البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور حسن الأمراني    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
9 - مارس - 2008
 
 

د.حسن الأمراني

أستاذي الدكتور الحسن الأمراني: شاعر ملتزم وُلِد عام 1949م، بمدينة وجدة المغربية، وحصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1972م، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1981م، ثم دكتوراه الدولة 1988م. من أهم إنجازاته الثقافية والإبداعية:
-رئاسة مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب، ويشارك بهمة ونشاط في أعمال رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
-رئاسة تحرير مجلة "المشكاة". وهي مجلة أدبية مغربية تهتم بالأدب الإسلامي، وأراها أفضل تعريفًا بنظرية الأدب الإسلامي وأكثر فعالية وتأثيرًا من المجلة الصادرة عن الرابطة!!!!
-له العشرات من القصائد والمقالات والدراسات في كثير من الصحف والمجلات اليومية والشهرية والفصلية .
-أصدر في الانتفاضة الأولى ديوان"المجد للأطفال والحجارة".
-صدر له ديوان "شرق القدس ..غرب يافا" عن انتفاضة الأقصى.
-له عدد من الدواوين الشعرية الأخرى مثل "قلوب على بركان"كامليات"، وديوان "الحزن يزهر مرتين"، فاس، مطبعة النهضة، 1974م، وديوان"مزامير"، وجدة، السلسة الشعبية، 1975م، وديوان"البريد يصل غدًا"، ديوان مشترك مع محمد علي الرباوي و الطاهر دحاني، الدار البيضاء، مطبعة بوزيد، 1975م.وديوان"القصائد السبع"، وجدة، المطبعة المركزية، 1984م، وديوان"الزمان الجديد"، الرباط، دار الأمان، 1988م، وديوان"ثلاثة الغيب والشهادة"، وجدة، المطبعة المركزية.
وفي قادم التعاليق توثيق لأشعار شيخنا ورائدنا، بارك الله فيه، وجُعلت في ميزان حسناته، آمين
 
 
 2  3  4  5  6 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المقاطع:الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر    كن أول من يقيّم
 
القـــلم:
  هو للجمــال وللعبيــــــر    هو للـــقصيدة في ضميري
  هو نجمة الصبــــح البهـــيّ ووردو الحقـــل النضيــر
 هو ما تفجّــر في الضــلوع من العيـــون، من البحـــور
  هو صولجان الحـــبّ يـســــري بين أودية الشعــــور
 هو أنّـــة الناي الحـــزين يسيـــل من شفــــة الدهـــور
  هو بلبل الأشـــواق يصــــدح بين أســـراب الطيــور
   هو ثـــورة الـثـّـــوار ضد الظالم الوغــد الحقيـــر
  هو غضبـــة الحسن المثنّى منذ ألـــــوية الغــــدير
هو صرخة المظلــوم تذهب بالغـــــــزاة إلى السعيـر
  هو خــــالد إن دمّــر الإعصـــار طاغية الغـــرور
   هـو سـيفـــي البتّـــار قام يحــزّ أعنــاق المغـيـــر
   الطفـــل:
 1 -
حرّروني
إي وربي، حرّروني
أرسلوا الرعب علـيّـا
سلّطوا الموت علـيـّـا
حـــرّروني من يديّـا
من ندى أمّي، ومن نجــوى أبي
..من كـتبي
..من لُـعبي
لم أعــد أملك بعد اليوم إلا غضــبي
 2-
لم أكن أعرف ما الحقــد
ولكن زرعوا حقــد القــرونِ
في وتيني
حرروني
حرروني
لم أعد أملك إلا نبض إيماني الثمين
ويقيني
ما الذب يمنعهم منّي إذا ثرتُ كبركانٍ
       وأرسلتُ عليهم لهبي؟
 
 المقصلـــة:
 حاصروا النجفا
دمّروا مسجدا
مزّقوا مصحفا
سرقوا متحفا
أحرقوا المكتبـــه
إن برق العـدا
شعّ ثم اختفى
كالمدى..أرعدا
لحظة واختفى
من له الغلبــه؟
حملوا أمن قومي على ظهر دبّابة مرعبه
وأقاموا على جثّتي مأدبه
هكذا يصنعون لشعبي المحاصر مستقبله
هكذا..هكذا يسترقـّــون حريّة السنبلـــه
باسم حرّية..
جعلت مدنيتهم ترتقي سدة المقصلــه
 
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقطع الرابع عشر    كن أول من يقيّم
 
