البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : البر بالأستاذ1    كن أول من يقيّم
 د يحيى 
22 - مارس - 2008
أستاذي :العلامة محمود فاخوري
 في حوار مع سها جلال جودت
علومٌ في علم عالم ، بحث ودأب ودراسة وتحقيق
أوجز فأشاد، بحث فأجاد
رمزٌ لعطاء مستمر، بلا مقابل
مقدمة
هو علمٌ من أعلام العطاء والبحث والدراسة والتحقيق ، علاّمة في فقه اللغة العربية، جلس تحت أيكة العلم يغرف من علوم العرب وأدبائهم ثراء لغتهم وبلاغة معانيهم ، أوجز فأشاد وبحث فأجاد ، قدم كتباً في أعلام العرب تحقيقاً وبحثاً ودراسة ، عمل مدرساً في جامعة حلب قسم اللغة العربية، حقق تميزاً في الساحة الأدبية، يعطي سائليه العلم بلا مقابل، شغل منصب أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب، حصل على شهادة تقدير بامتياز من اتحاد الكتاب العرب ، يحبه الجميع، يقرون بفضله عليهم ،
يُعد أبرز من تحدث في علم العروض في عصرنا الحالي، مع جليل العلم والأدب الأستاذ محمود فاخوري كان لقاؤنا على بياض السطور :
س1- الأستاذ محمود فاخوري ، عُرف عنك ميلك نحو البحث والدراسة والتحقيق في علوم العرب على رأسهم أبو محجن الثقفي والمطرزي وابن الجوزي . ما سبب اختيارك لهؤلاء الأعلام ، هل هناك جديد قدمته ؟
إن اختياري لهؤلاء الأعلام وغيرهم، يعود إلى جانبين، الأول: يخص الأعلام أنفسهم، فقد يكون أحدهم مغموراً، أو لايُعرف عنه الكثير لدى الباحثين والدارسين، وعندئذٍ يروق لي أن أكشف الستار عن شخصياتهم، وأن أجليّها للناس بالعودة إلى مايمكنني الرجوع إليه من المصادر والمراجع بلا ملل ولا سآمة، حتى أستوفيها جميعاً من قديمة وحديثة، ومن مطبوعة ومخطوطة متوافرة في مظانها، وهذا ما يصدق على أبي محجن الثقفي الشارع المخضرم، فقد درست حياته كلها وخرجت بمعلومة جديدة، بتفاصيلها وجزئياتها، ولم يدرسها أحد قبلي، من ذلك تحقيق تاريخ وفاة أبي محجن الذي سكتت عنه المصادر وأخطأت المصادر الحديثة في تحديد وفاته عام ثلاثين للهجرة، والصواب أنه توفي عام 23 هجرية، كما حققت في الوقت نفسه ديوانه ودرست أشعاره في هذا الديوان.
وأما الجانب الآخر : فيخص الكتاب المحقق نفسه ، فقد يكون هذا الكتاب غير محقق، أو نادر الوجود، أو ليس متداولاً في أيدي الناس، فعندئذٍ أقوم بتحقيقه وإعداده للطباعة وهذا ما يصدق على معجم "المُغْرب" للمطرزي، وعلى كتاب "صفة الصفوة" لابن الجوزي، وكتاب "سيرة ابن سينا" و"نسيم الصبا" لابن حبيب الحلبي، وكتب أخرى غيرها.
وكان هناك جديد في كل ما قدمته، سواء أكان ذلك في تحقيق الكتب النادرة، أم في دراسة أعلام لا يكادون يُعرفون، وعندئذٍ تشتهر أسماؤهم وسيرهم بين الدارسين، وهكذا، فإنني أحب دائماً أن أحرث في أرض بور.
 2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البر بالأستاذ (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي الذواقة والناقد الأديب والأبي الشهم عمر الدقاق حفظه الله الحفيظ ، وأطال عمره في مرضاته.
 
 أ.د.عمر الدقاق
ولد بحلب في 17 أيلول 1927.
يحمل شهادة الاجازة في الآداب. ودبلوم التربية من جامعة دمشق، وشهادة الماجستير من معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة، وشهادة الدكتوراه من جامعة عين شمس بمصر.
عمل مدرساً للأدب العربي في المدارس الثانوية، ثم مفتشاً اختصاصياً للعربية وآدابها بوزارة التربية، ثم أستاذاً للأدب العربي الحديث في جامعة حلب، وعميداً لكلية الآداب.
من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب العرب عام 1969، وانتخب عضواً في مجلس اتحاد الكتاب العرب المركزي، ورأس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب خلال الاعوام:
1976-1980- ومن - 1983-1993.
ترأس تحرير مجلة(عاديات حلب) 1975 الصادرة عن معهد التراث العلمي العربي، وشارك في تحرير مجلة"بحوث جامعة حلب"، وكان عضواً في لجنة النثر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب.
عضو جمعية النقد الأدبي.
مؤلفاته:
1-الاتجاه القومي في الشعر المعاصر- معهد البحوث والدراسات العربي/ القاهرة 1961.
2-مصادر التراث العربي- المكتبة العربية- حلب 1967.
3-المقتبس من وحي الرسالة- الزيارات، دراسة واختيار، مشترك، بيروت 1969.
4-المقتبس من فيض الخاطر- أحمد أمين- دراسة واختيار- مشترك، بيروت 1969.
5-القروي: الشاعر الثائر- دار الأنوثة- بيروت 1971.
6-فنون الأدب المعاصر في سورية- دار الشرق العربي- بيروت 1971.
7-عنادل مهاجرة- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1972.
8-ملامح الشعر الأندلسي- دار الشرق- بيروت 1973.
9-شعراء العصبة الأندلسية في المهجر- دار الشرق- بيروت 1973.
10-ملامح النثر العباسي- دار القلم العربي- حلب 1974.
11-تاريخ الأدب الحديث في سورية- جامعة حلب 1976.
12-أبو علي القالي ومنهجه في البحث- دار الشرق- حلب 1976.
13-نقد الشرع القومي- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1978.
14-ايبلا، منعطف التاريخ- وزارة الثقافة- دمشق 1979.
15-الاعمال الكاملة لخليل الهنداوي- دراسة واختيار، مشترك، جزآن، وزارة الثقافة- دمشق 1980.
16-من كتاب الأمالي- دراسة واختيار- وزارة الثقافة- دمشق 1980.
17-معركة الزلاقة- دار الشرق العربي- بيروت 1982.
18-معارك الجبل الأخضر- دار الشرق العربي- بيروت 1982.
19-معركة ميسلون- دار الشرق العربي- بيروت 1982.
20-صناع الأدب- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1983.
21-في صميم الموضوع- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1987.
22-مواكب الأدب العربي عبر العصور- دار طلاس- دمشق 1988.
23-أصداء حطين وصلاح الدين في الشعر العربي- دراسة- اتحاد الكتاب العرب 1992
*د يحيى
20 - يناير - 2010
البر بالأستاذ (2)    كن أول من يقيّم
 
