البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )

رأي الوراق :

 أحمد 
2 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارْنَبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
 
الإنجيل برواية
بارْنَبا الليوي القبرصي
 
 
ترجمة مقارنة جديدة
تتضمن معطيات غير معروفة من قبل
بالاعتماد على
مخطوطة المكتبة الوطنيّة بڨيينا
ومخطوطة مكتبة فيشر بجامعة سيدني
 
د. أحمد إيبش
 
 
ما هو إنجيل بارْنَبا؟
كثيرون جداً سمعوا بهذا الإنجيل (مغلوطاً باسم: إنجيل برنابا).. وما أكثر الأبحاث التي جزمت تلقائياً بأنه إنجيل مزوّر لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنه من وضع بعض اليهود أو المسلمين الذين ارتدّوا عن الدين المسيحي.. فأين تكمن حقيقته؟
وما حقيقة ذكر هذا الإنجيل (على لسان المسيح عليه السلام) لسيدنا محمد بالاسم صراحة، على أنه خاتم الأنبياء المنتظر؟
مئة عام مضت على ظهور أول ترجمة إنكليزية لهذا الإنجيل الهام المثير للجدل، على يد القس الإنكليزي لونسديل راگ وزوجته لورا Lonsdale & Laura Ragg.  ولكن، هل كانت تلك الترجمة على المستوى العلمي المطلوب؟ هل نجحت ومثلها الترجمة العربية المنقولة عنها (بقلم د. خليل سعادة) – دون الرجوع إلى المخطوط – في فك رموز إنجيل بارْنَبا؟!
في هذه الترجمة العربيّة الجديدة المقارنة التي نقوم بها حالياً، يتمّ الكشف للمرّة الأولى عن الأصول القديمة لهذا الإنجيل، وإثبات الدليل النصّي الدّامغ على أن أصلاً أوّليّاً له باليونانيّة قد تمّت ترجمته إلى اللاتينيّة، وبعدها إلى الإيطاليّة والإسپانيّة، وأن ذلك كان ضمن سلسلة تاريخيّة مطوّلة من الإخفاء والتّحريم التّام.
هذه الترجمة اليوم تسلّط الأضواء على معطيات بالغة الأهميّة في المخطوطتين، سواء من الناحية النصيّة أو العقائديّة. ففيها يتجلّى الجوهر الأقرب إلى حقيقة المسيح عليه السلام، وبعثته وإنكاره الشديد لدعوة تأليهه، وأنه رُفع لم يُصلب.. والجديد الآن حسب المخطوطة الإسپانيّة التي ظهرت قبل 30 عاماً: ما الذي كان يعرفه بطرُس؟
كذلك من أهمّ محاور إنجيل بارْنَبا حول سيرة المسيح (عليه السّلام)، حربه الضارية على اليهوديّة الهيكليّة الفريسيّة المنحرفة عن شريعة موسى (عليه السّلام)، والتي تمخض عنها التلمود فيما بعد.
أمّا ما يتوّج هذه الوثيقة المسيحيّة القديمة النقيّة، فهو بشارة المسيح (عليه السّلام) بنبوّة سيّد البشر نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.  وأن الدّين الحق كما أنزله الله تعالى على سيّدنا موسى ثم عيسى ثم محمّد (عليهم الصلاة والسّلام) إنما كان سلسلة مستمرّة متوافقة متوائمة لا انقطاع فيها، كان جوهرها ولُحمتها وسُداها: التوحيد!
في هذا المجلس، سأقوم بنشر المقدمة النقدية الكاملة، التي صدّرت بها ترجمتي المقارنة الجديدة لإنجيل بارْنَبا، حسب المخطوطتين المذكورتين، بالإيطاليّة و الإسپانيّة. وأرجو من قرّاء الورّاق الكرام إبداء آرائهم التي سأتلقاها بكل اهتمام وتقدير.
 
 
 4  5  6  7  8 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بل أنت    كن أول من يقيّم
 
بـل أنت باللجج iiالثلا ث بـعثت في أرجائه
الـمـر والبخور وال ذهـب احتراق iiدمائه
إن  كـان فيروزا فلح نـك لازورد iiسـمائه
أو كان نجما في النجو م  فـأنت لون iiضيائه
قـسـمـا ببرنابا وما تـركـوه  من أشلائه
الـديـن أظهر أن يقا ل وأن يـشـار iiلدائه
وأشـد مـن iiأعـدائه مـا  نـال من iiأبنائه
لـغـز  الحياةِ iiقطيعةٌ حـرمته  من iiحكمائه
*زهير
6 - نوفمبر - 2007
الفضل يعرفه ذووه    كن أول من يقيّم
 
