البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : طالبة تنقد تحقيق ميزان الذهب!!!    قيّم
التقييم :
( من قبل 10 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
11 - مايو - 2008
من العجائب الثقافية في هذه الفترة الغُثائية من تاريخ أمتنا ما يسمى النشر التجاري لكتب العلم؛ فقد انهالت علينا المطابع بكثير من كتب التراث القديم وبداية عصرنا الحديث منشورة نشرًا تجاريًّا مقرونًا بادعاء التحقيق والضبط والتصحيح من لدن شخص يلقب بالدكتور!!!
 وهذا شرَك كبير، يخدع من تطوع بهذا الأمر فيقع في التسرع والرعونة والحرص على التكثير مما يراه تحقيقًا وضبطًا وتصحيحًا. وما هو من التحقيق أو الضبط أو التصحيح في شيء!!!
كما يخدع القراء، وعشاق التراث فيشترون ما لايستحق الشراء، ويثقون فيمن أوقع نفسه في قيل وقال وكثرة المؤاخذات!!!
رحم الله شيوخ التحقيق العظام أمثال الشيخين أحمد ومحمود شاكر، والأساتذة: عبدالسلام هارون، والسيد صقر ومحمود الطناحي وغيرهم من جهابذة التحقيق العلمي السديد!!!
هذا النشر التجاري أوقع الأستاذ الدكتور حسني عبدالجليل في حيص بيص، وفي شرك الشهرة الزائف القاتل مما جعله هدفَا للنقد من كثيرين، منهم طالبة بالفرقة الجامعية الأولى بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، أعدت تقريرًا علميًّا عن تحقيق الدكتور حسني لميزان الذهب للهاشمي، قالت فيه ما قالت، مما سأذكره في قادم التعاليق إن شاء الله تعالى. على الرغم من أن الأستاذ الدكتور حسني من الباحثين الجهابذة في ميدان البحث الأدبي والعروضي، لكنه الشرَك!!!
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أخطاء في تحقيقه علم القافية    كن أول من يقيّم
 
وفي تحقيقه علم القافية بالميزان أخطاء معدودة لم يتنبه-كذلك - إلى بعضها!!!
 منها: ضبط مصطلح الردف بفتح الراء:                                             
-  لقد وردت كلمة الـرّدْف في تحقيق الأستاذ الدكتور حسني عبد الجليل ووردت في كتب أخرى على أنها الـرَّدْف أي بفتح الراء حتى في كتاب ميزان الذهب في صناعة شعر العرب للسيد أحمد الهاشمي، وبدون تحقيق في كتابه على أنها الـرَّدْف .. فأردت أن أبحث حول هذا فوجدت أنها ربما خطأ مطبعي، والأصح على أنها الـرِّدف ... فقد ورد في المعاجم ما نصه:                                                                  الـرّدْف: الراكب خلف الراكب و- كل ما يحمله الراكب خلفه و- التابع ومؤخّر كل ّشيء (ج) أرْداف ورداف .
  الرِّدف في الاصطلاح العروضي:
*هو حرف مدّ يكون قبل الروي سواء أكان حرف الروي ساكناً أم متحركاَ، ويتحتم على الشاعر الإتيان بحرف المد الذي قبل الروي في جميع أبيات القصيدة، وإنما سمى رِدفاً لأنه ملحق في التزامه، وتحمل مراعاته بالروي ، فجرى مجرى الـرّدف للراكب، لأنه يليه وملحق به .
  *والـرِّدف: سمي ذلك لوقوعه خلف الروي مباشرة، كالردف خلف راكب الدابة.                                                    *والـرِّدف:هو حرف علة واقع قبل الروي من غير فاصل بينهما ..   لغة التابع.....   