قال الأستاذ الدكتور عمر:
ولدت في حلب سنة 1927م وتعلمت في مدارسها التحقت بكلية الاداب لدى تأسيسها في دمشق 1946/1947 وكنت ضمن اول فوج تخرج في قسم اللغة العربية وآدابها حصلت على شهادة الاجازة في الآداب ودبلوم التربية والتعليم من جامعة دمشق عام 1950م.‏‏
اوفدت الى مصر في كانون الاول عام 1956م للحصول على شهادة الماجستير في الآداب من معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية وقد حصلت على الماجستير بدرجة ممتاز سنة 1960 م عن اطروحتي المقدمة بعنوان : الاتجاه القومي في الشعر المعاصر مع توصية لجنة الحكم بطبع الاطروحة ضمن منشورات معهد الدراسات .‏‏
المرحلة الثانية كانت الحصول على شهادة الدكتوراة في الآداب مع مرتبة الشرف الاولى سنة 1966م من جامعة عين شمس بالقاهرة اعتماداً على اطروحتي المقدمة بعنوان : ( شعراء العصبة الاندلسية في المهجر) .‏‏
واود ان اشير الى اني عملت في التعليم الثانوي من 1951 الى 1956 ثم مفتشاً اختصاصياً للأدب العربي بوزارة التربية 1960/1966م وبعد عودتي من مصر عينت مدرساً في قسم اللغة العربية بجامعة حلب 1966م ومن ثم عينت بوظيفة وكيل كلية اللغات بجامعة حلب 1967م-1970م وعميدا لكلية الآداب بحلب من 1970م الى 1980م.‏‏
دأبت على تدريس الأدب العربي ونقده في قسم اللغة العربية وفي قسم الدراسات العليا والاشراف على اعداد الرسائل الجامعية وقد شاركت في ندوات ومؤتمرات تتعلق بالأدب العربي داخل سورية وخارجها, وحاضرت في الجامعات العربية من حلب الى قسطنطينة بالجزائر و المنتصرية في بغداد والموصل والسليمانية وجامعة الدوحة في قطر ومعهد اللغات الشرقية في بكين والسوربون في باريس.‏‏
لنعد الى البدايات في التكوين الثقافي والعلمي ..‏‏
سيرتي الذاتية والعلمية كانت طبيعية ولم أشعر بالمعاناة الكبيرة أمام اختصاصي لأنني كنت طموحاً لأن اكون لبنة مجدية في بناء صرح هذا الوطن عن طريق الفكر والادب والثقافة.‏‏
واعتبر نفسي محظوظاً لأن نخبة من الاساتذة الكبار هم الذين احتضنوني وشجعوني واخذوا بيدي واتخذت منهم قدوة بشق طريقي الى الامام ومن هؤلاء عمر يحيى, وهو شاعر ولغوي واستاذ جيل, ود. سامي الدهان واول عضو في مجمع اللغة العربية من حلب, وصاحب اول دكتوراة في الاداب في حلب وكانت رسالته حول ابي فراس الحمداني.‏‏
اما في دمشق فكانت النقلة واسعة حين اتيح لي التخصص في الادب والاستفادة من الاساتذة الكبار وفي مقدمتهم : عز الدين التنوخي ( بهجت البيطار ) امجد الطرابلسي, عبد الله عبد الدائم شاكر مصطفى..‏‏
وقبل ان اذهب بعيداً اود ان اقول: انني كنت مدمنا على القراءة منذ صغري قرأت كل ما وقع تحت يدي لا سيما الروايات سلسلة الجيب-وبسبب ضيق ذات اليد كنت استعير الروايات بقروش زهيدة حتى اتيح ان انفتح على الاداب العالمية وقرأت الادب الفرنسي والروسي, وتعمقت في دراسة التراث العربي..‏‏
 
*د يحيى
20 - يناير - 2010
البر بالأستاذ (3)    كن أول من يقيّم
 
* ماذا عن أساتذتك في مصر . ؟
حالفني الحظ بأن اوفد الى معهد الدراسات العالية في القاهرة للحصول على الماجستير في الادب العربي الحديث, اذ لم يكن في ذلك الحين لدينا دراسات عليا في الجامعة السورية (دمشق) في القاهرة حدثت النقلة النوعية في تكويني الادبي والثقافي إذا أتيح لي أن أكون على مقربة من عمالة الفكر والأدب والثقافة وقد حضرت وسمعت للعديد من الكبار من امثال :طه حسين, ساطع الحصري, الامير مصطفى الشهابي, شفيق جبري , محمد مندور.‏‏
-محمد مندور في حلب..‏‏
تعمقت علاقتي بالاستاذ محمد مندور وصار صديقاً لي وقد دعوته لزيارة حلب, وبالفعل لبى الدعوة وحاضر في حلب ولم يكن في المكان متسع لأي وافد جديد اذ كان الحضور كثيفا وهاماً, وبعد انتهاء المحاضرة قال لي: لقد ظننت نفسي اني أم كلثوم في حلب .‏‏
واود ان اشير الى ان د. امجد الطرابلسي لفت انتباهنا الى دراسات د. نجيب البهبيتي حول الادب الجاهلي .‏‏
لماذا اخترت الاتجاه القومي في الشعر العربي المعاصر موضوعاً لدراستك الماجستير?‏‏
ابان الخمسينات عاش جيلنا في سورية والوطن العربي فترة ذهبية من المد القومي, وكان من ابرز احداثها ظهور زعامة عبد الناصر وتطلع الجماهير العربية الى الوحدة, وماصحب ذلك من انتصارات في هذا المجال في مصر وسورية, وقد وجدت نفسي منساقا في هذا المد الهائل وعالجت الادب القومي في رسالة الماجستير, وقد استحسن د.مندور هذا الاختيار وقصدت وبعض زملائي العلامة (ساطع الحصري) فأقرني على الاختيار وسدد منهجي وزودني ببعض الملاحظات القيمة..‏‏
واود ان اسجل ايضاً فضلاً لاسحق موسى الحسيني صاحب (مذكرات دجاجة) اذ شجعني على توجهي , وقد واجهتني صعوبات اثناء المناقشة لا سيما حين الحديث عن النزعات الاقليمية مثل ( الفرعونية والفينيقية) لكن الامور مشت .. .‏‏
الآن وبعض نصف قرن على هذه الدراسة او الكتاب, كيف ترى الاتجاه القومي في الادب .. هل غاب لمصلحة تيارات اخرى..?‏‏
منذ نصف قرن شهدنا مداً قومياً رافقه عطاء شعري يتميز لشعراء كبار امثال: الزركلي, جبري , ابو ريشة, بدوي الجبل, .. الخ وفي المقابل اقول وبكل صراحة: هناك جزر قومي نتيجة احداث ونكسات حلت بالامة العربية تبعاً للضغوط الاجنبية وتعثر الوحدة ووقوع نكبة فلسطين بالاضافة الى ان عددا من الشعراء الهامين غاب عن الساحة بحكم الزمن دون ان يتاح لهذا الوطن ان يعوضهم, اقول تكاد تكون الساحة قفرة لولا بقية منهم من مثل الشاعر الكبير سليمان العيسى امد الله في عمره.‏‏
وبعبارة اخرى الاتجاه القومي يشتد ويضعف, ولكن يستحيل ان يندثر ويتلاشى لأنه صور حقيقية متألقة من حياة وتاريخ الامة, الاتجاه القومي باقٍ في كل قطر, لأنه يمثل تطلعات امة لها تاريخها ورسالتها , امة تنهض وتحقق ذاتها في المجتمع العالمي, ويؤلمنا ان نسمع حديثا عن فقدان الاتجاه القومي في ادبنا, وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على ضعف ثقتنا بأنفسنا, وهذا تثبيط للهمم , وللأسف هذا يدعو لفقدان الايمان بالمستقبل , ولكنه امر طارئ فالأمة تنهض وترتفع راياتها دائماً وأبداً.‏‏
*د يحيى
20 - يناير - 2010
البر بالأستاذ (5)    كن أول من يقيّم
 
