البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور حسن الأمراني    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
9 - مارس - 2008
 
 

د.حسن الأمراني

أستاذي الدكتور الحسن الأمراني: شاعر ملتزم وُلِد عام 1949م، بمدينة وجدة المغربية، وحصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1972م، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1981م، ثم دكتوراه الدولة 1988م. من أهم إنجازاته الثقافية والإبداعية:
-رئاسة مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب، ويشارك بهمة ونشاط في أعمال رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
-رئاسة تحرير مجلة "المشكاة". وهي مجلة أدبية مغربية تهتم بالأدب الإسلامي، وأراها أفضل تعريفًا بنظرية الأدب الإسلامي وأكثر فعالية وتأثيرًا من المجلة الصادرة عن الرابطة!!!!
-له العشرات من القصائد والمقالات والدراسات في كثير من الصحف والمجلات اليومية والشهرية والفصلية .
-أصدر في الانتفاضة الأولى ديوان"المجد للأطفال والحجارة".
-صدر له ديوان "شرق القدس ..غرب يافا" عن انتفاضة الأقصى.
-له عدد من الدواوين الشعرية الأخرى مثل "قلوب على بركان"كامليات"، وديوان "الحزن يزهر مرتين"، فاس، مطبعة النهضة، 1974م، وديوان"مزامير"، وجدة، السلسة الشعبية، 1975م، وديوان"البريد يصل غدًا"، ديوان مشترك مع محمد علي الرباوي و الطاهر دحاني، الدار البيضاء، مطبعة بوزيد، 1975م.وديوان"القصائد السبع"، وجدة، المطبعة المركزية، 1984م، وديوان"الزمان الجديد"، الرباط، دار الأمان، 1988م، وديوان"ثلاثة الغيب والشهادة"، وجدة، المطبعة المركزية.
وفي قادم التعاليق توثيق لأشعار شيخنا ورائدنا، بارك الله فيه، وجُعلت في ميزان حسناته، آمين
 
 
 5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تابع الرائعة بجماليون    كن أول من يقيّم
 
  هتفت إليّ حمـــــــامةُ من عشّها  
    الماء دونك فاغترف .. يا... يا صــــدي
 المسجد الأقصى يظلل تاجهـــــــا
      أكرم  بظــــــــــل وارف في المسجد
سبحانك اللهم، أجزلت العطـــــا   
  وتقول إن تشكر عٌبيْدي تــــــــــــزدد
لم تحتجب زمنا عطاياه سوى    
       لتفيض مغدقة بفيض أرغــــد
   هل أنت من حجر؟ فكيف جوانحي 
                   طويت على حبّ التراب الجلمد؟
 هيهات، أنت النور يهدي خطونا
                      وبغير نورك حائر لايهتدي
  أفديك جالاتا المنيفة بل أنا
                بك بهجة النور المقدّس أفتدي
  سبحان ربي أنت أعظم فتنـــة 
                     مما تصـور ريشة المتعبد
طوي الزمان وها أنا في لحظة
                أدع الصبا والغيث غير مصرّد 
حسبي إذا أجلي تقارب أنني 
       قبل المغيب وجدت صوتك في يدي
          أغسطس 2005  
*صبري أبوحسين
17 - مارس - 2008
قصيدة:بجماليون ينشر ألواحه    كن أول من يقيّم
 
بجماليون ينشر ألواحه
[فكأنما رد الإله نفوسهم والأعصرا
المتنبي]
 
"أطلبك من المستقبل
عودي إلينا منه يا حبيبتي
في آخر ساعات الإسلام
عودي إلي من أي مكان كان "
أراغون
 
-1-
يا ألله
ما أصغر هذا العالم
ما أسرع دقات الساعة
ما أعجله ..
إذ ينشر هذا الزمن الدوار قلاعه
 
