البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
المتخيل و الحقيقي في يوميات دير العاقول    كن أول من يقيّم
 
لقد بنى الباحث محمد السويدي هذه اليوميات على وقائع تاريخية مثبتة في كتب الأدب و التاريخ , و لكن و بسبب حديثه عن عملاق من عمالقة الشعر , ابتعد عن أسلوب السرد التاريخي و استعمل لغة أدبية و شعرية جميلة , منطلقاً من فكرة متخيلة و هي العثور على مخطوطة لهذه السيرة في مكان يسمى دير العاقول.
 
و كل ما يرد في هذه السيرة من أحداث و تواريخ و شخصيات هي حقيقية باستثناء وحيد و هو شخصية العرافة التي حاول السويدي و هو الولع بالأبراج , حاول من خلالها التنبؤ بما سيحدث للمتنبي .
 
و عموماً سينشر الوراق قريباً مقابلتين للأستاذ السويدي إحداهما مع صحيفة الحياة و الأخرى مع صحيفة الإمارات اليوم , حيث تحدث فيهما عن هذه السيرة و بنائها .
*معتصم
22 - مايو - 2007
صندوقه العجيب    كن أول من يقيّم
 
أخبار جميلة تنقلها لنا أستاذ زهير , وهاهو الأستاذ محمد السويدي يمد يده إلى صندوقه العجيب , فيخرج منه قطعة نادرة لا تقدر بثمن , كم سننتظر لنقرأ هذه اليوميات بعد تحقيقها ?    وهل لك بنشر جزءٍ منها يروي ظمأنا ? ,
بارك الله في الجهود الطيبة التي يبذلها أديبنا محمد السويدي لإثراء الأدب العربي .
ولا شك أن المقصود بمقارنة (يوميات ديرالعاقول) بكتاب (أم القرى) يعني أن قصة وجود مخطوطة بخط المتنبي ضرب من الخيال، وهيام شاعر بشاعر
*محمد هشام
21 - أبريل - 2007
لهفة عارمة    كن أول من يقيّم
 
بارك الله في الأيدي الطيبة , والعقل النير الذي كرس حياته في إحياء التراث العربي المجيد , ونحن في شوق شديد , ولهفة عارمة لتصفح هذا الكتاب الهام الذي سمعنا أنه سيُصنف على أنه من أهم الإنتاجات الأدبية الحديثة , , , وإن تكن حياة المتنبي وعصر المتنبي يحتويان على المفارقات , والعجائب , الظلم , والقسوة , الطموح , والحب , الإحباط , والأمل  ........ فظني أن هذا الكتاب سيلاقي اهتماماً كبيراً
*محمد هشام
20 - مايو - 2007
الصور    كن أول من يقيّم
 
سؤال يتبادر للقارئ : ما هو مصدر الصور التي تزين اليوميات ?? , يوميات دير العاقول بدت لي للوهلة الأولى وكأنها هبطت من السماء ! , وتلقفتها كأنني أقابل المرأة التي أحب للمرة الأولى !
*محمد هشام
21 - مايو - 2007
المتنبي وعصره بين البحث والرواية    كن أول من يقيّم
 
 
 
