتةً مُنِيبةً، وأَصل ذلك من الخَبْتِ المطمئن من الأَرض.
والخَبِيتُ: الحَقير الرَّديءُ من الأَشياء؛ قال اليَهُودِيُّ الخَيْبريَ:
نْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الرّزْ ق، ولا يَنْفَعُ الكَثيرُ الخَبِيتُ
وسأَل الخليلُ الأَصْمَعيَّ عن الخَبِيتِ، في هذا البيت، فقال له: أَراد الخَبِيثَ وهي لغة خَيْبَر، فقال له الخليل: لو كان ذلك لغَتَهم، لقال الكتير، وإِنما كان يَنبغي لك أَن تقول: إِنهم يقلبون الثاء تاء في بعض الحروف؛ وقال أَبو منصور في بيت اليهودي أَيضاً: أَظن أَن هذا تصحيف، قال: لأَن الشيء الحقير الرديء إِنما يقال له الخَتِيتُ بتاءَين، وهو بمعنى الخسِيس، فصحفه وجَعَله الخَبِيتَ.
وفي حديث أَبي عامر الراهب: لما بَلَغه أَنَّ الأَنصار قد بايعوا النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، تَغَيَّرَ وخَبُتَ؛ قال الخطابي: هكذا روِي بالتاء المعجمة، بنقطتين من فوق.
يقال: رجل خَبِيتٌ أَي فاسد؛ وقيل: هو كالخَبيث، بالثاء المثلثة؛ وقيل: هو الحقير الرَّديء.
والحَتِيت، بتاءَين: الخَسيسُ.
وقوله في حديث مكحول: أَنه مَرَّ برجل نائم بعد العصر، فَدَفعه برجله، وقال: لقد عُوفِيت إنها ساعة تكون فيها الخَبْتَةُ؛ يريد الخَبْطَةَ، بالطاء، أَي يَتَخَبَّطه الشيطانُ إذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون، وكان في لسان مكحول لُكْنةٌ، فجعل الطاء تاء.
والخَبْتُ: ماء لكَلْبٍ.
*د يحيى
22 - مايو - 2009
قال تعالى : " ... وبشّر المخبِتين...." (الحج22/ من34).    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
قال القرطبي ، رحمه الله، :
" { وَبَشِّرِ ٱلْمُخْبِتِينَ } المُخبِت: المتواضع الخاشع من المؤمنين. والخَبْتُ: ما انخفض من الأرض؛ أي بشِّرْهُم بالثواب الجزيل. قال عَمرو بنُ أوسٍ: المخبِتون الذين لا يظلِمون، وإذا ظُلِموا لم يَنْتَصِروا. وقال مجاهد فيما روى عنه سُفيانُ عن ابن أبي نجيح: المُخبِتون المُطمئِنون بأمر الله عزَّ وجَلَّ" ( تفسيره الجامع...).
*د يحيى
22 - مايو - 2009
الموجز في الظرف ( حيث).    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
                      دخول حروف الجر على (حيث)
( حيث) ظرف مكان مبني على الضم. هذا هو المشهور. يضاف إلى الجملة الاسمية أو الفعلية، وإلى الفعلية أكثرُ، سواء أكانت مثبَتَةً أم منفيّة. وتكون مجرورة أو مَبْنِية في محل جر بعد حروف الجّر: مِن، الباء، في، إلى؛... أو إذا كان مضافاً إليه بعد (لدى).
* فمثال إضافتها إلى جملة فعلية مثبتة: " فَكُلُوا منها حيث شئتم رَغَداً " .(البقرة2 / 58).
 *  ومثال إضافتها إلى جملة فعلية منفية:" وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون " (النحل16/ 26).
 *  ومثال إضافتها إلى جملة اسمية:  جلستُ حيث الجو ُّ مريحٌ.
فإن تَلاها مُفردٌ (أي ما ليس جملة) فهو مبتدأ محذوف الخبر، نحو: (سكتنا حيث الحقُّ)، أي سكتنا حيث الحق جليٌّ.
* وقد جاءت  مضافة ، قليلاً، كقول الشاعر:
                                 ويطعنهم تحت الحُبا بعد ضربهم           بِبِيْض المواضي حيثُ لَيِّ العمائمِ
* وقد أجاز مجمع القاهرة قياسية إضافة (حيث) إلى الاسم المفرد، على أن يُجَرَّ ما بعدَها.
   مِن حيثُ:
 وقد ورَدَ هذا التركيب كثيراً في كتاب الله. وقد ذكرنا قبلاً آية من سورة النحل، وهذه آية ثانية :" سنستدرِجُهم من حيث لا يعلمون ". (الأعراف7/ 182).
قال أبو العتاهية:
              وقد يهلِك الإنسان من باب أَمْنِهِ       وينجو بإذنِ اللهِ من حيثُ يَحْذَرُ
  بحيثُ:
  قال الحُطيئة :
                فلَمْ أشتُمْ لكم حَسَباً ولكن            حَدَوْتُ بحيث يُسْتمعُ الحُداءُ
   في حيثُ:
قال أرطأةَ بن سُهَيَّة يهجو حُباشة الأسدي:
                     قد نَحْبِس الحقَّ حتى ما يُجاوِزنا              والحقُّ يحبسنا في حيثُ يلقانا
( الأغاني13/37).
  إلى حيثُ:
قال ذو الرمة:
              مُراعاتَكِ الآجالَ ما بين شارعٍ           إلى حيث حادت عن عَناق الأواعس
   لِحَيْثُ:
   قال الَعْرجي :
                   لحيث ما شِئتِ فهو معترفٌ          قد صار للحُبّ في الهوى مثلا
  لدى حيثُ:
قال زهير بن أبي سُلْمى
                             فشَدَّ ولم يفزع بيوتاً كثيرة           لدى حيثُ أَلْقَتُ رَحْلها أُمُّ قَشْعَمِ
أم قشعم: المَنِيَّة.
   على حيثُ: " وتحتها ريحٌ هَفَّافةٌ تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية.".(نهج البلاغة /185) تحقيق محمد عبده.
