البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )

رأي الوراق :

 أحمد 
2 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارْنَبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
 
الإنجيل برواية
بارْنَبا الليوي القبرصي
 
 
ترجمة مقارنة جديدة
تتضمن معطيات غير معروفة من قبل
بالاعتماد على
مخطوطة المكتبة الوطنيّة بڨيينا
ومخطوطة مكتبة فيشر بجامعة سيدني
 
د. أحمد إيبش
 
 
ما هو إنجيل بارْنَبا؟
كثيرون جداً سمعوا بهذا الإنجيل (مغلوطاً باسم: إنجيل برنابا).. وما أكثر الأبحاث التي جزمت تلقائياً بأنه إنجيل مزوّر لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنه من وضع بعض اليهود أو المسلمين الذين ارتدّوا عن الدين المسيحي.. فأين تكمن حقيقته؟
وما حقيقة ذكر هذا الإنجيل (على لسان المسيح عليه السلام) لسيدنا محمد بالاسم صراحة، على أنه خاتم الأنبياء المنتظر؟
مئة عام مضت على ظهور أول ترجمة إنكليزية لهذا الإنجيل الهام المثير للجدل، على يد القس الإنكليزي لونسديل راگ وزوجته لورا Lonsdale & Laura Ragg.  ولكن، هل كانت تلك الترجمة على المستوى العلمي المطلوب؟ هل نجحت ومثلها الترجمة العربية المنقولة عنها (بقلم د. خليل سعادة) – دون الرجوع إلى المخطوط – في فك رموز إنجيل بارْنَبا؟!
في هذه الترجمة العربيّة الجديدة المقارنة التي نقوم بها حالياً، يتمّ الكشف للمرّة الأولى عن الأصول القديمة لهذا الإنجيل، وإثبات الدليل النصّي الدّامغ على أن أصلاً أوّليّاً له باليونانيّة قد تمّت ترجمته إلى اللاتينيّة، وبعدها إلى الإيطاليّة والإسپانيّة، وأن ذلك كان ضمن سلسلة تاريخيّة مطوّلة من الإخفاء والتّحريم التّام.
هذه الترجمة اليوم تسلّط الأضواء على معطيات بالغة الأهميّة في المخطوطتين، سواء من الناحية النصيّة أو العقائديّة. ففيها يتجلّى الجوهر الأقرب إلى حقيقة المسيح عليه السلام، وبعثته وإنكاره الشديد لدعوة تأليهه، وأنه رُفع لم يُصلب.. والجديد الآن حسب المخطوطة الإسپانيّة التي ظهرت قبل 30 عاماً: ما الذي كان يعرفه بطرُس؟
كذلك من أهمّ محاور إنجيل بارْنَبا حول سيرة المسيح (عليه السّلام)، حربه الضارية على اليهوديّة الهيكليّة الفريسيّة المنحرفة عن شريعة موسى (عليه السّلام)، والتي تمخض عنها التلمود فيما بعد.
أمّا ما يتوّج هذه الوثيقة المسيحيّة القديمة النقيّة، فهو بشارة المسيح (عليه السّلام) بنبوّة سيّد البشر نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.  وأن الدّين الحق كما أنزله الله تعالى على سيّدنا موسى ثم عيسى ثم محمّد (عليهم الصلاة والسّلام) إنما كان سلسلة مستمرّة متوافقة متوائمة لا انقطاع فيها، كان جوهرها ولُحمتها وسُداها: التوحيد!
في هذا المجلس، سأقوم بنشر المقدمة النقدية الكاملة، التي صدّرت بها ترجمتي المقارنة الجديدة لإنجيل بارْنَبا، حسب المخطوطتين المذكورتين، بالإيطاليّة و الإسپانيّة. وأرجو من قرّاء الورّاق الكرام إبداء آرائهم التي سأتلقاها بكل اهتمام وتقدير.
 
