البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : يــارا - هذا الاسم الجديد على العربية    كن أول من يقيّم
 faruq 
2 - أكتوبر - 2007
يارا
                                            د . فاروق مواسي
 
وصل إلي أكثر من استفسار كتابةً ومخاطبةً عن اسم ( يارا ) وكيف وفد إلى الأسماء العربية ?
فإلى يارا تميم سعود الأسدي هذه  الجولة :
 
أقول ثمة أسماء كثيرة من أسامينا بحاجة إلى شرح المعنى ، وبداهة فمن الضروري أن يعرف الفرد منا معنى اسمه الذي يصاحبه ليل نهار وفي السراء والضراء ، بل هناك من يحب أن يعرف من سبقه إلى هذا الاسم _ إذا أمكن _ .
 
فإذا كان الاسم قديمًا ومن التراث وأعلامه فعلينا -  مثلاً - بكتاب الاشتقاق لابن دريد ، فثمة  شرح لمعانٍ مثل : هشام ، لؤي ، سفيان وعثمان ....إلخ
وهناك مصادر حديثة عربية  تتاول معاني الأسماء ، أذكر منها :
*موسوعة أسماء الناس ومعانيها ( جزءان ) ? إعداد جمال مشعل  .
* موسوعة الأسماء لحسين بركات .
* معجم أسماء العرب بإشراف جامعة سلطان قابوس ? 1991 ( جزءان ) ، وقد أعده محمد بن الزبير ، بالتعاون   مع الهيئة العلمية المؤلفة من : السيد محمد بدوي  ، فاروق شوشه ، محمود فهمي لحجازي وعلي الدين هلال .
 
لنأت إلى الاسم يارا :
 
ذكر حسين بركات أن الاسم مستحدث لا أصل له . لكن  " معجم  أسماء العرب ". فقد استقصى المعنى ، ورأى أن الاسم هو فارسي الأصل ? من كلمة ( يار ) - المادة الأصلية للمصدر الفارسي ( يارَستَــن ) : بمعنى قدرة واستطاعة وتمكُّن . وقد أُلحقت به اللاحقة الفارسية ( الألف ) التي تفيد اسم المعنى . وتبعًا لذلك فلفظة ( يارا ) محرفة عنها . ومعنى ( ياره )  في لغتهم :  سوار ، طوق ، جرأة .
وقد بحثت في معجم فرهنك فارسي ? عربي لمؤلفه محمد حسن بوذجمهر ( دار نوفل ، بيروت ? 2002 ) فوجدت أن ( يار ) تعني صديق رفيق مساعد محب  ، وأن ( يارا )  و
 و( يارئي ) و  (يارﮝــي yargi ) تعني كل منها  : العزم والجرأة .
 
وهناك  اللفظة التركية ( يارا ) بمعنى الجرح  ، وأنا أستبعد ذلك .
 
ومن يدري فقد تكون  التسمية  محرفة عن ( أيار ) ، وهو في الأصل لفظ سرياني سمي به شهر الربيع المعروف لنا ، بل المعروف لدى العرب قديمًا ، فهذا أبو العلاء المعري ينشد :
 
تشتاق أيار نفوس الورى                               وإنما الشق إلى وِرده
 
فهل تبغي فتاة أجمل من هذا المعنى ، ويرى من يدعوها أنها شهر الربيع ?!
 
                         *                             *                                     *
 
  غير أن الاسم ( يارا ) عرفناه اسمًا لديوان شعري أصدره الشاعر اللبناني سعيد عقل سنة 1960 ? دعا فيه إلى أولاً إلى الفينيقية ، وثانيًا إلى الكتابة بحرف لاتيني . وفعلاً صدر ديوانه بحرف لاتيني مع أن الكلمات عربية ? وقد يكون  ظنًا من الشاعر أننا نلحق بذلك العالم الغربي المتحضر ؛  وظنًا كذلك منه أن هناك ضرورة لتغيير الحرف العربي بسبب كثرة أشكال بعض الحروف ( نحو الهاء ) .
وخابت التجربـــــة غير مأسوف عليـــها !
 