 

 
 
*د يحيى
23 - مايو - 2009
الاستغاثة    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
يا لَلرّجالِ ذوي الألبابِ من نفَرٍ** لا يَبرَحُ السفهُ المردي لهم دينا
 
 يا : حرف نداء واستغاثة. لَلرِّجالِ : متعلقان بِ ( يا ) عند ابن جِنّي ؛ لأنها حرف من حروف المعاني أشرِب معنى الفعل. أو هما متعلقان بالفعل المحذوف الذي دلت عليه ( يا ) عند ابن عصفور .
ذوي : صفة للرجال مجرورة ، وعلامة جرها الياء ؛عوضاً من الكسرة ؛ لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم . وحذفت النون ؛ للإضافة.  و( ذوي) مضاف.
الألباب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على على آخره.
من نفر : متعلقان بفعل محذوف تقديره : أستغيث بكم من نفر .
لا يبرح : لا : حرف نفي . ويبرح : فعل مضارع ناقص ، يرفع الاسم وينصِب الخبر.
السفه : اسم لا يبرح مرفوع . المردي : صفة للسفه  مرفوعة ، وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الياء، منع من ظهورها الثقل .
لهم : اللام حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والميم علامة الجمع . والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من  (ديناً) : كان صفة له ، فلما قدم عليه صار حالاً : (صفة النكرة إذا تقدم عليها صار حالاً). ديناً : خبر لا يبرح منصوب .
جملة لا يبرح السفه ديناً الفعلية في محل جر صفة لِ ( نَفَر).
 
*د يحيى
23 - مايو - 2009
دخول إلا و لولا على الضمير.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
                             (إلاّ) و(لولا): دخولهما على الضمير
سواء أكانت (إلاّ) أداة استثناء أم حَصْر، يمكن أن يَليَها اسمٌ ظاهِرٌ منصوبٌ أو مرفوعٌ أو مجرور؛ وأن يليها ضمير منفصل (أو متصل أحياناً) للرفع أو النصب تَبَعاً للمقام.
فمثال الاسم الظاهر قوله تعالى: ] فاعْلَمْ أنه لا إلهَ إلا اللهُ[.
ومثال ضمير الرفع المنفصل قوله تعالى:] اللهُ لا إلهَ إلا هوَ الحيُّ القَيُّوم[.
وقوله تعالى:] لا إلهَ إلاّ أنتَ سبحانك[.
وقول عمرو بن معدي كرب:
قد علِمتْ سلمى وجاراتُها               ما  قَنْطَرَ  الفارسَ  إلاَّ  أنا
ومثال ضمير النصب المنفصل: جاءني أمسِ الضيوفُ إلاّ إياكَ.
" وإذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ في البحر ضلَّ مَنْ تَدْعونَ إلا إيّاه ."الآية
ومثال ضمير النصب المتصل: جاءني أمسِ الضيوفُ إلاّكَ، وقولُ المتنبي لسيف الدولة:
ليس إلاّكَ يا عليُّ هُمامٌ          سيفُه دونَ عِرْضِهِ مَسلُولُ
وقول الآخر:
أعوذُ بربِّ العرشِ من فِتْيةٍ بَغَتْ             عليَّ فمالي عَوْضُ إلاّهُ ناصرُ
أي: فمالي أبداً ناصرٌ إلاَّ إياه.
ملاحظة: جاء في كتاب الدكتور إبراهيم السامرائي: (الفعل زمانُه وأبنيتُه /12)، نقلاً عن الأستاذ إبراهيم مصطفى في كتابه (إحياء النحو) :
" ونَعْلم من أسلوب العرب أن الأداة إذا دخلت على الضمير، مالَ حِسُّهم اللغوي إلى أن يصلوا بينهما، فيستبدلون بضمير الرفع ضمير النصب، لأن ضمير الرفع لا يوصَل إلا بالفعل، ولأن الضمير المتصل أكثر في لسانهم، وهم أحب استعمالاً له من المنفصل. قال ابن مالك (صاحب الألفية):
وفي اختيارٍ لا يجيء المنفصل              إذا تَأتَّى أن يجيء المتصل".
ومن ذلك الأداة (لولا): إذ لا يكون الاسم الظاهر بعدها إلا مرفوعاً؛ ففي التنزيل العزيز:
"ولولا فَضْلُ اللهِ عليكم ورحمتُه ما زَكَا منكم من أحدٍ أبداً."وعلى هذا إذا لم يأتِ بعدها اسم ظاهر مرفوع، وَلِيَها ضمير رفع منفصل. ولكن العرب يقولون: لولاهُ، ولولا هُوَ، ولولاكم ،ولولا أنتم: يستعملون ضمير النصب المتصل، وضمير الرفع المنفصل.
وقد صرّح ابن الأنباري بجواز وقوع الضمير المتصل محل المنفصل. [انظر مقالة الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي في مجلة التراث العربي (العدد 53، الصفحة 45)].
جزى الله خيراً كاتبها
 
*د يحيى
24 - مايو - 2009
وطِىء     كن أول من يقيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر وطأ في لسان العرب

وَطِئ الشيءَ يَطَؤُهُ وَطْأً: داسَه. قال سيبويه: أَما وَطِئ يَطَأُ فمثل وَرِمَ يَرِمُ ولكنهم فتحوا يَفْعَلُ، وأَصله الكسر، كما قالوا قرَأَ يَقْرَأُ. وقرأَ بعضُهم: طَهْ ما أَنْزَلْنا عليكَ القُرآن لِتَشْقَى، بتسكين الهاء. وقالوا أَراد: طَإِ الأَرضَ بِقَدَمَيْكَ جميعاً لأَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، كان يَرْفَعُ إحدى رِجْلَيْه في صَلاتِه. قال ابن جني: فالهاء على هذا بدل من همزة طَأْ. وتَوَطَّأَهُ ووَطَّأَهُ كَوَطِئَه. قال: ولا تقل تَوَطَّيْتُه. أَنشد أَبو حنيفة:
يَأْكُلُ مِنْ خَضْبٍ سَيالٍ وسَلَمْ، وجِلَّةٍ لَمَّا تُوَطِّـئْهـا قَـدَمْ
أَي تَطَأْها. وأَوْطَأَه غيرَه، وأَوْطَأَه فَرَسَه: حَمَلَه عليه وَطِئَه. وأَوْطَأْتُ فلاناً دابَّتي حتى وَطِئَتْه. وفي الحديث: أَنّ رِعاءَ الإِبل ورِعاءَ الغنم تَفاخَرُوا عنده فأَوْطَأَهم رِعاءَ الإِبل غَلَبَةً أَي غَلَبُوهُم وقَهَرُوهم بالحُجّة. وأَصله: أَنَّ مَنْ صارَعْتَه، أَو قاتَلْتَه، فَصَرَعْتَه، أَو أَثْبَتَّه، فقد وَطِئْتَه، وأَوْطَأْتَه غَيْرَك. والمعنى أَنه جعلهم يُوطَؤُونَ قَهْراً وغَلَبَةً. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه، لَمَّا خرج مُهاجِراً بعد النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم: فَجَعَلْتُ أَتَّبِعُ مآخِذَ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فأَطَأُ ذِكْرَه حتى انتَهْيتُ إلى العَرْجِ. أَراد: اني كنتُ أُغَطِّي خَبَره من أَوَّل خُروجِي إلى أَن بَلَغْتُ العَرْجَ، وهو موضع بين مكة والمدينة، فَكَنَى عن التَّغْطِيةِ والايهام بالوَطْءِ، الذي هو أَبلغ في الإخْفاءِ والسَّتْر.
