البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : ظواهر فى الشعر القديم    كن أول من يقيّم
 عبد الحافظ بخيت 
7 - مايو - 2008
                             ظواهر فى الشعر العربى القديم
لم يزل التراث العربى بحاجة الى تنقيب وبحث فى دقا ئق هذا التراث الذى اعمتدنا فى الوصول اليه على يد المستشرقين الذين اكتشفوا لنا تراثنا برمته ونمنا عن قراءة التراث بكل انواعهوحين يتحدث المتشدقون عن التراث عبر المقولات الجاهزة اتساءل اى تراث يقصدون؟ هل التراث الادبى ؟ام التراث العلمى ؟ام التراث الدينى ؟ام التراث التاريخى؟ والشعر العربى بالتحديد يحتاج الى شيخ يتلى عليه حتى يفهم وهذا سر انصراف معظم الناس عت قراءة الشعر لصعوبة القراءة وفشل نظم التعليم فى الوطن العربى فى اذكاء روح القراءة الصحيحة لدى المتعلمين
وقد اهتم دارسوا الشعر العربى القديم بالمشهورات فى كتب الشعر كالحماسات والمفضليات والمعلقات والاصمعيات واعتبروا ان هذا جل الشعر العربى القديم واقاموا على ذلك احكامهم وتنظيراتهم المختلفة حول الشعر ولذلك لا نستغرب حين نجد ان الدراسات الحديثة للشعر القديم كلها يخرج من رحم بعضها غير ان هناك اشياء يعتبرها البعض من الصغائر فى الشعر القديم وهى ذات قيمة عالية منها نظرة الشاعر القديم الى (الصلع) ولم يرد فى موضوع الصلع الا القليل من الشعر الذى يكشف عن الروح الفكهة للشاعر العربى القديم وربما هذه القلة راجعة الى ان العربى القديم كان يغطى الراس فلم يلفت ذلك نظر الشاعر القديم.
وجاء فى فقه اللغة للثعالبى ان الاصلع هو الذى زاد انحسار الشعر عن نصف رأسه والاقرع الذى ذهبت بشرته مع شعره والشاعر العربى نظر الى الصلع على انه يجعل المرأة تزهد فى صاحبها كما قال رؤبة العجاج يصف اندهاش سلمى من صلعه:
         قال سليمى:والكبير يصلع؟        ما رأس ذا الا جبين أجمع
وقال عمرو بن معد يكرب
       وسوق كتيبة دلفت لأخرى          كأن زهاءها رأس صليع
وقد تندر عبد الرحمن بن أبى شريح الانصارى من صلع الخطباء والشعراء المعمرين بقوله:
ان قيامة الرجل تقوم اذا حدثت يه ثلاث علامات
اذا رأيت صلعا فى الهامة
وحدبا بعد اعتدال القامة
وصار شعر الرأس كالثغامة
بينما يرى ابن الرومى رأيا اخر فى الصلع اذ يرى ان الرأس الصلعاءتشبه المرآة فى لمعانها وذلك حين يقول فى هجاء ابى حفص:
            يا صلعة لأبى حفص ممردة       كأن ساحتها مرآة فولاذ
وهاك من يرى ان الصلع والشيب من علامات الهيبة الى التدفع اصحابها الى العز والسيادة مثل قول الشاعر:
            فقلت لها لا تنكرينى فقلما         يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا
ولذلك فالبقاء للأصلع و مثل هذه الموضوعات خفيفة الظل تثبت لتراثنا خفة الظل وتنفى عنه دعوى التجهم والثقل التى يروج لها من عجزوا عن استيعاب هذا التراث وسوف نسيعرض- ان شاء الله- مثل هذه الموضعات فى مرات قادمة
---------------------------------------------
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
لا يوجد تعليقات جدبدة