*صبري أبوحسين
12 - مايو - 2008
ورطة أخرى للمحقق    كن أول من يقيّم
 
من خلال بحثي في الإنترنت وجدت الأستاذ سليمان أبوستة يضيف جديدًا عن تحقيقات الدكتور حسني، بقوله:
"لقد أخرج الأستاذ الدكتور حسني عبد الجليل يوسف الذي أخرج كتابا بعنوان (تيسير كافي التبريزي) وأشار إلى جهوده في هذا التيسير بقوله :
(ولهذا ولاتصالي الوثيق بعلم العروض تأليفا وتحقيقا  وتدريسًا عمدت إلى تناول كتاب الكافي في للتبريزي بالفحص والعرض و الاستدراك بما لايخل بالكتاب – بل بما ييسره ويشرحه ويقرأه لدارس العروض).
وقد جانب الحقيقة في عباراته هذه ووافقها جزئيًّا في موضعين ؛ فأما الموضع الذي جانب الحقيقة المطلقة فهو قوله أنه تناول كتاب الكافي للتبريزي الذي حققه الدكتور فخر الدين قباوة متجنبًا الإشارة إليه عن عمد لئلا تطاله مسؤولية السطو على الكتاب، وأما الموضوع الذي اقترب فيه موافقة الحقيقة فهو إشارته إلى عدم الإخلال بالكتاب،وأما حيث وجدناه قد اعتمد اعتمادًا كليًّا على النقل الحرفي بلا بادرة تيسير أو شرح أو تقريب، فمقدمة التبريزي أكملها استقرت في كتاب الدكتور حسني بلا تيسير، ثم لحقها باب القوافي بأكمله أيضًا؛ لأني لم أجد ناقصًا إلا قول التبريزي في بيان سبب وضع الكتاب "وفي هذه الجمل كفاية للمبتدئ بهذا العلم، وتذكرة للمتوسط فيه " فإذا قلتَ : إذا كان فلم بلغ كتاب التيسير نحو مائة وعشرين صفحة في حين وصل كتاب الوافي إلى مائتين وستة وستين؟ أجبتك بأن ذلك كان لأنه اضطر إلى حذف قسم كامل من الكتاب، وتشذيب أطراف قسم آخر.  قد طال فاكتفى منه برؤوس أبواب البحور متخليًا عن ذيولها.  ومعنى ذلك أن تيسيره كان لمصلحة الناشر في تخفيض نفقات الطباعة وليس للتيسير على القارئ الذي ضمن له التبريزي أصلًا تيسير هذا الكتاب في عبارته التي أوردناها بأعلاه ، وكان الدكتور حسني قد قام ،سامحه الله ، بحذفها  عن سبق إصرار لأنه وجدها تتعارض مع مشروعه الذي أوهمنا به .
وقد يمتلك العجب من قول صاحب التيسير في مقدمة تيسيره :" وقد أشار محقق كتاب الكافي إلى أن العروض ليس بالعلم اليسير، فهو يشق على الكثير من الناس، وليس في هذا الزمان فحسب، بل منذ أزمان وأزمان ". فهذه العبارة منقولة بقليل من التصرف من كتاب الكافي بتحقيق الحساني. هذا، ويزداد العجب حين نكتشف أن الكتابين: كتابي الحساني ،وقباوة ، كان معًا على طاولة الدكتور حسني، فلماذا نراه ترك كتاب مواطنه المصري الحساني واتجه إلى كتاب السوري الحلبي قباوة ؟ أعتقد أن لذلك صلة قرب الحساني منه وسهولة مقاضاته في موطنه، وهو نفس التبرير الذي كان للبناني قاسم باختياره لكتاب الحساني دون كتاب قباوة .ولقد وجدت على نسخة كتاب قباوة تحذير وضعته دار النشر ينص على أنه :" يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير، كما يمنع الاقتباس منه، والترجمة إلى لغة أخرى إلا بإذن خطي من دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر بدمشق". الآن ألا ترى معي أن هذه العبارة التي تبدو رادعة قد جعلت كلا سارقي كتاب التبريزي يلجأ إلي نسخة من بلد يتعذر فيه مقاضاته، أم أن الأمر لا يعدو اعتبارها نوعًا من " خيال المآته"  في الحقول المتروكة بلا ناطور .. وأظننا كنا أشرنا في مقدمة هذه المداخلة إلى ضرورة أن يتحلى سارق الكتاب بالذكاء والروية، وهذا حسب ما قام به السارق الثاني قاسم ولكن امتاز بالذكاء .. أما الدكتور حسني فقد ورط نفسه أو ورطه الدكتور قباوة في بعض الهوامش في تحقيقاته التي قدمها له لقمة سائغة التهمها لعجلته في النقل دون تروٍّ.... وقدم الدكتور سليمان أدلة على تورطه ذلك. راجع www.wataonline.net
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
الخاتمة:    كن أول من يقيّم
 
خاتمة التقرير:
 الحمد لله على انتهائي من أداء هذا العمل والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين...وبعد:
 فكم هو منظر جميل وشعور أجمل أن ترى الكتب المكدسة!!! ياله من شعور بالفخر والعزة....وأن تقرأ وتتصفح وتبحث من هنا وهناك بين ثنايا المكتبة والمواقع...ولكن هكذا عقلي صغير محدود في نقدي، لكنها مجرد تجربة بدائية!!!