وقد اسْتَوْطَأَ المَرْكَبَ أَي وجَده وَطِيئاً.
والوَطْءُ بالقَدَمِ والقَوائمِ. يقال: وَطَّأْتُه بقَدَمِي إذا أَرَدْتَ به الكَثْرَة. وبَنُو فلان يَطَؤُهم الطريقُ أَي أَهلُ الطَريقِ، حكاه سيبويه.
قال ابن جني: فيه مِن السَّعةِ إخْبارُكَ عمّا لا يَصِحُّ وطْؤُه بما يَصِحُّ وطْؤُه، فنقول قِياساً على هذا: أَخَذْنا على الطريقِ الواطِئ لبني فلان، ومَررْنا بقوم مَوْطُوئِين بالطَّريقِ، ويا طَريقُ طَأْ بنا بني فلان أَي أَدِّنا اليهم. قال: ووجه التشبيه إخْبارُكَ عن الطَّريق بما تُخْبِرُ بِهِ عن سالكيه، فَشَبَّهْتَه بهم إذْ كان المُؤَدِّيَ له، فَكأَنَّه هُمْ، وأَما التوكيدُ فِلأَنَّك إذا أَخْبَرْتَ عنه بوَطْئِه إِيَّاهم كان أَبلَغَ مِن وَطْءِ سالِكِيه لهم. وذلك أَنّ الطَّريقَ مُقِيمٌ مُلازِمٌ، وأَفعالُه مُقِيمةٌ معه وثابِتةٌ بِثَباتِه، وليس كذلك أَهلُ الطريق لأَنهم قد يَحْضُرُون فيه وقد يَغِيبُون عنه، فأَفعالُهم أَيضاً حاضِرةٌ وقْتاً وغائبةٌ آخَرَ، فأَيْنَ هذا مما أَفْعالُه ثابِتةٌ مستمرة. ولمَّا كان هذا كلاماً الغرضُ فيه المدحُ والثَّنَاءُ اخْتارُوا له أَقْوى اللَّفْظَيْنِ لأَنه يُفِيد أَقْوَى المَعْنَيَيْن.
الليث: المَوْطِئ: الموضع، وكلُّ شيءٍ يكون الفِعْلُ منه على فَعِلَ يَفْعَلُ فالمَفْعَلُ منه مفتوح العين، إلا ما كان من بنات الواو على بناءِ وَطِئ يَطَأُ وَطْأً؛ وإنما ذَهَبَتِ الواو مِن يَطَأُ، فلم تَثْبُتْ، كما تَثْبُتُ في وَجِل يَوْجَلُ، لأَن وَطِئ يَطَأُ بُني على تَوَهُّم فَعِلَ يَفْعِلُ مثل وَرِمَ يَرِمُ؛ غير أَنَّ الحرفَ الذي يكون في موضع اللام من يَفْعَلُ في هذا الحدِّ، إذا كان من حروف الحَلْقِ الستة[ مجموعة بقولك: مُرْ بِنَفْلٍ]، فإن أَكثر ذلك عند العرب مفتوح، ومنه ما يُقَرُّ على أَصل تأْسيسه مثل وَرِمَ يَرِمُ. وأَما وَسِعَ يَسَعُ ففُتحت لتلك العلة.
والواطِئةُ الذين في الحديث: هم السابِلَةُ، سُمُّوا بذلك لوَطْئِهم الطريقَ.
التهذيب: والوَطَأَةُ: هم أَبْنَاءُ السَّبِيلِ مِنَ الناس، سُمُّوا وطَأَةً لأَنهم يَطَؤُون الأَرض. وفي الحديث: أَنه قال للخُرَّاصِ احْتَاطوا لأَهْل الأَمْوالِ في النائِبة والواطِئةِ. الواطِئةُ: المارَّةُ والسَّابِلةُ. يقول: اسْتَظْهِرُوا لهم في الخَرْصِ لِما يَنُوبُهمْ ويَنْزِلُ بهم من الضِّيفان. وقيل: الواطِئَةُ سُقاطةُ التمر تقع فتُوطَأُ بالأَقْدام، فهي فاعِلةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ. وقيل: هي من الوَطايا جمع وَطِيئةِ؛ وهي تَجْري مَجْرَى العَرِيَّة؛ سُمِّيت بذلك لأَنَّ صاحِبَها وطَّأَها لأَهله أَي ذَلَّلَها ومَهَّدها، فهي لا تدخل في الخَرْص. ومنه حديث القَدَرِ: وآثارٍ مَوْطُوءَةٍ أَي مَسْلُوكٍ عَلَيْها بما سَبَقَ به القَدَرُ من خَيْر أَو شرٍّ.
وأَوطَأَه العَشْوةَ وعَشْوةً: أَرْكَبَه على غير هُدىً. يقال: مَنْ أَوطأَكَ عَشْوةً. وأَوطَأْتُه الشيءَ فَوَطِئَه. ووَطِئْنا العَدُوَّ بالخَيل: دُسْناهم. وَوَطِئْنا العَدُوَّ وطْأَةً شَديدةً.
