البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : عربيزي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 khawla 
11 - يوليو - 2008
عربيــزي
 
هو مصطلح نحتته مخرجة الأفلام الوثائقية (داليا كوري) ويعني "استخدام حروف اللغة اللاتينية لكتابة الكلمات العربية" وقد شهد التاريخ العربي الحديث، دعوات عدة، لاعتماد كتابة العربية بالحروف اللاتينية، رافقت فترة ضعف الدولة العثمانية.
 وكان أبرز من اقترح الفكرة عضو مجمع اللغة العربية، الأديب المصري عبد العزيز فهمي عام 1943.
كما استخدمها المغاربة المتنصرون في الأندلس قبل ذلك بكثير.
 ويشيع استخدام العربيزي لدى جيل الشباب لكتابة الرسائل القصيرة باستخدام الهواتف الخلوية، وذلك لأن تكلفة الرسائل الانجليزية أقل من تكلفة الرسائل العربية، وفي غرف المحادثة باستخدام الانترنت. كما يطلق لقب "العربيزيون" على الأشخاص الذين يمزجون المفردات العربية والانجليزية أثناء حديثهم.
وانتشار الـعربيزي بين الشباب ظاهرة نابعة من النظر إلى الآخر المتفوق (الغرب) ومحاولة مجاراته، وهي أحد أساليب الاندماج في ركب الحضارة الغربية، والتي أصبحت اللغة الإنجليزية عنوانها. وتقوم وسائل الإعلام بأنواعها بدور كبير في تكريس ثقافة الآخر من خلال ا لفضائيات، والتي تبث الأفلام والأغاني الغربية للشباب. ولعل هذه الظاهرة هي إحدى مظاهر العولمة الثقافية التي تجتاح بلادنا العربية كما تجتاح العالم كله.
ويشكل انتشار العربيزي، واللهجات العامية، وإشكاليات الترجمة، تحديات خطيرة تهدد اللغة العربية السليمة، والتي تعتبر بحق لغة الأمة، والفكر، والثقافة، والهوية.
ومما لا شك فيه أن اللغة هي انعكاس لقوة الأمة ومكانتها بين الأمم. فقد مرت عصور استوعبت اللغة العربية مفردات معربة عن لغات متعددة بدون تردد، مما رفد التقدم العلمي، وساهم في بناء الحضارة العربية وتقدمها حينها.
ويثير استخدام العربيزي جدلا واسعا بين مؤيديه الذين يعتقدون بسهولة استخدامه في الاتصالات، دعاة المعاصرة والتحديث، وبين مناهضيه الذين يعتقدون انه سيساهم في تدمير اللغة العربية وانحسار استعمالها بين جيل الشباب، دعاة الأصالة والحفاظ على اللغة والتراث.
 
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ذكريات النشر..    كن أول من يقيّم
 
