البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور حسن الأمراني    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
9 - مارس - 2008
 
 

د.حسن الأمراني

أستاذي الدكتور الحسن الأمراني: شاعر ملتزم وُلِد عام 1949م، بمدينة وجدة المغربية، وحصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1972م، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1981م، ثم دكتوراه الدولة 1988م. من أهم إنجازاته الثقافية والإبداعية:
-رئاسة مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب، ويشارك بهمة ونشاط في أعمال رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
-رئاسة تحرير مجلة "المشكاة". وهي مجلة أدبية مغربية تهتم بالأدب الإسلامي، وأراها أفضل تعريفًا بنظرية الأدب الإسلامي وأكثر فعالية وتأثيرًا من المجلة الصادرة عن الرابطة!!!!
-له العشرات من القصائد والمقالات والدراسات في كثير من الصحف والمجلات اليومية والشهرية والفصلية .
-أصدر في الانتفاضة الأولى ديوان"المجد للأطفال والحجارة".
-صدر له ديوان "شرق القدس ..غرب يافا" عن انتفاضة الأقصى.
-له عدد من الدواوين الشعرية الأخرى مثل "قلوب على بركان"كامليات"، وديوان "الحزن يزهر مرتين"، فاس، مطبعة النهضة، 1974م، وديوان"مزامير"، وجدة، السلسة الشعبية، 1975م، وديوان"البريد يصل غدًا"، ديوان مشترك مع محمد علي الرباوي و الطاهر دحاني، الدار البيضاء، مطبعة بوزيد، 1975م.وديوان"القصائد السبع"، وجدة، المطبعة المركزية، 1984م، وديوان"الزمان الجديد"، الرباط، دار الأمان، 1988م، وديوان"ثلاثة الغيب والشهادة"، وجدة، المطبعة المركزية.
وفي قادم التعاليق توثيق لأشعار شيخنا ورائدنا، بارك الله فيه، وجُعلت في ميزان حسناته، آمين
 
 
 1  2  3  4  5 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الشاعر حسن الأمراني وصدى النموذج الصوفي    كن أول من يقيّم
 
من الدراسات النقدية العميقة عن شيخنا الشاعر
دراسة بعنوان"الشاعر حسن الأمراني وصدى النموذج الصوفي"
للأستاذ الدكتور/ عمر بوقرورة (*).
 
يشكل شعر حسن الأمراني المغربي نموذجا للتجربة الصوفية في الشعر الإسلامي
 
المعاصر كما شكلها شعر مصطفى محمد الغوماري الجزائري .. هذا الشاعر الذي
سنعود إليه في دراسات آتية إن شاء الله –فالتصوف وارد عندهما لكن الأهم في
اختلاف التجربتين وخصوصية كل منهما ، فإذا كان الغوماري قد لامس التصوف من
خلال التجلي والمشاهدة والحب والسكر فإننا لا نجد ذلك عند الأمراني الذي لا يرد
عنده التصوف إلا مقرونا بالنموذج التراثي أو أي نموذج يمثل الإشراق .
 
فالأمراني لا يعانق التصوف إلا من خلال قناع كبير عناصره :السهروردي (ت587هـ)
وسري السقطي(ت251هـ) وذو النون المصري(254هـ)والحارث بن أسد المحاسبي (ت
243هـ) والجنيد(ت297هـ) وعبد الله الأنصاري الــهــروي (481هـ) وســديــف
الـعـلـوي(ت736هـ) وجـلال الـديــن الـرومي(ت672هـ) وغيلان الــدمـشـقــي (ت105
هـ)وابـن عربي (ت638هـ).
إن هذه الأقنعة وغيرها تتحول إلى سرد إعلامي طويل يؤكد عليه حسن الأمراني في
قصائد عديدة منها : ثورة ابن عربي وغيلان الدمشقي ، وأولى مذكرات سديف
العلوي (1) والأمراني لا يكتفي بالنموذج العربي الإسلامي بل يلجأ إلى غوته (1749
م-1832م) الشاعر الألماني المولع بحب الشرق الإسلامي ، وقد بلغ من ولوعه بتجربة
هذا الشاعر الإشراقية أن أهداه ديوانه "مملكة الرماد" وجاء في الإهداء:" إلى أكبر
شاعر في الغرب تغنى بأنوار المشرق "(2) ولم يكتف بهذا بل لجأ إلى الأبيات من شعر
غوته ليسجلها في مقدمة ديوانه
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
تابع الشهادة     كن أول من يقيّم
 
