البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : مدارس النثر العباسي    كن أول من يقيّم
 صبري أبوحسين 
5 - فبراير - 2008
يعد عهد الخلافة العباسية[132- 656 هـ ] العصر الذهبي للإبداع العربي؛ إذ بلغ ذروة التطور والازدهار، ولاسيما في العلوم والآداب .. وذلك لأسباب، منها:
_  الانفتاح الثقافي على ميراث الأمم [اليوناني والفارسي والهندي] عن طريق الترجمة والاندماج مع الآخرين؛ ومن ثَمَّ حرص العلماء والكتاب على الاطلاع على بلاغة الأمم الأخرى.     
_  تأثير علم الكلام وتطور مذاهبه وأفكاره؛ فقد عرف العصر حركات ثقافية مهمة وتيارات فكرية متنوعة بفضل الجدال الديني المحتدم في العصر الأموي، و التداخل العجيب بين الأمم ...
_      كون الدواوين مدارس بيانية يتنافس فيها الكتاب من حيث شكل النثر ومضمونه.
_  كانت العربية قد أصبحت اللغة الرسمية في البلدان الخاضعة لسيطرة المسلمين، وكانت لغة العلم والأدب والفلسفة والدين لدى جميع الشعوب. وقد كتب النتاج بمجمله في اللغة العربية مع أن قسماً كبيراً من أصحابه ليسوا من العرب !!
_  انتشرت المعارف في العصر العباسي ، وكثر الاقبال على البحث والتدوين، وأنشئت المكتبات وراجت أسواق الكتب وقد وضعت المؤلفات في مختلف فروع المعرفة، في التاريخ والجغرافيا، والفلك والرياضيات، والطب والكيمياء والصيدلة، والصرف والنحو، واللغة والنقد، والشعر، والقصص والدين، والفللسفة والسياسة، والأخلاق والاجتماع وغير ذلك .. ويكفي أن نقرأ كتاب الفهرست لابن النديم لنعرف إلى أي مدى كانت حركة التأليف مزدهرة .. وأقبل الأدباء على الثقافات الجديدة يكتسبون منها معطيات عقلية، وقدرة على التعليل والاستنباط وتوليد المعاني، والمقارنة والاستنتاج .. فالأدب العباسي جاء أغنى مما سبقه.
_      تشجيع الخلفاء والأمراء والولاة، وإقبال العرب على الثقافات المتنوعة.
وهذا كله كان له -بلا جدالٍ -أبعد الأثر في جعل الزمن العباسي عصرًا ذهبيًّا في الحياة الفكرية، والأدبية. " 
حقًّا تركت الثقافات الدخيلة أثراً عميقاً في علوم العرب وفلسفتهم، ولكن آداب الأعاجم لم يكن لها مثل هذا الأثر فالعرب لم ينقلوا إلا جزءاً ضئيلاً من الآداب الأعجمية، لأنهم لم يشعروا بحاجتهم إليها ولم يكن أدباء العرب وشهراؤهم يتقنون لغات غربية، فظل أدبهم في مجمله صافياً بعيداً عن التيارات الأجنبية.
وقد غلب الطابع العربي على الأعاجم الذين نظموا وكتبوا بالعربية، فتأثروا بالاتجاهات الأدبية العربية وانحصر تجديدهم ضمن القوالب التقليدية فالعصر العباسي حمل الأدب كثيراً من التجديد، ولكن ضمن الأطر التقليدية.
ومن ثم كثرأعلام النثر عصرئذٍ، و تعددت مدارسه وتباينت أساليبه، ويمكننا إجمال ذلك في التصنيف الآتي:
مدرسة الطبع:
تلك التي يعتمد أصحابها على الموهبة في الإبداع، ويكون أسلوبهم سهلاً ممتنعًا، ولا يظهر فيه الهفوات اللغوية أو النحوية أو البلاغية التي نراها عند فاقدي الموهبة!!!
ورائد هذه المدرسة في نظري هو ابن المقفع، ومعه سهل بن هارون.
مدرسة الصنعة:
تلك التي يعتمد أصحابها على الموهبة في الإبداع ثم يحوك وينقح ويحكك إبداعه بثقافات عدة بعضها ذاتي عن طريق قراءاته ومحفوظاته أو غيري عن طريق عرض غبداعه على الفحول من أهل الثقافة العربية الأصيلة. وكذلك لا يظهر في إبداع أصحاب هذه الدرسة  الهفوات اللغوية أو النحوية أو البلاغية التي نراها عند فاقدي الموهبة، أو الثقافة، أو هما معًا!!!
ورائد هذه المدرسة في نظري هو الجاحظ وأبوحيان التوحيدي.
والمدرستان متساويتان متوازيتان، لا يمكن تفضيل واحدة على الأخرى؛ لأن الحكم بينهما هو الذوق، والأذواق -كما نعلم- مختلفة.
مدرسة النصنع:
تلك التي يغلب على أصحابها الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، ويكون مبدعها فاقدًا للموهبة والثقافة، أو معتمدًا على الثقافة وحدها؛ ويكون الدافع على الإبداع عنده ضعيفًا، غير بارز في شخصيته أو ثنايا نصه؛ ومن ثَمَّ يظهر في إبداع أصحاب هذه الدرسة  الهفوات اللغوية أو النحوية أو البلاغية بسبب فقدان الموهبة، أو الثقافة، أو هما معًا!!! 
والتصنُّع قد يكون إيجابيًّا إذا خلا الإبداع من تلك الهفوات، لكنه يندرج في الأدب الوسَط. ورائد هذه المذهب ابن العميد وأبوالعلاء المعري والهمذاني والحريري والقاضي الفاضل، والعماد الأصفهاني...
وقد يكون سلبيًّا ذاخرًا بهذه الهفوات والأغاليط، وبالتالي يندرج في الأدب المنحدر الهاوي الهابط. ومن هؤلاء ابن إياس في تاريخه، ونُثَّار القرن الأخير من العصر العثماني.
 وفي قادم التعاليق مزيد تحليل لفنون النثر العباسي من خلال جهد طالباتي بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي.
د/صبري أبوحسين
 