أخي الأكرم الأستاذ الشاعر الأديب زهير ظاظا:
يعلم الله أنني طوال الشهور المديدة التي أمضيتها في الترجمة والبحث في إنجيل بارنبا، لم ألق تقديراً ومديحاً كالذي يأتيني منك الآن.. منذ زمن بعيد لدي إدمان على قراءة أشعارك، فالآن أكون واحداً من مواضيعها؟ طوّقت عنقي بفضل وتجلّة كبيرين لا يمحوهما الدهر كلّه.
أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة ومشاعرك النبيلة.. غايتنا معاً أن نبقى باحثين عن العلياء، وسعادتنا في نبش الدّرر الدفينة في تراثنا وحضارتنا العريقة الباذخة العظيمة.
لك أطيب تحية أخي الحبيب، واسلم لأخيك.
أحمد
*أحمد
6 - نوفمبر - 2007
حضرة الأستاذة ضياء    كن أول من يقيّم
 
أستاذتنا الكريمة السيدة ضياء:
جزيل الشكر والامتنان على كلماتك الصادقة والطيبة.
أرجو بالفعل أن يكون موضوعي قد حاز على رضاكِ، وهو ثاني مجلس أتقدم به إلى موقعكم الرائد "الورّاق".
حول تسمية بيروت بالإسكلة فهذا طبعاً أمر شائع جداً في النصوص القديمة العائدة إلى أواخر العهد العثماني، بخاصة في فترة عهد التنظيمات الخيريّة (1839-1908) إذ كانت الإيطالية اللغة المعتمدة لدى العثمانيين في استقاء المصطلحات التجارية والتسميات المعيارية الدولية آنذاك. في الإيطالية Scala أصلاً تعني السلّم والمرقى، وبالتالي استخدمت العبارة للدلالة على معابر الساحل، وحتى في الفرنسية: Les Echelles de l'Orient. أما اسم عسقلان فيختلف، وهو في الكنعانية (إشكلون)، واشتقاق ذلك نؤجله إلى المجلس الذي اتفقت مع الأستاذ الدكتور فاروق المواسي على فتحه حول أسماء مدن فلسطين.
أما حول المخطوطة التي يذكرها الأب جومييه، فطبعاً أشرت إليها في مقدمتي (فقرة: أقدم الإشارات النصية إلى إنجيل بارنبا بمخطوطيه)، ومخطوطة البيبليوتيكا ناثيونال في مدريد كتبها بالقشتالية إبراهيم الطيبلي التونسي المقيم في إسبانيا، وهو من بقايا الأندلسيين المواركة Los Moriscos.
على أي حال، زبدة الكتاب هي متنه الذي ترجمته عن الإيطالية والإسبانية (لا عن ترجمة إنكليزية كما فعل سعادة)، يضاف إليها الحواشي النقدية المستفيضة، التي توضح تماماً ما غمض من جوهر النص. النص ثمين، وبحاجة لفهمه إلى إقصائه عن الآراء المسبقة لمن راموا وأده في مهده.. وبعد فأنا لست أحاول إثبات قضية مسبقة لدي، بل رغبتي كانت القيام بمحاكمة فيلولوجية نصّية متحرّرة، لا تنتمي لا إيديولوجياً ولا عقائدياً إلى أي جانب في معاداة آخر. ربما أكون نجحت وربما أخفقت.. لكن ما لا أشك فيه أنني أفلحت في تقديم إضاءات جديدة مفيدة للغاية، لم تكن في السابق معروفة حول الموضوع.
أكرر مجدداً شكري لكِ سيدتي الفاضلة، ولك أطيب تحيّة.
أحمد
*أحمد
6 - نوفمبر - 2007
شكرا لكم يا سيدي     كن أول من يقيّم
 
 
شكراً لكمْ يا سيدي ...
شكراً بكل دقيقةٍ ...
أمضيتموها في العملْ.
 
* * *
 
وبحثتُمُ ...
بحثَ الجهابذةِ الأُلى ...
ما مسَّ خاطرهم مللْ ...
ما شابَ همتهم كللْ.
 
* * *
 
وسيذكرُ التاريخُ جهد محققٍ ...
بذلَ النفيس لـ " بَرْنَـبا" ...
أعصابهُ ...
أوقاتهُ وعلومهُ.
علاّمةٌ يا سيدي ...
بل قل أجلّ.
 
* * *
 
يا للرجال ! إذا أرادوا نجمةً ...
وطئوا بأرجلهم زحلْ.
 
* * *
*زياد
7 - نوفمبر - 2007
كلمات نبيلة    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الكريم زياد:
بكل الشكر والتقدير والعرفان قرأت أبياتك الرشيقة والمعبّرة.
لك مني الشكر كله، وأرجو أن أكون أستحق بعض ما وصفت.
أحمد
*أحمد
7 - نوفمبر - 2007
حكاية الصندوق    كن أول من يقيّم
 
 
صباح الخير أستاذ أحمد : من الصعب علي الإحاطة بكل أبعاد موضوعك الهام وبكل تفاصيله ، ويبقى منه الجانب الأهم وهو الإنجيل نفسه وما يتركه لدينا من انطباعات لدى قراءته ، فإنجيل بارنبا بنسخته المترجمة السابقة لا يبدو متماسكاً ، وكنت قد أشرت إلى هذا في حديثك عنه أكثر من مرة ، فالدليل الأول على صحة أي فكرة يكمن في تماسكها المنطقي وقبل أي دليل آخر .
 