وقد استمرت هذه النظرية لفترة طويلة في شعر كثير من المتصوفة حتى بلغت بهم مرحلة الزندقة والخروج عن الإسلام الصحيح ، والآن ما علاقة "الأمراني" بهذه النظرية ؟ العلاقة بينهما متوفرة ، والذي شدنا إليها تلك الألفاظ النورانية التي يحملها ديوانه "مملكة الرماد" هذا الديوان الذي تعد قصائده أناشيد تجعل الشاعر منها مؤنسا في دربه الطويل نحو مملكة الله بعيدا عن مملكة الرماد يقول في بدء ديوانه(10) :
يا من منك النور
وإليك يعود النور

بارك أهل النور 

وانصر أهل النور
واجعل أهل النور

قربانا للنور

وواضح تأثره بنورانية السهروردي مشفوعة بروحانية "غـــوتـــــه" ، فقد قدم للنشيد السابق بقوله :" في هياكل النور التقت إشراقات السهروردي بأشواق غوته فكان هذا النشيد "(11)، غير أن هذا الوضوح لا يعني أننا سنقرأ للأمراني شعرا شبيها بذلك الذي أنشأه الأولون ،والذي يغرق في الماورائيات ، لكننا مع نصوص متجانسة الرؤية ، منتمية إلى مجال التهجد اليومي للشاعر المؤمن الذي أبهره النموذج الصوفي لا في غلوه وشططه بل في إشراقاته التي تتحدى الواقع المر بحثا عن الحق وما يؤكد هذا هو مجيء القصائد على شكل أناشيد للتهجد والتبتل والتضرع في لحظات الشوق إلى نور الرب العظيم(12).

أدعـــوك إنــــي ظـــامــــئ

 أنـــــا ظـــامــئ للنـور الـعـظــيــم
أســعــى إلـيـــك فـضـمــنـــي
يــــا أيــهــــا الـنـــور الـكــريـــم وغـطـنــي
إنــي ظـمـئــت وعـيــل صـبـــري
يــــا أيــهـــا الـــروح الـعـظـيــم فـشـق صـــدري
ويتكرر النموذج نفسه في قصيدة " استغراق " من خلال اللغة التي ينتظمها بوصفه قيمة مهيمنة على مستويات عديدة كالتكرار والتواتر والاستطراد ، هذه المستويات التي تطغى على النص وتؤسس للشوق إلى الله ، ومن هنا فإننا لا نندهش إذا ما لاحظنا اختفاء الشعرية أو تكاد ، ذلك لأن الهدف هو الإنشاد وفيه تغيب الهدأة الفنية التي تؤسس للنص الجيد يقول (13) :
مـزيــدا مـن الـنـــور لا شـيء قـبـلـــك
ولا شــيء بـعـــدك
لا شـيء فـوقـــك ولا شــيء دونـــك
لا شــيء مـثـلــــك
مــزيـــدا مـــن الـنــــور ، قــد كـــاد يــذهــب عـطـشــي
ويــحــاصــرنـــي لـهــب مـالـــه مــن ضـيــــاء
مـزيـــدا مــن الـنـــور

هـيـهـــات أن يـسـتـبـد اللهـيـب بـذاتــي

وأنــت لـــــوائـــــي
وتراكم ألفاظ النور في قصيدة أو في نشيد بعد آخر على هذا النحو من التكثيف المعتمد على التضرع والدعاء دليل صدق على لهفة الشاعر إلى معادل مخلص من واقعه الرديء هذا المعادل الذي لا يكون إلا في الإسلامية الموصلة إلى الجنة (14) :
كـــل نســاء الأرض جـواريــك

