البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور حسن الأمراني    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبري أبوحسين 
9 - مارس - 2008
 
 

د.حسن الأمراني

أستاذي الدكتور الحسن الأمراني: شاعر ملتزم وُلِد عام 1949م، بمدينة وجدة المغربية، وحصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي سنة 1972م، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1981م، ثم دكتوراه الدولة 1988م. من أهم إنجازاته الثقافية والإبداعية:
-رئاسة مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب، ويشارك بهمة ونشاط في أعمال رابطة الأدب الإسلامي العالمية .
-رئاسة تحرير مجلة "المشكاة". وهي مجلة أدبية مغربية تهتم بالأدب الإسلامي، وأراها أفضل تعريفًا بنظرية الأدب الإسلامي وأكثر فعالية وتأثيرًا من المجلة الصادرة عن الرابطة!!!!
-له العشرات من القصائد والمقالات والدراسات في كثير من الصحف والمجلات اليومية والشهرية والفصلية .
-أصدر في الانتفاضة الأولى ديوان"المجد للأطفال والحجارة".
-صدر له ديوان "شرق القدس ..غرب يافا" عن انتفاضة الأقصى.
-له عدد من الدواوين الشعرية الأخرى مثل "قلوب على بركان"كامليات"، وديوان "الحزن يزهر مرتين"، فاس، مطبعة النهضة، 1974م، وديوان"مزامير"، وجدة، السلسة الشعبية، 1975م، وديوان"البريد يصل غدًا"، ديوان مشترك مع محمد علي الرباوي و الطاهر دحاني، الدار البيضاء، مطبعة بوزيد، 1975م.وديوان"القصائد السبع"، وجدة، المطبعة المركزية، 1984م، وديوان"الزمان الجديد"، الرباط، دار الأمان، 1988م، وديوان"ثلاثة الغيب والشهادة"، وجدة، المطبعة المركزية.
وفي قادم التعاليق توثيق لأشعار شيخنا ورائدنا، بارك الله فيه، وجُعلت في ميزان حسناته، آمين
 
 
 1  2  3  4 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
(25)-(28)    كن أول من يقيّم
 
(25)
 
حين التقمتْ قلبي أنفاسُك ضاع الطيبُ
           بأرجاء الدنيا..
وانطلقت أسماكُ سَبُو سابحةً نحو المطلق
وتململ منطلقامن رقدته الأسد الحجريُّ الرابض في الميدان
وتَفَجَّرتِ الأنهارْ
 
حين التقمت قلبي أنفاسك في الأسحارْ
نَبَتَتْ في بيداءِ القلبِ الأشجار
(26)
 
وأفتّحُ شرفة أحزاني
مثل المجنون أظل أخط إليك خطابات لا أرسلها
وكتابات لا يقرؤها غيري
وقصائد ضوء أودعها أذن الفجر
وأراوِدُ فاكهة النسيان
لكنك تنتشرين كبقعة نور في الوجدان
تهدي إلى القلب إلى بستان الرحمن
(27)
 
اركضْ..اركضْ في البرّيّـه
واستنشق يا قلبي أنسام الحريّه..
 
اركضْ..اركضْ..
لا تُشفقْيا محزون على جسدٍ
كم أوردنا ماء الأحزانْ
كم شردنا..كم أضرم في دمنا النيرانْ
اركض يا قلبي،واستأنس بالوحش الكاسر..بالغربان
فالصاحب خان
وإذا ما فاتنة هتفت:"إني أهواك !"
فقل:كذب..زور..بهتان..
 
يا غابات التفّي..التفي..
بالله عليك، على قلبي الظمآن..
وخذيه بالأحضان
وهبيه، أيتها الغابات،هبـيه كأس السلوان.
-     هوّن يا حيرانُ عليك
فدونك مغتسل قدسيّ
فتطهر وادخل حرم البستان
(28)
 