 
 1  2 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
" ابن المقفع في مرآة طه حسين "    كن أول من يقيّم
 
" ابن المقفع في مرآة طه حسين "
زهرة خرجت من ينبوع فارس ، ونزلت بأرض البصرة فنشأت فيها ثم أخذت تساقط علينا براعمها ، ولكن يد القساة حطموها في تنور ، فأحرقوها.....
وتتوالى الأعوام والسنون بعد ذلك ، والذكرى خالدة ،والكتب مخلدة ...ويبقى
 شذاها عالقا في كتب العلماء ، والأدباء من هنا تناولتها يد الزمان ، فقدم 
عليها النقاد من كل حدب،وأوب ......
ولا يسعنا المقام إلا أن نعرض ما أفصح به طه حسين عن ابن المقفع في كتابه
" من حديث الشعر والنثر" .... ويتضح لنا من خلال الاطلاع عليه بأنه لم يكن
راضيا عن ابن المقفع وأدبه بل اتهمه بالعديد من التهم منها:
أولا:
أطعن في إسلام ابن المقفع ،واتهمه بأنه لم يكن خالصا لله تعالى ،وقد برر قوله بأن ابن المقفع كتب كتبا كثيرة في الزندقة ...
 
الرد على هذه التهمة :
لا يمكننا التصريح بزندقة ابن المقفع بأية حال من الأحوال ؛لأنه قد أسلم وأعلن إسلامه في حفل عظيم وقد ثبت في الحديث "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".
بالإضافة إلى أن ابن المقفع ناقل لكتب الإلحاد وناقل الكفر ليس بكافر.
 
ثانيا:
اتهمه بأنه يكلف نفسه مشقة واللغة مشقة أخرى في تناوله للمعاني الضيقة
التي تحتاج إلى الدقة في التعبير .
 
 
الرد على هذه التهمة :
نلاحظ بأن كلام طه حسين جاء متناقضا بحيث ذكر في بداية حديثه بأن لابن
المقفع عبارات من أجود ما تقرأ في العربية ثم يتهمه بأنه يتكلف في لغته ...
بالإضافة إلى أن طه حسين ما قال ذلك إلا لأنه متأثرا بما قاله الجاحظ ولم يأخذ
بعين الاعتبار أن الجاحظ قصد من القصور في ترجمته لمنطق أرسطو، ولا
ضرر لابن المقفع في ذلك ؛لأن القصور ناتج عن صعوبة أداء هذه المعاني لأول مرة في العربية فلولا ابن المقفع لما عرف الغرب شيئا عن أخبار أرسطو.
 
ثالثا:
قال بأن ابن المقفع مستشرق كغيره من المستشرقين....
 
الرد على هذه التهمة :
تجاوز طه حسين حدوده في اتهاماته لابن المقفع حتى عده من المستشرقين...
يا للعجب!!!.. كيف لنا بأن نقول عنه ذلك ، وهو يختلف عنهم في العديد من
النقاط منها:
1.نشأ ابن المقفع في بيئة عربية ، والمستشرقون لا ينشأون فيها...
 