 بلد الرشـيد:
كالنجم لا يخفي سناه غبـــار     قمرٌ تساقط دونه الأقمـــار
كالنسر في عليائــه متحصّـن      بشموخه، فالطالبون صغــار
لا الرمح يطمع في دماه إذا بدت      ومضات عزمته ولا البتّـــار
مرّ الغزاة على ثراه وما انحنــى     ويلفّ ظل الغاصبيـن خسـار
وتكسرت قُضبٌ وومض مضائه       "باق وأعمار الطغاة قصــار"
  الجـرح ينزف وهو رهن إبــائه       وفم الجراح بلاغة تشتـــار
العز ينبت طـيّبا من أرضــه        أبدا، ونبت الظالميـــن بوار
حمل الغزاة إليه أردية الــردى        سفها وقالوا: إنّنا الأنصـــار
نسقيك يا شعب العراق تكـرّما       حرّيّـة ظمئت لها الأبصــار
أوَ من ندى الحرّية المعطـار أن        يرِد البغاة ويظمــأ الأحـرار؟
حريّة خرساء،لفح جهنّـــمٍ        في عطفها، وسعيرها الأشــرار
عامٌ..وهذا الشعب في خوف، وفي    سغب، ويفتك بالجموع حصـار
جنكيز أرحم في الحروب صنيعة       فهم خراب للعلـى ودمـــار
هدموا المساجدَ، والمساجدُ روضة     للسلم، نعم الروضة المعطـــار
بلدُ الرشيد يئنّ من وقع المُــدى   ولكم شفى المتولّـــه استعبـار
أنّ العراقُ،وفي الأنين بلاغــةٌ       لم تحوها خُطَبٌ ولا أشعـــار
وعلى سرير الملك تضطجع الدمى      العجز قيّدها والاستكبــــار
تعنو الوجوه لربها، لكنّـــهم         سجدوا لقاتلهم فخـاب جوار
بلدَ الرشيد، وللظلام نهــاية،          والليل يعقب ظلمتيه نهـــار
أنت الحضارة، والغزاة ببطشهم            همجُ على درب الهدى أغـرار
هل عندهم من كلكميش أثارة؟          أم عندهم من حيدر آثـــار؟
أم مسّ من جرح الحسين جبينَهم           قبسٌ، فهم للكــبرياء أوار؟
أم عندهم من آل أحمد مُسكـة        فهم الهدى تزهو به الأسفـار؟
هيهات! أبصرُهم عمٍ، وأعزّهم       في ذلّــة، وصوى الدليل عثار
روّى لظاه من دمائك، فاشربي        دمه، فلا حرجُ ولا إنكـــار
ظنّ الهنودَ الحمرَ أمّتنــا التي        لولا سناها ما جرى سيّـــار
ولمـا استقامت في الأمور قناته        ولما تحمّل خيـلَه مضمـــار
أنذرتِه ظلم الشعوب فلم يثب           هل ينفع المستكبر الإنــذار؟
إن غاص في لجج الغواية أعصرا          فلسـوف تقصم ظهره الأوزار
أو كان قد حرم الصغار لبانهم           فلقد يُدقّ بنعشه مسمـــار
نهضت إلى ساح الجهاد كواعبٌ         واستعصمت بكتابها الأطهـار
وتسربلت حللَ الجنان كتـائبٌ         خضراء طيب جبينهن غبــار
فلمن تخبّئ جندها تلك الدمى؟           والعرض أضحى ما عليه ستار
بلدَ الرشيد، سقت دماؤك روضةً          عشقت لماها الحور لا الأمطار
نسجت دماؤك للزمان قصائدا           يمشي على شفراتها الثـــوار
غنى لك الشهداء، وانتفض الحمى        وتفجرت بدمائها الأنهـــار
ومآذن التكبير تعلن في الورى             والأرض تجأر، والمنون تـدار:
للشعب صولته، ورايته التي                يزهو بها التوحيد، وهو شعـار
من سنة، أو شيعة، فهمُ يـدٌ              طلعت على الدنيا بها الأقـدار
لا تعجبنّ إذا ابتسامة طفلـة              نُحرت، فخر لإثرها النحّــار
من نفثة يسري جناح فراشة               هونا بها، يتولّد الإعصـــار
تبقى الشعوب، وكل فدم خائن           يهوي إلى الأذقان أو ينهــار
متسلّــط في شعبه جبّـار              مستسلم لعـــدوّه خـوّار
والله غلاّبٌ وإن رغِـم العدى            ويُظِلّ أعلامَ الطغاة صَغــار
                                                   حسن الأمراني/وجدة في:10أبريل2004م
 