إِنِّي رضيت  بأن  تكون  نصيبي
              من هذه الدنيـا، وباقـة طيـبي
من قبلك  يستفـزُّ  قصيـدتي
              فتضيء مثل الشمس بعد غروبِ؟
من كان يملك أن يبث  بأضلعي
              أسرار هذا  الكون دون  لغوبِ ؟
من كان   يحملني  إلى أنـواره
              فيرى الفؤاد بدائع المحجــوبِ؟
من كان يدخلـني إلى محرابـه
              فأنال منه مواهب المحبــوبِ؟
من كان يقدر أن تشفّ مدامعي
              فإذا دموعي كاشفات كروبي ؟
وإذا همَتْ منك المدامعُ  طاعة
              لله صار الأمر جدّ  عجيـب :
تجلو لديك  حقائقا ودقائقـا
              ورقائقا تحيي موات قلــوب
والحزن ينبت في بساتين الرؤى
              من كل غصن بالجمال  رطيب
ويُقيمُ حين يخِرّ كل ممــرد
              ملكوتَ عز  فائق الترتيــب
وإذا أنا كنت اكتسبت خطيئة
              يوما فلا تعرض ، فأنت حبيبي
 
 
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(29)-(31)    كن أول من يقيّم
 
(29)
 
ألقيتُ مصباحي على  الطرق
حتى سرت نجواك في الأفـق
 
ولباسك الورديّ مؤتلــق
نورًا، كوجه البدر في الغسق
 
فـإذا  شراييـني  كوالهـة
قد أشرفت يوماً على  الغرق
 
ناديتُ في صمت.أتسمعني؟
أترى ستنقذني من القلـق؟
  
حتى  إذا  وافيت  مرتعشـا
أشكو لها ما كان من حرقي
 
طلع العتاب كهالة عبـرت
فوق الشفاه ،ولهفة الحـدق
 
حتى إذا ما أبصـرت ألمـي
كالصّلّ ملتفا  على  عنقـي
 
ألقت على قلبي  مباهجهـا
وتلقفتني  بالرضـا العبـق.
  
(30)
 
وصالك نار
وهجرك نار
وما بين نارين أسّست جرحي
إذا غبت عني أثار الهوى
زوابع نفس تحاول ذبحي
وإن جئتني قيدتني التّقى
وقام العفاف يؤصل جرحِي
فمن لي بوعدٍ يُبشِّر ذاتي
من بعد ليلي الطويل بصبحِ؟

(31)
 
 
 يا حبيبي أنت وحدكْ
من تحمّلْتَ جنوني  
من لهذا القلب بعدكْ
يحتسي كأس الظنون
يا حبيبي صار طيفا
وجهُك الغالي الذي كان ربيعا ليس يخفى
وشموسًا ليس تطفا
فلماذا صار أخفى
أترى أخلفت وعدا
أم ترى ضيعت عهدا
  
صار قلبي مستغيثا:
لا تغيبي
لا تغيبي
عن حياض الروح يا شمس حبيبي
فظلام الليل و الشك الرهيب
صار سيفا
مصلتا يعلو كياني
ويبث السقم فيما هيأته صبواتي من دنان
يا حبيبي
لك ما شئت من الصفح الجميلْ
فأجرني من عذاب الشك والصمت الطويلْ
يا حبيبي
أنت أوقدت بأعماقي ثريا المستحيلْ
أنت في الخمسين من عمري تناهيت
فأججت لهيب الشوق في
صدري وأطلعت بساتين النخيلْ
فإذا الأيام روض
وإذا الأيك هديل
فلماذا أيها الغائب،
أوصدت بوجهي بابة الصبر جهارا
فإذا الأرض يبابٌ
وإذا الحلم قتيلْ
 
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(32)-(33)    كن أول من يقيّم
 
(32)
 
