البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )

رأي الوراق :

 أحمد 
2 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارْنَبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
 
الإنجيل برواية
بارْنَبا الليوي القبرصي
 
 
ترجمة مقارنة جديدة
تتضمن معطيات غير معروفة من قبل
بالاعتماد على
مخطوطة المكتبة الوطنيّة بڨيينا
ومخطوطة مكتبة فيشر بجامعة سيدني
 
د. أحمد إيبش
 
 
ما هو إنجيل بارْنَبا؟
كثيرون جداً سمعوا بهذا الإنجيل (مغلوطاً باسم: إنجيل برنابا).. وما أكثر الأبحاث التي جزمت تلقائياً بأنه إنجيل مزوّر لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنه من وضع بعض اليهود أو المسلمين الذين ارتدّوا عن الدين المسيحي.. فأين تكمن حقيقته؟
وما حقيقة ذكر هذا الإنجيل (على لسان المسيح عليه السلام) لسيدنا محمد بالاسم صراحة، على أنه خاتم الأنبياء المنتظر؟
مئة عام مضت على ظهور أول ترجمة إنكليزية لهذا الإنجيل الهام المثير للجدل، على يد القس الإنكليزي لونسديل راگ وزوجته لورا Lonsdale & Laura Ragg.  ولكن، هل كانت تلك الترجمة على المستوى العلمي المطلوب؟ هل نجحت ومثلها الترجمة العربية المنقولة عنها (بقلم د. خليل سعادة) – دون الرجوع إلى المخطوط – في فك رموز إنجيل بارْنَبا؟!
في هذه الترجمة العربيّة الجديدة المقارنة التي نقوم بها حالياً، يتمّ الكشف للمرّة الأولى عن الأصول القديمة لهذا الإنجيل، وإثبات الدليل النصّي الدّامغ على أن أصلاً أوّليّاً له باليونانيّة قد تمّت ترجمته إلى اللاتينيّة، وبعدها إلى الإيطاليّة والإسپانيّة، وأن ذلك كان ضمن سلسلة تاريخيّة مطوّلة من الإخفاء والتّحريم التّام.
هذه الترجمة اليوم تسلّط الأضواء على معطيات بالغة الأهميّة في المخطوطتين، سواء من الناحية النصيّة أو العقائديّة. ففيها يتجلّى الجوهر الأقرب إلى حقيقة المسيح عليه السلام، وبعثته وإنكاره الشديد لدعوة تأليهه، وأنه رُفع لم يُصلب.. والجديد الآن حسب المخطوطة الإسپانيّة التي ظهرت قبل 30 عاماً: ما الذي كان يعرفه بطرُس؟
كذلك من أهمّ محاور إنجيل بارْنَبا حول سيرة المسيح (عليه السّلام)، حربه الضارية على اليهوديّة الهيكليّة الفريسيّة المنحرفة عن شريعة موسى (عليه السّلام)، والتي تمخض عنها التلمود فيما بعد.
أمّا ما يتوّج هذه الوثيقة المسيحيّة القديمة النقيّة، فهو بشارة المسيح (عليه السّلام) بنبوّة سيّد البشر نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.  وأن الدّين الحق كما أنزله الله تعالى على سيّدنا موسى ثم عيسى ثم محمّد (عليهم الصلاة والسّلام) إنما كان سلسلة مستمرّة متوافقة متوائمة لا انقطاع فيها، كان جوهرها ولُحمتها وسُداها: التوحيد!
في هذا المجلس، سأقوم بنشر المقدمة النقدية الكاملة، التي صدّرت بها ترجمتي المقارنة الجديدة لإنجيل بارْنَبا، حسب المخطوطتين المذكورتين، بالإيطاليّة و الإسپانيّة. وأرجو من قرّاء الورّاق الكرام إبداء آرائهم التي سأتلقاها بكل اهتمام وتقدير.
 
 
 13  14  15  16  17 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نتمنى ذلك     كن أول من يقيّم
 
 
أستاذنا الكريم الدكتور أحمد إيبش : زادك الله من فضله نبلاً وتواضعاً .
 
لكم يسعدنا ويشرفنا أن نعلم بأنك على استعداد لنشر فصول من ترجمتك المتقنة والمثيرة للاهتمام من إنجيل بارنبا . لست بحاجة للاستئذان أستاذي ، وهل نستأذن عادة في فعل الخير ؟ ولكم يسعدنا أن نعلم بأنك قد حققت خطوة متقدمة في مشاريعك الجديدة ، وفي جمع الكتابين اللذين تنوي جمعهما .
 