( ملاحظة في هذا السياق : أبحث عن كتاب " يارا  " لضرورة  بحثية قصوى ، فليتني أحصل على تصوير له ، وليكن الثمن مهما يكن ! ) ، فأرجو ألا يضن به من يملكه .
 
 أما شهرة الاسم ( يارا )  فقد تأتــــت ? حسب تقديري ? مؤخرًا ، وذلك  بعد أن غنت فيروز أغنيتها الرائعة ( يارا ) ، وهي أغنية عذبة في كلماتها وفي غنائها .
 
 وإليكم الأغنية التي كتب كلماتها سعيد عقل ( وبحروف عربية ) :
 
يارا
يارا الجدايلـــها شقر
الفيهن بيتمرجح عمر
وكل نجمة تبوح بسرارا
 
يارا
الحلوي ، الغِفي عا زندها خيا الزغير
وضلت تغني والدني حدا تطيـــر
والرياح تدوزن أوتارا
 
يارا
الحلوي الحلوايي تعبو زنودها
ونتفي واصفروخدودها
وبإيدها نعست الاسواره
 
ولمتن أجت يارا
تحط خيا بالسرير
تصلي : " يا ألله صيّروا خيّــي كبير " !
وللسما ديها ، هاك الدين الحرير
انلمت الشمس وعبّت زوارا
 
                 *     *      *      *
 
 
 
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
البحث عن يارا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يارا.............ابنة الشاعر المصرى /فاروق شوشة ،كتب فيها قصيدة رائعة ،قرأتها وعلق بذهنى اسمها (يارا).سأحاول البحث عن أعمال فاروق شوشة وأنشرها.
 
من فضل الدكتور فاروق مواسى وكرمه علىّ،أن جعلنى أبحث عن غزليات حافظ الشيرازى ،وأعيد مطالعته بعد مرور سنوات كثيرة على آخر قراءة له،مع أننى لست الصديق الذى كلفه بالبحث فى نسخة الغزليات لديه.
 
وبالبحث والتدقيق فى الجزئين المنشورين سنة 1944م عن لجنة التأليف والترجمة والنشر ،الطبعة الأولى ،لم أعثر على اسم يار أو يارا،ويحكى أن حافظ الشيرازى وقد اعترضه يوماً  الشاه شجاع حاكم شيراز  وفاجأه بهذا القول "إن غزلياتك لاتجرى على منوال واحد ،ولا تصاغ على نمط واحد.بل كل واحدة منه تشتمل على بعض الأبيات فى وصف الشراب وبعض الأبيات فى التصوف ،والبعض الآخر فى ذكر الأحبة ،وهذا التلون والتنوع ليسا من طريقة البلغاء"
فتبسم حافظ ابتسامة خفيفة تحت شفته،جمعت كل معانى السخرية ،وعدم الاهتمام ثم قال :
"إن ما تفضل بقوله مولاى هو عين الصدقوالصواب ،ومع ذلك فشعرى قد طوف بالآفاق،بينما أشعار غيرى لم تتعد هذه الأبواب!!!"
 
ومن غزلياته القريبة إلى قلبى ووجدانى هذه الغزلية رقم 157،بالجزء الثانى ص24(أغانى شيراز).
أهديها للعزيزة ضياء وأستاذنا الدكتور فاروق والأستاذعمروالدكتور يحيى مصرى والرائع جداًجداً /عبد الحفيظ وللغائب الحاضر شاعرنا الودود العزيز أبدا /زهير ظاظا.
 
- لقدأصبح عشقك أساساً..................للحيرة
وأصبح وصلك كمالاً.....................للحيرة
           - وما أكثر الغرقى فى حال الوصل ،الذين
نزلت برؤوسهم فى النهاية  حال...........الحيرة
- فأرنى قلباً واحداًاستطاع أن يمضى فى طريقه
ولم يبد على وجهه حال.....................الحيرة
- فلا الواصل ليبقى،ولا الوصال
إذا ما بدا خيال .......الحيرة
  --    وفى كل ناحية صرفت لها أذنى
جاءنى صدى يرجع أسئلة..............الحيرة
-             ولقد انهزم بكمال العزة
ذلك الذى أقبل وعليه جلال............الحيرة
-             وحافظ" من قمة رأسه إلى أخمص قدمه
قد أصبح فى العشق صيداً..............للحيرة ..!!
 