تفضل بعض الأصدقاء مشكورين بلفت انتباهي إلى تشابه حادث في الفكرة التي اختارها الروائي الأستاذ محمد جبريل مدخلاً لروايته المعنونة (من أوراق أبي الطيب المتنبي)، والمنشورة عام 1984، وبين قصة عثور أحدهم على مخطوطة اتضح أنها للشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي، والتي اخترتها مدخلاً لعملي المعنون "يوميات دير العاقول" وهو المكان الذي لقي فيه الشاعر مصرعه.
وحقيقة الأمر أنني لم أحظ بفرصة الإطلاع على رواية الأستاذ جبريل سوى منذ أيام قلائل حيث حالفني التوفيق في الحصول على نسخة منها.
ولست هنا بصدد الدفاع أو تقديم المبررات، وإنما دافعي للكتابة هو أولاً تقديري لهؤلاء الأصدقاء الذين تكرموا بلفت انتباهي إلى الأمر، ثم حرصي على التواصل مع النخبة من القراء من أصحاب الوعي والثقافة ممن كانوا أكثر حظاً مني في الإطلاع على رواية الأستاذ جبريل في أوقات مبكرة، والذين ربما لم تتح لهم الفرصة كاملة للإطلاع على عملي (يوميات دير العاقول) لأنه-من جهة- ما زال قيد الكتابة والتطور، كما أنه من جهة أخرى لم يصدر في نسخته الورقية بعد، وإنما تم تدشين نسخته التفاعلية على موقع الوراق، ونشرت الصحافة العربية مختارات ومقتطفات منه لا أظنها بأي حال قادرة على إيضاح الصورة الكلية للعمل؛ حيث يختفي في هذه المختارات الترابط العضوي بين اليوميات بينما أراه الرهان الحقيقي في هذا العمل الطويل.
ولا أظن أنني في حاجة إلى القول بأن اهتمامي بالمتنبي شاعراً وإنساناً لم يبدأ مع تاريخ إعلاني عن "يوميات دير العاقول"، وأن علاقتي البحثية بهذا الشاعر وبعصره قد بدأت قبل ذلك بزمان فلقد أنجزت موقعا على الشبكة لديوانه كاملا مضمنا عشرات من الشروح وكذلك التسجيل الصوتي للقصائد http://www.almotanabbi.com ، وكان شغلي الشاغل منذ خطفتني ربّة الشعر قراءة منجزه الشعري بعين الباحث قبل عين الأديب، كما كان همي الوقوف على جُلّ – إن لم يكن كل - ما حوته كتب التراث والتاريخ عن حياته وعن تفاصيل العصر الذي عاش وأبدع فيه، القرن الرابع الهجري، ذلك العصر الذي رسخ في أذهاننا باعتباره العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.
لقد شغلني المتنبي وعصره فكنت أحرص على التقاط كل واردة وشاردة تخص هذا العصر، وقد دفعني الهاجس والرغبة إلى تحرّي صورة عصر المتنبي خلال يوميّات أسميتها (يوميات دير العاقول) التي أسرتني فكرتُها ، وتحت وطأة هذا الشعور بدأت في التدوين، وما زلت في منتصف الطريق، إذ دونت ما يربو عن 160 يومية، أتوقع أن تصل إلى أكثر من ثلاثمائة يومية وفقاً للتسلسل الذي رسمته للأحداث.
 