مساؤكم سعيد.. فتحت علي يا أستاذ زهير باب ذكرياتي الشاقة مع العمل في النشر.. أنا أشبِّه النَّشر بالسلسلة المرتبطة ببعضها بإحكام، بحيث إذا فقدنا حلقة من حلقاتها تنقطع، وإذا كان هناك خلل في إحداها فإنه يسبب خللاً في كل السلسلة، وجميع الأخطاء في العالم سببها وجود خلل في إحدى الحلقات.
ربما يا أستاذ زهير تتفاجأ إذا قلت لك إنني عايشت السلسلة جميعها معايشة عن قرب؛ فقد عملت من بداية كتابة الكلمة على المسودة وحتى خروج المطبوعة جاهزة إلى الأسواق، كتبت وعملت في صف الأحرف على الحاسب وفي التصحيح والإخراج والتصميم، وأعرف كيف تتم عملية طباعة الأفلام، وهي العملية التي يسمونها (المونتاج)، وكلفني صاحب إحدى المطبوعات بمراقبة عملية تصوير الأفلام على (البلاكات) أو البليتات، وكذلك الإشراف على طباعة إحدى الصحف فكنت أراقب عمل المطبعة الضخمة عن قرب، وكيف هنا يزيدون ماء وهنا يزيدون حبراً، وهنا يقطع الورق فجأة وأقوم أحياناً بمساعدتهم في تركيبه، وعندما تخرج الرزم حاولت مساعدة العمال وقتذاك في ربط الرزم، وعلى فكرة عملية الربط البسيطة هذه لها طريقة سريعة ومهنية وإن فاتتك رزمة أو تأخرت في ربطها ربما حصلت كارثة في الرزمة التي بعدها.
أما القسم الفني التابع للمطبعة ويسمى (قسم التجليد) فلي معه ذكريات عندما كنت أعمل به وأدرس في الوقت نفسه، وهذا القسم مسؤول عن تجميع (المَلازم) لتصبح كتاباً ثم يتم خرزها أو لصقها بنوع معين من الغراء الأصفر (المستورد)، ففي سورية لم يكن موجوداً وهو يتكون من حبيبات صفراء اللون لامعة وصلبة يضعونها في ماكينة اللصق فتتحول إلى الشكل السائل.. وفي هذا القسم أيضاً آلة (المقطع) وهي آلة يضعون فيها عدداً من الكتب ليتم تشذيبها إن صح التعبير، إذ تقطع الزائد من الأوراق، أما الآن فتحاول التقنية التقليل من هذه المراحل، وفي المطابع الضخمة والمتطورة استغنوا مثلاً عن عملية المونتاج (سحب الأفلام)، فتنتقل الصفحة المخرجة مباشرة من جهاز المخرج إلى ماكينة الطباعة، وطبعاً بعد أن استخدمت تقنية جديدة تسمى الـ  CTB
أما ما ذكرني بهذا كله فهو الأخطاء طبعاً.. وأختم كلامي أن لكل مرحلة من هذه المراحل أخطاء خاصة بها، والخبير من يميز في أي حلقة من السلسلة كانت المشكلة..
*أحمد عزو
14 - يوليو - 2008
قدرة اللغى العربية على رسم الأحرف الأجنبية ...    كن أول من يقيّم
 
الأساتذة الأفضل ،
تحية طيبة ، وبعد ...
وددت أن أشارككم النقاش حول التحريفات التي تطال اللغة العربية ، والتي قد تبدو لي غير ذات بال حين يتعلق الأمر بمجرد نقاش على النت ، أو برسالة قصيرة على الجوال ، إذ أنّ هذا الغث لا يؤثر في اللغة ، وليس هذا حال العربية فحسب ، بل إنّ الكثير من اللغات تعاني من هذا الأمر .
غير أنّ ما يؤرّقني بعض الشيء ، هو ملاحظة ، كان سبقني إليها الأستاذ الفاضل د. أحمد إيبش ، في إشارته إلى " قصور " الأحرف العربية عن استيعاب طرق النطق الأجنبية ، وكان قد ضرب مثلا باللغة التركية مثلا ، التي قد تكون وجدت في الأحرف المتحرّكة اللاتينية أسلوبا أمثل في التعبير عن حركاتها وسكناتها .
أقول هذا لا دفاعا عن حملات تحويل الكتابة إلى اللاتينية ، كما أشارت إلى ذلك بامتياز الأستاذة خولة، بل حرصا على " تطوير " أساليب رسم بعض الأحرف العربية لاستيعاب طرق النطق الأجنبية .
ولا يرتبط الأمر بالترجمة فحسب ، بل بالتعامل مع اللهجات المحلية ذاتها ، وأضرب مثالين على ذلك :
* يشتغل زميل لي بالترجمة الألمانية - العربية ، ويعاني الأمرين في نقل بعض أسماء الأشخاص والمدن إلى مقابل عربي ، دون الاتكاء على الكلمة الأجنبية ، وقد سبق إلى ذلك كثير من المستشرقين ، حين اجتهدوا في نقل النصوص العربية إلى اللاتينية ...
*المثال الثاني ، يرتبط بنقل بعض الأسماء المحلية ، خاصة تلك التي تنتمي إلى الفضاء المغاربي ، من قبيل أسماء تحتوي على أحرف g (كبقاق و قوراري وغيرها) ...
فما رأيكم ، طال نفعكم ...
مع التحية
 