 
 7  8  9  10  11 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفصل السادس    كن أول من يقيّم
 
الفصل السّادس
هداية النّجم لثلاثة مَجوس من المَشرق إلى اليَهوديّة
ولمّا يعثر هؤلاء على يَسوع يسجدون له ويقدّمون العطايا
في أيّامِ حُكمِ هِيْرُود([1]) مَلِكِ اليَهوديَّة([2])، لمّا وُلِدَ يَسوع، كانَ ثَمَّةَ ثلاثَةٌ من المَجوسِ في أنحاءِ المَشرِق يتَرَصَّدونَ نُجومَ السَّماء.  فلاحَ لهُم نَجمٌ شديدُ التَّألُّق، فبعدَ أن تشاوَروا الرّأيَ بينَهُم قَصَدوا اليَهوديّة، يَهديهِمُ النَّجمُ الذي طَفِقَ يتَقَدَّمُهُم([3])، فلَمّا بَلَغوا أُورشَليمَ راحوا يسألونَ عن الموضِعِ الذي وُلِدَ فيهِ مَلِكُ اليَهودِ.  فلمّا سَمِعَ هِيْرُودُ ذلكَ ارتاعَ واخْتَبَطَتِ المَدينَةُ كُلُّها. 
فلذلِكُ استدعى هيرودُ الكَهَنةَ والكَتَبَة قائلاً: »أينَ يولَدُ المَشِيَّح؟«، فأجابوا أنَّ المُنتَظَرَ أن يُولَدَ في بيتْ لِحِم، لأنَّه }52{ مكتوبٌ في النَّبيُّ([4]): »وأنتِ يا بيتْ لِحِم لستِ صغيرة بين رُؤساءِ يَهوداه، لأنَّ مِنكِ يخرُجُ قائِدٌ([5]) يَرعى شَعبي إسرائيل«.
فلهذا، استَدعى هِيْرُودُ أيضاً المَجوسَ([6]) وسألَهُم عن سَبَبِ مَجيئِهم، فأجابوا أنَّهُم رأوا نَجماً في المَشرِق هَداهُم إلى هذه الوُجهة، فلذلكَ رَغبوا في السُّجودِ إلى هذا المَلِكِ الجَديد الذي تَبَدّى لهُم نجمُهُ، وأن يُقَدِّموا لهُ الهَدايا.  فقالَ حينَئِذٍ هِيْرود: »امضُوا إلى بيتْ لِحِم وفَتِّشوا بتَحَرٍّ تامٍّ عن الصَّبيّ، فمتى وَجَدتُموهُ تعالَوا وأخبِروني، لأنّني أنا أيضاً أوَدُّ أن أسجُدَ لهُ«.  وهو إنَّما قالَ ذلكَ مَكراً منهُ.
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل متّى - 2: 1-9.
([2]) المذكور هنا طبعاً هو هيرود الأكبر بن أنتيباتر الإدومي (37 -4 ق.م) وليس ابنه هيرود أنطيپاس حاكم الجليل (4 ق.م - 39 م).  وسنذكر أدناه كيف أن هذا الاسم قد أوقع كثيراً من الباحثين في التباس، وأن أبناء هيرود كلّهم تكنّوا باسمه.
([3]) قابل على إنجيل متّى - 2: 9.
([4]) الاقتباس من سِفر ميخايا - 5: 2.  وقابل على إنجيل متّى - 2: 5-6؛ 5: 2.
([5]) العبارة في الأصل الإيطالي: uno ducha، وهي تناظر عبارة: dux  اللاتينيّة في متن الڨولگاتِه (الترجمة اللاتينيّة الأولى) لإنجيل متّى - 2: 6.
([6]) الكلمة يونانيّة o magoV »أُو ماجُوس« بالمُفرد، وجمعها: oi magoi »أُويْ ماجُوي«.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل السابع    كن أول من يقيّم
 
