 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |
 | تعليق ودخول في الدخول كن أول من يقيّم قبل ان ابدا في الموضوع اشكر الاخت الهام على تعليقها الاخير وانبهها على ان تعليقي الاخير كان على من نفى تهديد السياحة للادب المغربي ومن قرا الكلام سيدرك ذالك وكلامي هاذا المستنكر علي اردده دائما في المناسبات والندوات ولم اجد منكرا حتى كتبته على موقع الوراق واني والحمد لله من الذين يكتبون دائما عن اللادب المغربي لاني ادرك انه مستهدف من جهات شتى اذكرها في غير هاذا المكان اما بالنسبة لما يتعلق بالادب المغربي فسابدا كلامي في التكلم عن رجالاته وابرز من شغفت بالدراسة عليهم العلامة احمد الشرقاوي اقبال فهو خاتمة الادباء وهو الذي احيا الادب المغربي بجده وحماسه وقد كان لي معه لقاء قبل موته استقبلني في منزله بمراكش الحمرا ءعاصمة العلم قديما واخذت عنه بعض كتبه ومن بينها شاعر الحمراء في الغربال 2مختارات من ديوان شاعر الحمراء 3في اللغو وما اليه 4درس المعيار 5فنون الافنان ومن اعظم كتبه واكثرها استفادة كتاب معجم المعاجم فهو من اروع واحسن ما الفه هاذا العلامة يرحمه الله ولد رحمه الله في مراكش سنة 1927وتوفي رحمه الله سنة 2002 وان ارتم التكلم عن كل كتاب من هاته الكتب فانا مستعد لذالك هذا مختصر عن واح من رجالات الادب المغربي وفي المقال الاخر ساتكلم عن عبد الله كنون واقول ختاما ان الادب المغربي لولا السياحة التي تستهدفه لاعتلى عرش الشرف وهاذا كلام | azes | 22 - فبراير - 2005 |
 | ولولا السياحة التي تعترضه لاعتلى عرش الشرف كن أول من يقيّم الشخصية الثانية من الادباء المغاربة عبد الله كنون ومن اشهر كتبه النبوغ المغربي في الادب العربي وهو كتاب يحتوي على ثلاثة اجزاء تكلم في الجزء الاول منه عن عصر الفتوح ويقصد به عصر المرابطين 2 عصر الموحدين 3 عصر المرينيين 4عصر السعدييين 5 عصر العلويين وفي الجزء الثاني تكلم عن رسالة من بروكلمان اليه ثم انتقل الى المنتخبات الادبية وبدا فيها بقسم المنثور وفيه الكلام عن الخطب والمناظرات والمناظرات قي الدين والمناظرات في الادب والمناظرات في السياسة ثم انتقل الى الرسائل وبدا الكلام بالتكلم عن الرسائل السلطانية ثم الاخوانيات ثم المتفرقات ثم المقامات ثم المحاضرات ثم المقالات وفي الجزء الثالث تكلم عن المختارات الشعرية وبدا الكلام فيه عن قسم المنظوم ثم انتقل الى الحماسة والفخر ثم الغزل والشوق والنسب ثم الوصف ثم الموشحات والازجال ثم انتقل الى الاداب والوصايا والحكم ثم الى المدح والتهنئة والاستعطاف ثم الى الملح والطرف ثم الى الرثاء ودكر الموت وهاده اطلالة قصيرة علىهاد المؤلف ولو اردنا التحدث عن كل موضوع من هاده المواضيع لطال بنا المقام وتكفي اشارتنا الى الكتابوفي كل مقال ساتكلم عن شخصية من شخصيات الادب المغربي واحدا تلو الاخر حسب مااطلعت عليه وتوصلت به والله الموفق للصواب | azes | 22 - فبراير - 2005 |
 | ينابيع أحمد العمراوي كن أول من يقيّم
ينابيع أحمد العمراوي: الماء الفوار والرقص الدائري
خالد البقالي القاسمي
يبدو ديوان الأستاذ أحمد العمراوي عبارة عن تصور إنساني دقيق وتأمل باطني يوشك أن يحتوي التجريد ويتجاوزه في نفس الوقت، فالصيغ التي صادر عليها الشاعر تنبئ بقدرته الملموسة علي التعامل مع العبارات المضبوطة التي تترجم صورا كثيفة وبالغة البذخ من المشاهدات والإحساسات المغرقة في العمق الإنساني من خلال معايشة تجربة الوجود بكل قلقها وألقها، فمنذ البداية يعلن الشاعر عن انخراطه في التجربة المستحيلة والمعشوقة في آن واحد وحين يلامسها ناموس الحال ـ الديوان: ص5 لقد اختار أن ينغمس في لغة الحال التي يصعب علي الفرد العادي أن يقوم بهتكها، ولكن الشاعر يعلن للجميع بأن قلق النفس شجرة النفس تتدلي ص 5. شيء محبب للعاشق الذي يصبو للرغبة التي لا تمكن الجميع من تذوقها، إن الذوق مقام العشاق الذين يتقنون التسلل إلي أغوار الرتب والمقامات وهنا فقط يستطيع الواحد منهم أن ينخرط في وهج المكاشفة المغرية والمتصلة.
ماء، ماء، لا شيء غير الماء في لغة الشاعر ذات الصور الفاتنة والمنفلتة عن كل ترصد أو إفضاء، فالماء المالح صلب لأنه أجاج، هو ملح مر، ولذلك فإنه يندرج ضمن مجال الملمس غير المضمون، إنها لغة مستعصية علي الإمساك، ومغامرة التعامل معها قد تكون مهلكة أو محرقة ما دام المتوكل أو العاقد للنية غير مستعد لتجربة السلوك، فالماء إذا نبع نبعا ونبوعا فقد بجس وانفجر، ثم إذا بلج وبض فإنه يقطر ويسيل، وهنا تنبجس العين ينبوعا وتصير ينابيع تجري وتتهادي، وانسدت ينابيع الغوط الأكبر وأبواب السماء ـ ابن قتيبة ، إن ينابيع الشاعر لا تبض ماء واحدا لأن الجريان لا يتكرر، فهو يرنو نحو الواحد ولكنه ليس بواحد، فلغة الشاعر إذا تجربة متفردة في التيه ومنغمسة في الغواية، ماء من نفس الجنس رغم تباين... - ص.6 ، إن الماء قادر علي أن يعكس ذاته وماهيته رغم تلاشي ذاته في المرآة وتيهه في ظل الرغبة، رغبة العشق الأبدي لذاته المتلاشية يا أيها الذي أسكرني بحبه ـ لا تردني إلي ذاتي ـ بعدما سلبتني ذاتي/ يقول الحلاج ، فهي لا تتكرر، وتنسحق مثل السراب بين الرؤيا والنظر سراب يشبه الماء ـ ص 9 . إنه مقام الاستحالة وتداخل الرؤى في الرؤى وسعي دائب نحو نشدان الزمن، زمن الفناء إن وقتي سرمدي - إذا أفنيتني فيك - أصبحت حرا عتيقا/ يقول أبو بكر الشبلي .
إن لغة الماء التي آثر الشاعر دخولها راضيا مرضيا سلبت حريته وصيرته عبدا للمقامات ولست حرا ـ ص 33 ، وعندما يأتيه الحال تتحد اللغة بالشعر وبالماء، رغم محاولته إعادة الأمور إلي حالتها الأولي، ولذلك فإن قواميس الماء لا تسعفه في تبديد الوحشة التي بداخله، ويختلط عليه إيقاع الشعر في غمرة لحظات التعب القاسي ـ ص37 ، وعلي مريد الماء أن يصير قطرة منه، ينسحق فيه، يحل، ويغوص في السراب الذي في الحديث، في الشطح، الاستقامة، الثبات ـ ص 40 ، إنه العود الأبدي إلي حرفة الدراويش والدمعة المقلوبة والأصل المنسي؛ وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ـ الفرقان 53 ، إنه مقام العشق والشوق والحلول، والعود المستمر إلي أعماق التكوين والبدء، إلهي ها أنذا سأدخل ـ مقام أشواقي ـ وأتأمل فيك عجائب الأسرار/ يقول الحلاج ، إنه العشق اللامتناهي الذي ينفلت من المكان والزمان وال ينفك عنهما بين العشق والغسق ما بين الشمس والمس ـ من تشاكل صوتي صوفي ـ ص44 ، فهذا طريق الوجد واللوس ( = الذوق) الذي اختطه الشاعر وارتضاه، وحاك له للغته الخاصة، ونسج له عباراته المائية ذات الأغوار الأنطولوجية البحتة، وهي مستعصية علي السالك المبتهل أو المريد المتشوق، وعليه أن يلج مقامات شتي لكي يكون في مستوي التجربة التي تتملكها لغة الوجد والشوق، إنها لغة المسالك الوعرة والتجليات الكبرى، يا أيها الذي لا يدرك بالأبصار ـ مهما عرفت نفسك ـ فكل العالم أنت ـ ولا تجلي أكثر من تجليك ـ فالنفس كامنة مستترة في الجسم ـ وأنت في النفس قد اختفيت ـ يا أيها الذي استتر فيما استتر/ يقول محمد فريد الدين العطار .
