 | تعليقات | الكاتب | تاريخ النشر |  | أبيات جمعت سور القرآن الكريم كن أول من يقيّم
قصيدة جمعت كل سور القرآن ، بعضها بالاسم وبعضها ببداية السورة. في كلّ فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقرَه في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه قد مدّ للناس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه به توسل إذ نادى بتوبته** في البحر يونس والظلماء معتكرَه هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقان لمّا جلا غرَرَهْ أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجَزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجاً بباب الغار قد سترَهْ في الروم قد شاع قدماً أمره وبه ** لقمان وفي للدرّ الذي نثرَهْ كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ سباهم فاطر الشبع العلا كرماً ** لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرَهْ لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
| *د يحيى | 11 - مايو - 2008 |  | أبيات جمعت سور القرآن الكريم2 كن أول من يقيّم أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاقاً ولم يعرف لها نظرهْ تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقاً عندما خبرهْ في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ بجاهه " سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلاً تابعاً للحق لن يذرَهْ مدثراً شافعاً يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرهْ وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ | *د يحيى | 11 - مايو - 2008 |  | أبيات جمعت سور القرآن الكريم 3 كن أول من يقيّم كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الإنسان قد قدرَهْ كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرَهْ ألم تر الشمس تصديقاً له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ أرأيت أن إله العرش كرمه ** بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ | *د يحيى | 11 - مايو - 2008 |  | دفع إيهام كن أول من يقيّم
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ} الآية. هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها وفاة عيسى عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلام, وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك كقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}, وقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية على ما فسرها به ابن عباس في إحدى الروايتين, وأبو مالك والحسن وقتادة وابن زيد وأبو هريرة, ودلّت على صدقه الأحاديث المتواترة, واختاره ابن جرير, وجزم ابن كثير أنه الحق من أن قوله: {قَبْلَ مَوْتِهِ} أي موت عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. | والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه: | الأول: أنّ قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} لا يدل على تعيين الوقت, ولا يدل على كونه قد مضى, وهو مُتَوَفّيه قطعاً يوماً ما, ولكن لا دليل على أنّ ذلك اليوم قد مضى, وأما عطفه {وَرَافِعُكَ إِلَيّ} على قوله: {مُتَوَفِّيكَ} فلا دليل عليه لإطباق جمهور اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع, وإنما تقتضي مطلق التشريك, وقد ادّعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك, وعزاه الأكثر للمحققين, وهو الحق, خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمر والزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه, وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال: لم أجده في كتابه. وقال ولي الدين: أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي, حكاه عنه صاحب (الضياء اللامع) وقوله صلى الله عليه وسلم: "أبدأ بما بدأ الله به" يعني الصفا, لا دليل عليه على اقتضائها الترتيب, وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكر عنه صاحب الضياء اللامع وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية, فكذلك لا تقتضي المنع منهما فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية بدليل الحديث المتقدم. وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان: ( هجوت محمد وأجبت عنه ) على رواية الواو, وقد يراد بها المعية كقوله: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}, وقوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}, ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل . | الوجه الثاني: أنّ معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك ورافعك إليّ أي في تلك النومة, وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}, وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}, وعزا ابن كثير هذا القول للأكثرين, واستدل بالآيتين المذكورتين وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا.." الحديث . | الوجه الثالث: أنّ {مُتَوَفِّيكَ} اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه ومنه قولهم: "توفّى فلان دينه" إذا قبضه إليه.. فيكون معنى {مُتَوَفِّيكَ} على هذا قابضك منهم إلي حيا, وهذا القول هو اختيار بن جرير. وأما الجمع بأنه توفّاه ساعات أو أياما ثم أحياه فالظاهر أنه من الإسرائليات, وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن تصديقها وتكذيبها . | ( الشيخ الشنقيطي ، وكتابه أضواء البيان : رحمة الله عليه). | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | لاإكراه في الدِّين....     