البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : يوميات دير العاقول    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 معتصم 
20 - مايو - 2007
يوميات دير العاقول هو عنوان لكتاب جديد يعيد الشاعر محمد السويدي عبره تركيب عصر الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي, من خلال نص خاص يستند في مرجعيته إلى كل ما توافرت عليه المكتبة العربية , و جهود بحثية للمؤلف على مدى العشرين عاماً الماضية , و سيكون العمل موسوعة كاملة عن القرن الرابع للهجرة , معتمدةً على سيرة المتنبي كإنسان أكثر من كونه شاعراً , و سيكون الراوي لأحداث زمانه .
و المؤلف يضع هذا العمل في أيدي رواد مجالس الوراق مؤكداً على أهمية آرائهم في إغناء هذا العمل و تطويره .
 1  2  3 
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يا داود إنا    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
كل عام وأنتم بخير ,مع إطلالة هذا الشهر الكريم 
 
الأستاذ الكريم داود محق بشأن ماذهب إليه بشأن ما ادعاه بانعدام الثقة عن طه حسين حينما يكتب عن التراث العربي الإسلامي ,وهذا دعوى يؤيدها البرهان ,لا الإيمان ,ويثبتها العقل والبحث العلمي ,وليست العاطفة ,أو من يزعم أنه يعقل ,وكون  الأخ الكريم داود لم يقرأ كتاب المتنبي لمحمود شاكر رحمه الله ,فهو لم يعرف المتنبي حقا ,وهو من أمتع البحوث التاريخية الأدبية وأصدقها وأوثقها ,وبالنسبة لكتاب طه حسين فقد رد عليه محمود شاكر ,وفند حجته بنسبته إلى القرامطة ,وسأوردها هنا إن أرادها الأخ داود .
 
يقول طه حسين في مقدمة كتابه وعن أسباب كتابته عن المتنبي (قل ماتشاء في هذا الكلام الذي تقرأه .قل إنه كلام يمليه رجل يفكر فيما يقول ,وقل إنه كلام يهذي به صاحبه هذيانا ,قل إنه كلام يصدر عن رأي وأناة ,وقل إنه كلام يصدر شذوذ وجموح ,فأنت محق في هذا كله ,...فلنتمرد بالجماعة ولنثر بالقراء ,ولننبذ الاحتياط ,إلا هذا الذي يثير الشر ,ويؤذي الأخلاق ).
 
ثم يعقب عليه أبو فهر (زهو بغيض وخيلاء نابية وعجب لايرحم بائسا رماه حب القراءة في تنور وقوده من زمهرير ثرثرة قاسية ).
 
ولقد قال محمود فصدق ,وقال طه عن نفسه فصدق ,والصدق حبيب الله ,فقذف المتنبي بإنه لقيط لا أب له ,إنما هو ثرثرة وتخريف ,وهذيان وتخليط ,وقول بلا برهان ,وهي شبهة لاترقى بأن تكون دعوى ,وهو مثير للشر ,منقصة للأخلاق ,مجلبة للخطايا والسيئات ,وسنة سيئة في تاريخ البحث ,وتأويل فاسد لأدب المتنبي وكفى بهذا ضلالا .
 
 
كل عام وأنت بخير يا أستاذ عبدالرؤوف ,وأعظم  شكر لما قدمه الأخ داود من طرح راق,وتحياتي لأهل الوراق أجمعين .
خالد العطاف
13 - سبتمبر - 2007
مخطوطة أم خواطر?.    كن أول من يقيّم
 
 
قدمتم للبحث بتقديم أرجو ألا يكون من قبيل التدليس .. فقد ظننت حقا أن في الأمر مخطوطا تم العثور عليه ، فيستحق من عثر عليه الشكر والإعجاب . ولكنني أعرف أن مخطوطاتنا سرقت ، ولم يعد هناك ، منذ نصف قرن على الأقل ، أي أمل بالعثور على أي مخطوط ضائع .. ولهذا استغربت واستبعدت ، ثم تبين لي أنه أسلوب من أساليب الأدباء ، في إقناع القارئ بواقعية القصة أو الرواية ، والإقناع بواقعية العمل من أهم عناصر التشويق في الفن الأدبي .. ولكنكم أسرفتم في وصف المخطوطة ومكانها وزمانها وشكلها مما يوحي بأن ثمة مخطوطة حقا ..
وكان الأصوب أن تصفوا الأمر كما هو ، مجموعة خواطر عاشها الكاتب مع ديوان الشاعر ، وكأنما كان يعيش مع الشاعر نفسه ، وجعل لذلك أسلوبا جديدا ، تخيل فيه العثور على مخطوط بخط المتنبي ، الذي لا أظن أنه كتب بيده شيئا قط .. وعلى كل حال ، فهذا النوع من الخواطر الحية ، هو من خير أنواع التحليل الأدبي ، ولا يستطيع الإبداع فيه إلا القلة الذواقة ، من كبار المبدعين ، وأرجو أن يكون الأستاذ السويدي واحدا منهم .
وهذه الخواطر ، التي كتبها الأستاذ السويدي مشكورا ، هي عمل أدبي رائع ولا شك ، ولكنها مثلها مثل السيرة والقصة والرواية ، لا يمكن أن تكون وثيقة تاريخية أو مصدرا معتمدا من مصادر التاريخ ، ، فليس لها أية قيمة توثيقية ، وإن كان من الممكن وربما الواجب الاستئناس بها في بعض الأحوال ..
لذا فإنني أرجو ألا يطالب الأخ السويدي أو سواه ، بان تكون هذه الخواطر وأمثالها مرجعا أو مصدرا تاريخيا حقيقيا عن حياة المتنبي وشعره ، كما فعل جيورجي زيدان ، حين طالب بأن تكون رواياته مرجعا تاريخيا ، وهو فيها يخالف حقائق التاريخ ويزيفها كما يحلو له..
هذه الخواطر متاحة لمن يريد أن يقرأ أدبا راقيا رفيعا ، لا لمن يريد مصدرا تاريخيا مرجعيا ، وإن كان البحث التاريخي سيكون جافا وجامدا ومملا ، إذا لم يزينه صاحبه ببعض الخواطر والجمل والمعاني ، التي أبدعها ذهن الكاتب السويدي المتوقد ، وخطها يراعه المبدع المتفنن.. مع تحياتي للجميع ..
*داوود
24 - مايو - 2007
بطل مغوار أم شاعر عملاق    كن أول من يقيّم
 
