تحية طيبة مجددا أستاذنا يحيى مصري، ولنجلكم الكريم بشار: أردت فقط بهذه المشاركة أن اطمئنكم إلى أن الآية ليس من السهل الوصول إليها، ولذلك أسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها أسباب النزول، فقد رجعت للتو إلى قسم التفسير عندنا في المجمع، ويشتمل على عشرات التفاسير، ولكني لم أجد فرصة لمراجعة كل التفاسير، فأخذت ثمانية تفاسير لا على التعيين فكانت تفسير الفخر الرازي وتفسير ابن عطية وتفسير البغوي وتفسير البقاعي (ت 885هـ) المسمى (نظم الدرر) وتفسير أبي السعود العمادي (ت 951هـ) و(روح البيان) للبروسوي (ت 1137هـ) و(روح المعاني) للآلوسي (ت 1270هـ) و(فتح البيان) لصديق خان القنوجي (ت 1307هـ). فرأيت كل هذه التفاسير قد انجرفت إلى أسباب نزول الآية وتركت ظاهرها. الذي لا مجال معه للشك لولا (أسباب النزول) على أنه ليس في القرآن كله آية تدل دلالتها على أن محمدا أفضل البشر عند الله. وأما المؤلف الذي ذكرت أن كتابه منشور في الوراق وأنه فهم من الآية هذا المعنى فلم يكن من رجال الفقه والتفسير، وإنما كان بمنزلة الوزراء، من كبار الأدباء كتاب الدواوين، قرشي صميم (1) كانت لأسرته مكانة كبيرة عند الخلفاء بني العباس. أكرر شكري وامتناني، متمنيا الفوز لنجلكم بشار في مشاركة لاحقة.

_____________________

(1) نبهنا الأستاذ ياسين الشيخ سليمان في تعليق بعنوان (هل الآية قاطعة في التفضيل وحده؟) وذلك بعد انتهاء المسابقة إلى أن ابن حمدون ليس قرشيا وإنما هو من تغلب قبيلة سيف الدولة.