النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا الأستاذة صالحة غابش مثال رائع عظيم للمرأة العربية/ الخليجية/الإماراتية، المثقفة ثقافة أدبية واجتماعية واعية، ولها حضور بارز ومشكور في الساحات الثقافية الإماراتية والعربية على حد سواء... رأيتُها أول مرة في تحكيم مسابقة الشعر الطلابية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وقد كانت مُستدعاة كعضو متخصص في الشعر النبطي، فإذا بها غيورة على الفصحى، عاشقة للشعر الفصيح، مطالبة بإعطائه المساحة الكبرى من الاهتمام، عارفة بموسيقاه وزنًا وقافية، تقف على الكسور الإيقاعية كأنها (عمر خلوف أو سليمان أبوستة!!!)، فبحثت عنها في الشبكة العالمية المعلوماتية فإذا بها ذات حضور طاغ، وإذا بها أديبة مبدعة في دنيا السرد والشعر، أعطتني أعمالها الشعرية، فعشتُ مع ديوانها(الآن عرفت) فوجدت فيه عمقًا فكريًّّا، وتجديدًا لغويًّا، وإثارة أسلوبية تعلن عن شاعرة مقدامة طموحة تمتلك مقومات الإمتاع والتحليق في أجواء الشعر الساحرة... يقول الناقد ناصر أبو عون [في مقال نقدي تحت عنوان( صالحة غابش إماراتية تكتب عطب الروح وشموخها)، في مقال منشور بجريدة عمان، ملحق: شرفات الأدبي]: في ديوانها الجديد(الآن عرفت) تحاول الأستاذة صالحة غابش أن تفتح كوة تتسع شيئًا فشيئًا في جدار التقاليد وخيمة الأعراف، تحاول أن تخلق لها وجودًا وتحقق بالنص الشعري حياة باذخة بالأسرار وزاخمة بالزمن، لا تصلح ما أفسده الدهر، ولكنها تكتب عطب الروح وعلوها وكسور الداخل وشموخه في الوقت ذاته 0 تدخل صالحة غابش إلى الذات العربية المنكسة حينًا والشامخة أحايين كثيرة، موصولة بمنجز إبداعي ينتمي إلى جيل الرواد في القصيدة الحداثية الإماراتية، وتجربة شعرية ثرّة يؤرخ لها بديوانين سابقين... يعد (المرايا ليست هي) أكثر تعبيرًا عن رؤيتها الشعرية حيث تنكشف فيه عورة الروح وتتوارى الذات خلف زجاج هش تتبدى على سطحه الخارجي انكسارات العقل العربي بينما المرايا كاذبة تعكس تضخم الذات بينما هي تنطوي على خراب وخواء معرفي ونفسي. وربما يكون ديوانها الأول (بانتظار الشمس) يحمل طزاجة التجربة وإن كان يشي بمحاولة جادة للبحث عن موطئ قدم للشاعرة على طريق الذائقة الشعرية العربية. وقد عشتُ مع ديوانها الجديد من مطلعه إلى ختامه فوجدتُ فيه بُعدًا نسويًّا جديدًا فيه وَسَطية رؤيوية لتلك المعضلة المزعومة: علاقة الرجل بالمرأة، ومكانة المرأة في المجتمع الشرقي، بأسلوب حداثي رومانسي ساحر وآسر، عندما بدأت القراءة فيه، انجذبت إليه انجذبًا، جعلني أقرأ فيه مرة بعد مرة، وكل مرة أنال جديدًا، وأقف على مثير ومستفز من التعابير والتصاوير والرؤى، فأزداد قراءة؛ لأزداد تمتعًا... ومن ثم خرجت بأهمية قراءة شعر الأستاذة صالحة غابش قراءة أدبية وفكرية حية في ملف خاص بمجالس الوراق؛ علَّني أفيد وأستفيد، أمتع وأتمتع مع أصدقائي القراء الأعزاء.... |