البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : رسائل جامعية

 موضوع النقاش : إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 18 أعضاء )

رأي الوراق :

 أحمد 
2 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارْنَبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
 
الإنجيل برواية
بارْنَبا الليوي القبرصي
 
 
ترجمة مقارنة جديدة
تتضمن معطيات غير معروفة من قبل
بالاعتماد على
مخطوطة المكتبة الوطنيّة بڨيينا
ومخطوطة مكتبة فيشر بجامعة سيدني
 
د. أحمد إيبش
 
 
ما هو إنجيل بارْنَبا؟
كثيرون جداً سمعوا بهذا الإنجيل (مغلوطاً باسم: إنجيل برنابا).. وما أكثر الأبحاث التي جزمت تلقائياً بأنه إنجيل مزوّر لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، وأنه من وضع بعض اليهود أو المسلمين الذين ارتدّوا عن الدين المسيحي.. فأين تكمن حقيقته؟
وما حقيقة ذكر هذا الإنجيل (على لسان المسيح عليه السلام) لسيدنا محمد بالاسم صراحة، على أنه خاتم الأنبياء المنتظر؟
مئة عام مضت على ظهور أول ترجمة إنكليزية لهذا الإنجيل الهام المثير للجدل، على يد القس الإنكليزي لونسديل راگ وزوجته لورا Lonsdale & Laura Ragg.  ولكن، هل كانت تلك الترجمة على المستوى العلمي المطلوب؟ هل نجحت ومثلها الترجمة العربية المنقولة عنها (بقلم د. خليل سعادة) – دون الرجوع إلى المخطوط – في فك رموز إنجيل بارْنَبا؟!
في هذه الترجمة العربيّة الجديدة المقارنة التي نقوم بها حالياً، يتمّ الكشف للمرّة الأولى عن الأصول القديمة لهذا الإنجيل، وإثبات الدليل النصّي الدّامغ على أن أصلاً أوّليّاً له باليونانيّة قد تمّت ترجمته إلى اللاتينيّة، وبعدها إلى الإيطاليّة والإسپانيّة، وأن ذلك كان ضمن سلسلة تاريخيّة مطوّلة من الإخفاء والتّحريم التّام.
هذه الترجمة اليوم تسلّط الأضواء على معطيات بالغة الأهميّة في المخطوطتين، سواء من الناحية النصيّة أو العقائديّة. ففيها يتجلّى الجوهر الأقرب إلى حقيقة المسيح عليه السلام، وبعثته وإنكاره الشديد لدعوة تأليهه، وأنه رُفع لم يُصلب.. والجديد الآن حسب المخطوطة الإسپانيّة التي ظهرت قبل 30 عاماً: ما الذي كان يعرفه بطرُس؟
كذلك من أهمّ محاور إنجيل بارْنَبا حول سيرة المسيح (عليه السّلام)، حربه الضارية على اليهوديّة الهيكليّة الفريسيّة المنحرفة عن شريعة موسى (عليه السّلام)، والتي تمخض عنها التلمود فيما بعد.
أمّا ما يتوّج هذه الوثيقة المسيحيّة القديمة النقيّة، فهو بشارة المسيح (عليه السّلام) بنبوّة سيّد البشر نبيّنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام.  وأن الدّين الحق كما أنزله الله تعالى على سيّدنا موسى ثم عيسى ثم محمّد (عليهم الصلاة والسّلام) إنما كان سلسلة مستمرّة متوافقة متوائمة لا انقطاع فيها، كان جوهرها ولُحمتها وسُداها: التوحيد!
في هذا المجلس، سأقوم بنشر المقدمة النقدية الكاملة، التي صدّرت بها ترجمتي المقارنة الجديدة لإنجيل بارْنَبا، حسب المخطوطتين المذكورتين، بالإيطاليّة و الإسپانيّة. وأرجو من قرّاء الورّاق الكرام إبداء آرائهم التي سأتلقاها بكل اهتمام وتقدير.
 
