مـن الـطارق الساري خلال iiالمقابر |
|
كـخـفـقة روح في الدجنات iiعابر |
من الوجل المذعور في وحشة iiالدجى |
|
تـقـلـبـهُ الأوهـام في كل خاطر |
يُـنـقّـل فـي تلك الدياجير iiخطوهُ |
|
ويـخطر في همس كهمس iiالمحاذر؟ |
وقـد سـكـنـت من حوله كل iiنأمة |
|
سـوى قـلـبـهُ الخفاق بين iiالدياجرِ |
وغشاه روع الموت ، والموت iiروعة |
|
تـغـشـى فـيـعنو كل نِكس وقادر |
هـو الشاعر الملهوف للحق iiوالهدى |
|
ولـلـسـر لـم يكشفهُ ضوء iiلناظر |
تـحـيـر في سر الحياة وما iiاهتدى |
|
إلـيـه ، ولـم يـقنع بتلك iiالظواهر |
وسـاءل عـنـه الكون والكون حائر |
|
يـسـيـر كمعصوب بأيدي iiالمقادر |
وسـاءل عنه الموت ، والموت iiسادر |
|
وسـاءل عـنه الشعر في حنق iiثائر |
وسـاءل عـنـه كل شيء ، فلم iiيفز |
|
بـشـيء ولـم يـرجع بصفقة ظافر |
أفـي هـذه الأجـداث طـلسم iiسرّه |
|
لـعـل فـمـن يـدري بسر iiالمقابر |
ألـم يـخـلـع الموتى الأحابيل iiكلها |
|
حـابـيـل أوهـام الـحياة iiالجوائر |
ألـم يـتـركوا الدنيا الغَرور iiلأهلها |
|
ويـسـتـوثـقوا مما وراء iiالمصائر |
ألا تـهـمس الأرواح بالسر إذ iiسرى |
|
إلـيـهـا ؟ ألا تـهدي اليقين لحائر |
أجـل ! ربـما تعطي الجواب iiلسائل |
|
وربـتـمـا تـجلو المصير iiلشاعر |
وفـيما يناجي في حمى الصمت iiنفسهُ |
|
تـسـمّـع هـمساً من خلال iiالحفائر |
مـن الـطارق الساري خلال iiالمقابر |
|
فـأقـلـق مـنّـا كل غاف iiوساهرِ |
أمـا يـقـنـع الأحياءُ بالرحب iiكله |
|
أيـا ويـح للأحياء صرعى iiالمظاهر |
تـركـنـا لـهـم دنياهمو iiوديارهم |
|
ولـم يـدعـونا في حمى غير iiعامرِ |
وقـال فـتـى مـنهم حديث iiقدومه |
|
بـنـغـمـة إشـفـاق ونبرةَ iiساخر |
لـعـل الـذي قد دب في ذلك iiالحمى |
|
وأيـقـظ فـي أحـشـائه كل iiسادر |
أخـو صـبـوة ، يهفو إلى قبر iiميتة |
|
لـه عـنـده وجـد وتـحنان iiذاكر |
يـقـرّبـهُ مـنـه الـتذكر والهوى |
|
وتـبـعـدهُ عـنـها غلاظ iiالستائر |
ومـا أخـدع الحب الذي في iiديارهم |
|
يـغـشـى على أبصارهم iiوالبصائر |
وقـالـت لـهم أم وفي صوتها iiأسى |
|
ونـبـرة تـحـنان ، وكتمان iiصابر |
ألا ربـمـا كـانـت ثـكولاً iiحزينةً |
|
عـلـى فـلـذة مـن قلبها iiالمتناثر |
وربـتـمـا كـانـت عجوزاً iiتأيمت |
|
وضـاقت بدهر ناضب العون iiغادر |
وقـد ذهـبوا في حدسهم كل iiمذهب |
|
وفـيـمـا حـوته نفسهُ من iiمشاعر |