 
 
*زين الدين
14 - يوليو - 2008
اللغة العربية 42 حرفا    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة أستاذ زين الدين، ذكرتني (والشيء بالشيء يذكر) بتعليق لي بعنوان (اللغة العربية 42 حرفا) وهو منشور يوم 17 يونيو 2006 تعليقا على موضوع بعنوان اللغة العربية قبل القرآن، وقلت في ختام التعليق:
وأنا أنقل هنا مختصر ما حكاه سيبويه في كتابه (الكتاب) نشرة الوراق (ص 448) قال:
هذا باب عدد الحروف العربية، ومخارجها، ومهموسها ومجهورها، وأحوال مجهورها ومهموسها، واختلافها. فأصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفاً: .... وتكون خمسةً وثلاثين حرفاً بحروف هن فروعٌ، وأصلها من التسعة والعشرين، وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار، وهي: النون الخفيفة، والهمزة التي بين بين، والألف التي تمال إمالة شديدة، والشين التي كالجيم، والصاد التي تكون كالزاي، وألف التفخيم، يعنى بلغة أهل الحجاز، في قولهم: الصلاة والزكاة والحياة.
وتكون اثنين وأربعين حرفاً بحروف غير مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغة من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر؛ وهي: الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء. إلخ (انظر تفصيل ذلك في الكتاب في الوراق ص 448)
*زهير
14 - يوليو - 2008
دعنا نترك اللهجة المحلية جانبا    كن أول من يقيّم
 
          سيدي دعنا نترك اللهجة المحلية جانبا لأن موضوع اللهجات المحلية موضوع شائك ..مثل إبدال (الذال بالزاي) كما قال الأخوة ( ذكي –زكي ) أو (القاف  بالكاف) كما يحدث بين سكان الجبل والسهل(قلبي – كلبي إلى أن تقلب عند القرى بالجيم المخففة وهي ما بيز الجيم والشين) ،  وأحيانا (القاف بالألف) وهو ما يحدث بين القرى والمدن (قالَ – آلَ)إلى أن تصل المصيبة عند بعض البداوة الذين ينطقون ( القاف - غينا ) تصور أنك تسمع أحدهم يقرأ سورة ( ليلة القدر )..
        هذه اللهجات موجودة عند العرب قديما حيث توجد سبع لهجات ، وأنتم أعرف مني بذلك فيها ( الإعلال والإبدال والإقلاب والإمالة) .لكن ليست بالصورة التي نحن عليها اليوم......
       سيدي كم أزعجتني كلمة قصور الحروف العربية ..سيدي إن لغتنا  العربية ذات البلاغة والإعجاز لغتنا الفصيحة لغة القرآن الكريم ..صدقني أخي ...لايصيبها ولم يصبها القصور إلى أن تقوم الساعة .. بعض من علمئنا الأجلاء عقدّوا الأمور في مجامعنا اللغوية وصاروا يخرّجون لنا كلمات معربة لاختراعات جديدة بعد تداول الناس للمسميات الأجنبية مثل الراديو-المذياع /التلفاز- الشاشة المرئية .......وغيرها الكثير.. لاأريد التعداد لأنها كثيرة .. فأقول : ما يضير لو استعملنا اللفظة الأجنبية التي لم توجد أصلا في لغتنا، لإنه ابتكار جديد ونحن تخلفنا في هذا المضمار كثيرا  نستعملها كما هي (  الراديو ...)  مع كثرة الاستعمال سوف تصبح عربية .....   ياسيدي ألم  تدخل في القرآن الكريم كلمات أعجمية !! مثل( زبرجد ، سجيل، استبرق، ......................)
      كما أدخل بعض الشعراء ألفاظا أعجمية مثل قول البحتري:
وقد شبه النيروز في غسق الدجا        أوائل ورد كنّ بالأمس نوّما
مع كثرة الاستعمال أصبحت عربية ...........
ولكم مني كل ما أملك من تحية وتقدير
*ابو هشام
15 - يوليو - 2008
تعقيب ...    كن أول من يقيّم
 