إذا أنــت مـلـكــت لـبـــاس الـتـقـــوى

ودخـلـــت الـبــــاب
وخــلــفـــت وراءك زيـنـتـــك الأولـى
وسنكتفي بهذه النصوص التي تعد جزءا قليلا من كم كبير احتوته صفحات الديوان لنصل إلى السؤال الآتي : هل حديث الأمراني عن النور واستغراقه فيه إنما يقع داخل الرؤية الجوهرية التي تتخلل أشعار أصحاب نظرية النور المحمدي ، فتتحرك حينئذ في إطارها ؟ أم أنه تأثر بالنور والإشراق في حين يظل النص الشعري محدودا لا يتعدى الانبهار ، ولا يخرج بالحديث إلى آماد التجربة الصوفية المذكورة ، أو يضعه في سياق الغلو والشطط والانحراف الذي وجدناه عند بعضهم ؟
المؤكد أن هذا التأثير لا يعني وقوع الأمراني في غلو الأولين وتطرفهم وانحرافهم ، فنورانيته تتعلق بالله الواحد الأحد {اللهُ نورُ السَّماواتِ والأرضِ}(15) لا بالنورانية المحمدية كما فعل الآخرون ، كما أن نورانيته مؤمنة لا صلة لها بالانحراف العقائدي الذي بلغه بعض المتصوفة ، والذي أوقعهم فيما يعرف عندهم بالعلم اللدني الذي يتلخص في الحلول والمشاهدة  "حيث تتعطل وظائف الأعضاء وتتعطل معها الحواس "(16) فالأمراني ما هو إلا شاعر مسلم اجتمعت حوله الماديات المدمرة في الزمن العربي الإسلامي الرديء فيحاول التخلص منها من خلال رحلة إيمانية أنقذته من الضلال والتيه ، وقادته إلى الحقيقة ، ولما بلغها وقف أمام الله خاشعا متضرعا بأناشيد نورانية عله ينال مبتغاه الذي هو الجنة.
 
 
الهوامش
(*) الأستاذ محمد بوقرورة باحث من الجزائر .
(1)البريد يصل غدا : حسن الأمراني ص 47-17-15 .
(2)مملكة الرماد : حسن الأمراني/ المقدمة .
(3)نفسه / المقدمة .
(4)البقرة الآية 142.
(5)محمد e في الشعر الحديث  : د. حلمي القاعود ، ط 1 دار الوفاء للطباعة والنشر- القاهرة -1408 هـ ص 134 ، ولمزيد من الإطلاع حول الموضوع أنظر: الفتوحات المكية : ابن عربي ، ج2 ص 488 وما بعدها ، وأيضا المعجم الصوفي د. سعاد الحكيم ، ط1 ، دار ندرة للطباعة والنشر- بيروت  1401 هـ ص348 .
(6)فصول في الشعر ونقده : د. شوقي ضيف،  ط2 ، دار المعارف ص 230.
(7)محمد e في الشعر الحديث :ص 134 .
(8)فصول في الشعر ونقده :ص 230 .
(9)الفتوحات المكية ابن عربي ج1 ص 46 .
(*) يشير ابن عربي هنا إلى الحديث المنسوب إلى رسول الله e حين سئل متى كنت نبيا ؟ فقال "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" وقوله : "وآدم بين الروح والجسد"  وقوله:" وإن آدم لمنجدل في طينته" وقد بين ابن تيمية بطلان هذه المزاعم التي تقول بها المعتزلة ومنهم ابن عربي ، انظر في هذا المجال : التصوف في تراث ابن تيمية / د. الطبلاوي محمود سعد /  الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984 ، ص:216 وما بعدها / والفتوحات المكية ج2 ص49  / وفصوص الحكم : ابن عربي ، ص 20 وما بعدها .
(10) مملكة الرماد ص 9 .
(11)نفسه ص 9 .
(12)نفسه ص83 .
(13) نفسه ص 11.
(14)نفسه ص 69 .
(15) النور الآية 35 .
(16)فصول في الشعر ونقده : ص 200.
http://www.khayma.com/almishkat/Num/Num39/Maqal39/M8.htm
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
نبذة عن د/ الأمراني .    كن أول من يقيّم
 
                  الدكتور حسن الأمراني (المغرب).
-
ولد عام 1949 في مدينة وجدة- المغرب.
-
حاصل على دكتوراه في الأدب العربي من جامعة محمد الخامس في الرباط.
-
يعمل أستاذاً للأدب والنقد ورئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة محمد الأول- وجدة.
-
رئيس تحرير مجلة "المشكاة" المهتمة بالأدب الإسلامي قديمه وحديثه.
-
شارك في عدة مؤتمرات أدبية في كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسعودية وفرنسا وألمانيا وتركيا والهند.
-
دواوينه الشعرية: الحزن يزهر مرتين 1974- البريد يصل غداً (بالاشتراك) 1975- مزامير 1975- القصائد السبع 1984- الزمان الجديد 1988- مملكة الرماد 1988- ثلاثية الغيب والشهادة 1989.
-
إلى جانب عدد من الدواوين المخطوطة مثل: يا طائر الحرمين- قلوب على بركان- المجد للأطفال والحجارة.
-
مؤلفاته: كاملية الإسراء- المتنبي في دراسات المستشرقين.
-
ممن كتبوا عن شعره: عماد الدين خليل، ومحمود مفلح، وياسر الزعاترة، وعلاوة وهبي، وعبد الله راجعن وعزيز الحسين..
-
عنوانه: 17 شارع الخليل، حي القدس- ص.ب 238 وجدة- المغرب.
 