 
 10  11  12  13  14 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفص العشرون - تتمة    كن أول من يقيّم
 
فلمّا بَلَغَ مدينةَ النَّاصِرة([1])، أذاعَ النُّوتيَّةُ في المَدينةِ([2]) كلَّ ما فَعَلَهُ يَسوعُ، فحَفَّ بالبيتِ الذي نَزلَ بهِ يَسوعُ حَشدٌ لَجْبٌ من سُكّانِ المدينة.  ومَثُلَ أمامَهُ الكَتَبَةُ والحُكَماءُ فقالوا: »قد سَمِعنا([3]) مَدى ما فعلتَ في البَحرِ وفي اليَهوديّة، فآتِنا إذاً بآيَةٍ من الآياتِ هُنا في مَوطِنِكَ بالذّات«.


([1]) هنا نقطة تفصيليّة خلافيّة أثارها مَن يُنكر على إنجيل بارْنَبا وكأنّما اكتشفوا أصلّ المجرّة!  فقالوا: »وكيف يُبحر المسيح ببحر الجليل إلى النّاصرة، وهي مدينة تقع في تلال داخليّة بالجليل الأدنى؟  هذا دليل ساطع على أن »مؤلّف هذا الإنجيل المزوّر« لا يعرف شيئاً عن جغرافية فلسطين، وبالتالي فهو أوروبي من أبناء القرن السادس عشر«! 
     جميل، نعم لم يكن بارْنَبا من أهل فلسطين (بل قُبرُصياً بشهادة أعمال الرُّسُل)، ولا هو كان خبيراً في الجغرافيا، ولا يحمل جهاز GPS ، ولكن نسأل ببساطة: أين هو منطق البُرهان؟  هذا كلام فارغ، لأنّه لم يقُل: »نزل بمركب على شاطئ النّاصرة«، فليس في النّاصرة شاطئ طبعاً، لكنّه قال حرفيّاً: »رَكبَ في مركب مُبحر صَوب النّاصرة مدينته«، وكما في متن النصّ الإيطالي المخطوط: he monta in naue nauigo in nazaret sua cita.  هذا الكلام لا يعدو مفهوم (الاتجاه أو السَّمت Azimuth)، ومن الوارد جداً التّوجه إلى موقع جُغرافي عبر مرحلتين: اجتياز مُسطّح مائي كبير ثم المُتابعة برّاً، بدلاً من الالتفاف الطويل.  الأمر ذاته أقومُ به دوماً حينما أتّجه من إستانبول إلى موطن أجدادي بورصة، فمن غير المعقول الالتفاف حول بحر مَرمَرة برحلة قصيّة، بل الأيسر والأقصر المسير برّاً إلى ساحل مرمرة الشّمالي، ثم الاجتياز بالمُعدّية إلى ساحله الجنوبي، ومن ثَمّ المتابعة إلى بورصة برّاً.
     فالذي نراه هنا أن يسوع انطلق من قانا الجليل تجاه الحُولة وبيت صيدا إلى »الجبل«، أي هضاب منطقة عِبر الأردن - شرقيّ النّهر وشمال شرق طبريّة (راجع الفصل 14-16) - ثمّ قَصَدَ التوجّه إلى النّاصرة الواقعة على الطرف الآخر من بحيرة طبريّة (بحر الجَليل) إلى جنوبها الغربي، فنزل من الجبل إلى البُحيرة رأساً (إذ لا سهل صالح للتنقّل)،  وركب القارب فاجتاز بها قُطرياً (13 كم) فتابع طريقه برّاً إلى النّاصرة بمسافة حوالي 29 كيلومتراً على طريقها القديم القائم إلى اليوم.  و يروي متّى أيضاً (8: 28) توجّهه ما قبل ذلك إلى »ناحية الجِدريين« (جنوب شرق طبريّة).  وفي دراستنا القادمة سنوضح هذا كلّه بالخرائط.
([2]) نتابع المسألة الجدليّة السّابقة، فلقد قال المُنكرون: »أوَفي النّاصرة نُوتيّة (بَحّارة) وهي المدينة الجبليّة«؟  نقول: لو كانت هذه الحادثة جرت لأيّ منّا (رجلٌ يأمر البحر والرّيح بالسّكون فيطيعانه)، أكنّا تركناه؟  أنا شخصياً ما كنت تبعتُه إلى النّاصرة فقط، بل إلى آخر الدّنيا حتى أموت!  ونذكّر أنّ بارْنَبا لم يقل أبداً إن النّوتيّة كانوا من أهل النّاصرة.
([3]) قابل على إنجيل لوقا - 4: 23-30.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل العشرون - تتمة 2    كن أول من يقيّم
 