بعدك عن العاصمة هل كان له تأثير عليك ..?‏‏
هذا مألوف ومتوقع منذ القدم في تاريخنا الشعري او النثري لا يبلغ المبدع ما يستحقه من الشهرة الا اذا انتقل الى العاصمة واقدم مثالا على ذلك ( خليل هنداوي) فهو مبدع في الادب المسرحي وفي استيحاء الاسطورة اليونانية وابداع نماذج في غاية الجمال, لكنه كان بعيداً عن العاصمة ولو عاش في دمشق او القاهرة لكان له شأن اكبر لدى الاوساط الادبية.‏‏
هل كرمت من قبل المؤسسات الثقافية...?‏‏
كرمت في الجامعة ( حلب) وشاركت جهات ادبية وثقافية في هذا التكريم وقد صدر كتاب عن الجامعة حول هذا التكريم ..‏‏
ولكن هل اصدر اتحاد الكتاب العرب بدمشق كتاباً عنك ..?‏‏
لا.. اصدروا منذ سنوات ملفاً خاصاً في الاسبوع الادبي..‏‏
لو اتيح لك ان تختار الطريق ثانية فهل تعود..?‏‏
ج: انا راضٍ عن مسيرتي على الرغم من بطئها وتدرجها , لكن هذا لا يعني اني مقتنع بما انجزت وتطلعاتي واسعة الى ابعد مدى وبين اعمال في رأيي اهم مما سبق لي ان اصدرته ولكن عامل الزمن ومحدودية العمر قد لا يسعفان على تحقيق ما اصبو اليه .‏‏
ما الجديد لديك ..?‏‏
اعمل على انجاز كتاب بعنوان : سجية الحلم عند العرب‏‏
وكذلك ادرس صورة الام في الادب العربي, وهي دراسات شبه منجزة .‏‏
لمن تقرأ في هذه الايام...?‏‏
اعود الى الاساطير اليونانية اولا ثم الى الاساطير الشرقية في بلاد الرافدين, لأنني كنت بعيداً عن هذا الجانب من الابداع الانساني ولم يتح لي ان التفت اليه كثيراً .‏‏
كلمة اخيرة منك ..‏‏
ارجو ان يتاح للمبدع المزيد من الاهتمام ولا سيما في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ونصيحتي للذين يسيرون على درب الابداع لا تستعجلوا الشهرة ولا تغرنكم الاوهام, الزائف زائل والاصيل باق, اعجابنا بأنفسنا لايكفي , والزمن يغربل..‏‏
هل يكرمه اتحاد الكتاب ..?‏‏
لا ادري لماذا شعرت بنوع من الحزن عندما علمت ان اديبا وناقدا بوزن عمر الدقاق لم يكرم من قبل اتحاد الكتاب العرب بدمشق ولم يصدر عنه كتابا علماً ان سلسلة الادباء المكرمين تجاوزت الثلاثين وربما اكثر بعضهم يستحق وبعضهم لا يساوي ابداعه وزن الورق ا لذي طبع به الكتاب ومع ذلك وان اتى التكريم وهو على قيد الحياة امد الله بعمره, فأفضل من ان يسطروا فيما بعد مطولات لا تغني ولا تفيد, فهل من يسمع . .?‏‏
***‏‏
قالوا في عمر الدقاق‏‏
د. عبد الكريم الأشتر: رجل قيم ومبادىء..‏‏
في يوم تكريمك أحس أن جيلنا كله يكرم فيك, جيلنا الذي عمل فوق ما في الوسع حتى كلت يداه, جيلنا الموسوم بالحيرة وزعزعة الروح وارتباك الفكر.. هذا الجيل لفت أنتَ, بعملك الدائب نظر محبيك إليه, واستدعيتهم الى إنصافه وفهمه وتكريمه.. سلمت على طول السنين ومتعك الله بما جنيت وحصلت وجعلك كما أنت دائماً طيب العطاء جميل الصحة راضياً عما قدمت, مزهراً, مثمراً أبداً.‏‏
د. عصام قصبجي: أقام أعراس الشعر..‏‏
وهكذا آلى على نفسه طوال العقود الماضية أن يجعل من كلية الآداب ملاذاً لأعلام‏‏
الشعروالفكر, وما أكثر ما شهد مدرج الجاحظ أعراس الشعر, وما أكثر ما ترددت في جنباته قصائد أبي ريشة والقروي, ومحمود درويش, يتقدمهم الأستاذ معرفاً وناقداً يروي ظمأ الناس الى المعرفة والجمال, وما أكثر ما أقيمت الندوات الفكرية تحيي ما اندثر من أخانين العلوم.‏‏
إحسان كيالي: له أيادٍ بيضاء..‏‏
ومن أبرز ما نحفظ للدكتور عمر الدقاق من أيادٍ على الجمعية -العاديات- توليه إصدار الكتاب السنوي (عاديات حلب) بالتعاون مع جامعة حلب وكان حينها عميداً لكلية الآداب فتمكن بخبرته وحكمته من إبراز هذا الدور الرائد في التعاون بين جامعة حلب وجمعية العاديات فأثمر هذا التعاون تلك الحولية الفريدة في مستواها العلمي الرفيع وأبحاثها الجادة الأصيلة, بحيث غدت مرجعاً لا يستغنى عنه في المكتبات.
 أطال الله عمرك ياأستاذي الأكرم ، وصدق القائل: من علمني حرفاً صرت له عبداً.
*د يحيى
20 - يناير - 2010
علماء حلب الشهباء ، رحمة الله عليهم أجمعين...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.aboghodda.com/Scholars-Aleppo-1.html
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علماء دمشق الفيحاء ، تغمدهم الله بالرحمات....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.aboghodda.com/Scholars-Damascus.html
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
روح الإنصاف والأدب في حق عالم حلب عبد الفتاح أبو غدة.....    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
هذه كلمات نيِّرات، كتبها العالم الفاضل الشيخ سلمان العودة حفظه الله تعالى ورعاه، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، في مجلة (الإسلام اليوم) العدد (33) من السنة الثالثة: رجب 1428هـ أغسطس 2007م، يتحدث فيها عن فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، ويدعو فيها إلى إنصافه ممن هاجموه بغير حق ولا أدب، ويتجلَّى فيها روح الإنصاف والأدب والوفاء للشيخ رحمه الله تعالى الله تعالى.
وهي درسٌ رائع في أدب الخلاف، ودعوة إلى الائتلاف، وموقع رابطة علماء سورية إذ يورد هذه المقالة الممتعة، يشكر فضيلة الشيخ على بالغ أدبه، وحُسن عهده، ورفيع خلقه، ورائع إنصافه، وهي دعوة متجدِّدة لإنصاف علمائنا، وإبعاد العوام والدهماء من الخصومات التي تكون بين أكابر العلماء.
أبوغدة في حاجة لمن ينصفه
بقلم: سلمان بن فهد العودة

تدريسه في مرحلة الدراسات العليا:

ثلَّةٌ من فضلاء الشيوخ يتولّون التدريس في المرحلة العليا التي تسبق الأطروحة للماجستير، كانت سمعتهم تسبقهم، وأسماؤهم المنقوشة بخط فارسي جميل على أغلفة الكتب؛ تأليفاً أو تحقيقاً تمنحهم الكثير من التقدير.