الأمر العجيب في بحثي هذا.... لقد أعطاني الأستاذ الدكتور حسني عبد الجليل دافعًا قويًّا للنشر والكتابة والتأليف؛ ولكن بدون سرقات، وتوثيق وثبت المصادر والمراجع... وخصوصًا لما لديَّ من مقالات نثرية وكذلك تجارب شعرية... ربما محاولات لم يطلع عليها أحد، أويتناولها على سبيل التنقيب... فنمت لديَّ الشجاعة في عرضها في أحد المواقع على الشبكة الدولية ....
هذا وما كان من توفيق في هذا التقرير فمن الله ثم من جهدي المتواضع، وما كان من خطأ أو تجاوز فمن نفسي والشيطان.
 
اللهم لا تجعلني سببًا في حرج القلب، أو انطفاء شمعة من شموع
الأمل.... اللهم إن كنت قاسية أو مخطئة في حقه فاغفر لي...والعقبى على من ادعى....ولاحول ولاقوه إلا بالله ....إنه بالإجابة جدير...

*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
أهم مراجع التقرير    كن أول من يقيّم
 
    ميزان الذهب في صناعة شعر العرب،السيد أحمد الهاشمي،دار الإيمان 1970م   
  ميزان الذهب في صناعة شعر العرب، السيد أحمد الهاشمي المحقق : حسني عبدالجليل،دار مكتبة الآداب 1997م 
     الشافي في العروض والقوافي،د . هاشم صالح مناع،دار الفكر العربي 1995م
     علم العروض التطبيقي، د. نايف معروف د. عمر الأسعد،دار النفائس  1987م
     الكامل في العروض والقوافي، محمد قناوي1969م
     علم العروض  وتطبيقاته،د. محمد مصطفى وأبو الشوارب،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر2004م
    المعجم الوجيز، مجمعاللغة العربية بمصر،   الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية 1993م
www.furat.com -1
2- www.nelwafurat.com
3- www.nogof
4-www.adabwafan.com
5-www.arood.com
6-www.wataonlive,net
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
مقال الدكتور سليمان أبوستة حول المحقق    كن أول من يقيّم
 
تيسير كتابين في العروض للدكتور حسني عبد الجليل يوسف
للأستاذ سليمان أبو ستة

والكتابان هما الكافي في العروض والقوافي للتبريزي ( ت 502 هـ ) ، وأهدى سبيل إلى علمي الخليل : العروض والقافية للأستاذ محمود مصطفى ( ت 1941 م ) .
وبادئ ذي بدء يجب أن ننبه إلى أن هدف المؤلفين من وضع كتابيهما كان منصباً في الأساس على تحقيق أكبر قدر من التيسير والتسهيل . قال التبريزي في الكافي : " وفي هذه الجمل كفاية للمبتدئ بهذا العلم ، وتذكرة للمتوسط فيه " وهو بهذا القول يشير إلى تلاميذه في المدرسه النظامية ببغداد ، وكان قد قضى ما يقرب من أربعين عاما معلما للعربية فيها . أما الأستاذ محمود مصطفى فكان مما نقله الدكتور حسني عنه قوله إنه وجد في علمي العروض والقافية " استعصاء على التحصيل ، ولهذا قام بتأليف كتابه تسهيلا على الدارسين وتيسيرا لهم " .