-2-
في هذا اليوم الخامس عشر
من تشرين الملتف بأوراق اليقطين
من هذا العام الرابع والتسعين
من بعد صلاة الفجر
مد صديقي
نحو القلب حبال الذكرى
وهدى لمغاني النور ركابي
تترسم الدهشة في عينيه لما بي
يتسلقني حزن وردي كاللبلاب
تستوطنني زهرة كاميليا
تحتل تضاريس جنوني الوثاب
وتعمر مملكة …
     بين سطور كتابي
وتمر ..
كما مرت عربات القلق الخرساء،
           على الزمن الكابي
تنصب خيمة أشعاري
بين هياكل نور وقباب
-قابيل ظ دماء أخيك على الباب ظ
- أبدا ..لن يذهلني شيء عنك
           سوى يوم حساب
 
 
*صبري أبوحسين
17 - مارس - 2008
تابع بجماليون ينشر...    كن أول من يقيّم
 
-3-
لا تعجبن إذا أضاع السندباد
     مع اصطراع الموج دربه
عشرين عاما والأماني مشرئبه
عشرين عاما والكؤوس أسى وغربه
عشرين عاما والأحبة جيرة
يحيون في شبر من الأرض الفسيحة
ليس يعرف بعضهم بعضا
ولا سحقت دواليب القطار معالم الذكرى
فيسلو بعضهم بعضا
ولا مرت أعاصير الغبار على الملامح فاختفت
من بعد إشراق ..
     ولا هم يهتدون إلى الأحبه
عجبا ظ كم اتسع المدى ..
ما كنت أعلم أن أرض الله، مثل القلب، رحبه
 
-4-
أفديك يا يوم المطر
بللت أقدام الأحبة بالتراب وبالخفر
وصبغت أقدام الأحبة بالشذى الضوئي
لا بالزعفران الحر، كم بيني وبينهما من الأسرار،
فانفتحت مصاريع الشهادة، وانتشت مدة،
وقامت في العراء ممالك عذراء،
     مثل القوس، يحرسها القمر
هل تذكر الأيام يوم الطين ؟
جارية تعفر بعض أطراف الغزالة
من عبير المسك والكافور …
والملك المحاصر بين غزو القوط ..
والكأس المعتقة ارتمى: أين المفر ؟
           قدر ..قدر..
 
-5-
في كل ناد يذكرونك ..
ينثرون علي من بعض الصفات ..
     ويشربون من الصدى
لا يعرفونك باسمك الوهاج ،
وحدي من حفظت بدفتري الأسماء
لكن المسمى أنت وحدك
     حين تصطك المناصل والمدى
كم بين جالاتيا وكاميليا من الأقراح والأحزان ؟
بينهما اتساعات المدى
كم بين سفح الليل في أهداب خولة واشتعال الموج في أعطاف دوريس ؟
وكم بين ابتهال النخل والعاج العصي الدمع ؟
كم بين ابتهاج الحرف في أعراق سنبلة وبين الصمت ؟
بينهما دمي يسري
     وبينهما سيوف الهند تلمع كالردى
والروح بينهما نشيد واجف
مثل السراب يشع…يحسبه المسافر موردا
وترقرقت ، مثل انهمار الضوء، في دمي المهاجر
نفحة الإيمان يا قدسية تغضي فينساب الجلال 
وتخشع الأصوات هامسة
     وتغدو الكبرياء لمن تبتل موعدا
وغدوت ألتمس الهدى
ما بين أحراش الغواية رحت ألتمس الهدى
هيهات ظ أين العاج من روح الألوهة ؟
           لن يضل من اهتدى ظ
وأنا كما عهد الأحبة والعدا
لا أعرف الأشعار إلا واحة خضراء للمستضعفين
     وراية تعلو بكف موحد
مازال، رغم السوط يلهب جلده ،
     مستعليا بيقينه وموحدا
فلمن يدق القلب أجراس الهوى ؟
وبمن تلوذ مواجعي ؟
أدعوك أيتها الغزالة فاسرحي بمرابعي
واسترشدي بدمي إذا ولغوا ..
أعوذ بعزة الرحمن ..ما أحلى الشهادة موردا
وجدة جمادى الثانية 1415هـ
نونبر 1994.
 