أوصاف الشيخ:

عبد الفتاح أبو غدة، ذو اللحية البيضاء الكثَّة، والابتسامة الصافية، وهدوء الصوت، واطّراد النبرة في الحديث، مع الوقوف على نهايات الكلمات بالحركة دون تسكين، كان هو أستاذ علوم الحديث أو ما يُسمَّى بالمصطلح.

طريقته في التدريس:

مقدِّمة ابن الصلاح تُقرأ، والأستاذ يعلِّق أو يشرح، بياناً لكلمة أو فكّاً لغامض، أو تصويباً لنطق، أو نكتة لغوية، أو لطيفة أدبية، أو حكمة سائرة، أو قصة عابرة، أو طرفة حاضرة.
الطالب يقرأ: فلان صدوق يهم، بكسر الهاء، فيصحح الشيخ الفعل بأنه بفتح الهاء، وأصلها: يَوْهَم.
منه سمعوا لأول مرة: " يوجد في الأنهار مالا يوجد في البحار" إشارة إلى أن الحكمة قد توجد عند الأصاغر.
يسوقُ الشيخ الكلمة السائرة: اثنان أبرد من يخ، شيخ يتصابى وصبي يتمشيخ، فيقول الشيخ: إنه وقف بعد البحث على أن اليخ هو : الثلج بالفارسية.
أحياناً يقول مُلمحاً: "لا تهمزوا المشايخ". المشايخ كلمة تكتب بالياء، ولا تُهمز، فلا يحسن أن تقول: "المشائخ"، ولكن الشيخ يشير إلى معنى في بطن الشاعر.
يسوق موعظة في صورة قصَّة للحسن بن صالح وأمه وأخيه، الذين كانوا يقومون الليل أثلاثاً، فماتت الأم، فتناصف الأخوان قيام الليل، فمات الأخ فقام الحسن الليل كله.

معرفته الواسعة بالكتب النوادر والمخطوطات:

الحديث عن الكتب النوادر والمخطوطات شأن لصيق بالشيخ، وعن طريقه عرف الدارسون كتاب" التمييز" للإمام مسلم، في الرجال والعلل، أو تعرَّفوا على القطعة المطبوعة منه.
يتوسّع الشيخ في ترجمة الإمام مسلم من المطوَّلات، ويقرأ ما كتبه الذهبي، ويعلق ويثني.
الشيخ يمنح الطلاب شيئاً من بحوثه أو تحقيقاته:" صفحات من صبر العلماء على شدائد التحصيل والطلب"، " العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج" .

لطف الشيخ وأدبه وذوقه:

العلاقة يشوبها شيء من التوجس، بيد أن لطف الشيخ وأدبه وذوقه يتجاوزها، وقد تندّ  عبارات هنا وهناك تنم عما في الصدور.

مواقف الخصوم:

كتب تُنشر وتُوزع في " تفنيد أباطيل تلميذ الكوثري"، والشيخ يصدر رسائل علمية سلفية، ويقرر فيها عقيدة السلف في الإيمان والأسماء، والصفات، وتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات بغير تأويل.

تفاقم الخصومة:

على أن تفاقم الخصومة واحتدامها لم يُجْد معه دواء، ولابد عند بعض الموغلين فيها أن يتبرأ من شيخه ومن كتبه، وأن يردَّ عليه، وأن يعلن ذلك على الملأ، ولو حدث هذا فالظن أنه سيقال بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون!

الدائرة المفرغة:

الدائرة المفرغة تضيع بدايتها، بين طلاب يتأثرون بأقوال شيوخهم، أو شيوخ يستحوذ عليهم الأقوياء من طلابهم.

الانشقاق الحركي في سورية وأثره في إذكاء الخصومة:

بُعدٌ آخر، لعله كان حاضراً بطريقة أو أخرى، الانشقاق الحركي الذي ضرب تيار الحركة الإسلامية في الشام، وامتدت آثاره إلى حيث يوجدون في السعودية، والعراق، والأردن، وغيرها.

قصيدة الأستاذ عصام عطار:

الذين كانوا يحفظون قصيدة الأستاذ عصام العطار الوجدانية، والتي حوت شوقاً وزملاء طريقة، لاحظوا أن الرواة نسخوا بعض أبياتها لأسباب لم تكن محل الإفصاح!
إيهِ أبا زاهد يا قمة شمـخت *** بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسـبِ
ماذا عن الصحب والإخوان في حلبٍ *** يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قرّ جنبي وقد أقوتْ مضاجعكم *** كأن جنـبي مطويٌّ على قضـبِ
ماذا تعانون من عسر ومن رهق *** ماذا تقاسون من سجنٍ ومن حَـرَبِ
يا أوفياءُ وما أحلى الوفاء على *** تقلب الدهر من معطٍ ومستلبِ
أفديكُم عصبةً لله قد خلصتْ *** فما تغيَّر في خصب ولا جدب

تلقين قالة السوء:

تداخل في الانشقاق الحركي التنظيمي، والتمايز العقدي والمذهبي أدّى إلى أن يتلقن بعض الشبيبة قالة السوء في الرجل، فتضطغن قلوبهم، حتى لا ترى للرجل فضلاً أو علماً أو حقاً.

من مواقف الشيخ مع طلابه وتشجيعه لهم:

يصلِّي صاحبنا في مسجد كلية الشريعة صلاة المغرب، وإذا يدٌ تَرْبُت عليه من ورائه، ويلتفت ليرى الشيخ أبا غدة يصافحه، ويحييه ويدعوه لمصاحبته إلى منزله، حيث أهداه مجموعة من كتبه، وحين يقلِّب صفحاتها، يجد أنه لم يعد طالباً في الدراسات العليا، بل أصبح" فضيلة الشيخ" .

الشيخ أبو غدة في حاجة لمن ينصفه:

كان الشيخ أبو غدة في حاجة لمن ينصفه، وكما قيل:
ولم تزل قلةُ الإنصاف قاطعةً   بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم
وكما قال عمّار بن ياسر رضي الله عنه :"ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار".

إقحام العوام والصغار والبسطاء في الخصومة:

من دروس الخصومة تعلَّم أن من شر ما يحدث إقحام العوام والصغار والبسطاء في دهاليزها، وهم غير مستبصرين.
 وأدواتهم في الانتصار والغلبة، ليست هي الحُجَّة والبرهان والمعرفة والحوار والجدل والنصيحة، إنها الوقيعة والثلب والتعيير والتحذير والاستفزاز والتسرُّع، والتصنيف والاتهام والغيبة والتجرؤ والإهدار.
وهم يواصلون الحرب إلى النهاية، فلا صلح ولا سلم ولا هدنة ولا متاركة، ولا يكفي تراجع أو تصحيح حتى يقع الإذلال والمصادرة وتدمير آخر الحصون!.