2.نقل لنا ابن المقفع الكثير من الآداب الفارسية إلى العربية ، والمستشرقون  
 لا ينقلون آثار قومهم إلينا .
 
3.عين ابن المقفع في ديوان الإنشاء، والمعروف بأنه لا يعين فيه إلا من كان
في اللغة العربية متمكنا ، وهذه شهادة يفخر بها كل عربي .
 
وبعد عرضنا لهذه التهم والرد عليها نقول:
ماهي إلا اشتباكات تشتبك بين الدارسين ، والأدباء ، ولكن لا يحق لنا بأن نتجاوز الحدود ونتهم أحدا بعدم الإخلاص في إسلامه؛لأننا لا نعلم خفايا القلوب.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
 
 
 
                              بقلم العبدة الفقيرة إلى الله:
                                          عائشة بنت علي بن حمد البراشدي 
  
*صبري أبوحسين
26 - مارس - 2008
أقصوصة الصياد والصدفة: عرض وتحليل    كن أول من يقيّم
 
                               إشراف الدكتور: صبـري فـوزي أبو حسين.
                               إعــداد الطـالبـة: حليمة بنت محمد البلوشي.(45)
                               السنـة والشعبـة: الثالثة / السادسة.
                               اســم المقــــرر:  النثـر العباسـي.
                                               السنـة الجامعيـة:
                              (1428هـ ـ 1429هـ) (2007م ـ 2008م).
المقـدمـة
علم العليم وعقل العاقل اختلفا                   من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفـا
فالعلم قال أنـا أحرزت غايتـه                   والعقـل قال أنـا الرحمـن بي عرفـا
  فأفصح العلم إفصاحا وقال له                   بـأينـــا اللـــه مــن فرقـانــه اتصفـا
  فبـان للعـقـل أن العلــم سيــده                    فقبل العقـل رأس العلـم وانصرفـا
 فما أعظم العلم؟ وما أعظم نعمة العقل؟
إن طالب العلم كالغائص في البحر، لا يصل إلى الجواهر الكريمة إلا بالمخاطرة العظيمة.
ومن خلال تصفحي لكتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع وجدته كتاب هادف، فهو ليس مجرد سرد لقصص وحكايات تشتمل على خرافات الحيوان بل هو كتاب يتضمن في جوهره حكما تتوخى الإصلاح الاجتماعي والتوجيه السياسي والنصح الخلقي. وهذه الحكم هي بمثابة الجواهر الكريمة التي ينشدها طالب العلم.
 وقد تفرد ابن المقفع في كتابه هذا بالعناية بالمعنى وانتقاء الألفاظ البعيدة عن الابتذال وعن الإغراق في الصنعة اللفظية، بالإضافة إلى ترتيب المعاني وتنويع العبارات بإيجاز بديع.
 وقد انتقيت من هذا الكتاب أقصوصة (الصياد والصدفة )من باب غرض الكاتب في هذا الكتاب، فقد لفت نظري ما فيها من حكمة وعبرة، وفي نفس الوقت التمست فيها خلقا يجب أن نتحاشاه و نبتعد عنه لأنه خلق منبوذ.
فالقصة تحكي عن إنسان طماع بلغ به الطمع إلى ترك ما بيده من قوت يومه، فأغراه ما رآه في البحر من صدفة سنية تشع حسنا وتبرق لمعانا ، فكانت عاقبته أن حرم من هذه الصدفة الثمينة ، وهكذا دائما فإن نهاية كل إنسان طماع الذل والهوان.
يقول ابن المقري:
  لا تخـدعـــن بأطـمـاع تزخـرفهـا            لـك المنـى بحديـث الميـن والخـدع
     فلو كشفت عن الموتى بأجمعهـم             وجدت هلكهم في الحرص والطمع
 نص أقصوصة (الصياد والصدفة) من باب غرض الكتاب(كليلة ودمنة) لعبد الله بن المقفع معرب هذا الكتاب:
 وكذلك يجب على قارئ هذا الكتاب أن يديم النظر فيه من غير ضجر، ويلتمس جواهر معانيه ، ولا أن نتيجته الإخبار عن حيلة بهيمتين أو محاورة سبع لثور فينصرف بذلك عن الغرض المقصود، ويكون مثله كالصياد الذي كان في بعض الخلجان يصيد فيه السمك فرأى ذات يوم في الماء صدفة تتلألأ حسنا فتوهمها جوهرا له قيمة ، وكان قد ألقى شبكته في البحر فاشتملت على سمكة كانت قوت يومه فخلاها وقذف بنفسه في الماء ليأخذ الصدفة ، فلما أخرجها وجدها فارغة لا شئ فيها مما ظن ، فندم على ترك ما في يده للطمع وتأسف على ما فاته ، فلما كان اليوم الثاني تنحى عن ذلك المكان وألقى شبكته فأصاب حوتا صغيرا ورأى أيضا صدفة سنية فلم يلتفت لها وساء ظنه بها فتركها، فاجتاز بها بعض الصيادين فأخذها فوجد فيها درة تساوي أموالا.
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): كتاب كليلة ودمنة.
 (2): كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع. ط: 1426هـ _ 2006مـ .مط: دار الكتاب العربي_ بيروت. ص: 47_ 48 .
 
