البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : قصيدة وحدت الكنيست    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
9 - أبريل - 2008
قصيدة خالدة، تدل على أن الشعر ما زال ديوان العرب، وعلى أن تأثيره فاعلٌ فاعل بلا ريب. إنها قصيدة الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش "عابرون في كلام عابر"، كتبت إبان الانتفاضة الأولى عام 1988م. مر على إبداعها عشرون سنة، وما زالت حيةً، مُستدعاةً من قبل المتلقين.  
قصيدة حرة على تفعيلة بحر غنائي راقص هو الرمل، أحدثت  فزعًا بين الإسرائيليين، وهستيريا القلق بين مثقفهيم وسياسييهم!!!
وبسببها بدأت معركة كأنها لا تدور على الأرض، بل تدور على أرض القصيدة تلك..
القصيدة -كما يرى الدكتور عبداللطيف مؤمن- تتغيَّا سحب كل الجذور التاريخية والعِرْقية والأركيولوجية[علم الآثار] التي تتشدق إسرائيل بها زاعمةً أن فلسطين أرض ميعادها.
ولكون الضمير اليهودي الجماعي يعرف -بوعي كامل- أن هذه الأرض ليست لهم، فهم يحاولون أن يقوموا بطمس كل المعالم التي تثبت هويتَها العربية الإسلامية، حتى إنهم يتبنَوْنَ - في أدبياتهم- الذاكرة الجماعية الفلسطينية فيصير كل ما هو فلسطيني مَنْبِتًا ومَحْتِدًا، إنما هو معادل موضوعي لكل ما هو يهودي صهيوني!!!
إن القصيدة من هذا المنطلق تجتث هذه الجذور المزوَّرة وتعيد ترتيب الأمور بحسب طبيعتها البيولوجية [الطبيعية] والكونية، وتقنع الضمير العالمي أن هؤلاء الإسرائيليين إنما هم أغراب عن هذه الأرض: احتلوها بالدسائس والمؤامرات والقمع والفتك...، وأنهم لا بد سيغادرونها، إن عاجلاً أو آجلاً.
ولأن الضمير الجماعي الإسرائيلي واعٍ في أعماقه بأنه شعب فسيفسائي التشكيل، هاجر إلى أرض فلسطين من شتى بقاع الكون، فإن القصيدة /القضية، تنكأ تلك الجراح المختبئة في زوايا التِّيه والضلال، وتجعل هذا الشعب بمثابة جسم طُفَيْلي سيلفظه الجسم المحصَّن الأصيل، ذاتَ وقت. ومن ثم فإن القصيدة تفرض علينا قراءتها مرارًا، بأكثر من منهج نقدي. وهذا ما نطمح إليه في قادم التعاليق.
د/عبداللطيف مؤمن    د/صبري أبوحسين
  أستاذا الأدب العربي بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نص الرائعة الدرويشية    كن أول من يقيّم
 
عابرون في كلام عابر
 
شعر محمود درويش

أيها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تُعرَفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء 

أيها المارون بين الكلمات العابرة 
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا 
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
وعلينا ،نحن، أن نحرس ورد الشهداء 
و علينا ،نحن، أن نحيا كما نحن نشاء

أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المُرِّ مُروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
خلنا في أرضنا ما نعمل 
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا 
:و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف
و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، إن شئتم 
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل

أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدِّسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس!
أو إلى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم: وطنًا ينزف و شعبًا ينزف 
وطنًا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا 
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا 
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا...و الاخرة 
فاخرجوا من أرضنا
من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا 
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة!.. 
*صبري أبوحسين
9 - أبريل - 2008
توثيق الرائعة    كن أول من يقيّم
 
اعتمدت في قراءتي هذه الرائعة على مواقع نتية عديدة منها:
 
 
 
رجاءً من قارئ عزيز أن يوثق هده الرائعة لنا، ويراجع نصها من أعمال الشاعر المطبوعة؛ لأنها -للأسف- ليست أمامي الآنَ 
*صبري أبوحسين
10 - أبريل - 2008
مقال نتي عميق عن الرائعة    كن أول من يقيّم
 
عابــرون فــي كــلام عابـــر
القصيــدة التــي وحــدّت الكنيســت الإسرائيلــــي




بقلـــم: عيســى قراقــــع



http://www.badil.org/Arabic-Web/haq-alawda/photos/01.jpgأيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسمائكموانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجرمن أرضنا سقف السماء...