ميدان المعركة بعد انطفائها:

ينظر المرء إلى ميدان المعركة بعد انطفائها، فيجد أشلا ودماء وطعنات، ووسائل شريفة وأخرى ليست كذلك، ويدري أن العراك يستخرج أسوأ ما في النفس الإنسانية من معاني الأنانية والعدوانية والظلم والجهالة :{إنه كان ظلوماً جهولاً}،{إن الإنسان خُلق هلوعاً إذا مسه الشرُّ جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين}.

ضرورة سيطرة الكبار على من تحت أيديهم:

وكم يجمل أن يُحكم الكبار سيطرتهم على من تحت أيديهم، وأن يضبطوا أصول التعامل الرشيد اليقظ مع الاختلاف، ومع الخطأ وفي مقام النصيحة ومقام الرد، ويتفطنوا لإفرازات الخصومة وتبعاتها، وينأوا بأنفسهم عن التعزُّز بالأعوان أو بالسلطان، بل يمحضونها لله، لاحظَّ فيها للنفس، رحمة بالعباد، وإشفاقاً عليهم، وحماية للمدرسة الشرعيَّة من التصدّعات.

ميل الدهماء إلى الخصام:

الدهماء تميل إلى الخصام، وتجد نفسها فيه، فهي تتقحم المعارك والمهالك دون تردّد، والروح عالية، والحماسة مشتعلة، واللسان حديد، والعصبية والثقة بالمتبوع لا تحتاج إلى برهان، والعربي اليوم كهو بالأمس!
لا يسألون أخاهم حين يندبهم          في النائبات على ما قال برهانا
وهم يخرجون من معركة ليستعدّوا لأخرى، فما قيمة الحياة إن لم تكن طرفاً عراك، وهو يظنُّ نفسه في مقام الذي كلما سمع هيعة طار إليها!

 الحاجة إلى نفوس كريمة وأدوات شريفة وعقول نيرة:

ثمة اختلاف، وثمة خطأ وصواب، وراجح ومرجوح، بل وحق وباطل، بيد أن الحق يحتاج إلى نفوس كريمة تحمله، وأدوات شريفة تدافع عنه، وعقول نيرة تفهمه، وإلا فيرحم الله من قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم.
والله أعلم.
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب الشهباء : عبد الفتاح أبو غدة ، رحمة الله عليه...(1)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
عبد الفتاح أبوغدة
1335-1417 = 1917-1997
ولادته
ولد الأستاذ الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبوغدة - يرحمه الله تعالى- في مدينة حلب الشهباء شمالي سورية، في 17 رجب 1335 الموافق 9 مايو 1917 في حي الجبيلة في بيت ستر ودين، وكان هو الأخ الثالث والأصغر بين إخوته الذكور، فيما تكبره أخته الحاجة شريفة رحمها الله وتصغره أخته الحاجة نعيمة أمد الله في عمرها.
وكان والده محمد - يرحمه الله - رجلاً مشهوراً بين معارفه بالتقوى والصلاح والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن، وكان يعمل في تجارة المنسوجات التي ورثها عن أبيه، حيث كان الجد بشير- يرحمه الله تعالى - من تجار المنسوجات في حلب، والقائمين على صناعتها بالطريقة القديمة، أما والدة الشيخ فهي السيدة فاطمة مزكتلي المتوفاة سنة 1376-1956.
وينتهي نسب الشيخ رحمه الله تعالى من جهة والده إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لدى أسرة الشيخ شجرة تحفظ هذا النسب وتثبته أما اسم أبوغدة فهو حديث نسبيا ومن فروع العائلة فرعان يحملان اسم صباغ ومقصود.
وقد عمل الشيخ في حداثته بالنسيج مع والده وجده رحمهم الله ثم عمل أجيراً مع الحاج حسن صباغ في سوق العبي - أي العباءات - وكان من زملائه الحاج عبد الرزاق قناعة أمد الله في عمره، ولا تزال الدكان التي عمل بها موجودة يعمل فيها آل أبو زيد أصهار الشيخ عبد الباسط أبو النصر رحمه الله تعالى.
عائلته
كان والد الشيخ وجده رحمهما الله يعملان – كما أسلفنا في النسيج وصباغته – وقد تزوج من السيدة فاطمة مزكتلي، وقد توفي جد الشيخ بشير عام 1355=1935 عن عمر يناهز 95 سنة ويقال إنه لم يسقط له سن ، فيما توفي والد الشيخ رحمهم الله جميعا عام 1360=1940 عن 63 عاما، وللشيخ أخوان من الذكور و أختان من الإناث، هم :
  1. عبد الكريم 1322=1905–1 شعبان 1402=24/5/1982 : ومن أولاده محمد سعيد رحمه الله وهو من أوائل الصناعيين بحلب، والدكتور عبد الستار الحائز على شهادة الدكتوراه في الفقه من الأزهر والذي عمل مع الأستاذ مصطفى الزرقا في موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت ويعمل مستشارا شرعيا لكثير من المصارف الإسلامية وعلى رأسها شركة دلة في جدة، وكان الشيخ قد وجهه لطلب العلم الشرعي وأدخله في نشأته دار الحفاظ في جامع العثمانية، وعبد الهادي الذي توفي في 25 محرم 1384 المصادف 5/6/1964 في حلب بسرطان الدم وأهداه الشيخ كتابه (رسالة المسترشدين).
  2. عبد الغني 1328=1907 -28 ذي الحجة 1393= 22/1/1974: ومن أولاده أحمد تاجر العقار في حلب، والشيخ الدكتور حسن أبوغدة الأستاذ في جامعة الملك سعود، مؤلف كتاب أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام، وغيره من المؤلفات الفريدة النافعة، وللحاج عبد الغني من الأحفاد الشيخ معن حسين نعناع وفقه الله وكان يعمل أمينا للمكتبة في المدرسة الكلتاوية في حلب، والتي يديرها فضيلة الشيخ محمود الحوت.
     