*عبدالرؤوف النويهى
6 - أكتوبر - 2007
يارا ... فاروق شوشة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
إليك أستاذ عبد الرؤوف، وإلى جميع المتابعين والمشاركين في هذه الشرفة، أهدي قصيدة يارا، للشاعر فاروق شوشة..
 
يارا

وتضحكينَ في وجوهنا، فتفتحُ الحياةُ أبوابها
وتمطرُ السماءُ أفراحَها
ويملأُ الشعاعُ وجهَ بيتِنا الصغير
فتشرقُ الألوانُ، والفصولُ، والدروب
وتدفق القلوب
بلحنكِ المجنّح الوثير
تميمةً على الشفاه
ونبضتينِ في صلاه:
يارا

***
وأنتِ حولي تقفزين، تمرحين، تعبثينْ
وتخطفينَ كلَّ مُقْتَنى، وتهربينْ
وتطلقينَ ها هنا، وها هنا، أغرودةَ الطفولةِ المزقزقةْ
وملْءُ عينيَّ ظلالُ الضوءِ والتذكارْ
خيوطها تمتدّ، تنسجُ الأمانَ والأشعار
ألمحُ في عينيكِ وجهَ أميَ الذي ودّعْتُهُ قبلَ سنينْ
وعادَ لي من رحلةِ الزمان حانياً، مؤانساً
وحين أحتويكِ، تهتزّ الضلوعُ ترتجفْ
يسيلُ شيءُ من عيوني المُطْرِقةْ
ينساب شيءُ في مسارب الحنايا
وتصبحين يا ابنتي أمّي، ويدْفقُ الحنانْ
سحابةً من الدموعِ والشجون والرضا
وتحتويك مقلتاي، ثمّ يغفو رأسكِ الصغيرُ
تستديرُ في وَداعةِ يدايا
ويُشرقُ النهارُ يا صغيرتي
عيناك لي منارْ
عيناك لي مرايا

***
هل جئتِنا في الزمن القبيحِ، كي نُسايرَ الزمان?
ويصبحُ الوجودُ -فاقدُ المعنى- حياةً مفعمةْ
تنفتح الدروبُ في وجوهنا، ويشرق الأمل
تمتدّ رحلةُ الحياة، نكتوي بحِسْبةِ السنين والأجلْ
وتسبق الخطى أحلامُنا الصغيرةُ المنمنمة
من أجلِ يومِكِ الجديدِ
عمرِكِ المديد،
يا مضلاكنا الفريد
فلتتّسقْ من إصبعيكِ -عندما يُراقصانِ الحنَ- أغنياتنا
ولْتنطلِقْ من بين لَثْغةِ الحروفِ في شفاهك -الكرْزيةِ الألوانِ- أمنياتنا
ولْيندغمْ في قَبْضِ حجمِكِ الصغير فيضُ حبّنا الكبير
ولْيأتلقْ في هَزّةِ الإيقاعِ من يديكِ، من قَوامِكِ الطفْليّ، لحنُنا المسترسل السعيد
يكسو شتاءنا دثارا
ويُلهمُ الأمانَ والأشعارا
يارا..