 
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
ألعنوان والأحداث    كن أول من يقيّم
 
تحليــــــــــل الأقصـوصـــــة:
 
1)     - تفكيك العنوان:
 
جاء العنوان ساذجا، كما أنه جاء مجرد تعديد للأبطال ، وليس مثيرا ولا مشوقا ؛ لأن ما جرت عليه
العادة أن يكون العنوان ملفتا جذابا ومشوقا مفصحا عن الموضوع ، ودالا عليه وعلى مضمونه من
الوهلة الأولى ، ولكن يمكنني أن أضع عنوانا آخر لهذه الأقصوصة :
 1ـ من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه.
2ـ قوله تعالى :"كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم" (البقرة/167).
 
    2) – الأحــــــــداث:
 
_ الحدث الأول: ( ليس كل ما يلمع ذهبا)
 
   (ويكون مثله مثل الصياد الذي كان في بعض الخلجان يصيد فيه السمك، فرأى ذات يوم في الماء
 
   صدفة تتلألأ حسنا فتوهمها جوهرا له قيمة ، وكان قد ألقى شبكته في البحر فاشتملت على سمكة
 
   كانت قوت يومه فخلاها...) .
 
_ الحدث الثاني:
 
 1_ ما كل ما يتمناه المرء يدركه     تجري الرياح بما لا يشتهي السفن
       
2_ الطمع ينقلب على من يستسلم إليه.
 
3_ كل طماع ذليل.
 
4_ من طمع في الفوز بكل شئ خسر كل شئ.
 
 
            (... وقذف نفسه في الماء ليأخذ الصدفة ، فلما أخرجها وجدها فارغة لا شئ فيها مما ظن، فندم على
 
             ترك ما في يده للطمع وتأسف على ما فاته ،...)
 
           
             _ الحدث الثالث:
 
              1_ من أيس من الشئ استغنى عنه.
 
               2_ شر العواقب يأس قبله أمل       وأعضل الداء نكس بعد إبلال
 
        (... فلما كان اليوم الثاني تنحى عن ذلك المكان وألقى شبكته فأصاب حوتا صغيرا ورأى أيضا صدفة
 
          سنية فلم يلتفت إليها وساء ظنه بها فتركها ، فاجتاز بها بعض الصيادين فأخذها فوجد فيها درة تساوي
 
          أموالا).
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
الشخوص والمكان والزمان    كن أول من يقيّم
 
 3)- الشخصيـــــــــات:
 
                  الرئيسية: الصياد والصدفة.
                 
                  الثانوية: بقية الصيادي
 
 
              4)- ما ترمــز إليــه الشخــــوص:
 
                 الصياد:
                          رمز للإنسان الذي يغتر بظاهر الأشياء، ويجذبه الشكل المزيف والمزين.
                          رمزللإنسان الطماع الذي لا يرضى بالقليل فينتهي به  المطاف إلى خسران كل شئ.
                          رمز للإنسان اليائس الذي فشل في تجربته الأولى، ويئس بعدها ولم يتفاءل.
     
                الصدفة:
                        رمز للنفاق أي الشئ الجذاب الذي يظهر عكس ما يبطن.
                        
                بقية الصيادين:
                        رمز للإنسان المثابر والمغامر لتحصيل ما هو ثمين.
 
               5)_ المكــــــــــــــــــان:
 
                 بعض الخلجان: جمع خليج وهو النهر وشرم من البحر، وهو واسع قليلا.
 
               6)-الزمــــــــــــــــــــان:
 
                لم يحدد الكاتب الزمان وهذا يدل على أنه غير مهتم بالزمان ، وغير مهم في الأقصوصة ؛ لأن
                ابن المقفع يريد أن يجعل أقصوصته بمثابة حكمة صالحة لكل عصر ومصر.
 