سأحاول إعادة تلخيص بعض الأمور وأرجو أن تصحح ما يمكن لي أن أرتكبه من الأخطاء :
 
تعتبر الكنيسة القديس بارنبا أحد تلامذة المسيح (وعددهم 72 ) ، ويعرف على انه من أصحاب القديس بولس ومن ثم القديس مرقس وبأنه أسس الكنيسة المسيحية في قبرص ( موطنه الأصلي ) ويحتفل بعيده في الحادي عشر من حزيران في كل عام . ولقد تأسس في إيطاليا ( ميلانو ) ديراً باسم الآباء البرنابيين ، أسسه الأب أنطوان - ماري زكريا في العام 1530 وهو من أتباع بولس . إنما لم تعترف الكنيسة وذلك منذ عهد البابا جيلاسيوس ( 492 أي قبل الإسلام ) بالإنجيل المنسوب إلي بارنبا بل تعتبره مزيفاً وكان من الكتب الممنوعة .
 
سنسمع عن هذا الإنجيل لأول مرة مجدداً في العصر الحديث من المستشرق الإنكليزي الذي ترجم القرآن الكريم : جورج سال في العام 1734 وفي مقدمته لهذه الترجمة وكان قد قرأ النسخة الإسبانية والتي تقول مقدمتها أيضاً بأنها مترجمة عن الإيطالية . هذه النسخة ( الإسبانية ) سوف تظهر للمرة الأولى في مكتبة سيدني في أستراليا العام 1976 بنقص هائل يعادل ثمانين فصلاً ( من الفصل 120 وحتى 200 من مجموع 220 فصل ) . بينما كانت قد ظهرت ترجمة لإنجيل بارنبا في العام 1907 من قبل لونسديل ولورا راك ( في أكسفورد وكانت للرد على مسلمي الهند وبالخصوص مؤلف لرحمة الله خليل القيراناوي ظهر في اواخر القرن التاسع عشر ويتحدث فيه عن إنجيل بارنبا ) تبعتها للحال الترجمة العربية على يد خليل سعادة في العام 1908 .
 
رأي الكنيسة في أصل هذا الإنجيل : تتحدث الكنيسة عن عملية " إختلاق " قام بها مسلمو الأندلس الذين كانوا ( برأي الكنيسة ) يظهرون التنصر ويبطنون الولاء للإسلام : القصة بدأت في العام 1588 ( بعد إستعادة الإندلس من المسلمين ) عندما قاموا بهدم مئذنة أحد الجوامع بحجة أنها تعيق بناء كنيسة كبيرة في قرطبة ،  فعثروا تحتها على صندوق يحتوي على بقايا وثائق وكتابات جرى الإعتقاد بوقتها بأنها تعود إلى عهد الرسل وتاريخ الدعوة المسيحية في إسبانيا . وظهر للنور من بينها حينها كتاب محفور على صفائح رصاصية مكتوب باللغتين العربية والقشتالية من المفترض أنه عائد لعهد الرسل . عندها اضطرت السلطة الكنسية لدعوة مجموعة من الموريكيين ( المشكوك بانتمائهم إذاً من قبل الكنيسة ) لترجمة هذه الوثائق ، وأن البعض يتساءل ما إذا كان هؤلاء قد ترجموها بما يوافق هواهم ؟
 
هذه الصفائح كانت تحمل اسم " الإنجيل الصحيح " وهو إنجيل بارنبا ، وتروي قصة هذا الإنجيل وكيفية قدومه إلى اوروبا . ( ومن هنا تعتقد الكنيسة بأنه قد ترجم للمرة الأولى إلى الإسبانية وليس إلى الإيطالية لأنه من ترجمه للمرة الأولى هم موريكيو إسبانية ) . غير ان قصة العثور عليه في مكتبة البابا سكستين الخامس جرى اختلاقها لإضفاء صفة الشرعية عليه .
 
طبعاً هذا الكلام ( المنطقي ) يدين نفسه . فلما لا تكون ترجمة هذا الكتاب صحيحة ؟ وهناك طبعاً دلائل تقدمها الكنيسة على عدم صحته لا مجال للتوسع بشرحها الآن كي لا نضيع ، لكنها غير متماسكة كلية .
 
سأترك هذا الموضوع معلقاً هنا لنرى رأي الأستاذ أحمد ونستمع إلى تعليقاته مع الإشارة إلى ان مصدر هذه المعلومات هو مقالة الأب جومييه .
 