*عمر خلوف
6 - أكتوبر - 2007
آخِرية الجواهري ، أولية سعيد عقل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
هذا نص للأديب والشاعر سليم بركات مأخوذ من مؤلف له بعنوان " الأقراباذين " هو مجموعة مقالات صنفها على أنها ( مقالات في علوم النظر ) وأصدرها في العام 1999 في ستوكهولم ( السويد ) ، اخترت منها لهذا الملف مقالة بعنوان : " ذبح الزمن في المفردات " لما وجدته في قوله من إنصاف للشاعر سعيد عقل وتحديد دقيق لموقعه في خارطة الشعر الحديث :
 
تعطيل السيرورة :
 
" الآخِر " في اللغة ، يدل على نقيض الأول . وهو ، في الدورة الإقليدية للشكل المحيط ، نهاية البداية ومبتدأها ، بنازع الكمال الذي في الدائرة ، حيث كل اتصال في الخط المتواشج نقطة افتراض تتساوى فيها ، وتتطابق ، الأولية والآخِرية ، بالمقدار ذاته في حقيقتيهما . لكن الآخِرية ، في الحساب الزمني ، تعطيل للدورة ، وتثبيت للفراغ العدم . عودة اللاكون . ختام مطلق . لا احتمال . لا ممكن بعد . وقد شاءت الرسالات نفي هذه القطيعة بين الأولية والآخِرية في سياقهما الزمني ، فابتكرت وعد الخلود من الجلالة على تثبيت الآخِرية أولية مطلقة ، أي : إحداث كون ثان بعد القطيعة مع الزمن لا دورة فيه ، بل سراح بلا نهاية في أحوال على وجوه بلا نهاية .
 
وعد الخلود إنقاذ للآخِرية من فظاظة وحشة المعنى ، الذي مَرَّغ العقل في طحين المتاهة ، على عتبة نظره في الممكنات المستغلقة للكيانية بعد الموت . لكنها آخِرية لا ينتظم فيها أي من قوانين أوليتها . فما تكوَّن حياً ، وتحصَّل عنصراً ، في مبتدأ النشأة ، يأخذ سيرورة من قوام آخر ، علته ليست من الجوهر الحي لطبيعته في النماء والاستحالة بكيموسات الأرض غذاءاً ، وكيموسات الحركة الفلكية انتقالاً من طور إلى طور في المراقي الضرورية لصعود الجسوم ، العقول ، والطبائع صحة وسقماً ، إلى أفولها الحتمي ، إن سيرورة الآخِرية ، وعد الخلود ، ابتكار لنفي الزمني مع إبقاء خصائص المعاني تجسيماً وتجريداً . ففي التجسيم خلوص إلى البذل الحسي متعة ، أو عذاباً . وفي التجريد إقامة بالمعنى على سعادة من تماس النفس مع غيبها العذب ، أو إقامة بالمعنى على شقاء من تماس النفي مع غيبها المعذِّب .
 
أن كان هذان هما موقعا " الآخِرية " في الهندستين الزمنية ، والغيبية ، فما حالها موقعاً في كلمات الإنشاء العربي ، تلويناً للصفات المكانية بصفات الإطلاق ؟ . ففي كل حقبة ، أو عقد ، أو ربع قرن ، ينحو القول العربي بالأزمنية إلى الزمنية ، على دارج رحابته السهلة في قود الكلام إلى مصرعه استخفافاً به . ومن " مصكوكاته " هذه إن " فلاناً " هو آخر " عملاق " . آخر العظماء . آخر مفكر ، آخر عالم . إلى آخر آخر ما يسمَّى تفخيماً على قياس الخروج بالمعنيِّ من السيرورة الحافظة لنشآت الأنواع إلى قدسية الوثن ، من غير مطابقة لهذه اللازمنية مع وعد الغيب الحافظ للكيان الإنساني الحي في ديمومة التحقق . والواضح أن المتعاقدين على إطلاق الصفات السخية هذه هم خليط من المتدين حتى العدمي ، ومن المعطِّل إلى المشرك ، ومن العلماني إلى شقيقه السلفي ، ومن الأصولي إلى المحدث .
 