غير أن الدكتور حسني يرى في الكتاب الأول غير ما رآه التبريزي ولذلك يقول في مقدمته التي وضعها لهذا التيسير : " والكتاب ـ على أهميته ـ فيه صعوبة ومشقة على الدارسين لهذا العلم الذي وصل به العروضيون إلى أبعد مدى من التعقيد والغموض " .
ثم يميل على الأستاذ محمود مصطفى ليدعم رأيه في كافي التبريزي بالاقتباس الذي أوردناه أعلاه ؛ مما يدل على أنه كان ينوي القيام بتيسير الكتابين معا . وليته أضاف إليهما تيسيره لكتاب موسيقى الشعر للدكتور إبراهيم أنيس من حيث أنه رأى مجالا لينقل عنه قوله : " ولست أعلم علما من العلوم العربية اشتمل على عدد من المصطلحات مثل ما اشتمل عليه العروض مع قلة أوزانه " .
أما جهوده في هذا التيسير فقد حددها بقوله : " عمدت إلى تناول كتاب الكافي للتبريزي ( سنرى فيما بعد أن الكتاب الذي تناوله كان كتاب الوافي الذي حققه الدكتور فخر الدين قباوة ! ) بالفحص والعرض والاستدراك بما لايخل بالكتاب ( وهو صحيح لأنه نقل معظمه نقلا حرفيا ) بل بما ييسره ويشرحه ويقربه لدارس العروض . وقد أعدت تقديم الكتابة العروضية بأسلوب المقاطع ، وقرنت ذلك بكتابة العلامات التي تقابل بها الحركات والسكنات ( لماذا إذن لم يقرن ذلك بكتابة العلامات التي تقابل بها المقاطع كما يرى علماء اللغة المحدثون ؟) وهو أسلوب يساير الهدف من الكتابة العروضية بوصفها سابقة على التفاعيل ، وليست لاحقة لها . فكتابتها متصلة تفترض أن الدارس يعرف نهاية التفعيلة مسبقاً ، والأمر عكس ذلك ، فالدارس يستعين بالكتابة العروضية لتحديد التفعيلة ، ومن ثم التعرف على البحر ، ولهذا كان كتابتها بأسلوب المقاطع أيسر وأسهل وأقرب إلى الموضوعية " .
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
مقال الدكتور سليمان أبوستة حول المحقق2    كن أول من يقيّم
 
وإذا كان الأمر يتوقف عند ذلك الحد ،فحسب ، فسأعمد إذن إلى تيسير باقي كتب العروض بدءا من الأخفش إلى خشان ؛ ولكن الدكتور حسني يستمر بقوله " كما أنني أضفت لكل شاهد ما يتصل به موضوعيا من الأبيات المصرعة أو المقفاة التي تنتمي للقصيدة التي منها الشاهد العروضي ، وقد ساعد ذلك على اكتشاف بعض الأخطاء حيث استشهد صاحب الكتاب بأبيات مصرعة تنتمي لقصائد مخالفة للشاهد في وزن العروض ، إلى جانب عدم اهتمامه بإيراد الأبيات التي تنتمي لنفس القصيدة التي منها الشاهد ( وهو زعم سنعود إلى دحضه فيما سيلي ) " .
وكنت في بحث لي بعنوان " مصادر التبريزي ومنهجه في كتاب الكافي في العروض والقوافي" قد بينت أن أول من بدأ حكاية الشواهد المصرعة كان ابن جني في كتابه "العروض" ثم تلقفها منه التبريزي في كتابه "الكافي" . ( وهو على هذا الرابط :
http://www.arabic-prosody.150m.com/tabrezi.htm )
وها نحن هنا نجد الدكتور حسني يلتقط هذه البدعة ويزايد بها على أكثر العلماء الذين استثمروها بل ويتعقبه في بعض من أبيات المصرعة التي جاء بها .
