قصيدة:بــجـــماليـون كن أول من يقيّم
بــجـــماليـون (الأسطورة المتجددة) في سنوات السبعين من القرن الماضي، كتب الشاعر قصيدة بالعنوان أعلاه، ونشرها في (العلم الثقافي)، إبان انعقاد المؤتمر الخامس لاتحاد كتاب المغرب، ولكنه لم يكن يعلم أن رماد هذه القصيدة سيبعث على رأس كل عشر سنوات،رغم اختلاف الزمان والمكان، لينطلق نص جديد مكمل لهذه الأسطورة المتجددة التي لها في حياة الشاعر نصيب من الحياة. وأسطورة بجماليون أسطورة يونانية معروفة، وقد عاد إلى استثمارها في الأدب الغربي المعاصر، الأديب الإيرلندي الساخر برنارد شو في مسرحية عنوانها (بجماليون)، وفي الأدب العربي الأديب الكبير توفيق الحكيم. ومجمل الأسطورة أن بجماليون فنان نحت تمثالا لامرأة سماها (جالاتا)، وبلغ من إتقان صنعته أنه أعجب بالتمثال أيما إعجاب، حتى إنه ترقب من تمثاله أن ينطق، فلما أبى عليه أهوى عليه بفأسه وحطمه.. وقد ترددت ظلال هده الأسطورة في الشعر العربي الحديث بصور شتى، حيث برزت عند أبي القاسم الشابي في قصيدته الشهيرة:(صلوات في هيكل الحب)، وفيها يقول: يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعة المعبود وظهرت عند إدريس الجائي في قصيدته الجميلة: (حسبتك)، ومنها: قال في العشرية الأولى : مــاذا أقول وقد أضــــعتكِ من يدي مذ كان حبّكِ فيّ مجول الغـــد؟ أنا أرفض الأشعار لغزاً مــــــبهماً كـرارةٍ في صخرة لم تــُــزنــــد أنا أرفض الأشعار نــزوة عاشــقٍ متــــوله في ذاتـــه متعبــــــد أنا أرفض الأشعار جــبهة خانع زلفى ولو كان الثـرى كالفـرقد الشعر عندي ثـــــــورةٌ خلاّقــةٌ وقلادةٌ للــــــــثائر المتـــمـرّد ما الحرف يا خدن الـهـوىإن لم يكن سيفاً يحـُزّ، يحز عنـــق المعتدي؟ أو لم يكن صوتا يميــــــــــــد الأرض تحت مكابر، متسلّط، مـــتوعـّد أو لـم يلـجْ قصر الطغـاة يهدّهـــــــمْ حتى يعود الشر مفلول الـــــيـد قدرُ الأديب بأن يظل مسافـــــــــراً كي يزرع السلوى بقلب مجهـد أو يحمل الأحزان عن هذا الـــورى والسيف يغرسه بليل أربــــــد قدري أنا عيناكِ، لو لم تـُـعرضــي لأحطت، يا أخت الضياء، بمقصدي ما كنت إلا فــــــكرةً مرســـــومةً في الذهن تشرد،حين ترغب،من يدي فجعلت محبرتي الجراح وريـشتي قلــباً تراوحه الظنون وتغتــــــــــدي وصنعت منك مليكــةً تيـجــانهـا رصّــعتها بالفنّ لا بالعســـــــــــجد ونثرت أزهار المحبة فوقــــــهـا ووهبـــت نجماتي لـــشلال نــــدي وعشقتها، لولاك يـــا قدّيــستي لم أتــخذ بالذات يـــــوما معبــدي إني أردتك فكرة قــــــدســــيّةً وأردت روحـــك للزمــان السرمدي ولقد أردتك ساعدا مــتوهجـــاً يحدو،إذا جدّت خطوب، مـقودي الشك يغرقـه اليقين فأمطـــري قلبي ريــاحين اليقين وأنـــــجدي واستأصلي نار التحدي واصفحي أو أخمـدي شوقي ..ألا لن تخمدي واللهفة الكبرى اذبحيها واجعلي قلبي مـن الإحساس قطعة جلمــــد ولتطفئي آل التوهج من دمـــي: ردي علي حقيقتي كي أهــتــــدي أنا قد نذرت الحرف للبؤساء إن يمسسهمُ شدقُ الزمان الأســـــــود ورميت للتاريخ مجمرتي وأقــــ ــــداحي وعدت بخاطــر متوقـــد ووهبت للبلد المــوات قصائــدي حــتى يعـود لفــجـــره المتجـــدد وعلى ضفاف الموت شدت منازلي وصــــروح أيامي بغــــــــير تردد |