  3. السيدة شريفة زوجة السيد محمد سالم بيرقدار المتوفى سنة 1398= 1978 عن 73 عاما، وقد ولدت  عام 1332= 1914 ولها من الذكور الأستاذ عبد المعطي رجل الأعمال المعروف في مدينة حلب والمولود فيها عام 1365 = 1944.
  4. السيدة نعيمة زوجة السيد علي خياطة والمولودة عام 1920: ولها من الأولاد محمود ويعمل في صناعة البلاستيك، وسعد الدين ومحمد، ولها من الأحفاد عماد طالب العلم الشرعي في المدرسة الكلتاوية في حلب
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب(2)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
 تزوج الشيخ من السيدة فاطمة دلال الهاشمي أخت صديقه الدكتور علي الهاشمي، ووالدها المرحوم عبد اللطيف هاشمي ووالدتها المرحومة السيدة نبيهة كبه وار، فكانت له نعم الزوجة الصالحة، نهضت عنه بعبأ البيت وتربية الأولاد ليتفرغ للدعوة والعلم الشرعي، ووقفت بجانبه في الشدائد والأمراض خير زوجة وأنيس . وللشيخ ثلاثة أبناء و ثمان بنات، هم على التوالي:
  1.  محمد زاهد (محرم 1372=25/9/1952): أسماه الشيخ على اسم والده وأستاذه، وقد حاز شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الرياض ثم الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو حيث يقيم الآن في كندا، وله بعض المشاركات في العلم الشرعي والأدب. وهو متزوج من السيدة نجوى ناصر آغا ولهما أربعة أبناء أكبرهم عبد الفتاح.
  2. السيدة ميمونة وهي متزوجة من المهندس فاروق أبو طوق المولود في حماة والذي يعمل مهندسا في مكة المكرمة، ولهما سبع بنات وولد واحد هو المهندس أسامة، وهي حائزة على شهادة في تدريس القرآن الكريم.
  3.  السيدة عائشة وهي متزوجة من المهندس صلاح الدين مراد آغا المولود في حماة والذي يقيم الآن في فانكوفر بكندا، ولهما أربعة أولاد وأربع بنات، وتحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
  4. الدكتور أيمن المتخصص بأمراض القلب والذي يعمل طبيبا في مدينة ريجاينا إلى جانب عمله في إدارة المدرسة الإسلامية، وهو متزوج من السيدة منى عبد الحسيب الياسين المولودة في حماة، وله من الأولاد ثلاثة أولاد وأربع بنات.
  5.  السيدة فاطمة ولها أربعة أولاد من الدكتور أحمد البراء الأميري وهو نجل الأديب الشاعر الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله. و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
  6. السيدة هالة المتزوجة من المهندس عبد الله المصري الذي يعمل في ميدان المقاولات بالمملكة العربية السعودية، و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ولهما خمسة أولاد وابنتان.
  7. السيدة حسناء وهي متزوجة من الدكتور بشار أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل جراح أطفال في جدة، ولهما أربعة أولاد من الذكور وابنتان
  8. السيدة لبابة وهي متزوجة من المهندس عمر عبد الجليل أخرس المولود في حلب والذي يقيم الآن في تورنتو بكندا، وتحمل شهادة الماجستير في أصول الدين ولهما خمسة أولاد وبنت.
  9. السيدة أمامة وهي متزوجة من الدكتور عبد الله أبوطوق المولود في حماة والذي يعمل طبيباً في تقويم الأسنان بجدة، وتحمل شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة بجامعة الإمام ولهما ولد وأربع بنات.
  10. الشيخ سلمان وهو متزوج من السيدة نهى ابنة المهندس غازي شبارق رحمه الله  وحفيدة السيد عبد الجليل شبارق رحمه الله أحد أحباء الشيخ القدامى في حلب، ولهما ثلاثة أولاد وبنت، ويحمل الشيخ سلمان شهادة الماجستير في الحديث ويحضر لمتابعة الدكتوراة.
  11. السيدة جمانة وهي متزوجة من المهندس محمد ياسر عبد القادر كعدان المولود في حلب والذي يعمل مهندسا كيميائيا في مجال تحلية المياه في الرياض ولهما ثلاثة أولاد وبنت، وتحمل شهادة البكالوريوس من كلية الدعوة بجامعة الإمام .
ولزوجة الشيخ أخوان هما :
  1. الدكتور محمد علي الهاشمي: أستاذ الأدب العربي في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والكاتب والأديب المعروف، ومن أبرز كتبه شخصية المرأة المسلمة .
  2. الدكتور محمد عادل الهاشمي الذي كان أستاذ الأدب الإسلامي في جامعات السعودية والجزائر والإمارات العربية المتحدة، وصاحب المؤلفات المعروفة في هذا المجال.
طلبه العلم
شعر جده أن الشيخ سيكون له شأن آخر ولمس ذكاءه وتطلعه لطلب العلم فألحق الشيخ بالمدرسة العربية الإسلامية في حلب، حيث درس فيها أربع سنوات ثم التحق من تلقاء نفسه سنة 1356 = 1936 بالمدرسة الخسروية التي بناها خسرو باشا أحد ولاة حلب أيام الدولة العثمانية، والتي تعرف الآن باسم الثانوية الشرعية وتخرج منها سنة 1362 = 1942، ومما يجدر ذكره أن الشيخ عندما تقدم للمدرسة كانت سنه تزيد سنة على السن القانونية، وكان زوج أخته السيد محمد سالم بيرقدار على علاقة طيبة بالأستاذ مجد الدين كيخيا مدير أوقاف حلب آنذاك، فحدثه في أمره فاستثناه من شرط السن.
شيوخه و أساتذته
شيوخه في مدينة حلب:
الشيخ محمد راغب الطباخ (1293-1370 = 1877-1951) الذي كان عالما في الحديث والتاريخ، ألف ونشر كتباً عديدة من أبرزها "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" في سبعة مجلدات، وكان له أثر عميق في علم الشيخ ونشأته.
الشيخ أحمد بن محمد الزرقا (1285-1357/1869-1937) العالم ابن العالم، الأصولي الفقيه الحنفي المتفنن، والد فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا رحمها الله .
الشيخ عيسى البيانوني: (1290-28 ذي الحجة 1362/1874-26/12/1942) العالم الفقيه الشافعي، كان مسجده يعرف بمسجد أبي ذر - وهو في كتب التاريخ دار سبط ابن العجمي - ويقع في حي الجبيلة بالقرب من بيت والد الشيخ، فكان الشيخ يتردد عليه قبل طلبه العلم وبعده، وقد تركت تقواه وصلاحه أثرا لا يمحى في نفس الشيخ، وكان ولده الشيخ أحمد المتوفى سنة 1394/1974 من أقرب الأصدقاء للشيخ وألف معه كتابا أسمياه "قبسات من نور النبوة"، أما أحفاد الشيخ عيسى الشيخ الدكتور أبي الفتح و الشيخ أبي النصر فقد تتلمذوا على الشيخ في كلية الشريعة بدمشق.
الشيخ محمد الحكيم (1323-1400/1904-1980): الفقيه الحنفي ومفتي الحنفية في حلب.
الشيخ أسعد عبجي (1305-1392/1895-1972) : الفقيه الشافعي ومفتي الشافعية بحلب.
الشيخ أحمد بن محمد الكردي (1299-1377/1885-1957) :العلامة الفقيه الحنفي البارز
الشيخ محمد نجيب سراج الدين (1292-1373/1876-1954) : العلامة الرباني الفقيه المفسر الواعظ، والد الشيخ عبد الله سراج الدين زميل الشيخ والعالم المرموق رحمه الله تعالى.
الشيخ مصطفى الزرقا (1321-19 ربيع الأول 1420/1901-3/7/1999) ابن العلامة الشيخ أحمد الزرقا والفقيه الأصولي المتفنن، فقيه عصره لا سيما في المعاملات والفقه المقارن، وهو إلى جانب ذلك ضليع باللغة العربية والأدب، تتلمذ على يديه ألوف من المشايخ والحقوقيين خلال تدريسه في جامعة دمشق 1944-1966، ولا يزال كتابه المدخل الفقهي العام مرجعا أساسا في فهم علم الفقه ودراسته
 