تمنياتنا لك بعام سعيد ومزهر تتحقق فيه إن شاء الله جميع تطلعاتك ، وكل ما تصبو إليه . ونحن بانتظار ما ستتكرم به علينا ، وما سنتلقاه بفائق التقدير والاهتمام ، ولك الشكر منا سلفاً والامتنان .
*ضياء
31 - ديسمبر - 2007
استاذ احمد    كن أول من يقيّم
 
السلام عليك وعلى جميع الاخوة ورحمة الله وبركاته :
جعل الله صنيعك هذا في ميزان حسناتك يوم تلقاه وضمن به لك ولوالديك جنات النعيم ولا تستأذننا في اكما هذا العمل الجليل بل نحن من يرجوك ان تتم جميلك علينا ولك الشكر وهو جهد المقل ونسال الله تعالى ان يمدك بالصحة والقوة لتتمه حفظك الله . 
سمير مبارك
22 - فبراير - 2008
تتمة إنجيل بارنبا    كن أول من يقيّم
 
حضرة الأخ الأستاذ سمير مبارك المحترم:
وعليكم السلام ورحمة الله.
 
أشكر لك جزيل الشكر أمنياتك الطيبة ودعواتك الصادقة.
الواقع أنني وعدت الأستاذة ضياء بمتابعة أهم الفصول من عملي على إنجيل بارنبا (وهو تام بأكمله لدي الآن)، إنما اضطررت فجأة للسفر بموضوع طارئ، ولم أرجع إلا قبل يومين اثنين.
وأرجو هنا من أستاذتنا الكريمة ضياء خانم أن تعذر تأخيري، الذي كان سببه خارجاً تماماً عن مقدوري.
وفي فترة قريبة جداً سوف أنشر المزيد من هذه الفصول، بإذن الله.
وتحياتي القلبية للجميع.
 
*أحمد
25 - فبراير - 2008
نحمد الله على سلامتكم    كن أول من يقيّم
 
نحمد الله على عودتكم بالسلامة أستاذ أحمد ، ونحن بانتظار ما ستجود به علينا من إنجيل بارنبا أو مما تبقى منه . أظن بأن حضوركم سوف يفتح باب النقاش من جديد حول هذا الموضوع الشائق وأن عودتك ، كما ترى واستنتجت بنفسك ، مطلوبة وبإلحاح من قراء وأصدقاء هذه المجالس الذين استحسنوا عملكم وأحبوا متابعته . نحن جميعنا إذن بالانتظار
*ضياء
25 - فبراير - 2008
أنا جاهز    كن أول من يقيّم
 
حباً وكرامة سيدتي:
سأبادر إلى ذلك قريباً جداً، يمتعني ربيع بيروت وينفخ في عروقي مزيداً من الهمّة..
الربيع لم يبدأ بعد طبعاً، إنما نحن بانتظاره، وبانتظار ربيع الاستقرار والهدوء واستتباب السلم الأهلي.
لبيروت فضل على كل مثقف عربي، وتستحق لذلك منا دفقاً أكبر من الحب والولاء!
أشكرك جزيل الشكر على المقالات الرائعة التي قمتِ بإضافتها حول لغتنا العربية ولهجاتها القديمة في
الجزيرة. هذا مبحث بالغ الأهمية والتشويق حقاً.
إلى الملتقى القريب على أديم هذه الصفحات، وشكراً واحتراماً لك.
أحمد
*أحمد
26 - فبراير - 2008
عذراً سيدتي    كن أول من يقيّم
 
سيدتي الفاضلة ضياء خانم:
أدين إليك باعتذار كبير.. السفر وغلبة المشاغل، وكثرة الأبحاث المتداركة على جدولي، جعلتني أبتعد طويلاً عن هذا المجلس الأثير لدى قلبي. لكنني كما رأيت سيدتي لم أنأ عن صفحات الوراق، فشاركت في مجلس كان ساخناً حول ابن خلدون ولقائه بتيمورلنك، فأرجو أن يكون في ذلك بعض فائدة.
ها أنا ذا أعود إلى انتخاب بعض مقاطع وفصول من "إنجيل بارنبا" بترجمتي التحليلية المقارنة.
وما أريد إضافته الآن من أخبار، أنني قد أنجزت الترجمة ودراستها النقدية ومقدمتها وملاحقها كاملة، وأتحيّن الفرصة السّانحة لنشره في كتاب، ستبلغ صفحاته قرابة 850.
فلنا عودة مع القراء الكرام، الذين كان لإرائهم وثنائهم أطيب وقع، كما أشكرك سيدتي على مشاركاتك اللمّاحة القويّة حول بحثي الحاضر. ولكِ مزيد الاحترام، مع تحيّة بيروتيّة بأنسام ربيعيّة تحيي القلوب.
*أحمد
18 - مارس - 2008
من الفصلين 27-28    كن أول من يقيّم
 