من الأكيد ، في التعاقبات المتنامية أو الارتجاعية للسيرورات ، ، أن كل " آخِر " إنما ينفيه " آخِر " لاحق ، يبذه في مقام مكنه علماً وأدباً ، أو ينسخه ويكرره . فالمجدد سيعقبه مجدد قطعاً ، والمقلد سيعقبه مقلد ، والمحافظ سيعقبه محافظ ، والطاغية سيعقبه طاغية ، والكريم سيعقبه كريم ، والعبقري سيعقبه عبقري ، على نحو لا تتفق ألفاظ " الآخِرية " في تدبير أي توافق لها مع المعنى . وفي أيامنا هذه ، كان لوفاة الشاعر التقليدي محمد مهدي الجواهري استدرار عَرِم من مخازن اللازمانية ( مع رجاء أن لا أثير حفيظة أحد ) . ولربما كان في مقدورنا فهم فخامة اللوعة في الرثاء العراقي ، من النفس المجرحة راهناً ، غربةً من جهة ، وحنيناً إلى تاريخية شعرية هي صلتها بالعراق المهدور ، من جهة أخرى . إنما توصيفات " الآخِرية " تستوجب ، بالرغم من افتقارها إلى الجواز منطقاً ، خلاء الظرف الموجب للآخِرية من غريم ، أو مزاحم . فماذا سنقول في عملاق مجدد مثل سعيد عقل ، أوصل البيت التقليدي للعمود إلى رفاهية يحسده عليها المتنبي حقاً ، ويتشهَّاها أبو تمام ؟ آخر ماذا ؟ آخِر من ؟
 
لقد افتتح أحمد شوقي مطلعاً للعمود الشعري على معطى العالم الجديد ، وساقه سعيد عقل الكبير . الذي توافق هو والعرب معاً في الجناية على مأثرته المدهشة . إلى غنائم المعاني . وبينهما ظل عدد آخر ، من بدوي الجبل ، وأبي شبكة ، إلى الجواهري ( باختلافهم ، رقة في الجبل ، وطرافة في أبي شبكة ، واتباعية صارمة في الجواهري ) أوفياء لرهافة التقليد . غير أن أكثر الشعراء وفاء للإرث لفظاً ونسقاً في الإنشاء ، من امرىء القيس حتى أبي فراس ، هو الجواهري ، الذي حدَّث العصر من منبر في الخط المواجه للعالم من خلف ستمائة عام ، في الأرجح ، ولم يقترب من هذا القرن إلا باسمه الشخصي ، وإقامته . فأين حظه من " الآخِرية " في ظل العمود الحي ببأس سعيد عقل ؟ وأين " آخِرية " أي قادم آخر في حمى السباق إلى اتباعية تبدو أشرس من أي وقت مضى ، في أحوال النثر ، والشعر ، والوعي ، والقتل أيضاً ؟
  
*ضياء
22 - أكتوبر - 2007
بل هو كما الأعمدة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
مساء الخير دكتور مواسي وكل شكري وعرفاني لكلماتك الطيبة الودودة ولمراجعاتك الدقيقة والمفيدة :
 
عندك حق أستاذي ، فالأبيات التي ذكرتها قالها في الستينات بينما ملحمة المجدلية كانت قد صدرت في العام 1937 ، والأبيات إذن هي من ديوان " كما الأعمدة " ومن قصيدة : " من وردتين اثنتين الشمس " ( الكتاب بعنوان : سعيد عقل ، شعره والنثر ) كما تبين لي بعد أن أستوقفك الموضوع ، وكان الالتباس قد حصل بسبب أنني كنت قرأت البيتين مؤخراً في مقالة تتحدث عن ملحمته " المجدلية " وحسبت أنهما منها دون أدقق بالموضوع وأنا أعتذر عن هذا الخطأ . يقول مطلع القصيدة :
 