فأجابَ يَسوعُ: »هذا الجيلُ العديمُ الإيمانِ يطلُبُ آيةً، لكنَّهُ سوفَ لن ينالَها، لأنَّهُ ما مِن نَبيٍّ يُقبَلُ في مَوطِنِهِ([1]).  ففي زَمَن إيلياه كانت أرامِلُ كثيراتٌ في اليَهوديّة، ولكنَّهُ لم يُرسَلْ ليُطعَمَ إلا إلى أرمَلةِ صَيْدا.  كما كانَ ثَمَّةَ العديدُ من البُرصِ في زَمَنِ إلْيَشَع في اليَهوديّة، ولكن لم يبرأ خلا نُعمانَ الآرامي«([2]). 
فعِندَها تَمَيَّزَ أهلُ المَدينةِ من الغَيْظِ، فأمسكوا بِهِ واحتمَلوهُ إلى شَفا([3]) جُرُفٍ ليَرموهُ، ولكنَّ يَسوعَ انسَلَّ ماشياً في وسَطِهم، وانصَرَفَ عنهُم.
*  *  *


([1]) قابل على إنجيل مَرقُس - 5: 1-17.
([2]) العبارة في الأصل الإيطالي: aman siro »نعمان السّرياني«، بصيغة يونانيّة واضحة.
([3]) نعود فنسأل المُنكرين (في الصفحة السابقة): كيف يكون في المدينة جُرُف؟  هذا لا يمكن إلا في مدينة مرتفعة، غير سهليّة أو ساحليّة (خاصّة ساحل بُحيرة صغيرة).
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل الحادي والعشرون    كن أول من يقيّم
 
الفصل الحادي والعُشرون([1])
يَسوع يشفي مَمسوساً، وإلقاء الخنازير في البحر، ثم يبرئ ابنة الكنعانيّة
صَعِدَ يَسوعُ إلى كْفَر ناحوم([2])، وفيما كانَ يَدنو من المَدينة إذا بشَخصٍ يخرُجُ من بين القُبورِ([3])، كانَ بِهِ مَسٌّ من شَيطان، حتّى لم تَقوَ سِلسِلةٌ على }78{ اعتِقالِه، وراحَ يُلحِقُ بالنَّاسِ أضراراً جَسيمَة.  فصَرَخَتْ الشَّياطينُ من فِيْهِ قائِلةً: »يا قُدّوسَ الله، فيمَ قُدومُكَ قبلَ الأوانِ لِتُزعِجَنا؟«، وتَضَرَّعوا إليهِ بألاّ يطرُدَهم خُروجاً.
فسألَهُم يَسوعُ كَم تبلُغُ عِدَّتُهُم، فأجابوا: »ستّةَ آلافٍ وسِتَّ مِئةٍ وسِتٍّ وسُتّون«.  فلمّا سمِعَ التَّلاميذُ ذلكَ ارتاعوا وتَوَسَّلوا إلى يَسوعَ أن ينصَرِفَ.
حينَئِذٍ قالَ يَسوعُ: »أينَ إيمانُكُم؟  الواجبُ أن يكونَ الشَّيطانُ هو مَن ينصَرِفُ، لا أنا«.
فعندَها صَرَخَت الشَّياطينُ قائِلةً: »إنّنا خارِجون، ولكن اسمَحْ لنا أن نَدخُلَ في تِلكَ الخَنازير«.  وكان يَرعى بجانِبِ البَحرِ نحوَ عشرةِ آلافِ خِنزيرٍ تعودُ للكَنعانيّين.
فقالَ يَسوعُ: »اخرُجوا وادخُلوا في الخَنازير«.  فجَأرَتِ الشَّياطينُ ودَخَلَتِ الخنازيرَ، وقَذَفَت بها مُتَرَدّيَةً في البَحرِ.
حينَئِذٍ هَرَبَ إلى المَدينةِ رُعاةُ الخَنازير، وقَصّوا كلَّ ما كانَ مِن أمرِ يَسوعَ.  فتِبعاً لذلكَ، هُرِعَ رِجالُ المَدينةِ فوجَدوا يَسوعَ والرَّجُلَ الذي برِئَ.  فلَحِقَ بالرِّجالِ زَمَعٌ عَظيمٌ، وتَوَسَّلوا إلى يَسوعَ أن يُوَلّيَ عن تُخومِهم.  فلذلكَ انصَرَفَ يَسوعُ عنهم.
*  *  *


