البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )
 د يحيى 
23 - ديسمبر - 2007
الفرق بين تفسير الصوفية ، وتفسير الباطنية
الصوفية لا يمنعون إرادة الظاهر ، بل يحضون عليه، ويقولون لا بد منه أولاً ؛ إذ مَن ادّعى فهم أسرار القرآن ولم يحكّم الظاهر كمن ادّعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز الباب . وأما الباطنية فإنهم يقولون : إن الظاهر غير مراد أصلاً ، وإنما المراد الباطن . وقصدهم : نفي الشريعة . هذا، وأهم كتب التفسير الإشاري ( الصوفي) أربعة : تفسير النيسابوري ،وتفسير الألوسي ، وتفسير التستري ، وتفسير محيي الدين بن العربي.
* سئل أبو محمد سهل بن عبد الله التستري ( متوفَّى عام283هجري ، كما في ترجمته في تاريخ ابن خلكان):  عن معنى : بسم الله ...فقال :( الباء) بهاء الله عز وجل ، و  (السين) سناء الله عز وجل ، و ( الميم) مجد الله  عز وجل. و( الله) :هو الاسم الأعظم الذي حوى الأسماء كلها...وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الرحمن الرحيم : اسمان رفيقان ، أحدهما أرق من الآخَر، فنفى الله تعالى بهما القنوط عن المؤمنين من عباده.
 
أحسن طرق التفسير
1- تفسير القرآن بالقرآن : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " : العدل : " فَمَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمِثْل ما اعتدى عليكم " . الإحسان : " فَمَن عفا وأصلح فأجرُهُ على الله " . إذن : الإحسان أعلى رتبة من العدل، وأنعِمْ نظرك في قوله تعالى : " وبالوالدَيْنِ إحساناً " : مفعول مطلق مؤكد للفعل المضمر، ولاتنس ظاهرة العفووالصفح، فضلاً عن دوام المصاحبة : " وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً" : يفترض أن يعيشا معك، وتقبّل أقدامهما " رضا الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين"(حديث شريف)، لا أن تضعهما في دار العجزة ، ثم تضجَر (أف): اسم فعل مضارع ، بمعنى : أتضجّرُ. وتنهرهما " فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما"، ومَن الذي ينهر ؟ ، والله عز وجل كرّم الإنسان أياً كانت ديانته : " ولقد كرّمنا بني آدم"[ الاشتغال بفهم القرآن ، ص7، د/ يحيى مصري].
2- تفسير السُّنّة ؛ فإنها شارحة للقرآن وموضّحة له ؛وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو بما فيه من القرآن : " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله"، " وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون". ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إلا إني أوتيت القرآن ومثله معه"؛ يعني : السنّة. والسنّة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل عليه القرآن ؛ لأنها تتلى كما يتلى.
3- إذا لم نجد التفسير في القرآن ، ولا في السنة ، رَجَعنا في ذلك إلى أقوال أهل البيت ، فأقوال الصحابة المجتبين الأخيار؛ فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح ، ولا سيما الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين؛ من مثل : ترجمان القرآن ابن عباس، وابن مسعود، رضوان الله عليهم أجمعين.
4- تفسير التابعين ، وعلى رأسهم مجاهد ، وسعيدبن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع ،وسعيد بن المسيّب،وأبي العالية ، والربيع بن أنس، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومَن بعدَهم.
فأما تفسير القرآن بمجرّد الرأي فحرام ، فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". فأما مَن تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه. ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة ؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه. وهذا هو الواجب على كل أحد.
 
 
 8  9  10  11  12 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
من تفسير غريب القرآن الكريم 1    كن أول من يقيّم
 