والوَطْأَةُ: موضع القَدَم، وهي أَيضاً كالضَّغْطةِ. والوَطْأَةُ: الأَخْذَة الشَّديدةُ. وفي الحديث: اللهم اشْدُدْ وطْأَتَكَ على مُضَرَ أَي خُذْهم أَخْذاً شَديداً، وذلك حين كَذَّبوا النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فَدَعا عليهم فأَخَذَهم اللّهُ بالسِّنِين. ومنه قول الشاعر:
ووَطِئْتَنا وَطْأً، على حَنَقٍ، وَطْءَ المُقَيَّدِ نابِتَ الهَرْمِ
وكان حمّادُ بنُ سَلَمة يروي هذا الحديث: اللهم اشْدُدْ وَطْدَتَكَ على مُضَر. والوَطْدُ: الإثْباتُ والغَمْزُ في الأَرض.
ووَطِئْتُهم وَطْأً ثَقِيلاً. ويقال: ثَبَّتَ اللّهُ وَطْأَتَه. وفي الحديث: زَعَمَتِ المرأَةُ الصالِحةُ، خَوْلةُ بنْتُ حَكِيمٍ، أَنَّ رسول اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، خَرَجَ، وهو مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، وهو يقول: إِنَّكُمْ لتُبَخِّلُون وتُجَبِّنُونَ[ من قوله : " الولد مبخلة مَجبنة]، وإِنكم لَمِنْ رَيْحانِ اللّه، وإنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وطِئَها اللّهُ بِوَجٍّ، أَي تَحْمِلُون على البُخْلِ والجُبْنِ والجَهْلِ، يعني الأَوْلاد، فإِنَّ الأَب يَبْخَل بانْفاق ماله ليُخَلِّفَه لهم، ويَجْبُنُ عن القِتال ليَعِيشَ لهم فيُرَبِّيَهُمْ، ويَجْهَلُ لأَجْلِهم فيُلاعِبُهمْ. ورَيْحانُ اللّهِ: رَزْقُه وعَطاؤُه. ووَجٌّ: من الطائِف. والوَطْءُ، في الأَصْلِ: الدَّوْسُ بالقَدَمِ، فسَمَّى به الغَزْوَ والقَتْلَ، لأَن مَن يَطَأُ على الشيءِ بِرجله، فقَدِ اسْتَقْصى في هَلاكه وإِهانَتِه. والمعنى أَنَّ آخِرَ أَخْذةٍ ووقْعة أَوْقَعَها اللّهُ بالكُفَّار كانت بِوَجٍّ، وكانت غَزْوةُ الطائِف آخِرَ غَزَواتِ سيدنا رَسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فإنه لم يَغْزُ بعدَها إلا غَزْوةَ تَبُوكَ، ولم يَكن فيها قِتالٌ. قال ابن الأَثير: ووجهُ تَعَلُّقِ هذا القول بما قَبْلَه مِن ووَطِئ المرأَةَ يَطَؤُها: نَكَحَها.
ووَطَّأَ الشيءَ: هَيَّأَه.
الجوهريُّ: وطِئْتُ الشيءَ بِرجْلي وَطْأً، ووَطِئ الرجُلُ امْرَأَتَه يَطَأُ: فيهما سقَطَتِ الواوُ من يَطَأُ كما سَقَطَتْ من يَسَعُ لتَعَدِّيهما، لأَن فَعِلَ يَفْعَلُ، مما اعتلَّ فاؤُه، لا يكون إلا لازماً، فلما جاءا من بين أَخَواتِهما مُتَعَدِّيَيْنِ خُولِفَ بهما نَظائرُهما.
وقد تَوَطَّأْتُه بِرجلي، ولا تقل تَوَطَّيْتُه. وفي الحديث: إنّ جِبْرِيلَ صلَّى بِيَ العِشاءَ حينَ غَابَ الشَّفَقُ واتَّطَأَ العِشاءُ، وهو افْتَعَلَ من وَطَّأْتُه. يقال: وطَّأْتُ الشيءَ فاتَطَأَ أَي هَيَّأْتُه فَتَهَيَّأَ. أَراد أَن الظَّلام كَمَلَ.
وواطَأَ بعضُه بَعْضاً أَي وافَقَ.
قال وفي الفائق: حين غابَ الشَّفَقُ وأْتَطَى العِشاءُ. قال: وهو من قَوْلِ بَني قَيْسٍ لم يَأْتَطِ الجِدَادُ، ومعناه لم يأْتِ حِينُه.
وقد ائْتَطَى يأْتَطي كَأْتَلى يَأْتَلي، بمعنى المُوافَقةِ والمُساعَفةِ. قال: وفيه وَجْهٌ آخَر أَنه افْتَعَلَ مِنَ الأَطِيطِ، لأَنّ العَتَمَةَ وقْتُ حَلْبِ الإِبل، وهي حينئذ تَئِطُّ أي تَحِنُّ إلى أَوْلادِها، فجعَل الفِعْلَ للعِشاءِ، وهو لها اتِّساعاً.
ووَطَأَ الفَرَسَ وَطْأً ووَطَّأَهُ: دَمَّثه. ووَطَّأَ الشيءَ: سَهَّلَه. ولا تقل وَطَّيْتُ. وتقول: وطَّأْتُ لك الأَمْرَ إذا هَيَّأْتَه.
ووَطَّأْتُ لك الفِراشَ ووَطَّأْتُ لك المَجْلِس تَوْطِئةً. والوطيءُ من كلِّ شيءٍ: ما سَهُلَ ولان، حتى إنهم يَقولون رَجُلٌ وَطِيءٌ ودابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنة الوَطاءَة. وفي الحديث: أَلا أُخْبِرُكم بأَحَبِّكم إلَيَّ وأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامةِ أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُونَ أَكْنافاً الذينَ يَأْلَفُون ويُؤْلَفون. قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ وحَقيقَتُه من التَّوْطِئةِ، وهي التَّمهيِدُ والتَّذليلُ.