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الجن«.
([2]) بالآراميّة: כפר נחום »قرية ناحوم«، بلدة في الجليل على بحيرة طبريّة (جنيسارِت).
([3]) قابل على إنجيل متّى - 8: 29.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفص الحادي والعشرون - تتمة    كن أول من يقيّم
 
]يسوع في نواحي صُور وصَيْدا[
]المَرأة الكَنعانيّة[
وصَعِدَ إلى نواحي صُور وصَيْدا، وإذا بامرأةٍ من كَنعانَ([1]) مع ابنيها([2]) قد خَرَجَت من }79{ بَلَدِها طالِبَةً يَسوعَ.  فلمّا رأتْهُ مُقبِلاً مع تَلاميذِه صاحَت: »يا يَسوعَ ابنَ داود، ارْحَمْ ابنتي التي يُعذِّبُها الشَّيطانُ!«.  فلم يُجِبْ يَسوعُ ولا بكَلِمة مُفرَدة، لأنَّهُم كانوا من الغُلْفِ لا من أهلِ الخِتان. 
فتحنَّنَتْ قُلوبُ التَّلاميذِ وقالوا: »يا مُعلِّم تَحَنَّنْ عليهم!  انظُر ما أشدَّ صُراخَهُم وعَويلَهُم!«.
فأجابَ يَسوعُ: »إنّي لم أُرسَلْ إلاّ لشَعبِ إسرائيلَ«([3]).
فتَقَدَّمَتِ المرأةُ مع ابنَيها إلى يَسوعَ، وهي تَنتَحِبُ وتقولُ: »يا ابنَ داودَ ارحَمني!«.
أجابَ يَسوعُ: »لا يَحسُنُ أن يؤخَذَ الخُبزُ من أيدي الأطفالِ ويُطرَحَ للكلاب«.  وإنَّما قالَ يَسوعُ ذلكَ لِنَجاسَتِهم، لأنَّهُم كانوا من الغُلفِ لا من أهلِ الخِتان.


([1]) أي ساحل جنوب لبنان، وشعبه الكنعانيون الذين سمّاهم هيرودوتوس »الفينيقيّين«.
([2]) قابل على إنجيل متّى - 15: 21-28، حيث ترد الرّواية بتفاصيل قريبة، جديرة بعقد مُقارنة نصّيّة بين الرّوايتين، في الفحوى واللّغة والأسلوب التّعبيري.
([3]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »قال عيسى أرسلني الله تعلى الابني اسرائل لا غيرهم - منه«.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل الحادي والعشرون - تتمة 2    كن أول من يقيّم
 
فأجابَتِ المَرأةُ: »يا سَيِّد، إنَّ الكِلابَ تأكُلُ الفُتاتَ الذي يَسقُطُ من مائِدَةِ أصحابِها«. 
حينَئِذٍ انذَهَلَ يَسوعُ من كلامِ المَرأة، وقالَ: »يا امرأة، إنَّ إيمانَكِ لَعَظيم«.  ورَفَعَ يَديهِ إلى السَّماءِ وصَلّى لله ثمّ قالَ: »يا امرأة، إنَّ ابنَتَكِ قد أُطلِقَت، فاذهَبي في طريقِكِ بِسَلام«. 
فانصَرَفَتِ المَرأةُ، ولمّا عادَتْ إلى بيتِها ألفَتِ ابنَتَها التي طفِقَتْ تُسَبِّحُ اللهَ.  لذلكَ قالتِ المَرأةُ: »حَقّاً إنَّهُ لا }80{ إلَهَ إلاّ إلهَ([1]) إسرائيلَ«([2]).  فمن جَرّاءِ ذلكَ دَخَلَ آلُها([3]) بأسرِهم في نِطاقِ شَريعة ]الله[، حسبَ الشَّريعة([4]) المكتوبَة في سِفرِ مُوسَى([5]).
*  *  *