 يا هاجري ، والشوق مؤتلق
والقلب  محتـرق  لمرآكـا
 
أتراك قد أخلفت  موعدنا؟
من ذا الذي بالله  أغراكا ؟
 
أَقَطعتَ من أسباب  ألفتنـا؟
أم قد جعلت الدّلَّ مثواكـا؟
 
أم قد نسيت،وكنت ذا  شُغُلٍ
فمن الذي يا إلف أنساكـا؟
 
إني قضيـتُ الليـل في أرقٍ
والقلـب منشغلٌ  بلقياكـا
 
والليل حاكَ ليَ الظنونَ هوىً
والنفـسُ مُثقلةٌ بما حاكـا
 
تفديك روحي يا سَلِيلَ تُقًى
لو أن شيئا كان فدّاكــا
 
أنت الذي  سيّرتَ  مرْكبتي
في بحر  أنوارٍ  بنجواكــا
 
وملأت دربي سوسنًا و شذًا
من بعد ما قد كان  أشواكا
 
وجعلتَ لي  نوراً أعيشُ  به
في الناس إنفاقاً  وإمساكـا
 
فبلغتُ من نور اليقين ومـا
جاورت عُبّـادا ونُسّاكـا
 
وقبَسْتُ من عين اليقين هدى
ما كنتُ أقبس منه لولاكا ..
 
و اللهُ يعلـم أنّني كلـفٌ
بالنور مذ عانقتُ  مسراكا
 
فلمن إذن، مولاي، تتركني
والنّفسُ مُجراها بمُجراكـا؟
 
 
(33)
 
 
تَغَرَّبْتُ عشرين عامـًا
وهاأنذا بعد طول انتظارْ
أعود إليك
وحبّك في القلب نافورةٌ من حنينْ
لقد مَنَحَتْنا الليالي الثقيلةُ أسرارها
زوّدَتْني بأَقْسَى الثمار
وأشهى الثمار
لأني أحبُّكِ يا قندهار
نحرتُ جوادي
لضيفك،هذا المهاجر من أرض بلقيسَ

هذا المجلَّلِ بالنور و الصَبَواتِ المنيفةِ
هذا الذي راودته الجبالُ
فلم ينكسر عزمه،أو يلنْ للنظار
وخلَّفَ من أجل عينيكِ
           تيجان كِسرى
وجاءك يسعى
إلى أن أتى باب أطفالك المتعبين
فألقى عصاه
ورتّل ما قد تيسّر من سورة "الأنبياء"
لأني أحبّك يا قندهارْ
أويتُ إلى ظلّكِ المتؤلقِ
           من نظرات الصغارْ
 
 
وفوقهمو سُحُبُ القَصْفِ منذرة بالدمار
ولكنهم علموا أنّ سُهدَ الليالي
           وحُزْنَ  الليالي
           وجوعَ الليالي
يبشّر أعداءهُمْ بالرّدَى
ويبشِّرُهُمْ بانتصار
 
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(34)-(35)    كن أول من يقيّم
 
(34)
 
قالـت وقد جئتها و الشوق ينهمل
مـن مقلتيَّ وقلـبي خائـف وجل
 
وراحتايَ نـداء غيـر منقطــع
كأنـني راهــب لله  يبتهــل
 
أما تـرى الناس آذانـا وألسنـةً
تكـاد أعينهـم بالكيد تشتعـل
 
ألست تحفظ عرضاً أنت حارسه ؟
أشفق علي قليلا أيهـا  الرجـلُ
 
 لا تعذليـه فإن العـذل يولعـه
قد قلت حقا ولكن ما له حيـل
 
رحماك، ليـس بملكي أنني كلف
بالطهر في  زمن بالرجس يغتسل
 
رزقت حبك، لاأدري أواخـره
ولست أدري أأفنى قبل أم أصل؟
  
(35)
 
بي أنـا ازددتِ جمـالا   وبي  ازددت كمـالا
وسرى طيبك في الكون   جنوبـا  و شمــالا
وتمَوَّجتِ مع الفجــر   عبـيراً و  ظــلالا
و تهاديـتِ انتشــاءً   و تهـاويتِ   اشتعالا
وتماديـت،وإن لــم    تركبي  الكبر، اختيالا
وتساميت و قد فـاض   محيّــاكِ   جـلالا
وتناهيـت إلــى أن    صرت  للحسن مثالا
نطق  الحسنُ فأضحـى   ينفث  السحر الحلالا
لم يكن حسنـك  زورًا    لا و لا كان  انتحالا
إن  للتقــوى  بهـاءً   كاد يصطاد المحـالا
هيه  يا  هَدْي  مُحِـبّ   كان يجتـرُّ الضلالا
 