 
*ضياء
8 - نوفمبر - 2007
ألواح ساكرومونتِه    كن أول من يقيّم
 
حضرة السيّدة ضياء المحترمة:.
لك أولاً تحية كبيرة جداً لسببين:
أولهما أني البارحة بدأت بالاطلاع، ولو سريعاً على تحفتك الرائعة: "البنت التي تبلبلت"، هذا نتاج أدبي فلسفي رائع للـ autobiographie وما أثارني فيه تحديداً هو أنني ما برحت منذ عام 1985 وحتى اللحظة الحاضرة أدوّن جميع خواطري وأفكاري وانطباعاتي في دفاتر مذكرات هي في الحقيقة عصارة روحي وعمري.. كم هو شائق هذا الصنف الأدبي الممتع. فيه تزدحم مشاعر الألم، الفرح، الشوق، الحب، الثورة، الغضب، الطموح.. الإنسان عندما يناقش نفسه على أديم صفحاته يدخل في عالم سحري تذوب فيه المجاملة، ينعدم الرياء، وتتألٌّق الحقيقة. فيه الضعف ضعف والقوة قوة.. لا أحد آخر يقرأ فنحاول التأثير فيه بأساليب التملّق والنفاق! ألاحظتِ كيف أن ثلاثية: (الرّوح – القلم – الورق) تخلق صيغة إنسانية جديدة، تجعل الورق ينطق والعين تسمع؟
بوركتِ، أعدتِنا إلى لحظات تفتّق الروح وتساميها إلى ألق الحياة وفورة العاطفة.  ليتني أقوى يوماً على نشر مذكراتي.. لكن هل لي جرأتك؟؟ واهمٌ من يظن!
ثانيهما: يمتعني كثيراً جداً أن أقرأ نقاشاً في الصميم على بحثي الأقرب إلى نفسي: "إنجيل بارنبا"، فهلمّ أجيبك على أسئلتك الهامّة والذكية.
الألواح التي ذكرتيها في قرطبة والمكتوبة بالقشتالية ليست على الإطلاق تضم إنجيل بارنبا، بل تعرف بألواح ساكرومونتِه Los Platos de Sacromonte والرأي السائد أنها تضم نصوصاً ابتدعها بعض الأندلسيين المواركة Moriscos في محاكاة نصوص الأناجيل القديمة، بحيث يبدو فيها ما يدلّ على ذكر النبي القادم (سيدنا محمد)، وذلك من باب الانتقام من ملوك قشتالة وآراغون الذين هزموا مسلمي إسبانيا وأخرجوهم من الأندلس بسقوط غرناطة عام 1492 م بقيادة فرديناندو وإيزابيلا. وهذا الأمر أشرت إليه في مقدمتي، وقلت إن هؤلاء المواركة الباقين في إسبانيا بعد سقوط الأندلس باتوا يُعرفون باسم "موديخارِس" Mudéjares (أي المدجّنين).
هذه القضية (وإن كانت لا علاقة لها البتّة بإنجيل بارنبا) تتشابه تماماً مع قضيّة الرسائل المنحولة الملفقة على ماري ستيوارت ملكة سكوتلندا بغية تجريمها وحرمانها كنسياً.
كذلك أشرت في مقدمتي إلى أن كنيسة ميلانو رغبت للإفلات من هيمنة الفاتيكان إلى ترتيب جملة من الوثائق تثبت أن بارنبا الرسول هو الذي أسّسها مباشرة. وبذلك حصلت على استقلالها الناجز (حتى اليوم) من الكنيسة الرسولية الفاتيكانية، مثلها مثل كنيسة قبرص، التي ذكرت كيف جرى تأسيسها بناء على حلم آنثيميوس، وتم بناء دير كبير في سالاميس قرب فاماغوستا، في القسم التركي الشمالي من جزيرة قبرص. ولقد قمت في عام 2003 بزيارة المنطقة، وركبتُ باخرة كبيرة تسمّى بكل فخر: Salamis Glory.
على ذلك أقول: سيرة حياة بارنبا برمّتها وتراثه المكتوب، وإنجيله، وتمسّكه الدائم بإنجيل متى (الآرامي القديم) تم التعتيم عليها، وأبقي دوره بمثابة واحد من الرّسل الـ 72، لا التلاميذ الـ 12، وعُدّ بمثابة المعاون لبولس، رغم أنه سبقه بدخول عقيدة المسيح (النصرانيّة) وكان إلى جانب متّى الرّسول الشاهدين الأولين على دين النصرانية الأول הנוצרית فيما كان بولس عرّاب الدين (المسيحي) المُهليَن الحلولي المشيحاني، بصيغته التثليثية الهلّينيّة التجريديّة، بدلاً من تشخيصيّة الإبيونيّة وتوحيدها.