سيف على البُطل أم شيماتك الحرُمُ يـا شعرُ خلِّدْ ... وسيف ذلك iiالقلمُ
 
وهذا يذكرني بتعليق كتبه الأستاذ زهير في مجلس دوحة الشعر ، ملف : ما رأيك يا أستاذ زهير ؟ ، كان قد لاحظ فيه بأن سعيد عقل غالباً ما يأتي على ذكر السيف في قصائده " ويكاد السيف لا يفارقه في كل قصائده " كما يقول ، مدرجاً مجموعة من الأمثلة كبيرة أكثرها قصائد غنتها فيروز قيلت في الشام ( شام يا ذا السيف ) ، وفلسطين ( سيف فليشهر ) ... . والملاحظة المهمة التي وردت في ذلك التعليق كانت تسليط الضوء على تلك الناحية المهمة في شخصية سعيد عقل ( تقديس البطولة والفروسية واستخدام السيف كرمز ) وكيف يجمع بينها وبين إيمانه المسيحي المغرق في الروحانية مع العلم بأنه من المتعمقين بدراسة اللاهوت ؟ والأهم من هذا هو أن نفهم موقفه بالعمق بعد أن نزيل عنه إسقاطات الحرب ومخاوفها .
 
والملاحظة الأخيرة هي أن البيتين :  
 
الشعر قَبضْ ٌعلى الدنيا، مشعشعةً كـما  وراء قَميصٍ شعشعت نُجُمُ
فـأنت والكونُ تَيَّاهانِ كأس iiطِلىً دُقَّّـتْ بـكـأسٍ وحُلْمٌ لمّه حُلُمُ ii.
 
سليمان كما أظن ولا أرى فيهما أية مشكلة .
 
مع خالص المودة .
*ضياء
27 - نوفمبر - 2007
يار ويارا    كن أول من يقيّم
 
تحية طيبة للدكتور فاروق :
 
الأرجح أستاذنا هو أن يكون الشاعر سعيد عقل قد قرأ الشاعر الإيراني " حافظ " الشيرازي وأخذ عنه هذه التسمية لأن حافظ كان يناجي " يار " ، والكلمة بالإيرانية تعني كما ذكرتم : صديق أو صاحب قريب أو رفيق حميم أو كل هذه المعاني مجتمعة . ومحبوب حافظ الذي كان يرمز له ب " يار " كان بين الآلهة والبشر ، هو ربما تمظهر للإلهي في الحسي الواقعي ، بل هو يشبه في هذه آلهة اليونان القديمة .
*ضياء
2 - أكتوبر - 2007
شكرًا يا ضياءنا    كن أول من يقيّم
 
وبعد تحيـــتي ومحـــبتي ،
 
فالشكر لك على هذه الفائدة التي أضفتها ....
 
ولكنك توافقينني أن الشاعر كتب قصيدته عن يارا التي رآها ، وليست  التي سماها  ،  (وبالطبع فهذه مسألة بحاجة إلى استقصاء ) ، ذلك لأنني لاحظت من خلال الوصف أنه يعرف يارا  حقيقة ومشاهدة ، فلاحظي مثلاً :
 
ولمّن أجت يارا
تحط خيا بالسرير
تصلي : " يا ألله صيّروا خيّــي كبير " !
 
بالطبع ، فهو يصف حكاية حال ، ولا يرمز في ذلك .....
 
    وتحيـــة فاروقيــــة
 
 
faruq
3 - أكتوبر - 2007
البعد الأسطوري للنص الشعري    كن أول من يقيّم
 
 
تستعمل لفظة يار في اللغة الفارسية لتسمية الأشخاص : كالزعيم الأفغاني قلب الدين حكمت يار مثلاً ، وكانت في القديم الغابر تستعمل كمرادف لكلمة " خدا " التي تعني الإله .  وأما تأنيث الاسم ليصبح يارا ، ( وتعني بالفارسية " مع يار " ) فهي ربما لتطابق هذه اللفظة مع " يارة " لو أضفنا تاء التأنيث إلى يار . وربما يكون سعيد عقل هو مبتكرها إلا في حال لو وجدنا من تسمى " يارا " أو " يارة " قبل كتابته لديوانه أي قبل تاريخ 1960 .
 