الفصل السّابع والعُشرون([1])
]تحطيم إبراهيم للأصنام[
ثُمَّ قالَ فيلِبُّس: »يا مُعلِّم، }94{ كيفَ حَدَثَ أنَّ([2]) أبا إبراهيم وَدَّ أن يحرِقَ ابنَهُ؟«.
أجابَ يَسوع: »في بعضِ الأيّام، وكان إبراهيمُ بَلَغَ من العُمرِ اثنتَي عشرةَ سَنَةً، قالَ لهُ أبوهُ: »غداً عيدُ كلِّ الآلِهة، ولِهذا سنَذهَب إلى الهَيكَل الكبير ونحملُ عَطيَّةً لإلَهي »بَعْل« العَظيم.  وأنتَ تَنتَخِبُ لنَفسِكَ إلَهاً، لأنَّكَ بَلَغتَ السِّنَّ التي تتَّخِذُ فيها إلَهاً«.
»فأجابَ إبراهيم بمَكرٍ: »سَمعاً وطاعَةً يا أبي«.  فبَكَّرا في الصَّباح إلى الهَيكَل قبلَ أيِّ إنسان.  ولكن إبراهيمَ كانَ يشتَمِلُ تحتَ مِئزَرِه على فأسٍ مُخَبّأة.  فلَمّا دَخَلا الهَيكَل وتكاثَرَ حَشدُ النّاس، خَبّأ إبراهيمُ نفسَهُ خلفَ صَنَمٍ في زاويَةٍ مُعتِمةٍ من الهَيكَل.  فلمّا انصَرَفَ أبوهُ، حَسِبَ أنَّ إبراهيمَ قد سَبَقَهُ إلى البيت، ولذلكَ لم يمكُث للبَحثِ عنهُ«.
*  *  *
 
الفصل الثّامن والعُشرون([3])
»ولَمّا انصَرَفَ الجميعُ من الهَيكَل، أوصَدَ الكَهَنةُ الهَيكَلَ ومَضوا.  فعندَها استَلَّ إبراهيمُ تلكَ الفأسَ وقَطَّعَ أقدامَ جميعِ الأصنام، ما عدا الإله الكبير بَعْلاً.  وعند قَدَميهِ وضعَ الفأسَ، وسَطَ حُطامِ الأصنامِ المُتراكِم، لأنَّها كانت عَتيقَةً ومُرَكَّبَةً }95{ من أجزاء، فهَوَتْ قِطَعاً مُحطَّمة. 
»ولمّا كانَ إبراهيمُ خارجاً من الهَيكَل، أبصَرَ بهِ جَماعَةً من النَّاسِ، فظَنّوا أنَّهُ جاءَ ليسرِقَ شيئاً من الهَيكَل.  فأمسَكوا بِهِ، ولَمّا بَلَغوا الهَيكَل ورأوا آلِهتَهُم مُحطَّمةً كذلكَ قِطعاً، صاحوا بأسىً ولَوعَة: »أسرِعوا يا قَوم، لنقتُلْ الذي قَتَلَ آلِهَتَنا!«.  فهُرِعَ إلى هُناك نحو عشرة آلافِ رَجُلٍ معَ الكَهَنة واستَجوَبوا إبراهيمَ عن السَّبَب الذي من أجلِهِ حَطَّمَ آلِهَتَهُم([4]).
»أجابَ إبراهيمُ: »إنَّكم لَجُهّالٌ!  أينبَغي لإنسانٍ أن يقتُلَ الله؟  إنَّ الذي قَتَلَها إنَّما هو الإلَهُ الأكبَرُ.  ألا تَرَونَ الفأس التي لهُ عندَ قَدَميه؟  من المؤكَّد أنَّهُ لا يَرتَضي لهُ أنداداً«. 
»فوَصَلَ حينَئِذٍ إلى هُناكَ أبو إبراهيم، الذي ما بَرَحَ يتَذكَّر أحاديثَ إبراهيمَ الطّاعِنةَ بآلِهَتهم، وعرفَ الفأسَ التي حَطَّمَ بها إبراهيمُ الأصنامَ بِدَداً، فصاحَ: »إنَّما قَتَلَ آلِهَتنا ابني الخائِن هذا!  فهذه الفأسُ لي«.  وقَصَّ عليهِم كلَّ ما كانَ جرى بينَهُ وبينَ ابنَهُ.  فعلى ذلك، جَمَعَ القَومُ }96{ مِقداراً كبيراً من الحَطَب، وبعدَ أن رَبَطوا يَدَيْ إبراهيم ورِجليه طَرَحوهُ على الحَطَب وبَثّوا تحتَهُ ناراً.
»فإذا اللهُ، بواسِطة مَلاكِه، أمرَ النّارَ ألاّ تحرِقَ عبدَه إبراهيم.  فاضطَرَمَت النّارُ وتَسَعَّرَت بزَفيرٍ شَديد، وأحرَقَت نحواً من ألفَي رَجُلٍ من الذينَ أدانوا إبراهيمَ بالمَوت.  أمّا إبراهيمُ فوَجَدَ نفسَهُ بالحَقيقة طَليقاً، إذِ احتَمَلَهُ مَلاكُ اللهِ إلى مَقرُبَةٍ من بيتِ أبيه، دونَ أن يرى مَن حَمَلَه.  وهكذا نَجا إبراهيمُ من المَوت«.