 
وصف الأستاذ زهير المتنبي بأنه بطل مغوار ، وشاعر عملاق .. وأرى أنه من الخير أن نقسم المتنبي نصفين : (المتنبي الرجل ، والمتنبي الشاعر) ..
وعلى الرغم من أن الشاعر والبطل لا يجتمعان في شخص واحد ، إلا أنهما في المتنبي أبعد ما يكونان عن الاجتماع .  والبطولة والشاعرية تتناسبان عكسا في الإنسان ، فكلما زادت البطولة قلت الشاعرية وبالعكس . وبما أنه لا مشاحة في عملقة المتنبي الشعرية ، فلا شك في أن رجولته وبطولته مشكوك فيها ..
وقل مثل ذلك في (الملوك الأرانب) فهل كان كافور أرنبا مثلا?. وهل استطاع المتنبي أن ينال من كافور شيئا?. وهل كان كافور أقل ذكاء من المتنبي ?. لقد أدرك كافور هدف المتنبي من أول وهلة ، ولكن المتنبي لم يدرك مرامي كافور إلا بعد فوات الأوان ، فأيهما أذكى?.
قال أحدهم يوما : لقد كان المتنبي كبيرا إلا أنه كان يطلب أمرا حقيرا ويظنه بخياله عظيما ، لقد كان يطلب وظيفة عند كافور ، فلم يحصل عليها .
أما مصرعه ، فأين البطولة فيه وقد هرب أول الأمر لولا أن خادمه عيره بمفاخره الخيالية ، فعاد إلى حتفه لا إلى بطولته ، فلم يسجل لنا التاريخ شيئا عن مقاومته وبلائه قبل موته..
ثم إن قول الأستاذ النويهي بالأسباب السياسية لقتله ، على وجاهته ، يحتاج إلى الدليل ، ولا أظنه بعيدا ، ولكن لا بد منه ، فقد قيل إن مخاصمة المتنبي وسيف الدولة ، ورحلة المتنبي إلى كافور كانت حيلة سياسية لا ستطلاع بعض الأمور التي تساعد سيف الدولة في مد سلطانه إلى مصر ، حيث كان المتنبي وسيف الدولة (يستضرطان) كافورا ، فباءت الرحلة والحيلة بالإخفاق .. 
وأما قول الأستاذ النويهي (ولايثبت فى يقينى أن هجاءه لضبة كان الذريعة لقتله ، وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس) ففيه نظر ؛ لأن العرض كان في نظر القوم أغلى مما آل إليه اليوم ، ولأن قلة من الشعراء ينحدرون إلىالدرك الذي انحدر إليه المتنبي في هجائه لضبة .. ولأن المتنبي لم يقم بهجاء ابن ضبة بل هجاها هي بفحش لا مثيل له.. لقد أفحش فحشا أستغفر الله أن أذكره على هذه الصفحات .. إنه لا يستحق عليه الجلد ، بل ربما يستحق الرجم أيضا ، ولا أزعم أن فاتكا نفذ فيه حكم الله ، ولكن أي امرئ في وضع فاتك لا يمكن أن يقوم بأقل من هذا ..
ولننظر أكل الشعراء يفعلون مثل هذا حتى لا يبقى شاعر?. واقرؤوا إذا شئتم ( ما أنصف القوم ضبة .. وأمه الطرطبة ) ..
أما أن المتنبي شاعر عملاق ، فلا يماري في ذلك عاقل .. وأما أنه بطل مغوار ، فاسمحوا لي بالمخالفة ؛ لأن سيده سيف الدولة نفسه ، المشهور ببطولاته وأمجاده ، وبألقاب الفخر والتمجيد التي عرفناها عنه في الأدب لا التاريخ ، لم يكن كذلك ، فكأن بطولة سيف الدولة هي من شعر المتنبي أيضا ؛ ففي المحاضرات والندوات التي أقيمت في اختيار حلب مدينة الثقافة الإسلامية ، أشار بعض المحاضرين إلى أن التاريخ  سجل لسيف الدولة ثلاث عشرة معركة لم ينتصر إلا في ثلاث منها فقط !. فاقرأ واعجب . مع كل احترامي وحبي ..
*داوود
7 - يونيو - 2007
مع المتنبي    كن أول من يقيّم
 