( عن الشنكبوتية ).
*د يحيى
10 - مارس - 2008
عصـــافير بابل المحترقـــة (قصيدة في مقاطع)    كن أول من يقيّم
 

 عصـــافير بابل المحترقـــة

                           (قصيدة في مقاطع)
                        شعر الدكتور/ حسن الأمراني
                         الطبعة الأولى: 1424هـ/2003م
                        منشورات المشكاة ـــ المغرب ــ

                

المقطع الأول: [أشجان العامرية]

     أجـهـشـتُ
 للــتوبادِ،
ثمّ بكيتُ أهلُ
العشق،
 فالتفتَ
العراقْ:
ـ أدعوتني؟
أدعوتَ أوردةً
يُقَـطّعـُها الفـراقْ؟
 ودمًا يسيلُ
منَ الـوريدِ إلى
 الوريدِ
ودمعةً حرّى ..
إذا سكتتْ يُـهيّجُها اشتياقْ
أنا ما سلوتُ،
وكيفَ يسْـلو
من على شفتيهِ..
 كأس النّـور
عتّـقـها حديثُ الروحِ؟
هلْ يسلو الذي مرّتْ عـــلى
 شفتيهِ..كأسٌ فارتوى
ومن اكتوى
 عطفاهُ من يـاقوتها
الوهّاجِ؟
زفرةُ دجلةَ الخيرِ
 المؤثّـلِ..
 زفرةُ ظامئ
 في القـفـر
 تائهْ
وأنينهُ مـن
 حـزنه وأنينِ
 مائهْ
ومـواكبُ
 الشـهداءِ..زوّدني شذاها
 المشتهى طيبَ العناقْ.
 ما زال بي
 ظمأُ الحسـينِ،
وصـوتُ
 زيـنـبَ
طـعـنةٌ نجلاءُ،
تهتفُ بي :
عراقْ
الريحُ تهـتفُ بي :عراقْ
والبحر يهتفُ بي: عراقْ
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
تابع المقطع الأول    كن أول من يقيّم
 
مــــــــــــا زال بي ظمـــــــــأُ الحســــــــــينِ،
وصــــــــــوتُ زيـــــنـــــــــبَ طــــــعـــــــنـــةٌ نجــــــــــــلاءُ،
تهتــــــــــــــــفُ بي :عـــــــــــــراقْ
الريــــــــــــحُ تهــــــــــــتـــفُ بي :عراقْ
والبحــــــــــر يهتــــــــــــــفُ بي: عراقْ
والذبح يجــــــــــــــــأر:يـــــــــــــــــــــاعراقُ
              عراقُ، ليس ســــــــــــــــــــوى عراقْ
ما زال سيف يزيـــــــــــــدَ يغتالُ الأحبّــــــــــةَ والرفاقْ
 وأرى الأقـــــــــاربَ يــــزعُـــمـــــونَ بأنّــــــهمْ
من طعنـــــــــــــــــةِ الجيــــــــــــش المغير لك الفدى
حتى إذا اشتــــــــــــــــــبكت سيوفٌ
                       أســــــــــــــلمـــــــوكَ إلى العدى
أواه.. لا كــــــــــــــــــــــــانوا ولا كان الفــــــــــــــــــدى
عجباً، أيكذبُ أهلـَــــــــــه من كان رائـــــــــــده الأمينْ؟
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنونْ

إني لأعجب كيف بمكن أن يخون فتى بلادهْ

أيخونُ مـــــــــــــــــــــــــن كان الجهادُ له قلاده؟
 نادوك:ليلى في العــــــــــــراقِ مريضـــــــــــــــةٌ
فمن المداوي؟من يُـضَـمّـــدُ جُـــــرحَـــها المنسيّ
                  في لـــــــــيـــــــــــل الحــــــــــــزانى البــــــــــــــــائســــــــين
                                                      الضارعين إلى السماءْ؟
 ليــــــــــلى، فديتـــــــــــــك، لا تضــــــــنّــي باللقــــــــــاءْ
لو جــــــئـتِ في البــــــــلــــــــــدِ الغـــــــريبِ إليّ ما كمل اللقاءْ
الملتقى بكِ والعــــــــــــراقُ عــــــــــــــلى يديّ هــــــــــــــو اللقاء
 أجـــــهشتُ للتــــــــــــــــوباد حــــــــــين رأيتـــــــــــــه
وبكى..
               وكـــــــــــبـّــــــــر إذ رآني،
 فاستبدّ بي الحــــــنينْ
وبكـــــــــــــيتُ عهد الراحلينْ
الراحلين هـمُ فقـــــــــــــد قدروا
 على ألا نفـــــــــارقهم وألا نستكينْ
 العــــــــامـــــــريــّــــــةُ ليــــس تغفرُ ما جنت كـــــفّاك يا شرّ الجناة
يا من سرقت من الأجـــنّـــــة في البطونِ..
         صــــــــــــدى الحيـــــــــــــاة
وُئـــــــدَ الربيــــــعُ،وغاضــــــت الأرحامُ، واختنق النسيمُ
واعْـــشَــــــــوْشَبَ الألمُ الممـــــــضّ بصدر كل الأمهات،
                                    وأنّت الريح العقيمُ
 
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقطع الثاني:بغداد    كن أول من يقيّم
 

بغـــــــــــــــــداد

               نيـــــــــــرونُ أشـــــــــعلَ في أحشــــــائهـــا اللــــــــــــــــــــــهبــا
   كأنّهـــــــــــــــــــا لم تكـــــــــــــــــــــــــــن أمّـــــــــــــــــــاً لـه وأبـــا
   كأنهـــــــــــــــــــــــــــا لم تُكحـّــــــــــــلْ مــــــن محاسـنــهـــــــــــا
   جفنـــــــــــيـــــــــــــهِ أو من سنـــــــــاهــا الحــــــــــرّ ما شربا
   كأن أيّامــــها الخضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراء ما دفـــعـتْ
   عــن حوضـــــه الظمــأ القتّــــــــــــــــــــــــــــــــــالَ والسّغبـا
    كـأنّ دجـــــــــلةَ ما روّاه مـــن لبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنٍ
     فـــمــا اشـتــــــــكى من أذاه المرّ، أو نضبــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
     إرث الرشــــــــيـد على كفيـــــــــه ..جلّـلـــــــــــــــــــــــــــــه
     فــــــــــــــــوت الليـــــــــالي، فمــــا أغـــــضـــى ولا حـُـــجـبــــا
وكيـــف يُحْـــــــجـــب مجــــــــــدٌ كــــــــــانَ رائـــــــــــــــــــــده
إلى المكـــــــارم وحــــــــيٌ، جـــــــــــلّ من وهبـــــــــــــــــــــــــا
     كــــم مــــــــــــن دمٍ ســــربٍ دفعـــــــاً لمـــغتــــــــــــــــــصــــــبٍ
                قـــــد صـــار كأس رضـــــــا بالــــحـــــــق منسكبـــــــــــــــا
    فمــــــا لـــمـــــــــن يـــدّعــــــــــي صــــونــــــاً لأمّــــــــــــــتـــــــــه
    يمشــــــــــي على جـــثــــة الشعـــــب الذي غضـــــــــــــبـــــــا؟
جوعـــــــانُ يـــــــــأكل مـــن بستــــــــــــــــــانِ نــــــــــاصــــــــــره
وليــــــــس يسقيــــــــــه إلا الأيــــــــــــــن والتعـــــــــــــــــــبــــــــــا
            يـــــــا أمّـــــــتي، ولكــــــــم مجّـــــــــدتِ طـــــــــــــاغيـــــــــــــــــةً
           وكـــــــم رفعـــــــتِ لـــــهُ، من غفــــــــلةٍ، نُــــصُـــــــــــبــــــــــــــا
          وكم يُـــطــــــــــارَدُ حـــــــرّ دونمــــــــــــــــــــــــــــــــــــا حـــــــــــرجٍ
            كأنّمـــــــا تـــــــــــــــــــــــــــــــحذريـــــــن الســـــلّ والجـــــــــربـــــــا
           إلى مــــــــــــــتى يستطيــــــــل الليــــــــــــلُ؟ لا تهــــــــــــــــــني
إن طــــــال كـــــــــربٌ،أليس الصبــــــــــــــح مقتربــــــــــــــــا؟
لا تحــــــــزني يـــــــــا بـــــــــــــــــــــــــــلادي، كل طــــــــــــــاغية
على ثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراك يــــــــرى الإذلال والنصــــــــبـــا
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقطع الثالث:الأعظمية    كن أول من يقيّم
 