لا ريب أن المسألة برمّتها شائكة للغاية وتختلط فيها المفاهيم والمعايير والتراتبيّة الكرونولوجيّة. لقد كان البحث فيها تعذيباً روحيّاً كبيراً، أي بسبب المشقّة، وضرورة العودة إلى الأصول القديمة بجمهرة مرعبة من اللغات. أما الحصيلة، فحبّ متألق للمسيح، النبي الإنسان، الموحّد، المتفاني في إشراق الرّوح والنّفس.. بما يجد له المرء أصداء حقيقيّة في فلسفة الزّوهار (البهاء) وشفافيّة الإسينيين فلاسفة قمران ونسّاكه (لاحظي في إنجيل بارنبا التبجيل المطلق للفريسيين الأحقاء، ومنهم الأسينيون لا ريب لدي)
الحلقة التالية التي لم أكتبها بعد هي علاقة البنوّة التي ربطت بين إبيونيي أورشليم والأسينيين، ثم كيف هاجر الإبيونيم إلى شرق الأردن قبيل سقوط القدس الثاني (على يد تيطوس الرّوماني) عام 70 م.  ومن أهم مفاتيح هذا المبحث الكشف عن حقيقة هويّة نيقوديموس، وما هو في رأيي إلا "نقديمون بن جوريون"، الشخصيّة الصوفيّة الإصلاحيّة، الذي اشتهر بأعمال برّه، وأفلح كثيراً في ترويض نقمة الرّومان على المدينة المقدّسة. دعكِ من اسمه اليوناني "نيقوديموس" فهذا ليس أكثر من ترجمة حسب الموضة السائدة في المشرق آنذاك، وكانت اليونانيّة آنذاك بمثابة الإنكليزية اليوم.
ثم علي المتابعة بذكر عودة بقايا الإسينيين إلى الدخول في الإبيونيّة، وهجرتهم إلى الجزيرة لاحقاً.
أما حول مخطوطة سيدني ونقص 80 فصلاً منها، فقد ذكرت ذلك في مقدمتي أعلاه، وقلت إن بها من الأدلّة العينيّة النصّيّة ما ينفي كونها مترجمة عن نسخة فيينا الإيطالية نفياً تاماً وقطعياً ناجزاً. ومن أهمّ هذه الفوارق النصيّة ذكر أن بطرس التلميذ كان على علم بعملية "تحوّل المسيح" وتقمّصه لشخص يهوداه (يهوذا) الإسخريوطي، عند قدوم الجنود إلى دار نيقوديموس في جنينة جَتسيماني، وعند الصلب على جبل الجلجلة. لهذا الأمر تداعيات كبيرة جداً، وخاصة عندما نسقطه على نص "إنجيل يهوداه" الذي نشرته مؤخراً في العام الماضي الجمعية الجغرافيّة الوطنيّة The National Geographic Society ولم ينقله إلى العربية أحد إلى اليوم (كنت أنوي ذلك، والآن لست أدري).
ما أكثر تداعيات هذا البحث وما أعقدها، وكم يلزم لها من علوم لهوتيّة ولغات ومعرفة بالنقد النّصّي والفيلولوجيا. ورغم أنني أحطت بذلك بشكل عميق للغاية فإنني جنحت إلى الإحجام عن المتابعة (رغم أنني أنجزت ترجمة الإنجيل برمّته، مع تعليقاته الكاملة ومادته النقدية).. قائلاً في نفسي: وفيم هذا العناء كله، إن لم أجد من يتفاعل معه ويناقشه؟ (وهذا كله أقوله ولم أقدّم لكم بعد النص كاملاً، والمقدمة التي نشرتها أعلاه لا تعدو طرقاً خفيفاً على باب هذا الموضوع الخلافي الهائل).
فكانت أن أطللتِ سيدتي بلمستك الطرابلسيّة السحرية، فأيقظتِ في النفس أملاً كاد يخبو وطيفاً بدأ يتلاشى.
لك مزيد الشكر والتقدير يا أستاذتنا الكريمة.
أحمد