أما أن يكون قد كتب قصيدته عن يارا التي رآها ........ فهذا غير مؤكد ، فربما يكون قد تخيلها ، أو ربما يكون قد رأى مشهداً لصبية تعتني بأخيها الصغير ووجد في حنوها عليه ورقة عاطفتها نحوه ، وصبرها على مداراته والعناية به ، تجلياً لعاطفة سامية يتمظهر فيها الخير الكامن في النفس الإنسانية بأبهى صوره ، وهذا ما أثار إعجابه ودعاه للكتابة ، ودعاه إلى المقارنة بينها وبين يار " حافظ " فجعلها " يارا " التي ربما كان اسمها في الحقيقة دعد أو سهام أو حنة ...  ، إلا أن اسماً كهذا لا يمكنه أن يعطي للنص الشعري ذلك البعد الأسطوري الذي نجح في تصويره ... وهذا ليس بالغريب على فلسفة سعيد عقل وأسلوبه الشعري المغرق في الأسطورة ، والمؤمن بالمعاني الروحانية وتجلياتها في الطبيعة والإنسان . وكل التحية لك مجدداً أستاذنا الكريم .
 
*ضياء
3 - أكتوبر - 2007
هناك إشكالان يا عزيزتي !    كن أول من يقيّم
 
هناك إشكالان يا عزيزتي :
 
أولاً : أن تاء التأنيث ليست قائمة في اللغة الفارسية ،  فالوصف هو للمذكر والمؤنث  كاللغات الهندوأوروبية .
 
وثانيًا : أننا لا نستطيع التأكد من ثقافة الشاعر عقل وعلاقتها بالفارسية أو  بحافظ على وجه الخصوص  .
 
كما لا نستطيع أن نجزم بعدم وجود يارا حقيقية  وصفها الشاعر وصفًا ملموسًا في تضاعيف القصيدة ، وليس  الوصف – كما أرى -  وصفًا   فلسفيًا أو صوفيًا أو رمزيًا .
 
واسلمي للمخلص
                                   مع
 تحيــــة فاروقيـــــــة
faruq
3 - أكتوبر - 2007
يارا سعيد عقل    كن أول من يقيّم
 
مساء الخير أستاذنا :
 
نعم بدون شك لا يوجد مؤنث ومذكر في الفارسية ، لكنني أقصد بأنه أنث اللفظة سمعياً بحسب بنية اللغة العربية ولم يكتبها حتى بتاء التأنيث لأنه كتبها باللغة المحكية .
 
أما من جهة معرفته بحافظ الشيرازي فهذا مرجح جداً لأن ديوان حافظ كان قد ترجم في مصر إلى العربية في العام 1944 من قبل الدكتور إبراهيم أمين الشواربي  تحت عنوان : " أغاني شيراز أو غزليات حافظ الشيرازي " وقدم له الدكتور طه حسين وأحدث ضجة كبرى بوقتها .
 
مع هذا ، صحيح ، معك حق ، فنحن لا نستطيع أن نجزم لا بمعرفته بحافظ ( رغم أن هناك تشابهاً كبيراً في الأسلوب ) ولا نستطيع أن ننفي وجود " يارا " حقيقية مع أننا لم نسمع بهذا الإسم قبل هذا التاريخ ، وكل ما أقوله هو افتراضات تحاول أن تفسر وليست أدلة ، غير أن حديث الرمزية والغزل الصوفي بحاجة لوقت أطول ليس بمقدوري اليوم ..
 
*ضياء
3 - أكتوبر - 2007
يارا .. القصيبي    كن أول من يقيّم
 
أستاذنا الفاضل ..
أشارككم بمقطع من قصيدة د.غازي القصيبي في ابنته
يارا
..
وتبسمُ يارا ... ..
وتبسمُ يارا
فيرقص قوسا قزحْ ....
على مقلتيها
وينفلتُ الفجر من شفتيها
ويبسم حتى الجدارْ
وتضحك يارا
فيعلوا هديل الحمامْ
وتصدح فيروز للمستهامْ
ويكمل عرسُ النهارْ
وتعبس يارا
فقف يا نسيمْ
وغب يا ربيعْ
وضعْ يا فًرحْ ....


1971 م / 1391 هـ

*عمر خلوف
4 - أكتوبر - 2007
 1  2  3