هذه المرة ليس التزايد الديمغرافي للسكان الفلسطينيين "القنبلة الديمغرافية" هي ما أصاب الإسرائيليين من فزع وجودي ومخاطر استراتيجية كانت مبرراً لأرئيل شارون أن ينفذ خطته الانسحاب من طرف واحد ويطوق الضفة الغربية بالجدران العالية والحواجز ليحمي إسرائيل كدولة يهودية نقية من الفيضان السكاني الفلسطيني كما ادعى الخبراء الإسرائيليون..

الخوف الإسرائيلي في هذه المرة ليس لأنهم لم يصدقوا بأن الفلسطينيين يريدون السلام العادل القائم على إقامة دولتين تتعايشان جنباً الى جنب كما جاء في اتفاق اوسلو وفي المبادرة العربية للسلام عام 2002 بعد الاعتراف المتبادل وتطبيق قراري مجلس الأمن 242 و338 القاضي بانسحاب إسرائيل من حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الدولي رقم 194.
هذه المرة تجلى الفزع الإسرائيلي وهستيريا القلق من قصيدة محمود درويش "عابرون في كلام عابر" التي كتبت إبان الانتفاضة الأولى عام 1988، فبدأت المعركة كأنها لا تدور على الأرض، بل تدور على أرض القصيدة تلك..

وكل ما في القصيدة أنها نشيد للوطن، خارجة من الأراضي المحتلة التي تمارس فيها سياسة تكسير العظام والإبعاد والاعتقال ونسف البيوت وقتل الأطفال وتدمير مظاهر الحياة الإنسانية للفلسطينيين، تدعو بغضب الى رحيل الاحتلال وجلائه من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة..

لقد شنت حملة صحفية وإعلانية واسعة في إسرائيل على القصيدة، ترجمت الى اللغة العبرية، وتوحد اليسار واليمين في جبهة واحدة تحت ادعاء أن القصيدة تهدد الوجود الإسرائيلي وتدعو الى ابادة اليهود ورحيلهم ونفيهم ورميهم في البحر.. ووصل الأمر الى أن اتخذها اليمين الإسرائيلي إعلانا انتخابياً لأنها ضمنت لحزب الليكود مقعداً انتخابياً يحتاج إليه للانفراد بالحكم على حد تعبير الشاعر الإسرائيلي حاييم غوري في صحيفة دافار.

ووصل الأمر أن قام اسحق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بقراءة مقاطع منها في الكنيست الإسرائيلي كدليل أن الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية مستحيل وأن العرب يريدون رمي إسرائيل في البحر ولا يعترفون بوجودها..


أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذوالنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومناالمطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمناوانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص.. و انصرفوا
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء
و علينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء




لقد فوجئ الوعي الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني لا يحب الاحتلال ولا يحب المحتلين فوجئ ويا للسخافة الى درجة ان جعلت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية تضع العنوان التالي "القصيدة توحد الكنيست" بعدما قدمها رئيس الوزراء دليلاً على ضرورة استمرار الاحتلال.

على الرغم من ان درويش أوضح ان القصيدة تدعو الى إنهاء الاحتلال وتدور حول الانتفاضة في الأراضي المحتلة وتنادي بإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 إلا ان القصيدة اتهمت بالقنبلة وبالخطر وبالطاعون من قبل المثقفين الإسرائيليين وسيّست وفسرت أنها تتحدث عن محو كامل للوجود الإسرائيلي كما يقول الكاتب الإسرائيلي حاييم غوري في صحيفة دافار وكان رد فعل الكاتب الاسرائيلي عاموس كينان ان قال لدرويش بعد القصيدة لا حوار بيننا إلا بالبندقية.. وكذلك اعتبر الكاتب الإسرائيلي يهوشع بن بورات ان القصيدة ضربة لليسار الإسرائيلي المتعاطف مع الشعب الفلسطيني.