([1]) قابل على سفر الملوك الثاني - 5: 15.
([2]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »لا إله من غير إله بن إسرائل - منه«.
([3]) قابل على إنجيل يوحنّا - 4: 53.
([4]) كثيراً ما تُترجم العبارة الدّالة على الشّريعة إلى: »النّاموس«، كما في التّوراة والأناجيل المعرّبة، وعليها درج سعادة في ترجمته القديمة لإنجيل بارْنَبا.  وهذا عين الغلط فالكلمة يونانيّة nomoV »نُوموس«، تبقى حوشيّة عن لسانيّات السّاميّة.
([5]) تأكيد دائم في هذا الإنجيل، على أن اليهوديّة الحقّة إنما هي »الشريعة المكتوبة في سفر موسى«، لا البدع التي خرج بها الكَتَبة والتّنائيم اليهود عشيّة بعثة المسيح (عليه السلام).
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل الثاني والعشرون    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثاني والعُشرون([1])
شقوة الغُلف غير المختونين
حيث أن الكلب خيرٌ منهم
سألَ التَّلاميذُ يَسوعَ في ذلكَ اليوم، قائلين: »يا مُعلِّم، لماذا أجَبتَ المَرأةَ ]كذلكَ[ قائلاً إنَّهُم كِلابٌ؟«.
أجابَ يَسوع: »الحَقَّ أقولُ لكُم إنَّ الكَلبَ خيرٌ من رَجُلٍ أغلَفَ«. 
فكَمِدَ التَّلاميذُ قائلينَ: »إنَّ هذا لكَلامٌ قاسٍ، مَن يحتَمِلُ تَلَقّيه؟«.
أجابَ يَسوع: »إذا لاحظتُم، يا جُهّال، ما يفعلُهُ الكلبُ الذي لا رُشدَ لهُ في سبيلِ خِدمَةِ صاحِبِه، علمتُم أنَّ كلاميَ صادِقٌ.  قولوا لي، أيحرُسُ الكلبُ بيتَ صاحِبِه ويُعَرِّضُ نفسَهُ للِّصّ؟  نَعَم بلا رَيب، ولكن ما ]يكونُ[ جزاؤهُ؟  كثيراً من الضَّربِ والأذيّة، مع قليلٍ من الخُبز، وهو ]معَ ذلكَ[ يظهَرُ أمامَ صاحِبِه طَلْقَ المُحَيّا.  أصَحيحٌ هو هذا؟«. 
أجابَ التَّلاميذُ: »صَحيحٌ يا مُعَلِّم«.


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة الكلب«.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل الثاني والعشرون - تتمة    كن أول من يقيّم
 
فقالَ يَسوعُ: »فالآنَ تأمَّلوا ما أعظَمَ ما وَهَبَ([1]) اللهُ الإنسانَ، فتَبَصَّروا إذاً ما أكفَرَهُ بعَدَم وفائِه بعَهدِ اللهِ الذي قَطَعَهُ معَ }81{ عبدِه إبراهيمَ.  واذكُروا ما قد قالَهُ داود لشاؤول مَلِكِ إسرائيل، ضِدَّ جُليات الفَلَسطيني: قالَ داود([2]): »يا سيّدي، بينَما كانَ عَبدُكَ يرعى قطيعَه، جاءَ الذِّئبُ والدُّبُّ والأسَدُ، فانقَضَّتْ على غَنَمِ عَبدِكَ.  فهَبَّ عبدُكَ وقَتَلَها، وأنقَذَ الغَنَمَ.  أوَليسَ هذا الأغلَفُ إلاّ كواحِدٍ منها؟  لذلكَ يذهَبُ عبدُكَ باسمِ الرَّبِّ إلَه([3]) إسرائيل، ويذبَحُ هذا النَّجِسَ الذي يُجَدِّفُ على شَعبِ اللهِ القُدّوس« «. 
حينَئِذٍ قالَ التَّلاميذُ: »قُلْ لنا يا مُعلِّم، لأيِّ سَببٍ يتوجَّبُ على الإنسانِ الخِتانُ؟«.
فأجابَ يَسوع: »ليـ]ـكُفِكُم[ أنَّ الله أمَرَ بِهِ إبراهيمَ قائلاً([4]): »يا إبراهيم اقطَعْ غُرلَتَكَ وغُرلَةَ كلِّ بيتِكَ، لأنَّ هذا عهدٌ بيني وبينَك إلى الأبَد« «.
*  *  *