                             الأعــــــظــــمــــيـــــة
          مـــــــــن أين يأتي إليــــــــــــــــــــــكَ السعــــد والرشـــــــدُ
وللخيــــــــــانة مـــــــــن بحر الــهـــــــــوى مــــــــــــــــــــــددُ؟
أبا حنيــــــــــــــــــــــــــفةَ، أرضُ التيـــــــــــه مُشرعــــــــةٌ
فليس ينفع لا مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالٌ ولا ولـــــــدُ
تظـــــــــلّ قبّــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــك الخضــــراء نــــازفــةً
والأعظميـّـــــــــــــــة في أحشـــــــــــــــــــــــــــــــائها الكمـدُ
            هذي سيـــــــــــــــــــــوف بني العبّــــاس مغمــــــــــــــــدة
فــلــيس تغضــــــــــــــب لا (كـــــــــلـــب) ولا (أســــــد)
وتلك رايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتهـــــــــا أضحتْ منكّســةً
لا صافنـــــــــــــــــــــــــــــــات لهـــا، والكـــــــــــفّ ترتعـــدُ
أغفى الأعــاريب،صـــــــــــــــار النفط كـــــــأس هــــوى
على الشفـــاه،عُرى أثبـــــــــاجهـــــــــــــــــــــــــــــــا ميــــدُ
مــــــــــا بالُ قـــــــــومي وصــــــــــــوت الموتِ يُـلْـــــجمُـهُــمْ
لا يدفعــــون، أما للــــــــــــــــــنازحــــــــــــــــــــــــــــــين يــدُ؟
يــا حــــــــــــــــــاميَ الظّــعـــــــــن، فـــــــوق الرمـح متكئـا
مــــــــــــــــن للظعـــــــــــــــــائن والفرسان قد رقـــــــدوا؟
          فلســـــــــــــــــــت تبصر لا كفّــــــــــــــــــــــــــــــــــاً يلــوذ بها
سيــفٌ، ولا حربـــــةٌ يزهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو بها عضدُ
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقطعان:الرابع والخامس    كن أول من يقيّم
 

المربـــــــــــــــــــــــــــــــد

شعراء النقائض يزدحمون على العتبات
ويستبقون لتقبيل كف الزعيم
فهذا الكسيح
وهذا الجريح
وهذا الفــــرزدق يهجـــو جريرا
وهذا البـــــعيـــث
يراغم عبد المسيــــــــح
هيئوا عند باب الأمير حناجركم
فعلى قدر أصواتكم، أيها الأجراء، تكون الصلات