صرتِ أبهى،صرتِ أحلى، صـرت سـرًّا يتعالى   
وتجلّيــتِ ربيعـــا   قدسيّـا  لن  يطـالا
ضلّ من قـال: غــزالٌ أنت  أحرجت  الغزالا
عجبـاً ، كيـف يصيـر الطين  بالحبّ  هلالا!
ويصيـر المـاء  نجمــاً    يهب الخصب  الرمالا
ياانبثاق الشعر في الـروح    و يا  نبعــا  زلالا
حبُّك المجنون في  القلـبِ     غـدا  داء  عضـالا    
إننـي  أحمـل  آلامـي علـى  ظهري  ثقالا
لا تزيـدي  من   شجوني     واتقـي الله  تعالـى
كم يطيب العيش يا عمري،     اختطـافاً و اهتبـالا    
غير أن العمـر يــذوي والشذا يغـدو زوالا
ويضيـق  العمـر إن  لم نبغه  رزقًا حـلالا!
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
36    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
(36)
 
سَـلّ  الهمـامُ السيـفَ ثم  تقدّمـا
ورأى  خيـال  غزالـةٍ  فتجمجمـا
 
هي(شَنْدَرْكَنْتا)،الحسنُ بعضُ سلاحها
وبهاؤهـا  بدهائهــا مستحكمـا
 
نطقَ البهـاءُ الفـذّ، فهـو مبيّـنٌ،
لمـا رأت أنّ الدهــاء استعجمـا
 
قالـت،وقـد رأت الْهُمـامَ مُصَمّما
يهـوي على تلـك الحجارة والدُّمى:
 
 
 
مهلاً جلالَ الدين،يا شـاه الورى
المجد ؟ ليس المجد في سفك  الدِّمـا
 
هذا سبيلُ المجـد فاضت  كأسُـه
بالحبّ، فاشربْ أفتديك بما.. وما..
 
(كارما) (جنانا) (باكتي) هي هذه
سبل المعالي إن  تكـن  مستعلمـا
 
فالحب زاد العارفـين ونورهــم
والحبّ أَعْذَبُ ما شربت على الظما
 
مهلا جلال الدين! دونك أضلعـي
فاجعل سريرَك  أضلعـي وتنعّمـا
 
واجعل،إذا ظمئتْ شفاهُك لحظةً
شفتيّ كأسك،لا تكـن متأثـما
 
(سيتا) الجمالِ أنا إذا  استصحبتني
وأنا أنا (جيتا) التي  لـن تهرمـا
 
فدمُ الشباب على ضفافي  مشرقٌ
أبـدا، ألا فلتتّخذ لك سُلّمــا
 
نم يا حبيبي، نم على صـدري إذا
طال السُّرى ، واجعل عيوني أنجما
 
لك أنت وحدك من كنوز حديقتي
ما تشتهي،فاجعل كنوزي مغنمـا
 
وأرحْ جيـادك ، إنني في أضلعـي
هيّأتُ عرشك،والفؤاد لك الحمى...
 
وغفا الهمـامُ على شجيّ حديثِهـا
وغـدا،وقد نطق الجمـال،متيمـا
 
لم يسـأل الأيّـامَ  عن غزواتــه
لم يسـأل الإسـلام عمّـا قدّمـا
 
لم يسـأل الأحـلام عن صبواتـه
تبني وتـهدم إن بـنى أو هـدّمـا
 
لكنهـا  الأوهـام تهـدم ما بـنى
وتُقيّـد الصـبّ الغريـر المغرمـا
 
يا فـارس التاريخ إنّ  الحبّ في
ظل العفـاف مقدّسٌ فتعلّمـا..
 
مشت  الغزالةُ حول عرش فؤاده
تبغيه ،من دون الخلائق، مغنمـا
 
حتى إذا طاف الهمامُ  تباعـدت
وأبت شفاه الحسن أن  تتكلّمـا
 
أين الغمامـةُ ؟ مزّقت  أستارها
سكـت الهزار فلم  يعد  مترنّما
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(37)    كن أول من يقيّم
 