                                          تفسير غريب القرآن
                                                        لأبي بكر السجستاني
(باب الهمزة وصورتها الألف) ([فصل] الهمزة المفتوحة) |الم: وسائر حروف الهجاء في أوائل السور، كان بعض المفسرين يجعلها أسماء للسور، تعرف كل سورة بما افتتحت به. وبعضهم يجعلها أقساما، أقسم الله جل وعز بها لشرفها وفضلها، لأنها [مبادي] كتبه المنزلة، ومباني أسمائه الحسنى، وصفاته العلى. وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله جل جلاله كقول ابن عباس رضي الله عنه في (كهيعص): إن الكاف من كاف، والهاء من هاد، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد من صادق. |أأنذرتهم: أأعلمتهم بما تحذرهم منه. ولا يكون المعلم منذرا حتى يحذر بإعلامه. وكل منذر معلم، وليس كل معلم منذرا. أندادا: أمثالا ونظراء. واحدهم ند [ونديد. وقال جرير: (أتيما تجعلون إلي ندا ؟ وما تيم لذي حسب نديد) |أزلهما الشيطان: استنزلهما. يقال: أزللته فزل [وقرىء: (أزالهما) أي: نحاهما]. |يقال: أزلته فزال. |آل فرعون: قومه وأهل دينه. آيات: علامات وعجائب أيضا. وآية القرآن كلام متصل إلى انقطاعه. وقيل: معنى آية من القرآن أي جماعة حروف. يقال: خرج القوم بأيتهم أي بجماعتهم. |[قال الشاعر: (خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا) |أي بجماعتنا]. |أماني: جمع أمنية، وهي التلاوة. ومنه قوله جل ثناؤه: (إذاتمنى ألقى الشيطان في أمنيته) أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته. والأماني: الأكاذيب أيضا. ومنه قول عثمان: ((ما تمنيت منذ أسلمت)). أي ما كذبت. وقول بعض العرب ((لابن دأب وهو يحدث: ((أهذا شيء رويته أم شيء تمنيته)) أي افتعلته. والأماني أيضا ما يتمناه الإنسان ويشتهيه. |أيدناه: قويناه. [والأيد: القوة]. |أكننتم: أخفيتم وسترتم]. |أسلمت لرب العالمين: سلم ضميري له. ومنه اشتقاق المسلم. آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق: العرب تجعل العم أبا والخالة أما ومنه قوله جل وعز: (ورفع أبويه على العرش) يعني أباه وخالته، وكانت أمه قد ماتت. |الأسباط: في بني يعقوب كالقبائل في بني إسماعيل. واحدهم: سبط، وهم اثنا عشر سبطا من اثني عشر ولدا ليعقوب صلى الله على محمد وعلى آله وعليه. وإنما [سمي] هؤلاء بالأسباط، وهؤلاء بالقبائل ليفصل بين ولد إسماعيل وولد إسحاق صلى الله على محمد وعليهما.
*د يحيى
15 - فبراير - 2008
من تفسير غريب القرآن الكريم 2    كن أول من يقيّم
 