*صبري أبوحسين
17 - مارس - 2008
قصيدة:نور في الظلام    كن أول من يقيّم
 
نور في الظلام
 
إني لأبصر في الظلام كواكبا           ومواكـبا خضرا سبقن مواكبا
ومرابعا فيحاء كن دوارسا           وفوارسـا كالبرق عن نودوا: ثبا
كنا على جرف فلما استحكمت         حـلقاتها نهض الجريح مضاربا
شاخت مساجدنا فلما لفها         صوت الرصاص المر صرن كواعبا
نهزوا فكانت حرة ثكلى إذا           غضـبت يصير العالمون الغاضبا
ولقد شربن على لاقذى  حتى إذا     ظمئت جوانحها شربـن الشاربا
البابري يكاد ينطق صخره           ويصيح في الدنيا قهـرت الناهبا
اولم يفض نوري عليها ساطعا        وأقـلـد الأيـام مجـدا ثـاقبا ؟
زنديب يا ابن اللكنوي جميلة          هـذي البلاد مطالعا ومغاربا([1])
وبهية بشموسها وشموسها            لكن نور الحـق كان مغالبا([2]) 
سل بابرا عنها وجنكيز الذي           بالحب قد غـمر القلوب مواهبا
واسأل سراييفو تجبك قبابها           أن اعتـقال الدين كـان مصائبا
و(قصوه) مثل الشمس زين نحرها      فتيـان صدق يصلتون الكاذبا
والقدس والطفل البهي بحضنها        يـصلي العدو شواظ نار لاهبا
والغافلات بها انتفاضة مارد         تئد السلام الهش ، تردي الغاصبا
وردوا الشريعة شرعا وتأدبوا          من نور احمد فاستحثوا الآدبا
بلي الزمان وما تزال جديدة            آثارهم ورموا فكانوا الصائبا
1993م


([1]) زنديب : فتى هندي من لكنو، لقيته وأنا في طريقي إليها، فقال لي : ستعجبك مدينتي.
([2]) الشموس الأولى جمع شمس، والثانية الإباء.
*صبري أبوحسين
17 - مارس - 2008
قصيدة:[رسالة إلى جعفر البرمكي]    كن أول من يقيّم
 
[رسالة إلى جعفر البرمكي]
 لم يبق إلا أنت يا منصور
                    ركع الأمير لديك والمأمور
وغفا الرشيد فصرت وحدك آمرا
                          ومدبرا..فليسقط التدبير
واستعبد العباسة السر الذي
                    ضاقت به رغم الحديد صدور
وتململ الزمن الجريح أسى وقد 
                  طوي الضياء ..ونشر الديجور
ومواكب الفتح المنيفة أقبلت
                    يلهو هن الموج وهو يمور
غرق الفوارس واستبد بأمرها
                   قرصانها ..وتهدم المعمور
طمى الورى والناس حولك خشع
                     والماء عندك وافر ونمير
فيم التنافس كل شيء باطل
                وقد استجار بقاتليه النور
والفارس العربي ألقى سيفه
                 في حضرة الحاخام فهو كسير
أن لارعاق وأرض مصر تأوهت
                      من جرحها فكلاهما موتور
وحماة أرضي غيبواما بين غانية
                       وكـأس بالهوان تدور
وسطا على الأحرار سوط مذمم
                     بربوعهم فربيعها مأسور
بشمت ثعالب مصر والشعب انطوى
                       في بؤسه مذ غيب الناطور
ومضى الكرام فسد ودبر أمرهم
                      واحكم بما شاء الهوى والزور
عرضت صواقلها البغي مكيدة
                           وتعرضت فتهدم الديكور :
هذا يقبل قاتليه جهرة
                  ويكاد من فرط السرور يطير
والغر يفرش خده لعدوه
                        ويديخه الإعلام والتصوير
والخب يمسح عارضيه توسلا
                        بـ(البيت)..بيت ماعلته ستور
هذي الرواية ما تتم فصولها
                      سكر الممثل وانتشى الجمهور
إلا فتى كالسيف في إمضائه
                         نور الإله يقوده فيسير
يلقي إلى الفردوس نظرة خاشع
                           وبنانه للغاصبين سعير
لم يبق شبر واحد من أرضنا
                           إلا ودنس طهره شامير
حتى مساجدنا تئن ضراعة
                         من رجسه فيعينها التكبير
فاهتف بجندك: لات ساعة مضجع
                           قد أجلب الباغي وجد نفير
كل الدروب أمامنا مسدودة
                    وخلاصنا في السيف وهو يغير
1415/1994.
*صبري أبوحسين
17 - مارس - 2008
قصيدة:قلوب على بركان    كن أول من يقيّم
 