الفصل السّابع
زيارة المَجوس ليَسوع
وعودتهم إلى وطنهم وإنذار يَسوع إيّاهم في حُلم
فانصَرَفَ المَجوسُ([1]) عن أُورشَليم، وإذا بالنَّجمِ الذي ظَهَرَ لهُم في المَشرِق يتقَدَّمُهُم.  فلَمّا رأى المَجوسُ النَّجمَ امتلؤوا حُبوراً.  ولمّا بَلَغوا ظاهِرَ بيتْ لِحِم، ألفَوا النَّجمَ مُستقِرّاً فوقَ النُّزُل الذي وُلِدَ فيهِ يَسوعُ. }53{ فذَهَبَ المَجوسُ إلى هُناكَ، ولمّا دَخَلوا النُّزْلَ وَجَدوا الطِّفلَ معَ أُمِّه.  فرَكَعوا لهُ وسَجَدوا.  وقَدَّموا طُيوباً معَ فِضَّةٍ وذَهَبٍ، وقَصّوا على العَذراءِ كلَّ ما رأوا.
ثُمَّ فيما كانوا نِياماً، حَذَّرَهُم الطِّفلُ([2]) منَ الذَّهاب إلى هِيْرُود، فآبوا على دربٍ آخَر وعادوا إلى وَطَنِهم، مُخبرينَ بما رأوا في اليَهوديَّة.
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل متّى - 2: 10-12.
([2]) يرد في عدد من أناجيل الطفولة الأپوكريفيّة (المنحولة غير المقبولة كنسياً) أمثلة على تكلّم يسوع وهو رضيع.  أما في إنجيل بارْنَبا والأناجيل القانونيّة الأربعة فلا يرد ذلك.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل الثامن    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثّامن
الهُروب إلى مِصر بيَسوع
هيرود يقتل الأطفال الأبرياء
فلمّا رأى هِيْرُودُ أنَّ المَجوسَ لم يعودوا إليهِ ظَنَّ أنَّهُم سَخِروا منه([1])، فعَقَدَ العَزمَ على قَتلِ الطِّفلِ الذي وُلِدَ.  ولكن بينَما([2]) كانَ يُوسِفُ نائِماً ظَهَرَ لهُ مَلاكُ الرَّبِّ قائلاً: »انهَضْ من فورك، وخُذِ الطِّفلَ وأُمَّهُ وامضِ إلى مِصرَ، فإنَّ هِيْرُودَ يَبغي قَتلَهُ«.
فنَهَضَ يُوسِفُ بخَوفٍ عَظيم، وأخَذَ مريَمَ معَ الطِّفلِ، ومَضوا إلى مِصرَ، فلَبِثُوا هُناكَ إلى أن ماتَ هِيْرُودُ، الذي حَسِبَ أنَّ المَجوسَ سَخِروا([3]) منه، فأرسَلَ جُنودَهُ ليَقتُلوا كلَّ الأطفالِ }54{ الحديثي الوِلادَةِ في بيتْ لِحِم.  فأتى الجُنودُ وقَتَلوا جميعَ الأطفالِ الذينَ كانوا هُناكُ، كما أمَرَهُم هِيْرُود، فتَمَّتْ حينَئِذٍ كَلِمةُ النَّبيِّ القائِلة: »نَوحٌ وبُكاءٌ في الرَّامَة، راحيلُ تَندُبُ أبناءَها، وليسَ لها تَعزيَة، لأنَّهُم ليسوا بمَوجودين«([4]).
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل متّى - 2: 16.
([2]) قابل على إنجيل متّى - 20: 13-14.
([3]) قابل على إنجيل متّى - 2: 16-18.
([4]) قابل على إنجيل متّى - 2: 18.  وهذه الفقرة مُقتبسة من سِفر يرمياه - 2: 18: »صوتٌ سُمع في الرّامة، نَوحٌ وبُكاءٌ وعويلٌ كثير، راحيلُ تبكي على أولادها ولا تريدُ أن تتعزّى لأنهم ليسوا بموجودين«.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل التاسع    كن أول من يقيّم
 