كل التحية للأستاذ النويهي على مراجعته لكتاب (مع المتنبي) لطه حسين ، ولكن الشيخ طه ، كأساتذته ، غير ثقة في هذا الباب ، من وجهة نظري على الأقل ، ومع ذلك فقد أثار الدكتور طه حسين في ما نقله الأستاذ النويهي تساؤلا في العمق وهو قوله : (والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان ، ثم إلى شيراز ، فقد كان مع جماعة من البغداديين ، منهم ابن جنى . فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???) حقا!. أين ذهب الذين كانوا معه?. وماذا فعلوا?. أقاتلوا معه أم خذلوه وأسلموه وتفرقوا عنه?. ولعلنا نعرف شيئا قليلا إذا قارنا بين وفاة المتنبي وابن جني مثلا لنعرف كم عاش الأخير بعد صاحبه .. وقد قرأت أن خير من كتب عن المتنبي هو (أبو فهر : محمود محمد شاكر) ولكنني لم أستطع الحصول لا على كتابه عن المتنبي ، ولا على شرحه لديوان المتنبي ، وكنت قرأت له في (مجلة الرسالة) للزيات مساجلة مع المرحوم سعيد الأفغاني (حول نبوة المتنبي) فلعل الأخ النويهي يجد في ما كتبه محمود شاكر ما يجلو بعض الغموض في هذه القصة.. مع كل الشكر والتحية ..
*داوود
9 - يونيو - 2007
السويدي ويوميات دير العاقول    كن أول من يقيّم
 