قلوب على بركان
 بـــدمي العيونُ تشـــعّ بالإيمــان
وتــــرفّ في الأعماق فيضَ حنــــــان
بدمي العيونُ المورقـاتُ قصائــــدا
خضـــــراءَ تسبح في دنى القـــــــرآن
وهجٌ أطـــــلّ كأنــّه قبسٌ بــــدا
مــــــن نار موسى رائعَ الخفقــــــان
زلــّت بنا قدمٌ وضلــّت أنفــــسٌ
لــــــولاك يا قبساً مــن الرحمــــــن
من لي بقافية أبث مواجــــعــي
فــــــــــيها وأسكب مضمر الأشجان
يا صاحبيّ تقصيا نظريكـــــــما
تــــــريا قلوبا في الصدور تعــــــاني
تريا قلوبا ما فتئن رواجـــــــفا
ووقـــفـن، واعجبـا، علــى بركــان
مراكش اشتعلت، وكنت ببابها
وتــــراً يقصّ فجيعة الإنســـــــــان
مراكش اشتعلت لتورق غابتـــا
نخــــــل وبان في ذرى الأفغــــــان
جرحان في الأعماق نـغّــــاران
جــــرحان ملتــــقيان مفــــــترقـان
أدمـــي إذن ذاك المطــارد في ربـــى
مصــــر، وفي بــــيروت، والجولان؟
أدمي الذي يسعى على جسد الخليـ
ـــــج مغاضبا ويغـــور حين يراني؟
أم أنه وجهي القــــــــــــــديم تلفه
وســـــط الرصاص برودة الأوثــــان
يا طائر الفينيـق ذاك رمـــــــادنـــا
قــــــــد سيط من عبس ومن ذبيان
وحوافر الغبراء تعبث هاهنــــــــــا
بجـــماجم الضعفــــــــاء والصبيان
هــي أمة لفظــت فتاهـــا بغـــتــة
           فمـــضى يسائل: أين؟ أين مكاني؟
ولوانما أبغي حطاما نلتــــــــــــه
ولـــــو ابتغيت زخارف السلطــان …
لكنني أســعـى لأمــر دونــــــــه
طعــــــن السنان وشعلــــة المــرّان
وأنا، بحمد الله، فـــرد صيـــقـل
مـــاض وإن حســــبوه رهن هـوان
فعـلام يبشم من حمانـــا ثعلـــبٌ
ونـحل نحـــن منـــازل الأقـــنان؟
أطفالنا خدم ، وتلـك نســـــاؤنـا
دون الــحرائر، يـــا لهنّ، عـوان
قيل:اتئد! قلت:اتأدت فلم أجد
غـــــير القلــوب الغلــف والآذان
حتى غدا حلمي استكانة راهـب
يــــمشي بثوب الصـــــمت والإذعان
وإذ انتفضت ورحت أعلن قومتي
مـــن بعد موتـــــي، قال كل لسان :
أتطرف؟ إن الحياة تـــــــطرف
مــا دمت من جور البــــغاة أعـاني
ويقال عصفور نقص جناحــــه
كـــــرها فلا يقــــوى على الطيران
لا تعجبوا أني انتفضت كمارد
مـــــــن بعــــدمـــا رقّشتم أكفاني
هي شعلة الإيمان تسطع في دمي
أبــــــدا وتســري في نسيج كيانـي
أنا في مدار الشمس رغم سياطكم
رغـــــم الحديد وسطـــوة القضبان
إني أنا الفرد الحســام إذا بــدا
جيـــــش الظـــلام مدجج الأركان
ومن السيوف حدائد مفـــــلولة
ومــن السيوف مـــهنــد ويمـــاني
وتر أنا تحيي النفوس لحــونه
ومـن الــــجراح تفجــرت ألحاني
إني أنا السفر الذي كلمــــاته
هــدي، ومــن وحي السماء بياني
وأنا،أنا البحر الخضم،أنا الذي
جــــاشت غواربه بــــــكل مكان
يزجي إلى المستضعفين سحائبا
ولقــــد يهـــد قــــواعد الــــطغيان
يا معشر الكبراء هـذا يومكــم
فتــــحصنوا بالنـــار والأبـــــدان (*)
بالأبلق الفـرد الـذي أحجـاره
قـــــامت على رمل وخيط دخـــان
ها معشر المستضعفين تحصنوا
بـــــ (الفتح) و (الأنفال) و(الرحمن)
وإذا الممالك أقفرت من عدلها
أمســــى هــــــواء شامـخ البنيـــان
هذا دمي متوهجا يا أمــــتي
فتــــــزيني بدم الشهــــيد تصانـي
شيئا من الغضب المقدس إنه
خرّت بــــه الأصنـــــام للأذقـــان
 ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) الأبدان: الدروع.
*صبري أبوحسين
18 - مارس - 2008
قصيدة:رسـالة من قلب الحصـار    كن أول من يقيّم
 