خلص يا واحدي تعددي ـ ص56 ، قلق دائم وسهد مقيم، ورغبة في التخلص من اللغة الضحلة، وعزم علي ولوج مسالك اللغة المغيبة، لغة العالم غير المنظور من خلال الحب والوجد والهيام والانسحاق في الشوق الواحد للواحد، إنه توحيد العواطف، وتآلف المشاعر وغياب التعدد عن الذات في الذات من خلال الظهور والخفاء واستحضار لغة الطهر والطاقة الروحية الحية، واستيطان ملكوت الواحد الأحد، كم تتضارب في قلبي من عواطف ـ ولكن اكتشاف حبك جعل منها واحدة - إني تركت للناس دنياهم ومعتقداتهم منذ أصبحت وطني وديني / يقول شيخ الشيوخ ابن عربي .
يحاصر الماء الشاعر ولا يترك له مجالا لصياغة لغته ما ثمة غير الماء ـ ص58 . لأن لغة الماء هي المهيمنة عليه، تحاصره وتشده إلي رموزها وهيبتها، وإلي كبريائها، إنها لغة البحر والنهر والأنبياء، والشاعر محاصر بكل هذا، وشوقه يزداد، ويرتفع، ويرنو، ويهفو، ويتشوق، ويظل واجدا وسالكا ولا يستطيع أن يتحرر من قدره السرمدي، لا يستطيع أن يتحرر من تعدده الذي يجذبه نحو الغواية، ونحو الطريق النوراني الذي يصهر ذاته، ويحاصره في شتي مجالات حياته ومماته، وعبثا يحاول الفكاك من قدره المحتوم، القدر المائي الذي يتسلل صافيا كالعقد المنظوم تحت الحباب الحسن الرائق، فاللغة التي ينشدها الشاعر ويستكنهها هي لغة الغواية التي تكمن في انسحاق الروح بالروح من خلال الوصل السالك الجميل الذي لا يكفي ذاته ولا يبل ريقه وحبه وهواه، يقول ابن الفارض:
أهـفو لأنـفاس النـسيــم تــعــلة
ولوجه من نقلت شذاه تشوفي
وإن اكتفي غيري بطيف خياله
فأنا الذي بوصاله لا أكتفي
إن طريق الشاعر هي لغته التي اختارها لنفسه، وهي لغة الظهور والمكاشفة، لغة الضوء أو النور الذي يدفعه إلي التجلي بذاته، والتطلع نحو الذات المتعالية التي هي الهدف والمطلب والمنشود، والنور الذي ينشده الشاعر هو نور متنوع، مختلف حسب معدن البشر وزجاجهم، حيث يتلون النور ويتغير لونه وألقه حسب الزجاج الذي يسافر عبره ومن خلاله النور، النفس واسطة بين القلب وبين زيتونة لا شرقية ولا غربية ـ ص63 ، ولا شيء غير النور يتخلل هذه الزيتونة الفريدة من نوعها، والتي هي حكر علي أصحاب المقامات والعارفين السالكين مسالك الذوق والوجد والمشاهدة، لماذا تريد - أن يلحق الجزء بالكل ـ والشعاع بالنور ـ إني أضم بين جوانحي العالم ـ ويستغرقني، من حوالي، العالم / يقول جلال الدين الرومي ، ولا يمكن أن يكون الفرد كذلك إلا إذا استطاع تملك ناصية اللغة المائية، عليه أن يكون بالضرورة بحريا أو نهريا، المهم أن يكون كائنا مائيا من أكون إن لم أكن بحريا أو نهريا ـ ص68 ، حتى وإن كان الماء مختلفا وهاربا ومنفلتا فإن القدر محتوم ومطوية صحائفه، فالماء ولغة الماء هما المنطلق والمنتهي، ولا مجال للحرية والاختيار بين الرموز والأدوات، لأن اللغة المائية مستورة لشدة ظهورها وتجليها وصفاء بهائها ونورها، والفاصل ماء، والجامع ماء في الأصل ـ ص74 ، الظهور والخفاء والفصل والوصل، إنها الخصائص المميزة للغة المائية التي تحسم بين القول والفعل، بين الإنشاد والسماع، بين الكثرة والواحد، بين الشعر والنثر، ولا يستطيع بلوغ هذه المراتب إلا الماء الملطخ بصمغ الحرف ـ ص83 ، ويحاول الشاعر جاهدا أن يمسك بأسرار هذه اللغة التي أغوته وغامر بل أرغم علي قبول غوايتها، فهو مهما حاول أن يتخلص ويتحرر دائما يتسلل الماء ـ ص98 . إلي لغته التي أعيته وأتعبته، وما توصل إلي فك غموضها، والفكاك من قيودها التي أدمته، وأرقت لياليه، وحيرت أفكاره وعباراته، فهو يراوح معها بين الصد والهجر، وبين القرب والوصل، حتى تصل به الأقدار إلي ذروة السدرة حيث يلتهب الحلق والريق ـ ص 105 ، ورغم حلمه الجميل الذي أراد له أن يتحقق عبر الإمساك بأسرار الخلق الأول والآخر حيث ينفرج ضيقك العالي ـ ص 105 فإن الأمر لا يعدو أن يكون موعدا جديدا يضربه الشاعر للمريدين والسالكين الذين يعشقون الشعر والنظم حتى لا تنهكهم ضراوة وقسوة اللغة المائية المستعصية، إنه تبرير للذات من خلال الرغبة في التجاوز والتعالي، وركوب لغة الذوق والوجد، إنه القدر ولا شيء غيره، لقد ركبت بحر الشعر يا صاحبي وليس لك أن تلجه إلا غاويا مفتونا مبهورا.
والآن فإنه بالإمكان الاعتقاد بأننا لم نكن إلا بإزاء تأويل أو تأويلات تبتعد عن الظاهر المقبول والمرغوب، وتحتمي بالمغيب الذي لا يمكن تبريره والحديث عنه وبه إلا بلغة الخواص والموهوبين، ونحن لا نعاند في ذلك ونعتبر أن الأمر علي هذه الشاكلة لأنه لن يستقيم إلا بها وعبرها، لأن اللغة تظل دائما هي الوحيدة الحاملة لظاهرها ومغيبها، الحاملة لذاتها وتأويلها في نفس الآن، فهي القابلة لأن تكون كلاما ونصا، إشارة ورمزا، إنها لغة غير اعتيادية إذ هي مألوفة وغريبة، فاللغة المائية التي ألفها الشاعر واعتاد عليها، أو لنقل أرغم عليه، وأجبر علي دخول متاهاتها وغواياتها هي لغة تدعو إلي البحث في الأثر والمجاز، البحث في مغيب الأشياء، الأشياء غير العادية التي لا يمتلكها الجميع، إنه طريق مغلف بالعبارات والمفاهيم التي تحيل كل واحدة منها علي الأخرى وتفضي إليها، فالشاعر لم يعمد إلي إنتاج الأساطير والخوارق بل ولج عالمها المغلف بالحكمة والرغبة والشوق، لقد أعاد الشاعر في الحقيقة إنتاج هذه الأساطير من خلال توصيف بهائها وإشعاعها، ألا يعيش الجميع بالأساطير وعبرها ?
علي الجميع أن يقبل بقدره ولا يبتعد عنه، ولكل أسطورته، وأسطورة الشاعر هي لغته، هي ماؤه، هي تنوع هذا الماء واختلاف أنواره، إن أساطير الشاعر تشع بالمضامين الروحية، هي المضمخة بلغة قدرها، لغة مائها، وماء لغتها، لقد كان الشاعر يتكلم ويكتب ويفهم ذاته، يسبر أغوارها، يقبل بعذابها وعنتها، وتلك هي تجربة السالك في القديم والحديث، ولا يختلف القديم والحديث في لغة الشاعر، فالزمن واحد وإن تعاقبت الأساطير وتوالت قوة الأقدار، إن لغة الشاعر سلطة، سلطة علي الذات وعلي الروح، وهما لا تختلفان ولا تفترقان في لغة الشاعر المائية، فكل منهما ذلك الحاضر الغائب، ذلك القريب البعيد، ذلك القاسي الرحيم، إن الشاعر لا يدعو في لغته المائية إلي التمركز حول العقل أو الروح، بل يدعو إلي الانتقال بهما وعبرهما من أجل إحياء الشعر بالماء، ولا حضور بينهما لسلطة الوسيط أو الوسطاء، فالحجاب بين الشعر والماء مرفوع منذ زمن تقديس الكلمات وساعة تبجيل الأنبياء، لقد أراد الشاعر أن يكون مفهوما فطرق عوالم الماء والشعر قصد الوصول إلي الروحي واللامتناهي، لم يقصد إلي الاختلاف رغبته بل أرغم عليه وعلي غوايته، واشتغل عليه وبه وتمكن من تشكيل ذاته، وخلق فعله، وسلك بهما ومن خلالهما طريق الغواية فكان الشعر، منبثقا، جميلا، متألقا، متوهجا، ولقد فضل الشاعر ألا يرجئ وألا يؤجل مخاضه، فعايش قدره، واختط مسلكه، وأنتج ذاته داخل ديوانه الذي تضمن في ثناياه.