ويأتي جزء من انصباب الحملة على القصيدة بالغضب على شخص درويش وما يمثله من الفلسطينيين والعرب في الأراضي الفلسطينية عام 1948 والذين يتعرضون لسياسة التمييز العنصري وتمارس بحقهم مخططات الطمس ومحو قوميتهم العربية والثقافية. وكأن محمود درويش ليس من حقه أن يعود بنشيده الى قريته التي ترعرع فيها وهي قرية البروة التي احتلت عام 1948 وخرج منها طفلاً لاجئاً هائماً في أصقاع الدنيا، ليقول للإسرائيليين هذه بلادي كان لي هناك بيت وطفولة وأحلام، وكان لأبي حصان وحقل ولأمي حبل غسيل وأغنية وماضٍ ومستقبل.

واضح أن الإدراك الإسرائيلي لا يتحمل أن يغني الفلسطيني لوطنه، لترابه ولبحره وسمائه وأن هاجس الاقتلاع والخوف من الآخر يلاحق الإسرائيلي ويسبب له التوتر المستمر والذي يدفعه الى المزيد من العنف والمزيد من الاحتلال.. وكأنه ممنوع على الذاكرة الفلسطينية، أن تحلق في فضائها الذي هو فضائها وفي بلادها التي هي بلادها، ممنوع عليها أن تتألم وتستدعي أحلامها وتطرد كل الكوابيس من حولها..


أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
لاتمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا:
حجر.. أو حجل
فخذواالماضي، إذا شئتم، الى سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم
علىصحن خزف
فلنا ما ليس يرضيكم:
لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل



أعلن الإسرائيليون الحرب على القصيدة، خائفون من البحر فيها لاعتقادهم أنه سيكون مقبرةً لهم في الوقت الذي مارسوا رمي الفلسطينيين الى البحر والموانئ والى الصحاري في نكبة عام 1948.. لا يتحملون أن تُكشف ادعاءاتهم وتشويهاتهم للتاريخ والحقائق عندما ادعوا أن فلسطين بلاد قاحلة وبلاد المستنقعات التي جاءوا إليها وجففوها وعمروها لتصير خضراء.. ولأن القصيدة أبرزت وجه القاتل واضحاً، المغتصب الذي ينفي إنسانية الآخر وحقه في الوجود، يستنفر بكل قوته عندما تطالبه الضحية بالرحيل والانسحاب لأن وجوده أقيم أساساً على الاحتلال والحرب ووجود عدو..

ان الهجوم على قصيدة "عابرون في كلام عابر" هو هجوم على حق العودة، لأنه مطلوب من الفلسطينيين التخلي عن حقهم من الماضي والمستقبل من الذاكرة ومن الوطن ومن الحلم، وهو هجوم على وعي السلام الجدي القائم على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة الى جانب الدولة الإسرائيلية.

لم يستوعب المثقفون الإسرائيليون الذين تغذوا بثقافة الأوائل والآباء المستشرقين وبالخرافات والأساطير عن ارض الميعاد ان يعلن الفلسطيني ان بلاده هي بلاده، يريدون عكس ذلك حتى يتوفر لهم شرط الوجود ومبرر استمرار الاحتلال، وأي دعوة لانسحاب الاحتلال كأنها دعوة لانسحابه من الوجود، بالضبط مثلما لم يستوعبوا تدريس احد كتب التاريخ في المدرسة الإعدادية بعنوان "عالم من التبدلات" من إعداد (داني يعقوب) الذي اعتبر كتاباً معتدلاً في نظرته الى العرب والتاريخ ليتم شطبه من المناهج بقرار رسمي وإبقاء كتب التاريخ التي تصور العربي كوحش ومعتدي ومتخلف وإرهابي وبأنماط سلبية كثيرة.

"عابرون في كلام عابر" قصيدة ما حكت التاريخ وقشرت جلده في حاضر الانتفاضة المشتعلة ضد الغزاة، استفزت الأيديولوجية الصهيونية المغلقة التي اعتقدت ان الذاكرة الفلسطينية قد تنسى وردت على مقولاتها بشكل أدبي وجماليّ ومثير بأن بلاد فلسطين لم تكن قفراء ولا بلاد مستنقعات وانه كان هنا شعباً حياً لا زال حياً وان لا شرعية ولا تاريخ للأعمال والممارسات التي يقوم بها الاحتلال، لن تستقر في ذاكرة الإنسانية ولن تؤدي القوة والسيطرة على تشكيل ذاكرة جماعية لما يسمى الأمة اليهودية.


أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة،وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العِجل المقدس
أو الى توقيتموسيقى المسدس!
فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف،شعباً ينزف
وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلماتالعابرة
آن ان تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن انتنصرفوا
ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعملُ



ولا ادري لماذا صدم المثقفون الإسرائيليون من قصيدة درويش، لماذا خافوا الى هذه الدرجة، يبدو أنهم تعودوا وفق النمط الثقافي الإسرائيلي القائم على العنصرية ونزعة السيطرة ان يستدعوا الفلسطيني في الصورة التي يريدونها لكي يحافظوا على وجودهم وبقائهم وجاءت القصيدة لتكسر هذا النمط وتمزق ذلك النص المزيف.

ولعل إنسانية القصيدة وتفوقها الأخلاقي المناقض لثقافة الكراهية والعداء التي تعج بها مناهج التعليم والكتب الثقافية الإسرائيلية هي التي أشعلت جنونهم وأظهرت ان الإسرائيلي يفقد إنسانيته ويتحول الى قاتل ومجرم يفقد شرط بقائه وحيوية روحه الإنسانية وطبيعته بسبب احتلال شعب آخر.
لم يهتز المثقفون الإسرائيليون للأوصاف اللا إنسانية التي تجرد الفلسطينيين من أي قيمة بشرية والمنشورة في أدبياتهم وكتبهم التعليمية مثلما اهتزوا من قصيدة عابرون في كلام عابر...لا يريدون الاعتراف بالاخر يهربون سريعاً الى الجيتو والنص المغلق ويعلنون الحرب.


ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر، والحاضر،والمستقبل
ولنا الدنيا هنا...والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا...منبحرنا
من قمحنا ..من ملحنا..من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من ذكرياتالذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة!..


______________________
الكاتب عيسى قراقع هو عضو المجلس التشريعي، ورئيس نادي الأسير في الضفة الغربية. لقراقع مؤلفات أدبية وبحثية عديدة.

منقول عن بديل / المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين
http://www.aljazeeratalk.net/forum/archive/index.php/t-8165.html
*صبري أبوحسين
10 - أبريل - 2008
خبر دال عن الرائعة    كن أول من يقيّم
 
عاموس أرض الميعاد غيتاي يردد لدرويش: عابرون في كلام عابر .. فيلم إسرائيلي يكذب فكرة
القدس المحتلة -اوراق الزيتون -في فيلمه الجديد يتخذ المخرج الاسرائيلي عاموس غيتاي موقفا غامضا لا يعرف ما اذا كان متعاطفا مع مستوطني قطاع غزة الذين تم اجلاؤهم قسرا عام 2005 اثر انسحاب اسرائيلي احادي الجانب من القطاع ام يحذر من كذب الفكرة الصهيونية وزوال اسرائيل.

يبين المخرج تعاطفه مع هؤلاء المستوطنين من خلال اعادة تركيب فنية لمشاهد الترحيل التي استهدفت خصوصا غلاة الرافضين للرحيل والمتمسكين بالمكان الذي ولد ابناؤهم فيه، متخذا من تدمير مستوطنات غزة ولحظات الاسرائيليين الاخيرة فيها ديكورا طبيعيا لفيلمه.

ويحمل الفيلم عنوان "ديزانغايجمنت" الذي يمكن فهمه على انه "انسحاب" او "فك ارتباط" او حتى "اخلال بالوعد" حين ينتقد المخرج دولة اسرائيل ويتهمها بالاخلال بالوعد الصهيوني الذي يقول بان كل فلسطين التاريخية هي ارض ميعاد للاسرائيليين.

يبدأ المخرج شريطه الجديد بعلاقة حب بين اسرائيلي وفلسطينية جمعهما قطار اوروبي عابر وتجسدها قبلة طويلة امام الكاميرا.

ويفهم من المشهد ومن الحديث بينهما ان الرجل ضابط شرطة اسرائيلي ذاهب لحضور دفن والده بالتبني في فرنسا وعازم على العودة سريعا لقيادة عمليات اخلاء قطاع غزة من مستوطنيه.

وبقدر ما تبدو المعالجة الفنية للصورة جيدة بقدر ما يبدو السيناريو هشا وقليل المصداقية رغم نجاح الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في دور الام اليهودية التي تخلت عن ابنتها قبل عشرين عاما حين ولادتها في كيبوتز اسرائيلي.