لكننا أيضا سنتعقب الدكتور حسني في كثير من الأخطاء التي وقع فيها أثناء اعتدائه على تحقيق الدكتور قباوة لكتاب الوافي ، وهي عملية سطو منظمة لم يردعه لتجنبها تحذير الناشر المثبت في الغلاف الداخلي للكتاب بأنه " يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير ، كما يمنع الاقتباس منه ، والترجمة إلى لغة أخرى ، إلا بإذن خطي ... " ، غير أنه لجأ إلى حيلة سخيفة مكشوفة ظنها تنجيه من تعقب سرقته فقال في مقدمة( تيسيره ) : " وقد أشار محقق الكافي إلى أن العروض ليس بالعلم اليسير ، فهو يشق على كثير من الناس ، وليس في هذا الزمن فحسب ، بل منذ أزمان وأزمان " . وقد حسب بأنه من خلال هذه الكلمات التي نقلها بقليل من التصرف أنه سيصرف الانتباه عن المصدر الحقيقي الذي نقل عنه ، فإن جوبه بأنه سرق جهود مواطنه الحساني تحجج بأن هذا الكلام ليس مطابقا بالضرورة لكل ما ورد في الكافي ، وهكذا سيحسب السذج أنه اعتمد على نسخة غير محققه لم يلتفت إليها الحساني ، وظن أنه سينجو بفعلته فلا يثبت أحد عليه شيئا من السرقة ، كما ظن أحد هؤلاء اللصوص وهو الدكتور محمد أحمد القاسم الذي ابتلع جهود الحساني وسرق تعب الليالي التي سهرها وهو عاكف على تحقيق الكافي ليستولى عليه هذا الدكتور ويحرص على وضعه ضمن دفتي غلاف مجلد مزركش مكتفيا بذكره على ظهرهذا الغلاف الذي لم يفرح الحساني بمثله في كتابه بأنه من شرحه وتعليقه ، فلم يتعرض لذكر التحقيق واطمأن إلى أنه بهذا سيحسب المغفلون الذين اشتروا كتابه أنه حققه من أحد المصادر التي غابت عن الآخرين .
ولم يسرق الدكتور حسني جهود الدكتور قباوه في متن نشرته فحسب بل سرق أيضا جهوده في تخريج الأبيات والشواهد فتراه يشير إلى المصدر الذي نقل عنه ورقم الصفحة كم وردت في كتاب الوافي بتحقيق قباوة ، ويبدو أنه استحى أن ينقل في خاتمة تيسيره ثبتا بالمراجع والمصادر التي اعتمد عليها لأنها لم تكن في متناوله ، مع أنه يعرف أن من أبسط شروط البحث العلمي ، وهو الأكاديمي العريق ، أنه مثل هذا الثبت ضروري .
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
مقال الدكتور سليمان أبوستة حول المحقق3    كن أول من يقيّم
 
وقد أوقعه هذا المسلك في كثير من المحظورات التي تدل على قلة محصوله من الرواية والعلم بالأدب ، فمن ذلك أن الدكتور قباوة سها ، وجل من لا يسهو ، فأورد في الهامش البيت التالي للمتنبي اعتمادا على ذاكرته ، وهو قوله :
باد هواك صبرت أم لم تصبرا ==== وبكاك إن لم تجرِ دمعك أحمرا
ولم يبين المصدر الذي نقل منه البيت ، فلم يلبث الدكتور حسني أن التقط هذا الطعم وضمنه متن النص دون أن يتحرى صحته وهو سادر في غمرة نقله المحموم .
وهو قد يحسب أنه لا يحتاج إلى نقل كل ما يراه أمامه من كتاب قباوة فتجده يسقط ذكر بيت من الشعر اجتزاء بآخر قبله ظنا منه أن الفكرة قد وصلت بتمامها في البيت الأول ، حدث ذلك عندما أسقط قول امرئ القيس :
إذا ركبوا الخيل واستلأموا====== تحرقت الأرض واليوم قَرّ
مع أنه جيء بهذا البيت ليفيد معنى السناد عند الخليل .