وأما الذي أنت أهل لـــه
فلست أرى الكـون حتى أراك
فما الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمـد في ذا وذاك
كاتب وباحث من المغرب
ينابيع مائية ـ ديوان شعري ـ الشاعر أحمد العمراوي ـ دار الأمان ـ الرباط ـ المملكة المغربية ـ الطبعة الأولي ـ 2003.
القدس العربي- 2005/01/20
| ثريا | 24 - فبراير - 2005 |
 | لكم المحبة كن أول من يقيّم تحية للجميع
هذا نموذج من الأدب المغربي
هذا جزء من قصيدة ينابيع مائية
وهي من موقع
باب الفتوح للشاعر أحمد العمراوي
شَجَرَةُ النَّفْسِ تَتَدَلَّى
تُعَانِقُ ظِلاَلَهَا
وَحِينَ يُلامِسُهَا نَامُوسُ الحَالِ تَسْتَطِيلُ
كَزَرَافَةِ فَقَدَتْ وَلِيدَهَا
تَلْتَفتُ، وَتَلْتَفُّ بِنَاعُورَتِهَا المُسَيَّجَةِ
بِمَاءٍ مَالِحٍ صَلْبِ المَلْمَسِ
مَاءٌ يُفْضِي لِلرَّغْبَةِ وَلا يَدُلُّ عَلَيْهَا
لِلْمَاءِ وُجُوهٌ :
وَجْهٌ يُلامِسُ أَقْدَامَ العَرْشِ
النَّازِلِ عَلَى ظِلِّ النَّفْسِ
وَجْهٌ يَتَسَرْبَلُ مَعَ سَتْرَةِ الرَّاهِبِ المُدَجَّجِ بِبِخُورٍ وَشُمُوعٍ وَأَنْغَامٍ ثَالُوثِيَّةٍ
وَجْهٌ تَرَائِبِي يُفْرِزُ شَيْطَاناً أَسْوَدَ
يَتَمَرَّدُ عَنْ قُمْقُمِهِ
وَجْهٌ نَارِيُّ يَسْكُنُ خَرَاطِيمَ حَمْرَاءَ
لَهَا نَفْسُ التَِكْرَارِ بَيْنَ النَّفْسِ وَمَائِهَا،
بَيْنَ الظِّلِّ وَاسْتِطَالَتِهِ
مَاءٌ مِنْ نَفْسِ الجِنْسِ رَغْمَ تَبَايُنِ
الوُجُوهِ الغَائِرَةِ غَوْرَ الذَّاتِ فِي الجَسَدِ
مَا الذَّاتُ ? مَا الجَسَدُ ? مَا النَّفْسُ ?
أَيٌّ ظِلٌّ لآخَرَ ?
أَيٌّ مَاءٌ لآخَرَ ?
طِفْلٌ عَادَ لِمَخْبِئِهِ
تَوَسَّدَ مَاءً لا وَجْهَ لَهُ
وَنَـــام
امْرَأَةٌ تَمَرَّدَتْ عَنْ رَغْبَتِهَا
رَفَضَتْ ظِلَّ النَّفْسِ
وَلَمْ تَجِدْ مَاءَهَا بَعْد
المِرْآةُ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ المَاء
مُوسِيقَى بِيتْهُوفن تَدْفِنُ آهَاتِ النَّفْسِ وَشَجَرَتِهَا فِي جَسَدٍ لا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ تَسْمِيَتَهُ يُشْبِهُ المَاءَ
لِتَحْلِيلِ لَهَبٍ مُتَوَهِّجِ
النَّفْسُ وَحْدَهَا تُطْفِئُ مَاءَ الاسْتِيقَاظ
الوُجُوه ُالمُتْعَبَةُ تَتَلَذَّذُ بِتَعَبِهَا
بِتَلَوُّنِ مَاءَاتِ هَذَا التَّعَبِ
كُلُّ تَعَبٍ يُلْغِي آخَرَهُ
وَكُلُّ آخَرٍ يَقْطُنُ مِنْطَقَةً بَاطِنُهَا سَيِّدُ الظَّاهَرِ
وَالظَّاهِرُ أُضْحِيَةٌ تَسْتَهْوِي مَاءِ العَرْشِ
وَجَهْوِرِيَِةَ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ
الأمْطَارُ مَا عَسَاهَا تَكُونُ
إَنْ لَمْ تَكُنْ مَاِئيَّة
العَيْنُ دَائِرِةٌ هَيْثَمِيَّةٌ وَمَائِيَّةٌ أَيْضاً
هَلْ يُمْكِنُ لِلإِلْهَامِ أَنْ يَحْضُرَ
فِي لَحْظَةِ الانْخِطَافَ ?
قَبْلَ المَاءِ ? أَمْ بَعْدَهُ ?
أَمْوَاتُ مُوسَى الَّذِينَ تَحَوَّلُوا إِلَى أَحْيَاءَ كَانُوا فَوْقَ المَاءِ يَسِيرُونَ
دُونَ أَنْ يَلْتَفِتُوا
بَيْنَ الرُّؤْيَا وَالنَّظَرِ سَرَابٌ يُشْبِهُ المَاءَ
صَاحَبَي لَمْ يَرَنِي حِينَ رَأْيْتُهُ
وَلَكِنَّ رُؤْيَتَهُ تَدَاخَلَتْ فِي رُؤَيَايَ
فَاتَّحَدَتَا اتِّحَاداً ذَرِّياََّ هُوَ المَاءُ بِعَيْنِهِ
الصَّنْعَةُ تِقْنِيَّةٌ بِيَدِ الصَّانِعِ
قَدْ تَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ
وَحِينَ تَصِلُ إِلَى المَاءِ
يَقَعُ العَصْفُ
الرِّيقُ مَاءٌ كَمَا يَحْضُرُ فِي البَدْءِ
مَعَ الحَيَاةِ يَحْضُرُ أَثْنَاءَ المَوْتِ
تَسِيحُ النَافُورَةٌ فِي أَزِقَّةِ الذَّاتِ
فِي مَسَامِّ الجّسّدِ الجَــمْعِي
يَنْزِلُ مَاءٌ يَتَجَوَّلُ فِي شَوَارِعِ الوُجُودِ
يَدْخُلُ البُيُوتَ بِلاَ اسْتِئْذَانٍ
يَسْتَقْبِلُهُ كَاهِنٌ قَدِيمٌ
يَعُضُّ وَجْنَتَهُ
َودِفْءٌ، وَدَفَقٌ .
عُذُوبَةٌ تَسْتَمْلِحُ النَّارَ والغَدِيرَ.
فِي بِكَائِيَّةِ الطَّلَلِ دَخَلَ وَتَدَاخَل المَاءُ
هَوَى وَاسْتَهْوَى
اسْتَلَّ قَارُورَةِ العِشْقِ
فَخَرَجَ جِنِّيٌّ طَوِيلُ القَامَةِ
مَدَّ يَدَهُ، أَغْمَضَ عَيْنَ الحِكْمَةِ
وَغَابَ فِي جُنُونٍ يُشْبِهُ القَصيدَةَ
وَرَأَى فِيمَا يَرَى الوَاقَفُ :
جَبَلٌ نَارِيٌّ هَرَمِيُّ القَدِّ مَاِئيُّ الرُّؤْيَةِ يَتَدَحْرَجُ فِي مِشْيَتِهِ يَتَّجِهُ شِمَالاً مُنْكَمِشاً يَسِيرُ مَصْعُوقاً مِنْ رَهْبَةِ المَنَازِلِ .
تخيلات ليست بالضرورة شعرا ولا نثرا وإنما تخيلات خيوط القداسة فيها دقيقة بين الدنس والماء والنار.
وَفَجْأَةً يَتَحَوَّلُ كُلُّ شَيْءٍ :
المَشْهَدُ المَائِيُّ يَصِيرُ دَمَوِياًّ
يَخْنُقُ النَّفْسَ وَشَجَرَتَهاَ
فَتَحْدُثُ الاسْتِفَاقَةُ وَيَنْهَمِرُ مَاءٌ السقاية مَمْزُجاً بِغَمْغَمَاتِ الحُفَاةِ العُرَاةِ
المُتًطَاوِلِينَ فِي الخَلْقِ لا فِي البُنْيَان.