|الأسباب: الوصلات. الواحد سبب ووصلة. وأصل السبب الحبل يشد بالشيء فيجذب به، ثم جعل كل ما جر شيئا سببا. أصبرهم: وصبرهم واحد. وقوله عز وجل: (فما أصبرهم على النار) أي أي شيء صبرهم على النار ودعاهم إليها. ويقال: ((ما أصبرهم على النار)) أي ما أجرأهم على النار. |ألفينا: وجدنا. |أهلة: جمع هلال. يقال للهلال في أول ليلة إلى الثالثة هلال، ثم يقال له القمر إلى آخر الشهر. |أفضتم من عرفات: دفعتم بكثرة. |الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة. |والأيام المعدودات: أيام التشريق. |الحج أشهر معلومات: شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة.
أي خذوا في أسباب الحج، وتأهبوا له في هذه الأوقات من التلبية وغير ذلك. |الأشهر الحرم: أربعة أشهر: رجب وذو القعدة وذو الحجة 3 والمحرم واحد فرد، وثلاثة سرد، أي متتابعة. |الألباب: العقول. واحدها لب. |ألد الخصام: شديد الخصومة. |أفرغ علينا صبرا: أي اصبب، كما تفرغ الدلو أي تصب. |الأذى: ما يكره ويغتم به. |أقسط عند الله: أي أعدل عند الله. |آتت أكلها ضعفين: أعطت ثمرها ضعفي ما يعطي غيرها من الأرضين.
 |أسلمت وجهي لله: أخلصت عبادتي لله. |أنى لك هذا ؟: من أين لك هذا ؟. وقوله جل وعز: (أنى شئتم): كيف شئتم، ومتى شئتم، وحيث شئتم. فتكون (أنى) على ثلاثة معان. |أقلامهم
: أي قداحهم، يعني سهامهم التي كانوا بجيلونها عند العزم على الأمر. |الأكمه: الذي يولد أعمى. |أحس: علم ووجد. |أولى الناس بإبراهيم: أي أحقهم به. |أنصاري: أعواني. |أليم: مؤلم. أي موجع [وقال ذو الرمة:
 ويرفع من صدور شمردلات* يصك وجوهها وهج أليم
 |أنقذكم منها: أي خلصكم منها. |أخزيته: أهلكته. قال أبو عمر: باعدته من الخير. ومنه قوله تعالى: (يوم لا يخزي الله النبي). |[الأنامل من الغيظ: يعني أطراف الأصابع]. |الأرحام: القرابات. واحدتها رحم. والرحم في غير هذا ما يشتمل على ماء الرجل من المرأة ويكون فيه الحمل. |آنستم منهم رشدا: أي علمتم ووجدتم. أنست نارا: أبصرتها. والإيناس الرؤية والعلم والإحساس بالشيء. |أفضى بعضكم إلى بعض: انتهى إليه، فلم يكن بينهما حاجز، وهو كناية عن الجماع. |أخدان: أصدقاء. واحدهم خدن [وخدين]. |أحصن:تزوجن، وأحصن: زوجن.أذاعوا به : أفشوه وتحدثوا به |أركسهم: نكسهم وردهم في كفرهم.
|آمين البيت: عامدين البيت. وأما [قولهم] في الدعاء: آمين رب العالمين. فبتخفيف الميم. وتمد وتقصر. وتفسيره اللهم استجب. ويقال: آمين. اسم من أسماء الله جل وعز. |الأزلام: القداح التي كانوا يضربون بها على الميسر، واحدها زلم وزلم. |من أجل ذلك: [من] جناية ذلك. ويقال: من أجل ذلك، ومن جرى ذلك، ومن جراء ذلك. بالمد والقصر. وقيل: من أجل ذلك: أي من سبب ذلك. |أحبار: علماء. واحدهم حبر [وحبر]. |أذلة على المؤمنين: أي يلينون لهم. من قولك: دابة ذلول. أي لين، منقاد، سهل، ليس هذا من الهوان، إنما هو من الرفق....
*د يحيى
15 - فبراير - 2008
"فلاأقسم بمواقع النجوم".    كن أول من يقيّم
 
* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) .
" وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ " * " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ " * " وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ " * " إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ ".[ النجم53].
اختلف العلماء في المراد بهذا النجم الذي أقسم الله به في هذه الآية الكريمة، فقال بعضهم: المراد به النجم إذا رجمت به الشياطين، وقال بعضهم: إن المراد به الثريا، وهو مروي عن ابن عباس وغيره، ولفظة النجم علم للثريا بالغلبة، فلا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجرداً إلا عليها، ومنه قول نابغة ذبيان:
أقول والنجم قد مالت أواخره
   
إلى المغيب تثبت نظرة حار
فقوله: { وَالنَّجْمِ }: يعني الثريا. وقوله تعالى: { إِذَا هَوَى }: أي سقط مع الصبح، وهذا اختيار ابن جرير: وقيل النجم: الزهرة، وقيل المراد بالنجم نجوم السماء، وعليه فهو من إطلاق المفرد وإرادة الجمع كقوله:
وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ }[القمر: 45] يعني الأدبار. وقوله:وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }[الفجر: 22] أي والملائكة. وقوله:أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ }[الفرقان: 75] أي الغرف.
وقد قدمنا أمثلة كثيرة لهذا في القرآن، وفي كلام العرب في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى:

ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً }[الحج: 5]، وإطلاق النجم مراداً به النجوم معروف في اللغة، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا تحبها قلت بهراً
  ** 
عددَ النجم والحصى والترابِ
وقول الراعي:
فباتت تعدّ النجم في مستحيرة
  ** 
سريع بأيدي الآكلين جمودها
وعلى هذا القول، فمعنى هوى النجوم سقوطها إذا غربت أو انتثارها يوم القيامة. وقيل: النجم النبات الذي لا ساق له. وقال بعض أهل العلم: المراد بالنجم الجملة النازلة من القرآن، فإنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم أنجماً منجماً في ثلاث وعشرين سنة، وكل جملة منه وقت نزولها يصدق عليها اسم النجم صدقاً عربياً صحيحاً كما يطلق على ما حان وقته من الدية المنجمة على العاقلة، والكتابة المنجمة على العبد المكاتب.
وعلى هذا فقوله: { إِذَا هَوَى } ؛ أي نزل به الملك من السماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: "هَوَى " يهوي هُوياً إذا اخترق الهوى نازلاً من أعلا إلى أسفل.
اعلم أولاً أن القول بأنه الثريا وأن المراد بالنجم خصوصها، وإن اختاره ابن جرير وروي عن ابن عباس وغير واحد، ليس بوجيه عندي.
والأظهر أن النجم يراد به النجوم. وإن قال ابن جرير بأنه لا يصح، والدليل على ذلك جمعه تعالى للنجوم
في القسم في قوله تعالى:فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ }
[الواقعة: 75]، لأن الظاهر أن المراد بالنجم إذا هوى هنا، كالمراد بمواقع النجوم في الواقعة.
وقد اختلف العلماء أيضاً في المراد بمواقع النجوم فقال بعضهم: هي مساقطها إذا غابت. وقال بعضهم انتثارها يوم القيامة. وقال بعضهم: منازلها في السماء، لأن النازل في محل واقع فيه. وقال بعضهم: هي مواقع نجوم القرآن النازل بها الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: أظهر الأقوال عندي وأقربها للصواب في نظري، أن المراد بالنجم إذا هوى هنا في هذه السورة، وبمواقع النجوم في الواقعة هو نجوم القرآن التي نزل بها الملك نجماً فنجماً، وذلك لأمرين: أحدهما أن هذا الذي أقسم الله عليه بالنجم إذا هوى الذي هو أن النبي صلى الله عليه وسلم على حق وأنه ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى موافق في المعنى لما أقسم عليه بمواقع النجوم، وهو قوله:
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }[الواقعة: 77-78] - إلى قوله -
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }[الواقعة: 80].
والإقسام بالقرآن على صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدق القرآن العظيم وأنه منزل من الله جاء موضحاً في آيات من كتاب الله كقوله تعالى:

يسۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ }
[يس: 1-5] وقوله تعالى:
حـمۤ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }[الزخرف: 1-4] وخيرُ ما يفسَّر به القرآنُ القرآنُ.
والآخَر: أن كون المقسم به المعبر عنه بالنجوم، هو القرآن العظيم أنسب لقوله بعده:
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }
[الواقعة: 76]، لأن هذا التعظيم من الله يدل على أن هذا المقسم به في غاية العظمة.

ولا شك في أن القرآن الذي هو كلام الله أنسب لذلك من نجوم السماء ونجم الأرض. والعلم عند الله تعالى.
 
 
*د يحيى
1 - مارس - 2008
أعاريب1    كن أول من يقيّم
 
1-« كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا » 19:52 ،   43:77
1) هنيئاً مريئاً : وصفٌ جرى مجرى المصدر في حذف فعله وقيامه مقامه؛ أي: ثبت لك الخير هنيئاً.[سيبويه 1/159-160 ب].
2) اسم( هنؤ )،كظريف من ظرف، أو معدول عن هانئ ، كما عدل عليم ورحيم.
3) حال وقعت بدلاً من الفعل،وصارت عوضاً منه،يدلك على كونه بدلاً من الفعل أمران:
أ‌-         تعاقبها على الموضع الواحد ، فلا يجتمعان. [الكشاف 1/471]
ب‌-   أجري بلفظ الإفراد على الجمع في قوله تعالى: « كلوا واشربوا هنيئاً » قال: هنيئاً، ولم يقل هنيئين ؛ لأنه ناب عن الفعل ، فصار بدلاً من اللفظ ، والفعل لا يجمع ،فكذلك ما ناب عنه.
                                [الأمالي الشجرية 1/162].
4) قال أبو العلاء المعري: هنيئاً : ينتصب عند قوم على قولهم: ثبت لك هنيئاً.
وقيل: هو اسم فاعل وضع موضع المصدر، فكأنه قال: هنأك هنيئاً.
[الأمالي الشجرية 1/346-347].
وقال الرضي : « ومنها صفات قائمة مقام المصادر ، هنيئاً ، وعائذاً بك » [شرح الكافية 1/106].
وقال الزمخشري : « وهما وصف للمصدر ؛ أي: أكلاً هنيئاً مريئاً ، أو حال من الضمير ؛ أي كلوه وهو هنيء ». [الكشاف 1/471].
وقال ابن سيده : « وليس في الكلام غير هذين الحرفين صفة يدعى بها، وذلك أن هنيئاً مريئاً صفتان؛ لأنك تقول: هذا شيء مريء ، كما تقول : هذا جميل  وليسا بمصدرين، ولا هما من أسماء الجواهر كالترب والجندل » .
[المخصص 12/191].
*د يحيى
6 - مارس - 2008
أعاريب2    كن أول من يقيّم
 