رسـالة من قلب الحصـار
 (اكتب إلينا، فما أحوجنا إلى كلماتك، وما أحوجنا إلى أن نشعر
بأنك موجود إلى جانبنا والموت يقترب منا)
[من رسالة مهربة من الجزائر، في رمضان1418هـ]
 أدمت رسالــتك التي نزفت دمـــا
قــلبي فأصبــح في الضلوع محطــما
ضاقت علينا الأرض وهي فسيحـة
وغــدا الوجود من الشقــــاوة مظلما
وتنكـرت لي هـذه الدنيا فمــــــا
أضـحيت أمـلك ساعدين ولا فـــما
هل يملك السيف المجلل حيــلة
أم يمــلـك القلب الجريـح تكلــمـا
أم يملك الشعب المحاصر جــنة
مــمـا يلاقــــي والحمـام تقدمــــا؟
لا حرمة الشهر الكريم يصونـها
بــاغ، ومــــن عرف الحرام تأثما
كلا ولا دمــع اليــــتامى رادع
عــن ذبح طفـل كاد يقتله الظــما
أسيرجع الشهر الكريم مـسربلا
بمحبـــة أم سوف يـــرجع مثلما…
العام يرحل بعده عـام، ومــــا
                      لـجراحنـــا آس كأنــا كــلمـــا..
قلنـا ستلتئــم الـــجراح تعــللا
صــــــار النطـــاسيّ المؤمل مجرما
الموت مقترب.. فليت يضمــنا
جـــــدث فيجمع روحنا والأعظما
مالي متى استصرخت شعري عقني
ولكـــم أطــــــاع وجاءني متكرما
وإذا فزعت إلى الأماني أدبــــــرت
وإذا رغبت إلى الســـلام تجمجما
ومتى دعــــا قلبي التجلد أحجما
ومتى التجأت إلى الحروف تلعثما..
هــا.. هالني ما هالني.. ها هالني
مـا .. ما أرى .. أنى أطيق ترنما؟
من هؤلاء الشاربــــــون دمــــاءنا
الـــجاعلون من الحصار المطعمـــا؟
ماذا نقول غــدا لخـالقنـــــــا إذا
طويت، كطي الكتب، أقطار السما
بم الاعتذار غدا إذا مـا نشــّـــرت
صحف وأضحت كل جارحة فما؟
أو أزلفـــت دار الســـلام لأهلهــا
أو ســـعــرت للناس نار جهنّما
أبذا قضى فينا النبي؟ ألم يكــــن
جـعل السلام إلى الأخوة سـلّـما؟
صلى عليك الله يا علم الهـــــدى
في الأولين والآخـريــن وسلّــما
ما كـنت إلا رحمة منشـــــــورة
للــــعالميــــــن وللنفـــوس البلسمــا
فمــن الذي رد البســــاتين التي
طـــابت هوا، ودنا جناها، علقمـــا؟
*صبري أبوحسين
18 - مارس - 2008
قصيدة:الـــــــــــشهيدة    كن أول من يقيّم
 