اسْتِيقَـــــاظٌ :
نَفْسُ المُعَادَلَةِ بَيْنَ المَاءِ وَالدَّمِ
بَيْنَ الضَّحِيَّةِ وَالأُضْحِيَّةِ
بَيْنَ السِّكِّينِ وَعُنُقِ الذَّبِيحِ
تَتَرَتَّبُ فِِي مُدُنٍ لَمْ يَعُدْ لِلدَّهْشَةِ فِي عَيْنَيْهَا جُحْرٌ
يُلاطِمَ غَيْمَ الذَّاتِ مَعَ الذَّاتِ.
اسْتِيقَاظٌ وَرُؤىً :
اسْتِدَارَةٌ عُلْياَ تََتَوَسَّطُ الرُّخَامَ
قِطَعٌ زَلِّيجِيَّةٌ دَقِيقَةٌ كَدِقَّةِ لُغَةِ صَانِعِهَا
مِفْتَاحٌ نُحَاسِيٌّ لامِعٌ
أَحْجَارٌ.....
لَذَّةٌ مَرْئِيَّةٌ
تَأْخُذُ نَفْسَ الحَجْمِ
حَجْمَ النَّفْسِ
تَتَرَّبَعُ مِحْرَابَ الذَّاتِ
الشَّاهِدَةِ عَلَى ظَمَإِ اللَّحْظَةِ
المُنْفَلِتَةِ عَنْ مَاضِيهَا
تَدُورُ السَّقَّايَةُ بِعَيْنِ النَّاظِرِ
دَوَرَانَ الوَحْشَةِ فِي السِّرِّ
فِي فَاسَ سَيِّدَةِ المَتَاهَةِ .
سَيَِدَةِ جِدَارِ المَاءِ .
مَاءُ عَارٍ كَعَراءِ الحَائِطِ المَائِلِ.
حَائِطٌ قَصِيرٌ دُوِّنَتْ عَلَى خَدِّهِ عِبَارَتَيْنِ
غَرِيبَتَيْنِ مُتقَابِلَتَيْنِ تَمَاماً :
الأُولَى : لا ِلْلحُبِّ
الثَّانِيَّةُ : مُحَمَّدٌ يُحِبُّ فَاطِمَةَ
شَاهِدُ يُثِيرُ البَصَرَ وَلا يُثِيرُ البَصِيرَةَ
الثَّمِلَةَ بِصَوْتِ الانْهِمَارِ العَظِيمِ
يَنْزِلُ عَمِيقاً المَاءُ
عَمُودِيًّا يُرَوِّي أَغْصَانَ الزَّيْتُونَةِِ النَّابِثَةِ
عَلَى سَطْحِ الدَّارِ
الطَّالِعَةِ مِنَ السَّقْفِ المُطِلِّ عَلَى صَوَامِعِ الدُّنْيَا وَأَصْوَاتِ اللهِ المُتَعَالِيَةِ
فَجْرَ كُلِّ خَطِيئَةٍ
وَفَجْرَ كُلِّ مَاءِ تَكْفِيرِهَا.
السَّقَّايَةُ اسْمٌ نَارِيٌّ يَتَضَوَّعُ بِالمَاءِ
شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ الفِعْلِ
وَنَعَمْ لِلْحُبِّ بِكُلِّ صِفَاتِ الرُّوحِ وَالمَادَّةِ
بِكُلِّ تَقَاسِيمِ الوَحْيِ الْمُوحِي لِجُنُونِ الوَاقِعِ
وَثَبَاتِ الظِّلِّ عَلَى أَوْرِدَةِ العَقْلِ
عَلَى انْكِسَارِ الكُرْسِيِّ فِي مَاءِ العَرْشِ وَهَنْدَسَةِ النُّورِ الثَّاقِبِ الحَائِرِ فِي حُدُودِ مَدَاه .
مَاءٌ وَمَاءٌ
لِلْمَاءِ الأَوَّلِ طَعْمُ النَّارِ
مُلُوحَةٌ تَقْضِمُ الْعَيْنَ وَالْحُنْجُرَةَ مَعاً.
لِلْمَاءِ الثَّانِي دِفْءٌ مَخْطُوفٌ كَبُرَاقٍ
يَرْكَبُ أَصْوَاتَ التِّيهِ
يَتَلَوَّى بِأُرْجُوَانَةِ الجَسَدِ
لاَ حَدَّ لَهُ إِلاَّ الصَّمْتَ الأَكْبَرَ
سَيِّدَ الشَّهْقَةِ النِّهَائِيَّةِ
مَاءَانِ يَغْتَسِلُ كُلٌّ مِنْهِماَ فِي وَاحِدِه
طَاهِرَانِ يُكَفِّرَانِ عَنْ مِحَنِ الجَسَدِ
بِأَغْصَانِهِ الصَّلْبَةِ وَالأَكْثَرَ لُزُوجَةً
مَا الفَاصِلُ بَيْنَ المَاءِ وَالرُّوحِ فِي حَالِ الغُصَّةِ ?
أَمَامَ لافِتَةِ الحُبِّ وَلاءَاتِهِ
أَمَامَ الانْهِمَارِ المُشَكِّكِ فِي كُلِّ شَيْءٍ
مَا العَلاقَةُ بَيْنَ يَدِ الخَطَّاطِ صَانِعِ السَّقَّايَةِ
وَبَيْنَ حَمْلَقَاتِ المَارَّةِ المُتَوَافِدِينَ عَلَيْهاَ ?
المَّارَّةِ المُقِيمِينَ فِي مَاءِ المَكَانِ
وَالمَارَّةِ الغُرَبَاءِ عَنْ زَمَانِ التَّشّكُّلِ الأَوَّلِ
زَمَنِ طُوفَانِ سُفُنِ الرُّؤْيَا
فِي البَدْءِ كَانَ المَاءُ وَفِي الخَتْمِ كَذَلِكَ
مَاٌء لاَمِعٌ صَفَاؤُهُ إسْكَارٌ لِلْبَدَنِ
وَنَشْوَةٌ لِلْعَقْلِ العَاِشرِ
مَاءٌ أَبْيَضُ مَاءٌ أَسْوَدُ
زُجَاجُ مِصْبَاحٍ هَوَائِيٍّ
يَفْتَضُّ نُورَ القَوْلِ فِي عَتْمَةِ الحَكْيِ
وَهُوَ ذَا المَاءُ .
فِي سَرْمَدِيَّةِ الرَّائِي يَقِفُ الحُوذِيُّ يَقُولُ :
انْظُرْ يُنْظَرُ إِلَيْكَ
جَمِّعْ أَشْتَاتَ الضِّلْعِ المَائِلِ مِنْك
لَمْلِمْ زَبَدَكَ ، أَسْرِجْ أَهْوَاءَكَ لِلرِّيحِ
فَأَلَذُّ مَا يَجِدُ المَرْءُ مَا لا يُشَارَكُ فِيهِ
العُزْلَةُ أُرْجُوحَةُ البُلَغَاءِ
مَا الاسْمُ ? مَا الجِسْمُ ?
مَا النَّظُرُ إِلَى عَيْنِ المَاءِ السَّائِحِ فِي صُلْبِ الأضْلاع?
وَلَهٌ بِالشُّرْبِ ، وََلَهٌ بِالنَّشْوِةِ
وَالمَاءُ سَيْلٌ إِذاَ ضَاقَ اِتَّسَعَ
انْهِمَارٌ بَيْنَ النَّفْسِ وَالهَبَاءِ.
انْظُرْ مَا أَنَا طَيْفُكَ،
مَا أَنَا َهْوَاؤُكَ.
بَيْنَ المَاءِ وَالهَوَاءِ تَرَاشُقَاتٌ جَمْعِيَّةٌ شَفَّافَةٌ
أَمْوَاهٌ مُتَرَاصَّةٌ تُقَابِلُ أَهْوَاءَ الحَالِ.
يَسْتَطِيلُ النَّظَرُ فَيَتقَوَّسُ عُنُقُ النَّاظِرِ
وَغَوْصٌ فِي اللَّحْظَةِ، فِي المَاءِ، فِي الوَلَهِ
إِبْحَـــارٌ، تَيَهَــــانٌ
إِذاَ لَمْ يُسْكِرْ صَاحِبَهُ أَسْكَََرَهُ الضَّوْءُ
لَوْنُ الضَّوْءِ لَوْنُ المَاءِ
تَطْهِيرِيٌّ دَافِقٌ حَزِينٌ.
