البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : ثقافة النكد فى حياتنا المعاصرة.    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
5 - أكتوبر - 2007
 
 
 
ما من مرة أقابله والابتسامة تملأ وجهى ،هاشاً باشاً لرؤيته إلا ويصدمنى بشكواه التى لا تنتهى وعذاب الدنيا الذى يلاحقه أينما كان .
كنت أشفق عليه وأرثى لحاله وأسعى جاهداً للأخذ بيده ،بحسبانى أنه يعانى مشاكل كثيرة .
 
وفى يوم من الأيام كنت أجالس قريبة لى تناقشنى فى قضاياها المنظورة والمتداولة أمام المحاكم بشأن ميراثها من زوجها عليه رحمة الله وغفرانه.وفجأة ذكرت اسماً لرجلٍ من عائلتنا ،هذا الذى يقابلنى بشكواه ويصدمنى بمآسيه واحباطاته وأحزانه الكثيرة المتكاثرة .ولم أدع الفرصة تفوتنى فقلت لها على الفور : فلان هذا  الله يكون فى عونه ما إن يقابلنى إلا ويهدم الدنيا على رأسى ويجعل يومى نكداً ونهارى حزيناً.
فنظرت لى قريبتى نظرةً فاحصةً متأملةً ودققت النظر فى معالم وجهى ،الأمر الذى أدهشنى ،فقلت لها  بغضبٍ :فيه إيه عمّالة تبصى فى وشى كأنك أول مرة تشوفنى ???!!!
فردت علىّ وقالت :فلان ده حياته أحسن من حياة الملايين ،ده يملك أرض تسد عين الشمس ،وفلوس أكتر من الهم على القلب وولاده كويسين وحياته تتمناها كل الناس0
 
أنا استغربت وحكيت على مقابلاته والكلام الكتير والشكاوى والأحزان بتاعته..............
قالت بجدية :رغم امتيازاتك فى حاجات كتيرة إلا إنك ممكن تنخدع بشوية دموع وكلام يقطع القلب ،ياسيدى الراجل ده ماعندوش مشاكل أنا أعرفه أكتر منك وحياته سلسة وبدون مشاكل وزوجته وأولاده لابيهشو ولا بينشو .............فى حالهم ..
فقلت لها :لأ الرجل ده أنا حاسس إنه صادق فى كلامه.
قالت :شكوى ولا رقوة.
قلت يعنى إيه ??
قالت أصله بيخاف من الحسد.
قلت :هو أنا باحسده ???
قالت :هوبطبعه راجل نكدى وبيخاف موت من الناس ومليان وساوس وخوف ورعب..
قلت :بس إيه شكوى ولا رقوة ?
ضحكت وقالت :أصله بخيل جداً ولما هو بيخاف من الحسد وعشان ما يعملش رقوة ترقيه من عيون الحاسدين ودى بتكلفه فلوس كتيرة لما يروح لبتوع الأعمال والسحر ،فهو بيشكى كده على طول  عشان ما يدفعش فلوس ويبقى وصل للنتيجة المطلوبة ،ويبعد العين عنه،وعلى فكرة (شكوى ولارقوة) مثل شعبى معظم الناس بتعمل به.
 
بصراحة أنا فزعت من كلامها وتحليلها لشخصية هذا الرجل النكدى بطبعه والمريض بمرض مزمن (الشكوى المستمرة )،وشعرت أن الخرزة الزرقاء التى وجدتها معلقة بالسيارة الفارهة التى يركبها أحد معارفى والحاصل على أعلى مستوى علمى ،قد كشفت لى عن طبيعة الشخصيات المعقدة والمريضة ،هذه الشخصيات التى أعطاها الله المال والجاه والصحة ،لكنها لا تحمد الله وتشكره بل تحاول أن تزرع النكد والحزن والهم فى قلب كل إنسان تقابله.
 
إن ثقافة النكد والغم والهم التى تسيطر على بعض الناس وتسود حياتنا سواء فى المسلسلات التلفزيونية والمجلات والكتب والصحف وتنهش فى واقعنا المزرى والمحبط وتقتل ما تبقى فينا من الفرحة والابتسامةوالمقاومة ،لجديرُ بنا أن نقف فى وجهها ونعمل جاهدين على هدمها وبيان مفاسدهاوتأثيرها الضار والمدمر والقاتل فى مسيرة حياتنا.
 
وكفانا ما يحيط بنا من رعبٍ وفزعٍ ودمارٍ .
 