الفصل التّاسع([1])
يَسوع يعود إلى اليَهوديّة فيُناظر الحُكَماء
وله من العمر آنذاك اثنا عشر عاماً
ولمّا ماتَ هِيْرُودُ([2])، إذا بمَلاكِ الرَّبِّ يَظهَرُ ليُوسِف في حُلُم قائلاً: »عُدْ إلى اليَهوديّة لأنَّهُ قد ماتَ الذينَ كانوا يطلُبونَ موتَ الصَّبيّ«.  فأخَذَ يُوسِفُ الطِّفلَ ومريَمَ - وكانَ ]يَسوعُ[ بالِغاً من العُمر سبعَ سنين - وقَدِمَ إلى اليَهوديَّة لكنَّهُ لمّا سَمِعَ أنَّ أرخيلاوُس([3]) ابنَ هِيْرُود كانَ حاكِماً في اليَهوديّة، خَشيَ من المُكوثِ ]هُناكَ، فكانَ أن[ مَضى إلى الجَليلِ، وذَهَبوا ليَسكُنوا في النَّاصِرة.  فنَشَأ الصَّبيُّ في النِّعمَةِ والحِكمَةِ أمامَ اللهِ وأمامَ النّاسِ([4]).
ولَمّا بَلَغَ يَسوعُ من العُمرِ اثني عَشَرَ عاماً، صَعَدَ إلى أُورشَليم مع مريَم ويُوسِف، ليَتَعَبَّدَ هُناكَ حسبَ شَريعَة الرَّبِّ المَكتوبَةِ في سِفرِ }55{ مُوسَى([5]).  ولمّا تَمَّتْ صَلَواتُهُم قَفِلوا مُنصَرِفينَ، بعدَ أن فَقَدوا يَسوعَ، لأنَّهُم ظَنّوا أنَّهُ إنَّما عادَ إلى ديرَتِهم معَ أقرِبائِهم.
ولذا عادَتْ مريَمُ معَ يُوسِف إلى أُورشَليم ناشِدَين يَسوعَ بينَ الأقرِباءِ والجيرانِ.  وفي اليَومِ الثّالِثِ وَجَدوا الصَّبيَّ في الهَيكَلِ في وَسَطِ الحُكَماء([6]) يُحاجُّهُم في أُمورِ الشَّريعَة.  وكانَ الجَميعُ يَتَعَجَّبونَ لأسئِلَتِهِ وأجوِبَتِهِ قائلين: »كيفَ أُوتيَ مثلَ هذا العِلمِ وهو لم يَزَل حَدَثاً ولم يتَعَلَّم القِراءَة؟([7])«.

([1]) في هامش المخطوط باللّغة العربيّة: »سورة الحج«.
([2]) قابل على إنجيل متّى - 2: 19-22.
([3]) ولي أرخيلاوُس Archelaos مُلكَ اليَهوديّة بعد موت أبيه هِيْرُود سنة 4 ق.م، وذلك يعني أنّ مولدَ يَسوعَ لا يُصاقِب ما اصطلحوا عليه كبداية للتّقويم الميلادي، بل بحسب جميع الأناجيل (حتى الإزائيّة) نرى فارقاً يجعل ولادة يَسوع قبل العام الأول للميلاد بما لا يقلّ عن 8-10 سنين.  وإنجيل بارْنَبا لا يخرُج عن ذلك، فهو على أيّ حال كان قُبرصيّاً ومن الواضح تماماً (لأسباب نَصّيّة وموضوعيّة، بشهادة أعمال الرُّسُل) أنَّهُ لم يكن موجوداً في أرض فلسطين إبّان مُبتدأ حياة المسيح (ولعلّه حتى لم يكن وُلد بعد)، ثمّ لدينا ما يدُلّ على أنَّه كان ينقلُ أخبار يَسوع في يفاعتِه من سواه (وهذا سبب الغُموض في عبارته عن بُنطيوس بيلاطُس)، ثمّ عايش يَسوعَ ورآه بعينه وسمع منه مُباشرةً كشاهد عيان من بعد ما جاوز يَسوعُ الثلاثين من العُمر، بدليل روايته في الفصل 10 أدناه: »ولمّا بَلَغَ يَسوعُ سِنَّ ثَلاثينَ عاماً - كما أخبَرَني هو نفسُهُ - صَعَدَ إلى جَبَلِ الزَّيْتونِ«.  فهنا الدّليل على أنّه لم يكن في صُحبة يَسوع قبل ذلك، بل بُعيده حُكماً.
([4]) قابل على إنجيل لوقا - 3: 23.
([5]) سفر الخروج - 23: 25.
([6]) الحُكماء هم حاخامات اليهوديّة الرّابينيّة (الحاخاميّة أو المعياريّة)، وسعادة يُترجم العبارة بكلمة: الفُقهاء، ممّا أفقدها مغزاها الاصطلاحي، وبالتالي مؤدّى صراع يَسوع مع حاخامات المِشناه، دعامة الشّريعة الشِّفاهيّة وعمودها الفقري.
([7]) قابل على سفر القضاة - 7: 15؛ وإنجيل متّى - 13: 54.
 