لست في حاجة إلى أن يبدو كلامي السابق وكأنه دفاع أو تبرير لما حدث من تشابه بين مدخلي العملين، لأنه "ثيمة" إقامة عمل ما على فكرة العثور على مخطوطة ثم الانطلاق منها هي بالأساس فكرة ليست بمبتكرة، ولا يمكن أن ننسبها إلى شخص بعينه، وإنما هي طريقة درامية – إذا صح التعبير- تكرر استغلالها وسوف يتكرر في العديد من أنواع الإبداع الفني.
وإذا كان الداعي الأساسي لتوهم وجود تشابه بين العملين هو ارتباط الأمر بالشخصية نفسها،  أي الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي،  ففي رأيي-  لا يجوز لمثقف مهتم أن يكتفي بهذا التصور المبدئي للحكم على عملين يختلفان كل الاختلاف من حيث النوع الفني ومن حيث منهج التناول.
فبينما ينسج الأستاذ محمد جبريل في  عمله روايةً يطلق فيها العنان لمخيلته المبدعة ويختار من التاريخ ما يمكنه أن يتحول إلى إسقاطات فنية على واقع يريد أن ينتقده، فإن الفكرة الرئيسة في (يوميات دير العاقول) إنما هي تفكيك الزمان وإعادة تركيبه في محاولة لتحقيق رغبة تنتابني تجاه تاريخنا بشكل عام، حيث أرغب في إعادة النظر في هذا الكم من المسلمات والأفكار الثابتة التي تثقلنا وتحول دون امتلاكنا نظرة موضوعية إلى ذواتنا وتاريخنا.
على هذا الأساس فإن منهجي في كتابة اليوميات اقتضي مني البحث في تفاصيل صورة العصر كما عاشه المتنبي في محاولة لإعادة قراءته، معتمداً آليات موضوعية للربط بين الروايات وتتبعها، مع محاولة تفهم دوافع الاختلافات الكبيرة بين الرواة والمؤرخين الذين كان بعضهم  محكوماً بانتماءاته أو بخوفه أو بطمعه أحياناً.
وإذا كان متنبي الأستاذ جبريل هو بطل متخيل في عمل روائي لا يُقاس على مسطرة التاريخ، (دون أن يتضمن ذلك حكم قيمة على العمل)، فإن المتنبي في (يوميات دير العاقول) هو نفسه المتنبي، الشاعر الذي عاش في الفترة بين (303 هجرية) إلى(354 هجرية) من القرن الرابع ، لأن اختياره نابع من كونه رجل غير اعتيادي عاش في هذا العصر الذي أردت تقديم قراءة أخرى له، ولأنه يمتلك كل المواصفات التي تؤهله لأن يكون (حاملاً) قوياً للرسالة التي أردت إيصالها من خلال إعادة تشكيل فسيفساء أحداث وتنظيم نبض الحياة في ذاك العصر. ومن هذه الزاوية فإن أبا العلاء المعري يصلح عندي أيضاً لأن يكون (حاملاً) جيداً أعيد من خلاله إعادة قراءة القرن التالي، وفي ظني ما كان هذا اللبس ليقع لو كان اختياري قد توجه إلى أبي العلاء.
من ناحية أخرى فإن المتنبي في (يوميات دير العاقول) ليس راويةً بالمعنى التقليدي للكلمة، فقد وضعت على لسانه كل هذه الحكايات التي حرصت على تتبعها في مصادرها وتحري الدقة إلى أقصى قدر ممكن، فالأساس في هذا العمل هو (التشكيل)، لأنني أهدف إلى إعادة فك وتركيب ذاك العصر ليصل إلى القارئ في مشهديّة تضجّ بالصخب والحياة والناس والأحلام وغير ذلك، واختيار مدخل العثور على مخطوطة واعتماد نسق اليوميات ما هو إلا (لباس فني) حاولت من خلاله كسر ما عرفته عملية كتابة التاريخ من نمطية.
إنني أعمل على اليوميات كما يعمل موسيقي على مقطوعته، ربما أعيد رواية القصة أكثر من مرة في أكثر من موضع بأكثر من شكل، كلحن يتردد في العمل الموسيقي بين آونة وأخرى، إلا أن كل هذه المقطوعات أصلية يمكن تتبعها في أصولها ومصادرها.
حتى تلك اليوميات التي قمت بنحتها بشكل خاص، فإنما هي نتيجة لاجتهادات بحثية توصلت خلالها إلى نتائج قمت بصياغتها في يوميات تكتسي الطابع الأدبي، مثل يومية العرَّافة التي بشرت بميلاد الشاعر، متنبئة بتفاصيل حياته، مشيرة إلى أنه سوف "ينتهي به المطاف وحيداً، محطّما كموجة على الصخور"، هذه اليومية لم تكن وليدة الخيال المحض، إنما هي نتيجة لاجتهاد دقيق لمعرفة إلى أي برج ينتمي المتنبي، وذلك من خلال ما ورد في الكتب عن مواصفاته الشخصية وكذلك من خلال أشعاره. وأنا أميل إلى كونه من أبناء الجوزاء لانطباق مواصفاته على مواليدها الذكور وأعترف بأن هذا ترجيح أملاه عليّ إهتمامي بلأبراج ومحاولة فكّها رياضيا وهذا موضوع يطول بحثه. ويتكرر الأمر في يوميات أخرى منها يومية (الخروج من مصر) مثلاً، والتي تضمنت خلاصة جهد بحثي توصلت من خلاله بالأدلة الموثقة إلى أن المتنبي لم يخرج من مصر مهزوماً وإن احتال للخروج، بل قامة شعريّة يعتد بها في زمانه إذ استقبلته قبائل العرب استقبال الأمراء، كما أنه لم يتخل بخروجه من مصر عن حلمه بالإمارة الذي ظل شاغله الأول خلال الجزء الأخير من حياته، بل توصلتُ إلى أن سعيه وراء هذا الحلم كان السبب المباشر والرئيس في خروجه من مصر وكذلك في مصرعه، وهو ما لم يأت على ذكره باحث من قبل (في ما طالعت من كتب وقعت عليها ولا أعلم فربّما هناك من سبقني إلى ذلك).
وخلاصة اجتهادي في هذه النقطة، كما صغتها في اليومية، تقول إن المتنبي بعد أن خرج من حلب مخلفاً سيف الدولة، متوجهاً إلى مصر -حيث لم ينل مراده من المكوث لدى كافور- قصد الكوفة فبغداد محاولاً الوصول إلى معز الدولة عبر وزيره المهلبي الذي خذله وألّب شعراء (سفهاء كما أسماهم المتنبي في يوميّاته)، فتوجه إلى عضد الدولة، بينما هو على علم بما بينه وبين ابن عمه معز الدولة وولده بختيار (صاحب فاتك وقاتل المتنبي) من عداوة، إلا أن نفس المتنبي الطامحة إلى الحكم أمرته بخوض اللعبة إلى آخرها وإن كان فيها مصرعه، وهو ما كان.
لا شك عندي في أن الحديث عن العمل ليس كقراءته، وأنه لا يمكن لمقالة مهما بلغ حجم جهدي في صياغتها أن يُلخّص ما أريد قوله في (يوميات دير العاقول) خاصة وأن النص مفتوح، ما زال، على احتمالات كثيرة بقدر ما يطرأ على معرفتي من تغيرات خلال البحث والقراءة، وهو أمر يتطلب من المهتمين التواصل مع العمل في موقعه التفاعلي : (www.alwaraq.com)، والتواصل معي بشأن ما يرونه من ملاحظات قد تفيد في تطوير العمل أو حتى تغيير مساره إذا استدعى الأمر ذلك، لأن إعادة قراءة التاريخ وفق هذه الطريقة التي أحاول التأسيس لها، إنما هو مشروع حياة بالنسبة لي/ لنا، بدأته وأتمنى أن أنجح في استكماله، ولا أخفي أنني بصدد الإعلان عن مشروع مواز لإعادة تقديم حقب تاريخة هامة من خلال إعادة ترتيب فسيفساء التاريخ المنثورة بين الكتب وتخليصها من شوائبها الكثيرة.
ما أردت قوله من خلال هذا البحث المرتدي لباس اليوميات هو خلوصي أن القوانين التي حكمت عصر المتنبي ما زالت تحكم عصرنا، رغم كل ما ندعيه من تطور وحضارة، لقد كانت الفتنة الطائفية والمذهبيّة في ذلك الزمان فتنة وقودها الناس، ولا زالت في عالمنا العربي تتغذى على الناس كل يوم، لم يجدّ جديد سوى أن وسائل التدمير أصبحت أشرس، وكأن القرن الحادي والعشرين مرآة للقرن العاشر إلا أنها مرآة مكبرة تعكس كل السلبيات، ما زال الخطاب الديني المتطرف يحكم مصير شعوب بأسرها، ولا زالت القيادات التي حكمت القرن العاشر فقمعت وقهرت وقتلت وعذبت وابتذلت موجودة في غير مكان من أرض العرب في القرنين العشرين والحادي والعشرين،  وكأن أحداً لم يسمع عن مفاهيم الديمقراطية منذ الإغريق وصولاً إلى عصر فولتير، وجان جاك روسو، وغيرهما من مفكري عصر التنوير.
لا زالت مجتمعاتنا  تعيش حالة المذهبيّة والطائفية والتفرق، وتخضع لأوهام السحر والشعوذة، والتشبث بماض وهميّ لم يكن له وجود لم يقرأ ويمّحص بعد وتشهد على ذلك فضائياتنا المكرسة لذلك والتي تزداد عدداً ويزداد مشاهدوها كل يوم، وهو أمر يؤسف له.
ما زال المبدع العربي إما موظفاً لدى السلطة، أو لدى المؤسسة الخاصة وهو امتداد للاستجداء الذي وصموا به الشاعر والأديب في زمان المتنبي ( وأنا لا أغفل عن الحاجة التى تدفعنا/تدفعهم لذلك، أو مصابيحا لا تمدّ بالزيت على حدّ قول الفيلسوف الأغريقي، ألم يكن الأمر كذلك في ذلك العصر?.
في النهاية، أشكر كل من اهتم بالأمر، وأشكر من لفت انتباهي إلى رواية (من أوراق أبي الطيب المتنبي) التي رأيت أنها بالفعل جديرة بالقراءة والتقدير.
 