وحين شارف الدكتور حسني على الانتهاء من نقل القسمين الثاني والثالث مع شيء من المقدمة في نشرة قباوة بالتمام والكمال دون أن يذكره ولو بالخير ، وجد أن الصفحة قد انتهت وهو لم يتمكن بعد من نقل سطرين فتركهما غير مأسوف عليهما .
ثم واصل الدكتور حسني نقل ما قفز عنه في تيسيره وهو بقية القسم الأول الذي يتضمن الجزء الباقي من المقدمة مع مبحث العروض ، وهنا وجدناه يغير تكتيكه المألوف ، فقد سئم من النقل المباشر الذي لا يبقي ولا يذر واتجه إلى الاختيار من مواد هذا القسم . وقد يحسب القارئ أن هذا الاختيار قد تم بعناية تكفر له عن بعض من جنايته المتمثلة بالسطو المباشر على تحقيق زميل آخر له ، إلا أنه ،كما لاحظنا ، لم يتعد اختيار فقرات منه دون فقرات وهو ما يذكرني حين كنت في المرحلة الابتدائية من الدراسة ألجأ لإتمام واجب التلخيص والشرح الذي كنت أبغضه بنسخ فقرات من الدرس المطلوب وترك بعضها الآخر ظانا أن ذلك قد يجوز على المدرس الغافل .
لكن صاحبنا أذكى ـ بلا شك ـ من تلميذ الابتدائي ، لذلك رأيناه يدرج في تيسيره بعضا من اقتباساته من كتب أخرى ، وهي على كل حال شحيحة ، ولا ترد إلا في أضيق الحدود .
والدكتور حسني يولي أهمية كبيرة للعبة الأبيات المصرعة والمقفاة في تيسيره ، تلك اللعبة التي سئم منها ابن جني فلم يوردها بأكثر مما جاء به في بحر الطويل ، واستلمها التبريزي من بعده ليكسب كتابه الكافي شيئا من التهذيب الذي اعتاده في معظم مؤلفاته ، إلى أن نجد اللعبة تتحول إلى أمر خطير يرى فيه الدكتور حسني مجالا للاستدراك على التبريزي ، فنجده يعترض على مجيئه لعروض صحيحة من الكامل بمصرع من قصيدة بعروض حذاء غافلا عن حقيقة أن مثل هذه القصائد من العروض الأحذ لا تخلو في الكثير منها عن أن تحتوي على أبيات عروضها صحيحة ، وبهذا لا نرى في قوله مجالا للاستدراك الحقيقي.
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
مقال الدكتور سليمان أبوستة حول المحقق4    كن أول من يقيّم
 
ثم إنه قد لا يكتفي في تيسيره بما أورده التبريزي من الأبيات المصرعة أو المقفاة ؛ وإنما قد يتكرم ويزيد من عنده بيتا مقفى أو مصرع كهذا البيت الذي جاء به شاهدا على مقفى الضرب الثالث من العروض الثالثة من الكامل ، وما هو بمقفى ، كقول عمر ( وليس عمرو ، كما ورد في تيسيره ) بن أبي ربيعة :
حي الرباب وتربَها==== أسماء قبل ذهابِها
وقد يلاحظ القارئ لو أنه تيسر له قراءة هذا التيسير لتفعيلتي الحشو من هذا البيت في قوله إنهما مخبونتان . وأنا لا أريد أتصيد الدكتور في جميع أخطائه التي وردت في هذا التيسير كالخلط بين المخبون والمخبول أو ما يمكن تقصيه في بعض الأخطاء النحوية ، وهي أمور ترجع كلها إلى الغفلة ، هذه الغفلة التي ورطته لينزلق في قوله :
"
مصرعه ، لعتيق :
يا هلالا في تجنيه ====== وقضيبا في تثنيه "
وقد أضحكتني هذه الغفلة أشد الضحك بعد أن تبينت لي حقيقتها ( وهي أشبه بالنكت المعقدة التي تبكي أكثر مما تضحك ) ، فقد كلفني هذا الدكتور ، سامحه الله ، وقتا طويلا للبحث في كل الموسوعات ومصادر اللغة والأدب عن شاعر يسمى عتيق له هذا البيت ، حتى اكتشفت أنه مطلع مقطعة لابن عبد ربه ضمن إحدى المقطعات التي كان يمثل بها لضروب الأوزان في عقده الفريد وكان قد اعتاد أن يورد مثل هذه المقطعات ويختمها بأحد شواهد الخليل في العروض ، والشاهد هنا قوله ، واسمحوا لي أن أورد ما قاله التبريزي حرفيا في كتابه قبل أن يتعرض كلامه لجرثومة التيسير : " هذا الضرب قليل جدا . إلا أنهم قد أنشدوا ـ وزعموا أنه لبعض أهل المدينة، وهو عتيق :