الأساتذة الكرام ،
تحية طيبة ،
وددت أن أعقب على تعقيبات الأستاذين زهير وأبو هشام حول رسم الأحرف العربية وقدرتها على استيعاب " النوازل اللغوية " المحدثة .
أما بخصوص عدد الأحرف العربية ، فقد أستفدت ، كالعادة من مداخلة أستاذنا زهير ، وكنت أود أن أسأله في مداخلتي السابقة " هل كان لهذا الإشكال صدى في اكتابات التراثية ؟" فسبقنا إلى الإجابة ، ويبدو أن أثر هذا الموضوع منتشر في الكثير من هذه الآثار ...
وقد ذكّرني هذا (والشيء بالشيء يذكر) أيام دراستنا في الكتاتيب ، حيث كنا نرسم الفاء بنقطة في الأسفل  والقاف بنقطة في الأعلى ، ولا أدري سبب ذلك في الرسم المغاربي للأحرف العربية ، وهل تستفرد به الكتابة المغاربية أم هو أمر شائع من قبل ؟
****
أمّا مداخلة أستاذنا أبو هشام ، حفظه الله ، فقد لمست فيها غيرة المحب وصدق الأستاذ الذي جاهد بالأحرف العربية في أقطار عديدة ، كان من بينها الجزائر ، فهو على هذا ارف بخبايا هذا الموضوع وبحساسيته .
يبقى الإشكال في تبيئة الأحرف العربية مع أساليب النطق المحلية ، هل يكون ذلك بإهمال هذه الأخيرة وحذفها من التداول الكتابي ، على الرغم من تداولها اللفظي ... قد يكون ذلك أمرا شاقا ، على الأقل في جوانبه العملية (مثال ذلك كتابة الأسماء المحلية في سجلات الحالة المدنية مثلا ، حيث يجب توخي أن تكون الكلمة المكتوبة عاكسة بصدق لأسلوب النطق ).
أما بخصوص الترجمة ، فقد يكون الأمر أسهل ، إذ يجري تعريب الكلمات الغريبة وتوطينها داخل الفضاء العربي ، كما هو الحال في لغات أخرى ، كمثال على ذلك أسماء المدن .
الألمانية                                 الفرنسية
Coblence                          Koblenz
Mayence                             Mainz
Aix La Chapelle                   Aachen
وغير ذلك من الأمثلة ... على أن يكون لمجامع اللغة العربية دور أكبر في إشاعة إستعمال هذه المقابلات اللفظية .
ومع ذلك تبقى مسألة الأحرف المتحرّكة التي أشار إليها الأستاذ أيبش حين حديثه عن رسم التركية بالأحرف العربية ....
 
***
مع التحية ....
 
 
*زين الدين
15 - يوليو - 2008
العربيزي والترانسلتريشن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة للأخوة سراة الورّاق:
 
موضوع طريف هذا "العربيزي"، ويذكرني دوماً باللغة العربية الشائعة لدينا هنا في بيروت.. فهي خليط عجيب ما بين العربية والإنكليزية والفرنسية وبعض الإيطاية. هاكم مثالاً:
-         بونجور.. كيفك؟ ça va ؟
-         ميشي الحال (بإمالة الألف على الطريقة الكنعانية الفينيقية).
-         شو قال رايحين عالـ prom  تاعون علي؟ (حفل التخرج أو الترفع في الجامعة).
-         والله mostly  بنا نروح، بس presumably منتأخر شوي.
-         طب أوكيه، بس please  يعني in case رايحين خبروني.
-         Bon ميشي الحال.. أورڤوار au revoir
-          تشاو. Ciao
 