*محمد
18 - سبتمبر - 2007
هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
إذا كانت هذه اليوميات ستؤرخ للقرن الرابع الهجري , فيجب أن نقرأها بمنظار أوسع , لا يقتصر فقط على الأدب و إنما يشمل التاريخ و السياسة , و رغم ثراء تعليقات القراء كالأستاذ زهير و الأستاذ داوود و الدكتور النويهي صاحب الموضوع الأشهر عن الفلاسفة في هذه المجالس, إلا أنني أود أن ألفت النظر إلى جانب سياسي و اجتماعي تعكسه هذه اليوميات .
لقد أحسست بصدمة عندما قرأت فقرة رؤوس تطوف بغداد , و العبارة التي انتهت بها : هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى في الدولة فساداً !!!!
ثم قرأت "نكبة الخيزران" و "سمل القاهر بالله" و "سمل المستكفي" و أعتقد أن الأستاذ السويدي في جعبته المزيد من هذه المآثر العربية !
و عندما ينظر المرء إلى حالة العرب اليوم وما يملؤها من قمع و استبداد و طغيان , و إلى العقلية العربية الضعيفة و المستكينة يعرف أن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة لما تعرضنا له من قمع و بطش على مدى مئات السنين .
و يبدو أيضاً من الاجحاف أن نلصق كل مشاكلنا برقبة الامبراطورية العثمانية , إذا أن الأوضاع قبلها لم تكن مثالية أبداً , و جمال باشا السفاح لم يكن هو السفاح الوحيد !
كما يبدو أيضاَ أنه من الظلم أن ندعي أن عبد الناصر و نظامه القمعي ساهما في هزيمة 1967 , إذ أن عبد الناصر لم يجلب شيئاَ جديداً و كأن مصر كان تعيش قبله في واحة من الحرية و الديمقراطية و انتظروا أخبار كافور الاخشيدي لتعرفوا أنه أسس أنظمة للاستخبارات و مراقبة العباد في مصر قبل عبد الناصر بألف سنة !
كريم
10 - يونيو - 2007
تبدو مشجعة     كن أول من يقيّم
 