 
 
 
 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وهم بوهم بوهم ,,,    كن أول من يقيّم
 
أستاذي الكريم , صاحبك النكد هذا لا يمثل ! , ولا يحاول إبعاد الحسد والحساد عنه , هو فعلاً يعيش حياةً صعبة , وظروفاً أليمةً , وقريبتك التي كلمتك عن حياته الهانئة السعيدة , وأرضه الواسعة , وعائلته التي ( لاتهش ولا تنش ) هي مخطئة , ولا ترى الأمور جيداً !!
..........أستاذ عبد الرؤوف خذ حقيقة هذا الإنسان مني , أنا أعرفه أكثر منك ومنها (!) , هذه الأرض الواسعة بنظر قريبتك , هي ضيقة , معتمة , مليئة بالمشاكل (بنظره) , وهذه العائلة السعيدة والتي لاتعاني من مشاكل بنظرها , هي بنظرته للأمور مفتوحة على كافة الإحتمالات السيئة (!) , هو يرى شيء آخر , فالأمور فعلاً نسبية , وهذا النكد يصدر من قلبٍ صادق يشكو مايراه , وإن كان ما يراه وهماً , فهي أيضاً ترى ماتراه , وقد يكون أيضاً وهماً , وكما قال لي صديقي أبو مازن في سجن عدرا : كل مانراه ونعيشه ونحبه ونكرهه وهم بوهم بوهم , , , 
*محمد هشام
7 - أكتوبر - 2007
السوداويون    كن أول من يقيّم
 
   هذه النمادج البشرية كثيرة وقد تصادف منهم العشرات في يوم واحد...منهم كثيرون تربوا في بيئات فرضت عليهم نوعا من التعامل والتباكي و"التصاغر" حد الإذلال لا لشيء الا لجلب العطف واثارة الإنتباه ،خاصة اذا كانوا من النمادج المنطوية على ذاتها وتحس احساسا مرضيا بأنهم مهمشون...والملاحظ أن للنكد هذا شعب:اما مادية لدى الذكور او صحية وهي الغالب لدى النساء والأطفال والزمان او الحياة وهو موضوع مشترك لدى الجميع  ...
الحسني
8 - أكتوبر - 2007
مثال عجيب لأهل النكد    كن أول من يقيّم
 
 
  عرفته مُذ كنا في سن الطلب ، وترعرعت الصداقة في حياتنا حتى وجدتُني أقرأ في ملامحه ما تخفيه عني طويته  .  تزوج أخونا فجئته زائرا ومهنئا ، والدعاء إلى الله لا يكف عنه لساني : بالسعادة ورغد العيش واستقرار بيته وهدوءِ سِرِّه  ووردية أيامه  و.. و.. و..
  وفجأة طلعت علينا الزوجة تحمل ما يُقَدَّم للمهنئين بمثل هذه المناسبات ، فالتفتّ والفضول يملأ إهابي أن أعرف مدى اختيار صديقي لشريكة حياته فإذا بها تلتفت إليَّ أيضا بنفس الفضول وإذا بنا على معرفة قديمة أيام كنتُ مدرسا في مدرسة بنات وهي إحدى زميلات المهنة ، فضحكنا من غرائب القدر وتعجب صديقي وسأل بدهشة : أتعرفها ?
فقلت : نعم ، من قبل أن تلدك أمك .
ومضى وقت ليس بطويل بعد هذه الزيارة ، ولما التقينا وجدت في نفسه غصة من الزوجة المليحة ،
فحاولت تحسس الخبر فانفجر بالشكوى من امرأة ثرثارة لا تكف عن الكلام مع الشرح والإبانة ومع القول حاشية وتقريرات و.. و...
وقال : إنني أعاني من صداع مزمن ، كما أعاني من الصمت الرهيب ، وانطباق شفتيَّ إلى الأبد .
  فملأت فمي بضحكة ظنها المسكين شماتة ، ولكني ضحكت مما أعلمه عن المشتغلين بهذه المهنة وعن أختنا الكريمة بخاصة ، وأشرت عليه أن يكسر الأيام بينه وبينها : يوما لكلامها ويوما لكلامه ،
ثم لقيته فضحك من خبث مشورتي ، وقال :
يا مولانا ، في يوم كلامها تقول ما تشاء ولا أقاطعها بحرف واحد .
ويوم كلامي لا أستطيع أن أفوه بحرف ؛ لأنها تردد :
بكرة يوم كلامي
بكرة يوم كلامي
.....
......
........
وهكذا حتى يقتلني الصداع .
ولكن ؛ قل لي :
لمَ لمْ تنبهني إلى هذا الداء ?
فقلت : لأنك لم تسألني عنها قبل اقترانك بها . 
أرأيتم نكدا أعظم من هذا  ? ? !!
*منصور مهران
9 - أكتوبر - 2007
ابتسم للدنيا تبتسم لك     كن أول من يقيّم
 
نعم معك حق في كل الذي قلته, و الموضوع حقا مفيد و ربنا يهدي الجميع.
mariam
8 - نوفمبر - 2007