2-« قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا » 32:2
سبحانك: معناه : تنزيهك. سبحان: اسم وضع موضع المصدر، وهو ممّا ينتصب على المصدرية ، والكاف مفعول به أضيف المصدر إلى المفعول، وأجاز بعضهم أن يكون من إضافة المصدر إلى فاعله ؛ لأن المعنى: تنزّهت. [البحر 1/147]ز
في الصبان 1/54 : « سبحان الله: مضاف للمفعول، وهو مصدر من الثلاثي استعمل بمعنى مصدر الرباعي ، ويجوز أن يكون مصدر سبح في الأرض والماء كمنع : إذا ذهب وأبعد، أي: أبعد عن السوء إبعاداً ، أو من إدراك العقول وإحاطتها ، فيكون مضافاً إلى الفاعل ».
وفي الكشاف 2/646 : « (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) : سبحان : علم على التسبيح ، وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره ، ثم نزل سبحانه منزلة الفعل ، فسدّ مسَده ، ودلّ على التنزيه البليغ من جميع القبائح التي يضيفها إليه أعداء الله ».
3-« وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء » 13:2
الكاف من (كما): في موضع نصب ، وأكثر المعربين يجعل ذلك نعتاً لمصدر محذوف ، التقدير عندهم: إيماناً كما آمن الناس . ومذهب سيبويه أنها منصوبة على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم المحذوف بعد الإضمار.
وإنما لم يجز جعلها نعتاً لمصدر محذوفاً ؛ لأنه يؤدي إلى حذف الموصوف ، وإقامة الصفة مُقامه في غير المواضع التي ذكروها ؛ وهي:
 أن تكون الصفة خاصة بجنس الموصوف ؛ نحو: مررت بكاتب ومهندس ، أو واقعة خبراً؛ نحو: زيد قائم ، أو واقعة حالاً ؛ نحو: مررت بزيد راكباً ، أو وصفاً لظرف ؛ نحو: جلست قريباً منك ، أو مستعملة استعمال الأسماء ؛ نحو: الأبطح.
        [البحر 1/66-67 ].
*د يحيى
6 - مارس - 2008
أعاريب3    كن أول من يقيّم
 
4-« إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا » 32:45
تقول : ضربت ضرباً ، فإن نفيت لم تدخل (إلاّ) ؛ إذ لا يفرّغ العامل بالمصدر المؤكد، فلا تقول: ما ضربت إلاّ ضرباً ، ولا ما قمت إلاّ قياماً.
فأما الآية فتؤول على حذف وصف المصدر، حتى يصير مختصاً ، ولا مؤكداً. تقديره: إلاّ ظناً ضعيفاً ، أو على تضمين (نظن) معنى: (نعتقد)، ويكون (ظناً) مفعولاً به.
وقد تأول ذلك بعضهم على وضع (إلاّ) في غير موضعها ، وقال التقدير: إنْ نحن إلا نظن ظناً ، وحكي هذا عن المبرد ، ونظيره ما حكاه أبو عمرو وسيبويه : ليس الطيب إلا المسك ، قال المبرد: ليس إلاّ الطيب المسك.
نحو الآية : قول الأعشى:
وجد به الشيب أثقاله

 
وما اغتره الشيب إلاّ اغترارا

»
                             [البحر 8/51]
5-« وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » 172:7
(ذريتهم) بالإفراد يتعين أن يكون مفعولاً به ، ويحتمل أن يكون المفعول محذوفاً لفهم المعنى، و(ذريتهم): بدل (من ظهورهم)، كما أن (من ظهورهم) بدل من (بني آدم).[البحر 4/421].
*د يحيى
6 - مارس - 2008
أعاريب4    كن أول من يقيّم
 
6- « أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ » 43:25
المفعولان (إلهه و هواه)، والمعنى أنه لم يتخذ إلهاً إلاّ هواه.[البحر 6/501].
* إذا لم تكن (اتخذ) بمعنى (صيّر)، كانت بمعنى (صَنَعَ)، فيُذكر لها مفعول واحد:
 « وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا » 116:2 [البحر 1/362].
 7-« هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا » 5:10
 جعل : بمعنى صيّر ، أو بمعنى خلق؛ وضياء: حال. [البحر5/125 ، العكبري 2/13]. ضياء : مفعول ثان لجعل. [البيان 1/408].
8-« هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا » 5:10
 جعل : بمعنى صيّر ، أو بمعنى خلق؛ وضياء: حال. [البحر5/125 ، العكبري 2/13]. ضياء : مفعول ثان لجعل. [البيان 1/408].
9- « يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا » 4:99
تحدّث: تتعدى هنا إلى اثنين، والأول محذوف ؛ أي الناس، وليست بمعنى أعلم المنقولة من علم المتعدية لاثنين ، فتتعدى إلى ثلاثة. [البحر 8/501].
10- « لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ » 188:3
أحد المفعولين (الذين)، والثاني (بمفازة). وقوله (فلا تحسبنهم) : توكيد ، تقديره: لا تحسبنهم فائزين.
 [الكشاف 1/451].
قال الزجاج: « ... ووقعت (فلا تحسبنهم) مكرّرة لطول القصة ، والعرب تعيد إذا طالت القصة في (حسبت) وما أشبهها ؛ إعلاماً أنّ الذي جرى متصل بالأول وتوكيد للأول ».[معاني القرآن وإعرابه 1/515]، وانظر البيان 1/334.
*د يحيى
6 - مارس - 2008
أعاريب5    كن أول من يقيّم
 
11-« وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً » 109:2
يردّ هنا بمعنى (يصير) ، فيتعدى إلى مفعولين، الأول ضمير الخطاب، والثاني (كفاراً) ، وقد أعربه بعضهم حالاً ، وهو ضعيف ؛ لأن الحال مستغنى عنها في أكثر مواردها ، وهذا لابد منه في هذا المكان. وقد جوّز الأمرين العكبري
[1/32]، وأبو حيان[البحر 1/348].
ضَرَب مع المَثَل
قال الرضي في شرح الكافية (2/267) : « جعل بعضهم (ضرب) مع المَثَل بمعنى صيّر، كقوله  تعالى: « ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا » 75:16 وجوّز ذلك الزمخشري في قوله تعالى: «  أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً » 24:14 [الكشاف 2/552-553]، وكذلك أبو حيان في البحر (6/133).
وقال أبو حيان في البحر 1/122 : « يضرب بمعنى يجعل ويصير ، كما تقول : ضربت الطين لبناً ، وضربتُ الفضة خاتماً ، فيتعدى لاثنين » ثم قال: « ...والأصح أن (ضرب) لا يكون من باب ظن وأخواتها ، فيتعدى إلى اثنين ». وانظر شرح الكافية الشافية 2/550.
ذكر أبو حيان في التذييل والتكميل [2ق 97] أن (ضَرَب) عن أبي الربيع تكون بمعنى (صيَّر) مطلقاً؛[أي مع نكرة ، ومع غيرها]، نحو: ضربت الفضة خلخالاً. انظر: [الملخص في ضبط قوانين العربية لأبي الربيع ص261].
1-     « ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا » 75:16
يكون (مثلاً) مفعولاً ثانياً ، و(عبداً) مفعولاً أول. ويجوز أن يقال إنّ معنى ضرب مَثَلاً ؛ أي:بيّن، فهو متعد إلى واحد، والمنصوب بعده عطف بيان. [شرح الكافية للرضي 2/267].
2-     « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ » 24:14
 أعرب الحََوْفي وأبو البقاء والمهدوي (مثلاً) : مفعولاً بـ(ضرب). و(كلمة) هي بدل من (مثلاً). وإعرابهم هذا تفريغ على أن (ضرب) لا يتعدى إلاّ إلى مفعول واحد.
قال ابن عطية ، وأجازه الزمخشري: (مثلاً) مفعول بـ(ضرب) ، و(كلمة) مفعول أول: تفريغاً على أنها مع المثَلَ تتعدى إلى مفعولين ؛ لأنها بمعنى (جعل) ، وعلى هذا تكون (كشجرة) خبراً لمبتدأ محذوف ، وعلى البدل تكون نعتاً لـِ(كلمة)، وأجاز الزمخشري أن تكون (كلمة) نصب بمضمر؛ أي: جعل كلمة. وفيه تكلف إضمار لا ضرورة تدعو إليه. [البحر 5/421 ، ا لكشاف 2/552-553].
*د يحيى
6 - مارس - 2008
أعاريب6    كن أول من يقيّم
 