*أحمد
9 - نوفمبر - 2007
مقدمة مصطفى دي آراندا    كن أول من يقيّم
 
مقدّمة المخطوطة الإسپانيّة([1])
نسخها في إستانبول مُصطفى دي آراندا الأراغوني
 
}ص 1{ بقلم كاتبها المسمّى »الرّاهب مارينو«
طالَما كان يدورُ في خلدي، ببالغ الاهتمام والتَّدَبُّر، هذا السّؤال: كيف تسنّى للشَّعب العِبريّ أن يتمَسَّكَ طوالَ هذه العصور بأهداب الدّيانة اليَهوديّة، بمجرّد الاستناد إلى الكتاب المدعو »الكتاب المُقدَّس«، وهو على كلّ ذلك الغُموض، الذي لا يعجزُ مجرّد الجاهل عن فهمه فحسب، بَل حتّى مَن كانوا مُتمَرِّسين في قراءة الأسفار المُقدّسة لا يتأتّى لهم استيعابُهُ إلاّ بشَقّ الأنفُس؟
حول هذا الأمر، كان يغلبُ على ظنّي أنَّ ما أبقى على شعب إسرائيل ضمن نِطاقِ شريعَتهم هو أنّهم كان لديهم مُفسِّرون قد استفاضوا بالكتابة حول كلِّ تشريع فِقهيّ لهم، بالطّريقة ذاتها التي كان الفلاسِفةُ الغابرون قد عَبّروا بها عن نِتاج سابقيهم، أو كالمُشركين في عصرنا الحاضر، الذين لديهم شُروحٌ، لا على الكتاب المُقدّس فحَسب بَل وحتّى على مَراسيم بابَواتِهم، وكُشوف كَهَنة الاعتراف لديهم وطُقوسِهم.  ولذا، ففي نظري إنَّ الشَّعبَ العِبريّ حُكماً لا بُدَّ أنّه كان لديه تَفاسيرُ لأسفار الكتاب المقدّس بأكملها، وما رَسَّخَ لديّ هذا الاعتقاد هو عِلمي بأنّ مثل هذه التّفاسير قد جُوبهت جميعُها بالرّفض من قِبَل أحبارهم وحاخاماتهم. 
لذلك، بعدَ أن أعملتُ الفِكر في هذه المسألة في خاطري، ما برحتُ أمكثُ جازِماً في اعتقادي بأنّ هذه الشُّروح على الكتاب المُقدّس إمّأ أن تكون قد بادَت في غُضون }ص 2{ النّكبات المُتداركة التي أصابت الشّعب العِبري، أو أنّها قد تمّ ]إخفاؤها[ جرّاءَ ]غايةٍ خَبيثة؟[.
غَدوتُ في ذلك الأمر راسِخ الاعتقاد.  ]وممّا جرى أنّه[ لمّا كانت لي وظيفةٌ تتعلّق بتعريف القضايا البابويّة، فضلاً عن منصب في ديوان محكمة التّفتيش([2])، اتّفقَ في بعض الأيّام أنّ أحد الأعيان من أسرة أُورفيني([3]) Urfini جاء يطلبُ رؤيتي، وقد جَلبَ معه أربعة كُتب قديمة مكتوبة باللاتينيّة وقال: »دونَكَ هذه الكُتب عن الأنبياء السّالفين«، ولمّا كانت مرفوضةً في الشَّرع المسيحي فقد عَدَّها شيئاً هرطقيّاً، وأنّها في الواقع لا نفعَ لها على الإطلاق.  ولذا، فقد سلَّمها إلى عُهدتي لكي أفعلَ بها ما أراهُ مُناسباً.  فاستعلَمتُ منه كيف وبأيّة واسِطة وصلت هذه الكُتب إلى يَديه؟  فأجابني بأنّه »قد عثر عليها في مكتبته بين كُتب أجداده«، ولم يكن عنده غير هذا ليُخبرني به.  وإثر ذلك انصرفَ راحلاً.
عَقِبَ ذلك، لمّا حانَت أمامي سانِحةٌ من الوقت، ولم يكن عليّ الكثير لأفعله في مكتبي، جلستُ لأتفحّص هذه الكُتب التي خِلتُها في البَدءِ نُسخاً من الكتاب المقدّس، ولكنّني وجدتُ أنّها كانت أربعة شُروح على بعض أسفار الكتاب المقدّس، وهي تحديداً على ]أسفار[ الأنبياء: يَشَعياه، ويْحَزَقئيل، ودانيئيل، ويُوئيل([4]).  فلمّا كان ظَفَري بهذه الشُّروح أمراً غير متوقَّع، فقد تلقّيتُها بقلبٍ مُفعَمٍ ببالِغ السُّرور.
غير أنَّه لإظهار مدى تميّزها على ]شُروح[ عصرنا، يكفي أن أقول إنّها قد سُطِّرَت بأيدي الأنبياء، الأمر الذي لمّا أبصرتُه وأعملتُ فيه الفِكر، ثارَ في نفسي تَساؤلٌ آخَر يتعلّق بكتابات رُسُل يَسوع الذين كانوا اثني عَشَر وتفرَّقوا في اثنتي عشرة جِهةً مُختلفةً من العالَم، للتَّبشير بعد رَحيل يَسوع.  وجَزمتُ أنّه من غاية المُحال أن يكون أربعةٌ منهم فقط قد كتبوا أناجيلَ. 
*  *  *


([1]) ترد هذه المقدّمة في صدر المخطوطة الإسپانيّة، التي كانت في حوزة الدكتور جورج سَيل Dr. G. Sale، وفُقدت آثارها.  وننقل هنا عن نسخة مكتبة فيشر Fisher  بجامعة سيدني المنقولة عنها في القرن الثامن عشر، والتي آلت إلى السّير تشارلز نيكولسون، كما ذكرنا في مقدّمتنا أعلاه.
([2]) محاكم التفتيش الكاثوليكيّة (في النصّ الإسپاني: Inquisiçion) قامت 1184 م لمُحاكمة الهراطقة بإسپانيا وإيطاليا وفرنسا، دعمتها البابويّة في 1542 م، وارتكبت جرائم مُريعة بحقّ المسلمين وغيرهم، ممّا يشكّل وصمة كبرى على جبين أوروبا.
([3]) ثمّة باحث أوسترالي هو رودني بلاكهرست  R. Blackhirst  يعتقد أن التّسمية موضوعة، بغرض التّعمية على اسم آخر هو: أورسيني Orsini.
([4]) هؤلاء من أنبياء اليهود الأواخر، سيرهم في أسفار »نبيئيم« وواحد في »كِتوبيم«.
 