وفِراشٌ وطِيءٌ: لا يُؤْذي جَنْبَ النائِم. والأَكْنافُ: الجَوانِبُ. أَراد الذين جوانِبُهم وَطِيئةٌ يَتَمَكَّن فيها مَن يُصاحِبُهم ولا يَتَأَذَى. وفي حديث النِّساءِ: ولَكُم عَلَيهِنَّ أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أَحَداً تَكْرَهونه؛ أَي لا يَأْذَنَّ لأَحِدٍ من الرِّجال الأَجانِب أَن يَدْخُلَ عليهنَّ، فَيَتَحَدَّث اليهنَّ. وكان ذلك من عادةِ العرب لا يَعُدُّونه رِيبَةً، ولا يَرَوْن به بأْساً، فلمَّا نزلة آيةُ الحِجاب نُهُوا عن ذلك.
وشيءٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الوَطاءَةِ والطِّئَةِ والطَّأَةِ مثل الطِّعَةِ والطَّعَةِ، فالهاءُ عوض من الواو فيهما. وكذلك دابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنةُ الوَطاءَةِ والطَّأَةِ، بوزن الطَّعَةِ أَيضاً. قال الكميت:
أَغْشَى المَكارِهَ، أَحْياناً، ويَحْمِلُنِي منه على طَأَةٍ، والدَّهْرُ ذُو نُوَبِ
أَي على حالٍ لَيِّنةٍ. ويروى على طِئَةٍ، وهما بمعنىً.
والوَطِيءُ: السَّهْلُ من الناسِ والدَّوابِّ والأماكِنِ. وقد وَطُؤَ الموضعُ، بالضم، يَوْطُؤُ وطَاءَةً وَوُطُوءَةً وطِئةً: صار وَطِيئاً.
ووَطَّأْتُه أَنا تَوطِئةً، ولا تقل وَطَّيْته، والاسم الطَّأَة، مهموز مقصور. قال: وأَما أَهل اللغة، فقالوا وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَأَة والطِّئَةِ. وقال ابن الأَعرابي: دابَّةٌ وَطِيءٌ بَيِّنُ الطَّأَةِ، بالفتح، ونَعُوذُ باللّه من طِئةِ الذليل، ولم يفسره. وقال اللحياني: معناه مِنْ أَن يَطَأَني ويَحْقِرَني، وقال اللحياني: وَطُؤَتِ الدابَّةُ وَطْأً، على مثال فَعْلٍ، ووَطَاءَةً وطِئةً حسَنةً. ورجل وَطِيءُ الخُلُقِ، على المثل، ورجل مُوَطَّأُ الأَكْنافِ إذا كان سَهْلاَ دَمِثاً كَريماً يَنْزِلُ به الأَضيافُ فيَقْرِيهم.
ابن الأَعرابي: الوَطِيئةُ: الحَيْسةُ، والوَطَاءُ والوِطَاءُ: ما انْخَفَضَ من الأَرض بين النّشازِ والإشْرافِ، والمِيطَاءُ كذلك. قال غَيْلانُ الرَّبَعي يصف حَلْبَةً:
أَمْسَوْا، فَقادُوهُنَّ نحوَ المِيطَاءْ، بِمائَتَيْنِ بِـغـلاءِ الـغَـلاَّءْ
وقد وَطَّأَها اللّهُ. ويقال: هذه أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطَاءَ أَي لا صُعُودَ فيها ولا انْخفاضَ. وواطَأَه على الأَمر مُواطأَةً: وافَقَه. وتَواطَأْنا عليه وتَوطَّأْنا: تَوافَقْنا. وفلان يُواطِئ اسمُه اسْمِي. وتَواطَؤُوا عليه: تَوافَقُوا. وقوله تعالى: ليُواطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ؛ هو من وَاطَأْتُ. ومثلها قوله تعالى: إنّ ناشِئةَ الليلِ هِيَ أَشَدُّ وطَاءً، بالمدّ: مُواطأَةً. قال: وهي المُواتاةُ أَي مُواتاةُ السمعِ والبصرِ ايَّاه. وقُرئ أَشَدُّ وَطْأً أَي قِياماً. التهذيب: قرأَ أبو عمرو وابن عامرٍ وِطَاءً، بكسر الواو وفتح الطاء والمدّ والهمز، من المُواطأَةِ والمُوافقةِ. وقرأَ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي: وَطْأً، بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة، وقال الفرَّاءُ: معنى هي أشدُّ وَطْأً، يقول: هي أَثْبَتُ قِياماً. قال وقال بعضهم: أَشَدُّ وَطْأً أَي أَشَدُّ على المُصَلِّي من صلاةِ النهار، لأَنَّ الليلَ للنوم، فقال هي، وإِن كانت أَشَدَّ وَطْأً، فهي أَقْوَمُ قِيلاً. وقرأَ بعضُهم: هي أَشَدُّ وِطَاءَ، على فِعالٍ، يريد أَشَدُّ عِلاجاً ومُواطَأَةً. واختار أَبو حاتم: أَشَدُّ وِطاءً، بكس وفي حديثِ ليلةِ القَدْرِ: أَرَى رُؤْياكم قد تَواطَتْ في العَشْرِ الأَواخِر. قال ابن الأَثير: هكذا روي بترك الهمز، وهو من المُواطأَةِ، وحقيقتُه كأَنّ كُلاً منهما وَطئ ما وَطِئَه الآخَرُ.
وتَوَطَّأْتُهُ بقَدَمِي مثل وَطِئْتُه.
وهذا مَوْطِئ قَدَمِك. وفي حديث عبداللّه، رضي اللّه عنه: لا نَتَوَضَّأُ من مَوْطَإٍ أَي ما يُوطَأُ من الأَذَى في الطريق، أَراد لا نُعِيدُ الوُضوءَ منه، لا أَنهم كانوا لا يَغْسِلُونه.
والوِطاءُ: خلافُ الغِطاء.
والوَطِيئَةُ: تَمْرٌ يُخْرَجُ نَواه ويُعْجَنُ بلَبَنٍ.
والوَطِيئَةُ: الأَقِطُ بالسُّكَّرِ. وفي الصحاح: الوَطِيئَةُ: ضَرْب من الطَّعام. التهذيب: والوَطِيئةُ: طعام للعرب يُتَّخَذُ من التمر. وقال شمر قال أَبو أَسْلَمَ: الوَطِيئةُ: التمر، وهو أَن يُجْعَلَ في بُرْمةٍ ويُصَبَّ عليه الماءُ والسَّمْنُ، إن كان، ولا يُخْلَطُ به أَقِطٌ، ثم يُشْرَبُ كما تُشْرَبُ الحَسَيَّةُ. وقال ابن شميل: الوَطِيئةُ مثل الحَيْسِ: تَمرٌ وأَقِطٌ يُعْجنانِ بالسمن. المفضل: الوَطِيءُ والوَطيئةُ: الغَصِيدةُ الناعِمةُ،......".