وجـلـجل صوت الشيخ يدوي iiكأنما |
|
هو الدهرُ في صوت من الروع ظاهر |
مـن الـطارق الساري خلال iiالمقابر |
|
فـأقـلـق مـنـا كل غاف iiوساهر |
فـقـال أخـو الأحياء والقلبُ iiخافق |
|
من الوجل الأخاذ ، في صوت iiحاسر |
أنـا الـحـي لـما يدر أسباب خلقه |
|
أنـا الـمـدلج الحيران بين الخواطر |
دلـفـت إلـى وادي الـمنايا iiلعلني |
|
أفـوز بـسـر فـي حـنـاياه iiغائر |
أمـا تـعـلمون السر في خلق iiعالم |
|
يـمـوت ويـحـيا بين حين iiوآخر |
وتـكـنـفـهُ الأحداث من كل جانب |
|
ويـركـب لـلغايات شتى iiالمخاطر |
ولـيـس لـه مـن غـاية غير iiأنه |
|
مـسـوق إلـى تـحقيق رغبة iiقاهر |
ضـنـيـن بـمـا يبغيه ليس iiيبيحهُ |
|
لـسـائـلـه عـمـا وراء iiالظواهر |
ومـاذا لـقـيـتم بعد ما قد iiخلعتمو |
|
قـيـود الـليالي الخادعات iiالمواكر |
ومـاذا وراء الـغيبِ والغيبُ iiمطبقٌ |
|
وهـل يـتـجـلـى مـرة للنواظر |
سـؤال أخي شوق ، وقد طال iiشوقهٌ |
|
وحـيـرتـهُ ، بين الشكوك iiالكوافر |
أريـت لـو ان الهول صُور iiمنظراً |
|
تـجـلـلـه الأخـطـار جد iiغوامر |
كـذلـك سـاد الصمت بين iiالحفائر |
|
وران عـلـى أرواحـهم iiوالضمائر |
وأذهـل هـاتـيك النفوس iiفخفضت |
|
مـن الـبـهر والإعياء دقات iiطافر |
وجـلـجل صوت الشيخ يدوي iiكأنه |
|
يـحـدّث مـن كـون قصي iiالمعابر |
أيـا ويـلـهـا تـلك الحياة iiوأهلها |
|
تـكـشـف عـن بـلوائها كل iiساتر |
وتـطـلـب أسـباب الشقاء iiلنفسها |
|
فـتـضـرب في تيه من الشك غامر |
وتـسـأل عن " سر " وليست iiبحاجة |
|
إلـى الـسـر تشريهِ بأنفس iiحاضر |
لـقـد أغمض الموت الرحيم iiجفوننا |
|
وهـدّأ فـي أفـكـارنـا كـل iiنافر |
نـسـيـنـا سؤالا لم يزل كل iiكائنٍ |
|
يـردده حـيـران في حرز " iiحازر |
نـسـيـناه فارتحنا من الحيرة iiالتي |
|
خـسـرنـا بها الأعمار جد iiنواضر |
وهـاأنـت ذا تـذكيه ، فيا لك iiجائراً |
|
ويـالـك مـخـدوعـا بسر iiالمقابر |
وعـاد أخـو الأحـياء بعطو iiبحسرة |
|
ولـهـفـة مـحروم ، وإعياء iiخائرِ |
لقد كان في الموتى وفي الموت iiمأمل |
|
يـعـلـلـه بالكشف عن كل iiضامر |
فـألـفـى سرابا ثم لا ينقع iiالصدى |
|
فـوا نـدمـا عـن بـحثه iiالمتواتر |
فـقد كان خيرا أن يعيش على iiالمنى |
|
ويـأمـل بـعد الموت كشف iiالستائر |
ويـا لـيت هذا الموت يسرع خطوه |
|
فـيـطـويَ حـيّاً عمره ربح iiخاسرِ |