لان حتى لو مشى الذ====== رُّ عليه كاد يدميه "
فقد حسب الدكتور حسني من قرائته المتعجلة لهذا النص أن ثمة شاعرا أشار إليه التبريزي بأنه عتيق ( وهو يقصد العِتْق والقِدَم لا اسم العلم ) ثم إنه حين رأى إلى المحقق يشير في الهامش إلى مصدر هذا الشاهد من العقد وحده دون غيره من مصادر التخريج ترك ما بين يديه من مصادر إن كان ثمة منها شيء يذكر ، وفزع إلى هذا المصدر ليجد الأبيات التي نظمها ابن عبد ربه دون أن يعلم أنها كانت على سبيل التمثيل والاستشهاد لا على سبيل الرواية عن شاعر ما اسمه عتيق .

*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
تسهيل أهدى سبيل للمحقق    كن أول من يقيّم
 
أما الكتاب الذي أسماه " تسهيل أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية " فما أظنه قد أقدم على تسيهله ، إن كان ما جاء به فيه يعد من باب التسهيل ، إلا تلبية لرغبة ناشر جشع أراد أن يتجنب دفع حقوق النشر لورثة المؤلف ، إن كانت لا تزال هذه الحقوق سارية بعد مضي ما يزيد على خمسين عاما على وفاة المؤلف ، أو أنه رأى طبعات هذا الكتاب الأصلي تتوالى في الأسواق وتتداول بين أيدي التلاميذ في مختلف المراحل الدراسية والجامعية فأراد أن يكون له نصيب في هذا السوق عبر طبعة تجتذب الحمقى ممن يسعون إلى شيء من التيسير الذي أعجز الأصمعي قبلهم . وقد كنت أوثر ، وأنا أنظر إلى الطبعة الثالثة عشر من كتاب " أهدى سبيل " وهي تزدان بالمقدمة التي صدر بها الشيخ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي هذا الكتاب أن يكون سبيل الدكتور حسني في إخراجه للكتاب كسبيل هذا الشيخ الجليل ، ففي النهاية نحن لم نظفر من هذا التسهيل إلا ببعض التعليقات التي حاول صاحبنا أن يوهمنا أنه جاء بها قاصدا إلى التسهيل مع أن الكثير منها تكرار لما يتردد في الكتاب وبعضها تعليقات لا طائل من ورائها نحو قوله عن زحاف الكف والشكل في المديد أنهما لا يتحققان " إلا إذا كان البيت مدوراً ، لأنه إذا لم يكن مدوراً لأشبعنا حركة الحرف الأخير وانتهى بساكن " . وهو قد يخرج علينا بأشياء مما لم يذكره الخليل ولا العروضيون من بعده ، دون أن يدلنا على ما إذا كان يريد بذلك أن يستدرك على هؤلاء في قوله ( في بحر المديد ) : " ويجوز في فاعلاتن التشعيث ، وهو حذف أول الوتد المجموع فيها ، فتصير فالاتن وتنقل إلى مفعولن " ، ولم أسمع بالتشعيث في المديد ولم أجد عليه شواهد ، وإن كان عندي مقبولا أيضا . وهو يحاول أن يصوب بعض ما جاء به المؤلف فيقع في الخطأ نفسه كقوله في بحر الهزج : " ويبدو لي أن الأستاذ المؤلف لم يتنبه إلى أن مفاعيلن الأولى في البيت الأول جاءت مكفوفة ، وهي صورة تكثر في الهزج ولا تجيء في الوافر ، ومن ثم لا يكون البيتان من بحر الهزج لهذا السبب " . ألم يعلم أن في الوافر زحافا يقال له ( النقص ) وأنه لو وجد في قصيدة من الوافر لم يخرج بها من إيقاع الوافر إلى إيقاع الهزج على رأي الخليل .