*د يحيى
25 - مايو - 2009
ميز    كن أول من يقيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر ميز في لسان العرب

المَيْزُ: التمييز بين الأَشياء. تقول: مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا أَمِيزُه مَيْزاً، وقد أَمازَ بعضَه من بعض، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً: عزلته وفَرَزْتُه، وكذلك مَيَّزْتُه تمييزاً فانْمازَ. ابن سيده: مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ: فصل بعضه من بعض. وفي التنزيل العزيز: حتى يَمِيزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ، قرئ: يَمِيزَ من مازَ يَمِيزُ، وقرئ: يُمَيِّزْ من مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ واسْتَمازَ كله بمعنى، إِلاَّ أَنهم إذا قالوا مِزْتُه فلم يَنْمَزْ. لم يتكلموا بهما جميعاً إِلا على هاتين الصيغتين، كما أَنهم إذا قالوا زِلْتُه فلم يَنْزَلْ لم يتكلموا به إِلا على هاتين الصيغتين لا يقولون مَيَّزْته فلم يَتَمَيَّزْ ولا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ؛ وهذا قول اللحياني.
وتَمَيَّزَ القومُ وامْتازوا: صاروا في ناحية. وفي التنزيل العزيز: وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ؛ أَي تَمَيَّزوا، وقيل: أَي انْفَرِدُوا عن المؤمنين. واسْتَمازَ عن الشيء: تباعد منه، وهو من ذلك. وفي حديث إِبراهيم النخعي: اسْتَمازَ رجلٌ عن رجل به بَلاءٌ فابْتُلِيَ به أَي انفصل عنه وتباعد، وهو اسْتَفْعَلَ من المَيْزِ. ابن الأَعرابي: مازَ الرجلُ إذا انتقل من مكان إِلى مكان. ويقال: امْتاز القومُ إذا تنحَّى عِصابَةٌ منهم ناحيةً، وكذلك اسْتَمازَ، قال الأَخطل:
فإِن لا تُعَيِّرْها قريشٌ بِمَلْكِـهـا، يكن عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَرْحَلُ
ويقال: امتازَ القومُ إذا تميز بعضهم من بعض. وفي الحديث: لا تَهْلِكُ أُمتي حتى يكون بينهم التَّمايُلُ والتَّمايُزُ أَي يتحزبون أَحزاباً ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع. يقال: مِزْتُ الشيءَ من الشيءِ إذا فَرَّقْتَ بينهما فانْمازَ وامْتازَ، ومَيَّزْتُه فَتَمَيَّزَ؛ ومنه الحديث: من مازَ أَذىً فالحسَنةُ بعشر أَمثالها أَي نَحَّاه وأَزاله؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان إذا صلى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيركع أَي يتحول عن مُقامه الذي صلى فيه.
وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ: تَقَطَّع. وفي التنزيل العزيز: تَكادُ تَمَيَّزُ من الغَيْظِ.
*د يحيى
25 - مايو - 2009
آبَ = أوَبَ    كن أول من يقيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر أوب في لسان العرب

الأوْبُ: الرُّجُوعُ.
آبَ إلى الشيءِ: رَجَعَ، يَؤوب أَوْباً وإياباً وأوْبَةٌ وأَيْبَةً، على المُعاقبة، وإيبَةً، بالكسر، عن اللحياني: رجع.
وأوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَعَ وآبَ الغائبُ يَؤُوبُ مآباً إذا رَجَع، ويقال: لِيَهْنِئْكَ أَوْبةُ الغائِبِ أَي إِيابُه.
وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إذا أَقْبَلَ من سَفَر قال: آيِبُونَ تائِبُون، لربنا حامِدُونَ، وهو جمع سلامة لآيب.
وفي التنزيل العزيز: وإنّ له عندنا لَزُلْفَى وحُسْنَ مآب أَي حُسْنَ المَرجِعِ الذي يَصِيرُ إليه في الآخرة. قال شمر: كُلُّ شيء رجَعَ إلى مَكانِه فقد آبَ يَؤُوبُ إِياباً إذا رَجَع.
أَبو عُبَيْدةَ: هو سريع الأَوْبَةِ أي الرُّجُوعِ. وقوم يحوّلون الواو ياء فيقولون: سَريعُ الأَيْبةِ.
وفي دُعاءِ السَّفَرِ: تَوْباً لِربِّنا أَوْباً أَي تَوْباً راجعاً مُكَرَّراً، يُقال منه: آبَ يَؤُوبُ أَوباً، فهو آيِبٌ. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُم وإيَّابَهُمْ أَي رُجُوعَهم، وهو فِيعالٌ من أَيَّبَ فَيْعَلَ. وقال الفرَّاءُ: هو بتخفيف الياء، والتشديدُ فيه خَطَأٌ. وقال الزجاج: قُرئ إيَّابهم، بالتشديد، وهو مصدر أَيَّبَ إيَّاباً، على معنى فَيْعَلَ فِيعالاً، من آبَ يَؤُوبُ، والأَصل إيواباً، فأُدغمت الياء في الواو، وانقلبت الواو إلى الياء، لأَنها سُبِقت بسكون. قال الأَزهريّ: لا أَدري من قرأَ إيَّابهم، بالتشديد، والقُرّاءُ على إيابهم مخففاً.