ومن إحدى أطرف "نهفات" الموضوع أن سجالاً حاداً كان منقولاً على التلفزيون من مجلس النواب، وكان المرحوم الشيخ پيار الجميّل (لاحظ الألف الكنعانية الممالة لرسم Pierre)، كان محتدماً في نقاش حاد للغاية مع رئيس المجلس كامل الأسعد، فما كان منه عندما نفد صبره إلا أن ضرب بيده على الطاولة وقال: "يا خيي هيك ما بيصير.. يعني بالعربي الفصيح بالعربي الفصيح: c’est trop !".
"سيه ترو" ومعناها بالفرنسية: "هذا شيء فاق الحدّ".. ولكن بالعربي الفصيح؟؟؟
 
وكذلك أوجّه تحيّة خاصة إلى الأخ الكريم الأستاذ زين الدّين..
هذه الاختلاطات في موضوع نقل التسميات، أو ما يعرف بالإنكليزية بـ transliteration أمر نعاني جداً منه عند قراءة الأسماء الأجنبيّة المعرّبة، ودوماً نسمع من مذيعي التلفزيون أغلاطاً شنيعة للغاية، سببها عدم كتابة الاسم الأصلي باللاتينية أمام المقابل العربي. هذا هو الحل الأمثل ولا حلّ سواه برأيي. مرة أذكر أنني حضرت برنامجاً وثائقياً عن برنامج التنمية الاجتماعية التابع للأمم المتحدة، وكان مترجماً إلى العربية، وطفق المذيع يحكي عن امرأة في القرية فيقول: ذهبت هاتيجي وجاءت هاتيجي، التي هي محور الحلقة. بمجرد أن قرأت الاسم في الـ subtitles : Hatice فهمت: المرأة تدعى خديجة، واللسان التركي يعجز عن نطق الخاء فيلفظونه: هاتيدجه. ولكن، ألم يلحظ المترجم العربي أن هذا الاسم ما هو إلا خديجة بالعربية وليس هاتيجي؟
كذلك بعض تراجمتنا الذين لا يجيدون إلا الإنكليزية، عندما يتصدون لترجمة تاريخ الحروب الصليبية يطرقون أسماعنا بأسماء عجيبة: وليام أوف تاير، بدلاً من Guillaume de Tyre (گيّوم أو غليوم الصّوري) والرجل فرنسي ابن فرنسي وكان من أشهر مؤرخي اللاتين آنذاك. لكن الأنكى هو اسم ملك القدس الذي أسره بطلنا السلطان الناصر، يكتبونه: جاي أوف لوزجنان.. لوزجنان؟؟ آه والله ده لوز جنان ياخويا، ده يجنّن..
فأين هذا الاسم المشوه من اسمه الفرنسي الحقيقي: Guy de Lusignan گي دى لوزينيان؟
 
هذه المسألة من أهم النقاط التي لا يعيرها مترجمونا ومثقفونا الأهمية الكافية، وأؤكد أن الحل الأمثل لها هو إرفاق الاسم بصيغتيه العربية واللاتينية درءاً للاشتباه، وهذا ما أفعله دوماً في جميع مؤلفاتي. إلا أن الطامّة الكبرى في الواقع هي حرف: G فهو من جهة يقابل حرف الجيم العربي، ولكنه في لغات أوروبا يقرأ بحسب موقعه من الكلمة والحرف الذي يليه، أهو صوتي أم ساكن؟ بالفرنسية مثلاً: إن تبعه حرف العلة e يقرأ كالجيم العربية، مثال: George ولكن دون حرف e أو i يصبح حرفاً مكبوتاً معطشاً: gant گان أو grand گران. ومثل ذلك في الإيطالية تماماً: Gianni جانّي، أو Gio دجو، أما Gabrielli أو Gondolfi فتلفظان گ.
 
