قصة الأبيات مجدداً كن أول من يقيّم
ثانياً: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان | اليافعي | الصفحة : 584 | سنة اربع وسبعين وخمس مائة فيها أخذ ابن قرابا الرافضي، ووجد في بيته يسب الصحابة، فقطعت يده ولسانه، ورجمته العامة، فهرب وسبح في الماء، فرموه بالآجر فغرق، فأخرجوه وأحرقوه. ثم ألحق ذلك بالتتبع على الرافضة، وأحرقت كتبهم،وانقمعوا حتى صاروا إلى ذلة اليهود، وتهيأ عليهم من ذلك ما لم يتهيأ ببغداد نحو مائتين وخمسين سنة.وفيها خرج نائب دمشق فرخ شاه ابن أخي السلطان، فالتقى الفرنج، فهزمهم وقتل مقدما لهم كان يضرب به المثل في الشجاعة.وفيها أطلق السلطان حماة عند موت صاحبها-خاله شهاب الدين-لابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر ابن شاهنشاه، وأطلق له أيضاً المعرة ومنبج وفاء منه، فبعث إليها نوابه.وفيها توفي حيص بيص أبو الفوارس سعد بن محمد التميمي الشاعر،وله ديوان معروف، وكان وافر الأدب متضلعاً من اللغة، بصيراً بالفقه والمناظرة.وقال الشيخ نصر الله بن محلي:-قال ابن خلكان: وكان من ثقات أهل السنة،رأيت في المنام علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه-فقلت له: يا أمير المؤمنين؛ يفتحون مكة ويقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم تم على ولدك الحسين ما تم، فقال لي: أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا?!!فقلت لا، فقال: اسمعها منه.ثم استيقظت فبادرت إلى دار ابن الصيفي، فخرج إلي، فذكرت له الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي إلى أحد، وإن كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه، ثم أنشدني: ملكنا فكان العفو مـنـا سـجـية | | فلما ملكتم سال بـالـدم أبـطـح | وحللتم قتل الأسارى وطـال مـا | | عدونا على الأسراء نعفوا ونصفح | وحسبكم هذا التـفـاوت بـينـنـا | | وكل إناء بـالـذي فـيه يرشـح | وإنما قيل له حيص بيص لأنه رأى الناس يوماً في حركة مزعجة وأمر شديد فقال:ما للناس في حيص بيص?!فبقي عليه هذا اللقب. ومعنى هاتين الكلمتين: الشدة والاختلاط. تحياتي لك وأرجو أن تنتبه ياأخي ان الأصح أن تقول "إلى محبِّي الشعر" وليس "إلى محبِّين الشعر" أخوك موسى علي |