مَاءُ الرَّعْشَةِ
مَاءُ الرَّغْبَةِ
مَاءُ المَرْأَةِ
وَمَاءُ أَرْتُورْ رَامْبُو
يَتَجَالَسُونَ فِي مُقَدِّمَةِ صَحْرَاءٍ
يُغَازِلُونَ كِلابَ العَشيِّ
يُسْمَعُ سُعَالُهُمْ قَصِياًّ
يَتَرَاكَبُونَ كُلٌّ فِي صَاحِبِهِ
الرَّغْبَةُ بِالمَرْأَةِ وَالرَّعْشَةُ بِرَامْبُو
وَهَا الانْفِجَارُ.
مَاءٌ فَجَّرَ زَرْقَةَ الكَوْنِ
شَكَّلَ نُقْطَةَ البِدَايَةِ
فِي البَدْءِ كَانَ وَلا نِهَايَةَ لِطُوفَانِهِ العَظِيمِ
السُّومَرِيِّ الأَكَّادِيِّ الهَارِبِ مِنْ سَفِينَتِهِ
المَنْفُوخَةِ بِالعَسَسِ وَحُرَّاسِ المَاءِ
هَلْ يُمْكِنُ حِرَاسَةُ المَاءِ ?
حِرَاسَةُ المَاءِ هِيَ حِرَاسَةٌ لِلْغِوَايَةِ
وَحَارِسُ المَاءِ هُوَ بَوَّابُ الجَنَّةِ.
مَاءُ يُوسُفَ غَيَّرَ وَجْهَ مِصْرَ
وَمَاءُ "المَنَارَةِ" أَبْهَجَ حُمْرَةَ مُرَّاكُشَ
وَبِبَابِ "الوَفَاءِ" أَفْرَشَ الظِّلُّ لِمَقَامَاتِهِ
مَقَامُ التَّوْبَةِ
مَقَامُ العَابِرِينَ
وَكُلُّ الأُخْرَيَاتِ.
وَادِي الزَّيْتُونِ
وَادِي فَاسَ اللَّأْلآءِ الرَّقْرّاقِ
يَرْتَجَّ على كِتَابَاتٍ
َأَحْرَقَهَا لِسَانُ الحَالِ
فَأَزْهَرَ ، هَامَ، خَبَا
صَلَّى لِلْوَحْدَةِ
يَسْتَنْشِقُ هِجْرَتَهَا فِي صَهْدِ البَغَايَا
عَلَى أَرِيكَةٍ صَنَوْبَرِيَّةٍ
لاَ شَوْكَ بِهَا.
اِنْزِلْ
?
يَرْشُقُكَ المَاءُ بِزَفَرَاتِ الرُّوحِ المَائِلَةِ
اِنْزِلْ
?
تَعْتَصِرُ الكَلِمَاتُ الحِكْمَةُ مِنْ عَيْنَيْكَ
اِنْزِلْ
?
? نَزَلَ" الفَلاَّس ُ"
غَاصَ مِنْ قَعْرِ البِئْر
لِقَعْرِ النَّهْرِ وامْتَدَّ لِلْبَحْرِ
صَادَفَ مُلُوحَةَ
? وَعــَادَ
صَادَفَ سَمَكاً بْلاَسْتِيكِيًّا
? وَعَــادَ.
مَاءٌ نُورَانِيٌّ وَمَاءٌ آسِنُ مُمْتَزِجَانِ
مَاءٌ طُهْرَانِيٌّ وَمَاءُ بَشَرٍ
أَحْدَثاَ إِعَاقَةً فِي نُزُولِ العَارِي
البَاحِثِ عَنْ لَحْظَةِ دِفْءٍ
عَنْ أَصْدَافٍ مَنْسِيَّةٍ
عَنْ أَطْرَافِ مِقْوَدٍ قَدِيمٍ لِدَرَّاجَةٍ هَوَائِيَّةٍ
عَنْ قَبْضَةِ سِكِّينٍ أَوْ حَدَائِدَ لَهَا وَجْهَ رِيحٍ
لَمْ يَجِدْ سِوَى قَبْضَةَ عَنَاوِينَ هَارِبَةٍ
مِنْ خَرِيطَةِ هَذاَ الوَطَنِ المَنْشُورِ عَلَى غَيْمٍ
يَنْفَلِتُ مِنْ مُعَادَلاَتِ المَادَّةِ النَّوَوِيَّةِ
وَتَشْكِيلاتِ الاقْتِصَادِ المُحَدَّدِ
وَمَهَاوِي البَتِّ الرَّقْمِيِّ
الإلِكْتْرُونِيَّةِ غَيْرِ المُتَجَانِسَةِ
هَلْ حَدَثَ العَالَمُ صُدْفَةً ?
حُرُوبُ الَّنقَّالِ
عَلَى أُذُنٍ، عَلَى كَتِفٍ، جَسَدٍ
حُرُوبٌ مُلَوَّنَةٌ بِالأَزْرَقِ قَلِيلاً
وَبِالأَحْمَرِ قَلِيلاً
عُيُونُهَا مُخَطَّطّةٌ بِالشَّرْقِ زَائِغَةٌ نَحْوَ الغَرْبِ
حَيْثُ تَلاطُمُ الأَكْتَافِ وَالكَتائِبِ
الحَدَائِقِ وَأخْضَرِ الشِّفَاهِ
الأَرْجَلُ وَتَصَادُمُ الحَضَارَاتِ
وَسَوَادٌ، وَصُفْرَةٌ ،
وبَيُوضَةٌ كَالضَّوْءِ البَاهِتِ.
هَلْ حَدَثَ صُدْفَةً ?
َتقْسِيمُ الثَّرَوَاتِ
تَقْسِيمُ المَمَالِيكِ المَنْسِيَّةِ
تَرْتِيبُ الأَدْوَارِ،اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
الظُّلْمَةَ وَالظُّلُمَاتُ
الكَوْن المَائِيُّ.
هَلِ المَاءُ ظُلْمَةٌ أَمْ ظُلُمَاتٌ ?
إِذاَ لَمْ يَكُنْ نُوراً مَاءُ اللَّحْظَةِ
المُنْبَعِثِ مِنْ ظُلْمَةِ الذِّئْبِ
فَمَا عَسَاهُ يَكُونُ.?
بَطْنُ الذِّئْبِ ظُلْمَةٌ تَتَقَوَّتُ بِحِجَارَةِ المَارَّةِ
تَرْتَوِي بِفِسْقِيَاتِ وَشَلاَّلاَتِ الدُّنْيَا
بَطْنٌ مَائِيٌّ وَمُظْلِمٌ
وَالظَّاهِرٌ ظِلٌّ يَسْتَوِي فِي النِّسْيَان.
شَفَةُ " المَجْذُوبِ " وَرِيقُهُ النَّازِلُ مَــاءٌ
آلَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ تَبْتَلِعُ دَهْشَةَ اللَّحْظَةِ
العَابِرَةِ عُبُورَ زَغْرَدَتَكِ يَا أُنْثَى الرِّيحِ
وَمُسْتَقْبِلَةَ ضُيُوفِ الرَّحْمَةِ
أَحْبَابِ الدَّفِّ ، سُكَارَى المِزْمَارِ
الثَّاقِبِ بَرْدَ الابْنِ وَصَهْدَ الأَبِ
شَفَةُ " المَجْدُوبِ "
تَقْبِضُ بِالسِّنِّ الأَسْفَلِ سِكِّينًا خَشِنَ النَّصْلِ
تَقْبِضُ بِالسِّنِّ الأعْلَى نَفَساً
وَحِيداً وَحْدَةَ هَذاَ المَكَانِ
الأَعْزَلِ الفَارِغِ مِنْ كُلِّ رُتُوشِ العَصْرِ
العَائِدِ لِأَوَّلِيَّةِ الشَّيْءِ وَنِقيضِهِ
وَلِظُلْمَةِ الأَحْشَاءِ وَالفِكْرِ وَالبَحْرِ وَالنَّاسِ
شَفَةٌ لاَ لَوْنَ لَهَا لاَ شَكْلَ وَلا عُنْوانَ
شَفَةٌ تَكْفِي لِطَيِّ لُغَتِي الحَالِيَّةِ وَتَعْوِيضِهَا
بِالأزَلِ الأوَّلِ المُحَيِّرِ الصَّامِتِ
مَا لُغَةُ الصَّمْتِ ? مَا صَمْتُ اللُّغَةِ ?
فِي أَيِّهِمَا يَسْتَوْطِنُ عَرْشُ المَاءِ
هَلْ تَصْلُحُ لُغَتِي لِصِمْتِ المَاءِ أَمْ لِمَاءِ الصَّمْت?
