المقطع الرابع عشر كن أول من يقيّم
بلد الرشـيد: كالنجم لا يخفي سناه غبـــار قمرٌ تساقط دونه الأقمـــار كالنسر في عليائــه متحصّـن بشموخه، فالطالبون صغــار لا الرمح يطمع في دماه إذا بدت ومضات عزمته ولا البتّـــار مرّ الغزاة على ثراه وما انحنــى ويلفّ ظل الغاصبيـن خسـار وتكسرت قُضبٌ وومض مضائه "باق وأعمار الطغاة قصــار" الجـرح ينزف وهو رهن إبــائه وفم الجراح بلاغة تشتـــار العز ينبت طـيّبا من أرضــه أبدا، ونبت الظالميـــن بوار حمل الغزاة إليه أردية الــردى سفها وقالوا: إنّنا الأنصـــار نسقيك يا شعب العراق تكـرّما حرّيّـة ظمئت لها الأبصــار أوَ من ندى الحرّية المعطـار أن يرِد البغاة ويظمــأ الأحـرار؟ حريّة خرساء،لفح جهنّـــمٍ في عطفها، وسعيرها الأشــرار عامٌ..وهذا الشعب في خوف، وفي سغب، ويفتك بالجموع حصـار جنكيز أرحم في الحروب صنيعة فهم خراب للعلـى ودمـــار هدموا المساجدَ، والمساجدُ روضة للسلم، نعم الروضة المعطـــار بلدُ الرشيد يئنّ من وقع المُــدى ولكم شفى المتولّـــه استعبـار أنّ العراقُ،وفي الأنين بلاغــةٌ لم تحوها خُطَبٌ ولا أشعـــار وعلى سرير الملك تضطجع الدمى العجز قيّدها والاستكبــــار تعنو الوجوه لربها، لكنّـــهم سجدوا لقاتلهم فخـاب جوار بلدَ الرشيد، وللظلام نهــاية، والليل يعقب ظلمتيه نهـــار أنت الحضارة، والغزاة ببطشهم همجُ على درب الهدى أغـرار هل عندهم من كلكميش أثارة؟ أم عندهم من حيدر آثـــار؟ أم مسّ من جرح الحسين جبينَهم قبسٌ، فهم للكــبرياء أوار؟ أم عندهم من آل أحمد مُسكـة فهم الهدى تزهو به الأسفـار؟ هيهات! أبصرُهم عمٍ، وأعزّهم في ذلّــة، وصوى الدليل عثار روّى لظاه من دمائك، فاشربي دمه، فلا حرجُ ولا إنكـــار ظنّ الهنودَ الحمرَ أمّتنــا التي لولا سناها ما جرى سيّـــار ولمـا استقامت في الأمور قناته ولما تحمّل خيـلَه مضمـــار أنذرتِه ظلم الشعوب فلم يثب هل ينفع المستكبر الإنــذار؟ إن غاص في لجج الغواية أعصرا فلسـوف تقصم ظهره الأوزار أو كان قد حرم الصغار لبانهم فلقد يُدقّ بنعشه مسمـــار نهضت إلى ساح الجهاد كواعبٌ واستعصمت بكتابها الأطهـار وتسربلت حللَ الجنان كتـائبٌ خضراء طيب جبينهن غبــار فلمن تخبّئ جندها تلك الدمى؟ والعرض أضحى ما عليه ستار بلدَ الرشيد، سقت دماؤك روضةً عشقت لماها الحور لا الأمطار نسجت دماؤك للزمان قصائدا يمشي على شفراتها الثـــوار غنى لك الشهداء، وانتفض الحمى وتفجرت بدمائها الأنهـــار ومآذن التكبير تعلن في الورى والأرض تجأر، والمنون تـدار: للشعب صولته، ورايته التي يزهو بها التوحيد، وهو شعـار من سنة، أو شيعة، فهمُ يـدٌ طلعت على الدنيا بها الأقـدار لا تعجبنّ إذا ابتسامة طفلـة نُحرت، فخر لإثرها النحّــار من نفثة يسري جناح فراشة هونا بها، يتولّد الإعصـــار تبقى الشعوب، وكل فدم خائن يهوي إلى الأذقان أو ينهــار متسلّــط في شعبه جبّـار مستسلم لعـــدوّه خـوّار والله غلاّبٌ وإن رغِـم العدى ويُظِلّ أعلامَ الطغاة صَغــار حسن الأمراني/وجدة في:10أبريل2004م |