دراسته في الأزهر
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية، رحل الشيخ في طلب العلم إلى مصر عام 1364/1944 للدراسة في الأزهر الشريف، فالتحق بكلية الشريعة ودرس فيها على يد نخبة من كبار علمائها في القترة ما بين 1364-1368/ 1944-1948، ثم تابع دراسته فتخصص في علم النفس أصول التدريس في كلية اللغة العربية في الأزهر أيضاً وحاز على شهادتها سنة 1370/1950.
شيوخه في الأزهر:
الشيخ محمد أبو زهرة (1316-1395
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
علامة حلب(3)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
1898-1974): العلامة، الأصولي، الفقيه، كتب أكثر من أربعين كتابا في أصول الفقه و تاريخه ومقارنته، أثنى ثناء عاطرا على الشيخ عبد الفتاح في رسائله إليه.
الشيخ محمد الخضر حسين (1292-1377/1876-1958): علامة التفسير والفقه في زمانه لاسيما الفقه المالكي والفقه المقارن، انتهت إليه إمامة الأزهر.
الشيخ يوسف الدجوي (1310-1383/1893-1963): الفقيه العلامة .
الشيخ عبد المجيد دراز: الفقيه العلامة.
الشيخ أحمد محمد شاكر (1310-1383/1893-1963) : المحدث العلامة
الشيخ محمود بن محمد شلتوت (1310-1383/1893-1963) : المفسر والفقيه وشيخ الجامع الأزهر
الشيخ مصطفى صبري (1286-1373/1869-1954) : شيخ الخلافة العثمانية سابقا، هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن، والفلسفة والسياسة، من أبرز كتبه
الشيخ عبد الحليم محمود (1328-1398/1907-1978): المفسر، الأصولي، الفقيه، المتصوف، الأديب، انتهت إليه إمامة الأزهر
الشيخ عيسى منون (1306- 4 جمادى الثانية 1376/1889-1956) : الفقيه الأصولي الشافعي ولد بفلسطين و توفي بالقاهرة.
الشيخ زاهد الكوثري (1296-1371/1879-1952) أمين المشيخة في الدولة العثمانية هاجر إلى مصر هربا من اضطهاد أتاتورك، وعاش عيشة كفاف وكرامة ، كان عالما بالحديث والأصول والفقه الحنفي والفقه المقارن،ورث عنه الشيخ عبد الفتاح معرفته وولعه بالكتب والمخطوطات و أماكنها، حقق ونشر كثيرا من الكتب والمخطوطات.
الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي (1301-1375/1885-1958) والد الإمام حسن البنا، كان عالما بالحديث والفقه الحنبلي.
الشيخ عبد الوهاب خلاف (1305-1375/1888-1956): المحدث، الأصولي، الفقيه، الفرائضي ألف ونشر كثيرا من الكتب، من أبرزها : أصول الفقه .
زملاؤه في الدراسة في مصر
درس مع الشيخ في مصر لفيف مبارك من علماء الأمة الإسلامية نذكر فيما يلي بعضا منهم وقد أشرنا بنجمة * لمن توفاه الله:
الشيخ محمد الحامد* : العالم التقي الصالح توفي بحماة في سورية
الشيخ محمد علي المراد*: العالم الفقيه ولد بحماة في سورية توفي بالمدينة المنورة
الشيخ محمد علي مشعل: ولد بحمص في سورية و يعيش بجدة في المملكة العربية السعودية
الشيخ محمود صبحي عبد السلام: من ليبيا، وكان أول أمين عام لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية عندما تأسست عام 1972 في ليبيا
الشيخ د. محمد فوزي فيض الله : ولد بحلب ودرس في كليات الشريعة بجامعتي دمشق والكويت
الشيخ سيد سابق*: الفقيه المعروف صاحب كتاب فقه السنة ولد وتوفي بمصر.
جهوده العلمية
يعد الشيخ عبد الفتاح أبوغدة من العلماء الثقات، الذين يفخر بهم العالم الإسلامي في هذا القرن، وقد أحاط بالعلوم الشرعية، و ملك زمام اللغة العربية والشعر والتاريخ،  وتبحر في علمي الفقه والحديث، حيث أكب منذ بداية حياته العلمية على تحقيق ونشر الكتب النفيسة في هذين الفنين وغيرهما.
وأول كتاب نشره الشيخ هو (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل) للإمام عبد الحي اللكنوي، وقد طبعه في حلب عند مطبعة الأصيل التي كان صاحبها الأستاذ سامي الأصيل رحمه الله من أصدقائه، فصبر على دقة الشيخ في التصحيح و إتقانه في إخراج كتبه، بتعاون المحب وتفهم الساعي للكمال، وقد أصبحت كتبه بعد ذلك – في إخراجها – مدرسة للعلماء والباحثين من بعده، ينهجون نهجها و ينسجون على منوالها، وقد قام بطبع أغلب كتب الشيخ الأستاذ المهندس رمزي دمشقية صاحب دار البشائر الإسلامية في بيروت رحمه الله تعالى، وكانت دائما غنية بمضمونها، راقية في شكلها، تنم على إحساس عال لدى الشيخ في تكريم الكتاب، وعلى ذوق رفيع في طريقة إخراجه.
ويمتاز تحقيق الشيخ عبد الفتاح، بأنه يُقَدِّم مع الكتاب المحقق، كتاباً آخر، مليئاً بالفوائد النادرة والتوضيحات النافعة، التي توضح الغامض، وتسدد وتصوِّب وتُرَجِّح وتُقّرب العلم إلى طالبه، وتحببه إليه.
وللشيخ رحمه الله تعالى، ولع شديد بكتب العلم، يتتبعها في مظانها، مطبوعة ومخطوطة، ويصرف وقته وجهده وماله، في سبيل اقتنائها وخدمتها، فتجمعت لديه مكتبة من أمهات المكاتب فيها الأعلاق النفيسة والنسخ النادرة من الكتب، وذهب جلها في الأحداث الأليمة التي طالت سورية في أعوام 1978-1982، وأعادت الحكومة السورية ما تبقى منها للشيخ عند عودته إلى سورية في عام 1995.
وكان منهج الشيخ في التحقيق والتأليف منهج المتأني الحريص على خدمة الكتاب من حيث الشكل والمضمون، فلم يكن يهدف إلى ربح مادي أو شهرة معنوية، ولذا كان الكتاب يبقى لديه حبيس التأليف والتحقيق سنين طويلة حتى إذا اطمأن إلى أنه قد قارب الاكتمال والحد المرضي من الجودة، أرسل به إلى المطبعة، وعكف شخصيا على مراجعة تجاربه المرة تلو المرة، وكانت زوجة الشيخ في كل هذه المراحل إلى جانبه عونا وسندا ومعاونا لا يفتر، و بخاصة بعد أن تأثر بصره، فما توقف إنتاجه العلمي حتى آخر أيام حياته فجزاها الله أفضل الجزاء.
وتتوجت حياة الشيخ العلمية عندما قام مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في لندن بتكريم الشيخ فاختاره لنيل أول جائزة علمية تحمل اسم سلطان بروناي  في حفل كبير في لندن في صيف عام 1415/1995 تقديراً لجهوده في التعريف بالإسلام ومساهماته القيمة في خدمة الحديث النبوي الشريف، و قد حضر الحفل سلطان بروناي ووزير التعليم فيها داتو عبد العزيز بن عمر الذي كان يحب الشيخ ويجله، كما حضره عدد كبير من الدبلوماسيين والعلماء، و على رأسهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، كما حضر الحفل السفير السعودي الدكتور غازي القصيبي، والسفير السوري محمد خضر الذي تقدم مع أركان السفارة السورية بلندن من الشيخ في نهاية الحفل و شد على يده مهنئا وقائلا له: لقد رفعت رأس سورية عاليا وإننا نفتخر بك وبأمثالك من العلماء.
وقد وجه السلطان الدعوة للشيخ لزيارة بروناي في العام القادم لحضور حفل تقديم الجائزة لباحثين في علوم القرآن – قدر الله أن يكون أولهما من حلب والثاني من دمشق - هما د. أحمد خراط و د. محمد عدنان  زرزور، وقد حضر الحفل ولي العهد ثم قابل السلطان العلماء في قصره تكريما لهم، و زار الشيخ خلال الزيارة جامعة بروناي ومفتي السلطنة، ودار تحفيظ القرآن الكريم.
شخصيته
 