 
 
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
ما شاء الله..    كن أول من يقيّم
 
شكراً أستاذنا الفاضل د.صبري ابو حسين لما أتحفتنا من روائع ودرر ثمينة للأستاذ الدكتور:حسن الأمراني..
حقاً إنه شعرٌ رائع..
جزاكم الله خيراً..
ونفع بكم الأمة..
أفراح
11 - مارس - 2008
هامة عظيمة    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
الدكتور حسن الأمراني بلا مفاخرة هامة عظيمة نفخر بها
 
كل الشكر للشيخ صبري على هذا الموضوع الشيَّق
 
ناعمة الكعبي
ناعمة
13 - مارس - 2008
ديوان:يا طائر الحرمين    كن أول من يقيّم
 
[يا طائر الحرمين]
 قال كوتا:
من حماقة الإنسان في دنياه
أن يتعصب كل منا لما يراه
وإذا كان معنى الإسلام
أن نسلم الأمر لله
فإننا، جميعا، نحيا ونموت مسلمين.
 وقال عبد الله بن المبارك، في رسالة وجه بها إلى الفضيل بن عياض:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الكريهة تتعب
                                  [بلا عنوان]
 
من أين أبدأ؟..جف.. جف لساني
أيطيعني في النائبات بياني؟
 
من أين أبدأ..والحرائق في دمي
مسجورة..وتهدّ من بنياني؟
 
الليل شاد قبابه في أضلعي
وسرت خيول النار في شرياني
أشكو لك اللهم قلّة حيلتي
وتشرّدي..
وتردّدي..
وهواني..
أشكو لك اللهمّ نفسا جاهرت..
وسط الرياح الهوج بالعصيان..
 
لكنّ لي قلبا يظلّ مردّدا
الشوق برّح بي وهزّ كياني..
فبأيّ جارحة أرد مواجعي
والروم تنهبُ خيلها أوطاني؟
في كلّ شبر من بلادي صيحة..
وبكلّ ناحية ظلام دخان
نطق اللسان بما تخبّئ أمّتي
إنْ يستطع بثّ الشكاة لساني
يا سيّدي وحبيب أمّتي التي..
شرِقت من الغمرات والأحزان..
لي في هواك قصيدة خضراء ما..
خطرت بخافق شاعر ولهان..
إني أنا الملاّح في .......
وجوانحي عطشى لبرّ أمان..
لا مرفأ يؤوي إليه زورقي
فكأنني بحر بلا شطآن
وحقائبي أحزانها موفورة
فكأنّني وطن بلا عنوان.
ربيع الأول: 1411 أكتوبر 1990م
 
[سكت العندليب]
 سكت العندليبْ
صوّحت زهرة الحقل
وانطفأ الشمع
وانتشر الصمت فوق الدروبْ
نبّهت نملة أختها:
ما الذي أسكت العندليب؟
أودع البحر ميثاقه موجة في الغروب.
 
عندما تصبح الأرض مملكة للعطشْ
تستحمّ الأميرة في دمعها
والوصيفات…
يركب أعناقهن البرش
 
ليست الأرض حانا
لنقتسم الخبز والخمر ثمّ نغني
ونعلن في الناس عهد الحروب
 
أوّبي يا جبال
وهذي البيارق فلتعل
وانفتحي يا سهوب
طائر الحرمين له أوبة
ودم الشهداء له صولة لا تخيب
 
صبوة طائر الحرمين
إلى محراب الشهادة
 
أما آن لهذا الفارس أن يترجل؟
                               [ذات النطاقين]
شبيب وأفوى من ترى أخوان
                           
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
ياطائر الحرمين(2)    كن أول من يقيّم
 
[أبو الطيب]
 
أيها الضارب أكباد الليالي
وبعينيك تصلي الكبرياءُ
ذارعا تفاحة الأرض
وقد ضاقت بأشواقك أرض وسماء
لا تطب نفسا بمن جاء
ولا تركن إلى ظل
ولا يغررك ماء
واحذر الأشجارَ
والأطيارَ
والأنهار طرا
فلقد غاض الوفاء
أترى شاقتك أطياب العوالي
أم ترى شاقتك في البيد الظباء
لا تصالح حاكم العصر
وما زخرفه هذا الرعاء
ولقد خلفك الصحب وحيدا
عندما بان على الأفق لواء
ولقد حاصرك الجند وآذوك
وأهلوك علي النبع ظماء
 