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة المجنون«.
([2]) هذا التعبير: »وحَدَثَ أن« من التعابير القياسيّة جداً في كل من أسفار التّوراة (وتَناخ) بكاملها، وهو في العبريّة: ויהי.  هذا دليل تقني آخر على أصالة نصّ إنجيل بارْنَبا ومعاييره اللغويّة، التي بقيت فيه من القرن الأول الميلادي، رغم مروره بمراحل ترجمة كثيرة ومختلفة، هي كما نعتقد: اليونانيّة - اللاتينيّة - الإيطاليّة القديمة والإسپانيّة.  أما ترجمة سعادة فمأخوذة عن الإنكليزيّة وليس عن أصلها الإيطالي.
([3]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الصّنم«.  ومن هنا لا وجود لعناوين للفصول.
([4]) تتمّة الرّواية السّابقة من الهَجَداه: فلمّا استُدعي أبرام أمام الملك، قال له نمرود: »ما هذا الذي فعلتَ بآلهة أبيك؟ «.  فأجاب أبرام الملك بالكلام ذاته الذي قاله لأبيه.  فقال: »ليس للصّنم الكبير من قوّة أو بأس ليفعل ذلك«، فتابع أبرام قائلاً: »إذن فيم عبادتُك إيّاه؟  لماذا تُكره رعيّتك على طرقك الباطلة؟  أولى لك أن تعبد ربّ العالمين العظيم، القادر على كل شيء، المُحيي والمُميت.  الويل لك يا ذا القلب السّقيم، فلتتحوّلْ عن طرقك الضالّة، واعبُدْ مَن بيده مقاليد حياتك وحياة شعبك جميعه، أو فمُتْ مَذموماً مَدحوراً، أنت ومَن يتّبعك«.  وبقيّة القصّة في كتابنا المذكور، 86-89.
*أحمد
18 - مارس - 2008
شوقتنا يا أستاذ أحمد    كن أول من يقيّم
 
عندما قرأت تعليقك الأول ، خطر لي بأن أهديك أغنية فيروز " انشالله ما بو شي " ، لأنك في كل مرة كنت تعدنا " بأخبار " جديدة عن إنجيل بارنبا ثم تتركنا على عطش ، فأردت أن أقول لك ( من باب الممالحة ):
 
خبرني عن أخباره ، وشو أخباره ؟ انشالله ما بو شي
كل مرة بصدف جاره ، وهيدا جاره ، ما بيخَبِّر شي !
 
لكني بحثت عنها على الأنترنت ولم أجدها .
 
وعدت فوجدتك قد نشرت منه مقطعاً ولم تتمكن من الثاني لأسباب فنية تصادفني أحياناً عندما أقوم بنشر بعض الملفات ، أرجو ان يتمكن الأستاذ زهير من مساعدتك في هذا .
 