(37)
خيّرتني، مـاذا إذن أختـار
             إني برغم تجاربي أحتــار
خيّرتني  بين المناصل و المدى
             أيكون بين القاضيين خيار؟
إنّي اصطفيتك فامنحيني فرصة
             كي تسجد الأفلاك والأقمار
يا واحة الأشواق،بستان الهوى
             يدعو،وتولد عنده الأنـوار
والكأس؟لا تأثيم حين تـدار
             عن سرّها تتكشف الأسرار
فإلى متى تتشبث الدنيا بنـا
             ومتاعها، يا واحتي، منهار؟
و السانحات لذيذهـن  منغّـص
             والسابحات طوالهنّ قصــار
طُوِيَتْ من العمر الجميل صحائفٌ
             فإلى  متى  الإقبـال والإدبار؟
وإلامَ  نخشى الناس، تمنع خطونا
             عن شرعةٍ  أوحى بها القهار؟
تعبت ركائبنا وتلك أمورنــا
             شتى،وهدّت خيلنا  الأسفـار
وأنا الذي أحرقت كل مراكبي
             لما أتيتك ، وانتهـى الإبحـار
أترى انتهى؟كلا ، فتلك بداية
             وغدٌ قدُ اسْدِلَ دونه الأستـار
إني أتيتك  عاريًا ، لا إرث لي
             إلا اشتعال القلب والأشعـارُ
فتقبليني إنني الملـك الـذي
             ينفضّ عنه  الجند  والأنصـار
وتلقفته في الحياة مفــاوز
             ورمى دعائم ملكه الإعصـار
فأوى إليك مشرّدا مسترشدا
             لا زاد إلا  الريح  والأمطـار
أنت الدليل إلى ظلال  مدينة
             تهفو القلوب  لهنّ والأبصـار
فإذا تبدّت في الظلام ركابهم
             وسرت عيون القوم وهي كثار
فاستعصمي بالله يا صدّيقتي
             أنت الحمام لنا،وأنـت الغـار
نسعى إلى اللقيا،فإن عزّتْ مُنًى
             فأمورنا  تجري بهـا  الأقـدار.
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(38)-(39)    كن أول من يقيّم
 
(38)
 
وداعاً فهذا أوانُ الرحيل
وماذا ترى بعد شمس الأصيل؟
وداعًا فهذا زمانُكِ أنتِ،وليس زماني
وهذا أوان اشتعالِ فواكهكِ الذّهَبِيّةِ!
لولاكِ ما جئتُ بالسّيفِ والأقحوانِ
ولا دخلتْ كلماتِي مملكةَ الشمسِ في مهرجانِ
وداعًا،وإن كنتِ ما زلتِ تحتفلين معي بالنشور
وما زال صوْتُكِ يَسْكُنُ صوتي.
ويفرش خطويَ بالياسمين
وداعًا فهذا أوانُ انطفاءِ السراج الذي تحت أضوائِهِ
كشفتْ صبَواتِي كنوزَكِ للناسِ..
سوف يُهِيل الأنامُ عليّ الترابْ
وتبتعِدُ الخطواتُ قليلاً قليلاً
ويتركني الأهلُ والأصدقاءُ
فلا تتركيني وحيدًا مع الوحشةِ الظالمه
هبيني قليلاً من الدمع:إن كنت واهبةً،يا ملاذي،
                وإضمامةً من دعاء.
دعيني ألامسْ شواطئكِ الخضرَ قبل الفراق قليلاً
لأرفع فوق قبابكِ آية عشقٍ
وقافيةً لن تحولاَ 

(39)
تعود من رحلتها البعيــده
لتشعل القصيـده
ترحل من منفى إلى منفى
ومن حزن إلى أحلامها العتيده
تغطّني الذكرى:
أما كنت إذا داهمك الحزنُ إلى غاباتها تأوي؟
 فهل لحزنها بصدرك الواسع مأوى؟
صوّح الورد،وصار الأبلق الفرد حطاما،
وانطوت ذبالة المصباح،
هل ننتظر الصباحَ يا عصفورتي الشريده؟
  
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
(40)    كن أول من يقيّم
 
(40)
  
لا غالبَ إلا اللهْ!
لا غالب إلا اللهْ!
تاه القائدُ..
ماذا يبقى إن كان القائد تاهْ؟
 
