من تاريخ القصدير     ( من قبل 9 أعضاء ) قيّم
ربما كان العرب أول من استعمل أوراق القصدير في حفظ المواد التي يريدون الاحتفاظ بها.
والقصدير أو (القزدير) هو نفسه الآنك الوارد ذكره في الأحاديث والأخبار،
قال ابن سيده في (المحكم):
الآنُك: الأُسْرُبّ: وهو الرَّصاص القلعي. وقال كراع: هو القِزْدِير، ليس في الكلام على مثال:فاعُل" غيره. فأما "كابُل" فأعجمي، وفي الحديث: "من استمع إلى قَيْنَة صَبّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة" رواه ابن قُتيبة.
وقد ورد في شعر أبي سفيان ين الحارث بن عبد المطلب في الرد على حسان بن ثابت: وهو قوله:
حسبتم جلاد القوم عند قبابهم |
|
كمأخذكم بالعين أرطال iiآنك |
قال الخشني في شرح مفردات البيت: (العين هنا المال الحاضر. والعين أيضاً الدينار وكلاهما يصلح ها هنا. ومن رواه بالعير فالعير الرُّفقة من الإبل. والأنكُ الأُسرُف وهو القزدير)
كذا قال (الأسرُف) وهي كذالك في "العباب الزاخر" والمشهور: الأُسْرُبّ.
وكان للخلفاء والملوك اهتمام كبير في استجلاب القصدير لصناعة الأواني والأغماد والسروج، ويفهم من نص ذكره المقري في (نفح الطيب) أن فلكيي العرب كانت ترى أن الكثير من المعادن نزل من السماء على الأرض، وليس فقط الحديد كما نص على ذلك القرآن، وهم يرون أن القصدير أصله من كوكب المشتري، أي من نيازك سقطت على الأرض في عهد قديم من كوكب المشتري، وان الرصاص مصدره من كوكب زحل، والحديد من المريخ، والنحاس من الزهرة، والزئبق من عطارد، والفضة من القمر، والذهب من الشمس. (نفح الطيب: نشرة الوراق ص 7)
ولابن سعد الأنصاري المتوفى بعد سنة ( 766هـ ) كتاب (في إقامة القصدير) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، قال:
بغية الخبير في إقامة القصدير في الإكسير: مجلد للشيخ علي بن سعد الأنصاري أوله الحمد لله الذي من فضله إلهام حامده لحمده الخ قسم فيه طرق الملغمة إلى تسعة أقسام.
وله من الكتب كما في (هدية العارفين): "شفاء الألم في ترصيص علاج العلم" و"فتح الأرتاج في إثبات الزيبق الرجراج" و"فتح الوصيد في تطهير الحديد".
ومن اخبار القصدير ما ذكره المقريزي في (إتحاف الحنفاء) في أخبار الآمر الفاطمي قال: (وكانت نفسه تحدثه بالسفر إلى الشرق والغارة على بغداد، وأعد لذلك سروجاً مجوفة القرابيص وبطنها بصفائح من قصدير ليحمل فيها الماء، وعمل لها فماً فيه صفارة فإذا دعت الحاجة إلى الماء شرب منه الفارس، فكان كل سرج منها سبعة أرطال من ماء، وعمل عدة من حجال الخيل من الديباج) (نشرة الوراق: 255) |