*أحمد
9 - نوفمبر - 2007
مقدمة مصطفى دي آراندا، تتمّة    كن أول من يقيّم
 
ولمّا استذكرتُ أن إيرونيموس Jerome (الذي يعدّه المسيحيّون قدّيساً) لدى ترجمتِه الأناجيل قد قالَ بأنَّه »من جُملة أصنافٍ عديدة من الأناجيل تَرجمَ إلى اللاتينيّة أربعة، هي التي بَدَت له مُتوافِقةً معاً أكثر من البقيّة«، فلقد حملني هذا الخاطر على الشّكّ بذلك، بالنَّظَر إلى أنّ المجموعَ كلَّه قد تمّ اجتزاؤُه إلى أربعة فقط، وأنّ هذه الأربعة قد تمّ انتقاؤها بناءً على تقدير إنسانٍ واحد فحَسب([1]). 
فلمّا كان فِكري مُنهمكاً بهذه الخَواطر }ص 3{ فكّرتُ كيف أنّ خِلافاً حادّاً كان قد نشبَ ما بين بُولُس وبارْنَبا([2])، وزاده تدعيماً الارتيابُ في حقيقة هذه الأناجيل التي ترجمها إيرونيموس.  وعند ذاك، بعد كَرّ الخواطِر، وَقَرَ في ظنّي حقّاً أنّه من غير المُمكن أن يكون رُسُل يَسوع وتلاميذُهم أو العَذراء، قد أمسَكوا عن كتابة أيّ إيضاحٍ حول الإنجيل.
استغرقتْ هذه الخواطر جانباً عظيماً من تفكيري، وبقيت تَجيشُ فيه دونَ كَلالٍ ما يُقارب السّنة من الزّمان، فممّا وقع أنّ سيّدةً من أُسرة كُولونّا Colonna (كان زوجُها قد تُوفّي قبل مُدّةٍ يَسيرة، تاركاً لها وَلدَين قاصرين) كانت تعملُ جَرداً على مُمتلكات تِركَتِها، عثرت في صُندوقٍ يعودُ لزوجِها على ثلاثة كُتب.  فأمَرَت أحدَ ابنَيها أن يقرأ لها جانباً منها، ولمّا ألفَت فيها تنديداً ببُولُس، سُرعان ما لفَّتها في كيس من الخام وأحضرتها إليَّ بسرّيّة تامّة مُتوسّلةً أن أُبقي الأمر طيّ الكِتمان، لئلاّ يُخرَجَ الميّتُ من قبره ويُحرَق([3]).  فوعدتُها بذلك واستلمتُ منها الكُتُب، فمَضَتْ لشأنها.
عند تفحُّص تلك الكُتُب، وجدتُ أنّ واحداً منها كان يختصّ بذكر العَذراء كتبه إغناطيوس Ignatius. والآخَر كان مؤلَّفاً لزوزيموس Zozimus أحد تلامذة الرُّسُل.  أمّا الثّالث فهو لإيريناوس Irenوus تلميذ إغناطيوس، الذي كان لديه سببٌ وجيهٌ لأن يكتب فيه أشياءَ مُضادّة لبُولُس، وللبُرهان على ]صِحّة[ كلامه راح يستشهد بذكر »إنجيل بارْنَبا«.
فتخيّل إذاً في قَرارة نفسِك، أيّها الأخُ العزيز، مدى الرّغبة العارمة التي تملّكتني للوقوف على هذا الإنجيل.  وكان بمشيئة الله الرّحيم أنّه كانت لي صداقة حَميمة مع »مونتالطو« Montalto - أعني البابا سِكستوس الخامس([4]) Sixtus V - إلى درجة أنّنا كنّا مراراً ما ننفردُ ضمن مكان مُغلَق، نتناقش في الشؤون الخاصّة.  فاتَّفقَ في بعض الأيّام أنّه لمّا كنّا مُختليين بمكتبته، انتابَتهُ سِنَةٌ غامِرة من الكَرى، وما لبِث أن غَطَّ في النَّوم.  فلكي أُبدِّدَ الفَراغ خطر لي أن أُمضي بعض الوقت في القراءة }ص 4{ فعمدتُ إلى تناول أحَد الكُتب وما إن فتحتُ الكتاب الأوّل الذي وقعت يدي عليه، إذا بي أُلفي أنَّهُ هو ذاتُه الذي كان قلبي يَهفو إليه ويتطلّع، أعني: »إنجيل بارْنَبا«!
فبكلّ بِشر، وارَيتُه في رُدن ثوبي، ولمّا أفاقَ البابا بعد بُرهةٍ وَجيزة استأذنتُهُ بالانصراف، حاملاً معي الكنز السَّماوي، الذي طفقتُ أتتبّعُهُ وأقرأ ما فيه المرّة َتِلوَ المَرَّة، على مَدار عامين اثنين، إلى أن عقدتُ العَزمَ أخيراً على اعتناق الدّين الصّحيح.
كما عَزمتُ كذلك من أجل إفادة المؤمنين على نسخ هذا الإنجيل بُغية نشره([5])، لكوني بِتُّ واثِقاً ومُتأكّداً من أنَّه الكتاب السّماوي الصّحيح، وأنّ فيه العقيدةَ الحَقّة، وفيه ]يَردُ[ بوضوح ذِكرُ رَسول اللهِ الطّاهر([6])، وتِبيان فضائِله بما لا يُمكن أن يكون أشدَّ تأكيداً ووثوقاً.
لذلك أيُّها الأخ العزيز، دُونَكَ هذا الكتاب فاقرأهُ مِراراً، وتِلقاءَ الخير والفوائد ]النّاجمة[ عنه احمِد اللهَ القَدير الذي ينبغي له كلُّ الإجلالِ والثّناء، وصَلِّ إليه لأجلي أنا المُذنب:
                                      ]مارينو [Fra Marino
 
