أعاريب5 كن أول من يقيّم
11-« وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً » 109:2 يردّ هنا بمعنى (يصير) ، فيتعدى إلى مفعولين، الأول ضمير الخطاب، والثاني (كفاراً) ، وقد أعربه بعضهم حالاً ، وهو ضعيف ؛ لأن الحال مستغنى عنها في أكثر مواردها ، وهذا لابد منه في هذا المكان. وقد جوّز الأمرين العكبري [1/32]، وأبو حيان[البحر 1/348]. ضَرَب مع المَثَل قال الرضي في شرح الكافية (2/267) : « جعل بعضهم (ضرب) مع المَثَل بمعنى صيّر، كقوله تعالى: « ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا » 75:16 وجوّز ذلك الزمخشري في قوله تعالى: « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً » 24:14 [الكشاف 2/552-553]، وكذلك أبو حيان في البحر (6/133). وقال أبو حيان في البحر 1/122 : « يضرب بمعنى يجعل ويصير ، كما تقول : ضربت الطين لبناً ، وضربتُ الفضة خاتماً ، فيتعدى لاثنين » ثم قال: « ...والأصح أن (ضرب) لا يكون من باب ظن وأخواتها ، فيتعدى إلى اثنين ». وانظر شرح الكافية الشافية 2/550. ذكر أبو حيان في التذييل والتكميل [2ق 97] أن (ضَرَب) عن أبي الربيع تكون بمعنى (صيَّر) مطلقاً؛[أي مع نكرة ، ومع غيرها]، نحو: ضربت الفضة خلخالاً. انظر: [الملخص في ضبط قوانين العربية لأبي الربيع ص261]. 1- « ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا » 75:16 يكون (مثلاً) مفعولاً ثانياً ، و(عبداً) مفعولاً أول. ويجوز أن يقال إنّ معنى ضرب مَثَلاً ؛ أي:بيّن، فهو متعد إلى واحد، والمنصوب بعده عطف بيان. [شرح الكافية للرضي 2/267]. 2- « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ » 24:14 أعرب الحََوْفي وأبو البقاء والمهدوي (مثلاً) : مفعولاً بـ(ضرب). و(كلمة) هي بدل من (مثلاً). وإعرابهم هذا تفريغ على أن (ضرب) لا يتعدى إلاّ إلى مفعول واحد. قال ابن عطية ، وأجازه الزمخشري: (مثلاً) مفعول بـ(ضرب) ، و(كلمة) مفعول أول: تفريغاً على أنها مع المثَلَ تتعدى إلى مفعولين ؛ لأنها بمعنى (جعل) ، وعلى هذا تكون (كشجرة) خبراً لمبتدأ محذوف ، وعلى البدل تكون نعتاً لـِ(كلمة)، وأجاز الزمخشري أن تكون (كلمة) نصب بمضمر؛ أي: جعل كلمة. وفيه تكلف إضمار لا ضرورة تدعو إليه. [البحر 5/421 ، ا لكشاف 2/552-553]. |