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ} هذه الآية تدل بظاهرها على أنه لا يكره أحد على الدخول في الدين, ونظيرها قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}, قوله تعالى: {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ}, وقد جاء في آيات كثيرة ما يدل على إكراه الكفار على الدخول في الإسلام بالسيف كقوله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}, وقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي الشرك, ويدل لهذا التفسير الحديث الصحيح: "أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" الحديث, والجواب عن هذا بأمرين: | الأول - وهو الأصح -: أنّ هذه الآية في خصوص أهل الكتاب, والمعنى أنهم قبل نزول قتالهم لا يكرهون على الدين مطلقا, وبعد نزول قتالهم لا يكرهون عليه إذا أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون, والدليل على خصوصها بهم ما رواه أبو داود وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كانت المرأة تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده, فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: "لا ندع أبناءنا", فأنزل الله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}, المقلاة التي لا يعيش لها ولد, وفي المثل: "أحر من دمع المقلاة", وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال "نزلت {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: (الحصين), كان له ابنان نصرانيان, وكان هو مسلما, فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ألا استكرههما فإنهما أبيا إلا النصرانية؟ ", فأنزل الله الآية", وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير سأله أبو بشر عن هذه الآية؟ فقال: نزلت في الأنصار, قال: خاصة؟ قال: خاصة", واخرج ابن جرير عن قتادة بإسنادين في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أكره عليه هذا الحي من العرب؛ لأنهم كانوا أمة أمية ليس لهم كتاب يعرفونه فلم يقبل منهم غير الإسلام, ولا يكره عليه أهل الكتاب إذا أقرّوا بالجزية أو بالخراج ولم يفتنوا عن دينهم فيخلى سبيلهم" وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان فلم يقبل منهم إلاَّ لا إله إلا الله أو السيف, ثم أمر فيمن سواهم أن يقبلوا منهم الجزية فقال: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}, وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أيضا في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}, قال: "وذلك لما دخل الناس في الإسلام, وأعطى أهل الكتاب الجزية", فهذه النقول تدل على خصوصها بأهل الكتاب المعطين الجزية, ومن في حكمهم, ولا يرد على هذا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لان التخصيص فيها عرف بنقل عن علماء التفسير لا بمطلق خصوص السبب, ومما يدل للخصوص أنه ثبت في الصحيح: "عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل" . | الأمر الثاني: أنها منسوخة بآيات القتال كقوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية, ومعلوم أن سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة, وسورة براءة من آخر ما نزل بها, والقول بالنسخ مروي عن ابن مسعود, وزيد بن أسلم, وعلى كل حال فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها {لا إِكْرَاهَ} الآية, والمتأخر أولى من المتقدم, والعلم عند الله تعالى. | | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | ( لقطة)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
1. لقد جاء في الإنجيل المكتوب باللغة القبطية الذي كتبه أحد البطاركة في سنة 506م ما معناه: الآتي بعدي يسمى: الفارقليط بندكراطور؛ أي الروح المنشق اسمه من اسم الحمد، سيبعث الحياة في أمة ليست لها من الحياة نصيب إلا الضلال في برية فاران كجِحاش الأتن. وذكر أن هذا الإنجيل منزوع الغلاف، وذكر كاتبه في ديباجته أنه نقله من أصول الإنجيل الحقيقي. 2. استخرج هؤلاء المهتدون تطابق كلمة "البارقليط" مع اسم محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وبيان هذا التطابق كما يلي: أ - هذا الاسم "بارقليط" يوناني. وتفسيره باللغة العربية أحمد أو محمد أو محمود. ومن المدهش أن الاسم الفريد الذي لم يعط لأحد من قبل كان محجوزاً بصورة معجزة لأشهر رسل الله وأجدرهم بالثناء، ونحن لا نجد أبداً أيَّ يوناني كان يحمل اسم "برقليطس" ولا أيَّ عربي كان يحمل اسم أحمد. ب- إن التنزيل القرآني القائل: إنّ عيسى ابن مريم أعلن لبني إسرائيل أنه كان "مبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" – واحدٌ من أقوى البراهين على أنّ محمداً كان حقيقة نبياً، وأنّ القرآن تنزيلٌ إلهي فعلاً، إذ لم يكن في وسعه أبداً أن يعرف أن كلمة البارقليط كانت تعني أحمد إلا من خلال الوحي والتنزيل الإلهي، وحجة القرآن قاطعةٌ ونهائية؛ لأن الدلالة الحرفية للاسم اليوناني تعادل بالدقة ودون شك كلمتي "أحمد" و "محمد" صلى الله عليه وسلم. ج - أن اسم البارقليط لفظة يونانية يجتمع من معانيها في القواميس: المعزّي، والناصر، والمنذر، والداعي. وإذا تُرجمتْ حرفاً بحرف إلى اللغة العربية صارت بمعنى "الداعي" وهو من أسمائه صلى الله عليه وسلم ، وقد وُصِفَ في القرآن الكريم بمثل ذلك في قوله تعالى: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه" . وقد فهم أوائل النصارى أن هذه اللفظة إنما تعني الرسولَ محمداً صلى الله عليه وسلم . | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | ميراث المرأة المسلمة.     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