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله وهّاب«.
([2]) سفر صموئيل الأول - 17: 34.
([3]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »الله سلطان«.
([4]) سفر التكوين - 17: 11.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
الفصل الثالث والعشرون    كن أول من يقيّم
 
الفصل الثالث والعُشرون([1])
أصل الخِتان وعَهد الله مع إبراهيم
ولعن الغُلف
ولمّا قالَ يَسوع ذلكَ، جَلسَ قريباً من الجَبَل المُطلِّ على »تيروس«([2]).  فجاءَ تَلاميذُهُ إلى جانِبِه ليُصغوا إلى كلامِهِ. 
ثمَّ قالَ يَسوعُ: »إنَّهُ لمّا أكلَ آدَمُ الإنسانُ الأوّلُ - من جَرّاءِ خِدعةِ الشَّيطان - الثَّمَرَ الذي نَهاهُ اللهُ عنهُ في الجَنّة، عَصى جَسَدُهُ }82{ الرُّوحَ([3])، فأقسَمَ قائلاً: »تَاللهِ لأقطَعَنَّك!«، فكسَرَ شَظيَّةً من صَخرٍ، وأمسَكَ بجَسَدِه ليَقطَعَهُ بحَدِّ الشَّظيّة([4])، فنَهاهُ المَلاكُ جِبرائيلُ على ذلكَ، فأجابَ: »لقد أقسَمتُ بالله([5])ِ لأقطَعَنَّه، فما أكونُ حانِثاً أبداً!«.


([1]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »سورة اللحم الانسان«.
([2]) الجمـلة في المـــتن: E deto quessto iessu sedete apresso il monte che risguarda tiro، فلم يفهمها راگ، وظنّ اسم tiro  مُضافاً إلى الكلمة التي تسبقه: risguardatiro، بسبق قلم.  وأيضاً أخطأ الباحثان الإيطالي لويدجي تشيريلّو L. Cirillo  والفرنسي ميشيل فريمو M. Frémaux، في ترجمتهما الفرنسيّة لإنجيل بارْنَبا عام 1977، فترجما العبارة: Tyr، أي مدينة صُور جنوبي لبنان على ساحل البحر المتوسّط. 
     أمّا حول »تيرو« فاكتشفنا (كما بيّنا أدناه في الفصل 99) أنها من التسمية اليونانيّة القديمة TuroV »تيروس«، التي تقابل اسم »صُور« في الكنعانيّة צור (وهي تعني: الصَّخر، الحِصن).  ومن خلال ما ذكره المؤرّخ يوسيفوس، ثبت لدينا بالدّليل القاطع أن الموقع ينطبق على حصن ليوحنّا هرقانوس (يُعرف اليوم بعرَق الأمير) صار ينتابه الإبيونيّون فيما بعد بشرق الأردن.  وهذا الاسم ينفرد بذكره إنجيل بارْنَبا تماماً، فلا أثر له على الإطلاق في الأناجيل القانونيّة أو الأپوكريفا.  فهذا دليل بالغ على أصالة متنه!
([3]) قابل على رسالة بولُس إلى أهل غلاطية - 5: 17.
([4]) المُراد بقوله: »جسده« هنا كناية مهذّبة يقصد بها: ذَكَره.
([5]) في هامش المخطوط بالعربيّة: »وَاللهِ«.
*أحمد
15 - نوفمبر - 2007
حضرة السيدة ضياء المحترمة    كن أول من يقيّم
 