في العربية عندما يتم نقل الكلمات الأوروبيّة التي تضم حرف G بغير حرف علة تقع المصائب: في مصر هكذا يلفظ الجيم بشكل دائم (ما عدا في الصعيد أو لفظ الأسماء الغربية)، فتقول: گمال وگمل وگريدة (وهذه لهجة القبط الساميّة على طريقة اللغات السامية الغربية كالعبرية والسريانية التي ليس فيها جيم عربية مُشبعة). فإن أحبوا كتابة الاسم الأوروبي جورج كتبوا: چورچ، وهذا عين البلاء والغلط، لأن حرف چ حرف شائع في اللغتين الفارسية والتركية القديمة، ولذا له وجود وما زال يستعمل في العراق بلفظه الأصلي: ch بالإنكليزية (مثال church) كقولك في العراق: پارچه، أو في التركية القديمة: چارچى (سوق)، چوق (كثير) ويعبّر عنه في التركية بحرف ç (مثال: çevi).
 
في العراق، يستعمل للتعبير عن G الحرف الفارسي گ، وأيضاً هذا أمر غير دقيق، فالجيم في اللغات السامية (ومنها العربية) لا علاقة له بالكاف أبداً، إلا أنه في اليونانية Γ (جامّا) يلفظ دوماً كالجيم المصرية، فمثلاً اسم جورج اليوناني الأصل ينطق: گاورگيوس أو گيورگيوس.
بعض الكتاب الآخرين لدينا يجعلون حرف G اللاتيني غيناً، فيقولون: دهانات سيغما، ومنهم من يسم الغين بثلاث نقط: سيڠما.
*أحمد
16 - يوليو - 2008
فما الصحيح إذن؟    كن أول من يقيّم
 
فليت شعري ما الصحيح؟
Sigma = سيجما ، أم سيچما ، أم سيغما ، أم سيڠما ، أم سيكما ، أم سيگما ، أم سيقما؟؟؟؟؟
نعم ترد أحياناً بكاف مجرّدة، كقولنا في لبنان والشام: اللغة الإنكليزية (في مصر والخليج: الإنجليزية).
هذا كله ناهيك عن استبدال G في الخليج مراراً بالقاف (حسب النطق المحلي هناك) فتقرأ: سيارة لقزس، منتجات كيلوقز، محلات قوديز.
والمصيبة أنه ليس هناك حتى في البلد الواحد طريقة واحدة للكتابة. ففي مصر التي تعتمد الجيم نرى كلمات لا يمكن كتابتها إلا بالغين (مثال: أغسطس، البرتغال، بلغاريا)، ولا يمكن أن نراها: أجسطس، البرتجال، بلجاريا.
فهل نعد G اللاتينية مقابلاً للجيم العربية والسامية، أم جامّا اليونانيّة؟ أم القاف العربية؟
وكيف نكتبها: بمشتقات الجيم، أم بمشتقات الكاف؟
وفي هذه الحالة، كيف نعالج العبارات التي نقلها لنا إخوتنا المغاربة عن الأندلس بالغين: مثل آراغون Aragon وبرتغال Portugal وغرناطة Granada؟؟
الذي تبيّن لي أن الأسماء القادمة من اللغات اللاتينية ينبغي كتابتها بغين بدلاً من جيم، وهذه لهجة قشتالية إسپانية (يقولون: آراگون أو آراغون، كما سمعت بأذني في قرطبة).
 
رأيي الشخصي:
هذه دوامة بحاجة إلى حل، مراراً ما سمعت إخوتنا في السعودية يقولون: كتالوج Cataloj وهذا غلط شنيع جداً، مردّه الفوضى التي ذكرتها في عدم وجود قاعدة مطلقة.
فطالما أنه لا مجال للاكتفاء بالجيم وحدها أو الغين وحدها أو الكاف الموسومة بخط (الفارسية) وحدها، فأرى أن الواجب ابتداع حرف جديد لأطقم الكتابة في الكمبيوتر: جيم موسومة بإشارة خاصة، ولتكن مثلاً بإضافة حرف جامّا اليوناني فوقها: γ أو تحتها، ولو بشكل رمزي مبسط، لكي يتم التمييز بينها وبين الجيم المشبعة، أما الكلمات التي اعتادتها العين مثل (بلغاريا، أغسطس، البرتغال) فتبقى على حالها.
أم هل نخترع جيماً جديدة بنقطتين؟
 
المسألة بحاجة إلى حلّ..
أين أنت يا مجامعنا اللغوية؟ النجدة يا أهل النجدة.
 