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
تتمة الفصل التاسع    كن أول من يقيّم
 
فعَنَّفَتْهُ مريَمُ قائلةً: »يا بُنَيّ، ماذا فَعَلتَ بِنا؟  ما زِلنا أبوكَ وأنا نَنْشُدُكَ مُنذُ ثلاثةِ أيّامٍ!«.
فأجابَ يَسوعُ([1]): »أما عَلِمتِ أنَّ خِدمَةَ اللهِ يَنبَغي تَقديمُها على الأبِ والأُمِّ؟«([2]).  ثُمَّ هَبَطَ يَسوعُ معَ أُمِّهِ ويُوسِف إلى النَّاصِرَة، وظَلَّ مُطيعاً لَهُما بتَواضُعٍ واحتِرام.
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل متّى - 10: 37.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »لا يترك عبادة الله تعلى لأجل خدمت أبوين - منه«.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل العاشر    كن أول من يقيّم
 
الفصل العاشر([1])
يسوع في سن الثّلاثين على جَبَل الزَّيتون يتلقّى الإنجيل
من الملاك جبريل على نحو عجيب
ولمّا بَلَغَ يَسوعُ سِنَّ ثَلاثينَ عاماً([2]) - كما أخبَرَني هو نفسُهُ - صَعِدَ إلى جَبَلِ الزَّيْتونِ معَ أُمِّهِ ليَجنيا زَيتوناً. ففي وقتَ الظَّهيرة }56{ بينَما كانَ يُصَلّي، وبَلَغَ هذهِ العِبارَة: »يا رَبُّ بِرَحمَة...«، إذا بنُورٍ باهِرٍ يُحيقُ بِهِ وحَشدٍ غَفيرٍ من الملائِكَةِ يقولونَ: »المَجدُ لله«.
وقَدَّمَ لهُ المَلاكُ جِبرائيلُ كِتاباً كأنَّهُ مِرآةٌ بَرّاقةٌ، فنَزِلَ إلى قَلبِ يَسوعَ، فبِهِ صارَ يعرِفُ ما فَعَلَ اللهُ وما قالَ اللهُ وما هيَ إرادَةُ اللهِ، حتّى أنَّ كلَّ شيءٍ باتَ مَكشوفاً ومُنبَسِطاً أمامَهُ، كما قالَ لي([3]): »يا بارْنَبا، صَدِّقْ أنّي أعرِفُ كلَّ نَبيٍّ وكُلَّ نُبُوَّة، ولِذَلكَ فكُلُّ ما أقولُه إنَّما قد جاءَ من ذاكَ الكِتاب«.
فلَمّا تَجَلَّتْ هذه الرُّؤيا ليَسوع، وأيقَنَ أنَّهُ نَبيٌّ مُرْسَلٌ إلى بيتِ إسرائيلَ كاشَفَ أُمَّهُ مريَم بالأمرِ كُلِّهِ، وأخبَرَها أنَّهُ يتَوَجَّبُ عليهِ أن يحتَمِلَ عَذاباً عَظيماً في سبيلِ مَجدِ الله، وأنَّهُ ما عادَ بوِسْعِهِ البَقاءُ مَعَها ليَخدِمَها.  فإذْ سَمِعَتْ مريَمُ ذلكَ أجابَت: »أيّ بُنَيّ، إنّني قبلَ مَولِدِكَ قد نُبِّئتُ بذلكَ كُلِّه، فالمَجدُ لاسمِ اللهِ([4]) القُدّوس«. 
فلذلكَ، تَولَّى يَسوعُ عن أُمِّهِ ليَقومَ }57{ بأمرِ واجِبِهِ النَّبَويِّ.
*  *  *


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الأنذلّ الإنجيل«.
([2]) قابل على إنجيل لوقا - 3: 23. وكلام بارْنَبا يدلّ على أنّه لم يدركه في سنّ الثلاثين.
([3]) تتكرّر في هذا الإنجيل عدّة جمل يضعها كاتبها بصيغة المتكلّم، وأحياناً يروي فحوى خطاب جرى بينه وبين يسوع.  ولهذا دون ريب قيمة خاصّة لا نجدها في سواه.
([4]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »بسم الله«.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل الحادي عشر    كن أول من يقيّم
 
