البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : الحركة الفكرية في الحلة في القرن التاسع الهجري    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 عامر عجاج حميد 
14 - سبتمبر - 2008
الحركة العلمية في الحلة الهجري في القرن التاسع
عامر عجاج حميد
    تقوم أقسام التاريخ في الجامعات بدور مهم في البحث العلمي التاريخي في مختتلف جوانبه , وفي هذا السياق  نوقشت  أطروحة الدكتوراه للطالب يوسف كاظم جغيل الشمَّري ،الموسومة بـ: الحياة الفكرية في الحلة خلال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي،وتشكلت لجنة المناقشة   من أ.د.حسن عيسى الحكيم صاحب المؤلفات العديدة في التاريخ الإسلامي من كلية الآداب جامعة الكوفة كرئيس للَّجنة، و أ.د عطا سلمان، كلية التربية جامعة واسط عضواً، و أ.د. عبد الخضر جاسم حمادي كلية التربية جامعة بابل عضواً، و أ.م.د.حسين كاظم قطب كلية التربية جامعة كربلاء عضواً، و أ.م.د. رؤوف احمد محمد الشمَّري كلية الفقه جامعة الكوفة عضواً، وأ.د. محمد كريم إبراهيم الشمَّري كلية الآداب جامعة القادسية عضواً مشرفاً، والأطروحة سجلت في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة القادسية، واحتوت الأطروحة على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، تضمن الفصل الأول دراسة الحياة السياسية في الحلة خلال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، قسم إلى ثلاث مباحث كان الأول منها تمهيداً لحوادث الحلة السياسية والعسكرية في القرن التاسع الهجري وتضمن حوادث الفترة 795 ـ 813هـ/1392 ـ1410م، والثاني تضمن الحوادث السياسية في الحلة خلال المدة 813 ـ 857هـ/1410 ـ 1453م، أما المبحث الثالث فقد تناول الحياة السياسية في الحلة خلال المدة 857 ـ 900هـ/1453 ـ 1494م، ويعدُّ هذا الفصلمهما كونه يكتب للمرة الأولى كتابة أكاديمية مستوفية لمصادر هذه الفترة بعد تناوله من قبل المرحوم يوسف كركوش الحلي رائد الكتابة عن تاريخ الحلة، واعتمد الفصل على مصادر مهمة منها التاريخ الغياثي لعبد الله بن فتح الله البغدادي المتوفى نهاية سنة 907هـ/1501م، الذي كان كاتباً لديوان الإنشاء في بغداد، وتأتي أهمية هذا الكتاب لهذه الفترة كونه وثَّق الحوادث التي وقعت في العراق خصوصاً والمشرق عموماً، ونقل عن كتب سابقة لهذه الفترة منها كتاب نظام التواريخ لناصر الدين عمر البيضاوي المتوفى في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وعن كتاب ظفرنامه لشرف الدين اليزدي المتوفى 807هـ/1404م، الذي ركز على أخبار تيمورلنك ونقل ايضاً عن كتاب أنباء الغمر لإبن حجر العسقلاني المتوفى 852هـ/1448م، واعتمد الفصل على مصدر آخر هو كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور، لمؤلفه احمد بن عبد الله بن عربشاه المتوفى 845هـ/1442م، وكتب أخرى، ولكن الذي يحسب للباحث اعتماده وترجمته لمصادر فارسية مهمة في هذه الفترة منها كتاب: روضة الصفا في سيَر الأنبياء والملوك والخلفاء، للخواجة حميد الدين محمد مير خواند بن السيد خوارزمشاه البلخي المتوفى 904هـ/1498م، وهو في التاريخ العام باللغة الفارسية توفى مؤلفه قبل إتمامه فأكمله ابنه خواندمير المتوفى 942هـ/1530م، صاحب كتاب حبيب السير، وكتب أخرى اعتمدها الباحث، أما المخطوطات فأهمها مخطوط كلام المهدي لمحمد بن فلاح المشعشعي المتوفى 870هـ/1465م، وهو مجموعة من الرسائل التي تداولها محمد المشعشعي مع بعض أمراء المناطق المجاورة وفقهائها، حمل في ثناياه معلومات مهمة عن عقيدة المشعشعين، والفضل يعود في حصول الباحث على هذا المخطوط إلى الأستاذ محمد جواد فخر الدين التدريسي في كلية تربية بنات جامعة الكوفة.
    تناول الفصل الثاني الرحلة العلمية لأشهر رجال الفكر في الحلة، تضمن المبحث الأول منه الرحلة العلمية لرجال الفكر في الحلة، أما المبحث الثاني فتناول رحلة رجال الفكر الحليين الى مدن العالم الإسلامي، أما الفصل الثالث فقد درس الألقاب العلمية والإجازات ومراكز الحياة الفكرية في المدينة، أما الفصل الرابع والأخير فقد اخذ على عاتقه دراسة مراحل الدراسة ومناهجها والعلوم التي اشتهر بها الحليون، وأنواع العلوم سواء كانت تطبيقية او انسانية.
    اعتمد الباحث المخطوطات والمصادر والمراجع والدوريات والرسائل والاطاريح الجامعية ما يزيد على خمسمائة مصدر.