دعوني أختم بنكتة:
كان أحد أبناء دمشق على أهبة السفر في أيام الوحدة إلى مصر، فقال لزوجته: والله يا مرا مالي عرفان شوبدّي ساوي، كيف بدّي اتفاهم مع هدوله المصاروة؟؟
قالت المرأة: لك بسيطة يا رجال، بس اقلب حرف الجيم لگيم بتطلع خالص!
قولتك؟ والله معقوله، إيه هي سهلة لكان!
سافر الرجل، وفي بعض الأيام اشترى من السوق دجاجة (في الشام جاجه، وفي مصر فرخة).. لكنه لزمه قدر (بكسر القاف) لطبخ الدجاجة، فقال: والله مالي غير جارتنا المصرية، بستعير منها.
دق الباب: مين عالباب؟ مين بيخبط؟
أنا يا گارتنا، گاركم الشامي.
أهلاً وسهلاً يا خويا، اتفضل عايز إيه؟
قال لها: لو سمحتِ يا گارتنا، عايزين نستلف منكم الطنگرة!
(في دمشق يسمى قدر الطبخ طنجرة – بجيم عربية – نقلاً عن التركية tencere)..
لكن الجارة لم تفهم، ففي مصر يسمّونها: حلّة، بفتح الحاء
 
قالت المرأة: طنگرة؟ إيه دي كمان طنگرة؟
فأردف الرجل موضحاً وهو يرسم بيديه شكل دائرة: طنگرة، طنگرة.. عشان نطبخ الگاگة!! .
!!
*أحمد
16 - يوليو - 2008
يعز علينا    كن أول من يقيّم
 
الأخ أحمد، ما ذكرت جزء من المشكلة الحقيقية، اللغة العربية بحاجة الى تطوير لمواكبة التطورات العلمية، وايجاد مصطلحات سهلى الاستعمال للتعبير عن المكتشفات والمخترعات التي تزيد كل يوم، فالتعليم العالي وخاصة في المجالات العلمية يتم الان باللغات الاجنبية في معظم الجامعات العربية، اما قضية المراجع، فتلك مأساة ولا شك، فالمكتبة العربية تفتقد الى المراجع، ويندر وجود مواد مترجمة تواكب ههذا التطور الهائل السريع في العالم في جميع المجالات، فاذا كنت لا تتقن لغة اجنبية، فلا يمكنك الاطلاع على الجديد واحيانا حتى القديم في المجالات العلمية والانسانية المختلفة. والحديث ذو شجون.
بوركت اخي
*khawla
16 - يوليو - 2008
الكلمات ... والأشياء     كن أول من يقيّم
 
الأستاذ العزيز ، الدكتور الحصيف أحمد أيبش ، حفظه الله ،
تحية متجددة ...
كفيت ووفيت في مداخلتك السابقة ، وقد زدت الأمر استدلالا بسعة نظر ، وبعلم غزير ... وتوّج ذلك أنّ لوحة مفاتيح جهازك تجيد رسم أحرف يتعذر الحصول عليها .
أضيف إلى قائمة سيغما التي أشرت لها ، أنّنا في الجزائر نرسم أحيانا حرف G اللاتيني بقاف بثلاثة نقاط ، ولا أدري محل هذا من الكتابة العربية القديمة أوالحديثة .
 
وأضيف إلى الطرفة التي سقتها ، حادثة وقعت لي في إحدى القرى بمدينة المسيلة الجزائرية ، وهي منطقة يغلب عليها الطابع البدوي ، وهي على هذا الحال أقرب إلى اللسان العربي من مناطق أخرى .
 
فقد سألت أحد الرعاة عن أسماء أولاده ، فأخذ يعدّهم لي واحدا واحدا ، وقد استغرق الأمر بعض الوقت ، إذ كانت القائمة طويلة بعض الشيء ، ثمّ ذكر لي في الأخير اسمي محمد ومحمد .... فقلت له أتقصد أنّ لك ابنا واحدا باسم محمد ، فقال " لا، بل هما ابنان ... أما الأول فمحمد بتخفيف الحاء والثاني بتغليظها "، وقد أكّد لي ذلك دفتره العائلي ، فعجبت كيف أمكن لمخارج الحروف وحدها أن تغيّر هوية الشخص ...
 
مع التحية
*زين الدين
17 - يوليو - 2008
لا بد من تعلّم اللغات الأجنبية    كن أول من يقيّم
 
الأخت الكريمة خولة:
لا ريب أن معرفة بعض اللغات الأوروبية (أو إحداها على الأقل) بات من أبجديات المعرفة العصرية، طبعاً بالإضافة إلى إجادة استعمال الكمبيوتر والتعامل مع شبكة الإنترنت. هذا فيما يخص الإنسان العادي، فما بالك بالدارس أو الباحث؟ لا شك أن معرفة اللغات تعطي أبعاداً كبيرة للغاية واتساعاً مضاعفاً في أدوات البحث. أذكر مثلاً عندما تصديت للبحث في إنجيل بارنبا الذي هو موضع خلاف ديني كبير بين الأديان، أنني اضطررت للتعامل مع 13 لغة، سواء في ترجمتي للنص عن الإيطالية والإسبانية القديمتين، أو في مقارنة النص بعلم (النقد النصّي) على المواد القديمة المتصلة بهذا الإنجيل في اليونانية والعبرية والآرامية والسريانية واللاتينية. أما بقية المراجع فبالطبع لم يمكن المتابعة بغير متابعة المراجع المكتوبة بالإنكليزية والألمانية والفرنسية والتركية، ومقارنة بعض المقاطع وأسماء المواقع على الكنعانية الفينيقية. هذه طبعاً دوامة، ولكننا عندما نستطلع ما يقوم به باحثو الغرب في مؤتمراتهم نجد وبكل وضوح أن هذه الحلبة بتنا فيها نحن العرب - شئنا أم أبينا - متخلفين وراء الركب.
الحل يكمن في أن يصرّ الإنسان منا على تعلّم ما أمكنه من اللغات، وأن يحرص كل الحرص على تعليم أولاده بعضاً منها. كم من الوقت والجهد والمال نبذله في مواضيع غير ذات جدوى، فلماذا لا نصرف بعض ذلك في تعليم الجيل الطالع ما أمكننا من لغات؟
نحن أمة مع الأسف فاقدة للتركيز على ما يهم وما يفيد.. كم يؤلمني عندما أقرأ إحصائيات معدّل القراءة لدى الفرد العربي، ومقدار ما ينفقه عالمنا العربي على شراء الكتب، مع ما ننفقه على الدخان أو الإعلانات أو مستحضرات التجميل!!! علينا أن نستيقظ، لأن ركب الحضارة لن ينتظرنا. رحلة صغيرة إلى أوروبا تجعلنا نشعر بمدى الفارق. ولكن لا بد لنا أن نعتز بأن أخلاقنا ما زال فيها بقية جيدة من الطيب والأصالة.. أرجو ألا نفقدها هي الأخرى. في جولاتي في أرياف بلاد الشام (لبنان وسورية والأردن) وفي بعض بلدان الخليج (السعودية والإمارات) لمست حقاً مدى روعة الأصالة العربية في طيبها وعفويتها وكرمها ونجدتها وإنسانيتها. في أوروبا عندما يصادف موعد الإفطار في رمضان لن تجدي أحداً يقدم كأس ماء. يا ليتنا نحتفظ دوماً بالغالي والثمين من قيمنا، ونرفده على الجانب العلمي والثقافي.
بارك الله بك يا خولة.
*أحمد
18 - يوليو - 2008
 1  2  3