الـــــــــــشهيدة
 [قررت أخت مسلمة في كشمير القيام بإبلاغ رسالة لا تشبه الرسائل العادية، ولن تشبهها في يوم من الأيام، فقد قامت، في أعقاب تعرضها لعملية اغتصاب جماعي، بكتابة رسالة بدمائها إلى العالم الإسلامي، وتحدثت فيها عما تتعرض له المسلمات الكشميريات من الاعتداء عليهن وانتهاك أعراضهن، ثم وضعتها في عنقها وألقت بنفسها في نهر(جهلم) الذي ينطلق من كشمير المحتلة إلى كشمير الحرة...]
 ملك المحبين الـــهوى فاحتاروا
لم يـــجدهــم صـبــر ولا استعبـــار
يتحرقوا إذا دنوا، من عفـــــة،
ويؤرقـــــون إذا يشـــط مــــزار
ويغالــــــبون الشوق، غير أذلة
والشــــــوق أغلب، فالجفون قصار
والحب أشرف غاية إن كان في
ذات الإلــــــه، يصونــه الأبــــرار
أنى لقلب أن يسكّــن والهـوى
قــــــدر، وكيـف تغالــب الأقـــدار؟
كيف التجلد والأحبة دونهــم
سجــف تلاطـــم موجـهــا الهـــدّار؟
من واد كشمير الذي سن الهوى
بجمالـــه، فالـخافقــــات تحـــــار
قالت: (خدا حافظ)، وقد ودعتها
بعـــد الزيـــارة، والحبيــب يـــــزار
لم يعرف التاريخ عشقا قبلنـــــــا
متجـــددا، والعـاشقـــــون كثــــار
بسط الهدى من فوقنا أغصانــــه
فــدنـت، فللحـــب النبيـــل ثمــــار
حتى إذا غص العدى بسلامنـــا
شحـذوا المـُدى،فــإذا المَــدى أظفــــار
من واد كشمير المقيد صرخــــة
عــبـرت وفـي أعماقـهـــا إنــــذار:
سلبوا شبابي،واسترقوا عـفتي،
ذبحوا العشــــــــيرة، فالأسـى مــدرار
هتكوا ثيابي،واستباحوا مصحفي،
أو لم يعــد في أمـتـــــي أحـــرار؟
لا،ليس ما سفكوا دمي متوهجـا
لكنه دم أمّــتــي الفـــــــــــوار
يا للجمال العف يجأر والتـــقى
تنهـلّ مــــن نبضاتـــــه الأنـــوار
الطهر ملء ثيابها متـــــــفجــر
والحـزن في أهــدابـــــه مـــــوار
سكن الإباء إهابها فـكأنــــــــه
حصن هـــوى مــــن دونــه الفجــار
هيهات!لن يصلوا إليك سوى إذا
سالت دمـــاك.. وزمــجـر الإعصــار
لا تسلمي روح العفاف وأسلمــي
روحا إلى مــــن لا عليـــه يـجـــار
ولتشهدي يا أمة منكـــــــــوبة
أن الدمـــاء أعزهـــــن جُــبـــار
أختاه! هل تأسو الجراح قصيدة
ويُــنال بالــــــحرف الغضوب الثار؟
أم تطفئ الغضــب المقدس فتكـة
بكــر وتثــــأر للضعــاف النــــار؟
كـم أنّـــة مكلومــة مكتــــومــة
جرحـت جبيــن الأفق فهــو نضــار
والــمسلمون بغفلة وكأنمــــــــا
قـد سكّـــرت دون الـهـدى الأبصـار
وولاة أمــر المسلمــين كثيرهــم
عمي قلــوبهــــم فهـــم أغـمـــار
من كل حلاّف مهين لا يـُــرى
إلا وفي أعـنـــــاقـــــــه أوزار
وسيوفهم ليست تغادر غمــدها
إلا لتحصد تـــــــــحتها الأحـرار
يتضور الشعب الصبور ويرتوي
مـن نبضـــه ونضـــاره الفجّــــار
مـــا فيهــم إلا ذليــل خــانع
وإن ادعــــى أن الحـــــــمى زآّر
يعلو على المستضعفين بسوطــه
ويسومــــــه الإذلالَ الاستكبــــار
آهٍ لصرخةِ أمّــــــةٍ عصفت بها
غـِــيَـــــــرُ الكبار، فصرحها منهار
هي صخرة ليست تحـــرّكها إلى
العلـــيـــاء لا خُطـــب ولا أشـعـــار
كلا، ولا نوح اليتامى صاعــــقا
مــــن كــان حيّــا ، والدمــا أنهــار
أختاه!صرختكِ الجريحة أسمعتْ
لو كـــان فينــا فـــارس معـــــوار
لكــنّ سـاحتنــا بقـــايا بــلقــع
يـلهو بـهــــا مستأســــد خــــوّار
لا سيف معتصم يرد جحـافـــلا
جلبــــت على دمنــا، ولا المختـــار
لكــنّ ربّــك مرسل من عنــده
جندا، وربّـــك غــالــبٌ قــهّـــــار
والمترفون،وإن تطاول عهــدهم،
سيفلهم،  رغـــم العلـــو، دمــــــار
والمترفون، وإن تطاول عهدهم،
سينـالهــم،  بعــد الـدمـــار، خســـار
والليل يعقبه، وإن طال المدى،
صبح، فتشــرق مــــن سنـــاه ديــار
فاختر لنفسك أي درب تبتغي
إن كنـت قبـــل اليـــــوم لا تختـــار
هي جنّة الفردوس،إن تبذل على
حبّ دمـاً، أو فالمصـيـر الـنــــار..
 