يوميات دير العاقول آخر أعمال أستاذنا محمد السويدي صانع الوراق وراعيه، وقد دعاني مشكورا لحضور أمسية (يوميات دير العاقول) مساء يوم الخميس الفائت، والتي دعا إليها ابتهاجا بتحقيقه (47) يومية من (يوميات دير العاقول) التي تبلغ زهاء (200) يومية.
أما المدة التي قضاها السويدي في تحقيق ال(47) يومية فهي سبعة أيام بلياليها، ولكنها من أيام السويدي المجبولة بعبير المتنبي، فلا غرابة أن نرى فيها جهود سنوات طوال لو لم يصرح السويدي أنه شرع في تحقيق هذه اليوميات قبل سبعة أيام. وهذه اليوميات هي من جنس (منامات الوهراني) من جهة، ومن جهة أخرى تذكرنا بكتاب (أم القرى) في إعلان الكواكبي عنه..
يقول السويدي، إن (يوميات دير العاقول) مخطوطة عثر عليها في دير العاقول، وكانت مخطوطة سقيمة، مهترئة، قد عاثت فيها الأرضة، وأتت الرطوبة على الكثير من كلماتها، وبعد طول بحث وتحقيق تبين أنها ذكريات المتنبي بخط يده، كتبها يوما بيوم، وكتب أوراقها الأخيرة في (دير العاقول) حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بطلا مغوارا، وشاعرا عملاقا بذ  شعراء العالم، وأعطى الشعر العربي أجمل معانية وأعذب أغانيه.
ويصح أن يقال أن (يوميات دير العاقول) مسرحية، من تأليف المتنبي وإخراج السويدي، وكان هذا هو إحساسي وأنا أرى شخصيات المتنبي التي يعج بها ديوانه تظهر أمامي على خشبة المسرح، فمنها ما يكون له دور هامشي، ومنها من يقوم بدور البطولة فيها.. فخولة أخت سيف الدولة مثلا تلعب أكبر أدوار البطولة في هذه المسرحية، وقد حظيت بأطول يوميات المتنبي وأكثرها أهمية، إذ جعل مرثيته لها مدخلا للحديث عن همومه وعذاباته وما لقيه في دهره من تفاهة رقيع وسخافة وضيع. وفيها نجد المتنبي في نثره حرا طليقا، تند عن مفرداته أسرار الحياة، وتعتصر قلبه آلام المعذبين، ويمشي بك في كل ما تراه اليوم من غبن وقسوة، فكلما قرأت تعليقا له على بيت في يومية خولة (إنا لنغفل والأيام في الطلب) تجد نفسك تردد : ما أشبه اليوم بالبارحة.
ونجد في فاتحة كل يومية، تاريخها ومكان كتابتها، بالميلادي (وبالهجري حسب الطريقة التي ستظهر بها في واحة المتنبي).
ومن هذه اليوميات ما هو أشبه بالأخبار، إذ يحكي فيها المتنبي عن أيام سبقت مولده بأعوام، ولكن كان لها أكبر الأثر في صياغة أحداث عصره.
ورأى السويدي أن يذيل على هذه اليوميات بذيل، وصل به إلى أحداث عام (379) يعني بعد مقتل المتنبي ب(25) سنة، وفي هذه السنة نزلت آخر الشخصيات من خشبة المسرح، وابتدأ عصر جديد، هو (عصر ما بعد المتنبي)
لن تفقد هذه اليوميات روعتها بذكر بعض تفاصيلها، وهي ستنشر لاحقا في (واحة المتنبي) وأضرب أمثلة بذكر عناوين اليوميات التي قراها علينا السويدي، مع موجز عنها.
1-   رؤوس تطوف بغداد: تاريخ اليومية (933م) المكان: (طرابلس الشام) الموضوع: ليلة القبض على مؤنس الخادم
2-   إذا اتسخت ثيابي: تاريخ اليومية (949م) المكان: حلب.
الموضوع : (الخبزرزي) وسؤال سيف الدولة عن شعره
3-   رجال في صناديق: تاريخ اليومية (940م) المكان: طبرية. الموضوع : مقتل بجكم التركي
4-   كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف: تاريخ اليومية (933م) المكان: بعلبك، الموضوع: بجكم التركي ورجل من الصوفيه
5-   المهلبي يغري بي سفهاء بغداد: تاريخ اليومية (962) المكان: بغداد، الموضوع ظاهر في العنوان
6-   موت القرمطي: تاريخ اليومية (944) المكان طبرية، والموضوع هلاك أبي طاهر القرمطي سليمان بن أبي سعيد الجنابي، وهلك كما قال المتنبي في عاصمته هجر بالجدري، فلا رحم الله به مغرز إبرة. وكان هلاكه عام 332هـ
7-   أكفان ميت: تاريخ اليومية (928) المكان: الكوفة، الموضوع: المتنبي يحكي قصة إتلافه لقصيدة مدح بها حاجبا ببغداد، فأعادها إليه الحاجب قال: فبعثت إليه برسالة ذيلتها بقول ابن الرومي
ردَدْتَ  عـليَّ مدحِي بعد iiمَطْلٍ وقـد دنَّـسْـتَ ملبسَه iiالجديدا
وقلتَ امْدح به من شئتَ غيري ومـن ذا يـقبل المدْح iiالرَّديدا
ولا سِـيـمَـا وقد أعمَقْتَ iiفيه مـخـازِيَـكَ اللواتي لنْ iiتَبيدا
ومـا لـلْـحَيِّ في أكْفان مَوْتٍ لـبـوسٌ بعدما امتلأتْ iiصديدا
8-   البطيخات الخمس: تاريخ اليومية (962) المكان الكوفة. الموضوع (القصة المشهورة للمتنبي مع بياع البطيخ، يمكن الرجوع إليها في (الصبح المنبي) (نشرة الوراق ص 25)
9-   ابن شنبوذ وقراءات القرآن: تاريخ اليومية (935) المكان حمص. الموضوع محاكمة ابن شنبوذ على شذوذاته في قراءة القرآن، وكان الذي حاكمه الوزير الشهيرابن مقلة، فحكم عليه أن يضرب سبع درر قال ابن خلكان: (فدعا وهو يضرب على الوزير ابن مقلة بأن يقطع الله يده ويشتت شمله، فكان الأمر كذلك). ويمكن قراءة محاكمة ابن شنبوذ في (وفيات الأعيان) (نشرة الوراق ص 589) وكانت محاكمته: يوم الأحد لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة.
10-                      إنا لنغفل والأيام في الطلب: تاريخ اليومية 963م المكان الكوفة، والموضوع موت خولة أخت سيف الدولة، وهي التي قال فيها:
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ كِـنايَةً  بِهِما عَن أَشرَفِ iiالنَسَبِ
وَأَكـرَمَ الـناسِ لا مُستَثنِياً iiأَحَداً مِـنَ  الكِرامِ سِوى آبائِكِ iiالنُجُبِ
*زهير
21 - أبريل - 2007
هامش اليوميات    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
شهدنا ليلة أمس مساء آخر من أمسيات السويدي ويوميات دير العاقول، وكان الجديد هذه المرة حافلا بالمفاجآت، ليس فقط على صعيد اليوميات الجديدة التي يعيد فيها السويدي رسم شخصية المتنبي كما يتصورها، وإنما كان الجديد الأهم (هامش اليوميات) وهو ما سيظهر لاحقا في هامش كل يومية، يوثق فيها السويدي لليومية، مبينا مراجعها ومصادرها، وملقيا الضوء على ما يعتبره حقا له مشروعا في التصرف بإضافة بعض اليوميات من خياله الخاص كيومية العرافة التي أثارت اهتمام النويهي، فهذه اليومية التي بحث لها السويدي عن موطئ قدم في اليوميات هي ضرب من الخيال ليس إلا، ولكنه خيال يتصل باهتمام السويدي المطول بعلم الفلك والأبراج، ولأنني لست في هذا الفن في العير ولا في النفير، لم أفهم ماذا يعني أن يكون المتنبي من مواليد برج الجوزاء، وسواء كانت هذه هي الحقيقة أم لا، فكذلك تصوره السويدي، وهو ينحت هذا النصب الضخم الذي يمثل المتنبي جسدا وروحا، بغضون وجهه وعروق يديه وضفائر شعره وبريق عينيه، وسترى فيه الناس تمثالا، وسيرى فيه السويدي نهر الحياة التي عاشها هو. وسيرى فيه كل واحد منا خيال العذابات التي تعتصر فؤاده، ويحسها ويلمسها في شعر المتنبي والطبقة العالية من شعراء العرب، أو كما يقول السويدي فإن التاريخ منذ أكثر من ألف عام يغربل في شعراء العرب ويبقى المتنبي عصيا على الغربال مع نخبة من شعراء المعلقات وشعراء العصر العباسي، لم تنجب العرب بعد من يبذهم ويحتل مكانتهم في قلوب عشاق الشعر ومتذوقيه (السمّيعة)
 