حول ميراث المرأة المسلمة لقد ألقت الجهالة المفرطة لدى كثير من الناس في أحكامها، أعباءَ ظلمٍ شنيع انحطّ على الشريعة الإسلامية، ومِن ثَم نَسجتْ وهماً لا أصل له في قِسمة الميراث بين الرجل والمرأة. يجعل هؤلاء الجهالُ من قول الله تعالى: " لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ" [النساء:4/11] قاعدةً مطَّرِدةً نافذةً في حال كل رجل وامرأة يلتقيان على قسمة ميراث.. بل ربما جعلوا من هذا الجزء من آيةٍ في كتاب الله، تعالى، ساحةَ تفكّهٍ وتندّر، في ما تقرره الشريعة الإسلامية طِبق وهمِهم، من أنّ الرجل يفوز دائماً بضِعف ما تفوز به المرأةُ من حقوق. إنّ الآية تبدأ بقول الله تعالى: " يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ" [النساء:4/11] إذن، فبيانُ اللهِ تعالى يقرر هذا الحكم في حق الولدين أو الأولاد. أما الورثة الآخَرون، ذكوراً وإناثاً، فلهم أحكامهم الواضحةُ الخاصةُ بكلٍّ منهم، ونصيب الذكور والإناث واحدٌ في أكثر الحالات، وربما زاد نصيب الأنثى على نصيب الذكر في بعض الأحيان وإليكم طائفةً من الأمثلة: * إذا ترك الميت أولاداً وأباً وأماً، ورِث كلٌّ من أبويه سدسَ التركة، دون تفريقٍ بين ذكورة الأب وأنوثة الأم، وذلك عملاً بقوله تعالى: " وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُما السُّدُسُ" [النساء:4/11] * إذا ترك الميت أخاً لأمه أو أختاً لأمه، ولم يكن ثَمةَ مَن يحجبهما مِن الميراث، فإنّ كلاً من الأخ والأخت يرث السدس، دون أي فرقٍ بين ذكر وأنثى، عملاً بقول الله تعالى: " وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُما السُّدُسُ" [النساء:4/12] * إذا ترك الميت عدداً من الإخوة للأم، اثنين فصاعداً، وعدداً من الأخوات للأم، اثنتين فصاعداً، فإن الإخوة يرثون الثلث مشاركة، والأخوات يرثن الثلث مشاركة، دون تفريق بين الإناث والذكور، لصريح قول الله تعالى: " فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ" [النساء:4/12] * إذا تركت المرأة المتوفاة زوجها وابنتها، فإن ابنتها ترث النصف، ويرث والدها الذي هو زوج المتوفاة، الربع؛ أي إن الأنثى ترث هنا ضِعف ما يرثه الذكر. * إذا ترك الميت زوجة وابنتين وأخاً له، فإن الزوجة ترث ثمن المال، وترث الابنتان الثلثين، وما بقي فهو لعمهما وهو شقيق الميت، وبذلك ترث كل من البنتين أكثر من عمهما، وذلك هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقاً لحكم الله عز وجل في آية الميراث. * إذن، فقد تبين أن قول الله تعالى: " لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْن" ليس قاعدة عامة، بل هي قيدٌ للحالة التي ذكرها الله تعالى؛ أي الحالة التي يعصّب فيها الوارث الذكر أخته. قال سبحانه :" أأنتم أعلم أم الله " . نعم ، إنه – والله- لَدِينُ الحق ، الذي سيُظهره الله، تعالى ،حاكماً على الأديان ومهيمناًعليها بواسطة الرحمة المهداة والمبعوث كافةً للناس والمبعوث رحمةً للعالمين سيدنا وحبيبنا وسعادتنا وقرة أعيننا محمد ، صلى الله وسلم وبارك عليه صلوات من الأزل إلى الأبد، مستمرة لا تُرَدُّ ولا تُعَدُّ ولا تُحَدّ..... اللهم نوِّر قلوبنا ، وعلّمنا علوماً يفهمها الناس جميعاً ، وتقودهم إلى الإسلام والإيمان؛ لنيل مرضاتك ... آمين ، والحمد لله ربّ العالمين. | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | فن الفكاهة والمرح(1)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الحياة رحلة شاقة، حافلة بالمتاعب والآلام، ولا يسلم امرؤ فيها مِن تجرُّع لونٍ أو ألوان من غصصها ، ومكابدة آلامها وإن ولد وفي فمه ملعقة من ذهب كما يقولون . وقد أشار القرآن إلى ذلك حين قال: (لقد خلقنا الإنسان في كبد ) . (البلد 4) . وأهل الإيمان أكثر تعرضاً لبلاء الدنيا من غيرهم ، نظراً لخطورة مطلبهم ، من ناحية، وكثرة من يعارضهم ويقطع عليهم طريقهم من ناحية أخرى. حتى ورد في بعض الآثار: [ المؤمن بين خمس شدائد: مسلم يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله ، وشيطان يضله ، ونفس تنازعه ] . وثبت في الحديث أن [ أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ] . لهذا كان الناس - كلُ الناس - في حاجة إلى واحات في طريقهم تخفف عنهم بعض عناء رحلة الحياة، وكان لا بد لهم من أشياء يروحون بها أنفسهم، حتى يضحكوا ويفرحوا ويمرحوا، ولا يغلب عليهم الغم والحزن والنكد، فينغص عليهم عيشهم، ويكدر عليهم صفوهم. من تلك الواحات : الفكاهة والمزح ، وكل ما يستخرج الضحك من الإنسان ، ويطارد الحزن من قلبه، والعبوس من وجهه، والكآبة من حياته. فهل يرحب الدين بهذا الفن "الكوميدي" أو يضيق به ؟ هل يحله أو يحرمه؟.