شوقتنا يا أستاذ أحمد ، مرة لبيروت وربيع لبنان ، ولا بد أن اللوز قد أزهر ، وهو أجمل ما في الربيع . ومرة أخرى لمتابعة بحثك الهام عن إنجيل بارنبا ... شكراً لك مشاركتك الثمينة جداً في ملف ابن خلدون وكل التمنيات بأن تتمكن قريباً من طبع كتابك الجديد .
 
*ضياء
18 - مارس - 2008
من الفصل 29 تجربة    كن أول من يقيّم
 
الفصل التّاسع والعُشرون([1])
حينَئِذٍ قالَ فيلِبُّس: »ما أعظمَ رحمةَ اللهِ للّذينَ يُحِبّونَه.  قُلْ لنا يا مُعلِّم، كيفَ توَصَّلَ إبراهيمُ إلى مَعرِفةِ الله«. 
قالَ يَسوعُ: »لمّا بَلَغَ إبراهيمُ جِوارَ بيتِ أبيه خشيَ من دُخولِ البيت، فانتَقَلَ إلى مَبعَدةٍ عن البيت وجلسَ تحتَ شَجَرةِ نَخلٍ، ولَبِثَ مُنفَرِداً، وقالَ في نَفسِه: »لا بُدَّ من وجودِ إلَهٍ ذي حياةٍ وقُوّة تَفوقُ قوّةَ الإنسان، لأنَّهُ يصنَعُ الإنسانَ، والإنسانُ بغيرِ اللهِ لا يقدِرُ أن يصنَعَ إنساناً«.
}97{ »حينَئِذٍ، التَفَتَ ونَظَرَ إلى النُّجوم، وإلى القَمَرِ، وإلى الشَّمسِ، فظَنَّ أنَّها هي الله.  ولكن بعدَ التَّبَصُّر في تقلُّباتِها وتحَرُّكاتِها، قال: »ينبَغي ]لُزوماً[ أن يكونَ اللهُ لا يَطرأ عليهِ تَقَلُّبٌ وألاّ تحجُبَهُ الغُيومُ ]كما تَحجُبُ الكواكِبَ[، وإلاّ كانَ الفَناءُ مآلَ بني البَشَر«. 
وإذْ مَكَثَ هُناكَ مُتحَيِّرَ اللُّبِّ، سمِعَ اسمَهُ يُنادى عليه: »يا إبراهيم!« فلمّا التَفَتَ ولم يَرَ أحَداً في أيِّ اتِّجاهٍ، قالَ: »إنّي واثِقٌ أنّني سَمِعتُ اسمي يُنادَى عليهِ »يا إبراهيم« «.  ثُمَّ لمَرَّتين أُخرَيَين بالطّريقةِ ذاتِها، سَمِعَ اسمَهُ يُنادى عليه: »يا إبراهيم!«.
»أجابَ: »ما يُناديني؟«، فحينَئِذٍ سمعَ ]صَوتاً[ يقولُ: »أنا مَلاكُ اللهِ جِبرائيل«.  فمُلئَ إبراهيمُ رُعباً، ولكنَّ المَلاكَ سَكَّنَ رَوعَهُ، قائلاً: »لا تَخْشَ يا إبراهيم، لأنَّكَ خليلُ اللهِ.  ولمّا حَطَّمتَ آلِهَةَ القَومِ بِدَداً، اصطَفاكَ إلهُ المَلائِكةِ والأنبياء حتى تكونَ مَكتوباً في سِفرِ الحَياة«([2]).  فقالَ إبراهيم([3]): »فماذا ينبَغي لي أن أفعلَ ]كي[ أعبُدَ إلَهَ المَلائِكةِ والأنبياءِ القِدّيسين؟«.  أجابَ المَلاكُ: »اذهَبْ إلى ذاكَ اليُنبوعُ فتَطَهَّرْ، فاللهَ يَشاءُ أن يُكلِّمَكَ«.

»
أجابَ إبراهيمُ: »كيفَ ينبَغي لي أن أتَطَهَّرَ؟«.  حينَئِذٍ ظَهَرَ لهُ المَلاكُ بشكلِ فتىً يافِعٍ حسنِ الصُّورة، واغتَسَلَ في اليُنبوع، }98{ قائلاً: »افعَلْ كذلكَ يا إبراهيم«. 