       
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
الحبكة واللغة    كن أول من يقيّم
 
 7)_ الحـبـكــــــــــــــــة:
                  
1-       المقدمة: من قوله : وكذلك إلى قوله : مثله مثل...
 
2-       العقدة: الفوز بالصدفة.
           
3-       الحل: خسران الصدفة وعدم الفوز بها نتيجة طمع الصياد، وسوء ظنه بالصدفة
    الثانية، وفوز الصيادين بها.
    
            8)_ النـهـايـــــــــــــــة:
 
                     متوقعة منذ بداية قراءتي للأقصوصة ؛ لأن الطمع والجشع طبعان نهايتهما الخسران ، وأرى أن
                     الصياد كان طماعا لأنه ترك ما بيده وذهب يغوص في البحر لاقتناء الصدفة التي أغراه حسنها وبريقها
                     وجهله ما بجوهرها ومكنونها ، فكانت نهايته الذل والهوان ، وصدق الشاعر حين قال :
                   
النفس تطمع والأسباب عاجزة         والنفس تهلك بين اليأس والطمع
 
            9)-اللـــــغـــــــــــــــــة :
                   واضحة سهلة سلسة ، ويتضح من قراءة الأقصوصة أنه يوجد ترابط بين أحداثها وسلاسة الانتقال
                   من حدث إلى آخر.
 
         10)-الأســـــــــــاليـــــب :
 
1-       شيوع أسلوب العطف حيث ربط الكاتب بين الأحداث نحويا عن طريق أداة العطف (الفاء) واستخدم
الفاء ليدل على توالي الأحداث بلا فاصل زمني.
2-       انعدام أسلوب الحوار.
3-       قصر الجمل.
4-       بدؤه الأقصوصة بقوله : (ويكون مثله مثل الصياد...)، توحي باتخاذ الأقصوصة حكمة ، وعظة وعبرة. 
 
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
الحكم والخاتمة    كن أول من يقيّم
 
 
          11)-الحكم أو العبر المستفادة من الأقصوصة :
 
1-       المظاهر خداعة.
2-       خطورة الطمع وعاقبته.
3-       الطمع أشد آفات السلام.
الخـاتمــة 
 
الحمد لله  وتوفيقه ، أنهيت كتابة هذا التقرير، الذي ضمت وريقاته تحليلا لأقصوصة (الصياد والصدفة) من كتاب
(كليلة ودمنة) لعبد الله بن المقفع.
 
 
يقول الشاعر خليل مطران :
 
لحى الله المطامع حيث حلت           فتلك أشد آفات السلام
 
 
كانت تلك الأبيات محور أو مضمون أقصوصتي التي اخترتها من هذا الكتاب ، فبعد دراستي لهذه الأقصوصة وتحليلي
 لها اتضح لي أنها أقصوصة هادفة تتناول آفة من آفات الزمن ، وتعرض تجربة لتقينا من الفتن ، وتفيدنا في قطار
الحياة لتوصلنا إلى طريق النجاة.
 
 
 
وأخيرا :
 
 
آمل أن أكون قد وفقت في عرض هذه الأقصوصة ، وإيصال فكرتها بصورة صحيحة إلى ذهن المتلقي بهذا التحليل
المتواضع والبسيط ، ووضعتها في موضعها الذي تستحقه ، فإن أصبت فبتوفيق من الله - تعالى – وإن أخطأت فلقلة
حيلتي ، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
 
 وأختم تقريري بقول الشاعر عبد الرحمن شكري :
         
 
ومن كانت الدنيا هواه وهمه              سبته المنى واستعبدته المطامع
*صبري أبوحسين
1 - أبريل - 2008
زندقة ابن المقفع تهمة سياسية:    كن أول من يقيّم
 
زندقة ابن المقفع تهمة سياسية:
عِندما يصبحُ الواقعُ أصعب مِن الخيالِ، ساعتها يجب أن نرضى بهذا الواقع سواءً كان حلواً أو مرّاً،ولا نفكرُ في شيء إلا في مسايرةِ هذا الواقع والخضوع له ،حتى وإن كان هذا الواقع يجرُّ علينا الكثير من المتاعبِ والمصائبِ، والإنسانُ منا لا يختار قدره بنفسه، ولكن قدره هو من يختاره ،هذا الواقع هو من جرَّ على ابن المقفع  المصائب وعجل في أجلهِ.
زندقة ابن المقفع بين الحقيقة والادعاء:
أولا: مفهوم الزندقة:
الزندقة لفظة لها معنيان في كتب التراث العربي:
١-أنها مرادفة للمانوية وأصحابها يعبدون إلهين :واحد للنور ،والآخر للظلام.
 