.... أكتب هذه الكلمات وفي سمعي صدى ما حكاه لنا السويدي من هوامش سفر الخروج، وهو يحكي فيه قصة خروج المتنبي من مصر التي أودعها المقصورة التي يقول فيها:
وَلَـكِـنَّـهُـنَّ  حِـبالُ iiالحَياةِ وَكَـيـدُ  الـعُداةِ وَمَيطُ iiالأَذى
ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ إِمّــا  لِــهَـذا وَإِمّـا لِـذا
وأنا أتشوف لرؤية هذا الهامش منشورا على الوراق ليقرأ الناس المتنبي بقلم عربي صميم عاش البادية كما عاشها المتنبي، وعرف تقاليد الرحلة في مضارب البدو، وهو ينقل في هذا الهامش عن أبي العلاء تسمية شيوخ العرب الذين نزل عليهم المتنبي في رحلته، وكانوا على علم بخروجه من مصر ليلة العيد، وكل منهم على علم باليوم الذي يصل فيه المتنبي إلى مضاربه، وانظر في ذلك ما حكاه أبو العلاء في تفسير هذه الأبيات من المقصورة:
فَـمَـرَّت  بِنَخلٍ وَفي رَكبِها عَـنِ  الـعالَمينَ وَعَنهُ غِنى
وَأَمـسَـت  تُخَيِّرُنا iiبِالنِقابِ وادي  الـمِياهِ وَوادي iiالقُرى
وَقُـلنا لَها أَينَ أَرضُ العِراقِ فَـقـالَت  وَنَحنُ بِتُربانَ iiها
وَهَبَّت بِحِسمى هُبوبَ الدَبورِ مُـسـتَـقبِلاتٍ مَهَبَّ iiالصَبا
رَوامـي الكِفافِ وَكِبدِ الوِهادِ وَجـارِ  البُوَيرَةِ وادِ iiالغَضى
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ iiالصَدى
وَلاحَ  لَـها صَوَرٌ iiوَالصَباحَ وَلاحَ الـشَغورُ لَها وَالضُحى
وَمَـسّـى  الجُمَيعِيَّ iiدِئداؤُها وَغـادى الأَضـارِعَ ثُمَّ الدَنا
فَـيـا  لَكَ لَيلاً عَلى iiأَعكُشٍ أَحَـمَّ  الـبِلادِ خَفِيَّ iiالصُوى
وَرَدنـا الـرُهَيمَةَ في iiجَوزِهِ وَبـاقـيـهِ أَكثَرُ مِمّا iiمَضى
فَـلَـمّا  أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ فَـوقَ  مَـكـارِمِـنا iiوَالعُلا
وَبِـتـنـا  نُـقَـبِّلُ iiأَسيافَنا وَنَـمـسَحُها  مِن دِماءِ iiالعِدا
لِـتَـعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ وَمَـن  بِالعَواصِمِ أَنّي iiالفَتى
وَأَنّـي  وَفَـيتُ وَأَنّي iiأَبَيتُ وَأَنّـي  عَتَوتُ عَلى مَن iiعَتا
كان حديث السويدي في هامش هذه اليومية حديث الباحث المتمكن الضليع، فتساءلت كم هي المدة التي قضاها في إعداد هذا الهامش، وهل ستحظى بقية اليوميات بنفس هذا القدر من الدقة والتوثيق. وبينما أنا أتساءل إذا بالسويدي يفتح هامش دير العاقول، ويتناول بالنقد المرير حكاية مقتل المتنبي في النعمانية، ويقترح رواية أخرى،، متشابكة الفصول مرتبطة بالظروف السياسية و القوى الإقليمية و النزاعات الطائفية التي أحاطت بعصر المتنبي، ليس من حقي أن أميط اللثام عن رواية السويدي الآن قبل صدور هامش اليوميات فترقبوا هذه السويدية الجديدة
 