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة ابراهيم«.
([2]) قابل على رسالة بولس إلى أهل فيلبي - 4: 3.
([3]) هذا المقطع التالي نقدّم أصله - للمقارنة - من المخطوطتين الإيطاليّة والإسپانيّة.
*أحمد
19 - مارس - 2008
الفصل 29 - تتمة    كن أول من يقيّم
 
»فلمّا اغتَسَلَ إبراهيمُ([1]) قالَ المَلاكُ: »ارتَقِ ذلكَ الجَبَلَ، لأنَّ اللهَ يشاءُ أن يُكلِّمَك هُناكَ«.  فارتقى إبراهيمُ الجَبَلَ كما ]عَلَّمَهُ[ المَلاكُ، وإذْ جَثا على رُكبَتيهِ قالَ في نَفسِهِ: »متى يا تُرى يُكلِّمُني إلهُ المَلائِكة؟«، فسَمِعَ صوتاً لطيفاً يُناديه: »يا إبراهيم!«، فأجابَهُ إبراهيمُ: »مَنْ يُناديني؟«.
»أجابَ الصَّوتُ: »أنا إلَهُكَ([2]) يا إبراهيم«.
»فاستَبَدَّ بإبراهيم الجَزَعُ، وخَرَّ بوَجهِه إلى الأرضِ قائِلاً: »وكيفَ يكونُ لعَبدِكَ وهو من تُرابٍ ورَماد أن يَستَمِعَ إليكَ؟« ([3])، فقالَ اللهُ: »لا تَخَفْ بَل انهَضْ، لأنّي قد اصطَفَيتُكَ عَبداً لي، وإنّي أُريدُ أن أُبارِكَكَ وأجعَلَكَ شعباً عظيماً.  فاخرُجْ إذن من بيتِ أبيكَ وأهلِكَ، وتعالَ اسكُنْ في الأرضِ التي أُعطيكَها أنتَ ونَسلَكَ«([4]).
»أجابَ إبراهيمُ: »إنّي لَفاعِلٌ كلَّ ذلكَ يا رَبُّ، ولكن احفَظْني لِئلاّ يضرَّني إلَهٌ آخَرُ«.  فتكلَّمَ اللهُ قائِلاً: »أنا اللهُ الواحِدُ، ولا إلَهَ آخَرَ سِوايَ([5]).  أنا أضرِبُ وأنا أشفي، أُميتُ وأحيي، أُرَدّي في الجَحيمِ وأُخرِجُ منهُ، ولا يقدِرُ أحَدٌ أن يُنقِذَ نفسَهُ من يَدي«([6]).  ثمَّ أعطاهُ اللهُ عهدَ الخِتانِ، وهكذا عرفَ أبونا إبراهيمُ اللهَ«.
}99{ وبعدَ أن أتَمَّ يَسوعُ قولَهُ هذا، رَفَعَ يَدَيهِ إلى السَّماءِ قائلاً: »الكرامةُ والمَجدُ لَكَ يا الله.  كذلك فليَكُن!«.
*  *  *


([1]) نقدّم هنا - للمقارنة - متن الأصل في المخطوطة الإيطاليّة، وبعده متن المخطوطة الإسپانيّة المترجمة عن المخطوطة الإيطاليّة:
....disse abraham che chossa fare debo per seruire lo DIO di angioli he santti proffeti • Rispose langello ua in quel fonte he lauati perche DIO uole parlare techo • Risspose abraham hor chome lauarmi debo; allora langelo seli appresento chome uno bello giouine he si lauo nel fonte dicendo fa chossi hanchora te ho abraham • lavatossi abraham....
     وهذا فيما يلي نصّ المخطوطة الإسپانيّة:
Dixo Abraham: Que harè yo para servir al Dios de los sanctos y prophetas? Respondiò el angel, Ve a quella fuente y lavate, porque Dios quiere hablar contigo. Dixo Abraham: Como tengo de lavarme? Luego el angel se le appareciò como uno bello mancebo, y se lavò en la fuente, y le dixo, Abraham, haz com yo. Y Abraham se lavò.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله أحد«.
([3]) سفر التكوين - 18: 27.
([4]) سفر التكوين - 12: 1-2.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »قال الله لابراهيم أنا أحد ولا غير اله - منه«.
([6]) سفر التثنية - 32: 39.
*أحمد
19 - مارس - 2008
 13  14  15  16  17