٢- أنها تطلق على كل من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة.
ثانياً:أسباب المثبتين لزندقة ابن المقفع:
 * كان المهدي يقول":ما وجدت كتاب زندقة قط إلا وأصله ابن المقفع "
وشهادة المهدي لا تُقبل؛ لأن المهدي ابن المنصور، والمنصور معادٍ لابن المقفع، وقاتله وبالتالي لا تقبل شهادة المهدي شرعاً أو عقلاً ضد ابن المقفع.
*يقول المسعودي :"أمعن المهدي في قتل الملحدين؛ لما انتشر من كتب مانى وابن دَيصان ومرقيون مما نقله عبد الله ابن المقفع وغيره ". 
بالنسبة إلى شهادة المسعودي ،فهو مؤرخ غير معاصر لابن المقفع ، ومتهم في شخصيته وفيما ينقله من أخبار ،كما
أن تدبر النص لايدل على أن ابن المقفع كان زنديقاً بل يقول فقط: إنه نقل كتب الزنادقة إلى العربية،وناقل الكفر ليس كافرًا.     
*يا بَيتَ عاتكةَ الذي أَتعزلُ      حذرَالعِدا وبك الفؤادُ موكلُ
إني لأمنحك الصدود وإنني      قسماً إليك مع الصدود لأميَلُ
 
لهذا النص مناسبة أخرى ،حيث قاله عندما كان يحاول تجنب الأشخاص المعروفين بالزندقة ،وليس في النص مايدل على إيمان ابن المقفع بالزندقة ،وكفره بالإسلام.
* وقد قالوا: إنه كان يريد على الأقل ببعض ترجماته وتصنيفاته معارضة الذكر الحكيم ،قال الباقلاني:"وقد ادعى قوم أن ابن المقفع عارض القرآن ،وإنما فزعوا إلى الدرة اليتيمة ،وهي كتابان:أحدهما يتضمن حكمًا منقولة ..والآخر في شيء من الديانات".
وما ذكر من معارضته للقرآن الكريم، فهذا مجرد ادعاء ليس في تراث ابن المقفع الذي وصل إلينا ما يدل على ذلك.
*وقال ابن طبا طبا:إن لابن المقفع كتابًا في الزندقة منتحل ،والحمدلله لم يصل إلينا.
ويمكن أن يرد عليه بأنه ألفه قبل دخول الإسلام،وشك أحمد أمين في نسبة هذا الكتاب إلى ابن المقفع.
 
إذن زندقة ابن المقفع تهمة سياسية؛ لتفسير سبب قتل المنصور إياه، ولايمكن قبولها أو توقع حدوثها من عاقل مثل ابن المقفع، فهي صادرة من حزب أعداء النجاح المخططين دائمًا لتحطيم الرموز ،وقتل الورود.
ومن يقرأ أدب ابن المقفع، ورأي معاصريه فيه، وسلوكه وأخلاقه يدحض كل ما قيل في زندقته .
مقدم من الطالبة:فاطمة بنت عبيد بن سالم البريكي.
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
السنة/الشعبة:الثالثة/السادسة.    
*صبري أبوحسين
8 - أبريل - 2008
لمحة سريعة على حياة صاحب العينان المتسعة!!!    كن أول من يقيّم
 