تَشكُلٌ أَبْلَهٌ بِلُغَةِ أَشَدَّ بَلاهَةً
رَغْمَ قَدَاسَةِ الهُنَا وَالهُنَاكَ
رَغْمَ ضَغْطِ الإِيقَاعِ الضَّابِطِ لِهَوَى النَّفِسِ
تَسْتَهْوِيِني لُغَتِي
أَرْكَبُهَا ، أَجُولُ بِهَا فَيَاِفي الذَّاتِ
وَلَسْتُ حُراًّ
أُغْمِضُ بِهَا العَادِيِّ تَقِيَّةً مِنْ آتٍ
قَدْ لا أَرُوقُ لأسْمَالِهِ
وَلَسْتُ حُراًّ
أَسْتَجْمِعُ كُلَّ قَوَانِينِها
ُأَقلِّبُهَا كَمَا يَحْلُو لِي
أَقُولُ بِهَا مَا لا يَقْدِرُ صُنَّاعُ النَّفْطِ
فِعْلَهُ أمَامَ ضَغْطِ الشَّارِعِ وَالبَنْكِ الدَّوْلِيِّ
وَلَسْتُ حُراًّ
أَخْلَعُ عَنْهَا الوَزْنَ وَأَعُودُ إِلَيْهِ عِنْدَ الحَاجَةِ
أَشْكُلُهَا بَبَيَاضٍ وَسَوَادٍ أَفُكُّ رَمَادَهَا النُّونِيَّ
أُمَدِّدُ هِلالَهَا الهُلامِيَّ
الظَّاهِرِ أَعْلَى صَوَامِعِ اللهِ
البِارِزِ فِي كُلِّ طَرِيقٍ
المُحْرِقِ لِلْوَجْدِ وَلِلْوَجْهِ وَلِلْمَاءِ
وَلَسْتُ حُراًّ
السَّوَاقِي تَجْرِي بِالمَاءِ بَحْثاً عَنِ العَوَّامِ
أَتْبَعُهَا فِكْراً، وَهْماً بِماَ أَنَّ العَالَمَ
فِي الأَّوَّلِ لَيْسَ سِوَى قَطْرَةَ وَهْمٍ
مُتَخَيَّلٍ فِي جِسْمٍ إِنْسَانِيٍّ ثُلُثُ تَكْوِينِهِ مَاءٌ
أَسِيحُ فِيهِ كَمَا يَحْلُو لِي
وَلَسْتُ حُراًّ
أَقْبَلُ أَنْ أَنْضَبِطَ لِتَارِيخِ النَّاسِ
أَرْقُصُ حِينَ يَكُونُ الرَّقْصُ
أَغْضَبُ مِنْ أَتْفَهِ الأسْبَابِ
أَضْرِبُ أَبْنَائِي حِينَ لاَ يَقْبَلُونَ نَصِيحَتِي
وَكِبَرَ تَجْرِبَتِي
وَقَدْ أَضَعُ يَدِي فِِي أَمْكِنَةٍ خَاصَّةٍ مِنْ جَسَدِي
حِينَ يَأْتِينِي الحَالُ
وَلاَ أَفْهَمُ بَعْضَ الأَشْيَاءِ
أَصِيرُ المَجْدُوبَ الخَارِجَ
عَنْ جَسَدِ الجَسَدِ وَذَاتِ الذَّاتِ
الطَّالِعَ فِي دُنْيَا لا تُشْبِهُ دُنْيِايَ
وَلَسْتُ حُراًّ
أَتَوَهَّمُ بِالشِّعْرِ أُعَوِّضُ وَحْلَ اللُّغَةِ
أَرَى فِي دُنْيَايَ عُبُوراً لِلْفَجْرِ نَحْوِي
وَلاَ أَخَافُ مِنَ الآتِي إِلاَّ بِمِقْدَارِ الضَّغْطِ
القَادِمِ مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ لاَ تَفْهَمُ حَالاتِي
أَرْكَبُ فِي مَتَاهَةِ مَاءِ الأَرَقِ الأَزْرَقِ
أَشْرَبُ مَنْ حُمْرَةٍ تُعَوِّضُ الخَسَارَةَ بِالتِّيهِ العَالِي
وَلاَ أَفْهَمُ
أُعِيُد الأُمُورَ إِلَى حَالَتِهَا الأُولَى
وَلاَ أَفْهَمُ
أَتْرُكُ للِدَّاخِلِ مَا بِالدَّاخِلِ
وَأَغِيبُ كَثِيراً عَنْ أَنَايَ المُمَزَّقِ رِيحُهاَ
بِفعل آلَةِ نَفْخٍ تُطِيلُ العُمْرَ لاَ القَبْرَ
وَلاَ أَفْهَم
أَفْتَحُ كُلَّ قَوَامِيسِ المَاءِ بَحْثاً عَنْ إِيقَاعٍ آخَرَ
لِهَذَا الشِّعْرِ صَدِيقِي القَابِعِ فِي هَاِويَةٍ
بَيْنَ الحُرِّيَّةِ وَالفَهْمِ
وَلَسْتُ حُراًّ
وَلاَ أَفْهَمُ مَا يَحْصُلُ لِي
لَحَظَاتِ التَّعَبِ القَاسِي
وَالحُبِّ القَاسِي
وَالعُنْفِ القَاسِي
أَيُّهَا المَاءُ
يَا صَدِيقِي الَّذِي لاَ يُشْبِهُ إِيقَاعَ نَفْسِي
رَتِّبْنِي فِي قَطْرَةٍ مِنْكَ
أَكُنْ طَوْعَ انْسِيَابِكَ
زَاوِجْ بَيْنَ حُرِّيَّتِي وَالفَهْمِ
أَصِرْ وَاحِداً مِنْ مُرِيدِيكَ
أَعِدْنِي لِتَرْتِيبِيَ الأَوَّلَ لِظُلْمَتِيَ المُنِيرَةَ
لِتَلاَطُمِ مَوْجِ أَنْوَارِي الصَّاعِقَةِ
لِطُوفَانِي السَّرْمَدِيَّ
أََصْعَدْ دُرْجاً مِنْ أَبْرَاجِكَ
أَسْتَوِ مَعَكَ بُرَاقاً يَضَعُنِي
وَالقُدْسَ حِجَارَةً مُقَدَّسَةً بِدِمَاءِ صِبْيَةٍ
أَشَدَّ صَلاَبَةً مِنْ عَمَالِقَةِ الوَقْتِ المُتَحَكِّمِينَ
فِي الطَّوْقِ وَالحَمَامَةِ فِي الطَّرْفِ وَالطَّاقَةِ
فِي الطِّينِ وَالطّنِينِ عَبْرَ الإِعْلاَمِ الهَارِبِ
الخَالِي حَتْماً مِنَ المَاء
بَاشِرْ شَفَتِي عَلِّي أَفْهَمُ بَعْضاً مِنْ تَكْوِينِكَ
بَعْضاً مِنْ إِجْحَافِكَ حِينَ يَقِلُّ الغَيْثُ
وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ النَّاسِ
بَحْثاً عَنْ ظَمَإ آخَرَ غَيْرِ الظَّمَإِ المَعْرُوفِ
قَابِلْنِي بِبَيَاضِ زُجَاجِكَ
أُفْلِحْ فِي فَكِّ الخَطِّ المَكْتُوبِ بِصَمْغِ الذَّات
مَلِّحْ أَحْلاَمِي بِعَرُوسِ البَحْر
بَلِّلْ أَقَْْدَامِِي بِصَلاَتِكَ زَمَنِ الشِّعْر
أَكُنْ فَاضِلاً مُهَذَّباً فِي الفِكْرِ وَفِي القَوْلِ
وَفِي تجْمِيعِ كَلاَمِ النَّاسِ العَادِي
فِي الحَدِيثِ، فِي الشَّطْحِ ، الاِسْتِقَامَةِ ، الثَّبَاتِ ، المَمَات ِ، الحَيَاةِ ، النَّظَرِ ، الإِنْفَاقِ ، الإِنْتَاجِ
وَفِي قَطْعِ الصُّرَّةِ مَعَ قَاِبلَتِي
حِينَ أُولَدُ مَفْتُوحَ العَيْنَيْنِ مُسْتَقِيمَ الأَظَافِر
هَيِّءْ لِلدُّنْيَا أَوْهَامِي
وَلاَ تُحُمَلِّنْيِ مَا لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ
فَأَنَا دَرْوِيشٌ مُتَأَثِّرٌ بِحِرْفَةِ الدَّرَاوِيشِ
وَصَوْتِ شُعَرَائِهِم الأَحْرَارِ فِي الدَّاخِلِ لاَ خَارِجَ الجَسَدِ المُسَيَّجِ بِبِكُاءٍ عِبْرَانِيٍّ يَرْجُمُهُ الحَائِطُ
فَيَعُودُ لِرْحَلِتِه بَحْثاً عَنْ مُسْتَقْبَلٍ لِدَمْعَتِهِ المَقْلُوبَةِ
اغْفِرْ سَرِقَاتِي فَأنَا وَاحِدٌ مِنْ عَصْرٍ
لاَ قُدْرَةَ لَهُ عَلَى الانْفِلاتِ مِنْ سَطْوَةِ السِّرِّ
إِلاَّ بِهَذَا الكَلاَمِ المُتَشَابِهِ بَعْضُهُ
المُتَنَافِرِ فِي وَقْتِ الحَالِ
الطَّامِعِ فِي رُكُوبِ المُحَالِ
الوَاقِفِ حِينَ يَقْعُدُ النَّاسُ
المُسْتَضِيئِ بِمِحْنَةِ اللُّغَةِ
وَالخَوْفِ مِنْ سُلْطَةِ الضَّعْفِ
البَشَرِيِّ حِينَ تُلاَمِسُ خَدَّ الحَقِيقَةِ
وَتَسِيرُ بِهَا مِنْ عَيْنِ القَلْبِ
لِعَيْنٍ أُخْرَى لاَ زِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ اسْمِهَا
لِذَا ألْتَجِئُ لِلْماءِ أَيُّهَا المَاءُ
الشَّمْسُ وَالأَنْوَاءُ اسْطُرْلابٌ لِلْوَقْتِ
لِتَقَلُّبَاتٍ مُنَاخِيَّةٍ ثَقَبَتْ وَجْهَ الأُوزُونِ
وَجْهَ الحَق
َشْمسٌ قُزَحِيَّةُ القَسَمَاتِ
هَلْ نَصْعَدُهَا يَوْماً وَلَوْ بِالفِكْرِ
هَلْ نُمْسِكُ أَلِفَهَا قَبْلَ السِّينِ
العالم ألف ا
مجموع نقط
ألفات ا ا ا
شكل لأصل ا لـ اـ L
نقطة ، نقط ، بدء، كتابة،
شعر مـــاء أصل العالم
والماء ?