أقفرت بعدك من زهادها طَيْبَة..
وانهدّ كُذّي وكداء
والذي كان زبيريّ الهوى
سيفه صار عليك
هذه الجوع وأبلى وده وعد هوى
فجأة..
فانسلّ من بين يديك!
أيها الفارس في الموت وحيّا
سيقول السفهاء
ما لهذا الفارس الجامح كالصقر
                           به ضاق الفضاء؟
قل: فإن الله يعطي من شاء
وهو يهدي من يشاء.
دقة الساعة
فانشر شجر الحزن على أرصفة الموت علامه
قضي الأمر..
وقصت عرضا أجنحة الصقر –على الكره-
                                   حـمامـه
أنت يا مسكين إن لم يتدارك ضعفك الرحمن
منبوذ إلى يوم القيامـه
هدّت الريح إذن عرشك
وانسلّ مع الليل الصحاب
والتباريح تولّت روحك الكابي
فقد جلّ المصابُ
أيّ صوت كان في الليل ينادي:
أدركي صاحبك المنقوع حزنا
قبل أن يسلم لليل حدوجه
أدركيه قبل أن تغتال أنياب التصاريف أريجه
يا رياحين الجهاد.
 
[عجز الأيام…]
خلّي الأساور عنك والحلقا
                وتألقي كالنخل إن بسقا
إنّ الأساور أنت زينتها
              فدعي الجمال الحرّ منطلقا
ودعي قوارير العطور، فما
             في الأرض مثل الطهران عبقا
إني امتشقت النوران عرضت
             غِيَرُ الزمان وطاب ممتشقا
أغدو من الأشواق مصطبحا
            وأروح من مرآك مغتبقا
فتدفقي نورا وقافية
           شردت تردّ الكون مؤتلقا
يا دفقة الإيمان.. يا ألقاً
          من دوحة الرحمن منبثقا
قد أعجز الأيام ما سكبت
          عيناك مجتمعا ومفترقا
                                            24/07/1987م
 
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
يا طائر الحرمين(3)    كن أول من يقيّم
 
أحزان خولة
                             (1)
أقبل الليل وحزني
كالينابيع بأعماق الجبال
هزّني شوق إلى أن أصرخ اليوم بمكنونات ثقال
لكأني ختم الليل على عيني
فما أبصر فجري
هيه يا سارق عمري
ليتني أملك أمري
أشرح الصدر..
وأفضي بالذي منه أعاني
غير أني يا فتي الفتيان.. قد جفّ لساني
فارو عني ما تري عيناك من بطش الليالي
واقرأ الآن على صفحة أيامي الخوالي:
 
يا محبوبي
ما الفقر أخاف عليك..
ولست أخاف عليك عدوا
يشحذ في الوجه الظفر ويستعدي الأنياب
لكن-يا محبوبي- أخشى غدر الأصحاب.

 
آخر ليلة من ليالي المتنبي
               
           (1)
ملك أنا والصولجان يراعي
ملك بأمر الله قدت شراعي
ملك.. ومملكتي الفضاء وأنجم
جنت بنور فرائدي اللماع
ملك.. وحزت المجد نم أطرافه
مجدي القصائد والحروف متاعي
فتح اليراع لي البلاد حصينة
وقلاع حلمي الراسيات قلاعي
 
                    (2)
لخولة هذا البريق الممغنط
               لكنه محرق كالشهبْ
وأطلاع خولة في القلب منقوشة
كوشم على ظاهر الكف..
والقلب يهتف: يفديك خولة أمّ وأب
تفديك كل القبائل في ساعة العسر
تفديك كل العروش مسوّرة بالقضب
أحبّك.. هذا قراري
وهذا نشيدي يقاوم عهد الحصار
أحبك..
حتى وإن طاردتني قرامطة الشام
أو شردتني سيوف نزار
تضيق المسالك ترحلين
كخاصرة السيف في الأفق
ثم تشب بعينيك نار القرى في الأصيل
فينتفض القلب
ما عبرت ساعة بك إلا نمت في الفؤاد العضاه
وشدت حبال الهوى قبل وقت الرحيل
 
أنا لا أقول: امنحيني قليلا من الوقت –خولة-
كيما أسوق اعتذاري
أنا لا أقول وإن كان حمّ اصطباري
فإني تعودت لسع النصال
أفدّيك خولة…
لكنه الهجر أمْرَرُ من جمرت القتال
 