الكــــــــــــوفــــــــــة

 في الليل، والنجم الكئيب ملوّحٌ
من خلف شـــــــــرفته الحزينه
والسهد،والدم، والضغيــــــنه
تغتـــــــــــال أحلام السكيـــــنه
هجــــــــر الربــــــوعا
ترك السَّـكونَ وحضرموتَ وكندةَ العطشى
ووالدةً رعته، والسبيــــعا ..
 لبس الأماني البيضَ بُـــــرداً...
وانتضى سيف النبوءة،
كان يشحذه على حجر القصيـــده
والليـــل مركبه البهـــيّ،
يحــــــزّ من شغف وريده
ودمُ الحسين سراجــهُ الوهاجُ يسري
طيفُ خولــَة زاده الموعودُ في العُــصُـــر البعيده
لو لم تكوني بنتَ أكرمِ والدٍ..أماه،
كنتُ أنا رداءَك.. تاجَ مفـــــرقِـــك المعطــــــــــّر،
                              في ليالينـــا الشـــــــــــــريده
رحلَ ابن عمّـــــــــارٍ إلى أطماعه الصغرى
وبيداءُ السماوة ليلها قصفٌ،وإرعادٌ، فما ترك الغزاةُ؟
من بعدما قطعوا على الفجر الطريقَ،
وغوروا الآبار، واغتصبوا النجومَ،
فليلُ بغدادَ الحزينــــةِ مُــــدْيَـــةٌ لمعتْ وشاةُ..
كم من شبيبٍ راح يعبث في الحمى..
والروم من أمَـــمٍ ومن خلْـــــــفٍ،
وسيفُ المجدِ مغلـــولٌ بما صنع الــــرعاةُ
 يا صخرة الوادي إذا ما زوحمتْ
هل كنتَ سيفَ السيفِ ؟
             أم كان القصيدةَ ذلك السيف النزاري
ذلك المهر الذي وسم البراري؟
 يا قلب لا تحزنْ ،
ولا ترتبْ إذا خانتْ أسنّتك القناةُ
واصدع بوثبتك التي صدعت تلابيب السكون:
قد ينبتُ المرعى على دِمَـــــــنِ الثرى
ويسيل هذا الربـــــــــــع في ليل الخديعة بالدماء
قد تجأر الأرض البريئة بالجنون
لكنكم لن تشهدوا طفلا يمدّ يديه إذلالا
                               ولا امرأة تسارع في الولاء.
 لا يأسَ إلا مـــــــــــــــن ظـــــــــــلام اليــــــــأسِ:
متْ يا موتُ، وارحلْ يا رحيلْ
مــــــــن يأسنا مـــــــــــــن يأسنا الدمـــــــــويّ
                         نفتـــــــــح شـــــــرفة الحلم الجميلْ
ما بعد هذا الليل إلا الفجرُ يصدحُ في سمائكَ يا عراقْ
أولم أقل لكمُ وقد سالت شعابُ الحيّ بالدم:أيها المستضعفون
شدوا الوثاقْ
شدوا الوثاقْ
من طنجة العطشى إلى أرض العراقْ؟
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقطعان:السادس والسابع    كن أول من يقيّم
 
الـــــــــمــــــــــــوصل
 يطلّ علينا من الموصلِ
بهيا كـــــــــترنيمة البلبل
يجيء إلينا
نديا كتسبيحة الجدول
 تمرّ علينا سنابله الخضر
مثقلة بعبير الفرات
وأشواق دجلة.
عاشقة الليل كانت تغني لشمس الشتاء
وتنثر أحزانها في عيون المجرة:
لُــــــفّي جدائلكِ الشقرَ حول الفجاج الفساح
فلولاك سدّت علينا الحياة
رحاب الخيال
ولولاك ما وجدت سامعا غير برد الظلام.
فهل كان لون المدينة أحمر؟
هل كان نمرود يسعى ليلقي ناصحه في الجحيم؟
ضلالٌ..ضلالْ..
فنور الخليل يدمـّــــر نار الطواغيتِ.
ضاق الطواغيت بالشهداءِ
يجوسون بعد الرحيل خلال الديار:
(ألا مالنا ودم الشهداء؟)
 وكان خليلْ
كنسمة صبح جميلْ
يمر على أعين الجند، يحمل أشعاره ..ودفاتره المخمليةَ.
كنا صغارا هنا نتهجى شذا الكلمات
نتعلم من شفتيه
تراتيل مستقبل
خفي جلي
كوحي نبي
ومن أبجدية إيماننا المقبل
نؤثث أحلامنا وسرير المنى المخضل
خليل يصولُ
بأسراره الموصلية
ينفخ في صبوات الطفولة همة زيد وحلم أســامه
ويلــقّــــن أطفالَ بغدادَ كيف إلى النصر،
                         يسعى الندى..والصهيلُ
وكيف إذا وطئت ربوات الرصافة خيل الدجى
                                    وتدانى المغولُ
تصول المآذن من شغف، ويغني الهديلُ
خليل يقولُ
ويسرج خيل الجوى : إنها رحلة في المصير
شواطئها الخضرُ يوم القيامه
ومركبنا لــــوّنـــــته جداول حبّ مرصعة بالمنى واليقين
فماذا يضير حدائق شمسك هذا الدنس
إذا ضوأ الليل نور القبس؟
                    ع.  البيـــــــــــــــــاتي