مفعول لأجله ، أو مفعول مطلق ، أو حال
« وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم » 109:2
 (حَسَدَاً) : مفعول لأجله ، وجوّزوا أن يكون حالاً ، وجوّزوا أن يكون مصدراً عامله محذوف ، والأول أَوْلى ؛ لأنه اجتمعت فيه شروط المفعول لأجله.
1-            [البحر 1/348] « وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً » 35:21
 فتنة : مفعول لأجله ، أو حال ، أو مفعول مطلق من معنى (نبلوكم). [البحر 6/311 ، العكبري 2/70 ].
2-           «  وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ {208} ذِكْرَى » 26: 208-209
 ذكرى: منصوب على الحال عند الكسائي ، وعلى المصدر (المفعول المطلق) عند الزجاج ، وقال الزمخشري: مفعول من أجله على معنى أنهم ينذرون لمعنى الموعظة.[البحر7/44-45].
تنبيه : ليس هناك إجماع من النحويين على أساليب يتعين فيها أن تكون مفعولاً لأجله ، ولا يجوز المصدرية أو الحالية.
لهذا كثرت وجوه الإعراب في المفعول لأجله : يعربونه مفعولاًَ مطلقاً ، أو مفعولاً لأجله. كما يعربونه مفعولاً لأجله ، أو حالاً، كما أجازوا الوجوه الثلاثة في كثير من المواضع.
*د يحيى
6 - مارس - 2008
سبب نزول سورة الإخلاص ، ومعنى الصمد.    كن أول من يقيّم
 
سؤال :
ما سبب نزول سورة الإخلاص وما تفسير قوله تعالى : " الله الصمد "؟
جواب :
روى الترمذي عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله عز وجل: " قل هو الله أحد. وأما معنى قوله تعالى: "الله الصمد"، فقد اختلف المفسرون في ذلك إلى عدة أقوال؛ أي الذي يصمد إليه في الحاجات. كذا روى الضحاك عن ابن عباس، قال: الذي يصمد إليه في الحاجات، كما قال عزوجل: " ثم إذا مسكم الضر فإليه  تجأرون " [ النحل: 53 ]. قال أهل اللغة: الصمد: السيد الذي يصمد إليه في النوازل والحوائج. وقال قوم: الصمد: الدائم الباقي، الذي لم يزل ولا يزال. وقيل: تفسيره ما بعده " لم يلد ولم يولد ". قال أبي بن كعب: الصمد: الذي لا يلد ولا يولد؛ لأنه ليس شيءٌ إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا يورث. وقال علي بن أبي  طالب وابن عباس أيضاً: الصمد: هو السيد الذي قد انتهى سؤدَدُه في أنواع الشرف والسؤدَد، ومنه قول الشاعر:
            علوته بحسام ثم قلت له ** خذها حذيف فأنت السيد الصمد
 وقال أبو هريرة: إنه المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد. وقال السُّدّي: إنه المقصود في الرغائب، والمستعان به في المصائب. وقال الحسين بن الفضل: إنه الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وقال مقاتل: إنه الكامل الذي لا عيب فيه، ومنه قول الزبرِقان:
              سيروا جميعاً بنصف الليل واعتمدوا * ولا رهينة إلا سيدٌ صمدُ
انظر( تفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي).
*د يحيى
24 - مارس - 2008
 8  9  10  11  12