غدا ترحلين
فترحل عني الينابيع
ترحل عني البحيرات
كل الينابيع.. كل البحيرات تنهض من مقلتيك
تجاسرت جدا.. وأعلنت حبي عليك
وقلت سواء عليك
أقاسمتني العمر..
أم قام بيني وبينك سورْ
سأبقى الفتى الشاعر البدوي الجسور الغيورْ
وماذا علي إذا ما عشقت
ظباء فلاة يناصبن مضغ الكلام العداء
وصبغ الحواجيب…
ماذا علي إذا ما ركبت القوافي
وصغت اعترافي
أخولة! ليس الذي تبصرين من السمع ماء
(وليسا سواء)
أخولة!ليس الذي تبصرين من الدمع ماء
(وليسا سواء)
فلو كانت الكلمات مدادا يراق
لقايضت باسمك دنيا النساء
ولكن شعري نزيف دمائي
 
                           -3-
خولة!
من أعماق العزله
من أوردة الصمت الصارخ في أعماقك
من حزن ظلّ ينادي
من دمع خان جفونك
أو من صبر هدّ فؤادي
يهتف صوت:
إنّ الشيطان عدوّ لكما
فاحذر شجر الغرقد
وتجنب أسباب الخلوه
لا تأمن ظلمات الشهوه
لكنّ النفس الأمّارة توسع لي:
ستحصّنك التقوى
وتسيّج ذلك ضدّ النفس فتوّه
فلماذا حين يتيه سفيني
أرميك –وواعجبا- بالقسوه؟
 
                               -4-
كنّا في الكوفة أطفالا
نصلى كلّ صباح جور الحكّام
ولذلك بايعنا علويّ البصره
بايعناه علي النصره
في المنشط والمكره
لكنّ زعيم الثوار المقدام
أطعمنا لحم الحجّاج..
وأسقانا دمنا في زمن النكبة
استأثر مولانا بالفيء
ووزّع فينا أستار الكعبة!
 
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
(4)    كن أول من يقيّم
 
  -5-
ما لهذا القلب كالخرقة..
في الريح تخرّق
آه يا خولة!
ما كان لهذا العلج
أن ينشر أعلاه الدمستق
فوق أسوار أريحا
ومجاهيل زبيده
وميادين حلب
أبدا.. لو لم تزخرف باطل القول
سلاطين العرب
أفسدت عيناك. يا خولة، فيما بيننا
عزّ الأمانات
وغار الدهر منّا
وتحاشانا الصحاب
هيه يا خولة، ما كان أبوك امرأ سوء
فماذا عهدنا المحكم ولّي كالسراب؟ !
 تاج محل
                             (آخر ليلة من ليالي شاه جهان)
 
                                                 انعم بغبطتك. لقد نظر إليك
[شاعر صوفي]
 
لا تقسمي
إنني برّأت سكينك من سفك دمي
أبدا.. ليس غريبا أن تكون الروح في أرض
وفي أخرى يكون الجسد المرشوق باليأس الذي لا يأس فيه.
ما الذي وحد لحنين على شفة الأعصر:
مجنون بني عامر النجدي والشاه جهان؟
كلما العاشق باسم القمر المحبوب لاح
صار مطلول الجراح
هاهنا المجنون كان
حاملا في قلبه طيف غزاله
وهنا الشاه جهان
حمّل الريح رساله:
يصغر التاج أمام القمر العاشق أطياف الحبيبة
وهو من (قلعته) يشرب من أنوار (ممتاز).
ويجلو صدأ النفس الكئيبه
إنني يا وردتي بلبلك العاشق غني عند بابك:
(بياركي بياس
قادني يا زهرة الآس
لرحابك)
هيّأ التاريخ قبرين: لعلي ولعلك..
عمرنا جرح على أحداق ليلَكْ.
فاسكبي نورك ياسر نشيدي
في كياني
 
لا وحق (المسجد الجامع) والنور الذي أنزل من قبل..
وهذا البلد الآمن..
ما كنت لأبغي قمرا غيرك في ليل وجودي.
 