ينطبق على الشيخ رحمه الله ما كتبه هو في إحدى تعليقاته الحافلة المغذِّية المحفِّزة على "رسالة المسترشدين" للإمام المحاسبي ـ ص 102 من الطبعة الثامنة ـ حيث يقول: "ورؤية الرجل الصالح القدوة إنما تذكِّر بالله، لما يُرى عليه من النور والإشراق، والأُنس والطمأنينة، والمحبة والسكينة، في سَمْته وهيئته وخَشْعته، في نُطقه وصمته وإطراقه وحركته وسكونه وكل شؤونه، فلا ينظره ناظر إلا كان نظرُهُ إليه مذكِّراً له بالله وكانت صورته موجِّهة له للإقبال على الله، أولئك الذين إذا رُؤُوا ذُكر الله".
وكل من رأى الشيخ رحمه الله عليه يعرف أنه مَهيبُ الطلعة، ناهضُ القامة، منوَّر الوجه، كساه الشَّيْب إشراقاً ووقاراً، وانعكس اشتغاله بذكر الله وإجلاله وتعظيمه على وجهه صفاءً واستبشاراً، ولا أبالغ إذا قلت: إنه رحمه الله تُذكِّر بالله رؤيتُه ويَنْهض بجليسه حالُه ومقالُه.
كان الشيخ بكّاءً سريع الدمع قريباً من الله عزوجل في كل حال، رقيق القلب ، سريع الدمعة ، كثير العبرة ، يفيض دمعه عند قراءة القرآن ، وذكر الرحمن والدعاء، وقصص السلف والصالحين ، وفي المواقف الروحانية، أما عندما يمُدح ، فهو يجد نفسه دون ذلك، وعندما أطنب الحضور في مدحه في حفل تكريمه في إثنينية عبد المقصود خوجة فاضت منه العبرات ، وأجهش بالبكاء ، وكان طيلة الحفل كله ، ودموعه سوابل هواطل رحمه الله رحمة واسعة.
 
كان الشيخ عبد الفتاح أبوغدة بشخصيته القوية المتميزة، شخصية العالم المسلم العامل المجاهد، فهو واسع العلم، رحب الإطلاع، يعيش قضايا أمته وعصره، يضع هموم المسلمين نصب عينيه، مدركاً كل الأبعاد التي تحيط بهم وهو مع اتصافه بكل ما تقتضيه شخصيته العلمية، من رزانة وهيبة ووقار، حلو الحديث، رشيق العبارة، قريب إلى قلوب جلسائه، يأسرهم بحسن محاضرته، وطيب حديثه، وبُعد غوره، مع حضور بديهة، وحسن جواب، فلا غرو بعد ذلك أن تلتقي عليه القلوب ، وتتعلق به النفوس، وأن يكون موضوع الحب والتقدير والثقة لدى جميع من خالطه من إخوانه وأحبابه.
 وهو إلى جانب ذلك كان بعيداً عن الغلو والانفعال، يزن الأمور بميزانها الشرعي الدقيق، وقد أخذ بذلك نفسه وتلامذته، ولا أدل على ذلك ، من أن يستشهد الإنسان بموقف الشيخ رحمه الله تعالى، من العالم الجليل الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد كان الشيخ يدرس ويعلم في بيئة فيها كثير من التحفظ تجاه الإمام ابن تيمية، وإذا أضفنا إلى ذلك تتلمذ الشيخ على الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله، وكان هو الآخر شديد الازورار عن الإمام ابن تيمية، إلا أن كل هذا وذاك لم يمنعا الشيخ عبد الفتاح أن ينصف شيخ الإسلام، وأن يذكره في مجالس علمه في مدينة حلب في الخمسينيات والستينيات، بما هو أهل له، وأن يغرس في نفوس أجيال الشباب من الدعاة والعالمين حبه واحترامه، على أنه العالم المجاهد وأن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله غير عابئ بما يجره ذلك من مخالفة من الوسط العلمي، أو مخالفة شيخ له، يحبه ويجله ويرى في ابن تيمية ما لا يراه.
وكان الشيخ في غاية الأدب مع شيوخه من أمثال شيخه العلاّمة فقيه العصر مصطفى الزَّرقاء، فقد كان يسابق للإتيان بنعلي الشيخ الزرقا إذا زاره أو كان معه مع أنه كان في سنّ تجاوزت السبعين، ولم يكن ذلك برغبة أو إقبال من الشيخ الزرقاء بل هو أدب من التلميذ بمبادرةٍ منه للإكرام والوفاء بالجميل مع تحفُّظ العالِم وامتناعه وخَجَله، وكان الشيخ رحمه الله إذا رغب أحد من تلاميذه أو زواره في تقبيل يده جذبها ممتنعاً بشدّة، مع أنه كان يُقْبل بلهفة لتقبيل يد أساتذته وأهل العلم والفضل والصلاح ومن أمثال هؤلاء فضيلة الشيخ العلامة المعمر محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية، والشيخ العلامة عضو جماعة كبار العلماء في مصر الشيخ محمد عبد الوهاب البُحَيْري رحم الله الجميع.
وعلى الصعيد الشخصي كان الشيخ مثالا لا يجارى في الأخلاق والذوق والكياسة، تأثر به كل من احتك به، كان رفيقا شفيقا يفضل التلميح على التصريح، متأسيا بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان شامة بين العلماء، ويحب للمسلم أن يكون شامة بين الناس اتباعا لهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكان يحب اللباس المتوسط النظيف البعيد عن المغالاة، ويحرص على نظافة ملابسه وحذائه، لا يفارقه الطيب في كل أحيانه يشتريه من حلب من محل كرزة وفتوح أو ينفحه به محبه الحاج المعمر عبد الغني بوادقجي، و من قرأ كتابه (من أدب الإسلام) أدرك الذوق الرفيع والخلق السامق الذي تمتع به رحمه الله .
*د يحيى
4 - أبريل - 2010
 2  3  4  5