الفصل الحادي عشر
يَسوع يشفي أبرَصَ بمُعجزة ويتوجّه إلى أورشليم
لمّا هَبَطَ يَسوع من الجَبَلِ قاصِداً أُورشَليم، التقى برَجُلٍ أبرَصَ([1])، فعَلِمَ الرَّجُلُ بإلهامٍ إلَهيٍّ أنَّ يَسوعَ نَبيٌّ.  فما كانَ منهُ إلاّ أن تَضَرَّعَ إليهِ باكياً، وهو يقول: »يا يَسوعَ ابنَ داود، ارحَمني«([2]).
فأجابَ يَسوعُ: »ماذا تُريدُ منّي أفعلُ لكَ أيُّها الأخُ؟«([3]).
فأجابَ الأبرَصُ: »يا سَيّدي هَبْني العافيَة«.
فانتَهَرَهُ يَسوعُ قائلاً: »أيُّ جاهِلٍ أنتَ!  اضرَعْ إلى اللهِ خالِقِكَ([4])، يَهَبْكَ البُرءَ والعَافيَة، فإنْ أنا إلاّ إنسانٌ مثلُكَ«([5]).
فأجابَ الأبرَصُ: »أدري يا سَيّدي أنَّكَ إنسانٌ، لكنَّكَ قُدّوسُ الرَّبِّ فاضرَعْ إلى اللهِ يَهَبني العَافيَة«. 
فتنَهَّدَ يَسوعُ وقالَ: »أيُّها الرَّبُّ الإلهُ القديرُ([6])، حُبّاً بأنبيائِكَ المُقَدّسين هَب لهذا العَليل العافيَة.  ولمّا قالَ ذلكَ، مَسَّ العَليلَ بيَدَيهِ وقالَ: »باسمِ اللهِ([7])، أيُّها الأخُ ها قَد بَرِئتَ!«.


([1]) قابل على إنجيل مَرقُس - 1: 40-45.
([2]) قابل على إنجيل مَرقُس - 10: 47.
([3]) قابل على إنجيل مَرقُس - 1: 51.
([4]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله خَالِقُ«.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »قال عيسى أنا بشر مثل أنت - منه«.
([6]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »والله على كلّ شيء قدير - منه«.
([7]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »بسم الله«.
 
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
تتمة الفصل الحادي عشر    كن أول من يقيّم
 
فلمّا قالَ ذلكَ، زالَ البَرَصُ، حتّى عادَ جَسَدُ الأبرَصِ كجَسَدِ طِفلٍ([1]).  فلمّا رأى الأبرَصُ أنَّهُ قد بَرِئَ، صاح بصَوتٍ عالٍ: »تعالَ هُنا يا إسرائيلُ([2])، وتَقَبَّل }58{ النَّبيَّ الذي بَعَثَهُ اللهُ إليكَ!« ([3]).
فرَجاهُ يَسوعُ قائِلاً: »أيُّها الأخُ أمْسِكْ ولا تَقُلْ شيئاً ([4])«.
فما زادَهُ رَجاؤهُ إلاّ صِياحاً، فراحَ يَقولُ: »ها هو ذا النَّبيُّ!  ها هو ذا قُدّوسُ الله!«. 
فلمّا سَمِعَ هذا الكلامَ كثيرونَ ممَّن كانوا خارجينَ من أُورشَليم، خَفّوا فعَادوا أدراجَهُم، ودَخَلوا معَ يَسوعَ إلى أُورشَليم، وقَصُّوا ما صَنَعَهُ اللهُ للأبرَصِ على يَدَي يَسوع.
*  *  *