قائم، نازل ، علة العلل ، أحدي ، مجموع، بالواو يتحير أو يتخير، بالباء يصعد برجا غاب
قطب ناكح ومنكوح، أنثاه ذكر ذكره هواء
وبين الذكورة والأنوثة نيران ترابية
أشجار تنزل أمواه تنزل أصعدها
أشرب : سكري العاتي يسبقني نحو النبع
ظمآن وأفيض تشتعل ظلمتي
ماء الشجر يطفؤها : سيول ، أنهار ، بحر، غمر وظلمة أخرى ،
تكوين، بدء، نقطة، ألف، ألفات والسكر بالماء طفس روحاني قد يطفئ المحبة في نهر العشق
بَيْنَ العِشْقِ وَالغَسَقِ مَا بَيْنَ الشَّمْسِ وَالمَسِّ
مِنْ تَشَاكُلٍ صَوْتِيِّ صُوفِيٍّ
فِي الغَسَقِ يَتِمُّ العِشْقُ
فِي وَهَجِ الشَّمْسِ يَهِيمُ المَمْسُوسُ
َومِنْ كِلَيْهِمَا تَنْزِلُ نُقَطُ الشِّينِ الثُّلاَثِيَّةِ
ثَلاَثَ قَطَرَاتٍ تَكْفِي لِحَرْقِ وَجْهِ المُلْتَفِتِ
فِي شِينِ العِشْقِ لاَ تَفْتَحْ عَيْنَيْكَ لَحْظَةَ الانْخِطَافِ
فِي شِينِ الشَّمْسِ أَغْمِضْ عَدَسَةَ المَادَّةِ
كَيْ لاَ يَحْرِقَكَ الوَجْدُ
فِي شِينِ الشِّعْرِ لَسْتَ مُخَيَّراً فِي الإِغْمَاضِ
وَلاَ فِي الفَتْحِ مَا دُمْتَ عَبْداً مَمْلُوكاً
لاَ حُرِّيةَ لَكَ وَلاَ فَهْمَ
مَا دُمْتَ الفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ
الذَّكَرَ وَالأُنْثَى ، السَّيِّدَ وَالضَّحِيَّةَ
النَّافِخَ وَالمَنْفُوخَ ، سَيِّدَ الفَرَاغِ الوَاقِفِ
وَسَطَ المَاءِ الصَّامِتِ وَالمُتَقَلِّبِ
مَا دُمْتَ القَدَمَ وَالهَاوِيَةَ.، البَيْتَ وَسَاكِنَهُ
سَيِّدَ الحُزْنِ، سَيِّدَ البُكَاءِ، سَيِّدَ السَّيِّدِ.
مَا جَمْعُ المَاءِ ?
أَمْوَاهٌ، مِيَاهٌ، مَاءَاتٌ
لَنْ نَرْجِعَ لِلْقَامُوسِ
قَدْ لاَ تُسْعِفُنَا هَذِهِ الآلَةُ البَشَرِيَّةُ
فِي تَحْدِيدِ المَفْهُومِ
آلَةٌ بَشَرِيَّةٌ تَتَحَكَّمُ فِي الأَعْنَاقِ
كَمَا العَادِيِّ، كَمَا اليَوْمِيِّ، كَمَا العَابِرِ
مَاءُ الجَمْعِ وَمَاءُ الإِفْرَادِ
مَاءُ التَّذْكِيرِ وَمَاءُ التَّأْنِيثِ
مَاءُ المَاءِ تَجْمَعُهُ أَمْوَاهٌ، مَاءَاتٌ
ماييم وشاييم
رَتِّبْهَا كَمَا يَحْلُو لَكَ
Agwa - eaux
Water -
مَاءُ النَّاسِ وَمَاءُ الحَرْفِ
لِكُلٍّ أَصْلٌ
وَلِكُلٍّ حَقٌّ
وَلِكُلٍّ وَاجِبٌ .
لِلْحُرُوفِ أَنْبِيَاؤُهَا كَمَا يَقُولُ الشَّيْخُ
فَهَلْ لِلْمَاءِ نَبِيٌّ يُصْلِحُ مَا أَفْسَدَهُ مَاءٌ آخَرُ
سَمَّاعٌ لِلخَطِيئَةِ ، لِلْخَطَإِ
مُتَقَبِّلٌ لاعْتِرَافَاتٍ وَلَوْ عَبْرَ بَرِيدٍ إِلِكْتْرُونِيٍّ
سَهْلِ الإِنْشَاءِ وَسَهْلِ التَّدْمِيرِ
خَلِّصْنِي أَيُّهَا العَتِيُّ مِنْ بَلادَةَ الأَيَّامِ
أَفْرِشْ لِلرِّيحِ بِسَاطِي
فَخَيْرُ بِسَاطٍ مَا خَطَّهُ المَاءُ
حَرِّرْ طُوفَانَكَ وَأَعِدْنِي لِلنَّشْءِ الأَوَّلِ
قَبْلَ قُدُومِ النَّاس.
فِي سُومَرَ غَمَرَ المَاءُ الأَرْضَ
سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَ لَيَالٍ
نَاحَتْ أَنَانَا بَكَى أَنْكِي
زيُوسُودْرا سَجَدَ أَمَامَ أُوتُو الجَبَار
نَحَرَ لَهُ ثَوْراً وَقَدَّمَ ذَبِيحَةُ
فِي بَابِلَ رَاحَ أَنْكِيدُو
رَاحَ كُوخُ القَصَبِ وَجِدَارَهُ
سُفُنِ الغَضَبِ غَطَّتِ المَاءَ
صُرَاخٌ، هَيَاكِلٌ تَأْتِي بِالْبَشَرِ سَعِيراً
تَعْصِفُ بِالثُّلُثِ المُتَبَقِّي مِنَ الجَسَدِ
العَالِي لِجَامِشَ، لِعَشْتَارَ، لآلِهَةِ الأنُونَاكِي
مَضَتِ الأَيَّام
وَاليَوْمُ مِقْداَرٌ يَسْتَعْصِي عَلَى الحِسْبَةِ وَالعَدِّ
مَضَتِ السَّاعَاتُ وَلاَ ظِلَّ سِوَى الزَّفَرَاتِ
بَحْرٌ فِي الأَعْلَى
بَحْرٌ فِي الأَسْفَلِ
وَكَانَ صُعُودٌ نَحْوَ الذَّاتِ
فَنَاٌء فٍي الذَّاتِ وَبِالذَّاتِ
حٌّّي حَيْ
بِالمَاءِ هَمَا كَوْنُ الكَوْنِ
غَمَرَتْ مَاءَاتُ الدَّفْلَى حُلوُقَ الجَبَابِرَةِ
فَعَجَزَ الطَّيْرُ الطَّائِرُ عَنْ مُلامَسَةِ أَرْضِ النَّاسِ
حَيٌّ حَيْ
سَنَوَاتُ الضَّوْءِ أَوْ سَنَوَاتُ الرِّيحِ
مِقْدَارٌ يَعْجِزُ عَقْلُ الفَلاَّحِينَ عَنْ تَحْدِيدِ
خَلاَيَاهُ
يَعْجِزُ كُلُّ نَبِيهٍ عَنْ خَلْخَلَةِ القِيمَةِ فِيهِ
حَيٌّ حَيْ
يَقِفُ الحَمَّالُونَ تِبَاعاً
يَتَسَلَّقُونَ أَفْئِدَتَهُمْ بَحْثاً عَنْ فَائِدَةٍ
لِلْجَلاَّدِينَ
يَزْدَحِمُونَ لِتَقْدِيمِ الطَّاعَةِ رَغْماً
يُشْرِبُونَ وَلاَ يَشْرَبُونَ
حَيُّ حَيْ
صَيْحَةُ هَذاَ المَجْدُوبِ تُضَايِقُ اسْتِفاقَةَ الرِّيَّاضِيِّ
تَفْتَحُ بَابًا لِلتَّأْوِيلِ وَآخَرَ لِلْغَيْبِ
غَيِّبْنِي فِي أَحْلاَمِكَ
لاَمِسْ قَلَقِي
فَجِّرْ غَضَبِي قِطَعاً تَصْلُحُ لُعَباً لِلأَطْفَالِ الضَّائِعِينَ فِي عُلَبٍ تَخْشِمُ أَنْفَ الدَّائِخِ
قِبْلَ المُسْتَيْقِظِ
كَوِّمْ قَبْضَةَ ذَاكِرَتِي عَلِّي أَفْلَحُ فِي الشَّطْحِ
كَمَا الزِّنْجُ كَمَا الدَّرْوِيشُ كَمَا الغَائِبُ
فِي غَيْبِ اللهِ
حَيٌّ حَيٌّ حَيْ
هَلِ الأعْلىَ ذَكَرٌ ?