ويح قلبي!
كيف يشكو بعدنا المر
وهنا نحن سواء في صعيد
إذ نصلي قبلة واحدة تجمعنا
ولقد يجمعنا عز السجود
عندليب الشرق لا يملك إلا أن يصلي
وأنا الغريد خفاق الجنان
لم أكن يوما بشاعر
غير أني حين أبصرتك قلدت زماني
من تراتيل البيان
مثل نفث السحر ما مرت بخاطر
لا تراعي
إن أنا أسلمت للصخر شراعي
ولهذا الألم الظافر أسلمت يراعي
 
لا تراعي
فأنا القاتل لا أنت!
أنا الباعث حزن العالم الغافي
أنا الرافع أعلام الصراع
فوق أنقاض أراجيف العشيره
وأنا الراكض في عمق الجزيره
باحثا عن شجر الحبّ وملك ليس يبلى
صدحت في قيثارتي الخرساء
واستلت من الليل بكاه
ومن الفجر عبيره
خبري النجم إذا النجم أطلا
أن هذا الملك العاشق ما زال ضلوعا تتقلى
هكذا ذوبت أحزانك في حزني
وذوبت اصطبارك في صبري
وبعثرت حروفا ضمت اسمك
كييضل الناس رسمك
هكذا بعثرت في الليل صدى ذاتك
كي أحشر في أرض الوفاء
مثلما بعثرت الريح رماد المحرقه
(كنج جمنا) واصل أم فاصل (تاج محل)
وحجار (القلعة الحمراء)؟
والريح التي كانت تناجي خافق النهر:
أما زالت على العهد رسول العاشقين؟
أم تراها أعلنت في الناس أن الشوق أضحى.
أثرا من بعد عين؟
ها أنا من قلعة الموت أنادي:
يا فؤادي
يصغر التاج أمام القمر الناعس في كف الحبيبه
 
إن أكن ضيعت ملكا
فلقد فزت بنور ليس يفنى
وأناديك إذا ما نثر الليل على النجم طيوبه
أدركي صاحبك المنقوع حزنا.. أدركيه
 
أنه في قبضة اليأس الذي لا يأس فيه
وإذا خر على بابك ميتا
مثل عصفر شريد
فاحذري.. لا تندبيه
فهو قد نال بعينك الخلود
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
هوامش موضحة    كن أول من يقيّم
 
هوامش:
- تاج محل، المعلمة الأثرية التي بناها الإمبراطور المغولي المسلم شاه جهان إكراما لزوجته ممتاز. ويضم اليوم رفاتهما معا.
- القلعة الحمراء: هي القلعة التي سجن فيها شاه جهان، وقيد في مكان منها يجعله يطله على تاج محل. وكان الذي سجنه ولده وولي عهده من بعده.
بياركي بياس: عطش الحب.
- المسجد الجامع = المسجد الذي يتوسط دهلي القديمة.
-كَنج- جمنا = نهران يقطعان مدينة اكرا التاريخية، ويستطيع الناظر أن يراهما معا وهو في القلعة الحمراء.
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
5)    كن أول من يقيّم
 
الأربعون
       قالها في مرض ألم به
 تعلمت يا زائري منك شيئا كثيراً
أيا ساكنا في الجوارح من دون إذن
تعلمت أني ضعيف ضعيف
وأغدو، بإذن القدير، قديرا
تعلمت أن الجناح الكسيرا
وإن كان أعجز من أن يطيرا
غدا كائنا، كالسحاب، أثيرا
تعلمت أن الذي حال بيني وعيني
قدير على أن يحول، تبارك، بين الفتى والفؤاد
ويملك حين يشاء النشورا
تعلمت أني حين تضيق المسالك
أجعل نافذة الصبر مشرعة للسماء
وأسبح في الملكوت
تعلمت أن الأحبة، والحمد لله، كثر
ولست، كما كنت أحسبني، ضائعا بين هذا الأنام
وأن السهام
إذا بقيت مدة، تتكسر فوق العظام
تعلمت أني، والحمد لله، إن أدركتني المنون
سيشهد لي أربعون.
وأني حين أموت
لن أضل.. ولَنْ أتشظى بلا كفن في الزحام.
                                                   شوال 1410هـ.
خولة.. وخولة
                                  (إلى أبي الطيب)
 
وبين الخولتين وإن تدانت
حروف اسميهما بون بعيد
فهذي تبتغيك هوى جديدا
يطاوعها إذا انطفأ التليد
وتتخذ الحروف لها رسولا
وقد سئم الرسول فما يعيد
وتلك تريد شعرا لا يبيد
لشمس ضوؤها أبدا جديد
وتجعل من ضمير الحرف حصنا
تولت دون عزته البنود
فتلك وهذه فرسا رهان
إلى أجل، فأيهما الرشيد؟
*صبري أبوحسين
16 - مارس - 2008
 2  3  4  5  6