    ناقش الأساتذة الطالب مناقشة مستفيضة وأشار الدكتور عطا سلمان إلى أهمية الفترة التي تناولتها الأطروحة وقلة الدراسات عنها واشاد بتبني قسم التاريخ كلية التربية جامعة القادسية لمثل هذا الموضوع المهم الذي اشار الباحث إلى أصل فكرة الكتابة عنه يعود فضلها إلى الدكتور محمد ضايع حسون الجبوري أستاذ التاريخ المساعد في كلية التربية الأساسية جامعة بابل، لكنه  أي الأستاذ عطا رأى أن يكون العنوان ولكون الفصل السياسي فصل مهم وكبير: الحياة السياسية والفكرية في الحلة خلال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي،  وردَّ الباحث بانه كان من الضروري تناول الأحوال السياسية في الحلة قبل تناول الأمور الفكرية لتأثير الجانب السياسي بالجانب الفكري وضرورة توضيح ذلك.
      وقد اتخذ الباحث طريقة منهجية في كتابة المصادر اتخذت طريق الاختصار بذكر الكتاب مختصرا في الهوامش مع وجوده كاملا في كشاف المصادر والرجوع اليه عند الحاجة، واختلفت آراء المناقشين في تأييد أو رفض هذه الطريقة حيث أشار أ.م.د.حسين كاظم قطب إلى ضرورة ذكر ببلوغرافيا الكتاب كاملا عند ذكره لأول مرة ثم كتابته مختصرا في المرات اللاحقة، أما أ.د. عبد الخضر جاسم حمادي فقد أشاد بالأطروحة وأشار إلى عدد من الملاحظات منها: ضرورة الترجمة لكل شخصية فكرية ذكرت في الأطروحة، لكن الباحث وجد ان يكون منهجه الإشارة إلى الرجال البارزين ذوو الشأن، أما من يعتقدهم اقل أهمية فإنهم ذكروا في الملاحق اختصارا للجهد.
     وأشاد الدكتور حسن عيسى الحكيم بموضوع الأطروحة مشيرا إلى قلة المعلومات في المصادر التي تخص  الفصل السياسي وأشاد بتوصل الباحث إلى هذه المعلومات التي شملها الفصل السياسي، وبين بأنه ما يحسب للباحث بان يتمكن من كتابة الفصل السياسي بالصورة الموجودة في الأطروحة بالرغم من قلة المعلومات والحلقات المفقودة من تاريخ العراق خلال القرن التاسع الهجري ناهيك الحلة.
      كما ان الدكتور رؤوف كانت لديه مجموعة ملاحظات وقام بتعريف بعض المصطلحات التي عرفت لم تعرف من قبل الباحث مثل: العرفان، والحلول والتناسخ، مشيرا الى راي المدرسة الامامية من الحلول والتناسخ.
     كما كانت كلمة ختامية للاستاذ المشرف الدكتور محمد كريم إبراهيم الشمَّري الذي بين الغموض الذي عم الفصل السياسي واشار الى ضرورة تناول الفصل السياسي مع توضيح ما يعكسه على الحياة الفكرية، وأشاد بالجهد الذي بذله الباحث لإخراج الأطروحة بهذه الصورة مركزا على ضرورة ماعمله الباحث من ملاحق ليتسنى للقارئ رسم صورة عن الكيفية التي كانت تسير بها الحياة الفكرية في مدينة الحلة.      
   تميزت الأطروحة عن غيرها من الدراسات باستخدام أسلوب إحصائي جديد على الدراسات التاريخية في التاريخ الإسلامي، حيث أظهرت الجداول الإحصائية المدن التي قصدها رجال الفكر الحليون مع أسماء من رحل منهم في طلب العلم ومن لم يرحل.
     وجدول بالألقاب العلمية التي حملها رجال الفكر الحليون، وجدول وضح شيخ الإجازات العلمية التي تم الاطلاع عليها خلال مدة البحث وتواريخ الإجازات، مع جدول يوضح شيوخ الرواية وطلابه في مدينة الحلة في القرن التاسع الهجري، وكذلك عناوين الكتب التي أجيزت مع أسماء مؤلفيها مع قائمة بأسماء مصنفات رجال الفكر في الحلة والتخصص الذي تناوله الكتاب بحسب العلوم.
     كما تناول الباحث أمكنة الدرس في الحلة ومواقعها وهذا ما كان جديرا بالاهتمام حيث أشار الى المدرسة الحلية العريقة وهي المدرسة الزينبية وأشار للمرة الأولى الى موقعها بعد بحث وتمحيص حيث موقعها بجوار مقام الإمام المهدي (عج) فيسوق الهرج الحالي في الحلة، كذلك كانت اشارة جديدة الى مدرسة ومسجد الشيخ عبد السميع بن فياض الاسدي الحلي، رغم عدم وجود إمكانية تحديد مكانه الفعلي، الا انها إشارة تذكر لأول مرة وهذا ما يحسب للباحث.
    كما أشار الباحث إلى مراحل الدراسة في الحلة مع تحديد زمن او مدة كل مرحلة من مراحل الدراسة في المدينة، وكان الفصل الأخير مختصا بتصنيف مؤلفات الحليين بحسب العلوم الانسانية او الصرفة (التطبيقية).
 وفي مشروع رائد لنشر الكتب التي تتناول الثقافة والتاريخ والرجال الحليين تتولى جامعة بابل مشروع نشر الرسائل والاطاريح التي تناولت جوانب تاريخ وحضارة مدينة الحلة يتبناه مركز دراسات الحلة وسوف تكون هذه الاطروحة احدى كتب هذا المشروع،ونتمنى ان نوفق في تقديم عروض لهذه الكتب التي صدرت ومن الله التوفيق.                        
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة