البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : حواري مع الشيخ الأمراني    قيّم
التقييم :
( من قبل 11 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
2 - يونيو - 2008
حواري مع الشيخ الأمراني
مما لا يختلف عليه اثنان أن الحوار أسلوب العقلاء والحكماء في كل عصر ومصر، سار عليه المفلحون المصلحون قديمًا وحديثًا، من لدن أنبياء الله، عليهم السلام، إلى أفلاطون وأرسطو وسقراط وغيرهم. كان ذلك ديدن المصلحين والمُوجِّهين، والراغبين في خيرية الأرض وتنمية الكون روحيًّا وماديًّا.
وحياتي تعد مجموعة حوارات مع أناس أكثر خبرة وتجربة، وأعمق رؤية للحياة والأحياء...
 يعد من أبرزهم شيخي الأستاذ الدكتور الحسن الأمراني، الأستاذ الجامعي المغربي المعروف في ساحة الأدب، باعتباره عضوًا مؤسسًا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، يأتي اسمه مقرونًا بشيوخ أجلاء، وأدباء عظماء أمثال أبي الحسن الندوي، وبهاء عمر الأميري، ونجيب الكيلاني،... وله حضور واضح في المجلات الثقافية الكثيرة المتنوعة، كما أن له دواوين شعرية كثيرة، ومؤلفات أدبية ونقدية عميقة، ذلكم الرجل الذي ما جالستُه إلا نفحت منه خيرًا، ودائمًا ما يكون الخيرُ حولَ حال الثقافة تراثيًّا وحداثيًّا، والشعر في الماضي والحاضر والمستقبل...
وقد أثمر ذلك الحوار قصيدةً، وجملة حوارات في شؤون أدبية وثقافية متنوعة.
أما القصيدة فهي:
بورتريه القمر(الشيخ الحسن الأمراني)
-يا صاحِ انظر ما أرى
-ماذا ترى؟
-قمرًا أرى
-أين القمر؟
-أولا ترى؟
-رجلاً أرى
-قمرًا ترى
-ماذا قمر!
-راجع بصيرتك التي غشَّيتَها
برُؤى الضعافِ
التائهينَ
العابثينَ
الهائمينْ!!!
عبدوا الصور!
انسَ الصورْ
عش في القمرْ
***
هذا القمرْ
نجمٌ يصولُ منيِّرا
قلبٌ يجولُ معمِّرا
ومُطوِّرا
من "وجدةٍ"
في "مغرب" الأطياب
والأصحاب
والأحباب...
جاء الحياةَ
ونكبةٌ
في قدسنا تَتَكوَّنُ
وخريطةٌ
تتلوَّنُ
سقطتْ عروش
جاءت عروش
والحال حالٌ كاسرُ!!! 
في ذا الزمنْ
وُجِد القمرْ
***
هذا القمرْ
عاش الهدى
رُزق الصفا
نال الحنان
من الأبوةْ:
في أصله نبع الطهارة
من بيئة
قدْ أرضعتهُ
كوَّنتْ غرسًا
فتيًّا أسمرا
نشئًا تأصَّل صابرا
سيَما المروَّة والفُتوَّة
والنبوَّة
حالهُ
يلقاك مبتسمًا بلا تصعير خدٍّ
أو جهامة مفلسٍ
أو جهالة زائفٍ
حاشا وكلا
ثم كلا....إنه ذاك القمرْ
.....
 3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الأمراني:علم مشهود له يقدره الأصلاء    كن أول من يقيّم
 
الأمراني:علَم مشهود له، يقدره الأصلاء
ليس هذا العنوان مبالِغًا أو منافِقًا، لكنها-علم الله- الحقيقة كل الحقيقة.
من يرى الشيخ الأمراني يوقن بذلك، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا....
وإذا كان فيما قدمتُ من شعر الشيخ ورؤاه بهذا الملف دليل على ما قلتُ، فإنني أقدم مشهدًا واقعيًّا، يدل على مكانة الشيخ السامية، أنقله بكل صدق، أحكي قائلاً:
 
بينما أسير في ساحة كلية الدراسات الإسلامية بدبي فإذا بشيخ جليل يناديني: صبري! صبري! صبري!
لبيتُ النداء: سمعًا وطاعةً يا شيخي! إنه الدكتور أحمد القضاة، شاعر أردني إسلامي معروف، وباحث كبير في الدراسات الإسلامية.
-تفضل في مكتبي، أريد أن أحادثك في أمر مهم!
-خيرًا شيخي
-رزقتُ بجار عزيز كريم، أعرفه من زمن بعيد أعشق شخصه وشعره، لكن أحس أني مقصر في حقه.
-من هو شيخي؟
-الدكتور الحسن الأمراني.
-كلنا ذلك الرجل في حبه.
- أفكر في أن أطلب منه شعره وأن أقوم بنشره تباعًا في موقع رواء للأدب الإسلامي.
-أمر طيب شيخي، هذا خازني الإلكتروني(فلاشي) به شعر الشيخ الجليل.
-جزيت خيرًا ورزقت طيرًا، نفحتني خيرًا
- عندي يا صبري مشروع آخر تجاه الشيخ الأمراني.
-ما هو يا جمع قاضٍ!
-أريد أن أعقد معه جملة حوارات حول شؤون الأمة دينيًّا وثقافيًّا وشعريًّا. فما رأيك؟
- نعْمَ العمل يا شيخي. لكن أفاجئوك!
لقد قمت بنشر شعر الشيخ على موقع الوراق.
وبدأت فعلاً بعمل جلسات حوارية مع الشيخ الأمراني.
ولكن نيتَك وجهدَك -بلا شك- سيضيف إليَّ، وسيزيد شخصية الأمراني عند عامة المثقفين بروزًا وجلاءً، فعقلك أذخر، ورؤاك أزهر، وما أنا إلا نحلة علم.
-ما أعجبها من صدفة. توارد خواطر عجيب في شأن رجل عجيب. لم يأخذ حقه ولم يُعطَ مكانته.
 نحسبه كذلك والله حسيبه.
حدثت الصدفة يوم الثلاثاء18/3/2008م
*صبري أبوحسين
9 - يونيو - 2008
صورة الشاعر الدكتور حسن الأمراني    كن أول من يقيّم
 
 
د.حسن الأمراني
*زهير
9 - يونيو - 2008
حوار(11):مع المتنبي    كن أول من يقيّم
 
حوار(11):مع المتنبي
شيخي:
أبو الطيب أحمد المتنبي-كما يقرر الأسلاف والأخلاف- قال الشعر صبيًّا. نظم أول أشعاره و عمره 9 سنوات . اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكرًا. إنه شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة، في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثًا عظيمًا من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنوانًا لسيرة حياته وعصره؛ فقد مثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال....
كما تراه يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقًا ولا يعنى فيها كثيرًا بالمحسنات والصناعة....
والمتنبي شاعر الطموح والبطولة، هو أكبر رموز الشعر العربي وأكثرها تداولاً بين الناس بعد أكثر من ألف عام على وفاته.
شاعر ملأ الدنيا بشعره، وذاع بين العالمين ذكره، من يجهله يجهل الشعر برمته.........
إنه مهندس البناء الشعري الضخم , الفاخر ..وهو صاحب مصنع أجود المنتجات الشعرية التي ألبست الشعراء بعده, وأدفأت المحتاجين إلى اللغة الجميلة . وهو مخرج أروع اللقطات ثلاثية الأبعاد التي تعجز عنها أحدث الكاميرات الرقمية. وهو كبير الاستشاريين النفسيين في الطب الشعري العربي. مثلا :"لا يوصي أطباء النفس المعاصرون بأكثر من هذا ":
       لا تلق دهرَك َ إلا غير مكترث ٍ ** ما دام يصحب فيه روحك البدن
إنه خلاصة الثقافة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة. هذه الفترة كانت فترة نضج حضاري في العصر العباسي ، وهي في الوقت نفسه كانت فترة تصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العالم العربي . فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء، وقادة الجيش ومعظمهم من الأعاجم، ثم ظهور الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام ، ثم تعرض الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية ثم الحركات الدموية في داخل العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة....
ولك مع المتنبي-شيخي- جهد أكاديمي رائع حول موقف المستشرقين منه، كما لك عنه كتاب(ظل المتنبي) فما مجمل رؤيتك فيه شاعرًا؟ 
أجاب الشيخ-من خلال كتابه(ظل المتنبي):
المتنبي فتح لي أفقًا جديدًا على الكتابة...وعلى الحياة.
ما من شاعر شرّق ذكره وغرّب كأبي الطيب، وبذلك نطق شعره؛ فما من شاعر عربي شغل العرب والعجم كالمتنبي،وما من شاعر بسط ظله على الشعراء قديمًا وحديثًا كالمتنبي. وحسبك بشاعر يغرف من معينه شاعر الشرق سعدي الشيرازي، وشاعر الغرب غوته...
ولم يكن ذلك لبخت اتفق له، ولا حظ عرض له، كما يزعم بعض من يتعصب للأرجاني، فما كان للبخت – وحده – أن يجعل ظل هذا الشاعر الكبير يمتد ويتطاول ليغطي المستقدمين والمستأخرين على السواء، لكنها الموهبة والنباهة، وقد كان أبو الطيب موهوبًا ومتنبهًا.وما عبثًا قيل قديمًا:"بدئ الشعر بملك وختم بملك" يعنون امرأ القيس والمتنبي، على من ذهب ذلك المذهب. وقال بعض المعجبين بشوقي من المعاصرين:"بدأ الشعر بأحمد وخُتِم بأحمد"، فكان المتنبي حاضرًا على كل حال، وصرف النجفي ذلك إلى نفسه، وسلم لأبي الطيب بنبوة الشعر، فقال:
إلى الشعـــــر يأتي كلّ ألفٍ مجـدّدُ    فبعد نبيّ الشعْــــــر أحمدَ أحمـــــدُ
حماني من التقليد ما عشتُ أنني                  إذا رمتُ أمراً لم أجد من أقــــلّد
إنه ما أتى شاعر قومه ببدع من القول إلا انقسم الناس فيه ما بين مفْرط ومفَرّط.وكذلك انقسم الناس في المتنبي ما بين مغال في الثناء ومفرط في الانتقاص.
      كان المتنبي كسلفه حبيب كثير التوكؤ على القديم ، لا لمجاراة القدماء، إذ لو كان الأمر كذلك لما حفظ للشاعر ذكر، بل كان ينظر إلى وراء من أجل التجاوز وصنع أفقه الخاص الذي يخترق حجب الحاضر إلى المستقبل.
والذي يسعى إلى التفرد وقد أوتي من الموهبة ما يؤهله لذلك لا يرضى إلا أن يبسط ظله لا على معاصريه ولاحقيه فحسب، بل على سابقيه أيضا، وذلك بأن يعيد صياغة معانيهم ويضيف إليها من خصوصيته ما يجعله أحق بالمعنى منهم، ولذلك يظلع على أثر الشاعر من يحصر حديثه عند هذه الظاهرة في باب السرقات ولا يصنع شيئا.وقد يبدو هذا الحكم مستغربا، ولكني أرجو محو الاستغراب بالبيان.
قال ابن رشيق:"قال النابغة يذكر طول ليله:
كليني لهمّ يـــــا أميــــــــــمة ناصب      وليلٍ أقـاسيــــــه بطـــــيء الكواكب
تـطاول حتـى قلـــت ليس بمنقـضٍ                    وليـس الذي يـرعى النجـوم بـآيـــــب
وقال أبو الطيب في وزنه ورويه:
أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب            وردوا رقادي فهو لحظ الحبــــــائب
فإن نهــاري ليلـــة مدلهــمّةٌ         على مقلـــة من فقدكم في غيــاهب
   فأنت ترى ما فيه من الزيادة وحسن المقصد، على أن بيتي النابغة عندهم في غاية الجودة."
 والذي يعنينا من قول ابن رشيق أمران:أولهما قوله:"الزيادة وحسن المقصد"،وهو ما يجعل الشاعر جديرا بالتقدمة، خليقا بأن يكون أولى بالمعنى من المتقدم، والأمر الثاني إقراره بأن بيتي النابغة – عندهم – في غاية الجودة.فإذا كان بيتا النابغة في غاية الجودة، وهما بدون ريب كذلك، فما عسانا نقول عن بيتي المتنبي وفيهما زيادة وحسن مقصد؟
فرض عبقريته فرضًا على اللغة العربية بما أضاف إليها من ثروة طائلة في محض أساليب البيان، مما لا تزال حيويته تنبض إلى اليوم.. وقد قال:
ما نال أهـل الجاهلية كلّهم  شعري ولا سمعت بسحري بابل"
       الحيوية.لعلها الكلمة المفتاح التي تفسر لنا سر تفرد المتنبي، وسر بقاء شعره لفظا ومعنى، وفناء - أو نسيان - شعر سواه.ليست العبرة في المعنى وحده، بل في البناء والصياغة، وزيادة المبنى زيادة في المعنى كما قرر الأسلاف. والحيوية هي التي جعلت حكم المتنبي خالدة، بالرغم من أن غيره ربما انفرد في شعره بالحكمة، إلا أن شعره لم يرزق من السيرورة ما رزقه شعر أبي الطيب.لقد كان شعر صالح بن عبد القدوس كله – على سبيل المثال - في الحكمة، فما بال حكمته لم تشع كما شاعت حكمة المتنبي؟ السبب هو أن صالح بن عبد القدوس ساق حكمته سوق تعليم، فتزاحمت المعاني،وتوالت، يأخذ بعضها برقاب بعض، فقل تداولها، وجاءت حكمة المتنبي أبياتا تتخلل شعره، كأنها الملح في الطعام،مليئة بالحيوية، مرتبطة بتجربته الإنسانية، ملتصقة بذاته أيما لصوق، فاستساغها الناس فجرت على ألسنتهم.
     كان بين يدي أبي الطيب كنز من التراث ضخم ينظر إليه، ويقلب فيه النظر، ويستفيد من درره، إلا انه كان لا يقبل إلا على ما يلائم طبعه، وينسجم مع خلقه، ويوافق شخصيته،ويجاري نظرته إلى الكون والحياة، فلم يكن يعنيه الاستزادة من المعاني الحكمية حتى وإن عارضت فلسفته أو كان لها من نفسه نفور  ومن روحه إعراض، ولم يكن يرمي إلى الصنعة المجردة ولا الفن الخالص،بقدر ما كان يعنيه البلاغ، بلاغ الرسالة الشعرية والحياتية على السواء،فالصنعة عنده إذن وسلة وليست مطلبا.لذلك كان إذا ظفر عند السابقين بمعنى يخدم رؤيته أو يجليها أقبل عليه يعيد تشكيله بما يطابق رؤيته، وإعادة التشكيل اللغوي يجلي المعنى ويقويه ويزيد فيه.ولكن لم يكن التراث الشعري وحده هو الذي يستهوي الشاعر، فهو إذا ظفر ببغيته في النثر،مثلا ، من خطبة أو مثل أو كلمة شاردة، لم يتردد في الإقدام على ما يريد
 
قال شيخنا محمد بنشريفة:"وقد نقل الوزير أبو القاسم المغربي أن المغاربة كانوا يسمونه المتنبه، وهذا يلتقي مع التعليل الذي نجده في الممتع للنهشلي:(قيل له المتنبي لفطنته).وأشار إلى هذا الرأي ابن رشيق في العمدة.قال الصفدي: (وهذا تحريف حسن من المغاربة،وما يليق أن يطلق عليه المتنبي)، يراجع كتاب:أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة،ص.95 متنًا وهامشًا...
صاحب معان مخترعة بديعة، ولطائف أبكار منها لم يسبق إليها دقيقة، ولقد صدق من قال:
      ما رأى الناس ثانيَ المتنبي     أيّ ثان يُرى لبكر الزمان؟
    هو في شعره نبيّ ولكـن      ظهرت معجزاته في المعاني.
 
أقول: إنني ممن لا يزال يرى في شوقي زعيمًا من زعماء التجديد الشعري في العصر الحديث، وإنني معجب بشعره الذاتي الغنائي بخاصة،ولا يقدح ذلك الطابع فيه بقدر ما يجلي رواءه ويهتك الحجب عن سر إبداع هذا الشاعر الكبير، إلا أن كل ذلك لا يثني المنصف عن القول: إن شهادة شوقي في المتنبي كافية، فإذا أضفنا إلى ذلك النظر في شعر أمير الشعراء، تبين لنا أن قدرا صالحا من الحلل والطرف التي كانت تزين إمارة شوقي كانت مستجلبة من خزانة المتنبي الملكية،وأن أبا الطيب كان يبسط ظله على شوقي في غير ما مواربة، وأن شوقيا على ما له من إبداعه كان لا يتردد في أن يهجم على معاني المتنبي يوشح بها كلامه ويوشي به شعره....
*صبري أبوحسين
23 - يونيو - 2008
تقدير خاص:    كن أول من يقيّم
 
 
تقدير خاص:
 
علق الدكتور عبدالله طاهر الحذيفي على شخصية شيخنا الأمراني قائلاً:
 
 
 
وتحية لك على حوارك النافع مع الأستاذ الدكتور الحسن الأمراني، ولا سيما الفقرة [ حوار(5): مستقبل الشعر الحر]  هذه الفقرة التي تهمنا كثيرا باعتبارنا متناولين للنقد ولقرض الشعر، إنه حوارٌ حافل بالفائدة، لقد وضعَ الأستاذ الأمراني النقاطَ على الحروف ، وجدَّد النهج ، بفكرهِ الناضج، وحسِّه المنسجم مع الفطرة؛ التي فطر الله الناس عليها، إنه العالم الفذ المتواضع، المتضلع في النقد، الرقيق المشاعر الصحيح التوجه، الواقعي النظر، الذي لا يحور ولا يجور، إنه خيرُ مَنْ يُستفتأ في الشعر العربي قديمه ومُحدَثه، وزنه وإيقاعاته وتخييله وتصويره، ذلك لأنه الأكاديمي المتمرس والعالم الباحث، والمؤلف المدقق،،، والشاعر المُجَرِّب لأنماط الشعر القديم والحديث، المنصف غير المتعصب، الذي لا يبتغي المكاسب المادية بكلامه، ولا يخشى مُنتقدًا؛ لا عالما ولا جاهلا، فهو مُستغنٍ عن التزلُّف والتلوُّن، ومن هنا يكونُ لحكمِه مرتبة الصدق، ومنفعة الناس، لايخاف التيار المتزمتْ من النقاد، ولا يرنو إلى التيار المُجحف في الشطط وحب الانفكاك عن الأصول الثقافية للأمة، الدكتور الأمراني كما رأيناه وقرأنا بعضَ شعره ونتاجه الأدبي، واستمعنا إليه مناقشا ومُحكَّمًا وحَكَمًا، عالمٌ يشعرُ بعمق المرارة إنْ استدعيْتـَه للمجاملة، على حساب الحقيقة، لذلك يَتحَرَّى الصدقَ وإن... هذا الأستاذ الدكتور العالم حَرِيٌّ لأنْ يكونَ في أعلى لجنةٍ للتحكيم في الشعر والشعرية، والشعراء؛ مَنْ يُجيدُ منهم، ومَنْ لا يُجيد، أقولها واضحة: يليقُ بجائزة شاعر المليون أنْ يكون هذا العالم الناقد الشاعر حكمًا كبيرًا تحتاجه فيها،  - وقد تابعت مُشاهدًا بعضَ الحلقات من شاشة التلفزيون - فقلت ليت فيها من المنصقين الكثير..
ولك أخي د/ صبري عظيم الاحترام وللمحررين في الوراق وكل القراء والمسهِمين فيه.. 
*صبري أبوحسين
5 - نوفمبر - 2008
 3  4  5