([1]) قابل على سفر الملوك الثاني - 5: 14.
([2]) يتكرّر في هذا الإنجيل اسم »إسرائيل« بمعنى: بني إسرائيل، شعب إسرائيل.
([3]) في الهامش بالعربيّة: »الله مرسل«.
([4]) المسيح (عليه السلام) يقول ذلك تواضعاً منه ونُكراناً لذاته في حضرة الله جلّ وعلا شأنه.  وما من مُسلم إلا يعرف ويقرّ بعظمة مزايا نبيّ الله الطاهر المسيح بن مريم، ولا ينظر إليه أو إلى أمّه الطّاهرة البَتول أيّ منا - نحن المسلمين - إلا بمُطلق الإجلال والتكريم.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
الفصل الثاني عشر    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثاني عشر([1])
المَوعِظة الأولى للعقيدة العظيمة التي ألقاها يَسوع
على النّاس فيما يخصّ اسم الله
جاشَتْ مدينةُ أُورشَليم بأكمَلِها واضطَرَبَت لهذا الكلام، فخَفَّ الجميعُ إلى الهَيكَل ليَرَوا يَسوعَ، الذي دَخَلَ إليهِ ليُصَلّي، حتّى ضاقَت بهِم أركانُ الهيكَلِ([2]).  فتَقَدَّمَ الكَهَنَةُ إلى يَسوعَ قائلين: »هذا الشَّعبُ يُحبُّ أن يراكَ وأن يَسْمَعَكَ.  فارْتَقِ إذاً سُدَّةَ الهيكَل([3])، وإذا أعطاكَ اللهُ كَلمةً، فتَفَوَّهْ بها باسْمِ الرَّبّ«.
فارتَقى يَسوعُ إلى المَوضِعِ الذي اعتادَ الكَتَبَةُ التَّكَلُّمَ فيهِ، وإذْ أشارَ بيَدِهِ إيماءَةً للصَّمتِ([4])، فَتَحَ فاهُ قائِلاً([5]): »تَبارَكَ اسمُ اللهِ القُدّوس([6])، الذي من مِنَّتِهِ ورَحمَتِهِ شاءَ فبَرَأ الخلائِقَ ]لكي[ يعبُدوهُ ويُمَجِّدوه(11).  تَبارَكَ اسمُ اللهِ القُدّوسِ الذي بَرَأ([7]) بَهاءَ([8]) }59{ جميعِ القِدّيسين والأنبياءِ قبلَ الأشياءِ كلِّها، ليُرسِلَهُ لأجلِ خَلاصِ العالَم، كما قالَ على لِسانِ عبدِهِ داود([9]): »قبلَ كَوكَبِ الصُّبحِ في ضِياءِ القِدّيسينَ خَلَقتُكَ«.  تبارَكَ اسمُ اللهِ القُدُّوسِ، الذي خَلَقَ الملائِكَةَ([10]) لكي يَعبُدوه.

([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الاسم الله«.
([2]) قابل على مَرقُس - 2: 2.   (11) بالهامش: »خلق الله كل المخلقاة برحمته وخيره - منه«
([3]) قابل على إنجيل متّى - 4: 5: »على جناح الهيكل«.
([4]) قابل على أعمال الرّسل - 12: 17.
([5]) هذا تعبير قياسي يرد مراراً في الأناجيل الإزائيّة، في اليونانيّة: (anoixaV to stoma).  وهنا السؤال: هل ألّف هذا الإنجيل بالإيطاليّة - كما يدّعون - شخص أوروبي بالقرن السّادس عشر، يُجيد اليونانيّة والعبريّة والعربيّة والإيطاليّة، وكل علوم القرن الميلادي الأول وحيثيّاته المكانيّة والزّمانيّة، مع التّوراة والمدراش والإنجيل والقرآن أيضاً؟
([6]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »بسم الله«.
([7]) في الهامش: »ذكر في الزبور أوّل خلق الله نور محمّد كلّ الأنبياء وأولياء نور - منه«.
([8]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »نور الأنبياء رسول الله«.
([9]) المزامير - 10: 3، والنّص يطابق الڨولگاتِه اللاتينيّة: ante luciferum genui te.
([10]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »خلق الله الملائكة - منه«.
 
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
تتمة الفصل الثاني عشر    كن أول من يقيّم
 
»وتَبارَكَ اللهُ، الذي اقتَصَّ منَ الشَّيطانِ وأعوانِهِ وانتَبَذَهُم، لمّا أبَوا السُّجودَ لِمَن أمرَ اللهُ بأنْ يُسجَدَ لهُ.  تَبارَكَ اسمُ اللهِ القُدّوسِ([1])، الذي خَلَقَ الإنسانَ مِن حَمَأ([2]) الأرضِ([3]) واستَخلَفَهُ على أعمالِه([4]).  تَبارَكَ اسمُ اللهِ([5]) القُدّوسِ، الذي أخرَجَ الإنسانَ من الجَنّة([6]) إذ عَصى أوامرَهُ المُقَدَّسة.  تَبارَكَ اسمُ اللهِ([7]) القُدُّوسِ، الذي نَظَرَ برَحْمَتِهِ إلى دُموعِ آدَمَ وحَوّاءَ، أبَوي بَني البَشَر أجمَعين.

([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »اسم الله«.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »خلق الله آدم من الطين - منه«.
([3]) قابل على سفر التكوين - 7: 8.
([4]) قابل على سفر التكوين - 1: 28.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »اسم الله«.
([6]) قابل على سفر التكوين - 3: 23-24.
([7]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »اسم الله«.
*أحمد
14 - نوفمبر - 2007
 7  8  9  10  11