وحين تسمع تلك الام بعمليات الاجلاء يقال لها ان ابنتها هي من المستوطنين في غزة فتذهب لمحاولة اعادتها مع اولي اخيها بالتبني الذي يؤدي دوره ليرون ليفو.

وتظهر آنا (بينوش) في الفيلم كما المخرج متعاطفة تماما مع قضية هؤلاء فترافق ابنتها في محاولاتها اليومية للبقاء في تلك البقعة التي تخليها الشرطة شيئا فشيئا وتضع آنا الشارة البرتقالية التي اتخذها المستوطنون شارة لهم.

ويرصد المخرج الاسرائيلي الغزير الانتاج تلك اللحظات الاخيرة للوجود الاسرائيلي في غزة بعد ان رافق في اعماله خلال السنوات الثلاثين الماضية المحطات الهامة من تاريخ اسرائيل وازماتها النفسية وقلقها وخوفها من المستقبل.

واذا كان الفيلم لا يخلو من ملامح وجودية حزينة تخترق اعمال غيتاي بمجملها فهو هنا وكما في فيلم سابق له يضع الممثل الفلسطيني يوسف ابو وردة وراء السياج الفاصل لينشد للمغادرين قصيدة "عابرون في كلام عابر" للشاعر محمود درويش.

ولا يوضح الفيلم ما اذا ما كان غيتاي يتبنى كلام درويش في القصيدة التي تقول ان الارض والسماء في ذلك المكان هي للفلسطينيين وان الباقي عابر، ام انه يحذر من ان كذب الفكرة الصهيونية ورحيل المستوطنين عن غزة سوف يتبعه رحيل آخر وزوال لمصداقية تلك الفكرة.

بل هو وانطلاقا من هذه الابيات الشهيرة للشاعر الفلسطيني الكبير كانما ينتقد فكرة ارض الميعاد اليهودية ويكذبها باظهار عنف ما يجري في الواقع من تبعات تطال الفرد الاسرائيلي.

ويدخل غيتاي على عادته السياسي والتاريخي في الخاص والحميم مصرحا بان المستوطنين "ضحايا" دفعوا ثمن ايمانهم بالفكرة الصهيونية.

ولعل هذا ما دفع التلفزيون الاسرائيلي الرسمي المشارك في انتاج الفيلم بجانب الجهة الفرنسية وتلفزيون "ارتي" الى الاحتجاج عليه والتلميح بعدم دعمه.

لكن هذا البعد النقدي وموقف المخرج المحتج على ما وصفه لصحيفة لوموند بانه "حملة ماكارثية" وعدم قدرة على الفهم انما ينم عن "عوارض الفوضى والارهاق الذي تعيشه دولة اسرائيل".

وعرض هذا الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الرابع والستين خارج المسابقة الرسمية.

وسيكون هذا الشريط الذي تشارك فيه الممثلة الفلسطينية هيام عباس حاضرا في مهرجان تورونتو السينمائي كما سيفتتح مهرجان السينما الاسرائيلي في حيفا في 29 ايلول/سبتمبر.
http://www.zaitooon.com/?opr=ShowDetails&ID=2392&c=32
*صبري أبوحسين
10 - أبريل - 2008
إهداء عجيب    كن أول من يقيّم
 
قرأت في الإنترنت إهداء رائعة درويش إلى...!!!
نص الإهداء:
هذه قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش......
صاحب لماذا تركت الحصان وحيدا...وسرير الغريبة...وحصار لمدائح البحر....ومديح الظل العالي....
قالها لعدو معلوم لنا جميعًا....ونحن نقولها لعدو لبس ملابسنا وأكل من قمحنا وشرب ماءنا...
*صبري أبوحسين
10 - أبريل - 2008
صلتي برائعة درويش    كن أول من يقيّم
 