*زهير
10 - يونيو - 2007
آخر قصائد الحلاج    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
هذه القصيدة هي آخر عهد الحلاج بالدنيا، وقد أنشدها وهو في طريقه إلى الصليب، ورواها عنه ابنه (حمد) ويمكن الرجوع إليها في معظم الكتب التي ترجمت للحلاج، وقوله: (من مكمد الكظم) في البيت السادس، أي كانوا يتقربون إلى الله بالكمد. و(الكظم) بفتح الظاء مجرى النفس في الحلق، والجمع أكظام، وفي حديث علي (ر) (لعل الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ بأكظامها) وقوله في البيت السابع: (وفقدان الألى إرم) أي وفقدان الأوائل الذين هم إرم، و(الألى) هنا لا علاقة لها بأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، بل هي مقلوب أُوَل.
أنـعَـي إليك نفوساً طاح iiشاهدُها فيما ورا الغيبِ بل في شاهد iiالقِدَمِ
أنـعـي  إليك قلوباً طالما iiهطَلت سـحائبُ الوحي فيها أبحُرَ iiالحِكَمِ
أنـعـي إليك لسانَ الحقّ مذ زَمَنٍ أوْدَى  وتـذكارُه في الوهمِ iiكالعدمِ
أنـعـي إلـيـك بياناً تستكين iiله أقـوالُ  كـلّ فـصيحٍ مقوَلٍ iiفَهِمِ
أنـعـي إليك إِشاراتِ العقول iiمعاً لـم  يـبقَ منهنّ إِلاّ دارسُ iiالرِمَمِ
أنـعـي وحُـبِّـك أخلاقاً iiلطائفةٍ كـانـت مطاياهمُ من مُكمِد iiالكَظَمِ
مـضى  الجميعُ فلا عينٌ ولا iiأثرٌ مُـضِـيَّ عـادٍ وفُقدانَ الأُلى iiإِرَمِ
وخـلّـفـوا معشراً يحذون لُبسَهمُ أعمى من البَهْم بل أعمى من النَعَمِ
*زهير
10 - يوليو - 2007
المتنبي وموسى الرويلي    كن أول من يقيّم
 
بين يديّ كتاب (في الصحراء العربية) لآلويز موزيل المشهور بموسى الرويلي (نسبة إلى عرب الرولة) وهو اسمه المعروف حتى الآن فيما بينهم، وكتابه هذا تتناقله عرب الرولة كوشاح الذهب،  لما يتخلل الكتاب من ذكر أيامهم وأشعارهم ومنازلهم وديارهم.
أما عن علاقة المتنبي بموسى الرويلي فلأن الاثنين قد عبرا بادية الحماد في بلاد الشام، وهي البادية التي تمتد من ضمير في دمشق وحتى (هيت) في العراق، لذلك نجد في كتاب موزيل وصفا مطولا لمعظم الأماكن التي مر بها المتنبي في خروجه من مصر. والسبب في ذلك أن الهدف من رحلة موزيل كان إعداد خريطة علمية لتلك المنطقة  برمتها، وذلك في العام 1908 و1909، ثم أوفد لاحقا لنفس المنطقة من جهة الحكومتين الحليفتين تركيا وألمانيا لحشد عشائر الرولة والحويطات وحلفائهما للوقوف في وجه الأطماع البريطانية. (ولد موزيل في عام 1868 بمدينة ريتشاروف التشيكية، في عائلة نمساوية من المزارعين الفقراء، وتخصص في علم اللاهوت والعهد القديم، وأجاد العربية والعبرية، وفي عام 1895 نال الدكتوراه، وحصل إثرها على إجازة تفرغ لمدة عامين قضاهما في فلسطين، وشارك لاحقا في تأسيس معهد الاستشراق في براغ، وتوفي عام 1946).
اخترت كمثال على تعليقاته الجغرافية كلامه عن بادية بسيطاء، وهي نفسها (بُسيطة) التي عناها المتنبي بقوله في المقصورة:
وَجابَت بُسَيطَةَ جَوبَ iiالرِداءِ بَـيـنَ  الـنَعامِ وَبَينَ iiالمَها
إِلى عُقدَةِ الجَوفِ حَتّى iiشَفَت بِماءِ الجُراوِيِّ بَعضَ الصَدى