هَلِ الأسَفَلُ أُنْثَاه ?
ماء السماء ذكر
والأرض أنثاه
منوي يدخل الشقوق
فتزهر الأغصان
ينابيع طالعة تبهج
الريح والروح
| أحمد | 8 - مارس - 2005 |
 | المغرب كن أول من يقيّم نشكر اختنا الهام على الموضوع الجميل ولا كن نطمع بالمزيد عن الادب المغربي ان امكن
وشكرا،،، | khaled | 19 - مارس - 2005 |
 | عتاب.. كن أول من يقيّم
تحية مغربية..
أعاتبك الأخت الهام اغفالك لذكر الأديب الظاهرة،
محمد شكري الذي شغل الناس ردحا من الزمن ،
ذلك الذي خرج من أقاصي الريف ليلج العالمية
من بابها الواسع..
وشكرا . | abdelhafid | 6 - نوفمبر - 2005 |
 | في ضيافة محمد شكري .. كن أول من يقيّم
| معرض احتفائي بالكاتب المغربي: في ضيافة محمد شكري
| عبداللطيف البازي 
رحل المبدع محمد شكري منذ ثلاث سنوات لكن يبدو أنه من الصنف العصي علي النسيان ويمكن القول ان غيابه الجسدي قد كرس، بشكل، أكبر، حضوره الرمزي بيننا. قوة ابداعه وانسجام نمط حياته مع قناعاته ورؤيته للوجود وجرأته جعلته يحظي باحترام الآخرين له حتي أولئك الذين يختلفون معه. وكم من الممتع والمثير أن يشاهد المرء محمد شكري الشاب الوسيم وهو يدافع بهدوء، في أول زيارة له الي باريس سنة 1980، عن أرائه وتجاربه أمام برنارد بيفو معد البرنامج الشهير أبوستروف وكم هو مثير اعتداد محمد شكري بنفسه أمام الصحافية والكاتبة لور أدلر وهي تحاوره في برنامجها دوائر منتصف الليل بعد صدور رواية زمن الأخطاء في ترجمة فرنسية. مثل هذه المواقف، ومواقف أخري عديدة، جعلت من محمد شكري منذ البداية ما يشبه الأسطورة أو الظاهرة السوسيو ثقافية فنسجت حوله الكثير من الحكايات الصحيحة والمختلقة وساهم بدوره في اغناء هذه الدينامية الاستثنائية، ذلك أنه من المؤكد أن محمد شكري شخصية جذابة ومغرية وأنه، بالاضافة الي ذلك، كان يدبر وضعه الاعتباري بذكاء وبعد نظر لذا نجد كل من تعرف عليه أو اقترب منه في سياق ما يعتز ويفتخر بصداقته ويؤكد بحماس أنه قد جالسه بالمكان الفلاني أو الحانة الفلانية. ان السطوة الرمزية لمحمد شكري هي الآن أقوي وهذه السطوة تجد منبعها في الأهوال التي عاشها هذا الكاتب وفي الملذات التي لم يتردد قط في قطفها والفوز بها وفي كون كتاباته هي من النوع العابر للأزمنة والأوطان وهذا ما تبرهن عليه الترجمات العديدة التي كانت هذه الابداعات موضوعا لها. والمعرض الاحتفائي بمحمد شكري الذي ينظمه المركز الثقافي الأندلس بمرتيل بتنسيق مع أسرة الراحل وبدعم كامل من طرفها والذي يمتد الي حدود 15 كانون الاول/ ديسمبر 2006 يبرز غني وتفرد حياة مبدع الخبز الخافي ويبدو ذلك بوضوح في الصور العديدة ذات السحر الخاص التي التقطت له في مختلف مراحل حياته لوحده أوورفقة مبدعين وأصدقاء مغاربة وغير مغاربة (محمد برادة، خوان غويتيسولو، محمد بنيس، عبد المعطي حجازي، وفاء العمراني، محمد الأشعري، محمد عزالدين التازي، محمد الميموني، ألبرتو مورافيا، بول بولز، جان جونيه، أدونيس، عبد الوعاب البياتي، ثريا جبران، عبداللطيف بنيحيي، نوال السعداوي...). ويبرز ثراء تجربته كذلك في مكتبته الغنية والكتب المهداة اليه والرسائل التي وصلته من أصدقائه العديدين. وقد يكون من المستعجل التفكير في أنجع السبل لحفظ تراث محمد شكري، ثراث رغم تواضع قيمته المادية فهو يتمتع بقيمة رمزية كبيرة وأكيدة مهددة بالتلف والضياع ان لم يتم حفظها بمقر أو متحف يكون بمثابة خيمة يمكن زيارتها بين الحين والآخر كما أنها ستؤكد علي أن المغاربة يقدرون الابداع وويصونون ذكري مبدعيهم. وتحضرني الآن، علي سبيل المقارنة والاستئناس، صور ثلاثة متاحف جميلة ومهيبة زرتها وشعرت بنشوة استثنائية : متحف فيديريكو غارسيا لوركا ومتحف رفائيل ألبرتي ومتحف خوسي مانويل كاباييرو بونالد. ان محمد شكري هو أحد الكتاب العرب القلائل الذين جعلوا الكتابة شأنا عاما وجعلوا الكاتب شخصية معروفة الملامح والأهواء. والمسافة الزمنية ستعاود بالتأكيد ومن جديد اثارة شهية الباحثين والمتتبعين والقراء من الأجيال الجديدة للاقتراب من عوالم شكري وهواجسه وأحلامه وتجاربه التخومية وعوالمه الجذابة والمتفردة التي شيدها بجرأة واصرار وسجلها وكتب عنها منذ أن اتخذ قرارا بأن يتعلم الكتابة والقراءة ثم اتخذ قرارا ثانيا و"تاريخيا بأن يصبح كاتبا. وزوار المعرض الاحتفائي المذكور تملكتهم دهشة بينة وما يشبه الرهبة وأحسوا بأنهم ضبوف لدي كاتب كبير وسخي وانسان ذي شخصية قوية كما أنهم لم يتمكنوا من مقاومة رغبة جارفة في التلصص علي الأشياء الحميمة لشكري: مكتبه، أقلامه ، غليونه، حاسوبه القديم وآلته الكاتبة التي مازالت في حالة جيدة، مراسلاته وصوره وكأنهم يتساءلون : هل انتمي هذا الكاتب بالفعل الي عالمنا? وهل كانت له ارتباط مع عوالم أخري قد نتبين آثارها اللحظة? وبقدر ما كان محمد شكري مقبلا علي الحياة بقدر ما كانت علاقته مع فكرة الموت متوترة. لذا يمكننا أن نسعد قليلا ونعتبر أنه بصيغة ما قد ر بح التحدي فقد ترك لنا ابداعاته وذكرياته ووجوهه المتعددة تحكي عنه وتضيء جوانب معتمة من شخصيته المتفردة.
| | | *abdelhafid | 14 - ديسمبر - 2006 |