 
           "  بسم الله الرحمن الرحيم   "
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله النبي الهاشمي محمد بن عبد لله
أما بعد\
 فإذا كانت  اليوم الكامرات تلتقط  لنا صور في غاية الدقة تغنينا عن كثير من الكلام وشرحه ، نعود لها عند ما تنادينا الذكرى ، لنقلب في أذهاننا صفحات الذكريات فإن الأدباء كانوا يلتقطون لنا الأحداث ، بنظرة فٍاحصة تترجم إلى صورة ذٍهنية لتحتل مكانها المرموق على رف الذكريات في ألبوم الأحداث ،و إذا ذكرنا أبو عثمان عمر بن بحر اتضح لنا الأمر وأستقر فندرك بحق أنه كان كامرا  الفكر والأدب في عصره .
ومما يجدر ذكره ، اختلاف الرواة في سنة مولده  فقيل (عام 150) للهجرة وقيل (159ه) و لكن الاتفاق بالإجماع كان في سنة وفاته (ت255ه)(!)
ولد الجاحظ في البصرة ، التي كانت مهد العلم وأرضه، كانت بيئة خصبة ، بالعلم والثقافة وكانت محل  أنظار العلماء ،وأستقطاب العظماء ، فترعرع فيها الخليل والجاحظ وكل عالم نٍجيب ، وما هذا إلا دليل ، على الجو الثقافي والعلمي الذي رأت فيه النور تلك العينان الجاحظتان ، فقد فتح الجاحظ عيناه ، في العصر الذهبي للأمة العربية، رغم كل ما كان فيه تعدد و طبقية ، فأخذ هذا الشاب ، ينهل العلم بنهم شديد  ورجاء بعيد يتخلف على حلقات العلماء ويداوم الحضور إلى المربد والمسجد وقد بلغ من نهمه بالعلم كما "ذكر صاحب الفهرست : أنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للقراءة والنظر". وقد تتلمذ الجاحظ على أيدي ثلة من أفاضل علماء عصره أمثال : الأصمعي و أبي زيد الأخفش وأبي عبيدة أصحاب اللغة والأخبار وأبو الهذيل العلاف وبشر بن المعتمر وثمامة بن أشرس والنظَام من المعتزلة وغيرهم كثير ، وهكذا كان الجاحظ مثل نحلة ترتشف رحيقها من كل زهرةٍ عطرة لتسقينا عسلاً غاية في الروعة سكبة لنافي كتب ما بين ( البخلاء ) و(الحيوان ) وغيرها من جواهر العلم والأدب التي رصع بها الجاحظ جيد الزمان ، فاستحق بحق إطراء العلماء من مثل أبو حيان التوحيدي الذي ألف كتاباً برمته عن الجاحظ أسماه "تقريظ الجاحظ " وقال أبو الفضل ابن العميد في الجاحظ : "ثلاثة علوم ، الناس كلهم عيال فيها على ثلاثة أنفس أما الكلام فعلى أبى الهزيل ، وأما البلاغة والفصاحة واللسن والعارضة فعلى أبي عثمان الجاحظ "
وقال ابن العميد أيضاً "إن كتب الجاحظ تعلم أولاً،والأدب ثانياً " (2)
__________________________________     
(1)(2) انظر البخلاء كتاب نوادر البخلاء واحتجاج الأشحاء \تأليف الجاحظ – تحقيق دعمر الطباع الطبعة الأولى 1419ه-1998م (دار الأرقم بن أبي الأرقم ) ص5-6
بحوث من تاريخ الأدب العربي (شوفي ضيف) –كلية الدراسات الإسلامية والعربية 200200-2003ص217-219
تهذيب حيوان الجاحظ لابن منظور –تحقيق د.زهران محمد جبر عبد الحميد (دار الجليل –بيروت ) ص15-30 – بتصرف -
 