وهو قد يغفل كما غفل في شاهد عتيق الذي أشرنا إليه حين يعلق على هذا البيت وهو من قول أمية بن الصلت يبكي زمعة بن الأسود وقتلى بني أسد يوم بدر :
عين بكّي بالمُسبِلات أبا الحا====== رِثِ لا تذخري على زَمَعه
وكان قد أثبت ( تذخري ) بالدال الساكنة حين رأى المؤلف يثبتها بالدال المشددة فأصلح الخطأ بخطأ. لكن المضحك ليس هنا ، وإنما لأنه أورد في الهامش تعليقا يفسر به كلمة ( زمعه ) بقوله : الزمعة جمعها زمعات ، وهي مسايل صغيرة ضيقة [ تاج العروس : زمع ] وهو كلام جميل ، وكنا نود لو أنه ظل ملازما لهذا التاج أو لغيره من المعاجم في كل ما صادفه مما يستوجب الشرح ، إلا أنه ، وهو الأستاذ في الأدب كما في اللغة ، قد غفل عن أن ( زمعة ) المذكور هو زمعة بن الأسود لا ذلك المسيل من المسايل الصغيرة الضيقة .
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
تابع الرأي في تسهيل أهدى سبيل    كن أول من يقيّم
 
ويبدو أن الدكتور حسني لا يعبأ بتحري الأسماء التي يوردها فهي كلها عنده سواء كما أن سعيد بن وهب الذي نقل من شعره في الأغاني أصبح عنده سَعْد بن وهب ( بالتشكيل الذي ورد في كتابه ، وهو ليس من قبيل الخطأ المطبعي ) و( الخيف) تتحول إلى ( الغيد ) عند استاذ الأدب في قوله الذي لم ينسبه للشاعر عمر بن أبي ربيعة ، ولم يخرج لنا رواياته ، وهو :
من لم يكن قلبه صحيحا سليماً========ففؤادي بالغيد أمسى معارا
والبيت ورد في الأغاني بالرواية التالية :
من يكن قلبه الغداة خليّاً===== ففؤادي بالخيف أمسى معارا
وكذلك لا يهتم أستاذ النحو واللغة بمثل هذه الأخطاء التافهة التي وجدها في النص الأصلي فنقلها على علاتها بلا تدبر نحو قوله :
ومن يصنع المعروف في غير أهله ===== يلاقي الذي لاقى مُجير ام عامرِ
وأختم هذه المداخلة بثبت لمؤلفات الأستاذ الدكتور حسني عبد الجليل يوسف وهي تدلنا على ما لهذا العالم من أعمال تشهد بفضله الذي لا ينكر :
-
موسيقى الشعر العربي – دراسة فنية وموضوعية ، وهو سفر جليل من جزئين ، وهو وحده يغنيه عن إزعاج غيره من العروضيين بالتطفل على كتبهم .
-
شرح الأنموذج في النحو للعلامة الزمخشري .
-
المرأة عند شعراء صدر الإسلام ـ الوجه والوجه الآخر .
-
إعراب الأربعين حديثا النووية .
-
عالم المرأة في الشعر الجاهلي .
-
التمثيل الصوتي للمعاني .
-
علم قراءة اللغة العربية : الأصول والقواعد .
وهي بعض من مؤلفاته التي نمت إلى علمي ، ولا بد أن هناك غيرها مما لم أهتد إليه ، إلا أنه بها يصدق قول القائل : وللغفلات تعرض للأريب
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=752
*صبري أبوحسين
14 - مايو - 2008
 1  2  3