وقوله عز وجل: يا جبالُ أَوِّبي مَعَه، ويُقْرَأُ أُوبِي معه، فمن قرأَ أَوِّبي معه، فمعناه يا جِبالُ سَبِّحي معه وَرَجِّعي التَّسْبيحَ، لأَنه قال سَخَّرْنا الجِبالَ معه يُسَبِّحْنَ؛ ومن قرأً أُوبِي معه، فمعناه عُودي معه في التَسْبيح كلما عادَ فيه. والمَآبُ: المَرْجِعُ. وَأْتابَ: مثل آبَ، فَعَلَ وافْتَعَل بمعنى. قال الشاعر:
ومَن يَتَّقْ، فإِنّ اللّه مَعْـهُ، ورِزْقُ اللّهِ مُؤْتابٌ وغادي
وقولُ ساعِدةَ بن عَجْلانَ:
أَلا يا لَهْفَ، أَفْلَتَنِي حُصَيبٌ، فَقَلْبِي، مِنْ تَذَكُّرِهِ، بَـلـيدُ
فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حينَ أَرْمِي، لآبَكَ مُرْهَفٌ منهـا حـديدُ
يجوز أَن يكون آبَكَ مُتَعَدِّياً بنَفْسه أَي جاءَك مُرْهَفٌ، نَصْلٌ مُحَدَّد، ويجوز أَن يكون أَراد آبَ إليكَ، فحذف وأَوْصَلَ.
ورجل آيِبٌ من قَوْم أُوَّابٍ وأُيَّابٍ وأَوْبٍ، الأَخيرة اسم للجمع، وقيل: جمع آيِبٍ. وأَوَّبَه إليه، وآبَ به، وقيل لا يكون الإيابُ إلاّ الرُّجُوع إلى أَهله ليْلاً. التهذيب: يقال للرجل يَرْجِعُ بالليلِ إلى أَهلهِ: قد تَأَوَّبَهم وأْتابَهُم، فهو مُؤْتابٌ ومُتَأَوِّبٌ، مثل ائْتَمَره. ورجل آيِبٌ من قوم أَوْبٍ، وأَوَّابٌ: كثير الرُّجوع إلى اللّه، عز وجل، من ذنبه. والأَوْبَةُ: الرُّجوع، كالتَّو بةِ.
والأَوَّابُ: التائِبُ. قال أَبو بكر: في قولهم رجلٌ أَوَّابٌ سبعةُ أَقوال: قال قوم: الأَوّابُ الراحِمُ؛ وقال قوم: الأَوّابُ التائِبُ؛ وقال سعيد بن جُبَيْر: الأَوّابُ المُسَّبِّحُ؛ وقال ابن المسيب: الأَوّابُ الذي يُذنِبُ ثم يَتُوب ثم يُذنِبُ ثم يتوبُ، وقال قَتادةُ: الأَوّابُ المُطيعُ؛ وقال عُبَيد بن عُمَيْر: الأَوّاب الذي يَذْكر ذَنْبَه في الخَلاءِ، فيَسْتَغْفِرُ اللّهَ منه، وقال أَهل اللغة: الأَوّابُ الرَّجَّاعُ الذي يَرْجِعُ إلى التَّوْبةِ والطاعةِ، مِن آبَ يَؤُوبُ إذا رَجَعَ. قال اللّهُ تعالى: لكُلِّ أَوّابٍ حفيظٍ. قال عبيد:
وكلُّ ذي غَـيْبةٍ يَؤُوبُ، وغائِبُ المَوتِ لا يَؤُوبُ
وقال: تَأَوَّبَهُ منها عَقابِيلُ أَي راجَعَه. وفي التنزيل العزيز: داودَ ذا الأَيْدِ إنه أَوّابٌ. قال عُبَيْد بن عُمَيْر: الأَوّابُ الحَفِيظُ الذي لا يَقوم من مجلسه. وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابِينَ حِين ترْمَضُ الفِصالُ؛ هو جَمْعُ أَوّابٍ، وهو الكثيرُ الرُجوع إلى اللّه، عز وجل، بالتَوْبَة؛ وقيل هو المُطِيعُ؛ وقيل هو المُسَبِّحُ يُريد صلاة الضُّحى عند ارتِفاعِ النهار وشِدَّة الحَرِّ. وآبَتِ الشمسُ تَؤُوبُ إياباً وأُيوباً، الأَخيرة عن سيبويه: غابَتْ في مَآبِها أَي في مَغِيبها، كأَنها رَجَعت إلى مَبْدَئِها. قال تُبَّعٌ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشمسِ، عندَ مَآبِها، في عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ
وقال عتيبة بن الحرِث اليربوعي:
تَرَوَّحْنا، مِنَ اللَّعْباءِ، عَصْراً، وأَعْجَلْنا الأَلاهة أَنْ تَؤُوبـا
أَراد: قيل أَن تَغِيبَ. وقال:
يُبادِرُ الجَوْنَةَ أَن تَؤُوبا
وفي الحديث: شَغَلُونا عن صَلاَةِ الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ مَلأَ اللّهُ قُلوبهم ناراً، أَي غَرَبَتْ، من الأَوْبِ الرُّجوعِ، لأَنها تَرجِعُ بالغروب إلى الموضع الذي طَلَعَتْ منه، ولو اسْتُعْمِلَ ذلك في طُلوعِها لكان وجهاً لكنه لم يُسْتَعْمَلْ. وتَأَوَّبَه وتَأَيَّبَه على المُعاقَبةِ: أَتاه ليلاً، وهو المُتَأَوَّبُ والمُتَأَيَّبُ. وفلان سَرِيع الأَوْبة. وقوم يُحوِّلون الواو ياء، فيقولون: سريع الأَيْبةِ. وأُبْتُ إلى بني فلان، وتَأَوَّبْتُهم إذا أَتيتَهم ليلاً. وتَأَوَّبْتُ إذا جِئْتُ أَوّل الليل، فأَنا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ. وأُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُه وأْتَبْتُه: وردته ليلاً. قال الهذليُّ:
أَقَبَّ رَباعٍ، بنُزْهِ الفَـلا ةِ، لا يَرِدُ الماءَ إلاّ ائْتِيابَا
ومن رواه انْتِيابا، فقد صَحَّفَه.
والآيِبَةُ: أَنَ ترِد الإبلُ الماءَ كلَّ ليلة. أَنشد ابن الأَعرابي، رحمه اللّه تعالى:
لا تَرِدَنَّ الماءَ، إلاّ آيِبَهْ،
أَخشَى عليكَ مَعْشَراً قَراضِبَهْ،
سودَ الوجُوهِ، يأْكُلونَ الآهِبَهْ
والآهِبةُ: جمع إهابٍ. وقد تقدَّم.
والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهاراً نظير الإسْآدِ في السير ليلاً. والتَّأْوِيبُ: أَن يَسِيرَ النهارَ أَجمع ويَنْزِلَ الليل. وقيل: هو تَباري الرِّكابِ في السَّير. وقال سلامةُ بن جَنْدَلٍ:
يَوْمانِ: يومُ مُقاماتٍ وأَنْـدِيَةٍ، ويومُ سَيْرٍ إلى الأَعْداءِ، تَأْوِيب
التَأْوِيبُ في كلام العرب: سَيرُ النهارِ كلِّه إلى الليل. يقال: أَوَّبَ القومُ تَأْوِيباً أَي سارُوا بالنهار، وأَسْأَدُوا إذا سارُوا بالليل. والأَوْبُ: السُّرْعةُ. والأوْبُ: سُرْعةُ تَقْلِيبِ اليَدَيْن والرجلين في السَّيْر. قال:
كأَنَّ أَوْبَ مائحِ ذِي أَوْبِ، أَوْبُ يَدَيْها بِرَقاقٍ سَهْبِ
وهذا الرجز أَورد الجوهريُّ البيتَ الثاني منه. قال ابن بري: صوابه أَوْبُ، بضم الباء، لأَنه خبر كان. والرِّقاقُ: أَرضٌ مُسْتَوِيةٌ ليِّنةُ التُّراب صُلْبةُ ما تحتَ التُّراب. والسَّهْبُ: الواسِعُ؛ وصَفَه بما هو اسم الفلاةِ، وهو السَّهْبُ.
وتقول: ناقةٌ أَؤُوبٌ، على فَعُولٍ. وتقول: ما أَحْسَنَ أَوْبَ دَواعِي هذه الناقةِ، وهو رَجْعُها قوائمَها في السير، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيْدِي والقَوائِم. قال كعبُ بن زهير:
كأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها، وقد عَرِقَتْ، وقد تَلَفّعَ، بالقُورِ، العَسـاقِـيلُ
أَوْبُ يَدَيْ ناقةٍ شَمْطاءَ، معْوِلةٍ، ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَثـاكِـيلُ
قال: والمُآوَبةُ: تَباري الرِّكابِ في السير. وأَنشد:
وإنْ تُآوِبْه تَجِدْه مِئْوَبا
وجاؤُوا من كلّ أَوْبٍ أَي مِن كُلِّ مآبٍ ومُسْتَقَرٍّ.
وفي حديث أنس، رضي اللّه عنه: فَآبَ إلَيهِ ناسٌ أَي جاؤُوا إليه من كل ناحيَةٍ. وجاؤُوا مِنْ كُلّ أَوْبٍ أَي من كل طَريقٍ ووجْهٍ وناحيةٍ. وقال ذو الرمة يصف صائداً رمَى الوَحْشَ:
طَوَى شَخْصَه، حتى إذا ما تَوَدَّفَتْ، على هِيلةٍ، مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، نِفَالهـا
على هِيلةٍ أَي على فَزَعٍ وهَوْلٍ لما مَرَّ بها من الصَّائِد مرَّةً بعدَ أُخرى. مِنْ كلِّ أَوْبٍ أَي من كل وَجْهٍ، لأَنه لا مكمن لها من كل وَجْهٍ عن يَمينها وعن شِمالها ومن خَلْفِها. ورَمَى أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ. ورَمَيْنا أَوْباً أَو أَوْبَيْنِ أَي رِشْقاً أَو رِشْقَيْن. والأَوْبُ: القَصْدُ والاسْتِقامةُ. وما زالَ ذلك أَوْبَه أَي عادَتَه وهِجِّيراهُ، عن اللحياني. والأَوْبُ: النَّحْلُ، وهو اسم جَمْع كأَنَّ الواحِدَ آيِبٌ. قال الهذليُّ:
رَبَّاءُ شَمَّاء، لا يَأْوِي لِقُلَّـتـهـا إلاّ السَّحابُ، وإلاّ الأَوْبُ والسَّبَلُ
وقال أَبو حنيفة: سُمِّيت أَوْباً لإِيابِها إلى المَباءَة. قال: وهي لا تزال في مَسارِحِها ذاهِبةً وراجِعةً، حتى إذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حتى لا يَتَخَلَّف منها شيء.
ومَآبةُ البِئْر: مثل مَباءَتِها، حيث يَجْتَمِع إليه الماءُ فيها.
وآبه اللّه: أَبعَدَه، دُعاءٌ عليه، وذلك إذا أَمرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثم وقَع فيما تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بذلك، فعند ذلك تقول له: آبكَ اللّهُ، وأَنشد:
فآبكَ، هَلاّ، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ، تُلِمُّ، وفي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ
وقال الآخر:
فآبكِ، ألاّ كُنْتِ آلَيْتِ حَـلْـفةً، عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ المُضَبِّبا
ويقال لمن تَنْصَحُه ولا يَقْبَلُ، ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه منه: آبكَ، مثل وَيْلَكَ. وأَنشد سيبويه:
آبكَ، أيهْ بِـيَ، أَو مُـصَـدِّرِ مِنْ خُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ
وكذلك آبَ لَك.
وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عن ثعلب.
ابن الأَعرابي: يقال أَنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ وحُجَيْرُها المُأَوَّبُ. قال: المُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ المُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، وكلها أَمثال. وفي ترجمة جلب ببيت للمتنخل:
قَدْ حالَ، بَـيْنَ دَرِيسَـيْهِ، مُـؤَوِّبةٌ، مِسْعٌ، لها، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيزُ
قال ابن بري: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عند الليل.
وآبُ: مِن أَسماءِ الشهور عجمي مُعَرَّبٌ، عن ابن الأَعرابي.
ومَآبُ: اسم موضِعٍ من أرض البَلْقاء. قال عبدُ اللّه بن رَواحةَ:
فلا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْـهـا، وإنْ كانَتْ بها عَرَبٌ ورُومُ
*د يحيى
28 - مايو - 2009
إلى شمس الوراق الساطعة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر لأستاذنا الكبير الدكتور يحيى على مساهماته القيمة بمجالس الوراق , فكلما قرأتُ مساهمةً لك أشعرُ بأنني تلميذٌ مبتدئٌ عندك , , ,
جزاك الله كل الخير
*محمد هشام
29 - مايو - 2009
 1  2  3  4  5