 
 ويمكن أن نقسم مراحل إبداع الجاحظ إلى أربعة مراحل : المرحلة الأولى وهي مرحلة الجاحظ المغمور وهي  مرحلة لقي فيها الجاحظ كثيراً من الإهمال حتى كان يضطر حين يؤلف كتاباً  أو رسالة أن ينسب عمله إلى  بعض الكتاب القدماء ،حينئذ كان الكتاب يروج ويأتي الناس لروايته عنه وهكذا هو حال الناس يشدهم دائماً بريق اَسم الكاتب دون أن يدركوا أن هناك كُتّاب مغمورين تحوي صفحاتهم من الجودة الشيء الكثير .
ويمكن أن نطلق على المرحلة الثانية من إبداع الجاحظ :الجاحظ المعروف  حيث تحول الجاحظ من البصرة إلى بغداد وكان ذلك فاتحة عهد جديد حيث أصبح كاتباً رسمياً للدولة  و يُظن أنه أصبح له راتب منذ هذا التاريخ.
 وثالث مراحله : هي مرحلة الجاحظ النجم حيث بدأ يسطع الجاحظ في سماء الأدب وبدأ يقربه الخلفاء ويرسلون في طلبه من أمثال "الفتح بن خاقان وزير المتوكل وأخذ في هذه المرحلة يثري الحركة الأدبية بنتاجه الفكري و الأدبي الذي أدهش الجميع ونال على إعجابهم فقد أهداه ابن الزيات خمسة آلاف دينار على كتابه الحيوان وكذلك ابن أبي داؤاد حين أهدى إليه كتاب البيان والتبين وإبراهيم بن العباس الصولي حين أهدى إليه كتاب " الزرع والنخيل "
 وأما المرحلة الأخيرة ليس في إبداع الجاحظ ولكن في حياته ككل فهي :مرحلة الجاحظ المتفرغ لإبداع ونهايته المأساوية حيث ألم به الفالج "الشلل" في هذه المرحلة ولكن هذا المرض قد يكون أقعد جسمه ولكنه لم يقعد عقله وفكره فقد ألف كتابه البيان والتبين و الحيوان والزرع والنخيل وهو مفلوج ثم زاد على علته عله فأصيب بالنقرس وعاش تحت وطأة هاذين المرضين يرقب تلك الحياة الرتيبة بتلك العينان الجاحظتان يرقب تلك الأحداث التي تجثو بثقل على صدره وهو على فراشه وحين اشتد به المرض وبلغ منه كل مبلغ حتى اقترب من مرحلة الحرج عاد إلى البصرة وأمضى بها ما بقي من عمره ويقول المبرد في ذلك :" دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت له : كيف أنت ؟ فقال : كيف يكون من نصفه مفلوج لو حُز بالمناشير ما شعر به ونصفه الأخر منقرس لو طال الذباب بقربه لألمه" ولعل الجاحظ  في هذه الكلمات عبر خير تعبير عن حاله وكيف ألم به المرض ونهش جسده حتى اقتسمه وما كانت بالقسمة الحقه والله  فهما  قسمان متضادان وعلى حاله جانيان وهكذا ظل الجاحظ يدير نظراته باتساع عيناه بنصفيه المتنافران حتى لاحت شمس الغروب على حياته فمات كما قيل بسب مجموعة من الكتب سقطت فوق رأسه وهكذا نراه عاش من أجل العلم ومات من أجله وفي سبيله أسدل الستار بعد طول عطاء والكتب تحيط به ونظراته شاخصة وكأن ذلك المشهد يعزف لنا مقطوعة فريدة من نوعها يردد لنا على إيقاعها الدهر أنشودة  العطاء ونغماتها تطوي مسيرة أحد الأدباء العلماء .(1)       
(!)كتاب البخلاء ص5-16 بحوث من تاريخ الأدب العربي ص219-221 ، تهذيب حيوان الجاحظ –بتصرف-
.
ولنقترب من الجاحظ أكثر لابد أن نلامس جزالة كلما ته ونستمتع بوقعها وقد اخترت نصاً يناسب المقام لنلقي نظرة فاحصة وسريعة على هذه الكلمات حيث يقول في البيان والتبين :" أحسن الكلام ما كان قليلة يغنيك عن كثيرة ومعناه في ظاهر لفظه000 وإذا كان المعنى شريفاً واللفظ بليغاً 0000 صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة "(1).
إذاّ نجد أن الجاحظ من دعاة الوسطة في الألفاظ وفي لغة العامة والخاصة  حتى يتسنى للجميع فهمها ويعطي في هذه السطور قواعد مهمة وحكم ملمة لكل كاتب فيقول : خير الكلام  ما كان لفظه قليل ومعناه كبير  وحين تجتمع الكلمة العذبة  مع المعنى السامي تسمو هذه المعاني في ذهن السامع فتتلقاها القلوب بشغف .
ونلمس في هذا النص بعض خصائص أسلوب الجاحظ حيث كانت ألفاظه سهله ولغته واضحة ، دعمه بالصور البلاغية مثل التشبيه في (صنع في القلوب صنع الغيث في التربة الكريمة ) وتتضح لنا غزارة أفكاره وسمو ألفاظه ، كما غلب الأسلوب الخبري على النص .
وهكذا أطوي صفحاتي ، بحمد الله وشكره ،وأرجو من  الله أن أكون قد وصلت إلى مقصدي ، في تقديم نبذة عن الجاحظ وعصره ، وقد استمتعت بتقريري هذا وأنا ألاحق الجاحظ ما بين بغداد والبصرة ، واعقد في رصد كل هذا على عدة مصادر أذكرها في النقاط التالية :
" البخلاء كتاب نوادر البخلاء واحتجاج الأشحاء " تأليف أبو عثمان بن عمر بن بحر تحقيق د.عمر الطباع .
*دار الأرقم بن أبي الأرقم –بيروت –لبنان –الطبعة الأولى 1419ه-1998م .
* "بحوث من تاريخ الأدب العربي " شوقي ضيف –كلية الدارسات الإسلامية العربية 2002-2003م.
*" تهذيب حيوان الجاحظ " لابن منظور – تحقيق د.زهران محمد جبر عبد الحميد دار الجيل –بيروت .
سلمى العمراني 
 
*سلمى
20 - مايو - 2008
 1  2