عبدالمحسن
2 - يناير - 2011
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
استغلال حكايات وقصص وأشعار المتنبى ،هى رؤية معاصرة لأحداث تتوالى أمام العين وينشغل بها الواقع ويتفكر فيها الإنسان ،فهو التماهى بين الماضى والحاضر وتداخل الوقائع وتشابك الأحداث،وكأن التاريخ يعيد نفسه ،فلم يكن الأستاذ /محمد السويدى إلا مٌبدعاًبنظرة نقدية لواقع مُعايش ،ولم يكن أبداً راوياً لسيرة أبى الطيب المتنبى ،وإن صدق القول ولم أفتئت على الحقائق فهى تُعد (((من أوراق السويدى أو يوميات السويدى))) الذى ارتكن على أُطر التاريخ ، موضحاً وشارحاً وناقداً بل أعتقد أن ارتكان الأستاذ السويدى على حياة وأشعار وقصص المتنبى هو أدب الرمز إن جاز لى التعبير 0
 
قرأت اثنتين وعشرين حكاية هى جملة ما تم نشره 0
أول حكاية  ( حديث عرّافة) فى 915ميلادية/302هجرية،وتدور الحكايات المنشورة بين تاريخين 915ميلادية  /302هجرية و964ميلادية/355هجرية0
 
كان المتنبى الشغل الشاغل لرجالات عصره ،بل يُحكى أنه وبظهور المتنبى أطفأ مواهب خمسين شاعرا ،وتحكى كتب التاريخ عن الموتة الغادرة التى مُنى بها المتنبى ،إذ تروى الوقائع أن المتنبى وقد شخص إلى شيراز حيث عضد الدولة بن بويه ،وفى هذا البلاط توثقت صلات الأدب بينه وبين أبى على الفارسى وابن جنى ،وأغدق عليه عضد الدولة إنعاما وتكريما ،لكن المتنبى القلوق بطبعه (على قلق كأن الريح تحتى ) استأذن فى العودة إلى بغداد ،وفى طريقه لقيه فاتك ابن أبى جهل الذى ينقم على المتنبى لهجائه ابن أخته ضبه ،وتقاتلا ومات أبو الطيب مثخنا بجراحه،لكنى أزعم أن ما حدث هو تصفية جسدية بالتعبير المعاصر لمن يثير القلاقل والفتن ويطلب العز من ملوك أرانب ،فالسياسةالملعونة والمكائد المرذولة والغيرة القاتلة ،من أوثق الأسباب للتخلص من المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس ،ولايثبت فى يقينى أن هجائه لضبه  ،كان الذريعة لقتله ،وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس0
 
شكر خاص لشاعرنا زهير واستعارتى عنوان هذه الفضفضات من مقالته الأولى ،وسنوالى تباعا الكتابة  عن ((حديث العرافة فى فضاء الحكى السردى عبر مسيرة الأدب0)))
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
7 - يونيو - 2007
مع ا لمتنبى فى نهاية حياته 0    كن أول من يقيّم
 