*  *  *


([1]) الواقع أن إيرونيموس لم ينتقِها بل تمّ إقرارها في مجمع نيقية، ولذا تُسمّى »نيقاويّة«.
([2]) راجع ما كتبناه في مقدّمتنا على هذه الحادثة المحوريّة جدّاً، فيما يخص موضوعنا الحاضر بأسره.  مراراً ما يشير مؤرّخو المسيحيّة إلى أن هذا كان مجرّد خلاف شكليّ طفيف غير ذي بال، لكنّ الباحث المدقّق يرى فيه ما يمكن تأطيره كنقطة بداية لصراع حادّ اشتجر بين تيّارين دينيّين عقائديّين: كنيسة أورشليم التّوحيديّة (ومنها إخوة يسوع يعقوب ويَهوداه وشمعون، وبارْنَبا)، والكنيسة الأمميّة ذات الفكر اللاهوتي الفلسفي الهلّيني (التي قادها بنجاح لافت بولُس الطَّرسوسي).  كانت النتيجة طبعاً أن انتصر التيّار الثاني، وقامت المسيحيّة على مبدأ التّثليث الپوليني، ورسخ هذا بقوّة إثر دخول دولة بيزنطة فيها رسميّاً عام 313 م، ثم بقيام مجمع نيقية 325 م، ومجمع خَلقيدونية 451 م.
     أما عقيدة النّصارى الأولى، الأقرب إلى التّوحيد، فقد انكفأت وزالت المذاهب الأولى التي تمخّضت عنها (كالإبيونيّة ثم الأريانيّة، نسبةً لآريوس).  ولم يبق من معالم عقيدة »النَّصارى« إلا شذرات يسيرة، منها إنجيل بارْنَبا الذي ننشره اليوم.
([3]) في عُرف محاكم التفتيش كان العثور على أي كتاب ديني مُنافٍ للكثلكة كفيلاً بحرق كلّ المكتبة، أو بإعدام صاحبه (بعد التّعذيب الشّديد)، أو بحرق جثّته إن كان ميتاً.
([4]) تولّى البابويّة بين 1585-1590 م.  ولقبه بالإيطاليّة يعني: »الجبل العالي«.
([5]) لنا مع هذه الجملة وقفة طويلة في المقدّمة والحواشي، على اعتبار أنّنا من خلالها نعتقد بأن المخطوطات الثلاث المعروفة من الإنجيل (إحداها مفقود اليوم)، تعود جميعها إلى أصل واحد، وهو الذي كما يبدو كان نسخه مارينو بيده.  وليس صحيحاً ما يُذكر أن النّسخة الإسپانيّة منقولة ومُترجمة عن النّسخة الإيطاليّة، لعدّة اعتبارات منها وجود 5 فوارق نصيّة جوهريّة (على الأقلّ).  ولنا على أي حال عودة إلى هذا البحث.
([6]) عليه أطيب الصّلاة وأتمّ التّسليم.
*أحمد
9 - نوفمبر - 2007
بارنبا=ابن النبوة    كن أول من يقيّم
 
سلام الله عليكم يا د.أحمد إيبش
تعجز الكلمات عن التعبير في لحظة الصدمة  بينما تتزاحم في ذاك الحين المشاعر في دواخلنا وتصرخ فينا المعاني بأعالي صوتها"نريد البوح أطلقونا إن النبا عظيم  عظيم ونقسم إن وقعه لشديد " فنحتا ر أيها نختار هل نبتدأ بالفرحة أم بالدهشة أم بالحسرة أم بالحيرة  فاطلعت عليهن   فوجدت
الفرحة لا تنقطع عن الزغاريد بمقدم المولود الجديد والدهشة قامت تتحسس جسدها فالمسكينة طال رقادها حتى مات منها الأديم واليوم عاد من يخطب ودها من العهد القديم وأما الحسرة فأخذت تتجهز بسياطها وآهاتها وخناجر من حديد تتوعد كل من فرطوا في حق الله من قريب أو من بعيد. كل من أراقوا أعمارهم وبذروا أفكارهم وظنوا أنهم قدموا أحاسن أعمالهم ..أما الحيرة  فأخذت تحشو صرها بالسؤال تلو السؤال  وكانه آخر ترحال.
تركتهن في غمرتهن تلك يترقبن عودتي
 ويحضرني في هذه  الآونة قول لن أجد أبلغ منه لوصف هذا العمل وصاحبه  وهو قول الأستاذ طه أحمد المراكشي في ابن تيمية (على أنك لا تجد كلاما لمن أسال في هذا الميدان الفسيح مداد قلمه وأجال فيه قداح فكره: أثبت حجة و أقوم وضعا  و أصدق لفظا وأعم نفعا وأرق حواشي وأعذب ينابيع من كلام هذا الرجل (...)  "
والرجل في مقامنا هذا د أحمد إيبش بركات الله عليه وسلامه .
انتفض انتفاضة الفينيق  و أخرج لنا إنجيل بارنبا من غياهب النسيان وبعثه وثيقة ستستجلب اهتمام الباحثين وغيرهم وستغير معطيات كثيرة و تقلب موازين عدة
*درصاف
10 - نوفمبر - 2007
 4  5  6  7  8