على هامش الشعر الجاهلى (17) جولة حرة فى كتاب (معك) (1)     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
جولة حرة فى كتاب (معك) ذكريات سوزان زوجة طه حسين القاهرة.. العاشر من رمضان 1393هجرية 0 السادس من اكتوبر 1973 ميلادية والجيش المصري يعبر قناة السويس ويرفع العلم في صحراء سيناء، وأنظار العرب من المحيط إلى الخليج مصوبة إلى جبهات القتال الثلاث: المصرية والسورية والأردنية وقلوبهم تخفق بشدة في انتظار ما سوف تسفر عنه الحرب الرابعة مع العدو الصهيونى. ظهر يوم السبت 27 اكتوبر 1973، اصيب د. طه حسين عميد الادب العربي والذي ملأ الدنيا وشغل الناس على مدى خمسين عاما، بوعكة في بيته في ?رامتان? ولما جاء الطبيب عالج النوبة وعاد صاحب ?الأيام? إلى حالته الطبيعية. وعندئذ وصلت من الامم المتحدة بنيويورك برقية تعلن فوزه بجائزة حقوق الانسان، غير انه لم يسعد كثيرا بتلك البرقية. وبإشارة من يده تعرفها جيدا زوجته الفرنسية السيدة سوزان، علق على ذلك قائلا: ?وأية أهمية لذلك? في الليل، بعد أن غادر الطبيب وسكرتيره الخاص قال لزوجته وهو يستعيد ذكريات السنوات العسيرة التي عاشها مناضلا من أجل أفكاره ضد االتخلف والتزمت: ?أية حماقة?! هل يمكن أن نجعل من الأعمى قائد سفينة?0 صبيحة يوم الأحد 28 أكتوبر من العام المذكور، شرب د. طه حسين، بصعوبة كبيرة شيئا من الحليب، ثم لفظ انفاسه، وفيما بعد كتبت زوجته تقول واصفة مشاعرها في تلك اللحظة العصيبة: <<< جلست قربه، مرهقة متبلدة الذهن وإن كنت هادئة هدوءا غريبا ما أكثر ما كنت أتخيل هذه اللحظة الصعبة، كنا معا وحيدين، متقاربين بشكل يفوق الوصف. ولم أكن أبكي ـ فقد جاءت الدموع بعد ذلك ـ ولم يكن أحد يعرف بعد بالذي حدث. كان الواحد منا مثل الآخر مجهولا ومتوحدا، كما كنا في بداية طريقنا.<<
أثناء حياته الطويلة (83 عاما) وعقب رحيله، كُتِب عن د. طه حسين وعن افكاره ومعاركه الأدبية،الكثير والكثير ونال الباحثون عن الدراسات المتعمقة عن حياته وإبداعاته العديد والعديد من شهادات الماجستير والدكتوراه، بل أفردت المجلات الثقافية آنذاك أعدادا خاصة مثل مجلة الثقافة والهلال، كنت سعيدا غاية السعادة وأنا أبحث عن هذه الأعداد الخاصة بل أصبحت هذه الأعداد الخاصة المرجع الرئيسى والأساسى بمكتبتى 0 وفى أثناء تجوالى سنة 1982 الذى لن ينتهى إلا برحيلى عن الدنيا ،وتفقدى عناوين الكتب الجديدة بمكتبة دار المعارف بطنطا وهى المكتبة التى تحظى بشرف طباعة وعرض كتب الدكتور طه حسين 0 استرعى نظرى كتاب () ( avec toiمعك) فأخذته وتصفحته لكن طال تصفحى واندماجى مع سطوره وحكاياته والترجمة الرقيقة الممتعة التى أحسنها الأستاذ/ بدر الدين عرودكي،الذى ترجمها عن الفرنسية وراجعها الأستاذ/محمود أمين العالم0 ماذا تقول سوزان عن طه حسين? |