وكان موزيل في طريقه إلى (الجوف) الوارد ذكره في البيت الثاني، صحبة الأمير نواف الشعلان ونية هذا أن يقوم بغارة على الجوف يستردها من ابن الرشيد الذي غصبها منهم، وهدف موزيل أن يوثق خريطته ويمد رقعتها.
قال (ص 99) وحديثه في يناير 1909:
(لقد تكون هذا السهل القاحل عبر سلسلة لا نهاية لها من عوامل الحت والتعرية، عبر قرون لا تعد ولا تحصى، وكان مغطى قبل عهد طويل بتلال من الحجر الرملي، لكن الرياح والأمطار والصقيع عملت على تآكل سطح التلال، حتى لم يبق إلا الداخل الصلب الذي  استعصى عليها، وكانت تغطية الرمال المتنقلة مرة بعد مرة، وهكذا تشكلت التلال الرملية التي أضفت عليها بتوزعها على مساحة السهل المظهر الحزين الذي تحدث عنه الشعراء العرب. وبسيطاء عندهم سهل تنتشر فوقه حصباء من مختلف الأشكال، وقاحل لخلوه من الماء. ويقال: إن العبد التابع للشاعر المتنبي شاهد فيها أثناء هروب الشاعر من مصر إلى العراق ثورا غريب الشكل، ولعله المهاة، فحسبها مئذنة. كذلك شاهد فيها أحد الرحالة نعامة فذكر أنها شجرة نخيل. وربما يكون هذان قد التبس عليهما المشهد، وهذا الخطأ جائز في حرارة الهواء حين يهتز بستائر الغبار
 
*زهير
25 - يوليو - 2007
محمد جبريل وروايته (من أوراق أبي الطيب المتنبي)    كن أول من يقيّم
 