من الصعب القطع بموت المتنبى سياسيا ولكنه زعم أطرحه إذ أن حياة المتنبى كانت قلقة ولم يستقر على حال بل كان مغرورا مسرفا فى غروره حتى على الملوك الذين يمتدحهم ،وكثر أعداؤه ممن يتعالى عليهم ولا يعيرهم اهتماما 0وما أثاره الأستاذ داود ، من قولى بأن هجاء الشاعر لبعض الناس لايستوجب القتل ،فهو زعم منى  ،وما أكثر هجاء أبى نواس ،ولم يُقتل أو حتى يُهدر دمه ،لكن يظل وكما أكد الأستاذ /داود(أما أن المتنبي شاعر عملاق ، فلا يماري في ذلك عاقل .. وأما أنه بطل مغوار ، فاسمحوا لي بالمخالفة ؛ لأن سيده سيف الدولة نفسه ، المشهور ببطولاته وأمجاده ، وبألقاب الفخر والتمجيد التي عرفناها عنه في الأدب لا التاريخ ، لم يكن كذلك ، فكأن بطولة سيف الدولة هي من شعر المتنبي أيضا)
والشكر للأستاذ/داود ، فقد حفزنى على إعادة مطالعة (مع المتنبى) للدكتور طه حسين ،الطبعة الثالثة عشر / دار المعارف المصرية1986 وأتقدم بهذ الجزء  من الصفحات الأخيرة منه0
(000هذا التطور الأخير الذى طرأ على حياةالمتنبى ،فانحرف بها عن طريقها  ، وقلبها رأسا على عقب ،إ ن كان للحياة رأس وعقب 0فقد رأينا الشاعر بعد محنته فى شبابه يدفع شيئا فشيئا إلى طريق الشعراء من قبله ، يتهاون شيئا فشيئا فى الاحتفاظ بما كان له من مذهب ورأى 0 رأيناه يُفرط فى القرمطية ، وإن احتفظ بشىء من الحنين إليها 0ثم رأيناه يمدح غير العرب حين تدعوه الضرورة إلى ذلك0ثم رأيناه يتكلف الشعوبية فى مدح الروزبارى بدمشق 0ثم رأيناه يعود إلى عربيته حين يتصل بالحمدانيين 0ثم رأيناه بعد ذلك يُعرض عن هذه العربية ، وينقطع إلى عبد زنجى أو نوبى فى الفسطاط فيمدحه ما امتدت له أسباب الطمع فيه 0ثم رأيناه يسترد عربيته ويعود إلى العراق وقد آثر الحيدة والهدوء0ثم رأيناه آخر الأمر يغلب على قرمطيته وعلى عربيته ،فإذا هو يهجو القرامطة ويهجوهم بالسيف والرمح من جهة ،وإذا يمدح دلًير ،ويؤثر ابن العميد وعضد الدولة على صديقه الحمدانى القديم من جهة أخرى 0هو يعود الآن إلى العراق ،وقد ضحى فى سبيل المال والمجد الشخصى بالقرمطية والعربية معا تحت أقدام البويهيين )ص374،373
 
(أكان فاتك ثائرا لابن أخته ولعرضه فحسب ،أم كان ثائرا لعرضه وشىء آخر ?  أما القدماء فلم يترددوا فى قبول الأمر 0000فهم يرون ،ويرى معهم المحدثون ،أن المتنبى ذهب ضحية للسانه،وتلقى الموت ثمنا لهذه القصيدة البائية التى هجا بها ضبة فى الكوفة على كره منه فيما يقولون ،وقد يكون هذا حقا ؛ فهو ملائم للمألوف من عادات الأعراب 0ولكنى أحس من نفسى ترددا فى قبوله ،وأراها تنبو عنه ولاتطمئن إليه 0000
وهذا الخاطر يلقى فى نفسى أن المتنبى لم يذهب ضحية لهذه القصيدة ،ولاضحية لجشع الأعراب فيما كان يسوقه من متاع ومال ،وإنما أدى بموته ،إلى القرامطة من جهة ولى العرب من جهة أخرى ،ثمن هذه الخيانة التى اقترفها فى الكوفة ،وسجلها فى نفسه فى شيراز وعاد وفى نفسه أن يمعن فيها ويباهى بها،ويملأ بها الأرض إذا انتهى إلى بغداد000000
 
والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان،ثم إلى شيراز ،فقد كان مع جماعة من البغداديين ،منهم ابن جنى 0فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???))
ص376،375
*عبدالرؤوف النويهى
7 - يونيو - 2007
من أيام السويدى المجبولةبعبير المتنبى (2)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
حديث العرّافة ليست إلا محاولة جادة لإلقاء الضوء على جوانب هامة فى حياة المتنبى بل تحاول تفسير ما سيكون من وجودوحياة مابين الميلاد والوفاة ،وظهور العرافة لم يأت من عدم ،فقضية السحر والسحرة قديمة  قدم الوجود الإنسانى  ،ومحاولة متكررة لتفسير ظواهر عصية الفهم على الإنسان ،بل كان وجود الساحر فى القصور الملكية ضمن ترتيب الحاشية التى لا استغناء عنه مهما كانت الأسباب 0
 
إذن00 أسلافنا فى مشارق الأرض ومغاربها ،اعتمدوا على السحر والسحرة والكهانة والكاهن  فى الإدلاء بما يجب وبما يكون ،فشيوع هذا النمط من التفكير كان سائدا ومنتشرا وله طقوسه الغامضة  وشعائره الصارمة 0
 
فالعرّافة تأتى بأمر خارق للعادة وتسرد ما يلقاه الشخص المقصود من مغامرات وأعاجيب وهزائم وانتصارات  بل تأتى بخلاصة موجزة وقاطعة  وحاسمة لصراعات الشخص المقصود من الميلاد وحتى الوفاة 0
ومن المشاهد التاريخية التى أذكرها مسرحية( ماكبث) لخالد الذكر وليم شكسبير  ،هذا المسرحية التى قامت على نمطية التنبؤ بما سيلاقيه ماكبث من أحداث ،فها هو ماكبث  وقد قابلته الساحرات 0
 
ساحرة ا: سلاما مكبث ! هنينا لك، يا أمير غلامس "!
ساحرة 2: سلاما مكبث: هنينا لك يا أمير "كودر"!
ساحرة 3: سلاما مكبث ! ستكون ملكا فيما بعد.
بانكو: لماذا يا سيدي الكريم تجفل، وتبدو خائفا من أشياء مقبولة ? باسم الحقيقة هل أنتن من دنيا الخيال، أم انتن في الحق كما تظهرن عليه  ? حبيتن زميلي الشهم بلقب يحمله الآن، وتنبأتن له بحظ رفيع مع أمل في الملوكية، يبدو أنه غارق فيما سمع. لا تكلمنني. إذا قدرتن على معرفة بذور ما تؤول اليه الأمور وأية بذرة ستنمو، وأية بذرة لا تنمو فتكلمن معي إذن، فأنا لا أتوسل ولا أخاف معروفكن ولا كراهيتكن.
ساحرة 1: حييت!
ساحرة 2: حييت!
ساحرة 3: حييت!
ساحرة 1: أقل من مكبث وأعظم!
ساحرة 2: ليس سعيدا جدا، مع ذلك أسعد بكثير.
ساحرة 3: ستنجب ملوكا، ولو أنك لست منهم. لذا سلاما مكبث وبانكو!
ساحرة 1: بانكو ومكبث سلاما!
مكبث: مكانكن، ايتها المتكلمات القاصرات اطلعنني على المزيد. فبوفاة والدي "ساينل"، أعرف أنني أمير "غلامس". ولكن كيف أكون أمير "كودر"? وأمير "كودر" مازال حيا، رجلا متنعما: وأن أكون ملكا لا يقع في نطاق آمال، أكثر من أكون أمير "كودر". أخبرنني من أين جئتن بهذه الأخبار الغريبة ? ولماذا وقفتن في طريقنا على هذه الموجة اللعينة بترحيب تنبؤي كهذا? تكلمن، آمركن.
[تختفي الساحرات]
بانكو: للتراب فقاعات، كما للماء وهن من تلك الفقاعات. -أين اختفين ?
مكبث: في الهواء: وما ظهر مجسدا، ذاب كنفحة في الهواء ليتهن بقين!
بانكو: هل كانت أشياء كهذه هنا، ونحن نتكلم عنها أم أننا أكلنا جذورا تسبب الجنون وتقتاد العقل أسيرا?
مكبث: سيصبح أولادك ملوكا.
بانكو: ستصبح ملكا.
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - يونيو - 2007
 1  2  3