سيدتي الكريمة ضياء خانم:
تحياتي إليك، مع شكري الجزيل والوافي على تعبك بمتابعة نصي المطول وتصحيحه.
هل لي أن أرجوك بتصحيح كلمة: في الفصل الخامس عشر، الحاشية الأولى، ترد كلمة "حج هسكوت" مع موازيها بالعبرية، تكرر فيها الحرفان الرابع والخامس بالغلط، فأرجو حذف أحدهما، والمفترض أن يكون حرفاً واحداً على النحو التالي: הסכות.
كذلك أرى أن النص سيكون متمادياً في الطول، وبات من التالي أن أبدأ في الانتقاء، حسب أهم المقاطع التي تفيد القراء.
فما رأيك سيدتي؟
خاصة أننا جميعاً الآن قلقون في ترقب 21 من الشهر الحالي. الله يستر!
*أحمد
16 - نوفمبر - 2007
الفصل الثالث والعشرون - تتمة    كن أول من يقيّم
 
»حينَئِذٍ، أراهُ المَلاكُ زائِدةَ جَسَدِه، فاجتَثَّها.  فمِن خلالِ ذلكَ، لمّا كانَ كلُّ إنسانٍ يستَمِدُّ جَسَدَهُ من جَسَدِ آدَمَ، وَجَبَ عليهِ أن يُراعيَ كلَّ عَهدٍ آلى بِهِ آدَمُ على نَفسِه([1]). 
»وهذا ما حافَظَ آدَمُ عليهِ في أولادِه، وتَسَلسَلَتْ سُنَّةُ الخِتانِ من جيلٍ إلى جِيل.  إلاّ أنَّهُ لم يكُن في زَمَن إبراهيمَ سوى النَّزرِ اليَسير من المَختونين في الأرضِ، لأنَّ عِبادَةَ الأوثانِ فَشَت في البَسيطة.  وتَبَعاً لذلكَ، أنبأ اللهُ إبراهيمَ بحَقيقةِ الخِتانِ، وأبرَمَ هذا العَهدَ قائِلاً([2]): »النَّفسُ التي لا تَختِنُ جَسَدَها، إيّاها أُبَدِّدُ مِن شَعبي إلى الأبَد« «.
فارتَجَفَ التَّلاميذُ خَوفاً من كلامِ يَسوع، لأنَّهُ باحتِدامِ الرُّوحِ كان يتَكَلَّم.  فقالَ يَسوع: »ذَروا الخوفَ للّذي لم يختِن غُرلَتَهُ، لأنَّهُ مَحرومٌ من الجَنّة«. 


([1]) من باب المُقارنة، نسوق هنا مثالاً على متن المخطوطتين اللتين اعتمدنا عليهما في الترجمة.  فنقدّم أولاً نصّ المخطوطة الإيطالية المحفوظة بالمكتبة الإمبراطوريّة بڤيينّا (بحذافيره تماماً)، ثم نردفه بمقطع من المخطوطة الإسپانية التي آلت إلى مكتبة فيشر:
Allora disse iessu, adamo primo homo hauendo mangiato per fraude di satana il cibo proibito da DIO nel paradisso • si ribelo al spirito la charne sua onde giuro dicendo per DIO chio ti uolgio talgiare • he roto uno sasso presse la sua charne per talgiarlla con il talgio della pietra onde ne fu ripresso del angelo gabrielo • he lui risspose io ho giurato per DIO di talgiarlo bugiardo non sero giamai • allora langelo li mosstro la superfluita della sua charne he quella talgio • he pero sichome ogni homo prende charne dalla charne di adamo chosi elgic obligato di osseruare quanto adamo giurdano promisse •
وها هو ذا النّص الإسپاني المطابق للمقطع المذكور:
Entonces dixo Jesus: Adam, el primer hombre aviendo comido per engaño del demonio la comida prohibida por Dios en el parayso, se le rebelò su carne à su espiritu; por lo qual jurò diziendo, Por Dios que yo te quiero cortar; y rompiendo una piedra tomò su carne para cortarla con el corte de la piedra. Por lo qual fue reprehendido del angel Gabriel, y el ie dixo: Yo he jurado por Dios que lo he de cortar, y mentiroso no lo serè jamàs. Ala hora el angel le enseño la superfluidad de sua carne y a quella cortò. De manera que ansi como todo hombre toma carne de Adam, ansi esta obligadoa cumplir aquello que con juramento prometiò.
([2]) سفر التكوين - 17: 14.
*أحمد
16 - نوفمبر - 2007
 10  11  12  13  14