*صبري أبوحسين
18 - مارس - 2008
قصيدة:الهــجرة إلى الله    كن أول من يقيّم
 
الهــجرة إلى الله
 
 خيّــرتني ، مـــاذا إذن أختـار؟
إني برغـــــم تجاربــــــي محتــار
خيّرتني بيـن المناصـل والمـــدى
أيكون بين القاضييـــن خيـــــــــار؟
إني اصطفيتك فـامنحيني فرصـة
كي تسجــد الأفــــلاك والأقمــــــار
يا واحة الأشواق، بسـتان الهوى
يـدعـو، وتولــد عنـده الأنــــــوار
أنا آدم المسكين إن تلعب بــــــه
شهـواته فمــــــلاذه استغــفــــار
فإلى متى تتشبث الدنيا بنـــــــا
ومتاعهـــا، يــا واحتــي، منهـــــار؟
والسانــحات لذيذهــنّ منـغّــص
والسابحـات طوالــهـــن قصـــــار
طويت من العمر الجميل صحائف
فإلـى متـــى الإقبـــال والإدبــــــار
وإلام نخشى الناس تمنع خطـونا
عـن شرعــة أوحـى بهـــا القهــــار؟
تعبــــت ركائبنا فتلك أمورنــــا
شتى، وهـــدّت خيلنــا الأسـفـــار
 وأنا الذي أحـرقت كـل مراكبي
لمـا أتيتـــك وانتهـــــى الإبـحــــار
أترى انتهى؟ هيهات!تلك بداية
وقــد اسدلــت دون الغـــد الأستــار
إني أتيتك عاريا لا مــــــال لي
إرثـــي اشتعــال القلــب والأشـعــار
فتقبليني ، إنني الملك الــــــذي
ينفــض عنــه الجـنـد والأنــــصــار
فتلقفتـــه في الحيــاة مفــــــاوز
ورمـى دعائــم ملكـــه الإعصـــــار
فــأوى إليـك مشـرداً مسترشـداً
لا زاد إلا الريـــح والأمطــــــــــار
أنت الدليل إلى ظلال مدينــــة
يهفـــو إليهــا القـلــب والأبصــــار
فإذا تبدت في الظلام ركابهــم
وسرت عيــون القـــوم وهــي كثـــار
فاستعصمي بالله يا صـدّيقــتي
أنت الحمام لنا، وأنــت الغـــــــــار
نسعى إلىاللقيا،فإن عزت منًى
فأمورنا تجري بها الأقــــــــــدار
ولخير دار،إن تشابكت الخطى،
دار ينال نعيمهــــا الأبــــــــــرار
                             