في زيارتي الأخيرة لأستاذنا محمد السويدي مساء أمس فاجأني بهذه الطرفة النادرة: كتاب صدر عام 1988 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان (من أوراق أبي الطيب: تقديم وتحقيق محمد جبريل) (154 صفحة من القطع الصغير) والكتاب يقدم قصة يوميات دير العاقول في حلة ثانية، باستثناء المقدمة التي تكاد تكون ذات الكلمات التي قدم بها أستاذنا السويدي ليوميات دير العاقول. وكان ذلك مفاجأة أشبه بالصاعقة، وكنت أقرأ في عيون السويدي وهو يحدثنا عن هذه المفاجاة لهفته لرؤية هذا الروائي القرين، والذي دخل حياته من أوسع الأبواب.
سوف أنقل إليكم هنا نبذة عن كتاب جبريل، لأن الوصول إليه ليس بالسهل بعد مضي عشرين عاما على نشره. وأقف أولا على مقدمة الكتاب لمقارنتها بمقدمة (يوميات دير العاقول) فتحتَ عنوان (حكاية هذه الأوراق) كتب جبريل يقول: (تباينت الروايات: في أي الأماكن ترك أبو الطيب المتنبي هذه الأوراق، ومن الذي عثر عليها للمرة الأولى . قال البعض: إن هذه الأوراق عثر عليها ضمن متعلقات أبي الطيب،  في الموضع نفسه الذي شهد معركته الأخيرة ومصرعه.
ورواية ثانية: أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبي، أودعها بيته القريب من بغداد، ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها.. فطن الأحفاد لخطورة ما تحتويه فأذاعوه.
ورواية ثالثة: أن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة في الموضع نفسه الذي صرع فيه المتنبي، فحملها إلى بغداد، وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذي به استحوذت عليه، وظلت في موضعها حتى قيض الله لها كاتب هذه السطور فأخرجها إلى النور.
أما السؤال الذي طرح نفسه قبل أن أعد هذه الأوراق للنشر، وبعد إعدادها كذلك فهو: هل كتب أبو الطيب ما كتب في صورة مؤلف يروي أحداث رحلته في مصر، أم أن أوراقه مجرد ملاحظات أقرب إلى المذكرات اليومية التي يكتبها بعض المشتغلين بالحياة السياسية والفكرية في حياتنا المعاصرة ?
أيا كان الجواب فإن هذه الأوراق التي كتبها أبو الطيب إبان إقامته في مصر وبعدها إلى مصرعه كان ينبغي أن تحقق وتنشر، بحيث يتاح للأجيال الحالية أن تتعرف إلى جوانب لم يسبق كشفها من حياة المتنبي.
وقد حرصت في تحقيق الأوراق، " وأعتذر لضياع بعضها، وطمس كلمات، أو حروف بعضها الآخر" أن أسوّد ما كتبه أبو الطيب في زمانه، لا أغير كلمة ولا حرفا، ولا أحذف أو أضيف، إنما أشرح ما يتطلب الشرح، وأسلط الضوء على الأعلام والأماكن والأحداث بما يعين على فهم الأوراق واكتناه بواعثها ودلالاتها.
وأملي أن تجد هذه الأوراق اهتماما يساوي قيمتها التاريخية والأدبية، وما بذل فيها من جهد كي ترى النور) محمد جبريل: مصر الجديدة 1986م.
افتتح محمد جبريل أوراق المتنبي بالأوراق (من 6 إلى 8) مشعرا أن الأوراق (من 1 إلى 5) من القسم الضائع من المخطوطة، وعلق على هذه  بقوله: (لاحظنا أن المتنبي لم يشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها، ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية بصورتها الحالية لم تكن معروفة آنذاك. وقد فضلنا بديلا لذلك أن نشير إلى الأوراق بأرقامها المتسلسلة. وبداية الأوراق من الصفحة السادسة بما يعني أن المتنبي كتب تمهيدا أو مقدمة استغنى عنها فيما بعد، أو أنها فقدت مع أوراق أخرى سيأتي ذكرها في حينه)
وتبدأ الصفحة السادسة بقول المتنبي: (مصر .. وصلت إليها في مطلع الصباح، الشوارع تتثاءب، وغلالة رمادية تلف الناس والأشياء، والمشربيات لا تبين عما وراءها. قطعت وأتباعي الطريق دفعة واحدة من الرملة إلى بلبيس فالفسطاط. دخلت من باب هائل الارتفاع (علمت فيما بعد أن اسمه باب الصفا، منه تخرج العساكر وتعبر القوافل) لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.
حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي: ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.
أمرت فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه. خلفت في الشام أبا فراس وأبا الحسين الناشئ وأبا القاسم الزاهي وأبا العباس النامي وغيرهم عشرات بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.
ناقشت أصحابي أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق واخترت مصر .... إلخ
)
تمتاز رواية جبريل عن يوميات السويدي بالفارق الأساسي الذي يميز الرواية عن اليوميات، بما يلزم الأولى من إبداع للمحافظة على سلاسة الحبكة الروائية، وما تتسم به الثانية من الندرة والطرافة، وبينما تنحصر وقائع أوراق جبريل في الفترة التي قضاها المتنبي في مصر، تمتد يوميات السويدي لتغطي الرقعة الجغرافية لحياة أبي الطيب منذ ولادته وحتى بعيد وفاته.
وقد قدم الناشر لرواية جبريل بقوله: (هذه هي الرواية الثالثة للقاص والروائي المبدع محمد جبريل، وكانت روايته الأولى "الأسوار" وروايته الثانية "إمام آخر الزمان" أما روايته "من أوراق أبي الطيب المتنبي" فهي أحدث أعمال الكاتب، حيث استخدم شكلا فنيا جديدا، استلهم فيه زيارة أبي الطيب لمصر في عهد كافور الإخشيدي لكي يعكس ما كانت عليه صورة الحياة المصرية في ذلك العهد، والرواية تسعى لتصوير هذه المرحلة، وتقدم انعكاساتها على الواقع المعاصر من خلال رؤية مكثفة للحياة والإنسان)
وكغيره من الروائيين لم يتورع جبريل أن يكسر قيد التاريخ ويتحرر من أغلاله لتمرير فكرة راقت له. ومثال ذلك ما ورد ( ص21 ): (ابتدرني شاب عقب صلاة الظهر قائلا: نحن نزكي في الشعراء ثلاثة هم أبو تمام والبحتري والشريف الرضي .. ) وجبريل لا يحتاج إلى من يذكره أن الشريف الرضي ولد بعد وفاة المتنبي بخمس سنوات.
ويمضي جبريل في رسم مصر أيام المتنبي بريشة روائي ساخر، يتصيد الفرص لإضفاء روح العمل التاريخي على روايته، وقد يكون في عمله تعريض بالمؤرخين المتزمتين الذين يفترض أنهم سيتناولون روايته بالنقد المرير. ولكن هذا الرأي مجرد تخمين (فالمعنى في قلب الروائي) كما هو في قلب الشاعر. وهي كلمة تنسحب بأحكامها على معظم فصول الرواية، من أمثل ما ورد (ص 44) (... أخلى الأستاذ مجلسه هذا المساء إلا من كبار معاونيه، شنت الجماعات الوافدة (37) هجمة مفاجئة على إحدى قرى الحدود، باغتوا الحامية المصرية فقتلوا أفرادها ونهبوا البيوت والدور، وسبوا النساء والأطفال) يعلق جبريل على الهامش (37) بقوله: (تخلو كل المصادر من ذكر الجماعات الوافدة وما سببت من مضايقات دفعت كافور إلى حربها والحد من شرورها ثم الدخول معها في معاهدة صلح، ولعل تلك الأحداث من صنع خيال أبي الطيب، أو لعلها كانت أحداثا هامشية مع بعض قبائل الرحل، جسمها المتنبي لتألمه من الإخشيدي على هذا النحو)  ويستمر جبريل في التهميش على الأوراق المزعومة مستخدما كل اصطلاحات التحقيق، كالهامش (27): (هكذا بياض في الأصل) والهامش (38) (هكذا في الأصل) ويعلق بالهامش (40) بقوله: (هل كتب المتنبي هذه الأوراق بحيث تجد سبيلها إلى النشر يوما. أم أنه كتب ما كتب لمجرد التنفيس عما يشغله ويضيق به ? هذه الفقرة ترجح الرأي الثاني)
 
*زهير
15 - أغسطس - 2007
بالتوفيق ان شاء الله    كن أول من يقيّم
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
تحية الى الاستاذ الشاعر محمد السويدي و اشكره على هذا العمل الرائع و على نشره في الوراق ليتسنى لنا قرائته. بارك الله فيك و ندعو لك بالتوفيق في جميع اعمالك القادمة.
سارة
25 - مايو - 2007
 1  2  3