صلتي برائعة درويش كن أول من يقيّم
صلتي بهذه الرائعة قرائيًّا حديثة جدًّا لا تتجاوز بضعة أيام! لكن عندما قرأتُها تذكرت أنني سمعتها مُغَنَّاةً بصوت السورية الشَّجِنَة أصالة نصري في مقدمة مسلسل صلاح الدين الأيوبي، على ما أتذكر. وأحكي لكم صلتي بها نصًّا مقروءًا: جاءني بقامته المغاربية الفخمة، كأنه أندلسي فنان أو بربري مقدام، يحكي بلهجة مغربية فصيحة - صبري، أسمعت بقصيدة عابرون؟ -لا يا أستاذي -كيف، وأنت المتخصص في الأدب!!! -الأدب العربي جبل كبير، وكل منَّا ينحت منه ذرةً يا شيخي - لكنها قصيدة أحدثت ضجة في الساحة السياسية!! خلال فترة ما بعد سنة 2000م - كيف ذلك يا أستاذي؟ أشك في هذا؟ إنني متابع جيد للشعر المعاصر، لاسيما ما يتعلق بالشعر السياسي! -أنا واثق من ذلك، أتذكر إسحاق شامير، وهو يصرخ في الكنيست تاليًا لها مستعديًا، مهددًا!!! -لكن شامير هذا لم يكن له وجود على الساحة حينئذ!! - أعرف أنه كان رئيس وزراء في فترة الثمانينات، لكن لعله ذكر قصيدة درويش وعلق عليها، وهو عضو بالكنيسيت!!! -ربما. قلت: مدافعًا عن وجهتي: -لنلجأ إلى شيخنا الإنترنت!! -نستفتي "جوجل" وغيره من محركات البحث. -لنفعل، ونجرب؛ لعل خيرًا علميًّا يكون! - فعلاً كتبت عبارة(قصيدة عابرون) كانت النتيجة كثيرة الكم اطلعنا على أولاها فوجدناها نظمت عام 1988م!! -قلت لشيخي: إذن القصيدة في عقد الثمانينات، وليست في سنة 2000م -شيخي:عجبًا لذاكرتي، ما إن قرأت إشارة إلى القصيدة في كتاب النقد حتى جاءتني تلك الضجة اليهودية السياسية تجاه القصيدة وصاحبها، كأنها كانت أمسِ -إذن شيخي، القصيدة نُظِمت وقتَ أن كنت في مرحلة الطلب العلمي، ولم أكن حينئذ من شُداة الشعر ومتذوقيه والباحثين فيه. -إذن لا لوم عليك يا صبري -أحسنت شيخي، وما أجمل تواصل الأجيال!!! ومن هنا بدأت علاقتي بالقصيدة، قرأتُها مع شيخي، ثم سمعتُها منه، ثم أسمعتُها آخرين، ثم كتبتُ- وشيخي -تعليقًا ممهدًا لقراءة القصيدة، ومشوِّقًا لتذوقها... ومن عجب أمري مع هذه القصيدة، ذكرتُ أمر القصيدة وصاحبها إلى شيخ مثقف شعريًّا، فأشاد بها، ثم ذكر أنها لعلماني يساري!!! فتذكرتُ مقولة شيخنا علي بن عبدالعزيز الجرجاني في وساطته( والدين بمعزل عن الشعر)!!! |