| *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | فن الفكاهة والمرح(2)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الفكاهة والمرح في واقع المسلمين: ولقد رأيت الناس - بفطرتهم ، وعلى قدْر ما سمحت به إمكاناتُهم، وفي ضوء ما عرَفوه من سماحة دينهم - قد ابتكروا ألواناً من الوسائل والأدوات التي تقوم بوظيفة الترويح والإضحاك لهم . من ذلك: "النكت" التي برع فيها المصريون ، واشتهروا بها بين الشعوب ، وهي أنواع مختلفة ،ولها مَهمات متعددة ، ومنها : " النكت السياسية " التي تهزأ بالحكام وأعوانِهم ، ولاسيما في أوقات التسلط والاستبداد السياسي. ولا يكاد يجلس الناس بعضهم إلى بعض إلا حكَوا من هذه النكت ما يضحكهم ويسرِّي عنهم بعض ما يعانون، أحياناً يسندونها إلى أسماءٍ معروفة، مثل جحا، أو أبي نواس، أو غيرهما، وأحياناً لا ينسبونها إلى معين. وهناك أناس لا يقتصرون على حكاية النكت عن غيرهم، بل هم ينشئون نكتاً على البديهة، وهذا شأن الشخصيات الفكِهة ، مثل "أشعب" قديماً ، ومثل الشيخ "عبد العزيز البشري" حديثاً في مصر. وكانت في مصر بعضُ المجلات المتخصصة في هذا اللون، أشهرها مجلة "البعكوكة". ويلحق بذلك فن "القفشات" وما يسميه المصريون " الدخول في قافية وهو لون من استخدام المجاز والتورية حول موضوع واحد، يتطارح فيه الطرفان . ومن ذلك : ألوانٌ من الألعاب التي تدعو إلى الضحك والمرح ، مثل لعبة "الأراكوز" ، ومثله "خيال الظل" الذي كان يُعَدُّ نوعاً من التمثيل الشعبي الفكاهي . ومن ذلك : الألغاز والأحاجي، أو ما يسمى في لغة العامة " الفوازير ومن ذلك : القصص الفكاهية ، أو ما يسميه العوام "الحواديت" المسلية والمرفهة. | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |  | فن الفكاهة والمرح(3)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم ومن ذلك : "الأمثال الشعبية" التي كثيراً ما تتضمن فِكَراً أو تعبيرات تبعث على الضحك والمرح. إلى غير ذلك من الألوان، التي تخترعها الشعوب بوساطة فنانين معروفين أو مجهولين غالباً، ملائِمة لكل بيئة وما يسودها من قيم ومفاهيم ، وما تمر به من ظروف وأحوال. وكل عصر يضيف أشياء جديدة، ويطور الأشياء القديمة، وقد يستغنى عن بعضها. كما نرى في عصرنا فن "الكاريكاتير" الذي حوّل النكتة من كلمة تقال إلى صورة معبرة، مصحوبة ببعض الكلام، أو غير مصحوبة. وقد سئلت عن موقف الدين من الضحك والمرح والفكاهة ، نظراً لما يبدو على بعض المتدينين من العبوس والتجهم فيكادون لا يضحكون ، ولا يمزحون ، حتى حسب بعض الناس أن هذه هي طبيعة الدين والتدين. وكان جوابي : أن الضحك من خصائص الإنسان، فالحيوانات لا تضحك؛ لأن الضحك يأتي بعد نوع من الفهم والمعرفة لقولٍ يسمعه، أو موقف يراه، فيضحك منه. ولهذا قيل : الإنسان حيوان ضاحك ، ويصدق القول هنا : أنا أضحك، إذن أنا إنسان . والإسلام - بوصفه دينَ الفطرة - لا يُتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والانبساط، بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة، ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائله باشة، ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة، التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظارٍ قاتم أسود. وأسوةُ المسلمين في ذلك هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان - رغم همومِه الكثيرة والمتنوعة - يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية، يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامَهم وأحزانهم ومصائبهم. يقول زيد بن ثابت، وقد طُلب إليه أن يحدّثهم عن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ كنت جارَه، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، قال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ]. [رواه البيهقي] . | *د يحيى | 22 - أكتوبر - 2008 |
|