لا غالبَ إلا اللهْ!
لا غالبَ إلا اللهْ!
من علّمنا الأسماءَ،وعلّمنا الأشياءْ
خرج العشّاقُ وما حملوا
في رحلتهمْ زادًا إلا أنداء الشوق إلى الجنّهْ
ركبوا سُفُنَ الحمدِ،انطلقوا..
قطعوا بحرًا..
نزلوا جبلا
قالوا: لا غالبَ إلا اللهْ،
بلغ العمرُ أشدّه
وانكسرتْ رايات الفتنة والردّه
لا غالبَ إلا اللهُ، له المنّه
من أذهبَ عنّا الحزن القتّال،
وأورثنا هذا البستانْ
نتبوّأ منه حيث نشاء.
 
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
ذيل الديوان    كن أول من يقيّم
 
صدر للشاعـر:
 - الحزن يزهر مرتين، فاس 1974م.
- مزامير: وجدة 1975م.
-    البريد يصل غدًا (مشترك):الدار البيضاء1975 م.
-    القصائد السبع(طبعتان):وجدة 1984م.
-    مملكة الرماد:وجدة 1988م.
-    الزمان الجديد:الرباط 1988م.
-    ثلاثية الغيب والشهادة:وجدة1989م.
-    كاملية"الإسراء" الطبعة الأولى،وجدة،1992م.
                     الطبعة الثانية، الرياض،1993م.
- جسر على نهر درينا (ملحمة الإسلام في البوسنة والهرسك):البيضاء 1992م.
- يا طائر الحرمين(ضمن ديوان المغرب الشرقي) : منشورات كلية الآداب-وجدة،1995م.
-    سآتيك بالسيف والأقحوان:بيروت،1996م.
-    المجد للأطفال والحجارة:الدار البيضاء،1996م.
-    سيدة الأوراس:وجدة،1996م.
-    أشجان النيل الأزرق:الدار البيضاء1999م .
-    القس واليمامة: الدار البيضاء.2000م.
-                     شرق القدس..غرب يافا:الدار البيضاء2002م
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
شهادة نقدية    كن أول من يقيّم
 
عرفت أستاذي الحسن الأمراني شاعرًا إسلاميًّا بارزًا، وعلمًا مؤثرًا من جِلَّة نقاد الأدب الإسلامي، منذ كنت طالبًا جامعيًّا بالأزهر، حفظه الله.
 أنظر إليه يلقي قصيدة، بشغف وتمتع وانبهار، ثم أستمع إليه محاضرًا ومعلقًا ومداخلاً ومقدمًا، فأراه شخصية واحدة: هدوء، صمت، بسمة، إفادة ، إمتاع، إقبال على الآخرين مهما كان عمرهم الإبداعي أو الزمني...
 حينئذ كانت بيني وبينه مسافات الزمن والمقام والمكانة، يقتنص لقاءه الآخرون، ويفوز برؤياه الكثيرون إلا شخصي الضعيف، فتمنيت أن أرزق عشرته في يوم من الأيام، صار نجمي المفضل، صار قدوتي بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوتي شاعرًا وناقدًا، وإنسانًا...
 ثم كتب الله لي الخير؛ فقد علمت من شيخي الأستاذ الدكتور عبدالقدوس أبي صالح في مطار القاهرة، وأنا أحادثه في حال الأدب الإسلامي وفي جهود رابطته العالمية- علمتُ أن شيخي الحسن صار من أعضاء هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، فحمدتُ الله كثيرًا...
 ها هو ذا نجمي المفضل وقدوتي سأراه وأحادثه وأتعرف عليه من قريب، ما أعظم نعمَك يا ربي عليَّ!!!
 فعلاً التقيته فوجدته كما هو:هدوء، صمت، بسمة، إقبال على الآخرين، تفتح وانطلاق وحرص على التجديد، ورفض للمحافظة السلبية، فحرصت على معاشرته، وكان من ثمار معاشرتي له أن رزقت بشرف الإشراف على نشر إبداعه الشعري في موقع الوراق.جزاه الله خيرًا وبورك فيه وأنعم الله عليه بموفور الصحة والعافية هو وأهله وكل المخلصين.
د/صبري أبوحسين
 
*صبري أبوحسين
10 - مارس - 2008
 1  2  3  4