صلتي بهذه الرائعة قرائيًّا حديثة جدًّا لا تتجاوز بضعة أيام! لكن عندما قرأتُها تذكرت أنني سمعتها مُغَنَّاةً بصوت السورية الشَّجِنَة أصالة نصري في مقدمة مسلسل صلاح الدين الأيوبي، على ما أتذكر.
وأحكي لكم صلتي بها نصًّا مقروءًا:
جاءني بقامته المغاربية الفخمة، كأنه أندلسي فنان أو بربري مقدام، يحكي بلهجة مغربية فصيحة
- صبري، أسمعت بقصيدة عابرون؟
-لا يا أستاذي
-كيف، وأنت المتخصص في الأدب!!!
-الأدب العربي جبل كبير، وكل منَّا ينحت منه ذرةً يا شيخي
- لكنها قصيدة أحدثت ضجة في الساحة السياسية!! خلال فترة ما بعد سنة 2000م
- كيف ذلك يا أستاذي؟ أشك في هذا؟
 إنني متابع جيد للشعر المعاصر، لاسيما ما يتعلق بالشعر السياسي!
-أنا واثق من ذلك، أتذكر إسحاق شامير، وهو يصرخ في الكنيست تاليًا لها مستعديًا، مهددًا!!!
-لكن شامير هذا لم يكن له وجود على الساحة حينئذ!!
- أعرف أنه كان رئيس وزراء في فترة الثمانينات، لكن لعله ذكر قصيدة درويش وعلق عليها، وهو عضو بالكنيسيت!!!
-ربما. قلت: مدافعًا عن وجهتي:
-لنلجأ إلى شيخنا الإنترنت!!
-نستفتي "جوجل" وغيره من محركات البحث.
-لنفعل، ونجرب؛ لعل خيرًا علميًّا يكون!
- فعلاً كتبت عبارة(قصيدة عابرون)
كانت النتيجة كثيرة الكم
اطلعنا على أولاها
فوجدناها نظمت عام 1988م!!
-قلت لشيخي: إذن القصيدة في عقد الثمانينات، وليست في سنة 2000م
-شيخي:عجبًا لذاكرتي، ما إن قرأت إشارة إلى القصيدة في كتاب النقد حتى جاءتني تلك الضجة اليهودية السياسية تجاه القصيدة وصاحبها، كأنها كانت أمسِ
-إذن شيخي، القصيدة نُظِمت وقتَ أن كنت في مرحلة الطلب العلمي، ولم أكن حينئذ من شُداة الشعر ومتذوقيه والباحثين فيه.
-إذن لا لوم عليك يا صبري
-أحسنت شيخي، وما أجمل تواصل الأجيال!!!
ومن هنا بدأت علاقتي بالقصيدة، قرأتُها مع شيخي، ثم سمعتُها منه، ثم أسمعتُها آخرين، ثم كتبتُ- وشيخي -تعليقًا ممهدًا لقراءة القصيدة، ومشوِّقًا لتذوقها...
ومن عجب أمري مع هذه القصيدة، ذكرتُ أمر القصيدة وصاحبها إلى شيخ مثقف شعريًّا، فأشاد بها، ثم ذكر أنها لعلماني يساري!!! فتذكرتُ مقولة شيخنا علي بن عبدالعزيز الجرجاني في وساطته( والدين بمعزل عن الشعر)!!!
*صبري أبوحسين
10 - أبريل - 2008
تفكيك العنوان    كن أول من يقيّم
 
قصيدة درويش عنوانها دال ومثير بلا ريب. نصه(عابرون في كلام عابر). إنه جملة اسمية مكونة من مبتدإٍ، جمع مذكر سالم(عابرون) ومن شبه جملة موصوفة(في كلام عابر). وقد جاء موزونًا على نسق الرمل:
عابرون/ في كلامنْ/ عابرن
فاعلاتُ/فاعلاتن/فاعلا
كف    /سالم    /حذف
وأرى العنوان مكثَّفًا قد حمَّله شاعرنا مضمون رائعته ومغزاها، فاليهود في بلادنا مجرد منتقلين بأنفسهم ورغباتهم، من بقعة إلى أخرى، مهما طال مكثهم!!!
وما ذلك التاريخ الذي لهم في بلادنا، أو تلك السنون الخمسون إلا كلام عابر، أمر ثانوي هامشي، لا يُخشَى منه ولا يُعمَل له كل هذه الضجة. إنه اليقين الذي عند كل عربي مؤمن بقضية فلسطين، ومتابع لها عن كثب، فالنصر حليفنا، والموت عقابهم، فلسطين أرضنا/حقنا/ واليهود محتلون مغتصبون، لكنهم عابرون.
وكفاهم ذلك وصفًا!!! 
*صبري أبوحسين
30 - أبريل - 2008