أتذْكر قهوتـَـــــنا العربيّـــــةَ تحت خيام العشيرةِ؟

صمتٌ حزين يجلل جفنيك

لا كأس إلا التي عتّقت هذه البيد

يحي السماوي يشعل سيجارة الليــل
أو يتعهد غربتك البابليــة.
ينفضّ سامرُك اليومَ من قبل موعده
وتبيت وحيداً سوى من مريدَينِ،
مثل حمام الرصافة،
 أو قمر النجف المستجير بجرح الحسين
كأنك ما كنت وسط سماء القصيدة يوما
بهيا، بهيا، كنجمة شيراز،
يسألني صاحبي، واعتراه الوجوم:
وأين ستدفن غربتها السنبلـــه؟
كان يحي يرتل أشعاره
كالذي يتنبأ بالسفر المر
تحت رياح الردى المرسله
وأنا أتدبر صمتك،
 أقرأ فيه غبار القصائد.
لا تركنوا للدماء الغوية.
كان هنا شاعر يعبر القادسية.
ينسج من وبر الشعر لحن القتال
وقبل انبلاج الصباح
 تردى ثياب المنون
شفيق الكمالي
 كان يحي يؤثث منفاه من ألم الوجد،
                             لا ألم الفقد،
كم ذا يضيق العراق بأبنائه الطيبين
قال لي : يا صديقي حسن
سأغادر هذا الوطن
ليس ضنا بنفسي، ولكن به..بالعراق
 أتحمّل لسع الفراق
آه كم جار يا وطني أمراؤك،
قال حكيم المعرة: بل أجراؤك،
كم يتعذب فيك ومنك الأحبة يا وطني..ياعراق..
أيها الشاعر المستظل بحزنك عند ضريح الإمام
تعهد ظعائنك الحمر
يا من يسافر من غير زاد
إلى مدن العاشقين
بعدما نهبوا من حدائق بغداد أسرارها
واستباحوا المحاريب في نيسابور
لا تسر في طريق الظلام
لا تهيء أغاني الرثاء
لا تصافح يدا
 سفكت دم إخوانك الشعراء
أأعاد الزعيم الضياء إلى مقلتيك
أم ترى استلّ سيف العذاب، وأنت شريدٌ، عليك؟
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
المقاطع:الثامن والتاسع والعاشر    كن أول من يقيّم
 
صيحة الدم
 شبيب العقيليّ قاد الجيوش
ومن بعد بابك كان الإمام
فكيف ترجّي انتصار الضياء
وتطمع في أن يغور الظلام؟
وقد عبد العجل دهرا فلا
يغرنْك إن كان صلّى وصام
فتلك دماؤك في عارضيه
تصيح به: ويك، طفّ الأثام
فلا نصر إلا لعفر الجباه..
لا لملوك الخنا والطغام
 العنكبوت:
 أنت وحدك من يمتطي حلمه القدسيّ
وينثر ليلا بلابله البابلية كالدمع في نحر دجلة
أنت الذي في ركوعك تفضح شهوة قاتلك الهمجي
وقد جاء يسكب نقمته ضد ماضيه
يشحذ سكين حقد بوجه حضارتك الكلكميشية الوقع،
والعربية النبض،
 والنجم في خدره يتعجّب من صولة العنكبوت:
عجبا،كيف أقبل ينتزع النور من صبوات الصبايا
                     ويهدم بالحقد أحلى البيوت؟
يسقط القمر العاشق المستحمّ بنهر النبوة من شرفة الأنبياء
وألواحك البابلية أضحت تدوس محاسنها الخيل:
بغداد ترنيمة ليس تأكل من ثديها،
                        والصباح يطل على الملكوت
 الشهداء:
 أيها الراحلون:
لماذا رحلتم، وأعقبتم القلب حسره
لماذا رحلتم، وأشعلتمُ في ربى الجفن عَـبره
(وللقلب من ذكركم ألف عِــــبره)
أيها الشهداء:
لماذا  رحلتم إلى ما وراء المجـــرّه
خفافا..خفافا..كسرب القطا..
وبقيت أنا خلفكم كالغراب اليتيم أُصعّــد زفره
إذا أقبل اللـــيل، في إثر زفره
ألا ما أشدّ حنيني لضربة سيف
     وطعنـــة رمح، تبلّغني المشتهى:
                                   سدرة المنتهـــى
لأظفـــر يا أيّها الشهداء
كما قد ظفرتم بنظـــره
لقد قيّدتني الأماني،
ولم أدرك الدربَ.
يا ربّ أدرك عُـــبَيْدك هذا بلطف
فقد عذّبتـــه السنون العجـــاف
وقد أضمرته الليالي التي لم تبشّـر
                      لطول السّــرى بالقطـــاف
 
 
 
 
 
 
 
 
*صبري أبوحسين
11 - مارس - 2008
 1  2  3  4  5