  11محرم1421/16 أبريل2000
*صبري أبوحسين
18 - مارس - 2008
قصيدة:رؤيـــــــــــــــــــــــــــــــا    كن أول من يقيّم
 
رؤيـا
 عبثا أحـــــاول أن أصوغ رثائي
أنا آخر الأمــــــــوات في البيــداء
عقد اللسان فما أغني بعدمـــــا
جفـت عـلـى ظهــر الضريـح دمائــي
سيّرت في عُرض الحياة سفينتي
ونسجـت مــن خيـط الــوداد لوائــي
وجعلت ملاحي اشتعال أضالعي
ومــرابــع التقــوى بهـــا مينائــــي
 ورأيت في نومي مخدّرةً وقــــد
نـامـــت علــى كتفـــيّ في إغفــــاء
فسّرتها الدنيا تحاصـر زورقــي
بـــزوابع مسجـــورة رعــــنــــاء
جرّدت من غمدي اصطباري صيقلا
فــرمـتــنـــــــي الأرزاء بالأرزاء
فلعقت جرحي هازئا بحــرابـــــه
وبغضبــة الإعــصـــــار والأنـــواء
وفتحـت مملكـة رفــعـت عمادهـا
مــزهـــوة مــن أحـرفـي الزهـراء
حتـى إذا نصّبـت سنبلـتي  بهـا
سلطانـة نــدّت عــن الشــركــاء
 عصفت كأن الجنّ ملء إهابهــا
وهــوت علــى أشلائـي الحمـــــــراء
وكم اشتكت ظمأ الدهور وأوردت
قلبـــي حيــاض مروجهــا الفيـحــاء
كم من جناح يمامة أودعتـــــــه
قلبي وكــــم روّيتـــه بوفـائـــــي
وظننــت أنـي المـستجير بظلــه
وبظله سأفــوز بالأفيــــــــاء
لكنــنـي مـا كنــت أعلم أنـني
كـالمستجـير لـديــــه بالرمــضـــاء
أعطيته ما ليس يعطى راضــيا
وجعلــت منزلـه ســمــاء سمـــائــي
ووهبته صيف المنى وربــيعها
ووقيتـه مـــن زمهريــر شتــائـــي
حتى إذا نمت القوادم وانبرى
كالنســر يـزهــو في الـذرى الشــمـاء
نضب السراج وأصبحت قيثارتي
تقتـــات مـــن آلامـــــي الخرســاء
وتولّت الأحلام، غير صدوقــةٍ،
وتمطــت الأوهـــام تــحت ردائــي
ملقى على ظهر الطريق بمعصمي
قيــد، وشــر القيـــد فـي الأحشـاء
لا زاد لي، لا نجمة تحنو عـلى
ظمـــأ الـدهـــور بهــذه الصحــراء
فبأي فلـك تستغيـث مواجعــي؟
وبأي إزميـل أصــــوغ رثائـــــــي؟
 
9جمادى الأولى1417
23/09/1996
*صبري أبوحسين
18 - مارس - 2008
 5  6  7  8